الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 02:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2009, 09:38 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    عزيزي احمد ضحية

    شكرا على الاهتمام

    ومنتظرنك
                  

01-21-2009, 10:04 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    خلال الاعوام الاخيرة من الحقبة الاستعمارية الاخيرة, أي مع بدايات الخمسينيات من القرن العشرين, كما تبين الورقة, فان نشوب الحرب الاريترية من أجل الاستقلال من اثيوبيا قد جلب سيلا من اللاجئين الذين تدفقوا عبر حدود السودان الشرقية. حسب الورقة, فان بعضا من اللاجئات قد امتهنّ البغاء من اجل اعالة انفسهنّ, حيث تمكنّ بمهارة فائقة من السيطرة على أسواق المدن الرئيسية. وكما تبين الورقة, فان هذه الحلقة من التاريخ كانت نذيرا مهما لاشياء قادمة.فخلال العقود التي اعقبت الجلاء البريطاني من السودان,فان البغاء في السودان قد شهد ازدهارا بمستويات لم يشهدها من قبل. حيث ادى تطور قوى الاقتصاد, مسنودا بالكوارث الطبيعية والحرب الاهلية, الى تدمير الدفاعات الاخيرة لمجتمع الريف , وتشريد الآلاف من الناس الذين اصبحوا تحت رحمة القدر.ومع ذلك فان التدفق المعاصر للاجئين الاجانب من اتجاهات عديدة سوف يجعل الثقافة السائدة لجيل ما بعد الاستعمار ان تنظر للبغاء كممارسة دخيلة ورادة من الخارج, عن طريق اناس غير مرغوب في وجودهم. وهنا تعلق الورقة ان هذا الحكم فيه تجني على التاريخ وعلى النساء الوطنيات, قاطنات أحياء المصابيح الحمراء بالخرطوم, واللائي احتفلن باستقلال السودان في الاول من يناير 1956 على طريقتهنّ الخاصة, حيث اعلنّ اضرابا عن العمل لمدة يومين, والتي رفضن خلالها استقبال الزبائن البيض.

    (عدل بواسطة Marouf Sanad on 01-21-2009, 10:10 PM)

                  

01-22-2009, 06:27 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية النقل المختصر ,

    وقد حاولت في هذا الاختصار تجنب بعض الاشياء,

    منها ما يتعلق بالبديهيات الثقافية "ان صح التعبير"

    كوصف الدلكة أو وصف العناقريب

    ومنها ما يتعلق بامور التبست عليّ,

    كمااختصرت الكثير من اجل الاختصار,

    وارجو ان يتمكن المهتمين من الاطلاع على النسخة الاصلية والمراجع التي وردت فيها
                  

06-06-2009, 03:16 AM

أحمد طراوه
<aأحمد طراوه
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    هذا و الله بوست يجلب المنفعة لقرائه .. و الأجر لصاحبه

    و اسمح لي اخي معروف بأهداء هذا الخيط التاريخي الإجتماعي المتسلسل إلى روح الراحلة
    زينب محمد بيلا (بت بيلا) المرأة السودانية التى تحركت من اقصى الموقع
    الإجتماعي - المحافظ بشرق النيل، إلى اقصى الموقع الجديد المثير للجدل في
    خرطوم روبرتسون و ماكمايكل .. تلك الخرطوم الجديدة الرآفلة تحت الثوب الزاهي
    للتحالف البرجوازى، الافندو - تجاري السوداني .. منتهيا بها مسار التاريخ الإجتماعي
    إلى ذلك الموقف الجليل بأن صار بيتها بشارع المك نمر القديم مُستقرا لوزارة الأوقاف
    و إدارة لشؤن الحج (اوقاف زينب بت بيلا)

    و اسمح لي ايضا بإنزال هذه الصورة التي جمعتنا في مايو 2004 مع إسبولدنج، انا في يمين الرجل
    .. و الناشط الحقوقي محمد القاضى عند يسار الرجل .. و القاضى عضو بهذا المنبر




    و من الحق و الواجب ان يرى الناس اسبولدنج (صاحب الكتابات الغزيرة الهامة حول تاريخ السودان الإجتماعي - الإقتصادي)
    ومع ذلك فإن خلافي مع اسبولدنج و إستفاني (زوجته) كما تجلى في ايام سانتا كلارا تلك، قد تمركز حول موقف
    الماركسية السودانية، من تلك النظرات
    و العبرات ذات الجذر المركزي - الإثنو - اروبي، و التي تحصر فهم تاريخ السودان عموما، و ديناميك الصراع الحديث في
    دارفور تخصيصا، تحصره داخل ذاك الإطار الأكاديمي المحدود و الذى لا يسير بالانثرو - سوسيولوجي السوداني
    سوى خطوات محدودة و خالية من كل بسالة تاريخية - نقدية ! خطوات في احسن الاحوال لا
    تتجاوز الوظيفية و التوجهات الكمية - الأداتية الحديثة المتقاصرة عن الكشف و الإجتراح و الإشراق

    (سبولدنج و اوفاهي شديدي الإهتمام المبكر بدارفور غير انهما لا يمنحان
    دورا حاسما لصراع الطبقات، و لا ينتبهان لقوى الإقطاع القبلي السوداني - الدارفوري
    وهي تعاني مخاض إنجاب برجوازيتها التجارية داخل اسواق كتم، و الفاشر، و زالنجي، و نيالا

    .. اسبولدنج في منهجه البحثي منذ تلك الستينات و السبعينات، و في بقية اعماله المشتركة مع
    الراحل المؤرخ الراصد ابو سليم، لا ياخذ بالإعتبار مخاوف و توجهات قوى الدفع و التراكم
    البرجوازي - الراسمالي الدارفوري وهي تئن تحت
    الضربات (الناعمة و الشرسة) لراسمالية الخرطوم ، و قسمها الحديث الإسلامي- الطفيلي الملتزم ايدلوجيا
    بإلتهام كل كيكة الوطن و إفتراس بقية القوميات الكادحة اسلامية كانت ، ام مسيحية، او عبدة الشمس
    و جذوع الاشجار )

    .. وفهم اسبولدنج على كل
    حال فهم اكاديمي - بحثي اروبي - مركزي - ايكولوجي، وثيق الصلة بعلم الإنسان الإجتماعي في صورته
    الرصينة الامينة .. لكنه نهجا" لا يستطيع ان يقدم تفسيرا كافيا و مقنعا
    حول لماذا تحولت تلك الصراعات القبلية التى كانت تخضع لمبدأ (الصُلح سيد الأحكام) إلي إبادة
    بشرية كاملة و تهجير قسري من الديار و الحواكير طال ما لا يقل عن ( 2 مليون شخص)

    .. بل قل كيف تحولت تلك الصراعات القبلية المحدودة إلي تطلعات جيو - سياسية - إقتصادية
    كاملة ترمي لتشييد مملكة اسلامية بترولية تسندها سدود النيل، و ممتدة عبر دارفور البروكسي
    الراسمالي الجديد ماركة موسى هلال و صافي النور ، إلى بحيرة
    تشاد، وصولا الي دلتا نهر النيجر في كامل التحالف مع برجوازية كانو الإسلامية التى ما إنفكت
    تنهب بترول فقراء الهوسا و الإيبو و تجلد و ترجم فقراء نسائهم و تقطع ايدي المعدمين
    من رجالهم

    .. رصد ريتشارد هيل في كتابه الهام (تاريخ الإسلام في السودان) إن إمراة إسمها نصرة من قبائل
    السودان النيلية كانت قد فتحت اول ماخور منظما في الدولة السنارية !

    ولو عدنا لفريدريك انجلز وهو يمارس قراءة اعمال مورقان الاولى بمنهج ماركس، فإن نصرة دون شك
    كانت قد إحتلت موقعا وسطا متعادلا في معمعان صراع المانجلك و الشيخ الفقير ، ساعية بكامل
    الذكاء في إعادة تدوير مجموعة من الحرائر و المسترقات في طاحونة اقدم مهنة عرفتها البشرية
    الا وهي مهنة البغاء ( ممارسة الجنس بأجر ) .. غير ان نصرة وفي حقيقة الامر كانت تصارع
    في ذات خطوط الصراع التى اخفى ورائها المانجلك و الفقير اهدافهما الحقيقية :
    مراكمة الثروة و الاموال إن كان ذلك عبر قصر الرئاسة، او مسيد الحيران او ماخور نساء
    مستجيرات من الظلم و الفاقة

    إنه التاريخ الإجتماعي - الإقتصادي لرأسمال المتشرنق منذ القدم، و النشط على محاور التاريخ
    و الذى يضعنا كلنا اليوم و عند العام
    2009 في فوهة المحرقة و آفاق العدم و المجهول .. و ما إنفك شاس السوداني يحصى في
    امواله ..

                  

09-15-2009, 11:11 AM

معاوية عوض الكريم
<aمعاوية عوض الكريم
تاريخ التسجيل: 07-02-2008
مجموع المشاركات: 5410

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    Quote: كاجتهاد خجول مني


                  

01-22-2009, 12:59 PM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    العفو يا معروف.
    ---------
    الاخوه
    محمد عمر
    محمد علي
    عادل علي
    هشام ادم
    انور كينج

    بعت ليكم الورقه علي ايميلاتكم

    يا ايمان و هاشم الحسن
    ما بعرف ليكم ايميل، ايميلي موجود بالبروفايل، حارسل ليكم الورقه اذا حابين
    واذا حابين تتابعو تنزيل الورقه بالتقسيط برضه خير
    ----------------
    I got this message after sending the email, so if any of you is having trouble receiving it, let me know and i will re-send it
    One or more addresses are not in the correct e-mail format, couldn't be matched to a category in your contact list, or do not match a quickname or nickname of a contact. (Please use the following format: [email protected]).
    Invalid e-mail addresses
                  

01-22-2009, 08:06 PM

Adil Ali
<aAdil Ali
تاريخ التسجيل: 10-25-2003
مجموع المشاركات: 1641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Rihab Khalifa)

    ألف شكر رحاب ومعروف،
    مودتي،
                  

01-22-2009, 09:17 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Adil Ali)

    +



    شكرا أستاذ معروف لأشراكنا
    ونمتن لك جهدك ومثابرتك.
    خالص الود.




    دنقس.
                  

01-22-2009, 09:46 PM

Abdulgadir Dongos
<aAbdulgadir Dongos
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 2609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Rihab Khalifa)

    +



    أستاذة رحاب، تحية واحترام
    شكرا علي المجهود واذا سمح زمنك
    أرجو أن ترسلي لي نسخة علي الميل.

    [email protected]

    عظيم الشكر مقدما.






    دنقس.
                  

01-22-2009, 10:15 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Abdulgadir Dongos)

    شكرا رحاب

    وقد تحصلت ايضا على نسخة هذا الصباح في ايميلي

    وقمت بارسالها لي هاشم الحسن ومدحت عفيفي وادم موسي

    ارجو ان يراجعو ايميلاتهم

    you already took care of the rest


    عزيزي عبد القادر دنقس

    شكرا على الاهتمام

    سوف ارسل لك الورقة على عنوانك

    (عدل بواسطة Marouf Sanad on 01-22-2009, 10:16 PM)
    (عدل بواسطة Marouf Sanad on 01-22-2009, 10:17 PM)

                  

01-22-2009, 10:49 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    Quote: اولا, لى عشرين سنة خارج السودان و لم امارس خلال هذه الفترة الكتابة بالعربية و كدت انساها لولا هذا المنبر, لذا ساعترف لك باننى اجد صعوبة شديدة فى فهم ما تكتبه او هضم ما يحملها عباراتك التى ترددها بين الحين و الاخر



    مافي زول في البورد دا بفهم كلام أبو رزقة



    أقرأ و أضحك وأقلب الصفحة

    ____________________________________________
    يا معروف يا سند
    إنتا رفدوك?
    ولا مالك
                  

01-22-2009, 11:50 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    شكراً معروف، الرسالة وصلت...
    و شكراً وافراً يا رحاب،
    Please disregard my earlier mail. I got it.X
    ـــــــــ
    و ... قيد النظر فيها، ثم أرجو أن أعود بتعليق ...
                  

01-23-2009, 01:43 AM

محمد على النقرو
<aمحمد على النقرو
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1070

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    شكرا أختى رحاب لقد وصلنى اميلك
    وشكرا مرة اخرى اخى معروف على
    فتح ملفات مهمة فى تاريخ مبهم
    ومسكوت عنه.
                  

01-23-2009, 05:02 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: محمد على النقرو)

    الجنس,الرق والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان
    1750-1950 م
    جي سبودلينج
    قسم التاريخ بكلية كين

    ستيفاني بيسويك
    قسم التاريخ بجامعة ميتشجان


    تعرضت الورقة في مقدمتها الى العبء الذي وقع على شعوب العالم اللاغربي, جراء السيطرة الاوربية الامبريالية بوجهيها الرسمي والشعبي والتي بنيت على المصالح الرأسمالية, حيث احدثت تغييرات درامية في حياة تلك الشعوب التي كانت تقوم على مبادئ ماقبل رأسمالية, نتيجة لتطفل قوى السوق العالمي عليها. وكمثال, يشير المقال الى الدراسة التي أعدتها شارون هوتشيبسون عن التأثيرات التي أحدثها دخول الاقتصاد النقدي على تقاليد الزواج بين مجتمعات النوير.هكذا, فقد جاء صعود البغاء كنتيجة محتملة لأسلعة العلاقات الانسانية الحميمة, والذي يفهم هنا كتبادل للخدمات الجنسية مقابل المال بين أشخاص أحرار.
    تقدم الورقة خلفية تاريخية لوادي النيل الجنوبي والنظم المحلية والاستعمارية التي حكمته, منذ مصر الفرعونية, مرورا بالدويلات المحلية المستقلة, ثم حقبة سنار التي انهارت بفعل الاستعمار التركي, انتهاء بدولة المهدية التي انهارت على يد الاستعمار الانجلومصري.
    تشير الورقة الى ان المجتمعات التي مثلت قواما لتلك الممالك قد ظلت متماسكة الى حد كبير, رغم التبدلات العرضية في الحدود السياسية والسلالات الحاكمة, وتشير هنا الى احد اعمال ويليام ادامز" تاريخ الاقليم" والذي ذكر فيه (ان نوبيا يمكن تلخيصها كسرد متواصل للتطور الثقافي لشعب موحد).
    تقر الورقة, أن المراجع التي وصلت عن تلك الحقبة لم تتعرض لظاهرة البغاء في نوبيا القديمة, ولكن نسبة للتداخل بينها وبين الجوار المتوسطي ودول المحيط الهندي, فانه ليس من المستبعد وجود حالات عرضية للبغاء التقليدي في سودان تلك الفترة. ولكن بنهاية القرن الثامن عشر وما صاحب ذلك من انتشار لتداول العملات وظهور المدن وصعود الطبقة الوسطى, فان المصادر التاريخية لسودان تلك الفترة قد عكست الكثير من التغيرات الكبيرة التي طرأت على المعاملات الجنسية , حيث ظهر البغاء, والذي جاء نتاجا للتحولات السلوكية الكبيرة التي اصابت تلك المجتمعات التقليدية تحت تأثير الرأسمالية الطفيلية.
    كما تعرضت الورقة لفترة حكم النخبة الفونجاوية في سنار وعلاقاتها مع الطبقات الدنيا من العامة والرقيق, والدور الذي لعبه الرقيق كقوى بشرية عملت على خدمة الدولة السنارية, او كسلع تجارية تثري خزينتها. وعن المصادر التي كانت ترفد دولة سنار بالرقيق, حسب الورقة, فانها كانت تتمثل في الغارات الخارجية,الهبات من الممالك المجاورة,أو التبادل التجاري. كما ان هنالك قسم منهم تشكل من عامة الناس الذين حكم عليهم بالعبودية من قبل محاكم النبلاء لجرم اقترفوه. وبما ان هؤلاء الارقاء قد كانوا يصنفون كحيوانات ناطقة, فقد كان السادة يعملون على اكثارهم عن طريق التناسل,حيث تجبر المرأة المسترقة على الحمل من أي رجل, أيا كانت طبقته وما ينتج عن ذلك فهو ملكا للسيد. كما يسمح للارقاء من الرجال باتخاذ خليلات من المسترقات, ولكن هذه العلاقة لم يكن يعترف بها كزواج, حيث يمكن انتهاكها أو انهائها في اي لحظة حسب اهواء السيد.
    تناولت الورقة ايضا القوانين التي كانت تنظم مجتمعات سنار وتحكم سلوكها, حيث تعتبر كل مجموعة مسؤولة بشكل جماعي عن سلوك افرادها, فاذا ما حدثت مخالفة من احد الافراد, فان هنالك عقاب فردي يلحق بالجاني, وآخر جماعي يلحق بالمجموعة ككل وذلك لتقصيرها في منع الجرم. لذلك فقد كانت المجموعات تحرص على معاقبة افرادها المخالفين, ففي حالة الزنا مثلا, فقد كانت المجموعات تنزل عقوبة القتل على الجاني-خاصة النساء- منعا للفضيحة, واذا ما فشلت المجموعة في تنفيذ العقوبة, فانها تنفذ عن طريق حكم قضائي في قمة البشاعة, بينما يصبح الطفل الغير شرعي عبدا رقيقا للحاكم. هذه القوانين, والتي اقتصر تطبيقها على العامة, حسب الورقة,قد ولدت روحا سائدة من الكبت البيوريتاني.
    تعرضت الورقة ايضا للقوانين التي تم وضعها لحفظ مظاهر التراتب الاجتماعي في سنار, حيث يعتبر اي انتهاك لتلك القوانين جريمة عرفت بال (سبلا). وبما ان مهور الزواج كانت تمثل واحدا من اهم المصادر الاقتصادية في فضاء التبادل المحلي, لذا فقد خضعت لمراقبة لصيقة من قبل السلطات, حيث تم وضع حد اقصى للمهور التي تؤدي لبنات العامة لا يسمح بتجاوزها, حفظا للفوارق بين العامة والنخبة. واذا ما حدث انتهاك لتلك القوانين, فان جنود الحاكم كانوا يقومون بتطبيق ممارسة عرفت بال (كورا) حيث يقوم الجنود بالسيطرة على المجموعة (المتطاولة اجتماعيا) واجبار جميع النساء الغير متزوجات على الزواج في لحظتها وبلا مهر.
    تناولت الورقة ايضا التبدلات التي طرأت على النظام الماقبل رأسمالي لسنار في بدايات القرن الثامن عشر والذي كان معرضا بشدة للوقوع تحت براثن قوى سوق جديدة اكثر شراهة تمت صياغتها وفقا لقوانين الاسلام الارثوذيسكي, والتي تم ادخالها الى السلطنة بواسطة مجموعة مثلت قواما للطبقة الوسطى الصاعدة المغامرة والتي نسبت نفسها للعروبة.
    حسب الورقة فان الطبقة الوسطى الصاعدة , ومع ازدياد عدد المدن في شمال السودان خلال القرن التاسع عشر, قد شرعت في استثمار بعضا من ثرواتها المكتسبة حديثا في مجالات متعددة ,كان من ضمنها امتلاك الرقيق لاستخدامهم في تجارة الجنس.
    حسب الورقة, فان البرجوازية والملاك قد عملوا على انشاء مؤسساتهم الخاصة من اجل أسلعة الخدمات الجنسية لمسترقاتهم, هذه المؤسسة عرفت ببيت المريسة (الانداية), وهي عبارة عن بيت عمومي تستخدمه عجائز المسترقات لصناعة وتسويق الخمور البلدية, بينما تقوم الصبايا المسترقات بخدمة الزبائن, واثناء ذلك يقمن باستعراض مفاتنهن الجسدية, وهنالك غرف خلفية جاهزة لتقديم الخدمات الجنسية, وما ينتج عن تلك الخدمات من مال, فقد كان يتم جمعه على فترات معلومة عن طريق الملاك من التجار أو من ينوب عنهم.ووفقا للتمدد الاستعماري التدريجي من الشمال الى الجنوب, فقد تمددت مؤسسة الانداية.
    كما تشير الورقة انه, وعلى الرغم من ارتباط البغاء في شمال السودان بممارسات الرق , ولكن في بعض الفترات فان بعضا من النساء الغير مسترقات قد مارسن البغاء, فمن المثبت ان بعض الراقصات المحترفات اللائي تم استجلابهنّ مع جيوش محمد علي (كنساء معسكرات) قد خدمن رغبات النخبة الاجنبية والمحلية على السواء.كما مارست بعض الحرائر من السودانيات البغاء خلال السنوات الاولى الصعبة من الحكم التركي, وما بعدها, فقد مارست الجيوش الغازية أعمال سبي واسعة ضد النساء ساكنات القرى المتاخمة للنيل , الى ان يتم افتدائهن عن طريق الاقارب من الرجال و الذين كانوا يضعون انفسهم تحت اعمال السخرة التي تتمثل في جر المراكب الحكومية الصاعدة مع النيل جنوبا. ونسبة للاعراف السائدة حينها, فقد كان البعض من تلك النسوة,ضحايا الاغتصاب, يجدن صعوبة في استئناف حياة طبيعية, لذلك فربما لجأ البعض منهنّ لممارسة البغاء, والذي مثل لهن ولغيرهن من النساء اللائي واجهن شبح الجوع, سبيلا لكسب العيش.وهنا اشارت الورقة الى احد المراجع التاريخية , وهي عبارة عن مذكرات شخصية, والتي وردت فيها قصة لامرأة من المتمة اسمها ع, حيث تم اسرها عندما سيطر الترك على المدينة, والذين قاموا بارسالها الى مصر , وهناك انجبت بنتا أ سمتها أ , والتي تدربت ايضا على سلوك المحظيات, وعندما عادتا الى المتمة بعد ان تم اعتاقهما, انشأت البنت ماخورا كان يغشاه الاعيان. وهكذا, حسب الورقة, فان عواملا مثل العنف, الاسترقاق, التشرد, او قلة الفرص هي التي شكلت مصير الكثير من السودانيات مثال ع وابنتها.
    تتعرض الورقة ايضا للحديث عن فئة من النساء شكلت وجودا ملموسا بعد مضي عدة عقود على الحكم التركي في السودان, تلك الفئة التي استفادت من الوضع الذي وفره ظهور نظام اقتصاد السوق, والذي وفر لهن وضعا يؤهلهن للعيش خارج مؤسسة الاسرة, متحررات من الاعتماد التقليدي على الرجال. بعضا من هؤلاء النسوة ايضا مارسن البغاء كوسيلة لكسب العيش, على الرغم من محاولة السلطة الاستعمارية اللاحقة للحد من تلك الظاهرة والتي مثلت بالنسبة لها تهديدا متعاظما للنظام الاجتماعي.
    وعن الحقبة المهدوية, تشير الورقة الى التمزق الذي لحق بالنسيج الاجتماعي لتلك المجتمعات التقليدية , نسبة للحروب التي كانت تخوضها الدولة, وايضا بسبب الهجرات الكبيرة نحو العاصمة الجديدة ام درمان, والتي تحولت في زمن وجيز الى حاضرة هائلة بلغ عدد سكانها الربع مليون نسمة, ثلاثة ارباعهم من النساء. ونسبة لعدم التناسب الكبير بين الجنسين في العاصمة الجديدة, بالاضافة للرخصة الشرعية, فان التعدد في الزيجات اضحى ظاهرة متكررة وسط النخبة العسكرية المتمركزة في العاصمة ام درمان.هذا الواقع الجديد كان له مردود سلبي على التجار اصحاب المواخير الذين تناقصت ارباحهم التي كانوا يجنونها من تجارة الجنس,نسبة لقلة الطلب, مما حدا بهم بالسماح لجواريهم بالخروج من (محميات) البغاء التي قاموا بتأسيسها من قبل, للبحث عن سبل كسب أكثر ملاءمة للوضع الجديد, ورغم الحرية التي تمتعت بها البغايا حينها, ولكن كان يتعين عليهن ان يؤدين نسبة من ارباحهنّ للسادة, رغم صعوبة ضبط ومراقبة تلك المكاسب كما في السابق.
    حسب الورقة, فان مدينة ام درمان لم تستطع الصمود طويلا امام الحمولة المتنامية لسكانها, ولا ان توفر لهم القوت اللازم, مع انشغال قادة الدولة بالحروبات. لذا فقد عانى المجتمع النسوي كثيرا بسبب الكوارث الطبيعية والمصطنعة, مثل المجاعة الكبرى (1888-89 – 1306 هجرية) وقد بلغت تلك الازمات زروتها بالغزو الانجلومصري للمدينة في 1898.
    تبين الورقة ان تلك الفوضى والاضطرابات التي عانت منها امدرمان المهدوية في سنيها الاخيرة , قد مكنت مجموعة من النساء من تخليص مصائرهنّ من السلطة الذكورية, حيث استطعن الهرب من تلك المدينة الهالكة, ومن ثمّ شرعن في اعالة انفسهنّ كبغايا حرات أو دون سادة. هنا تستشهد الورقة بقصة سيدة تدعى ح, والتي جلبت الى امدرمان كجارية, حيث تم اجبارها فيما بعد على الزواج من التاجر الاوربي تشارلس نيوفيلد, والذي كان يعيش بشكل قسري في المدينة, وعندما تم سجن زوجها وسيدها لاحقا بواسطة الخليفة, تحولت ح الي سارقة, وقد قام نيوفيلد بتطليقها لاحقا. وبعد سنوات, وفي طريق مغادرته للبلاد, بعد ان اطلق سراحه, التقى نيوفيلد ح بالمصادفة, والتي كانت تعمل حينها كبغي في مدينة بربر الشمالية, حسب الورقة, فان امرأة مثل ح يمكن ان تجدها في امكنة عديدة في سودان مطلع القرن العشرين.

    حسب الورقة فان سلطة الاستعمار الانجلومصري قد عملت على تأسيس نظما اجتماعية جديدة ,كان لها دور في صياغة سلوك واخلاق الطبقة الوسطى في الحواضر والمدن الصغرى, والتي استنت نظام الزواج عالي التكلفة وسط ابناء تلك الطبقة. حسب الورقة فانه يمكن قرآءة الطلب المتزايد للمارسات الجنسية خارج نطاق الزواج من منظور القيم البرجوازية الاسلاموعربية, والتي تفرض سيطرة راسخة على السلوك الجنسي للمرأة, حيث تنظر للشرف العائلي بوصفه يكمن في بعد المرأة عن العيب , وبالمقابل فان من المسلّم به, ان معظم الشباب يغشون بيوت البغاء, وهو نشاط لا تترتب عليه بالضرورة اي استحقاقات لاحقة أو زواج.تشير الورقة الى ان مجتمع الريف قد لا يتفق مع هذه الروح الثقافية فيما يتعلق بالسلوك الجنسي لافراده, ولكنهم-وكما سنرى في مواقع اخرى- سوف يتبعون الاتجاه السائد مع تقدم القرن. اشارت الورقة الى مصدر طلب آخر لتجارة الجنس يـتألف جمهوره من المثليين الذين تمردوا على أعراف الحقبة التركية المحافظة نسبيا. بالاضافة للجنود السودانيين والمصريين وموظفي الحكومة الاوربيين الذين شكلوا مصدرا آخر من مصادر الطلب للخدمات الجنسية.
    نتيجة لصعود الطبقة الوسطى المتمدنة في شمال السودان , كما تبين الورقة, فقد حدث حرمانا تدريجيا للنساء من دورهن التاريخي المنتج في المجال الزراعي, وبحلول العام 1900 اصبحت الاخلاق السائدة تفترض ان المرأة المحترمة يجب ان لا تعمل خارج البيت. من جهه اخرى فان نظام العائلات الممتدة التي كانت تشكل ما يعرف ب (خشم البيت) والذي كان سائدا في فترة ما قبل الاستعمار, قد تلاشى تحت ضغط الحداثة, وافسح المجال لنظام ابوي جديد اضيق نطاقا (آل), هكذا فقد فقدت المرأة المتزوجة الحماية والدعم الذي توفر لها في السابق باعتبارها تتمتع بانتساب ابدي لاسرة الميلاد. حسب الورقة فان وضع المرأة كزوجة لها مكانتها قد اضحى مهددا خلال القرن العشرين, فثلث الزيجات تقريبا كانت تنتهي بالطلاق, فأمر الطلاق حسب شريعة الاسلام هو مسألة متيسرة للرجل عبر اجراء شرعي مبسط للغاية, لهذا فقد كانت النساء الاقل حظوة في البيوت ذات النظام التعددي, هن الاكثر عرضة لخطر الطلاق, ولكن خلال فترات الصعوبات الاقتصادية , لم تكن هنالك من هي في مأمن من شبح الطلاق, وربما الاسواء من الطلاق هو ان يتم هجرهنّ ببساطة.
    تشير الورقة الى ان السودانيات اللائي تزوجن من اتراك في الحقبة الاستعمارية الاولى, هن اول من تعرض للهجر من قبل الازواج الذين كانوا كثيرا ما يرتحلون بحثا عن حياة افضل.

    اثناء التحرير التدريجي للرقيق في السودان خلال الاعوام 1900-1940,كما تشير الورقة, فقد تم استيعاب الرجال داخل سوق العمل الاستعماري, بينما زج بالنساء نحو" ليمبو" اجتماعي, وعلى الرغم من عدم تلقي تلك النساء من المطلقات والمنبوذات هن ورصيفاتهن من الجواري السابقات لتعليم نظامي, الا انهن استطعن ان ينشئن منظمات نسوية مستحدثة من اجل خدمة احتياجاتهن, والدفاع عن قضاياهن. ضمن نشاطات متعددة, قامت هذه المنظمات بتيسير الدخول لعالم البغاء, والذي كان يمثل لبعضهن واحدا من افضل الحلول المتاحة.
    حسب الورقة, فان السلطة الاستعمارية الانجلومصرية, كانت تنظر للبغاء بشكل اساسي , كمشكلة صحية تهدد جنودها, لذلك فقد قامت الحكومة بتوجيه سلطاتها الاقليمية من أجل ضمان حماية جنود الحاميات العسكرية, وذلك عن طريق استخراج الرخص والفحوصات الطبية للبغايا اللائي يتردد عليهن الجند. ولكن , وكما تشير الورقة, فان هذه التوجيهات قد قوبلت بتجاهل ظاهر ولم تأت بمردود يذكر. من القوانين الجادة التي اتخذتها السلطات ايضا في العام 1905, تلك المتعلقة بمكافحة التشرد والتي حرمت ايضا ارتداء ملابس الجنس الآخر ال (cross-dressing) , وقد جعلت هذه القوانين من التكسب عن طريق البغاء جريمة يحاكم عليها القانون, وقد عملت الحكومة على انشاء معسكرات في مقدور العاطلين دخولها اثناء بحثهم عن عمل, ولكن كما تبين الورقة, فان هذه الاجراءت لم يكن لها مردود يذكر في الحد من ظاهرة البغاء أو المظاهر الاخرى للعطالة. وفي هذا الصدد تتعرض الورقة الى بعض السجلات التي توفرت من تلك الفترة, فيما يختص بمكافحة التشرد في مدينة الخرطوم بحري في الفترة ما بين 1923-1925 والتي تظهر بجلاء انه, وبشكل عام, فان المادة الوحيدة التي وضعت موضع التنفيذ من ذلك التشريع , هي التي تتعلق بال (cross-dressing) , فمن 2714 من الذين قبض عليهم بتهم تتعلق بالدعارة, هنالك 2159 رجل قبض عليهم بتهمة الاشتباه في الشذوذ الجنسي.. ايضاو كما تشير الورقة, فان الحكومة الاستعمارية قد حاولت ضبط البيئات التي تعمل من خلالها البغايا وذلك من خلال سن القوانين التي تحكم الاتجار والاستهلاك للمشروبات الكحولية, والتي لم يكن لها اثر كبير ايضا, فتواصل انتشار البغاء والمواخير في جميع المدن والكثير من القرى السودانية.

    تبين الورقة ان فترة نضوج الاستعمار الثنائي, في أثناء, وعقب, الحرب العالمية الثانية, قد شهدت تحولات كبيرة في مؤسسة البغاء التقليدي لتتخذ معان ثقافية جديدة. فقد كانت النخبة الاستعمارية الحاكمة تقضي أوقات فراغها في الاندية الاجتماعية المختلفة, ونتيجة للتراتبية الوظيفية والعرقية الصارمة التي كانت تحكم الانتماء لتلك الاندية, فقد ظهرت اشكال جديدة من الملاهي الليلة, والتي جاءت كأمكنة بديلة يمكنها ان تكسر من حدة تلك التراتبية, وذلك باستقبالها لرواد من خلفيات اجتماعية وعرقية مختلفة, حيث تذوب الفوارق بصورة مؤقتة. واحدا من تلك الاماكن المهمة ,رغم صغرها, كما تبين الورقة, هو (كباريه غردون) وهي قاعة موسيقية متواضعة في الخرطوم, والتي تمثل انعكاسا محليا باهتا للنوادي الليلية القاهرية, حيث كانت تقدم عروضا موسيقية مختلفة, تتضمن في مواسمها الافضل عروضا للرقص تقدمها مجموعة من الراقصات المستقدمات من الخارج كل شهرين. هؤلاء الراقصات, واللائي كن يتجاوزن مرحلة الشباب احيانا, يمكن تعريفهنّ كمجريات أو يونانيات او رومانيات أو ارمنيات, وجميعهنّ بيضاوات بما لا يقبل الجدل. في ليالي افتتاح تلك العروض, حسب الورقة, يحتشد الزبائن الموسرين من جميع انحاء العاصمة, ويمكنك ان ترى الاغنياء من الرجال, السودانيين منهم والاجانب, وهم يساومون القادمات الجدد من اجل ان يصبحن خليلات لهم خلال فترة بقائهنّ في البلاد, لقد كان المكان الوحيد,كما تشير الورقة, في سودان حقبة الاستعمار الذي يمكن ان تتوفر فيه نساء بيضاوات لرجال سود مقابل المال.

    تشير الورقة الى ان فترة نهوض الاقتصاد الاستعماري الذي اعقب مرحلة الكساد الكبرى قد شهدت ازدهارا ملحوظا لتجارة المواخير , امتدت آثاره حتى الاقاليم القصية, ففي البلدات الصغيرة على النيل الازرق, والتي تحازي مزارع القطن الضخمة في الجزيرة, قد تم تحويل بيوت المريسة التقليدية الى أكواخ من طراز حديث, والتي لقبها المستعمرون, بال,"cat houses" وعلى الرغم من ان غالبية رواد تلك البيوت كانوا من السودانيين, ولكنها أيضا اجتذبت أعدادا مقدرة من الموظفين الاجانب الذين ارتبطوا بمشروع الجزيرة , نسبة لالمامهم باللغة العربية بسبب طبيعة عملهم وسط المواطنين المحليين, ولأنهم كانوا محرومين من الاندية المخصصة للموظفين البيض, أما بسبب تدني درجتهم الوظيفية, أو لبعدهم عن المدن الكبيرة حيث توجد تلك الاندية, فقد كانوا يرتادون بيوت القطط من أجل التواصل الانساني البسيط, كما عبرت الورقة على لسان واحد من اولئك الاجانب " بيوت القطط هذه تعتبر أندية في الحقيقة , ومن المتاح ان يلتقي فيها الانجليز والسودانيون, فقط من اجل أن يتناولوا البيرة, يأكلوا الجبن, أو يتسامروا...." باختصار , كما تعبر الورقة, فان مواخير تلك الفترة من العهد الاستعماري قد وفرت قدرا من المساواة والتواصل المفتوح ما بين المتسعمَرين والمستعمِرين, مكنهم من تبادل وجهات النظر تحت رعاية السلطة "الاستعمارية" الرقيقة لشيخة الانداية.
    كما تعبّر الورقة, فان من أوائل المستفيدين من تلك الافكار الجديدة والمتقدمة, والتي تخلقت داخل تلك المواخير, هن البغايا أنفسهن. فما ان عرفن أن من الممكن للمرأة, نظريا, ان تتقدم بدعوى ضد الرجل, حتى ولو كان اوربيا, أمام المحاكم الاستعمارية, حتى شرعن في ممارسة ذلك الحق. وهنا أوردت الورقة حادثة رجل انجليزي قام بسرقة أشياء من أحد المواخير , والذي تمت ادانته بسبب شهادة البغايا ضده, حيث فصل من عمله وتم ترحيله الى بلاده.بينما اجبر آخر, والذي قام بهجر خليلته الافريقية التي رافقها لثلاث سنوات, بسبب الحضور المفاجئ لزوجته الانجليزية, اجبر على دفع اثنتا عشر جنيها كتعويض على كل شهر قضاه بصحبتها. وهنا تعلق الورقة, بأن هذه السوابق القانونية المهمة, يجب ان تقرأ بشكل مقابل للحال الاجتماعي السائد حينها, والذي يقول بأن المرأة السودانية "المحترمة" قد كانت من النادر, ان لم يكن من المستحيل, ان تبادر بخطوة مماثلة.
    أيضا, وكما تشير الورقة, فان التواصل ما بين المستعمرين والمحليين داخل تلك الحانات, كان من شأنه ان يفتح خيارات وفرص عمل جديدة ومهمة بالنسبة لصاحبات تلك الحانات, فمع التوسع في المؤسسات الطبية خلال نهايات حقبة الحكم الثنائي, فان الطلب قد اضحى ملحا بالنسبة لخدمات التمريض, ولما كانت النظرة الغالبة لسودانيي تلك الفترة تجاه خدمة التمريض, انها ان لم تكن خرقا للشرع الاسلامي فيما يختص باختلاط النساء بالرجال, فانها بالتأكيد لا تناسب المرأة المحترمة (بنت الناس) لهذا فان السلطات الطبية سرعان ما وجدت ضالتها في البغايا السابقات, واللائي كثيرا ماتحولن الى ممرضات جيدات.
    خلال الاعوام الاخيرة من الحقبة الاستعمارية الاخيرة, أي مع بدايات الخمسينيات من القرن العشرين, كما تبين الورقة, فان نشوب الحرب الاريترية من أجل الاستقلال من اثيوبيا قد جلب سيلا من اللاجئين الذين تدفقوا عبر حدود السودان الشرقية. حسب الورقة, فان بعضا من اللاجئات قد امتهنّ البغاء من اجل اعالة انفسهنّ, حيث تمكنّ بمهارة فائقة من السيطرة على أسواق المدن الرئيسية. وكما تبين الورقة, فان هذه الحلقة من التاريخ كانت نذيرا مهما لاشياء قادمة.فخلال العقود التي اعقبت الجلاء البريطاني من السودان,فان البغاء في السودان قد شهد ازدهارا بمستويات لم يشهدها من قبل. حيث ادى تطور قوى الاقتصاد, مسنودا بالكوارث الطبيعية والحرب الاهلية, الى تدمير الدفاعات الاخيرة لمجتمع الريف , وتشريد الآلاف من الناس الذين اصبحوا تحت رحمة القدر.ومع ذلك فان التدفق المعاصر للاجئين الاجانب من اتجاهات عديدة سوف يجعل الثقافة السائدة لجيل ما بعد الاستعمار ان تنظر للبغاء كممارسة دخيلة ورادة من الخارج, عن طريق اناس غير مرغوب في وجودهم. وهنا تعلق الورقة ان هذا الحكم فيه تجني على التاريخ وعلى النساء الوطنيات, قاطنات أحياء المصابيح الحمراء بالخرطوم, واللائي احتفلن باستقلال السودان في الاول من يناير 1956 على طريقتهنّ الخاصة, حيث اعلنّ اضرابا عن العمل لمدة يومين, والتي رفضن خلالها استقبال الزبائن البيض.

    (عدل بواسطة Marouf Sanad on 08-18-2009, 05:14 AM)
    (عدل بواسطة Marouf Sanad on 08-18-2009, 05:20 AM)

                  

01-23-2009, 08:40 AM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)

    والله يا معروف نسيت انك ما عندك نسخه الكترونيه، معليش.

    النمشي نذاكر و نجي للنقاش بعد الورقه توفرت للقرائه


    --------
    ياريت كان عملنا حاجه زي دي بصوره دوريه، ورقه تختار من شخص اول خميس من كل شهر مثلا، تكون ليها صله بموضوع حيوي نقراها و نناقشها
                  

01-23-2009, 06:05 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Rihab Khalifa)

    Quote: يا معروف يا سند
    إنتا رفدوك?
    ولا مالك


    يا نصرالدين

    سلام

    ايوة رفدوني,

    ما بتلقى لي شغل معاكم في الدونكي؟
                  

01-23-2009, 07:28 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Marouf Sanad)


    الشكر للاخ معروف على المبادره بتلخيص ورقة د. سبولدنق, ود. ستيفاني.

    ولساني يلهج بشكر الاخت رحاب على ارسالها لي نسخه من الورقه .

    مع ودي وتقديري
                  

01-28-2009, 00:14 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 (Re: Elmoiz Abunura)

    شكرا معز ابو نورة

    وننتظرك وكل من اطلع على القطعة أن يدلو بدلوه المفيد
                  

01-28-2009, 01:41 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 ــ في علاقات الرق (Re: Marouf Sanad)

    سلام يا معروف،
    مرة ثانية شكراً جزيلاً لك و لرحاب، على الموضوع و على الترجمة و على إتاحة الورقة.
    أعلم عن تواجد الأستاذ فضيلي جمّاع بالمنبر منذ عودة المنبر صباح اليوم، و إن كنت لا أعلم إن كان قد لحظ هذا الخيط أم لم يلحظه، إلا إنني وجدت له بالأمس مقالاً في (سودانايل) يقرأ و يقدم فيه الكتاب الشهير للأستاذ محمد إبراهيم نقد ((علاقات الرق في المجتمع السوداني)) بشكل رائع و شديد الإرتباط بمباحثنا هنا، و لهذا فقد رأيت أن أقتبس منه إقتباساً جسيماً قد يشمله كله من شدة التعلق بالموضوع. و العشم ان يسامحنا الأستاذ فضيلي على فرط المثاقفة و أن يزيدنا من المعارف لو مرّ من هنا، و لكن الأكيد فإن مقاله تلخيصاً و تعليقاً على الكتاب سيغني هذا الموضوع... و الشكر للأستاذين.

    http://sudaneseonline.com/sudanile3.html
    محمد ابراهيم نقد .. في كتابه المثير للجدل:

    (علاقات الرق في المجتمع السوداني)

    يقيم أولى المحاكمات الجريئة لماضينا وحاضرنا !

    فضيلي جماع

    Quote: جذور الرق في المجتمع السوداني: لعل أولى المفاجآت غير السارة أن جذور الرق ضاربة في العمق في الحياة السودانية ؛ وتعود إلى مملكة مروي وعصر الملكة الكنداكة في تاريخنا السحيق. يقول المؤلف: (سيرة الرقيق في مروي تتذرى في شذرات مبعثرة في ثنايا أسطر بعض المراجع..فقد يكون الأرقاء أسرى حروب داخلية أو خارجية ؛ وقد يكون من استرقهم القائد الروماني وأرسلهم للقيصر ....وتنسحب نفس الاحتمالات على ما ساقه الشاطر بصيلي عن علاقات الأرض والرق في الدول النوبية المسيحية بما يوحي ضمناً وكأنها انتقلت إليها من العهد المروي.) ص 2

    لكن الوثائق وكتب التاريخ تحكي بوضوح أكثر عن الرق كمنظومة اجتماعية اقتصادية حين ننتقل إلى العصر الوسيط أي الممالك النوبية المسيحية وما تلاها من دخول للعرب إلى بلاد السودان على يد عمرو بن العاص وقائد جيوشه عبدالله بن أبي سعد بن أبي سرح وما عرف باتفاقية البقط. ولعل تلك الحقبة شهدت أكثر الفترات تقنيناً لتجارة الرق في السودان. ( في رواية للبحتري أن المهدي أمير المؤمنين أمر بإلزام النوبة في كل سنة ثلثمائة رأس وستين رأساً وزرافة ، على أن يعطوا قمحاً وخلاً وخمراً وثياباً وفرشاً أو قيمته.) ص 27

    من مقاصد البحث العلمي غير المتحامل في هذا الكتاب أنه ربط بين مؤسسة الرق كمنظومة اقتصادية واجتماعية قديمة قدم التاريخ الإنساني وبين استشرائها في السودان وأفريقيا في العصور الحديثة ؛ مؤكداً أن دولاً أوروبية بعينها لعبت دور أكبر النخاسين في تجارة البشر عبر حقب التاريخ. ( كانت البرتغال صاحبة قصب السبق في الاسترقاق وتجارة الرقيق في أفريقيا ، مخترقة خاصرتها من غربها إلى شرقها ، من أنقولا إلى موزمبيق وعابرة الأطلنطي نحو البرازيل وجزر الكاريبي). ص 43

    كان ذلك بين الأعوام 1446م و1471م. تبعها في تجارة الرق كل من اسبانيا وانجلترا وهولندا والدانمارك. يضيف المؤلف: (ثلاثة قرون غبراء كالحة من تجارة الرقيق عبر الأطلنطي استنزفت أفريقيا 40 مليون إنسان ، 90% منهم شباب ، سلبت أفريقيا مستقبلها وتحولت بمؤسسة الرق والاسترقاق إلى نسق اجتماعي كوني شمل أفريقيا وجزر الهند الغربية والشرقية والأمريكتين. وكان ذلك النسق الاجتماعي من العوامل التي أسهمت في التمهيد للثورة الصناعية وإرساء الأوتاد التي استقر عليها النظام الرأسمالي وعلى قاعدته سادت أوروبا القارات الأربع.) ص 45

    الرق في السودان الوسيط والحديث: إذا عدنا إلى إحدى وثائق الشيخ خوجلي والتي كتبت في العام 1754م – أي بعد 280 سنة من قيام السلطنة الزرقاء - وكذلك كتابات الرحالة كرمب ؛ نرى أن الرق قد استشرى في مملكة الفونج وأنه صار أحد أهم أعمدة الاقتصاد والجيش.

    . ورد في طبقات ود ضيف الله: " يحكى عن الشيخ حسن ود حسونة أنه سعى العبيد وأركبهم الخيل وقال بحري بيهم سعيتي. وكان عددهم المتعارف عند الناس خمسماية عبد، كل واحد شايل سيف قبضته وإبزيمه ومحاجره من الفضة" . ولعل الملوك والشيوخ وسراة القوم كانوا يرون في امتلاكهم أكبر قدر من الأرقاء امتيازاً يعلي مقامهم ويمنحهم الهيبة في سلطتهم السياسية والدينية. يصف ود ضيف الله في طبقاته كيف أنّ حشداً من الإماء كن في خدمة ضيوف الشيخ وزواره: " ...مائة وعشرون فرخة فاتية شايلات قداحة الكسرة ، وكل واحدة تابعاها فرخة شايلة صحن وراها فرخة شايلة قرعة" .. بل إن الشيخ كان يتباهي بأن الناس تزوره للفرجة على خدمه وجواريه " ...الناس بتجي بتتفرج في فروخي وفرخاتي !!" – ويعني بالفرخ والفرخة هنا العبد والخادم.

    كان الرق في السلطنة الزرقاء إذن بمثابة سلعة تجارية رائجة وأحياناً يكون بمثابة عرض للتباهي وإظها ر الجاه.

    ليس غريباً في بلدٍ يرث ساكنوه مثل هذا التاريخ في التعامل مع الإنسان أن تكتسي الثقافة الغالبة فيه أهم سمات ماضيه. فالثورة المهدية مثلاً لم تستطع كسر شوكة الاسترقاق .. كما وعد المهدي المهدي الأرقاء بالعتق إن التحقوا بالجهادية ص 91. ولأن الأمر أصبح عرفاً ونمطاً من أنماط حياة السودانيين في الشمال العروبي المسلم فقد راجت تجارة الرقيق بعد زوال دولة المهدية: (..حيث استولت القبائل النيلية والمعارضة للمهدية على أرقاء التعايشة والأنصار الذين نزحوا من أواسط السودان وام درمان نحو الغرب بعد واقعة كرري.) ص141

    وحين نقول إن علاقات الرق طبعت ثقافة المجتمع الشمالي المسلم - ذي الثقافة المهيمنة - بطابعها الخاص فإننا لا نقف عند خدمة الإماء في البيوت والرجال في الجيوش والأعمال الشاقة فحسب. لم تكن المسألة في جانبها الاقتصادي المباشر والظاهر للعيان بما في ذلك استخدام البشر عبيدا دون أجر، وإنما نعني الدلالة القبيحة من وراء استغلال الفتيات في البغاء وانتفاع المالك من ورائهن بهذا المال! الوثائق تتحدث عن ثروات طائلة جمعتها أسر (لها شنة ورنة ) من هذا الاستغلال المشين للبشر دون مراعاة حتى لرفض الدين الإسلامي الحنيف صراحة لذلك!

    على أن مشهد تجذر الاسترقاق في الحياة السوانية في الشمال المسلم بالتحديد يصل منتهاه حين يتفق زعماء الطوائف الدينية الثلاثة - على ما بينهم من كثرة خلاف- على مذكرة شهيرة رفعوها إلى مدير المخابرات (البريطاني الأصل) يعترضون فيها على مسألة إلغاء الرق : (..فقد رفع السادة علي الميرغني والشريف يوسف الهندي وعبدالرحمن المهدي مذكرة في 6 مارس 1925 إلى مدير المخابرات جاء فيها: ( نرى من واجبنا أن نشير إليكم برأينا في موضوع الرق في السودان ‘ بأمل أن توليه الحكومة عنايتها. )

    ولعل أغرب ما جاء في العريضة أن يقول الزعماء الدينيون الثلاثة: ( بما أن هؤلاء الأرقاء ليسوا عبيدا بالمعنى الذي يفهمه القانون الدولي ، فلم تعد هناك حوجةلإعطائهم ورقة الحرية إلا إذا كانت هناك حوجةلإعطائها لملاك الأرض الذين يعملون لهم. وإنه لمن مصلحة كل الأطراف المعنية ، الحكومة وملاك الأرض والأرقاء أن يبقى الأرقاء للعمل في الزراعة.) ص156.

    منطق المصلحة المادية الصرف إذن هو الذي أملى هذا الموقف الذي قسم أبناء وطن واحد إلى سادة وعبيد ‘ وإلى ملاك أراض وأقنان.

                  

01-28-2009, 03:21 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 ــ في علاقات الرق (Re: هاشم الحسن)

    مما أعجبني في ورقة سبولدنق موضوع الخيط، كشفها عن علاقات القوة و الضعف (أحرار / رقيق، أمراء / عوام، غزاة / مقهورين، غنى / فقر) الخ، الخ.. في تفاعلها كمتناقضات في ثنائية أساسية أو في أثر جمعي تراكمي متعدد التفاعلات و متداخلها. في ظل هذه الظروف انتظمت وبرعاية من تحولاتها، تلك السيرورة في (سلعنة البغاء) حتى صيرورته لازمة من لوازم المدن الناشئة حديثاً في السودان في وقت اهتمام البحث المعني. يذكرني هذا بما قرأته مرة عن شيخ المهدي الشيخ محمد خير من الغبش، إنه كان في أواخر العهد التركي ينظر لمدينة بربر كـ سدوم أو عمورة معاصرة لم تهتد بالوعظ الذي بذله لها فحق عليها، حسبه، العذاب. و هذا الرأي الحنبلي عند الشيخ يبدو كما لو كان له أكبر الأثر في نهضته مع الثورة المهدية. أتوقع أن هكذا كانت سواكن أيضاً، و الأبيض و خاصة الخرطوم، بما فيهن من تأثير المدينة و أثر الأجانب و العساكر و التجارة، خاصة تجارة الرقيق...

    استرعى انتباهي أيضاً، استخدام الرقيق كمتاع منقول كأن توهب الأمة للضيف مدة نزوله عند المضيف و قد كنت أحسب أنهن ممن كان السادة يغارون عليهن. و كما ذكر الأستاذ فضيلي في مقاله، فقد لفتتني حقيقة أن يستخدم الرقيق النساء في البغاء المسلعن و لو كرهاً عنهن ! فلما كان من المعروف إنه من المحرّم ديناً إكراه السادة لإمائهم على البغاء منذ قرّع (عبد الله بن أبي سلول) على مثل ذلك تقريعاً شديداً. طبعاً، إلا أن يكون التدين أصلاً هشاً رقيقاً حتى في فترة متأخرة كالمرصودة عن أواخر العهد الفنجي كمثال الأميرة نصرة بت عدلان، أو أن الإماء لم يكن يمانعن عليه لخاصية في تدينهن بذلك المعنى أو في علاقة الرق نفسها أن تسمح لهن في الاحتفاظ ببعض مكسبهن من البغاء، و القرينة على الفرض الأخير قد تؤخذ من الحال المتأخر وقتاً كما هو موصوف في الورقة عن البغاء في أم درمان عندما فرضت الظروف المدينية المتهرئة على السادة أن يسعوا في سلعنة خدمات إمائهن الجنسية ثم ساعدتهن الظروف الجديدة فأمطلن المطالبينَهُّن بربح.

    الورقة أيضاً تسمح للقارئ أن يلاحظ مدى ما كان من مقدرة العلاقات العشائرية، رغم عموم الفقر، في توفير الحماية لمكونها الأضعف من النساء طالما ظلت هذه العلاقات بمنأى عن أثر المدينة و ما يفرضه من علاقات مختلفة لا تسمح بمد فيء الحماية لأبعد من الأسرة المباشرة مما يجعل الكثيرات و خاصة المستضعفات من الرقيق المحرر مثلاً بلا أي غطاء من إعالة و كفالة العشيرة.

    نجد في الورقة أيضاً أدلة دامغة عن كيف استخدم المستعمر تلك القيم العشائرية في التنفيذ القسري لأغراضه من القضاء على أي معارضات محتملة من الرجال بإذلالهم عبر ارتهانه للنساء من عشائرهم مما أدى في بعض تفاصيله لأن تقطع بعض النساء من علائقهن العشائرية بعدما انهارت عراها القيمية و كذا أن يخضع الرجال للسخرة خوف العار. و فيها أيضاً تأكيد لانتشار الدعارة كمهنة يمكن تقصي مداها برصد مدى انتشار نطاق الإصابة بالسفلس كمرض شديد الارتباط بالتعدد في العلاقات الجنسية الغير مقننة كما توفرها الدعارة لم يكن معروفاً في تلك المناطق قبل دخول القوات التركية الغازية، و هنا يجب الانتباه لكون تلك الملاحظات شبه الإحصائية ربما تكون قاصرة على العساكر و الموظفين الغير وطنيين.

    هذه الورقة لا يجوز عندي أن تأخذ مآخذ أيدلوجية كما بدا لي من بعض المداخلات هنا، لأنها ببساطة شديدة تقدم خدمة علمية شديدة الموضوعية في درس المتغيرات في القوى المادية و الاجتماعية التي تدور حول ظاهرة من ظواهر المجتمعات المتحولة فتعبّر عن مدى تلك المتغيرات و تكشف عن غور أثرها. و في الورقة كذلك عِبر أخرى من سيرة القوة و الغزو و الخضوع و بالذات عن سيرة التمدين (من سكنى المدن) و أثرها في العلاقات الاجتماعية و كيف أن ما يمكن تسميته (بالتمدين قسراً) كالنزوح و الاستدعاء و التهجير إلى أطراف المدن قد يذهب بأي كسب من حماية مكتسب بفضل تلك العلاقات العشائرية حتى و لو انتقلت كل العشيرة إلى قلب البيئة المدينية الجديدة أو فقط لامست هامشها. فتلك علاقات لا تتوطد و تجدي إلا في براح من الاكتفاء الذاتي و ناظم الخلق المعياري الذي توفره الأرياف لو لم يعتد على سلامها معتد من البشر أو الطبيعة، أما في المدينة فالسلعنة هي المقياس الأشد سيادة خاصة لمن خوي وفاضه عن المقدرة الإنتاجية فسرعان ما سيُساوَم فيها على جسده ذاته أو أكثر ( تذكر الورقة سلعنة الجسد الذكر كما الجسد الأنثى)، بل و قد تتآمر السلطة في ذلك بما يحقق لها مصالحها أياً قد تكون المصالح.

    و شكراً تاني يا معروف و يا رحاب.

    (عدل بواسطة هاشم الحسن on 01-28-2009, 04:13 AM)

                  

02-02-2009, 07:42 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 ــ في علاقات الرق (Re: هاشم الحسن)

    هاشم سلام

    اليومين دي ما عندي نت. بجانب مشغوليات كتيرة

    شكرا على ارفاد البوست بعرض الاستاذ فضيلي.

    وشكرا على تعقيبك المليان.

    وقطعا لنا عودة
                  

02-04-2009, 10:09 PM

خليل عيسى خليل

تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 ــ في علاقات الرق (Re: Marouf Sanad)

    فوق
                  

02-11-2009, 07:35 PM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 ــ في علاقات الرق (Re: خليل عيسى خليل)

    up - until coming back with some comments
                  

03-16-2009, 02:45 PM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 ــ في علاقات الرق (Re: Rihab Khalifa)

    اولا، العذر للتاخر في ردي، كما وعدت
    اربعه و عشرين ساعه ما كفايه في اليوم، و اظنها مشكله عامه
    please do not feel obliged to respond to me, as I understand that things have moved on (sounds familiar?)
    -----------------
    Quote: هذه الورقة لا يجوز عندي أن تأخذ مآخذ أيدلوجية كما بدا لي من بعض المداخلات هنا، لأنها ببساطة
    شديدة تقدم خدمة علمية شديدة الموضوعية في درس المتغيرات في القوى المادية و الاجتماعية التي تدور
    حول ظاهرة من ظواهر المجتمعات المتحولة فتعبّر عن مدى تلك المتغيرات و تكشف عن غور أثرها

    هاشم الحسن


    اسمح لي يا هاشم ابدا بالنقطه دي الانت اوردتها عن مصداقيه الورقه عموما.

    شد انتباهي مداخله الاخ بريمه، بالرغم من عدم توضيحه ما يقصد عن شخصيه جي سبولدينج،
    و قررت للحياد الا اقرا الرابط الملحق بواسطته، الا بعد ان انتهي من قراءه الورقه، و تكوين وجهه نظر اوليه عنها

    و الحقيقه، وجدتني في حيره كبيره، لان الورقه تتبع اسلوب علمي و منهجي عام متعارف عليه،
    و هو اسلوب الهيستوقرافي و تخلص الي نتائج يمكن ان يقال عنها انها معقوله و مقبوله، لانها لا تتضارب
    مع مصادر معلومات اخري، حسب راي المؤلفين، او دراسات سابقه

    لكن في نفس الوقت، الورقه ما عندها منهجيه تتبع نظريه معينه في العلوم الاجتماعيه، معلوماتي عن
    الهيستوقرافي ما كتيره، لكن حسب فهمي و حسب ما استدللت من الورقه نفسها انه الكتاب اختارو ان
    لا يتبعو نظريه معينه لتحليل معلوماتهم مع انه الغالب علي الابحاث في العلوم الاجتماعيه انه عند دراسه
    ظاهره معينه و قبل البدا في تجميع المعلومات
    لدراسه الظاهره، ان يتبني الكاتب او المؤلف منهجيه علميه او ما يسمي بال theoretical framework وبواسطه
    الفريم ورك ده، يفحص الباحث معلوماته و يستخلص نتائج لتنقيح فهمنا عن النظريه و الظاهره معا
    سبولدينج و بيزويك، اختارو ان لا تكون لديهم منهجيه معينه، لاسباب في نظري واهيه و كسوله، و ده في نظري بيضعف
    من نتائج تحليلهم لمصادر المعلومات و علي حد قولهم هم نفسهم، يجعل الورقه ناقصه من ان تسمي هيستوقرافي درجه اولي
    I quote:
    Quote:
    This article derives a degree of methodological unity from its
    reliance throughout on mere fragments of anecdotal evidence
    (Spauldind & Beswick, 1995: 513)

    Quote:
    "we acknowledge our debt to a variety of theoretical perspectives
    we have found that evidence from disparate period and settings responds best
    to diverse analytical approaches, and pending the attainment of philosophical
    coherence out of what Anthony Giddens has characterized as "the Bable of
    theoretical voices that currently clamor for attention",
    we make no apology for out selective eclecticism
    (Spauldind & Beswick, 1995: 514)

    يعني مثلا، اذا كانت المنهجيه ماركسيه، سيدور تحليل المعلومات حول معطيات الماركسيه و التركيز عليها، مثلا ال
    modes of production
    و يتوقع انه النقاش يدور حول الكونسبتس concepts دي، و في النهايه تستخلص نتائج عن فايده نظريه كالماركسيه
    في دراسه الظاهره او قصورها و تاتي دراسه من بعدها تبني علي ما استخلصته الدراسه السابقه و اما
    تؤكد او تنفي او تنقح النتائج السابقه، و هكذا يتم التراكم المعرفي

    لكن الكلام ده ما حاصل كتير في الورقه دي
    و يمكن ده يكون لجهلي بطبيعه البحث في الهيستوقرافي، مع انه الاعتذار الضمني في الورقه من المؤلفين
    و طبيعه الهيستوقرافي كعلم اجتماعي اكدو لي انه في قصور فعلا كبير في الحته دي

    بالاضافه لي عدم وضوح مرجعيه المؤلفين، لاحظت وجود مرجعيه ضمنيه/implicit
    يعني فيها certain theoretical overtones عن الراسماليه و دورها في انتشار البغاء
    and the question is:
    why not commit and bring them explicitly to the forefront of the analysis?

    و علي الشرح الفوق ده ابني ملاحظاتي السلبيه عن الورقه


    نقطه محوريه في تحليلهم نغصت علي القراءه، و يمكن من منظور gender and class ذكرتني بالظلم القائم
    علي النساء حتي في ابحاثنا العلميه، و هي حول تعريفهم للبغاء:
    Quote: the exchange of sexual services for money between free individuals
    (Spauldind & Beswick, 1995: 513)

    التعريف يرتكز علي كلمتين مهمات؛ العائد المادي، و الحريه
    اذا كده، ليه الورقه ما ميزت بين الحره المارست الجنس في مقابل نقود، و المملوكه او السبيه
    التي اجبرت علي ممارسه الجنس بواسطه سيدها، في مقابل نقود للسيد، و ليس للخادمه؟
    ليه ما سمو النساء من الطبقات الراقيه، و من مارسن الجنس في مقابل عوائد ماديه اخري
    غير النقود، بالباغيات؟ (الجمع ده كده صاح؟)

    باختصار اذا عندي ملاحظات عن مصداقيه الورقه، تدور حول منظور منهجيه البحث
    و علاقته بالعلوم الاجتماعيه، و ليس عن شخصيه سبولدينج كما اشار بريمه

    عموما الورقه تحتوي علي الكثير من المعلومات، البقراها لاول مره، و فيها نقطه محوريه عن الفيمينيسم،
    مع انهم لم يتطرقو ليه بصوره واضحه، و اعتذرو عن ذلك، و يمكن ربط الملاحظه دي بملاحظتي العامه عن
    مرجعيتهم النظريه الكليه

    معذره للخط الشين و بجي صاده ان شاء الكريم!
    got to go home now
                  

03-31-2009, 06:31 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنس,الرق, والسوق: نشؤ البغاء في شمال السودان, 1750-1950 ــ في علاقات الرق (Re: Rihab Khalifa)

    رغم كل شيء، كان لازم نلحقا قبل الأرشفة:

    سلام يا عريس
    و حباب رحاب
    Quote: و الحقيقه، وجدتني في حيره كبيره، لان الورقه تتبع اسلوب علمي و منهجي عام متعارف عليه، و هو اسلوب الهيستوقرافي و تخلص الي نتائج يمكن ان يقال عنها انها معقوله و مقبوله، لانها لا تتضارب مع مصادر معلومات اخري، حسب راي المؤلفين، او دراسات سابقه لكن في نفس الوقت، الورقه ما عندها منهجيه تتبع نظريه معينه في العلوم الاجتماعيه..... باختصار اذا عندي ملاحظات عن مصداقيه الورقه، تدور حول منظور منهجيه البحث
    و علاقته بالعلوم الاجتماعيه
    شكراً على الإضافة الناظرة بمجهر النقد في الضبط المنهجي و التصنيف العلمي للورقة يا رحاب. لن أستطيع أن أضيف فائدة جديدة في ذلك الإتجاه.
    و لكنني لن استطيع أيضاً أن أغفل عن تنبيه الباحثين منذ البداية لاعتمادهم على رصد غير شامل أحداث تاريخية متفرقة و حسبما سمحت به المصادر، و هو تنبيه مهم و ضروري حتى لا تؤخذ مرصوداتهم مأخذ الإحاطة و الحقيقة النهائية.
    و على كل فستبقى من بعد ذلك و قبله تلك الفائدة اللازمة لهكذا درس تاريخي (على علات في شموله أو منهجه كما تفضلت أو كما عبرت عنه في مقولتك (عموما الورقه تحتوي علي الكثير من المعلومات، البقراها لاول مره)).

    يبدو لي أنه و من بعد التهيئة من التاريخ المتقدم مباشرة على تلك الفترة المرصودة في أواخر القرن الثامن عشر، فإن هم الورقة الأساس كان هو رصد الأثر الاستعماري (أثر الغازي 1750-1950) عبر رصد التمظهرات المادية له. أو كما لاحظت أنت في قولك ((لاحظت وجود مرجعيه ضمنيه يعني فيها certain theoretical overtones عن الراسمالية و دورها في انتشار البغاء))، درس أثر علاقات القوة الجديدة في تغيير شكل العلاقات القديمة و في نشوء علاقات جديدة في أحوال الرق و الجنس في شمال السودان بما أدى ـ في ملابسات (مادية) حاولت الورقة تتبعهاـ أدى إلى تسليع الجنس عبر أشكال مختلفة للدعارة لم تكن معهودة ـ فيما أتيح من تاريخ ـ قبل ذلك التدخل الخارجي.

    شكراً لك يا رحاب على الإضافة المعرفية و المنهجية.
    ....
    أما الكتاب الذي يتفوق على هذه الورقة من حيث ثراء مرصوداته التاريخية و كذلك هو كتاب قد وطّن نواياه (غض النظر عن مدى نجاحه جندرياً) على إنصاف المرأة و كشف صور (الظلم القائم على النساء من منظور gender and class ) كما احتججتي، فهو ما وقع في يدي حديثاً و بمحض الصدفة...
    (المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته) لمؤلفه د. مختار عجوبة
    الذي قال في إهدائه:
    "في لحظة إحباط تساءلت لماذا أكتب عن المرأة و أتحمل تكاليف نشر كتاب عنها؟
    فقالت لي زوجتي، ست النفور أحمد بشير:
    إعتبر ذلك صدقة جارية.
    أهديها هذا الكتاب معتبراً إياه صدقة.
    حتى لا تتكرر تجارب الماضي المظلمة في تاريخنا تجاه المرأة.
    فهل لنا في التاريخ موعظة؟"

    فيما يلي بعض معلومات عن الكتاب....
                  

03-31-2009, 06:45 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: هاشم الحسن)

    المؤلف: د. مختار عجوبة (أستاذ علم الإجتماع)
    عنوان الكتاب:
    المرأة السودانية ظلمات الماضي و إشراقاته
    يقع في 112 صفحة من القطع المتوسط
    الطبعة الأولى القاهرة 2001
    (لا توجد إشارة للناشر و لا لرقم النشر الدولي ـ غالباً طبع على نفقة المؤلف)

    المحتويات:
    المقدمة:
    الفصل الأول:
    المرأة و السبي: طيف الظلمات
    الفصل الثاني:
    استرقاق المرأة: بحر الظلمات
    الفصل الثالث:
    أخلاقيات المرأة: ما بين الإشراقات و الظلمات
    الفصل الرابع:
    المصاهرة: فجر الإشراقات
    الفصل الخامس:
    الأم الملكة: الإشراقات المندثرة
    الفصل السادس:
    الخاتمة:

    المراجع:
    المراجع العربية
    المراجع الأجنبية

    ـــــــــ
    و لا غنى عن هذا الكتاب للمستزيد في إتجاه البوست و مباحث ورقة سبولدنج التي يتفوق عليها الكتاب بغزارة المعلومات و سعة المسح التاريخي.
                  

03-31-2009, 07:44 PM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: هاشم الحسن)

    Thanks ya Hashim for the comments and the good tip

    I feel this is what my library falls short, books about the Sudan, and books by Sudanese


    ---------

    Mbrooook ya Marouf rbna ytim laik 3ala kher ya rab
                  

04-24-2009, 05:59 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: Rihab Khalifa)

    الاعزاء رحاب وهاشم

    سلامات

    كنت اظن ان البوست قد ذهب الي الارشيف
    شكرا لكما على ابقائه

    لنا ان نتسآءل

    ما هي المحصلة التي جنيناها من التاريخ الطويل للاستعباد في السودان؟

    بمعني,, هل هنالك أثر يذكر للرق في مسيرة تطور الاقتصاد السوداني في مجالات الزراعة أو الصناعة في تلك الفترة؟

    ام انحصر دوره في مجالات التكسب الهامشي كما في البغاء أو المظاهر الاجتماعية غير المجدية!

    (عدل بواسطة Marouf Sanad on 04-24-2009, 06:33 AM)

                  

05-21-2009, 06:58 PM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: Marouf Sanad)

    يا معروف ورحاب...الورقة ما وصلتنا والله...
    [email protected]

    Thanks in advance
                  

05-21-2009, 07:16 PM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: AnwarKing)

    سلامات يا انور
    عفوا
    انا كتبت ليك كلام فوق مفاده انه في حاجه غلط في العنوان لانه الرساله رجعت و معاها النص التالي، لكن نسيت اكتب اسمك في المداخله للاستعجال
    اذا سمحت ابعت لي ايميل علي rihab.khalifa at homtmail dot com و انا حا رد ليك و ارفق الورقة


    Quote: I got this message after sending the email, so if any of you is having trouble receiving it, let me know and i will re-send it
    One or more addresses are not in the correct e-mail format, couldn't be matched to a category in your contact list, or do not match a quickname or nickname of a contact. (Please use the following format: [email protected]).
    Invalid e-mail addresses
                  

05-21-2009, 11:11 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: Rihab Khalifa)

    عزيزي انور

    لقد قمت بارسال الورقة على بريدك

    شكرا رحاب
                  

06-05-2009, 11:08 PM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: Marouf Sanad)

    up
                  

06-05-2009, 11:50 PM

Mohamad Shamseldin
<aMohamad Shamseldin
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 3074

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: متوكل بحر)

    الأخ معروف ... شكرا على الجهد المقدر

    لى ملاحظة على هذه الأرقام

    Quote: فيما يختص بمكافحة التشرد في مدينة الخرطوم بحري في الفترة ما بين 1923-1925 والتي تظهر بجلاء انه, وبشكل عام, فان المادة الوحيدة التي وضعت موضع التنفيذ من ذلك التشريع , هي التي تتعلق بال (cross-dressing) , فمن 2714 من الذين قبض عليهم بتهم تتعلق بالدعارة, هنالك 2159 رجل قبض عليهم بتهمة الاشتباه في الشذوذ الجنسي


    جبت ضقلها يلولوح يا ود الشيخ ... نحنا من بحرى
    ياخى بحرى فى سنة 1923 كانت حمد و خوجلىو الصبابى و الأملاك و شمبات و أحتمال ديوم بحرى... و أهلنا فى الحلفايا عليهم مراعاة فروق الوقت..
    فى سنة 1923 بالتقدير حمد و خوجلى و شمبات كل واحدة فيها 500 بيت لو بالغت ..و الصبابى والأملاك و ديوم بحرى 200 بيت ...يعنى 2100 بيت بالتقدير ... و لسه أمدرمان و الخرطوم... الكلام ده ما راكب عدلو....
    يعنى الخواجة ده طلع انو فى كل بيت يوجد شاذ .....
                  

06-10-2009, 01:21 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: Mohamad Shamseldin)

    Quote: ... الكلام ده ما راكب عدلو....
    يعنى الخواجة ده طلع انو فى كل بيت يوجد شاذ .....


    محمد شمس الدين

    سلام

    شكرا على المتابعة

    لقد اشار الكاتب الى المصدر الذي استقى منه معلوماته محل تشكيكك,

    المصدر حسب الكاتب هو:

    Sudan National Record Office Khartoum 6/15/7 "District Commissioner Khartoum North to Governor, Khartoum Province, 5 January 1926"

    يمكنك محاولة التنقيب عن المصدر للمقارنة والتحقق!
                  

06-10-2009, 04:06 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: Marouf Sanad)

    شكرا استاذ احمد طراوة على الاضافة الغنية الوافية, هنالك كتابة لاستيافني بوسويك بعنوان:

    "The Black Hole of Kosti: the Murder of Baggara Detainees by Shaigi Police in a Kosti Barracks, Sudan, 1956
    نشرت في وقت سابق بمجلة نورث ايست افريكان استوديز, تعرضت فيها لاحداث جودة, اتمنى ان تكون بطرفك,
    قد تجد فيها ما يمكن ان تختلف فيه معها خاصة فيما يتعلق بتصوير الامر كصراع بين البوليس الشايقي
    والمزارعين البقارة,كما يظهر من العنوان.
    والكاتبة لها كتابات عدة عن السودان والمام كافي باحواله, واظنها ,ان لم اكن مخطئا, قد
    ولدت في السودان ابان عمل والدها هناك.

    (عدل بواسطة Marouf Sanad on 06-10-2009, 04:10 PM)

                  

06-11-2009, 03:22 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المرأة السودانية ـ ظلمات الماضي و إشراقاته.... د. مختار عجوبة (Re: Marouf Sanad)

    صديقي متوكل

    شكرا على المتابعة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de