|
Re: إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا (Re: عبدالله الشقليني)
|
حينما يأخذك الصمت منّا فتبدو بعيدا... كأنك راية قافلة غرقت فى الرمال تعشب الكلمات القديمة فينا وتشهق نار القرابين فوق رؤوس الجبال...
محمد الفيتورى
ماكنت من المؤمنين بأن (الموت نقّاد...) لأنى أراه كل ساعة وحين يتخطف التقى والشقى...الصديق والزنديق والبهى والقمىء ...حتى تداعى الى المخيلة حبّات من عقد التميز والفرادة والعبقرية...شهب نثرت عبقها فى المكان لكنها غابت سريعا...أطلّ وجه التجانى ومعاوية...وعلى وعلى ...عبد الحى وأبوذكرى...العميرى ومصطفى..وأخيرا (زين الخواتم) ودعدلان..ويا لها من فجيعة... الخاتم عدلان ذلك القادم من رحم (الحواشة) وهم (التقنت وابعشرين) مسكونا بأحلام البسطاء من أهل بلادى ..إنحاز بفطرته الى الفكرة الإشتراكية لأنها تعمل على الإنسان كثيمة رئيسة وحاكمة...حمل الفكرة بصدق ونافح عنها بمصداقية ونال فى سبيلها مرارات النفى والتشرد والإعتقال لكنه ما لان ولا انحنى ولا انكسر بل ظل هو ذلك الخطيب المفوه والكاتب الرصين والمثقف اللامع والمؤدب حتى مع اولئك الذين لا يراعون ذمّة ولا يحفظون شرفا للخصم والخصومة... لا اعرف الخاتم معرفة شخصية بل هى المعرفة العامة.. معرفة المنابر والصحائف والسيرة الباذخة..ولا انتمى لخطه الفكرى والسياسى لكن برغم ذلك حزنى عليه بالغ واستثناء وفقدى له خاص...رايت فيه الصدق والإيمان الكبير بالفكرة التى اعتنقها وامضى جل عمره مدافعا عنها ومبشرا بها..قرأت له الكتابة الرصينة بأفكارها المرتبة ولغتها العذبة حتى خلتنى امام أديب ضلّ الطريق الى السياسة فكسبنا الخاتم (الحركى) وخسرنا كاتبا كبيرا كان من الممكن أن يرفد المكتبة بكتابات مميزة...رأيت فيه المحاور المهذب (طويل البال) حتى إن اختلف معك ...لكل ذلك أشعر حقا بعظم الفقد وهول المصيبة ...
له الرحمة ولآله وأحبابه الصبر وحسن العزاء
وليس ثم من مفر لا تحلموا بعالم سعيد فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد... وبعد كل ثائر يموت أحزان بلا جدوى ودمعة سدى
أمل دنقل
لك الود
عبد الرحمن قوى (عدل بواسطة Giwey on 01-05-2005, 04
|
|
|
|
|
|
|
|
|