(*) كانت مفاجأة قلبت حياتي رأساً على عقب, لم أكن أطمع بغير (أمي) أهلاً , ولا نسباً , فكيف تجردني الإقدار مما قنعت به من قليل , بعد أن أخبروني أنهم يرفضونني , ولم يبرروا لي الأمر مباشرة , ركضت نحوها أسألها , لماذا رفضوني , لم تجبني بغير جملة واحدة : أنت ولدي ..! لم أسألها من أنا بل سألتها : لم رفضوني ؟ عرفت أن ثمة سر , عرفت أسباب رفضهم , وعدت أبحث عن , من أنا ؟؟
(*)
قالت : أنت ولدي .. قلت : لا , إبن خطيئة , إبن لحظة حب أو ضعف لم يقوى صاحبيها على تحمل جمالها , الذي هو (أنا) , فرموا بي , .. قالت : إنت ولدي , هم أنجبوك من أجلي , أنت كأطفال الأنابيب , .. قلت : لا أنا , نبت شيطاني , أنا إبن فعلة نكراء , إبن الظلام , إبن (حر...) لم تدعني أكملها وقالت : لا تألمني فإنني في طريقي إلى الآخرة وذادي أنت , إبني أنت , أنت إبن ماجمعنا أنا ومن رباك معي .. قلت : من أنا ؟ من أنا ؟ قالت : سأخبرك من أنت , وأرسلت في طلب أخيها الذي كان خالي , لثلاثين عاماً , خالي زوراً , ..! جلسنا بإنتظاره في صمت , أنظر إليها , وهي , رغم ذهاب بصرها , كأنها تنظر لي , كأن بصرها قد عاد , .. أخيراً , جاء أخوها , وأغلق الأبواب خلفه جيداً , حيانا , وجلس ..!!
|
|