(*)
ربما كنت هذا (اليزن) , أو ربما كنت من تخاطفت (الكلاب) أطرافه , أو ربما مشى (النمل) أسراباً , حتى ألتهم ماء (أذني) ,
أو .. أنا محظوظ , جميعنا محظوظون , لأننا لم نعرف (المايقوما) , لم يبحثوا لنا عن أمهات بديلة , أنا وجدتني هي , لكنهامحض صدفة وحظ عظيم ..!!
(*)
كنت على وشك إتمام مراسم زواجي , كانت الدنيا تضحك لي , لم أدري أنها كانت تخبئ لي بين أسنانها البيضاء , التي لاحت لي زماناً , أطقم أخرى من أنياب (صفراء) كريهة , كانت أمي تزحف نحو موتها ببطء , وكنت أنا أزحف نحو ميلاد أبنائي ببطء أشد , أمي كانت فرحة لفرحي رغم شيخوختها ومرضها ودنو أجلها , كنت أرى بعينيها كل يوم كلام, كنت أحس أنها تخبئ لي سراً , كالذي يخبئه القدر , لركاب طائرة في إنتظارها عاصفة قد تتلاعب بها , حتى جاءت تلك المرأة التي تطوعت بالذهاب إلى أصهاري الجدد, لتخبرهم بما لا يعلمونه , ومالم أعلمه أنا ..!!
(*)
قالت (أمها) : أنت لا تصلح زوجاً لأبنتي , ..!!
قلت : لم لا ؟
قالت : من أنت , إبن من أنت , إلى أي الصحابة الذين ننتمى إليهم تنتمي ؟
قلت : أنا (أنا) وأبن هذه الأرض ,هذا الوطن ,هذه الدنيا ,هذاالفراق العريض , لا أنتمى إلى (العباس) أو (علي) , لكنني ربما , وربما , أنا أبن الناس وأخلاقهم , .. أنا أبن هذه المدينة الفاضلة , لفظتني طفلاً ,
والآن تلفظ أطفالي قبل أن يولدوا , أنا أكثر حظاً من أطفالي , فأنا ولدت رغم كل شئ , والآن رغم أنني أكثر شجاعة من من فعلها بليل وأتى بي , إلا أنكم تلفظون أطفالي , وتلفظون دمي , من أكثر حظاً ؟ , أنا الذي ولدت , أم أطفالي الذين لم يولدوا بعد ..؟
(*)
(المايقوما) داري التي ما نشأت بها , وأعشابها التي تنمو تحت الظل والظلام والإنكار والنكران . (زرياب) أنا , .. (اليزن) أنا, .. أنا كلهم في واحد , .. جميعهم في مفرد , .. !!!
(*)
أظنها كانت تحتضر , (أمي) التي كانت (أمي) لثلاثين سنة خلت ,
قالت : إذهب إلى الحي المجاور , إسأل عنها , فربما تكون لا زالت على قيد الحياة , ..!
قلت : من هي , عن من تتحدثين ؟
قالت : أمك الحقيقية ..!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 10-06-2009, 09:20 AM)
|
|