|
|
 Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله (Re: محمد ادم الحسن)
|
الاستاذ محمد ادم تحية لك ولكل اشقاءك في الدفعة 17
ها نحن نعود من جديد لمناقشة ذات القضاياالتي كنا نتحدث عنها قبل اكثر من 15 عاما ولايزال الحال كما هو. المؤسف كنا نتوقع تغييرات جذرية في السياسات التي انتهجتها الانقاذ طوال سني حكمهاعلى كافة الاصعدة بما فيها التعليم العالي خاصة بعد اتفاق نيفاشا ولكن اين القوى السياسيةغييييييييييياب ويبدو انها غاطة في سبات عميق المطلوب الن تصعيد مثل هذه القضايا لابعد الدرجات وعلى كافة المستويات الاعلامية حتى نوقف مثل هذا العبث
تخيل هذه شهادة احدهم
السودان والجامعة العربية وقضية البحث العلمي:
يقظة متأخرة أم كلام المؤتمر الذي يمحوه النهار؟
عبد الوهاب الأفندي
* كانت لي وعدد من الأكاديميين السودانيين والعرب في مطلع التسعينيات حوارات متصلة مع البروفيسور إبراهيم أحمد عمر وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوداني وقتها، حول قضيتين كنا نراهما متلازمتين، وهما مساهمة البحث العلمي في النهضة الاقتصادية المرجوة في السودان، ومساهمة الأكاديميين السودانيين والعرب والمسلمين في الخارج في هذا الجهد. وكنت ومن معي من الإخوة نؤكد على الأهمية الكبيرة والدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه البحث العلمي في نهضة أي بلد، خاصة بالمقارنة مع أوجه النشاط الاقتصادي الأخرى من زراعة وغيرها. وكنت في تلك الحوارات دائماً أقارن بين ما تصرفه الحكومة على مشاريع زراعية كبرى مقارنة مع العائد من تلك المشاريع، مع المردود الذي يمكن أن تجنيه البلاد من اكتشاف علاج جديد وفاعل للملاريا مثلاً. والفرق بين الاثنين هو فرق بين عائد يقدر بعشرات الملايين من الدولارات، وأرباح تحسب بمئات الملايين. هذا بالطبع فوق ما للبحث العلمي من مزايا أخرى في البناء الحضاري للأمم.
* الحوار مع البروفيسور إبراهيم أحمد عمر يطيب لأسباب كثيرة، كوننا نعتز بصداقته كما نعتز بأننا من تلاميذه الذين نهلوا على يديه من معين الفلسفة عموماً وفلسفة العلوم على وجه الخصوص. والحديث مع العلماء عن العلم لا يكلف المرء شططاً، لأن أستاذنا أبراهيم كان يفهم أهمية البحث العلمي مثلما يفهم متطلباته. ولكن حوارنا ذاك لم يخرج رغم ذلك بنتائج ملموسة في الأمور التي كنا نرجو. فهو لم يحقق أضعف الإيمان، وهو إنجاز ترتيبات بسيطة كانت ستسمح بالاستفادة من خبرات الأكاديميين المغتربين في البحث والتدريس، حيث عرض الكثيرون من هؤلاء التطوع للتدريس لفترات قصيرة في الجامعات، ولكنا لم ننجح في إيجاد أطر تسمح بهذا، بل بالعكس، إن بعض من كان يساهم معنا في هذا الجهد من الأكاديميين السودانيين، انضموا بدورهم لموكب المهاجرين إلى الخارج يأساً من صلاح الأمور.
* الحكومة كانت تواجه وقتها ضغوطاً سياسية لتوسيع التعليم العالي لاستيعاب الآلاف من الطلاب الذين كانت تضيق بهم الجامعات وتضيق ذات يد أولياء أمورهم عن مساعدتهم لطلب العلم خارج البلاد. وكانت استجابة الحكومة لهذه الضغوط - أسوة بما حدث في معظم البلدان العربية الأخرى- بالتوسع السريع في إنشاء الجامعات، التي تصبح بدورها أشبه بمدارس ثانوية متطورة تتكدس فيها أعداد كبيرة من الطلاب يتزاحمون على محاضرين قلائل يعانون بدورهم من ضعف التأهيل وقلة الموارد وعدم توفر الوقت للبحث العلمي الذي بدوره يفقد الأستاذ الجامعي تميزه. ومن جانب آخر كانت الحكومة تواجه ضغوط الإنفاق العسكري والمشاكل الاقتصادية الأخرى التي تمنعها من توفير موارد معقولة للبحث والتعليم. وقد اختارت، لأسباب غير مستغربة، أن تعطي الأولوية للإنفاق الأمني والعسكري، حتى في مجالات التصنيع والبحث والتطوير العلمي. وقد تحققت في هذه المجالات إنجازات لا بأس بها، وإن كانت دون الطموح بكثير.
* بعد أكثر من عقد من الزمان على حواراتنا تلك، صدر تقرير التنمية الإنسانية العربية الأول لعام 2002 ليؤكد على النقطة التي كانت محور اهتمامنا، وهي أن التخلف الذي يعانيه الوطن العربي يتجسد أكثر ما يتجسد في المجال العلمي. وبحسب التقرير فإن هذا التخلف يتجسد في كل الجوانب المتعلقة بالمعرفة، بدءاً من التعليم الأولي، مروراً بالتعليم العالي فالبحث العلمي فالعلوم التطبيقية فالتصنيع فالمعلوماتية، ولا يوفر مجالات مثل الترجمة والعلوم الإنسانية والآداب والفنون. وقد دعا التقرير إلى تدارك هذا الخلل المريع في زمان انطلق فيه البحث العلمي في البلدان المتطورة، وأصبحت المسافة بين تخلفنا وتقدمهم فيها تقاس بالسنوات الضوئية، وأصبح حال العرب يثير الشفقة في هذا الخصوص.
* رد الفعل الرسمي حيال تقرير التنمية الإنسانية كان في حد ذاته تعبيراً عن عمق الأزمة العربية، فلأن التقرير طالب أيضاً بتوسيع الحريات وإصلاح حال العرب السياسي وتمكين المرأة، شنت عليه بعض الأوساط الرسمية حملة شعواء، متهمة إياه بأنه مؤامرة أجنبية على العرب، بل إن معظم الدول العربية منعت توزيعه في أراضيها، مؤكدة في ذلك صدق ما ذهب إليه في نقده للممارسات التي تضيق على العلم والعلماء وتحجب العلم والمعرفة.
* ومن جهة أخرى قامت حكومات وجهات رسمية بتبني بعض مقولات التقرير على طريقة كلمة الحق التي يُراد بها الباطل. فقد اجتزأ البعض منه مقولاته حول حقوق المرأة، وسارع إلى اتخاذ خطوات رمزية مثل تعيين امرأة أو اثنتين في مناصب عليا، أو التركيز على الحقوق الاجتماعية للمرأة مقابل تعريض المرأة والرجل معاً للقهر السياسي. وأكد هؤلاء أن الاستبداد ضروري لحماية المرأة من المجتمع الأبوي، وطالبوا في مناجاتهم مع أصدقائهم الغربيين بإعفائهم من الضغوط لتطبيق الديمقراطية، لأن الأولوية هي لإنصاف المرأة المظلومة. وفي نفس السياق اتخذ البعض ما جاء في التقرير من إلقاء الضوء على ارتفاع نسبة الأمية وضعف التعليم في المجتمعات العربية وتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة، ذريعة للقول بأن العرب أميون متخلفون لا تصلح لهم الديمقراطية، وأن الأولوية يجب أن تعطى لرفع مستوى التعليم وخلق الوظائف. وهذا هو الحل الوسط الذي قبلت به قمة الثمانية الشهيرة في سي آيلاند في جورجيا في عام 2004م، حين حولت مبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش لنشر الديمقراطية في المنطقة، إلى مبادرة لمحو الأمية وتقديم القروض الميسرة لأرباب الأعمال الصغيرة، وإقامة دورات تدريب الناشطات النسويات وغير ذلك. بمعنى آخر أصبح العرب رسمياً تحت الوصاية الدولية ورهن فصول محو الأمية، حتى تزول أميتهم ويصبحوا مؤهلين للديمقراطية.
ومن هذا المنطلق فقد كان لافتاً أن يشتمل خطاب الرئيس عمر حسن أحمد البشير الرئاسي للقمة العربية الأسبوع الماضي، على فقرات تؤيد استنتاجات ومنهج تقرير التنمية الإنسانية العربية، وتنتقد التقصير العربي الجماعي في مجال البحث العلمي، مؤيداً مقولته بإحصائيات موثقة تكشف فداحة التخلف العربي في هذا المجال، فهل نعتبر هذا إشارة إلى تحول في الموقف الحكومي السوداني أولاً؟ وهل سيتبع بقية الزعماء العرب هذه النصيحة الغالية ويلتفتون إلى البحث العلمي بعد طول إعراض؟
وقد لا نحتاج إلى التوقف طويلاً عند الإجابة على السؤال الثاني، فهي معروفة من الاستجابة التي وجدها تقرير التنمية الإنسانية، أما عند النقطة الأولى فإنني أعتقد أن هناك تغيراً، وأكاد أجد هنا لمسات وزير التعليم العالي الجديد الدكتور بيتر نيوت كوك، وهو أستاذ قانون سابق كان قبل أن ترشحه الحركة الشعبية لهذه الوزارة باحثاً في معهد ماكس بلانك الشهير في ألمانيا. وهذا أمر مشجع من جهة، ومؤسف من جهة أخرى. فهو مؤسف لأن فرصاً كثيرة أضيعت ووقتاً ثميناً أُهدر قبل أن يلتفت الناس إلى هذه البديهية. ومؤسف أيضاً لأننا كنا نتمنى أن يحوز أستاذنا إبراهيم شرف قيادة هذا التحول. ولكنه مشجع لأن الالتفات حدث وإن جاء متأخراً، ولأننا نثق في جدية الوزير الجديد الذي يفهم على ما يبدو ما يجب عمله. وهذا لا يعني بالضرورة أن فرص نجاحه أكبر من سابقيه، لأن النجاح يعتمد على تعاون آخرين، وعلى تمويل مؤكد، ومؤسسات علمية رصينة وقادرة.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | قريب الله محمد الحسن | 07-23-09, 05:34 PM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | قريب الله محمد الحسن | 07-23-09, 06:08 PM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | مجاهد عبدالله | 07-23-09, 07:59 PM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | قريب الله محمد الحسن | 07-25-09, 07:02 AM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | قريب الله محمد الحسن | 07-25-09, 05:12 PM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | HAIDER ALZAIN | 07-25-09, 05:24 PM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | قريب الله محمد الحسن | 07-25-09, 06:14 PM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | HAIDER ALZAIN | 07-25-09, 06:19 PM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | سلمى الشيخ سلامة | 07-25-09, 11:47 PM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | قريب الله محمد الحسن | 07-26-09, 09:04 AM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | قريب الله محمد الحسن | 07-26-09, 04:30 PM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | محمد ادم الحسن | 07-27-09, 00:06 AM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | قريب الله محمد الحسن | 07-27-09, 09:29 AM |
| Re: التعليم العالي الفصل الخامس دبابين ومجاهدين لله | قريب الله محمد الحسن | 07-27-09, 05:49 PM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست