نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: خواطر وذكريات من جامعة الخرطوم – أيام الدراسة (1986 – 1991) (Re: فضل الله خاطر)
|
الجامعة كانت مرجلا يقلي سياسة وثقافة ورياضة من ميدانها الشرقي إلى ميدانها الغربي مرورا بسوح وميادين الكليات التي كانت تستضيف الندوات والحوارات والمنتديات الثقافية. فالثابت أن ترى بروفسور غبوش الضاوي يحاضر ثقافة عن تراث السودان في منتدى الفلاسفة بكلية الآداب، أو أن تترقب ندوة لا تجد لك فيها مكانا في ميدانها الآخر، ويكون محدثك بروفسور حسبو أبو سليمان (رحمة الله عليه) أو رفيقه طه بحشر، أو ترخي سمعك وتصغي لشعر عذب ويكون الملقي فراج الطيب أو محي الدين فارس أو مصطفى سند، وإن أردت المسادير فسيتحفك بها صاحب هوي يا وليد؛ أهل القصر العالي سلام الشاعر محمد بادى، وتسمع معه مصطلحات من شاكلة القرعة والسعن ونوار الطلح الفقع (البرم) ومراتع الدرت، يجد فيها طلبة الريف والبوادي انسجاما تراثيا شفيفا، يخاطب وجدانا آخر. شعراء حلمنتيش بأسمائهم العجيبة (المشوكش الطرابيشي، والمستعرب الخلوي وغيرهم) في قمتهم، في كل أركان الجامعة يتحفونك بكلام حلو عذب هو من جنس كلامنا ولكنه منظوم رقراق ليس على شاكلة الشعراء القدامى، يتناول الظواهر الناشئة بأسلوب شيق جذاب منثور شعرا مقفى وغير مقفى، ولكن الأكيد أنه على غير أسلوب وقافية فراج الطيب رحمه الله، صاحب قصيدة دار السلام الشهيرة التي ألقاها في مهرجان المربد في العراق، والذي لا يعجبه مثل هذا الشعر المسمى حلمنتيش، ولكن الطلاب به فرحون، وشعراءه متميزون وذوو مواهب وبديهة حاضرة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|