|
وراق: ما أبهظ تكلفة العمل العام في بيئة سياسية نتنة (Re: Napta king)
|
12- المقدمات تقود إلى النتائج لقد أعلنت كتيبة الفرقان إهدار دمك ضمن الأسماء التي وردت وبعد يوم واحد أعلن زعيم الجماعة أنهم أجاروك ولن تمتد أي يد لقتلك رغم قناعاتهم حولك؟ كيف نفسر هذا الأمر؟
* أهدرت دمي جماعة المسلمين ( وهي واحدة من خمسة جماعات أخرى تنشط بذات الاسم والمنطلقات الفكرية) . أما الذي (أجارني ) فهو أمير جماعة أخرى من هذه الجماعات وهو على حسب ما يعلن يختلف مع الجماعات الأخرى في استخدام العنف ، وكان يتردد عليَّ باستمرار في صحيفة ( الحرية) ن وهو على قناعة بأنني (كافر) ولكنه لا يؤيد قتلي ن ومن هنا جاءت إجارته. ولا افهم حقيقة ماذا يعني السائل هنا بالمقدمات والنتائج ! ولا أفهم الإيحاءات الخبيثة التي يحاول تمريرها ! إيه! ما أبهظ تكلفة العمل العام في بيئة سياسية نتنة - بيئة قائمة على إلقاء الأحكام الجزافية وعلى استسهال التخوين ، بيئة تحول الضحايا إلى متهمين ، والمزايدين إلى قضاة ، وتحول مغلقي العقول ومختومي الوجدان إلى ممثلي ادعاء !.
12- بيان كتيبة الفرقان الصادر بعد بيان حركتكم أكد أن المعلومات التي وردت في بيانكم أنها معلومات أمنيه ومن جانبي أقول أنها فعلا أمنيه ودقيقه وهم أشاروا إلى ان هذه المعلومات تم تمريرها لكم من خلال عادل الباز المسئول الأمني البارز في امن الجبهة الطلابي أثناء فترة الديمقراطية؟ * المعلومات الواردة في بياننا معلومات سرية ، لنا مصادرنا في الحصول عليها ، وبيان كتيبة الفرقان الثاني قال بأنها معلومات استقيناها من أسامة الباز ولم يقل أننا استقيناها من عادل الباز ، فمن الذي أقحم عادل الباز هنا ؟! الغرض مرض! . وليكن مصدرنا من يكن ، فهل يحسب لصالحنا أننا كسبنا فلان الفلاني وأعطانا معلومات أمنية أم يحسب ضدنا ؟. أما إذا كان الاتهام أن هذه المعلومات أعطانا إياها الأمن برضاه ، فلماذا يعطينا إياها ؟ لماذا لا يتخذ إجراءاته بناءً عليها مباشرة ؟ وهل يعطي الأمن حركة سياسية معلومات لتدينه بأنه متواطئ ويغمض العين عن هذه الجماعات ؟! هذه كلها اتهامات سمجة وتافهة. والهدف من وراءها واضح ، ما دام الحاج وراق عدونا ، وقد أبرزته جملة التطورات السياسية في الداخل ، بما فيها إهدار الدم ، فيجب غمط هذا البروز واغتياله معنوياً. وإنني الآن على قناعة بأن جماعات التكفير التي تستهدف حياتي لأرحم وبكثير من هؤلاء - لأنه من الأرحم أن تختطف حياة الإنسان من أن تعتدي على شرفه الوطني والأخلاقي !. ولكن مما يهوِّن من وقع الافتراء عليَّ أنني أجد في وضعيتي الحالية تضامناً واسعاً من أنقياء السودان بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية ، وأجد تضامناً كذلك من منظمات حقوق الإنسان محلياً وعالمياً . وعلى كل فإن مثل هذه الأقاويل تدعو إلى التأمل ، أترى يصل الحسد بأناس إلى مثل هذا الدرك المنحط ؟!.
13- كيف يمكن أن تصف حركتكم الجديدة اعني الحركة الديمقراطية الاجتماعية باليسار وفي عضويتها بعض القوميين العرب وقد صرح احدهم قائلا الشريعة يجب ألا تمس ؟ * الحركة الديمقراطية الاجتماعية مشروع لتوحيد القوى الحديثة في منبر موحد وعريض ، وهو مشروع لم يزل تحت البناء ولم تكتمل حتى هذه اللحظة صياغة وثائقه الأساسية. ويفترض هذا المشروع كنقطة انطلاق مبدئية أن تتجاوز أطرافه وفصائله - وهي أطراف كثيرة تشمل قوميين عرب وجنوبيين ( 3 أحزاب) إضافة إلى المؤتمر الوطني المعارض و(حق) وشخصيات ديمقراطية مستقلة - أن تتجاوز مشاريعها الفئوية نقدياً لكي يصمم الجميع ومعاً مشروعاً جديداً يكون أوسع في القوى الاجتماعية التي يعبر عنها ، وأفضل وأدق من حيث التأسيس النظري .
14- لقد ذكرت أن حركة حق ستتحالف مع حزب الامه لأنه الأقرب إلى مزاج الشعب السوداني وهذا احد أسباب الفرقة بينكم والمجموعة الأخرى أين أنت الآن من هذا التحالف وهل رفض حزب الامه ذلك ؟ * لم أدعو مطلقاً إلى حلف ثنائي مع حزب الأمة ... لقد دعينا ، وما نزال ندعو ، إلى تحالف جميع القوى الداعية إلى الديمقراطية ، ومن بينها الأحزاب التقليدية ، وحزب الأمة. ونعلم بالطابع الطائفي لحزب الأمة ، وذلك من نواقض الديمقراطية ، ولكننا لا نود القفز فوق المراحل ، الأولوية الآن لاستعادة الديمقراطية ، ومن بعدها التوعية والتنوير في إطار ديمقراطي ، ونعتقد بأن تجاوز البنى التقليدية ومن بينها الطائفية لن يتم ببيان عسكري ولا بالبندقية ، وإنما بعملية تنويرية معقدة ، وفي مكان المركز من هذه العملية الديمقراطية التعددية . وهكذا إذ نسعى إلى تجاوز الطائفية فإننا لا نتصور ذلك مطلقاً وفق تصورات (اختصار الطريق) وهي تصورات كثيراً ما أغرت القوى الحديثة وجربتها فلم تحصد منها سوى الهشيم!
15- ألا تعتقد أن حزب الامه بقيادة الصادق المهدي هو احد أسباب تدهور السودان كما ورد في بيان اللجنة التنفيذية لحركة حق والتي قامت بفصلك وآخرين؟ * تدهور السودان مسئولية النخبة السياسية التي حكمت البلاد منذ الاستقلال وحتى الآن. وإذا أردنا تفصيل المسئوليات فلحزب الأمة دور في هذا التدهور ، ولكن للأمانة لا يمكن مقارنة دوره بدور الطغم العسكرية وملحقاتها من مثقفين ومستوزرين ، وكذلك مسئولية القوى التقدمية والديمقراطية ، فقد عجزت حتى الآن عن بلورة البديل التاريخي للنخبة القديمة. وإجمالاً ( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)! فلكل منا سهم في
التدهور ! الحاج وراق أهدروا دمه و هددوه بالتصفية الجسدية و أصدروا البيانات يريدون أن يسوغوا غلوهم و هوسهم باسم الدين و باسم الوطن و ما من عاصم من هذا البلاء ، بلاء التطرف و احتكار السلطة و الحقيقة ، سوى بسط الديمقراطية و التعددية و احترام حقوق الإنسان و كرامته التحية للحاج وراق و للسودانيين الذين يتطلعون الى وطن ليس حكرا لأقلية تقوم فيه المواطنة على أساس المساواة غض النظر عن اللون أو العرق أو الأصل أو النوع.
عزيزي وصديقي الفاضل عادل عثمان أحييك وأشد على يدك ، وأتفق معك في كل ما ذهبت إليه.
|
|
|
|
|
|
|
|
|