ايش لون ..تمشى الأحمسة ؟؟؟ منعم الجزولى 2007

Quote: محمد سيد كان عازف الطبل فى فرقة البلوستارز. نعم. عمر قيلى كان رحل منذ اكثر من سنة. أسأل الله أن يتغمد روحه الجميلة. ففى شبابنا الغض جمّلت فرقة البلوستارز ايامنا. اسبغوا طعمآ ولونآ وطربآ على حياتنا. وكانوا دليلا حيآ على عبقرية السودانيين. كان اؤلئك الشباب الموهوبين والرائعين يتمرنون فى بيت متواضع. وكنت اشهد طرفآ من بروفاتهم فى نمرة 2. كانوا يستمعون الى الاسطوانات. وكل واحد فيهم طابق الته الموسيقية. وكانوا يدخنون ويمرحون وينكتون. ويحفظون عن ظهر قلب الاغانى التى ينوون ادائها في الحفلات. لم يحتاجوا اكثر من ساعة للتمكن من اغنية والتمرس على ادائها. وكنا نتبعهم فى الحفلات التى يحيونها والتى كانت توصف خطأ انها حفلات اعراس. ولقد استمتعنا بكل لحظة من حفلاتهم. كنا نحبهم بشرآ. ونودّهم اصدقاءآ. وافتقدناهم كثيرآ حين انفضّت فرقتهم. ما زلت اذكر الى الان حين عاد عمر من منفاه الاختيارى فى كينيا. فى غيابه انضم الى الفرقة عازف باص جديد. اسمه احمد حمو ( الذى صار عضوآ اصيلا ولا غنى عنه فى فرقة البلوستارز). اول ظهور لعمر بعد عودته كان فى الجمعية الطبية فى شارع النيل. ولا زلت اذكر انه كان يرتدى قميصآ ابيضآ وبنطلونآ من نفس اللون. وفى سلوك نجم حقيقى، قفز الى خشبة المسرح واخذ جيتاره الباص وشرع فى صناعة الفرح. جعل يغنى (ملايكة.. ناكومبيدا ملايكة) بالسواحيلى. وجنّ جنون الحاضرين كما فى الافلام. عاصم زين، ذاك الوديع الفنان، كان يشيل الغنا مع عمر، وكان يعزف جيتاره بمهارة تجعلك تندهش وتفكر كيف ومتى يجد هؤلاء الشباب الوقت لتجويد فنهم. تلك موهبة صافية ولا شك. فيما بعد، بعد سنوات عديدة، عندما كنت فى مسقط كنت أحرص على لقاء عمر كلما زرت الامارات. زرته مرتين فى بيته برفقة وفاء. وكانت تبدو على محياه سيماء الصحة والشباب والسعادة. وزوجته كانت ودودة ومضيافة ولطيفة المعشر. شربنا القهوة العربية. ولم يطرق اذاننا صوت موسيقى البتة. ولقد حاك فى صدرى ان عمر لا يحتفظ بجيتار فى البيت. هجر الموسيقى عمر. ابدلها بالحياة العائلية والروحانيات الدينية. وذلك فوز عظيم! نادر خير