في فذلكة ( أنثروبولوجية) نعرف الظار بأنه ظاهرة أجتماعية تتمركز في وجود قوي خفية تتغمص الأنسان فتحدث أضطرابات نفسية جسيمةpsychosmatic dis order لا تهدأ الا بتنفيذ طلبات هذه الأرواح وحسب رأي ( فرويد) ان العصابي لا يختلف عن الأنسان البدائي و أنا أري ان الظار فيه ما يشبه التخّلف المتعمد بالرغم من انه أحد وسائل العلاج الشعبي في كثير من الدول ...
ولا يوجد معني واضح لكلمة (زار) في اللغة العربية الا أذا أعتبرنا أن الزار سمي كذلك لانه من الزيارة زار يزور أي ان الجن يزور الناس. ويعتمد الظار علي الأغاني والاناشيد و بتصور (مثيولوجي) mythology ندرك ان الموجودات الخرافية سبقت نظام العالم الجديد في الوجود وتظهر لنا التحليلات النفسية ان الأعتقاد في الجن ناتج عن ميكانيزم الاسقاط projection في الشخص الذي تسيطر عليه مشاعر متضاربة للحب والكراهية وغيره...
يقال ان الظار دخل الي السودان عبر قبائل الهوسا او عبر القبائل التشادية او الأكثر ترجيحا قدومه من الحبشة..... ويقال ايضاً أنه دخل السودان عن طريق زوجة الحاكم العام التركي ( فاطمة) التي مرضت في قصرها بأسطنبول ... وسمعت غناءاً غريباً أقشعر له بدنها وعندما أطلت من النافذة رأت متسول نيجيري فطلبت أحضاره الي غرفتها فقال لها النيجيري أنه حضر خصيصاً بأمر الظار ليشفيها من مرضها وعندما حضرت مع زوجها الي السودان نشرت طقوس الظار كلها..
للظار مفهوم ديني في السودان فيقال أنه من جن سيدنا سليمان ظهروا له في شكل خيوط حمراء رفضت أن تتدلّي من السماء الا بعد ان تضرب لها الطبول وت يطلق لها البخور وتعزف لها الموسيقي وهذا هو الغطاء الديني لممارسة الظار في السودان حسب الأعتقاد الراسخ
من أقسام الظار الدراويش و الأشراف مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني والسيد البدوي والستات ويقصد بهن بنات الاشراف و الأولياء والحبش و أشهر الشيخات ( منليك) والهانم ست البيرة والسحاحير و يشار لهم بالقبائل أكلة لحوم البشر .... والخواجات خاصة في فترة حكم الأنجليز في السودان... كل قسم من هذه الأقسام يمتاز بطلبات مختلفة عن القسم الآخر وكذلك الأزياء فتعرف الشيخة من خلال هذا التشخيص العلاج المناسب او ما يعرف بعملية( فتح العلبة) الذي يطلق فيه البخور للمظيور حتي يعرف خيطه حسب أنواع الظار مثل الطمبرة والبوري مصاحبة بالنماذج الأيقاعية او الخيوط وبعد ذلك تقام الكرامة وتذبح فيها الخروف أسود كالعادة او ديك أحمر بعض ان توضع له الحناء في زيل و جبهة و أرجل الخروف ويضع الزابح قطعة نقود معدنية في فمه و يضغط عليها بأسنانه حتي لاينسي البسملة ... فتأتي الشيخة ومعها صاحب الكرامة و تنط الخروف أيزاناً بتخطي العوارض وتخضب جبين صاحب الكرامة بدم الخروف وتردد الشيخة: سلامتكم يا أهل الدك مقبولة يا أهل الدم .... لترتفع أيقاعات الدلوكة والطشت النحاسي و الشتامي و الكشكوش وتتصاعد أدخنة البخوي وسط مجموعة من البروش الحمراء والملونة و عصـي الأسياد والقرع و السبح و الحجارة وهذه صورة مختصرة عن ممارسة الظار في السودان...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة