كنا بيافع أيامنا حينها، وكذا كان العقد الذي التأمت حباته
ودعني أعد إلى وقت ومكان لا يفصله عنا سوى دقائق معدودات في أصابع الزمان حيث يقطن بدار الخال (عبد الرحمن المهل علي) صاحبنا (أنور عبد الرحمن المهل علي) بمعية (أستاذ الأجيال: النذير، معتصم، الهادي طيب الله ثراه، تماضر، إخلاص، وأخيراً عادل روح البيت ونوره) وهي دار ممتدة راسخة الأقدام في ثرى الطيبة متغلغلة في ثناياها كديار أهل السودان قاطبة وهي دار ترحاب بالغادين والرائحين لا تخلو البتة من الأهل والأصدقاء و...الخ لا لموقعها الذي تقابله أول ما تدلف من (المحيريبا) أو يودعك حين تغادر هرولة و(عادل) يلاحقك بالبكاء أو الشتم أو الحجارة أو ما تيسر (حرداً) منه على مغادرتك...
دعني أعد قليلاً إلى أيام (مذاكرتهم) للدرس إبان امتحانات الشهادة السودانية في زمان ما (أنور، صديق عينه، صديق أبو) وذلك بمنزلنا وحينما يشتد بهم رهق القراءة يعمدون إلى خلخلته بالشدو فتسمع أكورديون (عينه) وصوت (أنور) و (شتارة أبو) فندفع الباب الموارب لنغرف من جمال أرواحهم غناء مستطاب و(قفشات) لا تتوقف وكذا لنظفر بالفول المدمس والتسالي وغيرها مما لذ وطاب وتبقى، فتأتينا أمي لتنتهرنا تفرقنا وتوقف (قلة الأدب) على حد قولها وتخرج منا ضاحكة مستبشرة متبوعة بـ (قفشات عينه) و (مكنات أنور) وضحكات (أبو)
والتأمتُ غير بعيد عن ذاك الزمان بـ (أنور) وصحبه في عقد الجلاد وكانوا حينها يشقون الدرب إلى الأذهان بغناء لا يشبهه غناء وكيفية غير مسبوقة في بلادنا كانوا حينها (العزابة منهم) يقطنون خلف قصر الشباب والأطفال ببانت ويفصل بينهم والقصر خور ضخم يفتح عليه بشكل مباشر بيتهم (بيت العزابة) وقطنت معهم لوقت قصير استمتعت فيه بصحبتهم التي لا تمل ورأيت عن كثب ما يعانون جراء السهر والبروفات المتصلة لكنهم لا يملون ذلك لأهدافهم الجميلة التي تكفي لتكون عوناً لهم على مجابهة كل كلال الكون بابتسامة وثقة في العبور وترسيخ هذا الاسم الجميل بأرواحنا..
نعم سعدت بهم أيما سعادة فتلك أيام تعين على إطلاق قول أن في الحياة متسع للجمال ويستمر ذلك بهم وبك يا أنا بالعابرين فلكم التحايا والمحبات كلها
هامش: التقط الخيط من بين أصابع صديقنا الشاعر (زمراوي) لأتي تالياً له، فلا مندوحة من بنانات (جمع Banana) يضعن الكلام في نصابه فكن بانتظار (ترانيم الموج) وربما مجموعة أخرى من الغناء القتيل وسيكون اسمك يا أنا قلادة تزين مجموعتي (الفارغة) فعسى بذكر اسمك الفخيم على صدرها أن يلتفت أحد ويقرر حتفه بقراءة (خطرفاتي) ودمت نبراسا...
08-02-2009, 10:52 AM
مجدي عبدالرحيم فضل
مجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882
Quote: هامش: التقط الخيط من بين أصابع صديقنا الشاعر (زمراوي) لأتي تالياً له، فلا مندوحة من بنانات (جمع Banana) يضعن الكلام في نصابه فكن بانتظار (ترانيم الموج) وربما مجموعة أخرى من الغناء القتيل وسيكون اسمك يا أنا قلادة تزين مجموعتي (الفارغة) فعسى بذكر اسمك الفخيم على صدرها أن يلتفت أحد ويقرر حتفه بقراءة (خطرفاتي) ودمت نبراسا...
08-02-2009, 11:21 AM
اسامة دفع الله ابوالحسن
اسامة دفع الله ابوالحسن
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 250
(*) استميحك عذرا صديقي كمال الزين واستلف هذه النجيمةلاضع هذه البوست في ماينبغي ان يوضع من مكان كما أطالب الاخ صاحب المنبر ان يزين به جيد هذا المنتدى أسامة
08-03-2009, 03:59 AM
محمَّد زين الشفيع أحمد
محمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792
كنا بيافع أيامنا حينها، وكذا كان العقد الذي التأمت حباته
ودعني أعد إلى وقت ومكان لا يفصله عنا سوى دقائق معدودات في أصابع الزمان حيث يقطن بدار الخال (عبد الرحمن المهل علي) صاحبنا (أنور عبد الرحمن المهل علي) بمعية (أستاذ الأجيال: النذير، معتصم، الهادي طيب الله ثراه، تماضر، إخلاص، وأخيراً عادل روح البيت ونوره) وهي دار ممتدة راسخة الأقدام في ثرى الطيبة متغلغلة في ثناياها كديار أهل السودان قاطبة وهي دار ترحاب بالغادين والرائحين لا تخلو البتة من الأهل والأصدقاء و...الخ لا لموقعها الذي تقابله أول ما تدلف من (المحيريبا) أو يودعك حين تغادر هرولة و(عادل) يلاحقك بالبكاء أو الشتم أو الحجارة أو ما تيسر (حرداً) منه على مغادرتك...
دعني أعد قليلاً إلى أيام (مذاكرتهم) للدرس إبان امتحانات الشهادة السودانية في زمان ما (أنور، صديق عينه، صديق أبو) وذلك بمنزلنا وحينما يشتد بهم رهق القراءة يعمدون إلى خلخلته بالشدو فتسمع أكورديون (عينه) وصوت (أنور) و (شتارة أبو) فندفع الباب الموارب لنغرف من جمال أرواحهم غناء مستطاب و(قفشات) لا تتوقف وكذا لنظفر بالفول المدمس والتسالي وغيرها مما لذ وطاب وتبقى، فتأتينا أمي لتنتهرنا تفرقنا وتوقف (قلة الأدب) على حد قولها وتخرج منا ضاحكة مستبشرة متبوعة بـ (قفشات عينه) و (مكنات أنور) وضحكات (أبو)
والتأمتُ غير بعيد عن ذاك الزمان بـ (أنور) وصحبه في عقد الجلاد وكانوا حينها يشقون الدرب إلى الأذهان بغناء لا يشبهه غناء وكيفية غير مسبوقة في بلادنا كانوا حينها (العزابة منهم) يقطنون خلف قصر الشباب والأطفال ببانت ويفصل بينهم والقصر خور ضخم يفتح عليه بشكل مباشر بيتهم (بيت العزابة) وقطنت معهم لوقت قصير استمتعت فيه بصحبتهم التي لا تمل ورأيت عن كثب ما يعانون جراء السهر والبروفات المتصلة لكنهم لا يملون ذلك لأهدافهم الجميلة التي تكفي لتكون عوناً لهم على مجابهة كل كلال الكون بابتسامة وثقة في العبور وترسيخ هذا الاسم الجميل بأرواحنا..
نعم سعدت بهم أيما سعادة فتلك أيام تعين على إطلاق قول أن في الحياة متسع للجمال ويستمر ذلك بهم وبك يا أنا بالعابرين فلكم التحايا والمحبات كلها
الْحبيب / بلّه . كيفَ حالك والأُسرة ، عساك في غاية الانبساط . وأشكُرُ لكَ هذا التَّداعي الجميل ، والذِّكريات العطرة مع ذاك العقد المنضود ، والَّتي تخيَّلتُ كُلَّ حرفٍ فيها . وذكّرتني بي خالنا الصَّغير ( عادل عبد الرّحمن) ذاكَ الرّجل النَّقيُّ السَّريرة ، فما فتئتُ أذهب إلى حبيبتِنا ( شكيرة الْوَادي ) ، إلا وقابلتُهُ وسلّمتُ عليه ، وكثيرًا ما أذهبُ وأجده في بيت خالنا وأُستاذنا / النّذير عبد الرَّحمن ، حينما أكونُ قاصدًا / عمادَ ابنَهُ ( بيني وبينك أولاد النَّذير ديل أولاد مُثقَّفين ، فأنا كنتَ بجي من سليم ، وبشيل منّهم الألْغاز عشان أقراها ، وأرجِّعا ليهُنْ ، هههههه) ، حيثُ تجدُني بصُحبةِ ابن خالي / مجدي بدر الدّين على مُصطفى ، الَّذي تعلَّمتُ منهُ أيضًا الْخَطَّ الْعربي. للهِ دَرُّها من أيَّام يا بلّه . فشكيرة الْوادي نابغةٌ في كُلِّ شيء ، منها الْخَطَّاطونَ وعلى رأسِهِم خالنا ( أحمد عمر ، ثُمَّ أنور أحمد عمر ، ووالله لليلة بتذكَّر مكانُن الكانوا بقعدو فيهو في السُّوق العربي ، عشان يكتبو اللَّوحات ، وقابلت أنور كذا مرّة هناك . وكذلك : مجدي بدر الدّين ، العطا ودّ السيِّد ، خالد ودّ السيِّد ، ......... والقائمة تطول ) ، ومنها الفنَّانون : ( محمَّد عبد الحميد ، عوض الكريم ، عبد الله محمّد ، أنور ، بكري ، سيف اليزل عبد الله محمّد ، حامد محمّد سعيد ، سامي عبد الله محمّد ... ) ، ومنها الْمادحون : ( أولاد العيبة ، أولاد خالتي فاطمة الله يرحمها ) .
Quote: هامش: التقط الخيط من بين أصابع صديقنا الشاعر (زمراوي) لأتي تالياً له، فلا مندوحة من بنانات (جمع Banana) يضعن الكلام في نصابه فكن بانتظار (ترانيم الموج) وربما مجموعة أخرى من الغناء القتيل وسيكون اسمك يا أنا قلادة تزين مجموعتي (الفارغة) فعسى بذكر اسمك الفخيم على صدرها أن يلتفت أحد ويقرر حتفه بقراءة (خطرفاتي) ودمت نبراسا...
أشْكُرُ لكَ ثقَتَكَ فيَّ يا رجل ، وأشكُرُكَ مُقدَّمًا على وضعَ اسمي فيه ، فإنَّ ديوانَكَ سيُزَيِّنُ اسمي وليسَ الْعكس ، فادفعْ بهِ إليَّ وسأقومُ باللازمِ صَوْبَهُ وتجاهَه ، وستجدُني بإذنِ اللهِ عندَ حُسْنِ ظَنِّكَ بي . أمّا صديقنا الشّاعرُ الْفِطَحْل / عبد الإله زمراوي ، فما زلتُ أنتظِرُ حروفَهُ الْبائنةَ الْبيَانْ ، ولهُ قُدُمًا ، تحيَّاتي .
ثُمَّ أيْ ، لكَ مَودّةٌ بأعمقِ ما تَراهُ الْقُلُوب .
استميحك عذرا صديقي كمال الزين واستلف هذه النجيمةلاضع هذه البوست في ماينبغي ان يوضع من مكان كما أطالب الاخ صاحب المنبر ان يزين به جيد هذا المنتدى أسامة .
الْعزيزُ / أُسامة . أشكُرُ لكَ إطلالَتَكَ من جديد ، وأشكُرُ لكَ طَلَبَكَ ذاك . تَحايَا لكَ ولجميعِ الأهل .
08-03-2009, 04:17 AM
محمَّد زين الشفيع أحمد
محمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792
استميحك عذرا صديقي كمال الزين واستلف هذه النجيمةلاضع هذه البوست في ماينبغي ان يوضع من مكان كما أطالب الاخ صاحب المنبر ان يزين به جيد هذا المنتدى أسامة .
وأرَاهُ كَسَرَ الْجيمَ فيها هكذا : ( الْجِلادْ ) .
وبيْنَ هذا التَّنازُعِ وذاك ، رَاقَنِي بَعْدُ ، أنَّها اخْتَارَتْ اسْمًا جميلًا ، ووصْفًا لِجَمْعِهِم هذا ، حَسَنا .
الاخ محمد زين صباحك زين بخصوص اسم عقد الجلاد هذا الاسم اتى على حسب علمي من ذلك العقد الذي يتكون من جلد حيوان ذكي الرائحة ويربط بخيط ويعلق علي عنق الطفل في فترة التسنين فكان الجدات يعلقونه على عنق الطفل لما يصاحب هذه الفترة من حكة في اللثة فبدلا من يستعمل الطفل اي شئ اخر فيجد هذا العقد المعلق علي رقبته فيقوم بلدغه ويكون هذا العقد قد قام بمهمتين ازالة الحكة من اللثة وترك رائحة زكية علي فم الطفل ولا ادري هذا الجلد من اي الحيونات يؤخذ ولكن كان يسمى عقد الجلاد والله اعلم اسامة [/GREEN
08-03-2009, 07:34 AM
محمَّد زين الشفيع أحمد
محمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792
Quote: الاخ محمد زين صباحك زين بخصوص اسم عقد الجلاد هذا الاسم اتى على حسب علمي من ذلك العقد الذي يتكون من جلد حيوان ذكي الرائحة ويربط بخيط ويعلق علي عنق الطفل في فترة التسنين فكان الجدات يعلقونه على عنق الطفل لما يصاحب هذه الفترة من حكة في اللثة فبدلا من يستعمل الطفل اي شئ اخر فيجد هذا العقد المعلق علي رقبته فيقوم بلدغه ويكون هذا العقد قد قام بمهمتين ازالة الحكة من اللثة وترك رائحة زكية علي فم الطفل ولا ادري هذا الجلد من اي الحيونات يؤخذ ولكن كان يسمى عقد الجلاد والله اعلم اسامة .
عوامل عدة إجتمعت هاهنا جعلتني من المداومين الدائبين على قراءة هذا السفر المتميز
عنوان المقال أول ما جذبني ... كونه يتزيا باسم هذه المجموعة الفريدة المتفردة والتي لها في الأعماق والدواخل مكانٌ كبير لا يزاحمها عليه أحد أو شيء مهما كان عدا تلك المساحة الأخرى التي يتربع فيها أستاذي رحمة الله عليه مصطفى سيد أحمد. وكذلك أن مسرح الأحداث هو مدينة ود مدني التي أحبها جداً ... وهي عندي واحدة من أحب ثلاث مدن إلى قلبي ... ولها في القلب ما لها ... مدينة صلالة ... مرتع صباي وطفولتي ... مدينة الفاشر ... مسقط رأسي وملتقى أهلي وصحبتي ... وبدأ تكويني الثقافي والمعرفي ومدينة ود مدني ... تلك المدينة التي احتضنتني ... وأنا أقطع الفيافي والوهاد والسهول لأنتسب إلى جامعة الجزيرة ... منارة من منارات التعليم في بلادي .. وأبدأ فيها مرحلة أخرى من عمري وشيءٌ آخر ... كوننا تشاركنا نفس الجامعة وتخرجنا من مدارسها ... فحريٌ بي أن أفاخر بك
وفوق ذلك كله ... هذه اللغة التي أسرتني وجعلتني أتحلق معها في سماءها الرحب الممراح فقل ما نجد في هذا الزمان ... شخصٌ يمتلك نواصيها ... ويغوص في عميقها ... ويأتينا بدرٍّ كالذي آتيه كل حينٍ وحين ... وأمتع عيني بحروفه الخلّب النواضر ...
هاقد أعلنت إنتهاء هذا الإبحار ... فهل لنا بواحةٍ أخرى نستظل فيها من حرور ما يدور في خارج هذا المكان ... ونتفيأ ظلاله ... وننعم بعليل نسيمه؟؟!! أتمنى أن لا يطول غإنتظارنا ..
خالص الود
08-03-2009, 10:06 AM
محمَّد زين الشفيع أحمد
محمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792
Quote: عوامل عدة إجتمعت هاهنا جعلتني من المداومين الدائبين على قراءة هذا السفر المتميز عنوان المقال أول ما جذبني ... كونه يتزيا باسم هذه المجموعة الفريدة المتفردة والتي لها في الأعماق والدواخل مكانٌ كبير لا يزاحمها عليه أحد أو شيء مهما كان عدا تلك المساحة الأخرى التي يتربع فيها أستاذي رحمة الله عليه مصطفى سيد أحمد. وكذلك أن مسرح الأحداث هو مدينة ود مدني التي أحبها جداً ... وهي عندي واحدة من أحب ثلاث مدن إلى قلبي ... ولها في القلب ما لها ... مدينة صلالة ... مرتع صباي وطفولتي ... مدينة الفاشر ... مسقط رأسي وملتقى أهلي وصحبتي ... وبدأ تكويني الثقافي والمعرفي ومدينة ود مدني ... تلك المدينة التي احتضنتني ... وأنا أقطع الفيافي والوهاد والسهول لأنتسب إلى جامعة الجزيرة ... منارة من منارات التعليم في بلادي .. وأبدأ فيها مرحلة أخرى من عمري وشيءٌ آخر ... كوننا تشاركنا نفس الجامعة وتخرجنا من مدارسها ... فحريٌ بي أن أفاخر بك وفوق ذلك كله ... هذه اللغة التي أسرتني وجعلتني أتحلق معها في سماءها الرحب الممراح فقل ما نجد في هذا الزمان ... شخصٌ يمتلك نواصيها ... ويغوص في عميقها ... ويأتينا بدرٍّ كالذي آتيه كل حينٍ وحين ... وأمتع عيني بحروفه الخلّب النواضر ... هاقد أعلنت إنتهاء هذا الإبحار ... فهل لنا بواحةٍ أخرى نستظل فيها من حرور ما يدور في خارج هذا المكان ... ونتفيأ ظلاله ... وننعم بعليل نسيمه؟؟!! أتمنى أن لا يطول غإنتظارنا ..
خالص الود نهلة محكّر :
أهلا ، أهلا ، أهلا بأُخَيَّتي نهلة محكّر ، وعساكِ في خيْرٍ ونعمة ، وشكرًا لكِ وأنتِ تحملينَ ثَقَافاتٍ عِدَّةً ، بِتَجْوَالِكِ الْجَميلِ ذاكَ ، بيْنَ مُدُنِنَا الْجميلة. أنا - والله – لَجِدُّ شاكرٍ لكِ مَفَاضَ ثنائِكِ هذا ، وَلِمَا أتيْتِني بهِ من حديثٍ يَصْعُبُ الرَّدُّ عليه ، ولِمَا أنفْتِ ذكرَهُ مِنْ إطراءٍ عَنِّي وحرفي ، وعَنْ تلكَ الرّائعةِ جامعةِ الْجزيرة ، الَّتي كانتْ ولَمَّا تَزَلْ فينا الْملاذَ الآمِنَ ، الَّذي ضَمَّنَا إلَيْهِ في سنِيِّ عُمْرٍ لا إخالُها ستنمحي من ذاكرةِ أيِّ أحَدٍ مِنَّا . ويُسْعِدُني أنَّكِ تابَعْتِ هذا الْقَوْلَ منذُ بَدْئهِ حتَّى انتهائه ، وتَجِدينني مَدينًا لكِ بهذهِ السُّويعاتِ الَّتي قَضَيْتِها بيْنَ أكْنافِ حرفي ، وسعادتي أكْبر أنْ جمَعَنَا حُبُّ تلكَ الْمجموعة ، عقْدِ الْجلاد ذاتِ النَّمير الَّذي لا يَنْضَب ، كما لا أختلفُ معكِ في شَدْوِ ذاكَ الْجميل / مُصطفى سيد أحمد ، وأضيفُ إلَيْهِ ، عزيزي الْعِملاق / محمَّد وردي ، الَّذي أُحِبُّهُ كثيرًا ، واشتَهَرْتُ بالشَّدْوِ له ، بيْنَ أبناءِ دفعتي ( 16 تكنو ).
*** لم أكُ أعلم قطُّ ، أنَّ الْمَظْهرَ الْخارجيَّ مُهِـمٌّ في جَادّةِ الْحَيَاة ، وأنّ ملبسي الْقديمَ ذاكَ لا يُخَوِّلني حتَّى للجُلوسِ بمنزِلِنا طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ بالرَّحماتْ ، مَا بالُكَ بحضُورِ حفلٍ غِنائيٍّ – كما يقولونَ - ساهِرْ . مدني ، السُّوق الْكبير ، حيّ الموظّفينَ ، وأمامَ * الْخَور ، أقطُنُ برفقةِ أهلي هناك وبعض أُصيْحابي ، يجمعُنا بيتُ خالِنا / عبد الله . الْفقرُ ديدني وصديقي اللَّدود ، فهو يعرفني أكثرُ ممَّا أعرفه ، قَدَّمني الوالدُ حينَها ببضْعِ دريْهماتٍ أقمنَ صُلبي فترةً ، ثُمَّ فارقَ الحياةَ بعدَ هذه الْقصَّةِ بقليلٍ ، وأنا بأُولى عتباتِ الدُّروسِ هناك ، لا مالَ لي إلا مِن خِلٍّ وَفيٍّ ، أو قريبٍ كريم .
_________________
* مجرى مائيّ ، مُتَّسِخٌ ومُتَقَطِّعُ الْمَاءِ جدًّا ، يسكنُ فيه بعضُ الَّذينَ فقدوا عقولَهم وفقدوا ألبَابَهُمْ ( لنَقُلْ مجازًا إنَّهم : مجانين ) معَ أنِّي لا أحبُّ هذه الكلمة ، فعذْرًا أصدقائي الْمجانين ، ونعلمُ يقينًا أنَّهُ لا تفصِلُنا عنكم سوى شَعْرَةٍ ، فإنْ شَدَدْناها قليلا حتمًا نكونُ بصحبتكم في دارِكم تلك ( الخور ) .
.الْغَريبُ في الأمرِ كنتُ وصديقي / أبو الْفتوح ، ننامُ اللَّيلَ أكثرَه ، وصديقي هذا ، جميلٌ مِثلي في اقتنائهِ للفقْـرِ والْعدم . مَا يُميِّزُني أيضًا أنِّي لا أُجيدُ ربطةَ الْعُنقِ ، وليستْ لديَّ معرفةٌ كافيةٌ بفنونِها، وبمناسباتِ لبسِها حَتَّى. صديقي ( بن جُنيد ) ، يُجيدُ فنَّ الذَّهابِ للْبَنَادرِ منذُ آمادٍ بعيدة ، ويحتكُّ بكبارِ الشَّخصيَّاتِ الهامّةِ والْمُهِمَّةِ من أهلِه ، وربطةُ الْعُنقِ في ذاكَ الْحينِ ذاتُ صلةٍ بهم ، فاستقاها صاحبي من هناك . كان يُجهدُ نفسَهُ في تعليمي كيفَ أربِطُها ، ولكنِّي كُلُّ مرَّةٍ أنسى ما قاله لي في المرَّةِ الْفائتة ، حتَّى أصبحتْ عادةً لئيمةً عندي مناداتُه : - يلَّا يا ( بنْ جُنيد ) تعال أربط لينا الكرفتّة دي ياخي . فيربِطها صديقي دونَ مللٍ أو تَذَمُّر ، بلْ يُعجِبُهُ فعلُ ذلك جِدّا، فهوَ بــارعٌ فيهِ ، كبَرَاعَتي في أكـلِ ( ملاح )* الويكاب ، لا طَبْخِهِ لأنِّيَ فاشلٌ فيه ، لكنِّي أرَى نفسي جيِّدًا في غسيلِ الأواني والْمَواعينْ ، أوْ هكذا شُبِّهَ لي .
__________________________
* بعضُ الرِّيفيِّيينَ الْمُتفلسفينَ عندنا يرَوْنَ أنَّ تسميةَ هذا الإيدام بهذا المُسَمَّى نتجتْ من الكلمةِ الإنجليزيَّة Wake up ، مُلَمِّحينَ بذلكَ للاستيقاظ ، ولا أظُنُّهم مُحِقُّينَ فيما ذهبوا إليْهِ من قَوْل ، فقد أكلناهُ حَتَّى أهْرَى بُطُونَنا ولم نَفِقْ من سُبَاتِهِ إلَى الآن. والْعجيبُ أنَّي كلَّما أكلتُهُ يأتيني النَّومُ طواعيَةً دونَ أنْ يطرفَ للنَّوْمِ جَفْن .
.( معهدُ الأُستاذ ) ما يزال عالقًا بذاكرتي ، دلفنا إليه سويًّا ، أنا وصديقي ( بن جُنيد ) ، قمتُ بالتَّسجيلِ فيه رُغم قلّةِ حيلتي ومَا يَنُوشُني آنَئذٍ من رماحٍ للفقرِ حادّة ، وما سهَّلَ عليَّ الأمرَ ومكَّنني من الدِّراسةِ فيهِ ، أنَّ التَّسجيلَ عندَهم مُيَسَّرٌ ، على دفعاتٍ وأقساط ، وإلا لَصَعُبَ على نِضْوِ عُسْرٍ مِثْلي . أُستاذ إبراهيم ، مديرُ الْمعهدِ وصاحبهُ وراعيه، وابنُهُ محمَّد ذو الطّاقيّة الْعجيبة ، الَّتي لا تفارقُه صباحَ مساء ، حتَّى إنِّي لأكادُ أتخيَّلُها تعتلي رأسَهُ حينَ سُويْعاتِ نَوْمِـه. ، في الْبَدْءِ يُشعرانَكَ بأنَّهما دُهاةٌ قُساةٌ ، وما إن تتعوَّدَ عليهما حتّى يتغيَّرَ فهمُكَ فيهما إلى كبيرِ حُبّ ، وتبيتُ تُحاجِجُ غيرَكَ بأنَّهما أطيبُ مخلوقَيْنِ تحويهُما مُخيِّلَتُه ، سِـوَى فائزْ !! ، الَّذي يُشارِكُهما الإدارةَ . ففائزٌ هذا صَعْبُ الْمِرَاسِ جدّا ، قاسٍ في طِبَاعِهْ ، يَتَبَرْقَعُ وجْهُهُ باكْفِهْرارٍ دائم ، ظنَّناهُ الْقُسُوةَ تتمثَّلُ شَكْلَ إنسانْ ، لا يُؤجِّلُ قِسْطَ شهرِكَ الْحالي ، للَّذي يَليهِ أوْ يَعْقُبُهْ ، يطردُكَ منْ الدَّرسِ إنْ تأخَرْتَ في الدَّفع ، لا يُفَرِّقُ بيْنَ طالبٍ دَميم ، أو طالبةٍ حَسَنةِ الْوجهِ ، تُرْبِكُ مُحَدِّثَها ، هكذا كانَ تفسيرُنا للقُسُوَّةِ وقتَها . ولمَّا عَقَلْنَا فيما بَعْدُ مَا عَناه ، وَعَلِمْنا أنَّهُ مُحِقٌّ في فعلِهِ ذاكَ ، عَذَرْناه . ندرسُ الصَّباحَ بذاكَ الْمعهدِ موادَ الثّالثِ الثّانويّ ، لِيُؤهِّلَنا لدخُولِ الْجامعة، وعندَ الأُمسيات نُحاولُ اشتمامَ الْحفلات ، ومعرفةَ الْجِهَاتِ الَّتي تقودُنا إليها أُنُوفُ أسماعِنا ، وأصواتُ فنَّانيها ، ونتغالطُ كثيرًا عن جهةِ الصَّوت : - الصوت دا جايي من قِدَّام . - لا ، لا ، الصَّوت دا جايي من ( بي جَايْ ) .
ويَحْضُرُني في سيرةِ هذه الْكلمةِ ( بي جَايْ ) ، أنَّ أهلَ الْمُدُنِ وفي الْغَالبِ الأعَمِّ يحذفونَ ياءَها الأُولَى، ويكسِرُونَ باءَها ثُمَّ يُلصِقُونَها في حرفِ الْجيمِ الَّذي يَليها ، هكذا : ( بِجَايْ ) ، وأرَاهَا مثلَ نُطْقِهِم لشبهِ الْجُملةِ (في بيتِنا ) وما كانَ على شاكِلَتِها من جُمَلْ ، فحينَ يسألُ أحدُنا مُتَمَدِّنًا : - إتَّ وينْ هَسَّـة آزول ؟. يُجيبُكَ الْمُتَمَدِّنُ ، بلُطْفٍ بائنٍ في حديثِهْ : - أنا فْبيتْنا . قاصدًا بقولِهِ ذاكَ أنَّهُ في بيْتِهِمْ .
والرِّيفيُّونَ مِنَّا يَمقتُونَ ذلكَ ويستنكرونَهُ جدّا ، ويَعيبونَهُ علينا حينَ استخدامِنا تلكَ الْجُمَل في حديثِنا معهم ، فيما يَظُنُّونَ بأنَّا قد خرجنا عن جلدتِنا فالْتَوتْ ألسِنتُنا بكلامٍ مَمجوجٍ ، لا يرغبونَهُ مِنَّا ، فما يَفتَأُ ينطِقُهُ أحَدُنا بالرِّيف إلا قالوا فيه : - دا زول تربية بنادر سايْ ، قَعَدْلو يومينًا في الْبندر وبِدُور يسويلْنا فيها مِتفلفِسْ . يقولونَ ذلكَ ، حَتَّى وإنْ كانَ أبَوَاكَ من صُلبِ الْقريةِ أوِ الرِّيفِ ذاتِهْ . وعن نفسي ، استمسكتُ بتِلْكَ الْجُمَلِ زمنًا ، ثُمَّ تركتْني هِيَ طائعةً مُختارة ، فأظُنُّها وجدتْ نفسَها لا تتناسبُ وريفيَّتي الْقُحَّة ، أو لَعلَّها وَجَدتْني ميَّالًا لأنْ أتحدّثَ لغةَ قوْمي ، فخشيَتْ عليَّ من أنْ يصفَني أحَدُهُم بِمَذمَّةٍ لا تُحْمَد . والَّذي لاحظتُهُ ، أنَّ معظمَ أهلِ مدني الطَّيِّبينَ ، وبخاصَّةٍ الطُّلابَ منهم ، يكسِرُونَ حرفَ الْقافِ في الْفعلِ ( قَرَأَ ) ، فما إنْ تسألَ أحدًا ، على دارجةِ الْقَول : - وين قَريت الثَّانوي ؟. حَتَّى تجدَهُ قائلًا : - قِريتْ في مدرسة مدني الثَّانويَّة ، مثلا . فيكسِر قافَ الْفِعْلِ ( قريتْ ) ، وقدْ سمِعْتُ ذلكَ من أفواههم مُباشرةً دونَ أنْ يَرويَهُ لي أحد، فما سَمِعْتُ أحدًا يقولُها إلا علمتُ ضمنًا أنَّهُ : إمَّا أنْ يكونَ من سُكَّانِ مدني أو لَرُبَّما خالطَهمُ الْعَيْشَ والسَّكَنْ . للهِ دَرُّها من مدينةٍ نابهَةٍ نابِغة ، استفدْتُ منها وأساتذتِها فوائدَ لا يُكاثِرُها حَصَى الأرضِ وَحَصبَاؤها ، ولعمري ، إنَّهُ لَنْ يكفيني في وصفِها ألفاظُ الْقَوْلِ الضِّخَامْ . وهكَذَا إلى أنْ تَلِجَ بِنَا أقدامُنا الْحَفْلَ ، الَّذي رُمْنا مكانَهُ واستهوَانا الْبحثُ عنه ، في لَيْلَتِنا تلكْ . وأذكُرُ من مُطْربي ذلكَ الْوقت : عمر جعفر ، عصام محمَّد نور ، فتَّاح السّقيد ، عزّ الْعرب إبراهيم ، محمّد زمراوي ، عادل هارون والَّذي هُوَ أمْيَلُ لأغاني الْحقيبة ( من الأسكلا وحلَّ ، قام من الْبلد وَلَّى ، دمعي لي التِّياب بَلَّ ... إلخ ) . محمّد زُمراوي ، في تقديري ، كَغَيْرِهِ من الَّذينَ ظلمَهُمُ الإعلامُ كثيرًا ، ولَرُبَّما يكونُ مجهولًا لدى الْكثيرينَ منَّا. وإنِّي لَمْ أرَ أحدًا يُماثِلُ الْفنَّانَ / أحمد الْجابري ، صوتًا ، ودُرْبَةً فيهِ ، مِثْلَه . يذوبُ في الأُغنيةِ ذَوْبانًا باهرًا لناظِرِه ، إحساسُهُ بالْكَلماتِ لَجِدُّ عَالٍ ، يَقِفُ مُنْحَنيًا ، إذْ لا يَرَى النَّاسَ بأُمِّ عينيْهِ ، بلْ يُغْمِضُهما أحيانًا ، وينظُرُ بهما إلى أعلى أحايينَ مُمَاثِلَة ، تُدَانيهِ الْحَرَكَةُ والرَّقْصُ من كلِّ جانبْ ، طَرِبتُ لهُ جدًّا ، ومُذْ فارَقْتُ مَحْبُوبتي مدني لم أسمعْ بهِ ثانية . فتّاح السّقيد ، نراهُ الأجملَ حينما يُشَنِّفُ آذانَنَا بمدني الْجَميلةِ ، الَّتي يسألُ نفسَهُ فيها ثُمَّ يُجيبُهـا ، هكذا : ( إنتِ منْ وين يا بنيَّة ، وناوية على وين السَّفر ؟ ، قالوا لَيْ مدني الْجميلة ، مدني يا أجمل خبر ) ، وغيرِها من أعاجيبِهْ ، وعَلِمْنَا بَعْدُ بأنّهُ أخٌ أصغرُ للفنّان / علي السّقيد ، هكذا أخبرونا ، أوْ رُبَّما ظَنَّنا ذلك . وعصامُ محمّد نور هذا ، أنا أُحِبُّهُ وأُجِلُّهُ جدًّا ، وما سَمِعْتُ بهِ يَودُّ أنْ يُغَنِّيَ في مكانٍ ما ، إلا وتجدُني أوَّلَ الْحاضرينَ ، ولوْ كانَ الْحفلُ في ( بالكونةِ ) بِنَايةٍ شاهِقَةِ الارتفاعْ ، وكانَ أحدُ أصحابي بمدني دائمًا يقولُ لي : - واللهِ حفلَةْ عِصَام محمَّد نور دا ، لو كانتْ في فُنجان إلا أحضَرَا . وأظُنَّني قُلْتُ قولي أعلاه ( ولوْ كانَ الْحَفْلُ في بالكونة ... إلخ ) ، مُتأثِّرًا بقَوْلِ صديقي ذاكْ . وعمر جعفر ، تسمعُ منهُ أغاني / الأُستاذ / محمّد الأمين فيُخْلَبُ لُبُّكَ بلا شَكّ . أمَّا عزُّ الْعرب إبراهيم ، فهوَ فنَّانٌ بحقّْ وحَقيقْ ، ولا أعلمُ مآلَهُ وأينَ هُوَ حاليًّا ؟ . وآخرين منهم .. لا أتبيّنهم على وجه الدّقَّةِ الآنَ لِطُولِ عهدي بِهِم . فندخُل الْحَفلةَ سامِعينَ وراقِصِينَ ، ولا نُشعِرُ أصحابَ الحَفْلِ بأنَّا غُرَباءُ عنهم ، كما لا أحدَ يَسألُكَ : مِنْ أينَ أتيْتَ ؟. وهكذا تَلُمُّنا رقصةُ أغنيَّة ، وتَفْصِلُ بيْننا استراحةُ الْفَواصلِ أو عشاءُ الفنَّانين ، كما يُسمَّى عندنا في الأريافْ ، حتَّى بلغنا في ذلِكَ الْمَجَالِ شَـأوًا لا يُستهانُ بأمرِه. مجموعةُ عقد الْجلادِ الْغِنائيَّة مجموعةٌ لا تُخطئها عَيْنُ سامع ، تختارُ مُفْرَداتِ غنائها من شعراءَ يَتَّسِمونَ بالْحديثِ عنْ هُمُومِ الشَّارعِ والشّعبِ بلغةٍ تجدُ نفسَكَ فيها طواعيَةً دونَ إلْزَامٍ مُسْبَقْ ، فصيحِها ودارِجِها ، أصواتُهم مُتناغِمَةٌ تستَصْحِبُ الْقُلُوبَ معها ، وزَيُّهُم مُتَشَابِهٌ ، وجيلُهم واحدٌ أو يكاد ، وحينما تَسْمَعُ لهم : - يلا يا اولاد الْمدارس *** في رُبا السُّودان وسَهْلوا . يلا شَخبِطو في الْكراريس *** اكتبو الواجب وحَلُّو .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة