توثيق: قصة اختطاف المراغنة للحزب الاتحادي

Quote: وفي عام 1939م انتخب اسماعيل الازهري سكرتيراً عاماً للمرة الثانية مما اكد سيطرة الاشقاء في تحالفهم مع السيد عبد الرحمن عليه، اهتم المؤتمر بقضايا التعليم وأنشأ في خلال خمس سنوات عدداً من المدارس والمعاهد والخلاوي فاقت ما أنشأته الحكومة في خمس وعشرين عاماً وادى ذلك الى تزايد شعبية المؤتمر وفي عام 1940م تمكن الابروفيون من اكتساح تلك الدورة واصبح حماد توفيق سكرتيراً وخضر حمد نائباً له لكنهم اصطدموا بالعديد من المؤامرات فاسقطهم تحالف الاشقاء مع السيد عبد الرحمن وعاد اسماعيل الازهري الى قيادة المؤتمر لكن هذه المرة رئيساً فقد كانت الرئاسة من قبل ذلك دورية. واحتدم الصراع بين الفئتين واحتاجت كل واحدة الى تاييد شعبي لا يتوفر الا عند السيدين ومؤيدهما. في الدورة السادسة للمؤتمر عام 1943م تحالف الابروفيون مع الاشقاء ووقف مناصراً لهم عبد الله الفاضل المهدي ضد مجموعة محمد علي شوقي مع المهدويون الذين وقف معهم محمد الخليفة شريف وفاز التحالف باربعين مقعداً من اللجنة الستينية، وازداد ارتباطهم بالسيد علي الميرغني وبدأ الدعم المصري للأشقاء وازداد ارتباط السلطة البريطانية بالسيد عبد الرحمن. قام المهدويون بتأسيس حزبهم (حزب الامة) عام 1945م بعد أن أصبح المؤتمر واجهة صورية للخريجين، تكون حزب الامة كاطار لقوى عديدة ترتبط جميعها بايديولوجية وشخصية وموقف السيد عبد الرحمن المهدي. فكان الانصار من جماهير الغرب الذين ظلوا مستقرين في مناطقهم او الذين هاجروا الى الجزيرة ابا او الذين ظلوا في ام درمان في احيائها المختلفة (ود نوباوي والعباسية وغيرها) وكانوا يشكلون كتلة مترابطة من المؤيدين المرتبطين بالعقيدة الانصارية يسهل تحريكها في اي وقت لدعم وتأييد مواقف السيد بالتظاهر في شوارع العاصمة وحتى باستخدام العنف احياناً. وهكذا اصبحوا جيشاً خاصاً (للمهدية الجديدة) وتعاملت معهم حكومة السودان بتسامح ولين واستمر السيد كمؤيد قوي وثابت للسلطات الحاكمة. وقد تم استخدام الانصار بشكل واضح في ظروف بروتوكول صدقي بقن عندما قاموا بتنظيم مظاهرات عنيفة في العاصمة معادية لتوجهات البروتوكول وكانت حكومة السودان حريصة على ذلك لتأكيد موقف السودانيين المعادي للمصريين. العنصر الثاني في تكوين حزب الامة تكون من اغنياء الانصار وسط سكان المناطق النيلية، اصحاب المشاريع في النيل الابيض فاسرة السيد عبد الرحمن كانت تمتلك مشاريع عديدة هناك بالاضافة الى اسر اخرى ارتبطت بهم بالمصاهرة والشراكة وكانت دائرة المهدي الاقتصادية تمثل اكبر المؤسسات الاقتصادية في السودان. العنصر الثالث كان ممثلاً في مجموعة الموظفين التي استجابت لجهود السيد عبد الرحمن في الثلاثينيات واختارت الارتباط به في مواجهة النفوذ المصري، كانت مجموعة القوميين هي ابرز تلك الجماعات وبرز من بينهم محمد أحمد محجوب الذي أصبح قائداً بارزاً وزعيماً للمعارضة ورئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية، واصبح الصديق المهدي رئيساً للحزب وقد حرص السيد على ضم القيادات القبلية لتعينه على تنظيمه الواسع وضمان ولاء الجمهور له.