التخطيط كثقافة غائبة.. والعشوائية كسلوك عند الشعب الســـوداني

كما ذكرنا سابقا فإننا كسودانيين نفتقد إلى ثقافة التخطيط في حياتنا العامة وكل الأمور ماشة معانا بالبركة ، وأتفق مع البعض في ان عدم تخطيطنا هو سبب عدم وصولنا للدولة السودانية المستقرة فظللنا منذ الاستقلال في متوالية لا نهائية حتى اليوم حكم ديمقراطي يتبعه حكم عسكري ولا توجد للدولة السودانية خطة او تخطيط لما سيكون عليه السودان بعد 5 سنوات مثلا وقد ذكرنا سابقا ان هناك دولا خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة تماما وبفضل التخطيط وصلت اليابان وروسيا الى مصاف الدول العظمى
وان كانت اليابان ركزت على الجوانب الاقتصادية واهملت الجوانب العسكرية عكس روسيا تماما واليوم اليابان تخطط للجوانب العسكرية وروسيا للجوانب الاقتصادية.

وإذا كانت حياتنا في السابق كانت بسيطة وغير معقدة فإننا اليوم بحاجة ماسة للتخطيط للوصول للأهداف وفق طرق علمية مدروسة ، ونحن كسودانيين لا ينقصنا شئ لكي نخطط فكل الموارد متوفرة وموجودة الموارد البشرية والإقتصادية والبترولية والزراعية.

فلماذا لا نخطط؟
لو وضعنا خططاً طموحة والتزمنا بها فإننا بلا شك سوف نصل لمصاف الدول العظمى من خلال الخطط والتخطيط كما فعلت الدول التي سبقتنا في هذا المجال.

أرجع عدم تخطيط لتربيتنا وسلوكياتنا كسودانيين فقد نشـــأ هذا الجيل في ظروف رخاء في السودان وكان الشخص الواحـــــد بشيل البيت الكبير كاملاً الزوجة والأبناء والوالد والوالدة والأخــوات وكل الأقرباء من الدرجة الأولى وتجلى هذا في تربيتنا ونسمع مثل هذه الأخوال التي تدعـــــو لعدم التخطيط مثل:

"على كف القدر نمشي ولا ندري بالمكتوب"

اصــــــــرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب

"اكان جريت جرى الوحوش غير رزقك ما بتحوش"


وغيرها من الأقـــــوال المثبطة للهمم والداعية لجعل الأمور تعتمد على الصدف وحــــدها فقط
وها نحن نمشي على كف القدر الى اليوم بلا تخطيط .
والســـــــــؤال اين نحن من التخطيط في حياتنا؟؟؟