الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-13-2009, 05:12 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين (Re: محمد عثمان الحاج)

    الأحد 24 ديسمبر 1961
    "عشبة الشيطان لم تقم بحماية أحد أبدا. إنها تخدم الإنسان بأن تقدم له القوة وحسب. من الناحية الأخرى فمسكاليتو لطيف مثل طفل رضيع".
    "لكنك قلت أن مسكاليتو مرعب أحيانا"
    "بالطبع هو مرعب، لكن حالما تتعرف عليه فهو لطيف وعطوف".
    "كيف يقوم بإظهار عطفه؟"
    "هو حامي ومعلم".
    "كيف يقوم بالحماية؟"
    "يمكنك الاحتفاظ به معك في كل الأوقات وستجد أنه لا يحدث لك شئ سئ".
    "كيف يمكنك أن تحتفظ به في كل الأوقات؟"
    "في كيس صغيرمربوط تحت ذراعك أو متدلي من عنقك بخيط".
    "هل تحتفظ به أنت معك؟"
    "كلا لأن عندي حليف. لكن أشخاص آخرين يحتفظون به"
    "ماذا يقوم بتعليمه؟"
    "هو يعلمك كيف تعيش بطريقة صحيحة"
    "كيف يقوم بالتعليم؟"
    "هو يريك الأشياء ويخبرك ماهيتها"
    "كيف؟"
    "يتوجب عليك أن ترى بنفسك"
    "ماذا ترى يادون خوان عندما يأخذك مسكاليتو معه؟"
    "مثل هذه الأشياء ليست موضوع حديث عادي. لا أستطيع إخبارك بذلك".
    " هل يمسك سوء إذا تكلمت؟"
    "مسكاليتو هو حامي، حامي لطيف ومهذب لكن ذلك لا يعني أن بإمكانك السخرية منه. لأته رغم أنه حامي لطيف فهو يستطيع أن يكون الرعب ذاته مع اولئك الذين لا يحبهم".
    "أنا لا أنوي أن أسخر منه. فقط أريد أن أعرف ما ذا يجعل الأخرين يرون أو يفعلون. أنا وصفت لك كل ما جعلني مسكاليتو أراه يا دون خوان".
    " بالنسبة لك الأمر مختلف ربما بسبب أنك لا تعرف أساليبه. يجب أن يتم تدريسك أساليبه مثلما يتم تدريس الطفل كيفية المشي".
    "كم من الوقت يتوجب أن يتم فيه تعليمي؟"
    "إلى حين يصبح معقولا بالنسبة لك".
    "ومن ثم؟"
    "ومن ثم سوف تفهم بنفسك. حينها لن يتوجب عليك إخباري بما تراه بعد ذلك".
    "هل يمكن أن تخبرني فقط بالمكان الذي يأخذك إليه مسكاليتو؟"
    "لا يمكنني التكلم عنه".
    "كل ما أريد معرفته هو ما إذا كان هناك عالما آخر يقوم بأخذ الناس إليع".
    "هناك عالم آخر".
    "هل هو السماء؟"
    "هو يأخذك ويخترق بك السماء".
    "أعني هل هي السماء التي يوجد فيها الله؟"
    "أنت تتحامق الأن. أنا لا أعرف أين الله".
    "هل مسكاليتو هو الله؟ هل هو أحد الألهة؟"
    "هو مجرد حامي ومعلم. هو قوة".
    "هل هو قوة في داخل أنفسنا؟"
    "كلا، مسكاليتو لا شأن له بأنفسنا. هو يقع خارجنا".
    "إذن كل من يرى مسكاليتو لابد وأن يراه بنفس الشكل؟"
    "كلا، أبدا. هو ليس نفسه مع كل إنسان".

    الخميس 12 أبريل 1962
    "لمذا لا تخبرني المزيد عن مسكاليتو يا دون خوان؟"
    "لايوجد ما يتم الإخبار به"
    "لابد أن هناك آلاف الأشياء التي يتوجب علي معرفتها قبل أن أراه مرة أخرى".
    "كلا، ربما بالنسبة لك لا يوجد ما يتوجب معرفته. كما سبق وأن أخبرتك هو ليس نفسه مع كل إنسان".
    "أنا أعرف ذلك ولكن مع ذلك أحب أن أعرف ما يشعر به الآخرون تجاهه".
    "رأي أولئك الذي يحرصون على الحديث عنه لا قيمة له. سترى أنت بنفسك. ربما ستتكلم عنه حتى نقطة معينة ثم لن تتكلم عنه أبدا بعد ذلك.
    "هل يمكنك أن تخبرني عن تجاربك الخاصة الأولى؟"
    " أنت الآن تعرف أكثر مما كنت أنا أعرفه في بدايتي. أنت لعبت معه حقا. يوما ما سترى كيف كان الحامي عطوفا. في المرة الأولى لك معه أن متأكد أنه أخبرك بآلآف الأشياء لكنك كنت أصم وأعمى".

    الأحد 14 أبريل 1962
    " هل يتشكل مسكاليتو بشكل عندما يظهر نفسه؟"
    "نعم، بأي شكل".
    "إذن ما هي الأشكال الشائعة التي تعرفها؟"
    "لاتوجد أشكال شائعة له".
    "هل تعني يادون خوان أنه يمكن أن يتشكل بأي شكل حتى بالنسبة للناس الذين يعرفونه جيدا؟"
    "كلا، هو يظهر بأشكال مختلفة لأولئك الذين لا يعرفون عنه سوى القليل، ولكن بالنسبة للذين يعرفونه جيدا هو ثابت دائما".
    "كيف يكون ثابتا؟"
    هو يظهر لهم أحيانا على هيئة إنسان مثلنا أو على هيئة نور. فقط نور".
    هل يغير مسكاليتو شكله للناس الذين يعرفونه جيدا؟"
    "في حدود معرفتي كلا".
    الجمعة 6 يوليو 1962

    بدأت أنا ودزن خوان رحلة في وقت متأخر من عصر السبت 23 يونيو. قال لي أننا سنذهب للبحث عن الفطريات في ولاية شيهواهوا. قال أنها ستكون رحلة طويلة وصعبة.وكان على حق في ذلك. وصلنا إلى مدينة صغيرة تعتمد على المناجم في شمال شيهواهوا في العشارة صباحا يوم الأربعاء 27 يونيو. وسرنا من المكان الذي أوقفت فيه سيارتي على حافة المدينة لمنزل صديقه وهو رجل هندي أحمر ينتمي لقبيلة التراهومارا ومعه زوجته. وقضينا الليل هناك.

    في الصباح التالي قام الرجل بإيقاظنا مبكرا في حوالي الخامسة صباحا وأحضر لنا الإفطار المكون من الفاصوليا و النشا، وجلس يحادثنا بنيما كنا تنناو الطعام لكنه لم يقل شيئا بخصوص رحلتنا.

    بعد الإطار وضع الرجل الماء في وعاء الماء الخاص بي وشطيرتين حلوتين في الكيس الذي يعلق على الظهر الخاص بي. وعلق دون خوان الكيس على كتفه بواسطة حبل وشكر الرجل على حسن ضيافته واستدار نحوي وقال:"حان وقت الذعاب".

    سرنا في الطريق الترابي نحو ميل ثم سرنا عبر الحقول وبعد نحو ساعتين كنا على سفح التلال المجاورة للمدينة. وتسلقنا المنحدرات ذات الإنحدار القليل سائرين في اتجاه جنوبي . عندما وصلنا المنحدرات الشديدة الإنحدر غير دون خوان الإتجاه وتابعنا وادي مرتفع متجهين شرقا. رغم تقدمه في السن كان دون خوان يسير باستمرار بسرعة مشي لا تصدق بالمقارنة بسنه المتقدم بحيث أنه عند الظهر كنت أنا قد أنهكت تماما. جلسنا وقام بفتح كيس الخبز.
    قال لي:" يمكنك أن تأكل كل ما فيه".
    "ماذا عنك أنت؟"
    "أنا لست جائعا ونحن سوف لن نحتاج لهذا الطعام لاحقا".

    كنت متعبا جدا وجائعا وقبلت عرضه. شعرت أن الوقت مناسب للتكلم عن الغرض من رحلتنا وسألته بتلقائية:" هل تظن أننا سنبقى هنا طويلا؟"
    "نحن هنا لنجمع بعض المسكاليتو. سنبقى حتى الغد."
    "أين هو مسكاليتو؟"
    "في كل مكان حولنا".
    كان الصبار من كل نوع ينمو بغزارة في المنطقة لكنني لم أستطيع تمييز البيوتي من بينها. وعدنا للسير ثانية وفي حوالي الثالثة وصلنا لوادي ضيق طويل تحيط به تلال شدية الإنحدار. كنت أشعر بإثارة غريبة بسبب فكرة أننا سنجد البيوتي الذي لم يسبق لي رؤيته في بيئته الطبيعية. دخلنا الوادي وسرنا لنحو أربعمائة قدم عندما رأيت فجأة ثلاثة نباتات بيوتي لا يمكن أن أكون أخطأت في التعرف عليها. كانت في شكل تجمع ينمو بوصات قليلة فوق سطح الأرض أمامي وعلى يسار الممر. بدت مثل أزهار ممتلئة خضراء. وركضت نحوها وأنا أشير إليها لدون خوان.

    تجاهلني وأولاني ظهره وسار مبتعدا. عرفت أنني أرتكبت خطأ وسرنا صامتين بقية العصر متحركين ببطء على أرضية الوادي التي كانت مغطاءة بصخور صغيرة حادة الحواف. سرناعبر الصبار مزعجين جماعات من السحالي وأحيانا طائر وحيد. لمحت الكثير جدا من نباتات البيوتي لكنني لم أقل كلمة.

    عند السادسة مساء كنا في قاع الجبال التي ترسم نهاية الوادي وتسلقنا لرف صخري. ورمى دون خوان كيسه وجلس. كنت جائعا ثانية واقترحت أن نلتقط مسكاليتو ونتجه للمدينة. وبدا على دون خوان الضيق وأصدر صوتا من فمه يدل على الامتعاض وقال أننا سنقضي الليل هناك.

    جلسنا في صمت. كان هناك حائط صخري في اليسار وعلى يميننا الوادي الذي عبرناه قبل قليل. وبدا أعرض وأقل تفلطحا مما ظننت أول وهلة. وعند النظر إليه من موضع جلوسي بدا مليئا بتلال صغيرة وبروزات.
    "غدا نبدأ السير عائدين" قال ذلك دون خون دون أن ينظر لي وأشار للوادي:" سوف نمضي عائدين ونلتقطه أثناء مرورنا في الحقل، أي أننا سنلتقط منه ما يقع في طريقنا فقط. هو سيعثر علينا ولسنا نحن الذين سنعثر عليه. سيعثر علينا إذا رغب هو في ذلك".

    وأسند دون خوان ظهره للحائط الصخري واستمر في الكلام في حين كان وجهه موجها لجانبه وكن هناك شخص آخر غيري هناك. "شئ آخر : أنا فقط هو من سيلتقطه. أنت ربما تحمل الكيس أو تسير أمامي ـ أنا لا أعرف حتى الآن أي الإحتمالين هو الذي سيحدث. لكن غدا سوف لن تشير إليه مثلما فعلت اليوم".
    "أنا آسف يا دون خوان".
    "لا بأس. أنت لم تكن تعرف أن ذلك ممنوع".
    "هل درسك أستاذك كل هذا عن مسكاليتو؟"
    "كلا! لم يقم أحد بتدريسي عنه. لقد قم مسكاليتو نفسه بتعليمي ذلك".
    "إذن مسكاليتو هو مثل إنسان يتم التكلم معه؟"
    "كلا هو ليس كذلك".
    "كيف يقوم بالتدريس إذن؟"
    بقي صامتا لبرهة.
    "هل تتذكر المرة التي لعبت فيها معه؟ لقد فهمت ما كان يعنيه أليس كذلك؟"
    "نعم فهمت".
    "تلك هي الطريقةالتي يدرس بها. أنت لم تكن تعرف حينها ولكن إذا كنت قد وجهت انتباهك إليه لكان تكلم معك".
    "متى؟"
    "عندما رأيته لأول مرة."

    بدا متضايقا جدا بسبب أسئلتي. قلت له أنني توجب علي أن أسأل كل تلك الأسئلة لأنني أردت معرفة كل ما يمكنني عنه.
    قال لي متخابثا:" لا تسألني أنا، إسأله هو. المرة القادمة التي تراه فيها إسأله عن كل ما تريد معرفته".
    "إذن مسكاليتو هو مثل الإنسان يمكنه الكلام..."
    لم يدعني أكمل كلامي وحمل إناء الماء واختفى خلف الصخرة. لم أرد أن أبقى وحيدا هناك ورغم أنه لم يطلب مني مرافقته فقد تبعته. وسرنا نحو خمسمائة قدم نحو جدول صغير. وغسل يديه ووجهه وملأ الوعاء. ومضمض الماء في فمه دون أن يبلع منه شيئا. وجمعت أنا الماء في كفي وشربت لكنه أوقفني وقال أنه لا ضرورة للشرب.

    وناولني الوعاء وبدأ السير عائد للرف الصخري. عندما وصلنا هناك جلسنا مرة أخرى مواجهين الوادي وظهورنا ملاصقة للحائط الصخري. سألته عما إذا كان بإمكننا إشعال نار. وكان رد فعله يدل ان طرح مثل هذا السؤال أمر غير مقبول. قال أنه أثناء الليل نحن ضيوف مسكاليتو وأن مسكاليتو سيجعلنا نشعر بالدفء.

    كان شفق الغروب قد حل وأخرج دون خوان بطانينتين قطنيتين رقيقتين من أكياسه ورمى بإحداهما في حجري وجلس متربعا والبطانية الأخرى على أكتافه.. تحتنا بدا الوادي مظلما وغطى ضباب المساء حوافه.

    جلس دون خوان دون حراك مواجها حقل البيوتي. ونفخت ريح ثابتة الهواء في وجهي.
    "وقت الشفق هو الشق في الجدار الفاصل بين العالمين". قال ذلك بلطف دون أن يتسدير نحوي.

    لم أسأله عما عناه بذلك. أصبحت عيوني منهكة. فجأة شعرت بالتسامي وواتتني رغبة قوية غريبة في أن أبكي!

    رقدت على بطني. كانت الأرضية الصخرية قاسية وغير مريحة وتوجب علي تغيير وضعي كل مرة بعد مرور دقائق قليلة. في النهاية نهضت وجلست متربعا ووضعت البطانية على كتفي. لدهشتي وجدت تلك الوضعية شديدة الراحة ونمت على الفور. استيقظت وأنا أسمع صوت دون خوان يتكلم معي. كان الظلام شديدا. لم أكن قادرا على رؤيته بوضوح ولم أفهم ما قاله لكنني تبعته عندما بدأ في السير هابطا من الرف الصخري. سرنا بحرص أو على الأقل سرت أنا بحرص بسبب الظلام وتوقفنا عند قاع الحائط الصخري. وجلس دون خوان وأشار لي أن أجلس على يساره.وفتح قميصه وأخرج كيسا جلديا فتحه ووضعه أمامه على الأرض. كان يحتوي على عدد من قطع البيوتي المجففة.

    بعد تريث طويل التقط إحدى القطع وأمسك بها في كفه الأيمن ومسحها عدة مرات بين الإبهام والأصبع الأول بينما كان ينشد بصوت واطئ. فجأة صرخ صرخة هائلة.
    "أهيييييي!"
    كان ذلك غريبا وغير متوقع وشعرت بالرعب. ورأيته بغير وضوح يضع قطعة البيوتي في فمه ويبدأ في مضغها وبعد برهة التقط الكيس بأجمعه وطلب مني هامسا أن آخذ الكيس وآخذ مسكاليتو ثم أضع الكيس أمامنا مرة أخرى ثم أفعل مثلما فعل هو بالضبط.

    والتقطت أنا قطعة بيوتي ومسحتها مثلما فعل هو بينما كان هو ينشد هازا ظهره للأمام والخلف. حاولت عدة مرات أن أضع القطعة في فمي لكنني شعرت بالحرج من أن أصرخ مثلما فعل هو. ثم وكأنني في حلم خرجت مني صرخة هائلة بدرجة لا يمكن تصديقها" أهييييي !" للحظة ظننت أن تلك الصرخة صدرت من شخص آخر. مرة أخرى شعرت بآثار الصدمة العصبية في بطني وشعرت أنني أقع للوراء. كنت على وشك الإغماء. وضعت قطعة البيوتي في فمي وبدأت في مضغها. بعد برهة التقط دون خوان واحدة أخرى من الكيس وشعرت بالراحة وأنا أراه يضعها في فمه بعد أن ردد بعض الإنشاد، ومرر الميس لي وقمت أنا بوضعه أمامنا بعد أن التقطت قطعة أخرى وتكرر الأمر خمسة مرات قبل أن ألاحظ أي شعور بالعطش. والتقطت الوعاء لكي أشرب ولكن دون خوان أمرني بأن أغسل فمي فقط ولا أشرب لكي لا أتقيأ.

    مضمت فمي بالماء عدة مرات. في لحظة كان الشرب يمثل إغراء هائلا وبلعت القليل من الماء. على الفور بدأت معدتي في التقلص. توقعت أن يندفع السائل بلا ألم أو جهد مثلما حدث في تجربتي السابقة مع البيوتي ولكن لدهشتني لم أحس سوى بإحساس التقيؤ العادي لكنه لم يستمر طويلا .
    التقط دون خوان قطعة أخرى وناولني الكيس وتكررت الدورة إلى أن مضغت أربعة عشر قطعة. عند ذلك اختفت كل أحاسيسي بالعطش والبرد وعدم الارتياح. بدلا من ذلك شعرت شعورا غير عادي بالدفء والإثارة. رفعت الوعاء لكي أرطب فمي لكنه كان خاليا. "هل يمكننا الذهاب للجدول يا دون خوان؟"


    لم يخرج صوتي من فمي لكنه اصطدم بسقف فمي ورجع لحنجرتي واستمر يتردد جيئة وذهابا بين الإثنين. كان الصدى لطيفا ورخيماوبدا أن له أجنحة ترفرف في حنجرتي. وأراحتني لمسته. وتابعت حركته جيئة وذهابا إلى أن تلاشت.

    كررت السؤال وبدا وكأن صوتي يخرج من بئر.

    لم يجبني دون خوان. ونهضت وسرت في اتجاه الجدول. نظرت نحوه لأرى ما إذا كان سيتبعني ولكنه بدا ينصت بانتباه لشئ.
    واشار لي بصرامة أن أهدأ.
    "أبوهتول هو هنا الآن".
    لم يسبق لي سماع تلك الكلمة من قبل وكنت أتساءل في نفسي عما إذا كان يتوجب علي سؤاله عنها عندما لاحظت صوتا بدا كأزيز داخل أذني. وبدأ الصوت في التزايد تدريجيا إلى أن أصبح مثل صوت ثور هائل وتفجر للوهلة قبل أن يتضاءل تدريجيا إلى أن أصبح كل شئ هادئا مرة أخرى. عنف الصوت وشدته أفزعاني. كنت أرتجف بشدة بحيث لم أكد أستطيع الوقوف على رجلي إلا بصعوبة، لكنني كنت في قمة العقلانية وإذا كنت نعسان قبل قليل فإن ذلك لاشعور اختفى تماما تاركا حالة من الوضوح الكامل. ذكرني الصوت بفيلم خيال علمي فيه نحلة عملاقة تهز أجنحتها وهي خارجة من منطقه إشعاع ذري. وضحكت على تلك الفكرة. ورأيت دون خوان يعود لوضعية جلوسه المسترخية. وفجأة عادت لي صورة النحلة العملاقة. كانت أشد واقعية من الأفكار العادية. ووقفت لوحدي محاطا بصفاء غير عادي. تم طرد كل شئ آخر من عقلي. تلك الحالة من الصفاء الذهني التي لم يسبق لي المرور بمثلها من قبل في حياتي نجم عنها حالة رعب أخرى.

    بدأت أتصبب عرقا. ملت نحو دون خوان لأقول له أنني خائف. كان وجهه على بعد بوصات قليلة من وجهي. كان ينظر لي لكن عيونه كانت عيون نحلة. بدت مثل زجج مستدير يشع منه نور في الظلام. كانت شفتاه بارتين ومنهما صدر نسق صوت:" بيهتوه بيهتوه بيهتوه" وقفزت للوراء وكدت أصطدم بالحائط الصخري. ولفترة بدت أنها طويلة بلا نهاية أصابني شعور لا يحتمل بالرعب. كنت ألهث وأتأوه، كان العرق وكأنه تجمد على جلدي مما جعل جسمي يتصلب بدرجة غريبة. ثم سمعت صوت دون خوان:" انهض. تحرك. انهض"

    اختفت الصورة ورأيت وجهه المعتاد مرة أخرى. قلت بعد مرور ما بدا أنه زمن طويل جدا:" سأحضر بعض الماء" كان صوتي متهدجا. ما كان بإمكاني قول الكلمات إلا بصعوبة. وأومأ دون خوان موافقا، وعندما سرت مبتعدا لاحظت ان خوفي قد أختفى

    عندما اقتربت من الجدول لاحظت أن بإمكاني رؤية كل شئ في طريقي. تذكرت أنني رأيت قبلة وهلة دون خوان بوضوح شديد في حينأنه قبل ذلك ما كان بإمكاني تمييز شكله إلا بصعوبة. وقفت ونظرت بعيدا ولا حظت أنني قادر على الرؤية عبر الوادي. أصبحت بعض الصخور في النهاية الأخرى للوادي ظاهرة بوضوح شديد. ظننت أن الوقت هوالصباح الباكر لكنني فكرت أنني ربما أكون قد فقدت الإحساس بالزمن. نظرت لساعتي فكانت تشير للثانية عشرة إلا عشرة دقائق. فحصت الساعة لأتأكد أنها تعمل. لا يمكن أن يكون الوقت ظهرا، لابد أنه منتصف الليل! كنت أنوي أن أصل الماء وأعود للصخور لكنني رأيت دون خوان قادما وانتظرته. أخبرته أنني أصبحت قادرا على الرؤية في الظلام.

    حدق لي لزمن طويل دون أن يقول شيئا وإذا كان قد قال شيئا فربما لم أسمعه لأنني كنت أركز على قدرتي الجديدة العجيبة في الرؤية في الظلام. كان بإمكاني رؤية الحصى الدقيق جدا في الرمل. في لحظات كان كل شئ واضحا بحيث بدا وكأن الوقت هو الصباح الباكر أو المغرب ثم يصبح مظلما ثم يضئ مرة أخرى. وسرعان ما لاحظت أن الإضاءة تقترن مع حركة انبساط قلبي والظلام مع حركة انقباضه. كان العالم يتحول من النور للظلمة وبالعكس مع كل دقة من دقات قلبي.

    انهمكت في هذا الاكتشاف عندما بدأت في سماع نفس الصوت الذي سبق لي سماعه. تصلبت عضلاتي.
    "أنوهكتال (هكذا سمعت الكلمة هذه المرة) هو هنا". قال ذلك دون خوان. تخيلت أن ذلك الزئير مرعد و طاغي بحيث لم تعد هناك أهمية لأي شئ آخر. عندما تلاشى الصوت لاحظت زيادة مفاجأة في الماء في الجدول. تمدد الجدول الذي كان قبل قليل عرضه أقل من قدم بحيث أصبح بحيرة هائلة. بدا أن هناك ضوء يأتي من الأعلى ويسقط عليها ملامسا سطحها وكأنه يأتي عبر أوراق أشجار كثيفة. من حين لآخر كان الماء يلمع لثانية بلون ذهبي أو أسود. ثم يصبح مسودا بلا نور ويكاد يختفي من البصر لكنه يبقى حضرا بصورة غريبة.

    لا أتذكر كم الوقت ظللت جالسا القرفصاء هناك فقط أراقب على شاطئ البحيرة السوداء. لابد أن الزئير قد اختفى حينها لأن ما أعادني مرة أخر للـ "الواقع" كان صوت الأزيز المفزع مرة أخرى. استدرت لأبحث عن دون خوان. رأيته يتسلق ويختفي خلف الرف الصخري. لكن الشعور بالوحدة لم يضايقني أبدا. وجلست هناك في حالة ثقة كاملة واسترخاء. أصبح الزئير مسموعا مرة أخرى وكان شديدا مثل صوت ريح عاصفة. عندما دققت اإنصات اكتشفت وجود نغمة محددة فيه. كانت تركيبة من أصوات حادة شبيهة بالصوت البشري يصحيها صوت طبلة غليظ عميق. وركزت انتباهي على النغمة ولاحظت أن حركة انقباض وانبساط قلبي توافق صوت الطبلة ونسق الموسيقى.

    نهضت وتوقفت الموسيقى. حاولت أن أنصت لدقات قلبي لكنها لم تكن مسموعة. جسلت مرة أخرى وأنا أفكر أنه ربما كانت وضعية جسمي هي التي سببت تلك الصوات. شعرت أنني اكتفيت ولكن عندما نهضت لأغادر شعرت برجفة في الأرض. كانت الأرض تهتز تحت أقدامي. كنت أفقد توزني. سقطت للوراء وبقيت عى ظهري فيما اهتزت الأرض بعنف. حاولت أن أمسك بصخرة أو نبتة لكن شيئا كان ينزلق تحتي. قفزت واقفا لبرهة ثم وقعت مرة أخرى. كانت الأرض التي أجلس عليها تتحرك لداخل الماء مثل طوف. وبقيت بلا حراك وأنا في حالة صدمة بسبب الرعب الذي كان مثل أي شئ آخر متفردا ومستمرا ومطلقا.
    تحركت عبر مياه البحيرة السوداء وأنا جالس على قطعة أرض بدت مثل جذع شجرة مصنوع من الطين. أتاني شعور بأن اتجاه الحركة كان نحو الجنوب حع حركة التيار. كان بإمكاني رؤية الماء يتحرك ويدور. كان باردا وثقيلا بدرجة غريبة عند اللمس. تخيلت أنه حي.

    لم تكن هناك شواطئ مميزة أو علامات ولا أتذكر الإفكار أو الأحاسيس التي شعرت بها خلال تلك الرحلة. بعدما بدا أنه ساعات من الطفو متحركا بدا أن طوفي استدار بزاوية قائمة نحو اليسار في اتجاه الشرق واستمر في الانزلاق عبر الماء لمسافة قصيرة ثم اصطدم فجأة بشئ. أدت الصدمة للإلقاء بي نحو الأمام أغلقت عيني وشعرت بألم حاد عندما اصدمت ركبتي وذراعي المفتوحتين بالأرض. بعد برهة نظرت للأعلى كنت راقدا على التراب. بدا :أن جذعي الطيني قد ذاب في الأرض. جلست وتلفت حولي. كان الماء ينحسر! كان يتحرك للخلف مثل موجة منعكسة إلى أن أختفى.

    جلست هناك لزمن طويل محاولا تجميع أفكاري وتحويل كل ما مر بي لشئ مفهوم. كان جسمي كله يؤلمني. كان حلقي مثل جرح مفتوح وكنت قد عضضت شفتي عندما اصدم طوفي بالأرض. نهضت. جعلتني الريح أدرك أنني أشعر بالبرد. كانت ثيابي مبللة. كانت يدي وركبتي وفكي تهتز بعنف بحيث وجب علي الرقاد مرة أخرى. تسللت قطرات العرق لعيوني وأحرقتني حتى صحت من الألم.

    بعد برهة استرجعت بعضا من رباطة جأشي ووقفت. في الفجر المظلم كان المنظر واضحا تماما. خطوت خطوتين. سمعت بوضوح عدة أصوات بشرية. بدا أنهم يتكلمون بصوت مرتفع. تبعت الصوت وسرت لنحو خمسين ياردة وأجبرت على التوقف فقد وصلت نهاية طريق مسدود. كان المكان الذي أقف فيه مغلقا مشكلا بصخور ضخمة. كنت أميز صخرة فالتي تليها إلى أن اندمجت الصخور مكونة جبلا. من بينها كانت تنبعث موسيقى رائعة. كان تدفقا مستمرا مخيفا من الأصوات.

    عند قاعدة إحدى الصخور رأيت رجلا يجلس على الأرض ووجه ملتفت بحيث كنت اكاد أراه من الجانب. اقتربت منه إلى أن أصبحت على بعد ربما عشرة أقدام عندما أدار وجهه ونظر لي. توقفت فقد كانت عيناه هما الماء الذي رأيته قبل قليل. فقد كان لهما نفس الحجم الهائل ولمعة اللون الأسود والذهبي. كان رأسه مدببا مثل ثمرة الفراولة وجلده أخضر تنقطه نتواءت عديدة. باستثناء الشكل المدبب كان رأسه مماثلا تماما لسطح نبات البيوتي. وقفت أمامه محدقا إليه. لم أستطع تحويل نظري عنه. شعرت أنه يضغط عمدا على صدري بثقل عينيه. كنت أختنق. فقدت توازني وسقطت على الأرض. استدارت عيناه بعيدا. سمعته يتكلم معي. في البداية كان صوته مثل حركة حفيف نسيم خفيف. ثم سمعته كموسيقى ـ كلحن مكون من مجموعة من الأصوات وعرفت حينها أنه يقول :"ماذا تريد."

    ركعت أمامه وتكلمت عن حياتي ثم بكيت. نظر لي مرة أخرى. شعرت أن عينيه تجذباني بعيدا وشعرت أن تلك هي لحظة موتي. أشار لي بأن أقترب أكثر. تريثت لوهلة قبل أن أخطو خطوة للأمام. عندما أقتربت أدار عيونه بعيدا عني وأراني ظهر كفه. وقال اللحن:"أنظر! " كان هناك ثقب مستدير في كفه. "أنظر! " قال اللحن مرة أخرى. نظرت في الثقب ورأيت نفسي. كنت عجوزا وضعيفا وكنت أركض وظهري منحن وشرارات لامعة تنتشر حولي. ثم اصطدمت بي ثلاثة شرارات اثنتان بالرأس وواحدة بالكتف الأيسر. ووقف جسمي الظاهر الثقب لوهلة إلى أن أصبح عموديا تماما ثم اختفى مع الثقب.

    أدار مسكاليتو عيناه في اتجاهي مر’ أخرى. كانتا قريبتين مني بحيث شعرت بهما يصدران نفس الصوت الغريب الذي سبق لي سماعه عدة مرات من قبل في تلك الليلة. وأصبحتا مسالمتين تدريجيا إلى أن أصبحتا مثل بركة هادئة تتلامع فيها توهجات ذهبية وسوداء.

    أدار عينيه بعيدا وقفز مثل جندب لمسافة تقارب الخمسين قدما واستمر في القفز إلى أن اختفى.
                  

العنوان الكاتب Date
الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-07-09, 05:53 PM
  Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-07-09, 05:54 PM
    Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-07-09, 05:56 PM
      Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-07-09, 05:57 PM
        Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-07-09, 06:00 PM
          Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين HAIDER ALZAIN05-08-09, 06:47 AM
            Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين عماد موسى محمد05-08-09, 07:15 AM
              Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-08-09, 01:44 PM
                Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-08-09, 01:48 PM
                  Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين Elkhawad05-08-09, 02:17 PM
                    Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-09-09, 05:09 PM
                      Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-23-09, 05:14 PM
                        Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-28-09, 05:35 PM
                          Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-28-09, 05:36 PM
                            Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-29-09, 07:03 PM
                              Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين ALazhary205-29-09, 07:06 PM
                              Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-29-09, 07:08 PM
                                Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-29-09, 07:12 PM
                                  Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-31-09, 05:56 PM
                                    Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-31-09, 06:01 PM
                                      Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-31-09, 06:03 PM
                                        Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج05-31-09, 06:07 PM
                                          Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-04-09, 07:03 PM
                                            Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-04-09, 07:05 PM
                                              Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-04-09, 07:07 PM
                                                Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-06-09, 07:00 PM
                                                  Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-12-09, 03:42 PM
                                                    Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-13-09, 05:12 PM
                                                      Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-13-09, 05:15 PM
                                                        Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-18-09, 05:01 PM
                                                          Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-19-09, 06:58 PM
                                                            Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج06-25-09, 04:27 PM
                                                              Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج07-02-09, 04:57 PM
                                                                Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج07-03-09, 04:16 PM
                                                                  Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج07-10-09, 03:09 PM
                                                                    Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج07-14-09, 04:11 PM
                                                                      Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج07-16-09, 06:43 PM
                                                                        Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج07-24-09, 05:23 PM
                                                                          Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج07-30-09, 05:48 PM
                                                                            Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-06-09, 06:25 PM
                                                                              Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين Elkhawad08-12-09, 00:01 AM
                                                                                Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-14-09, 12:29 PM
                                                                                  Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-20-09, 07:05 PM
                                                                                    Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-23-09, 04:45 PM
                                                                                      Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-24-09, 06:06 PM
                                                                                        Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-25-09, 05:36 PM
                                                                                          Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-27-09, 06:58 PM
                                                                                            Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محجوب البيلي08-27-09, 08:21 PM
                                                                                              Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين Elkhawad08-27-09, 09:04 PM
                                                                                                Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-29-09, 08:20 PM
                                                                                                  Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-29-09, 08:27 PM
                                                                                                    Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-29-09, 08:31 PM
                                                                                                      Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين Sinnary08-29-09, 10:14 PM
                                                                                                        Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج08-30-09, 06:48 PM
                                                                                                          Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج09-03-09, 06:58 PM
                                                                                                            Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج11-01-09, 07:58 PM
                                                                                                              Re: الطريق الصوفي عند حكماء الهنود الحمر المكسيكيين محمد عثمان الحاج12-25-09, 05:24 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de