|
Re: محجوب حسين : ينتقد الحركات و يدعو إلي تجاوز مفهوم الحركة\ و اما بعد (Re: shahto)
|
http://alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=73848 توحيد الحركات الدارفورية .. المهمة الصعبة
استضافت مصر الاسبوع الماضى سبعة من الفصائل الدارفورية المسلحة فى محاولة لتوحيد هذه الفصائل، أو على الاقل توحيد موقفها التفاوضى ورؤيتها للحل فى دارفور. ومن المعروف ان حركات دارفور التى بدأت باثنتين هما حركة تحرير السودان، وحركة العدل والمساواة وتحولتا الى ثلاث فصائل بعد الانشقاق الذى قاده منى اركو مناوى وشطر به حركة تحرير السودان إلى فصيلين، سرعان ما شهدت تشرذما هائلا بعد توقيع اتفاق أبوجا وأخذت تتناسل بدون ضابط ولا رابط وأصبحت أزمة الاقليم سوقا واسعا للمتاجرة بالقضية والإرتزاق من ورائها من قبل البعض، وساد ت الدوافع الذاتية والشخصية لدى معظم الفصائل، دون الالتفات الجدى إلى تحقيق أو التعامل الجدى مع المطالب والحقوق المشروعة لأهل دارفور، او الانتباه الى المخاطر التى يجرها إستمرار هذا الوضع على قضية دارفور نفسها او على السودان ككل. تشرذم الفصائل تحول إلى عائق حقيقى أمام أى مسعى جدى للوصول الى تسوية ، فليس من المعقول ان يتم التفاوض مع اكثر من عشرين فصيلا كل منهم يحمل رؤى ومطالب تختلف عن الآخر، وياتى الى المباحثات بوفد منفصل، ولذلك سعت الوساطة الدولية المشتركة المكونة من الاتحاد الافريقى والامم المتحدة منذ وقت مبكر الى تحقيق هدفين أساسيين هما توحيد الرؤية التفاوضية وبناء وفد تفاوضى مشترك، وعقدت مؤتمرا لذلك الغرض فى مدينة أروشا التنزانية قبيل انطلاق مؤتمر طرابلس فى اكتوبر 2007 ، ولكن مؤتمر طرابلس نفسه تعرض للإنهيار قبل أن يبدأ نتيجة لمقاطعة العدل والمساواة بقيادة خليل ابراهيم وفصيل عبدالواحد من حركة التحرير. فى الوقت الحالى تدور مفاوضات الدوحة بين الحكومة السودانية وحركة واحدة هى حركة العدل والمساواة، التى تتبع الآن استراتيجية أساسية تسعى من خلالها الى تكريس نفسها ممثلا وحيدا لاقليم دارفور فى مقابل الحكومة السودانية. وإستراتيجية مثل هذه تستدعى السير على مسارين : الأول هى تنظيف الساحة من كل الحركات المسلحة الإخرى سواء باحتوائها فى داخلها «العدل والمساواة» أو بالقضاء عليها عسكريا باعتبار ان كل الفصائل ما عدا العدل والمساواة نفسها تعد فصائل كرتونية، والمسار الثانى هو اقناع المجتمع الاقليمى والدولى بانها الطرف المؤهل لتوقيع التسوية ثم ضمان تنفيذها. على المسار الاول خاضت العدل والمساواة عدة صدامات مسلحة مع الفصائل الاخرى ، كما أعلنت عن إنضمام أو توحد 18 فصيلا معها، ويتشدق متحدثوها بهذا العدد من الفصائل متجاوزين وصفهم السابق لها بالكرتونية. اما المسار الثانى فقد ذهبت إلى الدوحة كخطوة على طريق التأهل الاقليم والدولى، دون أن يكون لديها نية حقيقية للمضى فى التفاوض إلى نهاياته الطبيعية، نتيجة لأنها لم تحقق بعد هدفها الاول المتعلق بإحتواء الحركات الاخرى او القضاء عليها حتى الان. ومن ثم فقد توقفت مفاوضات الدوحة عند نقطة إولى لم تغادرها وهو مطلب الافراج عن اسرى غزو ام درمان وبينهم عبدالعزيز عشر شقيق خليل ابراهيم. ولكن هذه العملية برمتها لن تصل الى الى نتائج فاستراتيجية العدل والمساواة فى القضاء على الحركات الاخرى غير قابلة للتحقق، لأن تشرذم الفصائل مرتبط بعوامل هيكلية فى البيئة الدارفورية، وهذه العوامل سوف تؤدى إلى إعادة انتاج الإنقسامات، إن لم تتم معالجتها بطريقة توافقية تضمن تمثيل كل القبائل والفئات فى الاقليم.. وإلا لو كان الجهد العسكرى قادرا على الحل لكانت الحكومة السودانية قد استطاعت ذلك منذ زمن. كما أن العدل والمساواة فى مسعاها لكسر الحركات الاخرى وإحتوائها بالقوة تستند إلى أنها الفصيل الأقوى عسكريا فى الوقت الحالى، ولكنها تتناسى دروس التاريخ الماثل ، فقد كان منى أركو هو الأقوى ووجه ضربات قاسية للعدل والمساواة وقت أن كانت فصيلا صغيرا، ومن الواضح أن رمال دارفوار متحركة، وميزان قوة الفصائل يتغير، نتيجة لإعتمادها على الدعم الخارجى وليس على قوتها الذاتية، والشاهد على ذلك أن القوة الاساسية لحركة العدل نفسها متواجدة فى منطقة إم جرس التشادية، أى خارج الاراضى السودانية. فى هذا الإطار يأتى الجهد المصرى لتنسيق مواقف الحركات المسلحة التفاوضية ومحاولة توحيد برامجها، كجزء من التجهيز الضروى لأى مفاوضات جادة ، والملاحظة الأساسية هنا أن التحرك المصرى يصطحب معه الجهود الليبية السابقة والحالية ويتكامل معها، إدراكا لطبيعة الاوضاع فى دارفور، كما انه لا يتقاطع او يتعارض مع الجهود المبذولة فى الدوحة، إذ ان الهدف هو السعى الجاد للتسوية وللسيطرة على الازمة وليس لتحقيق أجندات ضيقة أو التطلع إلى مكاسب دعائية أو إعلامية محدودة ومؤقتة. نقلا عن الاهرام الاقتصادى 20يوليو2009 م.
|
|
|
|
|
|
|
|
|