نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين (Re: Abdel Aati)
|
العزيز ثروت
غير رد الاخ العزيز محمد حسبو حول "دجل" شعار الدولة المدنية بديلا عن شعار العلمانية؛ هناك مساهمة ممتازة لاستاذنا عثمان محمد صالح في هذا المجال؛ دعني انقلها هنا:
حـول حـرية" اللإ اعـتـقـاد"
وحـقـوق الانسـان و نمـوذج الدولة العـلمانية من النمط اللبرالي في السودان
مقـدمة :
الـمـادة" التي تـشـتغـل عـلـيها مـباحـث" اللاإعـتقـاد" هـي هـي ذاتها التي تـشـغـل بال الـفـكـر الديني. الإخـتلاف بينهما يتمثـل في" الموقـف " من تلك المادة و"طريقة" النظر إليها وتـصـمـيم تـراتبـيات مخـتلفة لـعـناصرمـنـظـومة الوجود.
" للاإعـتقاد" كـمنـظور فـلـسـفي لعـلاقـة الإنسان بمـنظـومة الـوجـود، بالـفـيـزيا و ما ورائـهـا، بـروابـط الأرض والسـمـاء (بمـا تـسـمـيه مـعـاجـم المؤمنـين بالـرب ، الله، الخالق، يهوه و ما تدعـوه لـغـة الفـلـسـفة بالعـقـل الكـلـي، الـمـطلـق، أصـل الأسـباب وغـيرهـا من الأسـمـاء)، مـدارس متعـدّدة و تـيارات مـتصارعـة داخـل حـوش الـفـكـر الفـلسـفـي لا نرغــب ضمـن الإطار الضيق لهـذا المـقـال الـغـوص في ثـنايـا تـفـاصـيـلـها! لـيـس مـن أغـراض هـذا المـقــال أيـضـا صـياغـة"حـكم قـيـّمي" أوإسـتصـدار فـتـوى ديـنـية بـشـأن اللاإعـتقاد من وجـهـة نـظـر ثـيـولـوجـيــة: لـسـت فـقـيهاً في عـلـوم الديـن حـتى يتـسـنى لي فـعـل ذلك حـتى و إن واتتـني الرغـبـة ! لـيـس مـن أغـراضه كذلك التـبشـير باللاإعـتقاد أوحـمل المعاول الـفـكريـة لهـد م أسـسـه وركائـزه الفـلـسـفـية و مطاردة دعـاتـه و الـمـبـشـرين بـه مـطـاردة الكـنيـــسة للـسـحـر والـهـرطـقـة في أوروبا القــرون الوســطى!
نقـطة إنطلاق البحـث في هـذه المـوضـوعة هي قـنـاعـتي بـأ ن إقــرار " حـريـة اللإعـتـقاد " و تجـزيـرهـا فـي بـنـيـة الثـقافة السـودانية ذو عـلاقـة عـضـويـة بما يسـمى بحـقـوق الإنسان و كـذلك بمشـروع البـديل المـفـترض تأسـيــسـه عـلى أنـقاض الـدولة الثـيـوقـراطية الـقائـمة في السـودان.
الحـريـة : مـقـاربـة فـلـسـفـية للـمـفـهـوم :
الحـرية "كـلّ" متكامـل لا يـقـبـل الـتـجـزئة، فإما أن تقــبل كـلها أو ترفـض برمـتها : طريقـان إثـنـان لا ثالـث لهما. إنها ليست بضاعـة في"حانوت" الوجـود البـشـري بحـيث يمـكـن عـرضها حـسب الطلـب وبـيـعـها" بالـقـطـّاعـي"! هـي أسـلـوب في الحـياة متكامـل العـناصـرو"رؤيـة للـعالم" تتجـاوز حواجـز المـكان و قـيود الإنـتـماءات الفـطرية و المكـتـسـبة و" نـسـق من الـقـيّم" الـشـمـولـية الـمـنـظـّمة لعـلاقـة الـفــرد بأشـيـاء الوجـود و كائـنـاته و خـلائـقـه بتعبير آخـر:الحرية هي جوهـر "كـينونـة"و" ماهـيـة" الإنسان بما هـو إنسان ، لولاهـا لـظـلـلـنا أسـري "الطبـيعة" حتى هذه اللحـظة! إنـهـا " الـبراق " الذي يمتطيه الإنسان راغـباً في التحـّرر من قـيود " عالـم الـمـحـسـوس" صاعـداً إلى ثـريات "عالم اللامـحـسـوس".لم تـكن تلك الـشـجـرة العـالية القـطاف ماحـّرض " إنسـان الـغـابة"عـلى رفـع عـينيه من ذل الأرض و عـبـوديـتهـا لـيـمـشي" مــنـتـصـب القـامـة " بل كان " نـداء الـحـرية" وهـو يتعـالى في الأفـق البعـيد ما جـعـّله يـهـجـر "حـضن الأم" باحـثـاً عـن ذاتـه الـمـفـقـودة .الحـرية بهذا المعـنى تتـسـامى فـوق الإخـتلافات الإجـتـماعـية: لا تعـترف بالفـوارق الجـنسـية والعـمـرية و العـرقـيـة ولا بتمايزات المـكانـة والطبقـة والطـائـفـة الخ . إن حـركـتهـا تـشـبـه إنـدفـاعـة الـسـيل : تـخـتـرق المـوانع ، تدّمـر الـسـدود و تـكـتـّسـح حـواجـز" الإخـتـلافـات".
حـريـة" اللاإعـتـقـاد":
حــرية اللاإعـتقاد والـتـبـشـير بـه تعـادل حـريـة الإيـمان والـدعــوة لـه، كـلـتا الحـريـتـين مـتسـاويـتان فـي الـمـكانـة متـعادلـتان فـي الثـقـل في مـيـزان حـقـوق الإنـسـان..الإيمان واللاإعـتقاد كلاهـما خـيار و مـذهـب في الـحـياة، وليـس في مـقـدور أيّ مـنـهمـا القـضاء عـلى الآخـر، كلاهـما باق على ظهـرالـحـياة لأنـه يـعـتاش ويـتطـفـل عـلى"الـغـذاء" الذي تـقـدمـه لـه مـائدة الآخـر: لـيـس أمـامـهـمـا حـل للـنزاع الأبـدّي غـير التعـايـش الـسـلـمي وإقـتسـام"فـضـاء الضـمـائـر".
حرية" اللاإعـتقـاد" في السـودان:
لا تـوجـد في السودان ـ ضمـن حـريـات أخـرى مـكـبـوتـة ـ حـرية التصريح باللاإعـتقاد و التعـبير عـنه و الدعـوة له بالوسائل السـلمية . توجـد في الـسـودان أقـلـية مـلحـدة لـكـنها مـقـمـوعـة ولا تمـتـلك أية حـقـوق ..يـمـكـن تـصـنـيـف هـذه الأقـلـيـة ضمـن فـئـة الأقـلـيات الأسـوأ حـالا في ظل الدولة الثـيـوقـراطيةالـقائـمة. الـفـئـة الأكـثـر مـعـانـاة مـن بينها تضم المـلـحـد يـن المـنحـدريـن من أصـول إسـلامـيـة لأن سـيـف "الـرّدة"مـسـلط على رقـابـهـم.! يسـتخـدم أنصـار الدولة الدينية حجة اللاإعـتـقاد سلاحاُ سياسياً للكـيد و الـنيل من خـصومهم الداعـيـن لـفـكـرة قـيام دولة علمانية في السودان و خاصة أعـضاء الحـزب الشيوعي السوداني . يعاني أنصار الفـكـر الجـمهـوري أيضاً من تهـمـة الخـروج مـن " مـلـّة المـسـلـمـين".
"اللاإعـتقـاد" في نمـوذج الدولة العلمانية من النمـط الـلـبرالي:
الدولة ـ أيــّة دولة ـ بما في ذلك " دولة المدينة" النموذج الأولي ( Proto type) لما صار يعـرف لاحـقـاً بالدولة الإسلامية هي في آخـر التحـليل لـمـاهـيـتها " إطار يـنـتـظـم مـن خـلاله المـجـتـمع الـمـعـيّـن سـياسـيـاً". الدولة بهذا الـمـعـنى أصلها في"الأرض"لا في"الـسـمـاء".إننا نبـحـث عـن مـنشـئـهـا و تطور مؤسساتـهـا في ممارسات الـبشـر و تـفاعـلات مجـموعـاتهم،لا في بطون الكتب المـقـدسـة ولا في نـصـوص رسالات السـمـاء . الدولة عـكـس الأفـراد لا تمتلك الـخـاصـيـة الـمـلغـّـزة الـمـسـماة "فـؤاداً" حـتى تـؤمـن بالـغـيـب ووجـود الخـالق أو تـرتـد عـن عـقـيـدة مـا أو تسـتـبدلها بأخـرى أوتـصـّم أزنـيـهـاعـن سـمـاع دعـوة الـحـق مـشـيـحـة بوجـهـهـا عـن الأديـان مـقـررةّ الإلـحـاد! ننـطـلـق في تحـديدنا للسـمات الأساسـية المـمـيزة لنموذج الدولة العـلمانية من تـراث الشعـوب التي سـبـقـتـنا في هـذا المضمارو كذلك من زخـيرة تجـربة الدولة الـدينية وممارسات أنصارهـا في السودان:
· الدولة العلمانية هي دولة لادينية. قـد يبدو هـذا التعـريف في نظر البعـض حـشـّواً (Tautology) لكـن الغـرض مـن إيراده والتشـديد عـلىالطبيعـة " اللاديـنـية" هـو تحـديـد الخـط الفـاصل بين نمـوذج الدولة العلمانية وخـصـمه الإديولوجي المـتـمـثل في الدولة الثـيـوقـراطية .
· الدولة العلمانية لا تتبنى الإلحـاد عـقـيـدةً رسـمـيةً تقـود سياساتها لأنّ تـبـنــّيـها للإلحاد ديـنـاً رسـميـاً يتعـارض كل التعـارض مع جـوهـرها و ينـسـف الأساس الفـلسـفي الذي شـيّد نمـوزجها النظري من فـوقـه : بناء دولة تـنـبع من محـصلة خـيارات مواطنيها و تعـبّرعـن إراد تهـم العامة لا عـن إرادة فـرد أو جـماعة تحـتكـرالحـقـيقـة و تدعّـي تـجـسـيدهـا لظـل الله في الأرض وتــزعـم أن أ فـعالهاو مسـلكـياتهاالدنيويـة مـنـزّهـة عـن الأخطاء و مـعـصومة مـن المساءلة ولا تـخـضـع لـلـرقـابة البشـرية لأنـها تمـثــّل إرادة السـماء التي لاراد لـها أو تـعـبّرعـن مـشـيـئـة العـمـليـة الـتاريـخـية التي تعـرف تلك" الجـماعـة" وحـدهـا كـيـفـيـة فـك شـفـرتـهـا والـكـشـف عـن الـقـوانين الباطـنية الـمـحــدّدة لـخـط سـيرهـا...الخ الخ مـن جـمـلة العـناصر المـكـونة لـقـائـمـة طويلة تـشتــمـل عـلى المبـرارت والمـسـوّغـات التي سُـكّـت(ومـا تـزال) دعـما ًوتـأيـيـداً و تـأبـيداً لإحـتكـارالصفـوات للسلطة السياسية والـزرائع المـسـتـخـدمـة لـشـرعــّـنة تـحـويل السـلـطة الى مـلـكـية خـاصـة( Private property)!!!
· الـدولة العلمانـيـة دولة محايـدة دينـياً. إنـهـا تعـنى بتنظيم شـؤون مواطنيـها دون أن تتدّخـل في مـكـامن الأفـئـدة و لا تستخـدم أجـهـزتها رقـيباً يـحـصـي ما يحدث داخـل الضمائر و لا عـتـيداً يسـجّـل ما يـدور في العـقـول. انها لا تمـّيـز بـيـن مواطنيها على أسـاس الإعـتقـا د و الجـنـس و الإنـتماء والمـكـانـة و الـطـبـقـة و لا تنـظر الـيهم إلا بإعـتـبارهـم "حـوامـل" لحـقـوق يـكـفـلها الــد سـتـور و واجـبات تـسـتلـزمـها الـمـواطنة!
· الدولة العلمانية تحدّد الإطارالعام للتفاعـل الإجـتماعي بين الأفـراد والجـمــاعات ولا تتدّخـل في توجيهه ولاتنتصرفـيه لصالح فـئة ضد أخـرى ، وإذا نـشـب نـزاع بين الأفـراد أو الـجـمـاعـات فـالفـيصل عـندئذ هـو سـلطـة الـقـانون التي يتساوى أمامها الجـمـيع دون إسـتـثـنـاء. .
· الدولة العلمانية تصون حـرية الأعـتقـاد و" اللاإعـتقـاد" و لاتـقـمّع التنافـس بـين الأديان الـمـخـتلفـة و بين الإديولوجيات الـمتصـارعـة ، بل تقـتصّر مـهـمـتها عـلى المحافـظة عـلى الطابع السـلمي للتنافـس و الصراع
· .الدولة العلمانية هي دولة لاشـمـولـيـة : لا يحـتكـرها فـرد أو حـزب أو جـمـاعـة...لا تخـنـق مؤسـسات المجتمع المدني ولا تقـمـع الصراعات داخاـهـا ولا تحّـول تلك المؤسـسات الى" أزرع" تابعة للسـلطة السـياسـية.
· ليـس من مـهام الدولة الـعـلـمانـية تـر بـية أو تـقـويم الأفـراد أو إعـادة تـنـشـئـتهم(Resocialisation) وفـق" نموذج أخـلاقي" بعـينـّه مـهـمـا تسامـت خـصائص و مـزايا ذلك النموذج دينيا كان أو عـلـمانياً (أسطورتا" المسـلم الـقـويم" و" الإنـسـان الجـديد" على سـبيل الـمـثــال لا الـحـصـر).
· الدولة العلمانية هي دولة مدنية تتداول فـيها الأحـزاب السـلطة السـياسـية بـطريقـة سـلمـية عـبر نظام الإنتخاب الـحـر المـباشـر( الصوت الواحـد للـفـرد الـواحـد :لا مـكان للـتمـييز بين الـمواطـنين فـيما يتعـلق بالحق الإنتـخابي إسـتـناداً عـلى مـعـايـيرمـخـلة بـمـبـدأ المـسـاواة كالتعـليـم أو الإنـتـمـاء لـفــئة إجـتـمـاعـية بـعـينها لهـا دورهـا المـتـمـيز في قـطاع الاقـتــصـاد الـحـديث و تتحـّمـل أكـثـر من ســواهــا أعــباء وتضـحــيات النضال السـياسي ضد الأنظـمة الدكتاتورية )، أما المـؤسـسـة العـسـكرية فإن مـهـمـتها الدستورية الأولى والأخـيرة هي حـراسـة حـدود الوطن فـقـط.
دولـة مـدنـيـة أم عـلمـانـيـة لـبرالـية:ـ
المصطلحات و المـفاهـيم هي" تصـامـيم ذهـنـيـة" تقـارب الواقع الإمبيريقي للظواهـر المـراد وصفـه أو تفـسـيره أو تنحـرف عـنه بدرجة أو بأخـرى أو تـفـارقـه نـهائـيا الأمـر الذي يسـتدعي إسـتبدالهـا بأخـرى أكـثردقـة وصـوابـا.ً إنهـا "عـصاة" الـباحـث و"بطاريته" المـضيـئة في عـتـمـة لـيـل الظواهـر
المصطلحات و المـفاهـيم حـتي وهي تولـد في عـزلة " الـتـأمـل الفـلسـفي" لمـبتدعـيـها، تحـمـل في طياتها سـمات عـصرهـا و تعـكـس ـ بدرجة أو بأخـرى ـ واقع الصراعـات الـفـكـريـة و السـياسـية الـمـرافـقـة لـعـمـلـية ولادتها.
مصطلح " الدولة المدنية" الذي أطلقه الأستاذ محمد ابراهيم نقـد في دائـرة الـتداول الفـكـري و السجـال السـياسي ضمـن دراسـة يمـثـل المصطلح المذكورأعلاه عـنوانها، لا يشـذ عـن هـذه الـقـاعـدة ، سـوف نوضح أدناه لماذا
ولـد مصطلح" الدولة المدنية" في التسـعـينات من القـرن الماضي في ظروف سـياسـية سـمـتها الأساسـية إسـتـفـراد حـزب الأصوليين الإسلامـويين بالسـلطة السياسية في السـودان وتـشـييده لدولة شـمـولية عـسـكـرية ثيوقـراطية تحـت لافـتة سياسـية عـنوانها " المشـروع الحـضاري " ، من جـانب ، ونـشـوب صراعـات فـكـرية داخـل الحـزب الشيوعي السوداني تتعـلق بـمـصـير هـويـته وبرنامجـه وأسـاسـه الـفـكـري ، من جانب آخـر.
ولـد المصطلح، إذن، في ظروف تـراجـع الـفـصيل الـيسـاري و العـلـماني أمام الهـجـمة الشـرسـة للدولة الديـنية و أنصارهـا في الـسـودان.و لـهذا السـبب جاء حـاملاً صـفـة الدفـاع أكـثر من الهـجوم: لـقـد جـاء كـمـحـاولة" توفـيـقـية" تتوسّـط بين أنصار الدولة الديـنية من جانب و دعـاة الـدولة العلمانية من الجـانب الآخـرو تـسـعى لـتخـفـيـف حـدّة الإسـتـقـطـاب السياسي و الإديولوجـي بين الفـريـقــين المتصارعـين
ليس الأمـر سـجالاً مدرسـياً حول المصطلحات بمـعـزل عـن واقـع الظواهـر الـذي تحـاول وصفه، لكـنه مـرتبـط بالصراع المـصـيـري المتمحـور حول إشـكـالـية : أيّ نمـط من الدولـة يجـب أن يسـود في السـودان؟
... إننا نعـتقـد أن إحـلال مـصطلح" الدولة المدنية" محـل مـصطلح " الدولة الـعـلـمانية" هــو مـحـاولة لم يكـتب لها الـنجاح ، هـذا إذا ما كـفـفـنا الـبـصــر عـن حـقـيـقـة تشـويشـها للمـفاهـيم بدلاً من توضيحـهـا. نسـتـنـد في إصـدار هـذا الحـكـم على ما يلي:
(1) يـوعــز مصطلح" الدولة المدنية" مـن طرف خـفـي بأن الصـراع السـياسي في السـودان هـو بين المـؤسـسـتين السـياسـية والعـسـكـرية على مـستـوى الصفـوات ، و بين أنصار الدكـتاتورية و الديمـقـراطية على مستوى فـئات المـجـتـمع الــمـدنـي.هـذا التـحـلـيل سـليم بشــكـل عـام لـكـنه غـير مكـتمـل لأنـه يغـض النـظر عن فـرز سـياسي و إديولوجي حـاد تنامى بعد ثورة أكـتوبر و تسارعـت وتائـره مـن خلال مـشـروع الدسـتورالإسـلامي عام 1968 مـرورا بفـرض قـوانين سبتمبر 1983 و وصل الفـرز قـمـتـه نـتيـجـة لإسـتـيلاء الجـبـهة القـومـية الإسـلامـية عـلى السـلطة عـام1989 و تطبـيقـهـا لـمـشـروع الدولة الدينـية بـحـزافـيـره. هـذا الإسـتـقـطاب هـو مـن الـحـدّة بـمـكـان بحـيث يـقـف مصطلح" الدولة المدنية" أو أي مـصطلح آخر مـهـما كـان بـديـع الصـيـاغـة، طـيـب الـنـيـة عـاجـزاً عـن تخـفـيـفـه لأنـه إسـتـقـطـاب يـفـرز بين أنصـار نمـوزجـين للدولـة لا يـمـكـن الـتـوفـيـق بينهما.
(2) مـشروع الدولة الدينية ليس مـرتبطا بالدكـتاتورية العـسكرية وحـدهـا : لـقـد وضـعـت لـبنتـه الأولى في ظـروف الديمقراطية اللبرالية التي أعـقـبـت ثورة أكـتوبر1964.
(3) مـدنـيـة" الـدولـة لا تـعـني عـلـمانيتها . هــنـاك ثـيـوقـراطيات مد نـيـة : السعودية , إيران , تجربة طالبان في افغانستان مـتلاً لا حـصـراً . بالمقايل هـناك" عـلمانيات" عـسكرية (تـركـيا ) و"عـلمانيات" مـدنية شـمـولية (دول المعـسكر الشـرقي سابقـا.
للأسبـاب الواردة أعـلاه نـرى أن كـفــة مصطلح " دولـة عـلـمانية لـبرالــية" هـي الراجـحـة لأن موازيينه أثـقـل: إنـه أكــثر وضوحـا من منافـسه ، أكـثر إحكاما في الـصياغـة ، أكـثر إفـصاحاً عـن مـطالـبـه و أخـبراُ أكـثر قـدرة عـلى تمـيـيـز نـفـسـه عـن خـصمه (الدولة الدينية) و كذلك عـن أنـمـاط "العـلمانيات" العـسكرية و الشـمـولـية.
-----
الأفـكـار و الآراء الـواردة أعـلاه تعـّبر عـن قـناعـاتي الفـردية و لاتـتحمـّـل أيّة جـهة سياسية كانت أو خلافـها مسؤولية نـشـرهـا!! ----
عـثـمان مـحـمـد صـالح ــــــ12 يناير 2004!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Shihab Karrar | 09-22-09, 03:06 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | عمر سعد | 09-22-09, 03:25 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Shihab Karrar | 09-22-09, 03:35 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | ثروت سوار الدهب | 09-22-09, 04:00 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Shihab Karrar | 09-22-09, 04:23 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | حيدر حسن ميرغني | 09-22-09, 04:27 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | AnwarKing | 09-22-09, 04:53 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Shihab Karrar | 09-22-09, 04:53 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Shihab Karrar | 09-22-09, 05:11 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Shihab Karrar | 09-22-09, 06:38 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | بدر الدين اسحاق احمد | 09-22-09, 06:49 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-22-09, 09:13 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Shihab Karrar | 09-23-09, 07:54 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | حيدر حسن ميرغني | 09-23-09, 08:14 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Shihab Karrar | 09-23-09, 08:34 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Hisham Osman | 09-24-09, 04:09 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | هشام آدم | 09-23-09, 08:35 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | خالد العبيد | 09-23-09, 11:01 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | الامين عباس احمد | 09-23-09, 11:51 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | ثروت سوار الدهب | 09-23-09, 07:37 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 00:12 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | نبيل عبد الرحيم | 09-24-09, 00:37 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Omayma Alfargony | 09-24-09, 02:31 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Omayma Alfargony | 09-24-09, 02:39 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | عمر سعد | 09-24-09, 03:43 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 10:10 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 10:15 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | نبيل عبد الرحيم | 09-25-09, 01:08 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 10:01 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 10:07 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | doma | 09-24-09, 10:22 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 11:46 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | هشام آدم | 09-24-09, 12:07 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | هشام آدم | 09-24-09, 12:14 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-24-09, 12:37 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | نبيل عبد الرحيم | 09-24-09, 01:13 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | doma | 09-24-09, 01:23 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-24-09, 01:52 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-24-09, 02:01 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-24-09, 02:03 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 02:34 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 02:33 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 02:32 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | عاطف مكاوى | 09-24-09, 02:04 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-24-09, 02:13 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 02:39 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 02:52 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 02:27 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | نبيل عبد الرحيم | 09-25-09, 02:02 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-29-09, 00:00 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | نبيل عبد الرحيم | 09-29-09, 01:14 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 02:30 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 02:56 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-24-09, 03:13 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | ياسر هرون ابوالقاسم | 09-24-09, 05:32 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 09:35 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-25-09, 01:27 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-24-09, 09:28 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 09-24-09, 10:34 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | عبداللطيف حسن علي | 09-24-09, 11:44 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | ثروت سوار الدهب | 09-25-09, 00:17 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Omayma Alfargony | 09-25-09, 00:19 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | قيقراوي | 09-25-09, 00:40 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-25-09, 01:40 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-25-09, 03:01 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Shihab Karrar | 09-25-09, 01:03 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-26-09, 06:33 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-25-09, 12:39 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-25-09, 01:36 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | عمار عبدالله عبدالرحمن | 09-25-09, 01:37 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-25-09, 03:06 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | ثروت سوار الدهب | 09-25-09, 05:57 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Omayma Alfargony | 09-25-09, 06:36 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-25-09, 07:16 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | هشام آدم | 09-26-09, 07:49 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-26-09, 06:39 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-26-09, 06:48 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-26-09, 06:53 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-26-09, 06:55 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-26-09, 07:19 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-26-09, 08:03 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Al-Mansour Jaafar | 09-27-09, 01:57 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | نبيل عبد الرحيم | 09-27-09, 04:48 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | نبيل عبد الرحيم | 09-28-09, 10:56 PM |
رسالة إلى من يهمه الأمر: الحزب الشيوعي السوداني شجرة مباركة تستحق السِقاية بماء العيون! | sultan | 09-29-09, 00:08 AM |
Re: رسالة إلى من يهمه الأمر: الحزب الشيوعي السوداني شجرة مباركة تستحق السِقاية بماء العيون! | Abdel Aati | 09-29-09, 01:40 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-29-09, 00:09 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | نبيل عبد الرحيم | 09-29-09, 00:29 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | خالد العبيد | 09-29-09, 02:44 AM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-29-09, 09:03 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | Abdel Aati | 09-29-09, 09:08 PM |
Re: الماركسية والدين وتناقضات الشيوعيين السودانيين | خالد العبيد | 09-30-09, 00:41 AM |
|
|
|