مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 07:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-01-2009, 10:09 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ( * ) .

    أُواصِل.
                  

08-01-2009, 10:29 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    فصَوتُهُ نَدٍ وجميلٌ جدّا ، وأطربَني – في حينِها - كثيرًا ، لكنّهُ لا يَحْفَظُ الْمفرداتِ جَيِّدًا ، وكما تَرَى ، سيِّدي الْقاريء الْكَريم ، أنَّهُ حَرَّفَ الأُغنيةَ عَنْ مَوَاضِعِها ، وعمّا كانَ عليهِ أصلُها ، ولعلَّ أحدًا لا يَكادُ يَتَخيَّلها أبدًا أنْ تأتيَ على هذا الشَّكْلِ ، لكنَّ الأمرَ وَارِدٌ لكلِّ مَنْ لا يُكَلِّفُ نفسَهُ عَناءَ الْحِفْظ . ولوْ قدْ كانَ سِمْعنا آنَئذٍ صاحبُها ، لأوْسَعَنا ضرْبًا وشتما ، ولأصابَنا بِكُفُوفٍ من ذاتِ الْكُفُوفِ الَّتي سَقَطَ أداؤُها سَهْوًا ، حِينَ غَفِلَتْها تلكَ الْفتاةُ ، الَّتي سَبَقَتْ مِنِّي الإشارةُ إلَيْها .

    ***
                  

08-01-2009, 10:34 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    وهذا ما عَمَّقَ فِيَّ أنَّنا كُنّا نَهْتمُّ باللَّحْنِ الَّذي يَصِفُ دَواخِلَنا ويَجْعَلُهَا تَهْتَاجُ بِشِدَّة ، أكثرَ من مُفردةِ الأُغنية . وشيئًا فشيئًا عَلِمتُ أنَّ صاحِبَها كانتْ تَبْدُو عِنْدَهُ هكذا :
    - أنا بهواك ، يا حبيبي ، لأنَّك إنتَ إنتَ نَصيبي يا حبيبي ... إلَى آخِرِها .
                  

08-01-2009, 10:56 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    وليسَ لديَّ عِلْمٌ كافٍ إنْ كانَ صديقي قدْ عَلِمَ بِصَوَابِها مُؤخَّرًا ، أمْ ما يزالُ بَاقٍ على جَهْلِنَا الأوَّلِ وضلالِنَا الْقديمِ ، الَّذي تَفَارَقْنَا وتَرَكْتُهُ عليْه . وكُلُّ الَّذي أذْكُرُهُ ، أنَّ سُرْوَالَ صديقي هــذا كانَ جديدًا وقتَها ، اشْتراهُ لهُ أبوه ، فقدْ صَادَفَ يومُنا ذلك أيَّامَ استلامِ الرَّاتب من ( مكتب تُورس ) أو فيما يُعْـرَفُ ( بِصَرْف الْفَرْدي ) ، فمعظمُ أهْلِنا مُزارعون ، وتلكَ الأيَّام دائمًا ما تَجِدُنا نُرَدِّدُ فرِحينَ ، منذُ صباحِها الْباكِرْ ، وقُبيْلَ أنْ يَسْتَلِمَ آباؤنَا الدُّرَيْهِمات :
    - اللَّيْلَة الصَّرِفْ ، حُمارْ أبُويْ بِنْعَرِفْ .....
    ثُمَّ نُكَرِّرُها جيئةً وذهابا ، أو ، ذَهابًا وجيئة ..
                  

08-01-2009, 11:07 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    فَأكْثَرُ ما نَحْتاجهُ حينها أنْ نَرَى الْمَوزَ ، مَفْروشًا على الأرضْ ، فنُخْبِرُ آباءَنا بشرائهِ لَنا ، فليسَ من مُنْطَلقِ إنَّهُ ( أكلُ الْفلاسِفة ) ، أوْ لِشَيئٍ من هذا الْقَبيل ، لا أبدًا ، فلمْ نَكُ نَدْرُس الْفلسفةَ بعدُ ، وليسَ لَدَيْنا فكرةٌ عنها.
    لَكِنَّا نراهُ يُعَبِّرُ عَنَّا تمامًا ، وخَيْرَ مُنْصِفٍ لِفَرْحَتِنا تلك .
    فَشُكْرًا ، سيِّدي الْمَوْز ، وتُعْسًا ، ثُمَّ تُعْسًا للتُّفَّاحِ الَّذي لَمْ تَرَهُ أفْواهُنا ، إلا بعدَ أنْ هَرِمَتْ أسْنانُنَا .

    ***
                  

08-01-2009, 08:59 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    قاسم مشترك آخر
    يا أنا
    ضمن عديدها بيننا

    عقد الجلاد
    ويا له من عقد نضيد


    كنا بيافع أيامنا حينها،
    وكذا كان العقد الذي التأمت حباته

    ودعني أعد إلى وقت ومكان لا يفصله عنا سوى دقائق معدودات في أصابع الزمان
    حيث يقطن بدار الخال
    (عبد الرحمن المهل علي)
    صاحبنا (أنور عبد الرحمن المهل علي)
    بمعية
    (أستاذ الأجيال: النذير، معتصم، الهادي طيب الله ثراه، تماضر، إخلاص، وأخيراً عادل روح البيت ونوره)
    وهي دار ممتدة
    راسخة الأقدام
    في ثرى الطيبة
    متغلغلة في ثناياها
    كديار أهل السودان قاطبة
    وهي دار ترحاب بالغادين
    والرائحين
    لا تخلو البتة من الأهل والأصدقاء و...الخ
    لا لموقعها الذي تقابله أول ما تدلف من (المحيريبا)
    أو يودعك حين تغادر هرولة و(عادل) يلاحقك
    بالبكاء
    أو الشتم
    أو الحجارة
    أو ما تيسر
    (حرداً) منه على مغادرتك...

    دعني أعد قليلاً إلى أيام (مذاكرتهم) للدرس إبان امتحانات الشهادة السودانية في زمان ما
    (أنور، صديق عينه، صديق أبو)
    وذلك بمنزلنا
    وحينما يشتد بهم رهق القراءة يعمدون إلى خلخلته بالشدو
    فتسمع أكورديون (عينه) وصوت (أنور) و (شتارة أبو)
    فندفع الباب الموارب لنغرف من جمال أرواحهم
    غناء مستطاب
    و(قفشات) لا تتوقف
    وكذا لنظفر بالفول المدمس
    والتسالي
    وغيرها مما لذ وطاب وتبقى،
    فتأتينا أمي لتنتهرنا
    تفرقنا وتوقف (قلة الأدب) على حد قولها
    وتخرج منا ضاحكة مستبشرة متبوعة بـ (قفشات عينه)
    و (مكنات أنور)
    وضحكات (أبو)


    والتأمتُ غير بعيد عن ذاك الزمان بـ (أنور) وصحبه في عقد الجلاد وكانوا حينها يشقون الدرب إلى الأذهان بغناء لا يشبهه غناء وكيفية غير مسبوقة في بلادنا
    كانوا حينها (العزابة منهم) يقطنون خلف قصر الشباب والأطفال ببانت ويفصل بينهم والقصر خور ضخم يفتح عليه بشكل مباشر بيتهم (بيت العزابة)
    وقطنت معهم لوقت قصير استمتعت فيه بصحبتهم التي لا تمل
    ورأيت عن كثب ما يعانون جراء السهر والبروفات المتصلة
    لكنهم لا يملون ذلك
    لأهدافهم الجميلة التي تكفي لتكون عوناً لهم على مجابهة كل كلال الكون بابتسامة وثقة في العبور وترسيخ هذا الاسم الجميل بأرواحنا..

    نعم سعدت بهم أيما سعادة
    فتلك أيام تعين على إطلاق قول أن في الحياة متسع للجمال
    ويستمر ذلك
    بهم
    وبك يا أنا
    بالعابرين
    فلكم التحايا والمحبات كلها







    هامش:
    التقط الخيط من بين أصابع صديقنا الشاعر (زمراوي) لأتي تالياً له،
    فلا مندوحة من بنانات (جمع Banana) يضعن الكلام في نصابه
    فكن بانتظار (ترانيم الموج) وربما مجموعة أخرى من الغناء القتيل
    وسيكون اسمك يا أنا قلادة تزين مجموعتي (الفارغة)
    فعسى بذكر اسمك الفخيم على صدرها أن يلتفت أحد ويقرر حتفه بقراءة (خطرفاتي)
    ودمت نبراسا...
                  

08-02-2009, 10:52 AM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: بله محمد الفاضل)

    Quote: هامش:
    التقط الخيط من بين أصابع صديقنا الشاعر (زمراوي) لأتي تالياً له،
    فلا مندوحة من بنانات (جمع Banana) يضعن الكلام في نصابه
    فكن بانتظار (ترانيم الموج) وربما مجموعة أخرى من الغناء القتيل
    وسيكون اسمك يا أنا قلادة تزين مجموعتي (الفارغة)
    فعسى بذكر اسمك الفخيم على صدرها أن يلتفت أحد ويقرر حتفه بقراءة (خطرفاتي)
    ودمت نبراسا...
                  

08-02-2009, 11:21 AM

اسامة دفع الله ابوالحسن
<aاسامة دفع الله ابوالحسن
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)

    (*)
    استميحك عذرا صديقي كمال الزين واستلف هذه النجيمةلاضع هذه البوست في ماينبغي ان يوضع من مكان
    كما أطالب الاخ صاحب المنبر ان يزين به جيد هذا المنتدى
    أسامة
                  

08-03-2009, 03:59 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: اسامة دفع الله ابوالحسن)

    Quote: قاسم مشترك آخر
    يا أنا
    ضمن عديدها بيننا

    عقد الجلاد
    ويا له من عقد نضيد


    كنا بيافع أيامنا حينها،
    وكذا كان العقد الذي التأمت حباته

    ودعني أعد إلى وقت ومكان لا يفصله عنا سوى دقائق معدودات في أصابع الزمان
    حيث يقطن بدار الخال
    (عبد الرحمن المهل علي)
    صاحبنا (أنور عبد الرحمن المهل علي)
    بمعية
    (أستاذ الأجيال: النذير، معتصم، الهادي طيب الله ثراه، تماضر، إخلاص، وأخيراً عادل روح البيت ونوره)
    وهي دار ممتدة
    راسخة الأقدام
    في ثرى الطيبة
    متغلغلة في ثناياها
    كديار أهل السودان قاطبة
    وهي دار ترحاب بالغادين
    والرائحين
    لا تخلو البتة من الأهل والأصدقاء و...الخ
    لا لموقعها الذي تقابله أول ما تدلف من (المحيريبا)
    أو يودعك حين تغادر هرولة و(عادل) يلاحقك
    بالبكاء
    أو الشتم
    أو الحجارة
    أو ما تيسر
    (حرداً) منه على مغادرتك...

    دعني أعد قليلاً إلى أيام (مذاكرتهم) للدرس إبان امتحانات الشهادة السودانية في زمان ما
    (أنور، صديق عينه، صديق أبو)
    وذلك بمنزلنا
    وحينما يشتد بهم رهق القراءة يعمدون إلى خلخلته بالشدو
    فتسمع أكورديون (عينه) وصوت (أنور) و (شتارة أبو)
    فندفع الباب الموارب لنغرف من جمال أرواحهم
    غناء مستطاب
    و(قفشات) لا تتوقف
    وكذا لنظفر بالفول المدمس
    والتسالي
    وغيرها مما لذ وطاب وتبقى،
    فتأتينا أمي لتنتهرنا
    تفرقنا وتوقف (قلة الأدب) على حد قولها
    وتخرج منا ضاحكة مستبشرة متبوعة بـ (قفشات عينه)
    و (مكنات أنور)
    وضحكات (أبو)


    والتأمتُ غير بعيد عن ذاك الزمان بـ (أنور) وصحبه في عقد الجلاد وكانوا حينها يشقون الدرب إلى الأذهان بغناء لا يشبهه غناء وكيفية غير مسبوقة في بلادنا
    كانوا حينها (العزابة منهم) يقطنون خلف قصر الشباب والأطفال ببانت ويفصل بينهم والقصر خور ضخم يفتح عليه بشكل مباشر بيتهم (بيت العزابة)
    وقطنت معهم لوقت قصير استمتعت فيه بصحبتهم التي لا تمل
    ورأيت عن كثب ما يعانون جراء السهر والبروفات المتصلة
    لكنهم لا يملون ذلك
    لأهدافهم الجميلة التي تكفي لتكون عوناً لهم على مجابهة كل كلال الكون بابتسامة وثقة في العبور وترسيخ هذا الاسم الجميل بأرواحنا..

    نعم سعدت بهم أيما سعادة
    فتلك أيام تعين على إطلاق قول أن في الحياة متسع للجمال
    ويستمر ذلك
    بهم
    وبك يا أنا
    بالعابرين
    فلكم التحايا والمحبات كلها



    الْحبيب / بلّه .
    كيفَ حالك والأُسرة ، عساك في غاية الانبساط .
    وأشكُرُ لكَ هذا التَّداعي الجميل ، والذِّكريات العطرة مع ذاك العقد المنضود ، والَّتي تخيَّلتُ كُلَّ حرفٍ فيها .
    وذكّرتني بي خالنا الصَّغير ( عادل عبد الرّحمن) ذاكَ الرّجل النَّقيُّ السَّريرة ، فما فتئتُ أذهب إلى حبيبتِنا ( شكيرة الْوَادي ) ، إلا وقابلتُهُ وسلّمتُ عليه ، وكثيرًا ما أذهبُ وأجده في بيت خالنا وأُستاذنا / النّذير عبد الرَّحمن ، حينما أكونُ قاصدًا / عمادَ ابنَهُ ( بيني وبينك أولاد النَّذير ديل أولاد مُثقَّفين ، فأنا كنتَ بجي من سليم ، وبشيل منّهم الألْغاز عشان أقراها ، وأرجِّعا ليهُنْ ، هههههه) ، حيثُ تجدُني بصُحبةِ ابن خالي / مجدي بدر الدّين على مُصطفى ، الَّذي تعلَّمتُ منهُ أيضًا الْخَطَّ الْعربي. للهِ دَرُّها من أيَّام يا بلّه . فشكيرة الْوادي نابغةٌ في كُلِّ شيء ، منها الْخَطَّاطونَ وعلى رأسِهِم خالنا ( أحمد عمر ، ثُمَّ أنور أحمد عمر ، ووالله لليلة بتذكَّر مكانُن الكانوا بقعدو فيهو في السُّوق العربي ، عشان يكتبو اللَّوحات ، وقابلت أنور كذا مرّة هناك . وكذلك : مجدي بدر الدّين ، العطا ودّ السيِّد ، خالد ودّ السيِّد ، ......... والقائمة تطول ) ، ومنها الفنَّانون : ( محمَّد عبد الحميد ، عوض الكريم ، عبد الله محمّد ، أنور ، بكري ، سيف اليزل عبد الله محمّد ، حامد محمّد سعيد ، سامي عبد الله محمّد ... ) ، ومنها الْمادحون : ( أولاد العيبة ، أولاد خالتي فاطمة الله يرحمها ) .


    Quote: هامش:
    التقط الخيط من بين أصابع صديقنا الشاعر (زمراوي) لأتي تالياً له،
    فلا مندوحة من بنانات (جمع Banana) يضعن الكلام في نصابه
    فكن بانتظار (ترانيم الموج) وربما مجموعة أخرى من الغناء القتيل
    وسيكون اسمك يا أنا قلادة تزين مجموعتي (الفارغة)
    فعسى بذكر اسمك الفخيم على صدرها أن يلتفت أحد ويقرر حتفه بقراءة (خطرفاتي)
    ودمت نبراسا...



    أشْكُرُ لكَ ثقَتَكَ فيَّ يا رجل ، وأشكُرُكَ مُقدَّمًا على وضعَ اسمي فيه ، فإنَّ ديوانَكَ سيُزَيِّنُ اسمي وليسَ الْعكس ، فادفعْ بهِ إليَّ وسأقومُ باللازمِ صَوْبَهُ وتجاهَه ، وستجدُني بإذنِ اللهِ عندَ حُسْنِ ظَنِّكَ بي .
    أمّا صديقنا الشّاعرُ الْفِطَحْل / عبد الإله زمراوي ، فما زلتُ أنتظِرُ حروفَهُ الْبائنةَ الْبيَانْ ، ولهُ قُدُمًا ، تحيَّاتي .

    ثُمَّ أيْ ،
    لكَ مَودّةٌ بأعمقِ ما تَراهُ الْقُلُوب .

    (عدل بواسطة محمَّد زين الشفيع أحمد on 08-03-2009, 04:08 AM)

                  

08-03-2009, 04:13 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    حبيبنا ، يا أبَا قُصَيْ :

    لكَ مِنِّي تَحيَّةُ الإخاءِ والْمَودّة ، لحُضُورِكَ ، الَّذي زيَّنني قُبَيْلَ حرفي .
    وكُنْ بخيرٍ أبدا .
                  

08-03-2009, 04:17 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ( * )

    استميحك عذرا صديقي كمال الزين واستلف هذه النجيمةلاضع هذه البوست في ماينبغي ان يوضع من مكان كما أطالب الاخ صاحب المنبر ان يزين به جيد هذا المنتدى
    أسامة .

    الْعزيزُ / أُسامة .
    أشكُرُ لكَ إطلالَتَكَ من جديد ، وأشكُرُ لكَ طَلَبَكَ ذاك .
    تَحايَا لكَ ولجميعِ الأهل .
                  

08-03-2009, 04:17 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ( * )

    استميحك عذرا صديقي كمال الزين واستلف هذه النجيمةلاضع هذه البوست في ماينبغي ان يوضع من مكان كما أطالب الاخ صاحب المنبر ان يزين به جيد هذا المنتدى
    أسامة .
    Quote: &Iacute;&Egrave;&iacute;&Egrave;&auml;&Ccedil; &iexcl; &iacute;&Ccedil; &Atilde;&Egrave;&oacute;&Ccedil; &THORN;&otilde;&Otilde;&oacute;&iacute;&uacute; :

    &aacute;&szlig;&oacute; &atilde;&ouml;&auml;&oslash;&ouml;&iacute; &Ecirc;&oacute;&Iacute;&iacute;&oslash;&oacute;&Eacute;&otilde; &Ccedil;&aacute;&Aring;&Icirc;&Ccedil;&Aacute;&ouml; &aelig;&Ccedil;&aacute;&uacute;&atilde;&oacute;&aelig;&Iuml;&oslash;&Eacute; &iexcl; &aacute;&Iacute;&otilde;&Ouml;&otilde;&aelig;&Ntilde;&ouml;&szlig;&oacute; &iexcl; &Ccedil;&aacute;&oslash;&oacute;&ETH;&iacute; &Ograve;&iacute;&oslash;&oacute;&auml;&auml;&iacute; &THORN;&otilde;&Egrave;&oacute;&iacute;&uacute;&aacute;&oacute; &Iacute;&Ntilde;&Yacute;&iacute; .
    &aelig;&szlig;&otilde;&auml;&uacute; &Egrave;&Icirc;&iacute;&Ntilde;&ograve; &Atilde;&Egrave;&Iuml;&Ccedil; .



    الْعزيزُ / أُسامة .
    أشكُرُ لكَ إطلالَتَكَ من جديد ، وأشكُرُ لكَ طَلَبَكَ ذاك .
    تَحايَا لكَ ولجميعِ الأهل .
                  

08-03-2009, 04:30 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    Quote: Quote: &Iacute;&Egrave;&iacute;&Egrave;&auml;&Ccedil; &iexcl; &iacute;&Ccedil; &Atilde;&Egrave;&oacute;&Ccedil; &THORN;&otilde;&Otilde;&oacute;&iacute;&uacute; :

    &aacute;&szlig;&oacute; &atilde;&ouml;&auml;&oslash;&ouml;&iacute; &Ecirc;&oacute;&Iacute;&iacute;&oslash;&oacute;&Eacute;&otilde; &Ccedil;&aacute;&Aring;&Icirc;&Ccedil;&Aacute;&ouml; &aelig;&Ccedil;&aacute;&uacute;&atilde;&oacute;&aelig;&Iuml;&oslash;&Eacute; &iexcl; &aacute;&Iacute;&otilde;&Ouml;&otilde;&aelig;&Ntilde;&ouml;&szlig;&oacute; &iexcl; &Ccedil;&aacute;&oslash;&oacute;&ETH;&iacute; &Ograve;&iacute;&oslash;&oacute;&auml;&auml;&iacute; &THORN;&otilde;&Egrave;&oacute;&iacute;&uacute;&aacute;&oacute; &Iacute;&Ntilde;&Yacute;&iacute; .
    &aelig;&szlig;&otilde;&auml;&uacute; &Egrave;&Icirc;&iacute;&Ntilde;&ograve; &Atilde;&Egrave;&Iuml;&Ccedil;




    مزْحَـة :
    يا جماعة الْخرمجة حقتي الْفوق دي ما تشتغلو بيها كتير ، أنا زاتي ما عارف جات من وين ، وماني عارف دُسْتَ شنو عشان هي تطلع ، وماني عارف معناتَا شنو ، كل العارفو إنِّي ردِّيت على أخونا أُسامة ، وفجعَةً كَدِي ظهرتْ .
    غايتو – واللهُ أعلم – المنبر دا الظّاهر عليهو مرَّات مرّات كِدَة بكون مسكون ( بي شياطين الْهَكَرْ ) .
    أها اتْبَسْمَلو ( بسم الله الرّحمن الرّحيم ) ، وأدخلو سايْ ، وقولوا للهكر ( خليتك لي الـ لا نام لا أكل الطّعام ) ، وربّكم يجيب العواقب سليمة .
                  

08-03-2009, 04:53 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    والأمثلةُ كثيرةٌ عندي ، في هذا الشّأنِ من حفظِنَا الرَّكيكِ والْمُخِلِّ للأُغنياتِ ، فبعضُها مُضْحِكٌ وبعضُها مُبْكٍ ، وما زلتُ أُقارِنُ في قرارةِ نفسي بيْنَ قَوْلِ بعضِنا قديمًا للأُغنيات ، وما عَلِمْتُهُ حينَ تَفَقَّهْنَا بِمُرورِ الزَّمَنِ فيها ، لكنَّ الَّذي أذكُرُهُ جَيِّدًا ، أنَّنا نُؤدِّي لَحْنَها بأصواتٍ جدّا ، شجيَّةٍ وعَذْبَة ، وأحسَبُنا لمَّا نَزْلْ .

    ***
                  

08-03-2009, 06:19 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    ولمّا أصَبْتُ جانبًا يسيرًا منْ ضُرُوبِ الْعَربيّة، منْ الْمدارسِ والْخَلاوي والْمعاجم ، فاجأتني عِقْـدُ الْجلاد ، بمُفْرَداتِها الْقَويَّة ، الَّتي تَحْمِلُ الرِّسالةَ والْهَدَفْ . وأوَّلُ ما أثارَ استغربي فيها ، اسمُها : عِقْدٌ ، ثُمَّ ، جَلاد : جيمٌ مَفتوحة ، ولامٌ مفتوحةٌ أيضًا دونَ تشديد ، حتّى لا يُصْعَقُ مَنْ يَقرؤُها ، فقدْ كَفانا الزَّمنُ جَلْدًا وبِتْنَا لا نَحْتاجُ آخَرَ يُسانِدُهْ !.

    ***

    (عدل بواسطة محمَّد زين الشفيع أحمد on 08-03-2009, 06:21 AM)

                  

08-03-2009, 06:37 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***


    وحقًّا - قديمًا - حرْتُ كثيرًا في أمرِ معناها ، أهِيَ من الْجَلْدِ والضَّرب ؟، أمِّنْ ضِخَامِ النَّخْلِ ؟ ، أمِّنْ الْجَلَدِ والصَّبْرْ ؟ ، أمَّا ما يَخُصُّ الْمَعنى الْقائل ، إنَّها : الإبلُ كثيرةُ اللَّبنْ ، فلم أكترِثْ لهُ ، واستبعدتهُ بِشِدَّةٍ عنِ الْمعاني ، معَ أنَّ ابْنَ الصَّامتِ - كما قرأتُ - أثبتَهُ قديمًا في كَلِمَةٍ مشْهُورَةٍ لَه :

    أَدِينُ وَمَا دَيْنِي عَلَيْكمْ بِـمَـغْـرَمٍ *** ولَكِنْ عَلَى الْجُرْدِ الْجِلاَدِ الْقَرَاوِحِ .

    وأرَاهُ كَسَرَ الْجيمَ فيها هكذا : ( الْجِلادْ ) .

    وبيْنَ هذا التَّنازُعِ وذاك ، رَاقَنِي بَعْدُ ، أنَّها اخْتَارَتْ اسْمًا جميلًا ، ووصْفًا لِجَمْعِهِم هذا ، حَسَنا .



    ***

    (عدل بواسطة محمَّد زين الشفيع أحمد on 08-03-2009, 06:40 AM)

                  

08-03-2009, 06:50 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    وحينَ اِتْيَانِها الْكثيرِ لمدينةِ ود مَدني ، دائمًا مَا يَفْصِلُنا عَنْهَا ، مبلغُ تذاكرِ الدُّخولِ لمسرحِ الْجزيرة ، إذْ كيفَ يَتأتَّى لنا ذلكَ وكلانا ، كَكَلٍّ على مَوْلاه ؟ ، ومَا مَنَعَنَا الإتيانُ للْمسـرحِ من بابِهِ إلا صَفَرُ الْيَدَيْن !.
                  

08-03-2009, 06:56 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    لكنَّي ! ، وصديقي ( بن جُنَيْد ) ، داهيَتَان لا نَعْدَمُ حَلًّا أبَدا ، وحَيْثُمَا كانَتْ كُنّا ، لِمَا بَيْنَنا وبيْنها مِنْ مَوَدّةٍ لا تَعْرِفُ الْفُتُورَ والْهَوَانْ ، فمسرحُ الْجزيرةِ – نَعْلَمُهُ - يُطِلُّ بناحيَتِهِ الشَّماليَّة ، على الْمَجْمَعِ الثَّقافيّ .
                  

08-03-2009, 07:10 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    والْمَجْمَعُ الثَّقَافيُّ مَنَارةٌ ثقافيَّةٌ ، وعلميَّةٌ معروفةٌ بمدني ، يَرْقُدُ وَجْهُهُ قُبَالةَ شارعِ النِّيلْ ، يَنْشُرُ الْوَعيَ والثَّقافةَ ، ويَبُثُّهُما في النَّاسِ فَلَقًا وغَسَقا ، فَمَا ذَبَّ أحَدًا قَدِمَ إلَيْهِ فآبَ يَنْشُدُه ، وأيْضًا لَمْ يَكُنْ عَيَّابًا لِمَجيءِ أحَدْ .
    كُنَّا حادِري الشَّبابِ آنَئذْ ، قَرَأنا من كُتُبِهِ عُلُومًا ، وأصَبْنَا كثيرًا منها ، فأهْدَى إلَى أذْهانِنَا خَصْبًا بعدَ إمْحَالْ ، ولَوْلاهُ لَدَقِعَتْ مَنابِتُ أفكارِنَا ، ولَباتَتْ جَدْباءَ بلا اخضِرارْ . يُحْذيكَ من الْفائدةِ خَيْرَها ، نارُهُ مَشْبُوبَةٌ ، وأبوابُهُ مَفْتُوحةٌ لكُلِّ مَنْ شَمَّرَ عَنْ ساعِدِهِ ، وَكَمِشَ إزَارَهُ للْعُلُومِ والْمُدارَسَةِ فيهْ .

    ***
                  

08-03-2009, 07:29 AM

اسامة دفع الله ابوالحسن
<aاسامة دفع الله ابوالحسن
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 250

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    Quote: وحقًّا - قديمًا - حرْتُ كثيرًا في أمرِ معناها ، أهِيَ من الْجَلْدِ والضَّرب ؟، أمِّنْ ضِخَامِ النَّخْلِ ؟ ، أمِّنْ الْجَلَدِ والصَّبْرْ ؟ ، أمَّا ما يَخُصُّ الْمَعنى الْقائل ، إنَّها : الإبلُ كثيرةُ اللَّبنْ ، فلم أكترِثْ لهُ ، واستبعدتهُ بِشِدَّةٍ عنِ الْمعاني ، معَ أنَّ ابْنَ الصَّامتِ - كما قرأتُ - أثبتَهُ قديمًا في كَلِمَةٍ مشْهُورَةٍ لَه :

    أَدِينُ وَمَا دَيْنِي عَلَيْكمْ بِـمَـغْـرَمٍ *** ولَكِنْ عَلَى الْجُرْدِ الْجِلاَدِ الْقَرَاوِحِ .

    وأرَاهُ كَسَرَ الْجيمَ فيها هكذا : ( الْجِلادْ ) .

    وبيْنَ هذا التَّنازُعِ وذاك ، رَاقَنِي بَعْدُ ، أنَّها اخْتَارَتْ اسْمًا جميلًا ، ووصْفًا لِجَمْعِهِم هذا ، حَسَنا .


    الاخ محمد زين
    صباحك زين
    بخصوص اسم عقد الجلاد
    هذا الاسم اتى على حسب علمي من ذلك العقد الذي يتكون من جلد حيوان
    ذكي الرائحة ويربط بخيط ويعلق علي عنق الطفل في فترة التسنين
    فكان الجدات يعلقونه على عنق الطفل لما يصاحب هذه الفترة من حكة في اللثة
    فبدلا من يستعمل الطفل اي شئ اخر فيجد هذا العقد المعلق علي رقبته فيقوم بلدغه ويكون هذا العقد قد
    قام بمهمتين
    ازالة الحكة من اللثة
    وترك رائحة زكية علي فم الطفل
    ولا ادري هذا الجلد من اي الحيونات يؤخذ
    ولكن كان يسمى عقد الجلاد
    والله اعلم
    اسامة
    [/GREEN
                  

08-03-2009, 07:34 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    ولاِرْتيادِنا الدَّائبِ لَهُ ، فَغَيْرُ خَافٍ عنِّي وصديقي دُرُوبَهُ ، وفي عِلْمِنَا أنَّ هناك زُقَاقًا ضَيِّقًا ، يَرْبِطُ بيْنَهُ ومسْرَحِ الْجَزيرة ، لا يسمِحُ بمُـرورِ واحدِنَا، مَا بالُكَ باثنَيْـنْ ؟! ، يُفْضِي إلَى حائطٍ حَـوْشٍ مكسورْ ( شَرَمة ) . لا يعلمُهُ كثيرُ قَوْمٍ هناك ، فَأشَرْتُ لصديقي بهْ ، ثُمَّ ، قَامَ كِلانَا بِتَحْويرِ فائدةِ هذا الزُّقاقِ وقتئذٍ لِتُناسِبَ أغراضَنا الْخاصَّـة ، وقدْ كانَ أعْوَنَ لَنا في دخولِ الْمسرحِ خِلْسَةً من الْخَلْفْ ، إذْ يقعُ في الْجِهَةِ الشَّماليَّةِ والْمُعاكِسَةِ للْبَابِ الرَّئيسيِّ للمَسْرَحْ ، تَسَلَّلْنَا من ذاتِ الْجِهَةِ دونَ اكتراثٍ مِنْ أحَدْ ، لنستَمِعَ إلى شدوِ تلكَ الْمجموعة .
    ولمَّا أدمنَّا دخولَ الْمسرحِ من تلكَ النَّافذة ، كانتْ دهشتُنا باديةً حينما أتينا مرَّةً فَوَجَدْنَاهم – لسوءِ حَظِّنا - أغلقوها ، فَصِرْتُ تَئِقًـا مَئِقـًا لِفعلِهِم ذاك ، لأنَّهم طَمَسُوا سَبيلَنَا الْوَحيدَ الَّذي نَعْلَمُهْ .

    ***
                  

08-03-2009, 07:50 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    Quote: الاخ محمد زين
    صباحك زين
    بخصوص اسم عقد الجلاد
    هذا الاسم اتى على حسب علمي من ذلك العقد الذي يتكون من جلد حيوان
    ذكي الرائحة ويربط بخيط ويعلق علي عنق الطفل في فترة التسنين
    فكان الجدات يعلقونه على عنق الطفل لما يصاحب هذه الفترة من حكة في اللثة
    فبدلا من يستعمل الطفل اي شئ اخر فيجد هذا العقد المعلق علي رقبته فيقوم بلدغه ويكون هذا العقد قد
    قام بمهمتين
    ازالة الحكة من اللثة
    وترك رائحة زكية علي فم الطفل
    ولا ادري هذا الجلد من اي الحيونات يؤخذ
    ولكن كان يسمى عقد الجلاد
    والله اعلم
    اسامة .



    الْعزيزُ / أُسامة .
    تَحِيَّتي لكَ أبدا .
    نعم يا صديقي أُسامة ، أظُنُّهُ مَعْنًى ريفيًّا قديما ، وسآتيكَ لاحقًا بِمَا أرَى.

    دُمْتَ وارفًا كعادَتِك .
                  

08-03-2009, 08:07 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    لكنَّ صديقي لا يَعْدَمُ رأيًا !، ورَأيْتُهُ يقولُ لي : اتْبَعْني ، فَأعادني ثانيةً إلى الْبيتْ ، والْلَّيْلُ ما يزالُ في بدايةِ تَوَلُّجِهْ ، والْحَفْلُ لَمْ يَكَدْ يَبْدأْ بَعْدُ ، فتيقَّنْتُ أنَّ لهُ طَرْحًا جديدًا ، وعَلِمْتُ أنَّهُ سيبتكِرُ حيلةً أُخرى للدُّخولْ . فَتَأنَّقْنَا ما شاء اللهُ لَنا بِبِذَلِ أخينا د.مُحمَّد ، ثُمَّ أتَيْنا من جديدْ ، ورأيتُهُ يوصيني إبَّانَ إيابِنا بأنْ أكونَ جادًّا ، وألَّا أضحكَ عندما يتحدّثُ هُوَ و ... ، حينما نكونُ وقوفًا أمامَ حارسي بابِ الْمَسْرَحْ ، ومَا إنْ وَقَفْنَا أمامَهُم ، إلا أجدهُ في كاملِ أناقتِهِ ودَهْشَتي منهُ ، يَقُول :

    ***
                  

08-03-2009, 08:14 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    - السَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .
    ويبدو جادًّا فيها أكثرَ ممَّا تخيَّلتُهْ ، ولكأنِّي أوَّل مرَّةٍ أسمعُ فيها هذهِ التَّحيَّة .
    - عليكم السَّلام والرّحمة والبركة.
    - نحنا من طرف خالنا الفنَّان / أنور عبد الرَّحمن .

    وَلَمْ أغْمِسْ لساني بِقَوْلٍ مَعَهْ ، اتِّبَاعًا لتعليماتِهْ ، الَّتي ألْجَمَني بِها سابِقًا.
    والَّذي أحترمُهُ ، وأتفاجأُ لهُ دائمًا ، أنَّ حارسَ الْبَابِ وكأنَّهُ يعلمُ بِحُبِّنَا لها ، فيُدْخِلنا دُونَ أنْ يُنازِعَنا أطرافَ الْقَولِ والْحَديثْ ، أوْ أنْ يُجيلَ النَّظَرَ في أقوالِنا تلكْ .

    ***
                  

08-03-2009, 08:31 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    فنلِجُ الْمَكَانَ هَانئيْنِ ، ونَخْتَارُ أجملَ الْمَقَاعِدِ الأماميَّة ، ونُصَفِّقُ ونطْرَبُ ونتمايلُ ، كما يتمايلُ أصحابُ التَّذاكرِ ، ورَسْمِ الدُّخولِ الأساسيُّونَ ، والْقادمونَ بـ ( تَذَاكِرِهِم ) عَبْرَ الْبَابِ الأماميِّ.
    ثُمَّ نقولُ ونُرَدِّدُ معهم :
    - ( يا ليلَى ليلك جَنَّ ، مَعْشوقِكْ تأوَّهُ وأنَّ ... ) .
    والَّتي تَعودُ بِنَا إلى نكْهَتِنا الصُّوفيَّةِ الْبَحْتَةِ الَّتي قَدِمْنا مِنْهَا وتربَّيْنا خِلالَها .
    و :

    - ( والرَّقَم اللِّسَّه واحِد ) . ولا أعلمُ إنْ زادَ الرّقمُ عنْ واحِدِهِ ذاكَ ، أمْ ما يزالُ ذاته ! ، فكانتْ تُعجبُني جدًّا هذهِ الرَّمزيَّةُ الْعالية ، لأنَّنَا نُرْْخي لِمُخيِّلاتِنَا الرَّسَنَ والْعَنانَ لِنَقْرَأَ يُتْمَ حَالِنَا فيها .
    و :

    - ( يا بنيَّة كُبِّي الجَبَنَة يا بنيَّة ) .
    ولاحِقًا :

    - ( حاجَّة آمنة اتصبَّري ، عارف الْوجع في الْجوف شديد ، وعارفِكْ كمانْ ما بتقدري ) .
    وَقْتَها كُلُّنا حاجّة آمنة ، الَّتي اعْتَوَرَتْهَا الْمصائبُ من كُلِّ مَكَانْ ، وأشَاحَ الزَّمَنُ بِوَجْهِهِ عَنْهَا ، فأطْعَمَها حَسْوَ الصَّديدْ .

    ***
                  

08-03-2009, 08:43 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    وعِنْدَما يكونُ د.مُحمَّد حاضرًا فينا ، نُرافِقُهُ في الطُّلوعِ إلَى الْمَسرح ، لِنُسالِمَ أعضاءَ الْمجموعةِ واحدًا واحِدًا ، أثناءَ إسدالِ السِّتارْ ، ونِقِفُ بجانبِ قريبِنا أنورَ ، وفينا خليطٌ من دهشةٍ وفرح .
    وهَكَذا إلَى أنْ يتبَلَّجَ الصُّبْحُ ، ويَفْتَرَّ ثَغْرُهْ .
    ومِنْ ثَمَّ ، استمرَّ بِنا الْحالُ هكذا ، مُدَّةً من الزَّمنِ ، يُعْجِبُنا دِثَارُ تلكَ الْمَجموعةِ مِنْ مُفْرَدةٍ ورسالةٍ وهَدفْ .

    ***
                  

08-03-2009, 08:54 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    ***

    وكلَّما أتتْ عِقْدُ الْجلادِ إلى مدني ، ونحنُ لا نحمِلُ إلا هَمَّ الْمَلْبَسِ ، لا رَسْمَ الدُّخول ، ثُمَّ نَخْرُجُ بعدَها فرحينَ نتقَارَضُ السَّلامَ فيما بيننا والأصدقاءْ ، وننتَشِرُ مَالئينَ كُلَّ الْفِجَاجِ وَالْمَنافِذْ .
    فَحينَ يُصيبُنَا الأيْنُ والتَّعَبُ ، وتَتَفَتَّقُ فينَا أرديَةُ الْمُعانَاة ، وأوْجَاعُ الذَّاكرة ، تُرَتِّقُها لَنَا عِقْدُ الْجلادِ بأجْمَلِ الدِّيباجِ والْحُلَلْ ، هكذا أحْبَبْنَاهَا بلا مُدَاوَرَةٍ ، أوْ مُدَارَاة ، وأحْسَبُنَا كَذلِكْ .

    *
    *
    *
    *
    *
    *

    *** انتَهَتْ *** .
                  

08-03-2009, 09:36 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20362

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    كيف انتهت !!

                  

08-03-2009, 09:49 AM

نهلة محكر
<aنهلة محكر
تاريخ التسجيل: 08-29-2007
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    عوامل عدة إجتمعت هاهنا جعلتني من المداومين الدائبين على قراءة هذا السفر المتميز

    عنوان المقال أول ما جذبني ... كونه يتزيا باسم هذه المجموعة الفريدة المتفردة
    والتي لها في الأعماق والدواخل مكانٌ كبير لا يزاحمها عليه أحد أو شيء مهما كان
    عدا تلك المساحة الأخرى التي يتربع فيها أستاذي رحمة الله عليه مصطفى سيد أحمد.
    وكذلك أن مسرح الأحداث هو مدينة ود مدني التي أحبها جداً ... وهي عندي واحدة من أحب
    ثلاث مدن إلى قلبي ... ولها في القلب ما لها ... مدينة صلالة ... مرتع صباي وطفولتي ...
    مدينة الفاشر ... مسقط رأسي وملتقى أهلي وصحبتي ... وبدأ تكويني الثقافي والمعرفي
    ومدينة ود مدني ... تلك المدينة التي احتضنتني ... وأنا أقطع الفيافي والوهاد والسهول
    لأنتسب إلى جامعة الجزيرة ... منارة من منارات التعليم في بلادي .. وأبدأ فيها مرحلة أخرى من عمري
    وشيءٌ آخر ... كوننا تشاركنا نفس الجامعة وتخرجنا من مدارسها ... فحريٌ بي أن أفاخر بك

    وفوق ذلك كله ... هذه اللغة التي أسرتني وجعلتني أتحلق معها في سماءها الرحب الممراح
    فقل ما نجد في هذا الزمان ... شخصٌ يمتلك نواصيها ... ويغوص في عميقها ... ويأتينا
    بدرٍّ كالذي آتيه كل حينٍ وحين ... وأمتع عيني بحروفه الخلّب النواضر ...

    هاقد أعلنت إنتهاء هذا الإبحار ... فهل لنا بواحةٍ أخرى نستظل فيها من حرور ما يدور
    في خارج هذا المكان ... ونتفيأ ظلاله ... وننعم بعليل نسيمه؟؟!!
    أتمنى أن لا يطول غإنتظارنا ..

    خالص الود
                  

08-03-2009, 10:06 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: نهلة محكر)

    الأُستاذُ / محمّد حيدر المُشَرّف .

    Quote: كيف انتهت !!


    لمْ تنتَهِ بَعْدُ ، يَا صديقي ، قِصَّةُ عِقْدِ الْجلادِ . لكنِّي أنا مَنِ انقطَعَ رَهَقُهُ فيها ، أوْ أرَى قريبًا من هذا .
    وتحيَّتي وتقديري لمُرُورِكَ الَّذي أثْلَجَ صدرَ حرفي كثيرًا ، وجعلَني - زَهْوًا – أُعانِقُ فيكَ أعَاليَ خَيْرٍ بائناتْ ، باديَاتْ .
    وكُنْ بخيْرٍ أبدا .
                  

08-03-2009, 11:33 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    Quote: عوامل عدة إجتمعت هاهنا جعلتني من المداومين الدائبين على قراءة هذا السفر المتميز
    عنوان المقال أول ما جذبني ... كونه يتزيا باسم هذه المجموعة الفريدة المتفردة
    والتي لها في الأعماق والدواخل مكانٌ كبير لا يزاحمها عليه أحد أو شيء مهما كان
    عدا تلك المساحة الأخرى التي يتربع فيها أستاذي رحمة الله عليه مصطفى سيد أحمد.
    وكذلك أن مسرح الأحداث هو مدينة ود مدني التي أحبها جداً ... وهي عندي واحدة من أحب
    ثلاث مدن إلى قلبي ... ولها في القلب ما لها ... مدينة صلالة ... مرتع صباي وطفولتي ...
    مدينة الفاشر ... مسقط رأسي وملتقى أهلي وصحبتي ... وبدأ تكويني الثقافي والمعرفي
    ومدينة ود مدني ... تلك المدينة التي احتضنتني ... وأنا أقطع الفيافي والوهاد والسهول
    لأنتسب إلى جامعة الجزيرة ... منارة من منارات التعليم في بلادي .. وأبدأ فيها مرحلة أخرى من عمري
    وشيءٌ آخر ... كوننا تشاركنا نفس الجامعة وتخرجنا من مدارسها ... فحريٌ بي أن أفاخر بك
    وفوق ذلك كله ... هذه اللغة التي أسرتني وجعلتني أتحلق معها في سماءها الرحب الممراح
    فقل ما نجد في هذا الزمان ... شخصٌ يمتلك نواصيها ... ويغوص في عميقها ... ويأتينا
    بدرٍّ كالذي آتيه كل حينٍ وحين ... وأمتع عيني بحروفه الخلّب النواضر ...
    هاقد أعلنت إنتهاء هذا الإبحار ... فهل لنا بواحةٍ أخرى نستظل فيها من حرور ما يدور
    في خارج هذا المكان ... ونتفيأ ظلاله ... وننعم بعليل نسيمه؟؟!!
    أتمنى أن لا يطول غإنتظارنا ..

    خالص الود
    نهلة محكّر :



    أهلا ، أهلا ، أهلا بأُخَيَّتي نهلة محكّر ، وعساكِ في خيْرٍ ونعمة ، وشكرًا لكِ وأنتِ تحملينَ ثَقَافاتٍ عِدَّةً ، بِتَجْوَالِكِ الْجَميلِ ذاكَ ، بيْنَ مُدُنِنَا الْجميلة.
    أنا - والله – لَجِدُّ شاكرٍ لكِ مَفَاضَ ثنائِكِ هذا ، وَلِمَا أتيْتِني بهِ من حديثٍ يَصْعُبُ الرَّدُّ عليه ، ولِمَا أنفْتِ ذكرَهُ مِنْ إطراءٍ عَنِّي وحرفي ، وعَنْ تلكَ الرّائعةِ جامعةِ الْجزيرة ، الَّتي كانتْ ولَمَّا تَزَلْ فينا الْملاذَ الآمِنَ ، الَّذي ضَمَّنَا إلَيْهِ في سنِيِّ عُمْرٍ لا إخالُها ستنمحي من ذاكرةِ أيِّ أحَدٍ مِنَّا . ويُسْعِدُني أنَّكِ تابَعْتِ هذا الْقَوْلَ منذُ بَدْئهِ حتَّى انتهائه ، وتَجِدينني مَدينًا لكِ بهذهِ السُّويعاتِ الَّتي قَضَيْتِها بيْنَ أكْنافِ حرفي ، وسعادتي أكْبر أنْ جمَعَنَا حُبُّ تلكَ الْمجموعة ، عقْدِ الْجلاد ذاتِ النَّمير الَّذي لا يَنْضَب ، كما لا أختلفُ معكِ في شَدْوِ ذاكَ الْجميل / مُصطفى سيد أحمد ، وأضيفُ إلَيْهِ ، عزيزي الْعِملاق / محمَّد وردي ، الَّذي أُحِبُّهُ كثيرًا ، واشتَهَرْتُ بالشَّدْوِ له ، بيْنَ أبناءِ دفعتي ( 16 تكنو ).

    تَحيَّتي لكِ أبدًا يا نَهْلَة ، ولِمَنْ يُقاسِمُونَكِ شَطْرَ النَّاحيَةِ والْمكانْ .

    أخوك - 16 تكنو / محمَّد زين .
    __________________________
                  

08-05-2009, 04:05 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    أشْكُرُ كُلَّ مَنْ عَبَرَ قارئًا فقط ، أومُعلِّقًا وَدَاعِما .
    وتَحيَّتي لكم أبدا .
                  

08-06-2009, 03:53 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    سأضَعُها على اجْتِمَاعْ ، تسهيلًا للْقِـراءة .
                  

08-06-2009, 04:07 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!.
    _____________

    ***
    لم أكُ أعلم قطُّ ، أنَّ الْمَظْهرَ الْخارجيَّ مُهِـمٌّ في جَادّةِ الْحَيَاة ، وأنّ ملبسي الْقديمَ ذاكَ لا يُخَوِّلني حتَّى للجُلوسِ بمنزِلِنا طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ بالرَّحماتْ ، مَا بالُكَ بحضُورِ حفلٍ غِنائيٍّ – كما يقولونَ - ساهِرْ .
    مدني ، السُّوق الْكبير ، حيّ الموظّفينَ ، وأمامَ * الْخَور ، أقطُنُ برفقةِ أهلي هناك وبعض أُصيْحابي ، يجمعُنا بيتُ خالِنا / عبد الله .
    الْفقرُ ديدني وصديقي اللَّدود ، فهو يعرفني أكثرُ ممَّا أعرفه ، قَدَّمني الوالدُ حينَها ببضْعِ دريْهماتٍ أقمنَ صُلبي فترةً ، ثُمَّ فارقَ الحياةَ بعدَ هذه الْقصَّةِ بقليلٍ ، وأنا بأُولى عتباتِ الدُّروسِ هناك ، لا مالَ لي إلا مِن خِلٍّ وَفيٍّ ، أو قريبٍ كريم .



    _________________

    * مجرى مائيّ ، مُتَّسِخٌ ومُتَقَطِّعُ الْمَاءِ جدًّا ، يسكنُ فيه بعضُ الَّذينَ فقدوا عقولَهم وفقدوا ألبَابَهُمْ ( لنَقُلْ مجازًا إنَّهم : مجانين ) معَ أنِّي لا أحبُّ هذه الكلمة ، فعذْرًا أصدقائي الْمجانين ، ونعلمُ يقينًا أنَّهُ لا تفصِلُنا عنكم سوى شَعْرَةٍ ، فإنْ شَدَدْناها قليلا حتمًا نكونُ بصحبتكم في دارِكم تلك ( الخور ) .


    .الْغَريبُ في الأمرِ كنتُ وصديقي / أبو الْفتوح ، ننامُ اللَّيلَ أكثرَه ، وصديقي هذا ، جميلٌ مِثلي في اقتنائهِ للفقْـرِ والْعدم .
    مَا يُميِّزُني أيضًا أنِّي لا أُجيدُ ربطةَ الْعُنقِ ، وليستْ لديَّ معرفةٌ كافيةٌ بفنونِها، وبمناسباتِ لبسِها حَتَّى. صديقي ( بن جُنيد ) ، يُجيدُ فنَّ الذَّهابِ للْبَنَادرِ منذُ آمادٍ بعيدة ، ويحتكُّ بكبارِ الشَّخصيَّاتِ الهامّةِ والْمُهِمَّةِ من أهلِه ، وربطةُ الْعُنقِ في ذاكَ الْحينِ ذاتُ صلةٍ بهم ، فاستقاها صاحبي من هناك .
    كان يُجهدُ نفسَهُ في تعليمي كيفَ أربِطُها ، ولكنِّي كُلُّ مرَّةٍ أنسى ما قاله لي في المرَّةِ الْفائتة ، حتَّى أصبحتْ عادةً لئيمةً عندي مناداتُه :
    - يلَّا يا ( بنْ جُنيد ) تعال أربط لينا الكرفتّة دي ياخي .
    فيربِطها صديقي دونَ مللٍ أو تَذَمُّر ، بلْ يُعجِبُهُ فعلُ ذلك جِدّا، فهوَ بــارعٌ فيهِ ، كبَرَاعَتي في أكـلِ ( ملاح )* الويكاب ، لا طَبْخِهِ لأنِّيَ فاشلٌ فيه ، لكنِّي أرَى نفسي جيِّدًا في غسيلِ الأواني والْمَواعينْ ، أوْ هكذا شُبِّهَ لي .





    __________________________

    * بعضُ الرِّيفيِّيينَ الْمُتفلسفينَ عندنا يرَوْنَ أنَّ تسميةَ هذا الإيدام بهذا المُسَمَّى نتجتْ من الكلمةِ الإنجليزيَّة Wake up ، مُلَمِّحينَ بذلكَ للاستيقاظ ، ولا أظُنُّهم مُحِقُّينَ فيما ذهبوا إليْهِ من قَوْل ، فقد أكلناهُ حَتَّى أهْرَى بُطُونَنا ولم نَفِقْ من سُبَاتِهِ إلَى الآن. والْعجيبُ أنَّي كلَّما أكلتُهُ يأتيني النَّومُ طواعيَةً دونَ أنْ يطرفَ للنَّوْمِ جَفْن .


    .( معهدُ الأُستاذ ) ما يزال عالقًا بذاكرتي ، دلفنا إليه سويًّا ، أنا وصديقي ( بن جُنيد ) ، قمتُ بالتَّسجيلِ فيه رُغم قلّةِ حيلتي ومَا يَنُوشُني آنَئذٍ من رماحٍ للفقرِ حادّة ، وما سهَّلَ عليَّ الأمرَ ومكَّنني من الدِّراسةِ فيهِ ، أنَّ التَّسجيلَ عندَهم مُيَسَّرٌ ، على دفعاتٍ وأقساط ، وإلا لَصَعُبَ على نِضْوِ عُسْرٍ مِثْلي .
    أُستاذ إبراهيم ، مديرُ الْمعهدِ وصاحبهُ وراعيه، وابنُهُ محمَّد ذو الطّاقيّة الْعجيبة ، الَّتي لا تفارقُه صباحَ مساء ، حتَّى إنِّي لأكادُ أتخيَّلُها تعتلي رأسَهُ حينَ سُويْعاتِ نَوْمِـه.
    ، في الْبَدْءِ يُشعرانَكَ بأنَّهما دُهاةٌ قُساةٌ ، وما إن تتعوَّدَ عليهما حتّى يتغيَّرَ فهمُكَ فيهما إلى كبيرِ حُبّ ، وتبيتُ تُحاجِجُ غيرَكَ بأنَّهما أطيبُ مخلوقَيْنِ تحويهُما مُخيِّلَتُه ، سِـوَى فائزْ !! ، الَّذي يُشارِكُهما الإدارةَ .
    ففائزٌ هذا صَعْبُ الْمِرَاسِ جدّا ، قاسٍ في طِبَاعِهْ ، يَتَبَرْقَعُ وجْهُهُ باكْفِهْرارٍ دائم ، ظنَّناهُ الْقُسُوةَ تتمثَّلُ شَكْلَ إنسانْ ، لا يُؤجِّلُ قِسْطَ شهرِكَ الْحالي ، للَّذي يَليهِ أوْ يَعْقُبُهْ ، يطردُكَ منْ الدَّرسِ إنْ تأخَرْتَ في الدَّفع ، لا يُفَرِّقُ بيْنَ طالبٍ دَميم ، أو طالبةٍ حَسَنةِ الْوجهِ ، تُرْبِكُ مُحَدِّثَها ، هكذا كانَ تفسيرُنا للقُسُوَّةِ وقتَها .
    ولمَّا عَقَلْنَا فيما بَعْدُ مَا عَناه ، وَعَلِمْنا أنَّهُ مُحِقٌّ في فعلِهِ ذاكَ ، عَذَرْناه .
    ندرسُ الصَّباحَ بذاكَ الْمعهدِ موادَ الثّالثِ الثّانويّ ، لِيُؤهِّلَنا لدخُولِ الْجامعة، وعندَ الأُمسيات نُحاولُ اشتمامَ الْحفلات ، ومعرفةَ الْجِهَاتِ الَّتي تقودُنا إليها أُنُوفُ أسماعِنا ، وأصواتُ فنَّانيها ، ونتغالطُ كثيرًا عن جهةِ الصَّوت :
    - الصوت دا جايي من قِدَّام .
    - لا ، لا ، الصَّوت دا جايي من ( بي جَايْ ) .

    ويَحْضُرُني في سيرةِ هذه الْكلمةِ ( بي جَايْ ) ، أنَّ أهلَ الْمُدُنِ وفي الْغَالبِ الأعَمِّ يحذفونَ ياءَها الأُولَى، ويكسِرُونَ باءَها ثُمَّ يُلصِقُونَها في حرفِ الْجيمِ الَّذي يَليها ، هكذا : ( بِجَايْ ) ، وأرَاهَا مثلَ نُطْقِهِم لشبهِ الْجُملةِ (في بيتِنا ) وما كانَ على شاكِلَتِها من جُمَلْ ، فحينَ يسألُ أحدُنا مُتَمَدِّنًا :
    - إتَّ وينْ هَسَّـة آزول ؟.
    يُجيبُكَ الْمُتَمَدِّنُ ، بلُطْفٍ بائنٍ في حديثِهْ :
    - أنا فْبيتْنا .
    قاصدًا بقولِهِ ذاكَ أنَّهُ في بيْتِهِمْ .

    والرِّيفيُّونَ مِنَّا يَمقتُونَ ذلكَ ويستنكرونَهُ جدّا ، ويَعيبونَهُ علينا حينَ استخدامِنا تلكَ الْجُمَل في حديثِنا معهم ، فيما يَظُنُّونَ بأنَّا قد خرجنا عن جلدتِنا فالْتَوتْ ألسِنتُنا بكلامٍ مَمجوجٍ ، لا يرغبونَهُ مِنَّا ، فما يَفتَأُ ينطِقُهُ أحَدُنا بالرِّيف إلا قالوا فيه :
    - دا زول تربية بنادر سايْ ، قَعَدْلو يومينًا في الْبندر وبِدُور يسويلْنا فيها مِتفلفِسْ .
    يقولونَ ذلكَ ، حَتَّى وإنْ كانَ أبَوَاكَ من صُلبِ الْقريةِ أوِ الرِّيفِ ذاتِهْ .
    وعن نفسي ، استمسكتُ بتِلْكَ الْجُمَلِ زمنًا ، ثُمَّ تركتْني هِيَ طائعةً مُختارة ، فأظُنُّها وجدتْ نفسَها لا تتناسبُ وريفيَّتي الْقُحَّة ، أو لَعلَّها وَجَدتْني ميَّالًا لأنْ أتحدّثَ لغةَ قوْمي ، فخشيَتْ عليَّ من أنْ يصفَني أحَدُهُم بِمَذمَّةٍ لا تُحْمَد .
    والَّذي لاحظتُهُ ، أنَّ معظمَ أهلِ مدني الطَّيِّبينَ ، وبخاصَّةٍ الطُّلابَ منهم ، يكسِرُونَ حرفَ الْقافِ في الْفعلِ ( قَرَأَ ) ، فما إنْ تسألَ أحدًا ، على دارجةِ الْقَول :
    - وين قَريت الثَّانوي ؟.
    حَتَّى تجدَهُ قائلًا :
    - قِريتْ في مدرسة مدني الثَّانويَّة ، مثلا .
    فيكسِر قافَ الْفِعْلِ ( قريتْ ) ، وقدْ سمِعْتُ ذلكَ من أفواههم مُباشرةً دونَ أنْ يَرويَهُ لي أحد، فما سَمِعْتُ أحدًا يقولُها إلا علمتُ ضمنًا أنَّهُ : إمَّا أنْ يكونَ من سُكَّانِ مدني أو لَرُبَّما خالطَهمُ الْعَيْشَ والسَّكَنْ .
    للهِ دَرُّها من مدينةٍ نابهَةٍ نابِغة ، استفدْتُ منها وأساتذتِها فوائدَ لا يُكاثِرُها حَصَى الأرضِ وَحَصبَاؤها ، ولعمري ، إنَّهُ لَنْ يكفيني في وصفِها ألفاظُ الْقَوْلِ الضِّخَامْ .
    وهكَذَا إلى أنْ تَلِجَ بِنَا أقدامُنا الْحَفْلَ ، الَّذي رُمْنا مكانَهُ واستهوَانا الْبحثُ عنه ، في لَيْلَتِنا تلكْ .
    وأذكُرُ من مُطْربي ذلكَ الْوقت : عمر جعفر ، عصام محمَّد نور ، فتَّاح السّقيد ، عزّ الْعرب إبراهيم ، محمّد زمراوي ، عادل هارون والَّذي هُوَ أمْيَلُ لأغاني الْحقيبة ( من الأسكلا وحلَّ ، قام من الْبلد وَلَّى ، دمعي لي التِّياب بَلَّ ... إلخ ) .
    محمّد زُمراوي ، في تقديري ، كَغَيْرِهِ من الَّذينَ ظلمَهُمُ الإعلامُ كثيرًا ، ولَرُبَّما يكونُ مجهولًا لدى الْكثيرينَ منَّا. وإنِّي لَمْ أرَ أحدًا يُماثِلُ الْفنَّانَ / أحمد الْجابري ، صوتًا ، ودُرْبَةً فيهِ ، مِثْلَه . يذوبُ في الأُغنيةِ ذَوْبانًا باهرًا لناظِرِه ، إحساسُهُ بالْكَلماتِ لَجِدُّ عَالٍ ، يَقِفُ مُنْحَنيًا ، إذْ لا يَرَى النَّاسَ بأُمِّ عينيْهِ ، بلْ يُغْمِضُهما أحيانًا ، وينظُرُ بهما إلى أعلى أحايينَ مُمَاثِلَة ، تُدَانيهِ الْحَرَكَةُ والرَّقْصُ من كلِّ جانبْ ، طَرِبتُ لهُ جدًّا ، ومُذْ فارَقْتُ مَحْبُوبتي مدني لم أسمعْ بهِ ثانية .
    فتّاح السّقيد ، نراهُ الأجملَ حينما يُشَنِّفُ آذانَنَا بمدني الْجَميلةِ ، الَّتي يسألُ نفسَهُ فيها ثُمَّ يُجيبُهـا ، هكذا : ( إنتِ منْ وين يا بنيَّة ، وناوية على وين السَّفر ؟ ، قالوا لَيْ مدني الْجميلة ، مدني يا أجمل خبر ) ، وغيرِها من أعاجيبِهْ ، وعَلِمْنَا بَعْدُ بأنّهُ أخٌ أصغرُ للفنّان / علي السّقيد ، هكذا أخبرونا ، أوْ رُبَّما ظَنَّنا ذلك .
    وعصامُ محمّد نور هذا ، أنا أُحِبُّهُ وأُجِلُّهُ جدًّا ، وما سَمِعْتُ بهِ يَودُّ أنْ يُغَنِّيَ في مكانٍ ما ، إلا وتجدُني أوَّلَ الْحاضرينَ ، ولوْ كانَ الْحفلُ في ( بالكونةِ ) بِنَايةٍ شاهِقَةِ الارتفاعْ ، وكانَ أحدُ أصحابي بمدني دائمًا يقولُ لي :
    - واللهِ حفلَةْ عِصَام محمَّد نور دا ، لو كانتْ في فُنجان إلا أحضَرَا .
    وأظُنَّني قُلْتُ قولي أعلاه ( ولوْ كانَ الْحَفْلُ في بالكونة ... إلخ ) ، مُتأثِّرًا بقَوْلِ صديقي ذاكْ . وعمر جعفر ، تسمعُ منهُ أغاني / الأُستاذ / محمّد الأمين فيُخْلَبُ لُبُّكَ بلا شَكّ .
    أمَّا عزُّ الْعرب إبراهيم ، فهوَ فنَّانٌ بحقّْ وحَقيقْ ، ولا أعلمُ مآلَهُ وأينَ هُوَ حاليًّا ؟ .
    وآخرين منهم .. لا أتبيّنهم على وجه الدّقَّةِ الآنَ لِطُولِ عهدي بِهِم .
    فندخُل الْحَفلةَ سامِعينَ وراقِصِينَ ، ولا نُشعِرُ أصحابَ الحَفْلِ بأنَّا غُرَباءُ عنهم ، كما لا أحدَ يَسألُكَ : مِنْ أينَ أتيْتَ ؟.
    وهكذا تَلُمُّنا رقصةُ أغنيَّة ، وتَفْصِلُ بيْننا استراحةُ الْفَواصلِ أو عشاءُ الفنَّانين ، كما يُسمَّى عندنا في الأريافْ ، حتَّى بلغنا في ذلِكَ الْمَجَالِ شَـأوًا لا يُستهانُ بأمرِه.
    مجموعةُ عقد الْجلادِ الْغِنائيَّة مجموعةٌ لا تُخطئها عَيْنُ سامع ، تختارُ مُفْرَداتِ غنائها من شعراءَ يَتَّسِمونَ بالْحديثِ عنْ هُمُومِ الشَّارعِ والشّعبِ بلغةٍ تجدُ نفسَكَ فيها طواعيَةً دونَ إلْزَامٍ مُسْبَقْ ، فصيحِها ودارِجِها ، أصواتُهم مُتناغِمَةٌ تستَصْحِبُ الْقُلُوبَ معها ، وزَيُّهُم مُتَشَابِهٌ ، وجيلُهم واحدٌ أو يكاد ، وحينما تَسْمَعُ لهم :
    - يلا يا اولاد الْمدارس *** في رُبا السُّودان وسَهْلوا .
    يلا شَخبِطو في الْكراريس *** اكتبو الواجب وحَلُّو .

    فلا تُداخِلُكَ مِريةٌ بأنَّكَ أحدُ هَؤلاءِ الطُّلابِ الْمخاطبينَ بالأُغنيَة .
    وتسعيناتُ الْقَرنِ الْمَاضي بمدني ، ذاكَ عصرٌ ازدهَرَ فيهِ مَجيءُ عقدِ الْجَلادِ إلى هُناك ، وكثيرًا مَا تأتي هذه الْمجموعةُ إلى مدينةِ ود مدني ، وتحديدًا على مسرح الْجزيرة ، لاحتفالات أعيادِ إذاعة ود مدني ( لا أتَذَكَّر ضبطًا ، فأظُنُّه العيد الأوّل أوِ الثَّاني أوِ الثَّالث ، ... ) ، الْمُهِمُّ في الأمرِ أنَّها الأعيادُ الأُولَى للإذاعة . تأتي الْمجموعةُ ويسبِقُها خَبرُها ، وينتشِرُ بينَ العامَّةِ مِثلِنا والْخاصَّة ، الَّذينَ نَلْحَظُهم يَؤمُّونَ الْجِهَةَ الأماميَّةَ والْمُقابلةَ والْقريبةَ من خَشَبةِ الْمَسْرَح ، فيما يُعرفُ بالْمقصورة في ( إستاداتِ ) الْكُرَةِ ، الَّتي لَمْ أزُرْ واحدًا منها ، بيدَ أنِّي لَصيقٌ بمشاهدةِ التِّلفازِ ، إلَّمْ يُصِبْني النُّعاسُ أمَنَةً مِنْه .
    فأهلُ مَدني مِثْلي مَهْووسونَ ومَفْتُونونَ بتلكمُ الْمَجْموعةِ جدّا ، يُرَدِّدونَ غِناءَهم باستِمْرَارْ ، فغناؤهم عَلِمْناهُ ، جَوَّابَ ثَرَى ، فَتَّاقَ أذْهانْ ، نراهُ غيمًا يَدُسُّ صَيْفَ الْحالِ والأزمنة ، وأهْلُ مَدني يَتشَوَّفُونَ ويَتطلَّعونَ لِمُلاقاتِهِمْ ، ، ويَرْقُبُونَ مَجيئَهم ، رِقْبَةَ هلالِ رمضانْ . يَحْفَظُونَ أغانيهم ، ويكْتَحِلُونَ السُّهادَ حُبًّا في سَمَاعِهِمْ .
    الْمجموعةُ حينَئذٍ بها : ( جويلي ، حوّاء الْمنصوري ، أنور عبد الرّحمن ، شمّتْ ، شريف شرحبيل ، حمزة سليمان ، .... ) ، إلى آخِرِهم من كَوْكَبَةٍ ألْمَعِيَّةٍ فيها .
    وبالْمَجْمُوعةِ عضْوٌ يَقْرُبُنَا مَوَدَّةً ورَحِما ، وهوَ الفنَّان / أنور عبد الرَّحمن .
    أنور لم يَكُ طويلًا جدًّا ، وبحسبِ ما نرى وقتها أنَّهُ مربوعُ الْقامة ، إذَّاكَ نحفظُ تفاصيلَ وجهِهِ وتقاسيمَهُ كمَا نَحْفَظُ نشيدَ الْعَلَمِ ، ودجاجي يلقُطُ الْحَبَّ ، ويجري وهوَ فرحانُ ، وقد كنتُ استغربُ لهذهِ الْقصيدةِ في صِغَري ، إذْ كيفَ يفرحُ الدَّجاج ؟! ، ولاحِقًا علِمْتُ أنَّ الزَّمنَ يستطيعُ أنْ يجعَلَ الإنسانَ يَعْوي ، فهَانَ عليَّ بعدَها أمرُ الدَّجاجْ .
    زادَ لُمَامُ مَعْرِفتِنَا سَعَةً بـ / أنورَ ، لمَّا أخبرنا خَبَرَهُ ، الدُّكتور محمَّد الَّذي كانَ أقربَنا إلَيْهِ عِلاقةً ، فدكتور محمَّد هذا رجلٌ واسعُ الدِّرايةِ والْعلم ، في أُولَى سِنِيِّهِ الْجامعيَّة ، يَمْلِكُ منْ الأخلاقِ دَمِثَها ، نَعُدُّهُ خالًا أيضا ، وهُوَ من أهْلِنا الَّذينَ يَقْطُنونَ الْعاصِمَةَ الْمُثَلَّثَة ، تَلَمَّظْنَا منْ كرمِهِ ومالِهِ مِرارا ، لا يتحدّثُ كثيرًا ، وإنْ فعلَ ، أجادَ وأفادَ ، فكلامُهُ جَمُّ التَّهذيبْ ، مُهَنْدَمٌ في مَلْبَسِهِ بِشِدَّة ، وقَدْ طَالَتْ أيادينا وجُسُومُنا حَتّى ملابِسِهِ تلك ، فكانتْ لَنا خَيْرَ مَعينٍ في ارْتيادِ الْمَحافِلْ ، خَاصَّةً الَّتي تُزَيِّنُها مجموعةُ عِقْدِ الْجَلاد ، فَتَبْدو عليْنا سيماءُ وَسَامَةٍ بائنة ، فَنَبْدُو للنَّاسِ لكأنَّا من وُجَهَاءِ الْقَوْمِ وكُبرائهِمْ ، كُلُّ ذلكَ بفضْلِ د.محمّد ، وملابسِهِ الْقَيِّمَةِ تِلْك .
    ( هوَ ) ودكتور ( قَسِم ) مشغولانِ جدًّا بتحصيلِهِمَا الأكاديميّ ، يخرُجانِ صباحًا ، ولا يأتيَانِ إلا في أواخرِ اللَّيل .ونحنُ لا يفرُقنا عنِ الْمنزلِ غيرُ سُويْعَاتِ الْمَعْهدِ في الصَّباحِ ، أو حفلٍ غنائيٍّ ساهـرِ نستَنشَقُ عِطْرَهُ وعبيرَهُ مَسَاءً ، عبرَ أسماعِنَا الْمفوّضةِ من جانبِنَا في ذلِكمُ الزَّمَنِ لتلكمُ الْمهمَّة .
    والْفقْرُ وأوَارُ الْجُوعِ يُحيطُ بِنا من كُلِّ حَدْبٍ وَصَوْبٍ وَجَانِبْ .
    وذات مَرَّةٍ حَضَرَ إليْنا من إحْدَى قُرَانا الْبعيدة ، أخونا ( علاء ) ، جلسَ برفقتِنا يوميْنِ كامليْنِ ، لمْ يَرَنا فيها نرفعُ أيدينا إلى أفواهِنا لنضعَ أكلًا فيها ، فقالَ مُتعجِّبًا من أمرِنا ذاك ، بعدَ أنْ حمدَ اللهَ في سِرِّهِ وجَهْرِهِ ، على نَفَسِهِ الَّذي يرتَفِعُ ثُمَّ يَهْبِط :
    - واللهِ إتُّوا ناس صَحَابَة عديل كِدَة .
    فضَحِكْنا لِذلِكَ بأصواتٍ أقْرَبِ للبُكاءِ منها للضَّحِكْ ، ثُمَّ مَا كانَ منَّا في اليومِ التَّالي إلا أنِ اتّبعنا هذه الطَّريقةَ ، الْخاليَةَ مِنْ كِمِّياتٍ وَمَقَاديرَ ، هكذا :
    - دخلْنَا مَطْبَخَنا الْخاوي .
    - وأخرجنا قديمَ خُبزِنَا الجافِّ المُتَبقِّي فيه ، والْممتليءِ بالنَّمل .
    - حاولنا تنظيفَهُ قدرَ استطاعتِنا ، من نملِهِ ذاكَ باجتهادٍ يَقْرُبُ السَّاعةَ ونصفَها .
    - ومِنْ ثَمَّ أضفنا لهُ ماءً يَحْمِلُ لَوْنًا ، من الْحنفيَّةِ مباشرةً .
    - وضعناهُ بعدَها على نارٍ تبدو هادئة .
    - وأضفنا لهُ قليلَ سكَّرٍ مخلوطٍ بحبيباتِ شايٍ سوداء .
    - أنزلْنا الْخليطَ من النَّارِ برفقْ .
    - تركْناهُ يبرُد لدقائقَ ليستْ معدودة .
    - ثمَّ ، غسلنا أيدينا بماءٍ فاتر .
    - وجلسنا جميعًا نَنْعَمُ بمأدُبَتِنا تلكَ ، وتَلُوكُ أضراسُنا الطَّعَامْ ، على غَيْرِ مَا تَرَى ،
    دُونَ انْفِعَالٍ مِنْهَـا يُذْكَرْ .
    ( علاءٌ ) صاحبُ طُرْفَة ، حاضِرُ الْبديهةِ فيها ، وكما تَقُولُ دارِجَتُنا : ( دَمُّو خفيفْ خلاسْ ).
    رافقتُهُ إلى السُّوقِ مَرّةً ، فرأيتُهُ يُعاكِسُ الْفتياتْ ، وأرَاها جديدةً عليَّ مُعَاكَسَتَهُ تلك .حاولتُ أنْ أُثنيهِ عَن ذلك ، لكنّهُ لَمْ يأبَهْ لِحالي وقَوْلي .
    فتاةٌ تَمْشِي أمامَنا في غَنَجٍ واضِحٍ وسَافِرْ . صاحَ رفيقي قائلًا ، بعدَ أنْ سَرَّحَ النَّظَرَ فيها :
    - شَتِّتُو ، وأنا بَلَقِّطو ! .
    خِلْتُ أنَّ كَفًّا سريعًا وعابرًا ، سيُداعِبُ شِقَّ صديقي الأيْمَنَ أوِ الأيسَرَ من وَجْهِهْ ، على أقلِّ تقديرٍ من تلكَ الْفتاة ، ولكنْ ! ، عَلَى غيْرِ ما اعتقدتُ . وجدُتها تَقُول :
    - أها لَقَّطْناهو ، إرتِحْتُو !!.
    إلَى أنِ افترقَتْ بِنَا دُرُوبُ السُّوقِ الْمزدحمةُ بالْمَارّةِ والْبَاعَةِ، الْجالسينَ منهم والمُتَجَوِّلينْ ، من غَيْرِ أنْ يحدُثَ شِجَارٌ بيْنَ كِلَيْهِمَا ، لِما اقترفه لِسَانُ صديقي من بَذيءِ قَوْلْ ، ودونَ أنْ أرَى شيئًا تَشَتَّتَ مِنْ تِلْكَ الْفتاةِ ، أوْ آخرَ قدْ تَمَّ الْتِقَاطُهُ أوْ جَمْعُهُ مِنْ قِبَلِ صديقي ذاكْ .
    للهِ دَرُّكِ يا جَدَّتي ..
    دائمًا ما تُوصينني قَبْلَ مُبارحَتي الْبيتَ إلى الدِّراسة ، بيَوْمٍ أوْ يَوْمَيْنِ ، بألا أُعاكِسَ النِّساء ، فتَقُولُ ناصِحَةً لي ، عَقِبَ سُؤالِهَا الْمُعتادْ ، بالْكادِ حَفِظْتُهْ :
    - إتَّ آجَنا قِرايْتَكْ دي ما كِمْلَتْ ؟ .
    - واللهِ آيُمَّه * لي هَسَّعْ ما كِمَلَتْ .
    - أها آوَلَدي ، خَلِّي بالكْ في دروسك ، وابعِدْ من مشَاغلْةَ الْبَنُّوتْ ، أسمعْ كلامي دا ، وما تَدِّيهو الهوا ، وزمان أهلْنا قالوا : أسمعْ كلام الْببكِّيك ، وما تسْمعْ كلام الْبِضَحِّكَكْ .
    - سَمِحْ آيُمَّة .
    وكأنَّها قرأتْ قَوْلَ الْقُدَامى : اِلْزَمْ أمرَ مُبكِيَاتِكَ ، لا أمرَ مُضْحِكاتِكَ .
    مَعَ أنِّيَ في كامِلِ دِرَايتي أنَّها لَمْ تَجْلِسْ ، وَلَوْ لِساعةٍ واحِدَة ، تحْتَ ظِلِّ مدْرَسَةٍ ما ، لكنَّها الْحَيَاةُ ، يَقُولونَ ، هِيَ الأُخْرَى أكْبَرُ الْمَدارسْ .



    -------------------------

    * قَوْلٌ دارِجٌ لكنَّهُ فصيحٌ يُعْنَى بـهِ ( إلى هَا السَّاعة ، أو إلى هذه السَّاعة ، ومِثْلُها ، مِثل قَوْلِنا : ( دَحين ) ، قاصدينَ بها : ذا الْحين ، أو إلى هذا الْحين - مُشارٌ ومُشارٌ إلَيْه - وأظُنُّ أنَّ سرعةَ حديثِنا حَدَى بهذهِ الْكَلِماتِ إلى أنْ تأتيَ على ذاكَ النَّحْوِ الَّذي نراه .. واللهُ أعلمْ ) .


    .ولعلَّها لَوْ دَرَتْ بما دارَ هُنَاكَ ، لَوَبَّخَتْني نيابةً عنْ صديقي أشَدَّ تَوبيخ .ولَقَارَبَتْ أنْ تُنْكِرَ معـرفتَها بي ، أوْ لأخبرَتْ عَنِّي ( ودّ الزَّيْنين ) ، كَيْما يَحْرمَني عَنْ حُضُورِ ليلَتَيْهِ اللَّتَيْنِ يَدَّرِعُ فيهما اللَّيْلَ في مَدْحِ رسولِ الله صَلى اللهُ عليْهِ وسلّمَ . ونحنُ وقتَها نتعاقَدُ فيما بيننا نَحْوًا من عشرينَ شخصًا أو يزيد ، لنذهبَ إليْهِ مادحينَ معه ، فيُصَوِّتُ حينَ يَرَانا مُناديًا مُرَحِّبا. ولَعَمْري إنَّهُ لَرُجُلٌ في الْخَيْرِ سَبُوقٌ ، طُولَ شِتْوِهِ وصَيْفِهْ ، فيَنْقَعُ بمدحِهِ ذاكَ صَدَانا وأُوامَنا ، وهُوَ في ضرْبِهِ لِنَوْبَتِهِ تلكَ نَشِطٌ جَمُومْ .
    وما أظُنُّها – حُبًّا فِيَّ – بفاعِلة ، فهيَ تتَوَعَّدني كثيرًا منذُ صِغَري ، بالْجَلْدِ وبالضَّرْبِ ، ولا تُنَفِّذُ من أمْرِ وَعْدِها شيئًا .
    افتُتِنَّا بسماعِ عِقْدِ الْجلاد ، لكنَّ افْتِتَانَنَا هذا ، أتَى على مَراحِلَ ، وإنْ كانتِ الْمرحلةُ الأولَى هيَ استنكارُنا الدَّاخليُّ لِتِلْكَ الْمجموعة ، في طريقةِ الأداءِ واللَّحْن ، إذْ لمْ تتعوّدْ أسماعُنا وأنظارُنا على مجموعة من الأفرادِ يقفونَ حِذَاءَ بعضِهِمْ بعْضًا ، يُؤدُّونَ مقاطعَ مُتشابِهَةً وواحدَة ، وقدْ ألِفْنَا في أريافِنا سَماعَ فَنّانٍ واحِدٍ ، ليسَ أكثَر ، يَقِفُ أمَامَنا بِجِلْبَابِهِ الأبيضِ ، تَعْلُو رأسَهُ عِمامةٌ تَحْمِلُ ذاتَ اللَّوْنْ ، خاصَّةً وأنَّ الْبيئةَ الَّتي نشأنا فيها وقَدِمْنا منها هي ذاتُ الْبيئةِ الَّتي شَكَّلَتْ وأنتَجَتْ الأُستاذَيْنِ / عبد الله مُحمّد ، وعوض الْكريم عبد الله ، وما كانَ ليَدْنُوَ – وقتَها - أحَدٌ مِنْ بقيَّةِ مَنْ نعرفُهُم من الْفنّانين ، بأيِّ حالٍ من منزلتِهِمَا ، وإنَّ شَأوَهُما عندَنا منْ شَأوِ الأخرينَ لَجِدُّ بعيدْ .
    وكذلكَ من أهْلينا : الْمُطرب / عبيـد محمَّد سعيـد ، الَّذي اشتُهِرَ قديمًا في مَنَاحي الْعَاصِمة بـ ( عبيد الرِّيشة ) ، أظُنُّ أنَّ تلكَ التَّسميةَ قدْ لَحِقَتْ بهِ لِرُقِّ عَظْمِهِ ، فهوَ مثلي نَحيلٌ جدًّا ، وفي الْحِسْبَةِ والْقَرابةِ ، هُوَ جَدٌّ لي ، كَوْنُهُ عَمًّا لِوَالدتي ، ورُغمَ ذا كانَ لا يُعْجِبُني صَوْتُه ولا يُطْرِبُني أبدا ، فلا أعلمُ لماذا ! ، رُبَّما يكونُ هناكَ خَلَلٌ في ذائقتي ، أوْ أنَّ اللَّحْنَ لَمْ يَصِلْ إلَيَّ بالطَّريقةِ الَّتي يَحْتاجُها إحساسي وَقْتَذَاكْ .
    و ( جاد الله ودّ الْعقاب ) ، الَّذي تَغَنَّى في الإذاعةِ قديمًا ، كما ورَدَتْ إلَيْنَا أنباؤه ، وإنَّهُ لَيَحْفَظُ الْحقيبةَ ويتلوها على مَسَامِعِنا في ( الْحَفلاتِ ) بصوتٍ شجيٍّ ، لا يَفْرُقُهُ عَنْ تاليها الأساسيِّ ، سِوى أنَّ الأخيرَ كَثُرَتْ شُهْرَتُه ، ونَحْنُ أطفالٌ آنَذَاكَ ، شُعْثًا غُبْرا ، لَمْ نغسِلْ وجُوهَنا جيِّدا ، وإنْ غسلناها تركْنَا نِصْفَها ، وكَذَلِكَ نَفْعَلُ بأرجُلِنا . وسراويلُنَا الْقصيرةُ فُوَيْقَ رُكَبِنَا ، نأتي الْحَفْلَ وفي أغلبِ الأحيانِ ، قد قُدَّ مَا يَسْتُرُ عَوْرَاتِنَا من قُبُلِهَا وقُدَّامِها ، ولا نَحْفَلُ لِذلكَ أبدًا .إذْ لا تبينُ الْعَورةُ مِنَّا إلا حينَ جُلُوسِنا ، لأجْلِ ذا يجتَهِدُ الْواحِدُ منَّا ، مُثَابِرًا بَيْنَ خَيَارَيْن : وقُوفِهِ طَوالَ الْحَفْل ، حَتَّى لا تَبَانَ سَوْءَتُهْ ، أوْ يَجْلِسَ مُنْكَفيءَ الرُّكبتَيْنِ ، مَضْمُومَهُمَا .
    وكما يَقُولُ ابنُ عَمِّي ، عُثْمان ، في استذكارِهِ لتِلْكَ الْمواقفْ :
    - يا سلااااام ، ديك أيَّام جميلة ، ياخي اللَّباس تلقاهو كُلُّو كويس وما فيهو أيِّ شرطة ولا قَدَّة ، إلا الْحِتَّة ديك ، ماني عارف لي شنو ! ، باللهِ التَّقول التَّرزي دا قاصِدنا . ثُمَّ تَزدادُ ضحكتُهُ مقدارَ شِبْرٍ مِنْ أُولاهَا : ههههههههههههه .
    أظُنُّهُ يَضْحَكُ لِحالِنا تلك .
    وكذلكَ المُطرب / خير السِّيد ، نَعْشَقُهُ جدّا . وإبراهيم صديق . وإبراهيمُ هذا ، هُوَ ابنُ أُختٍ للمُطربِ / عوض الْكريم عبد الله ، وأظُنُّهُ لَوْ تُرِكَ يَذْهَبُ للإذاعةِ في زمانِهِ ذاكَ ، لأضْحَى جِدًّا واسِعَ الشُّهرةِ ، مِثْلَ خالِهِ تمامًا ، فصَوْتُهُ – بعدُ ، أعلَمُهُ – مُرْهَفٌ وبهِ تَحْنانٌ لأبْعَدَ ما يكون ، وما أزالُ أذكُرُ جَلْسَاتِنا معهُ وإخوتنا ، بقريتِنا ( تُورس ) ، جالسينَ حينَها ببصٍّ قديمٍ مُكَسَّرةٌ أبوابُه ، يحتَلُّ مكانًا أماميًّا بالْقَريةِ ، يَلْفِتُ نظرَ كُلَّ مَنْ أتَى ( تُورسَ ) ، في مُناسباتِها مُسلِّمًا ، أو مُعَزِّيًا ورافعًا ( لفاتِحةٍ ) فارقَ صاحِبُها الدَّارَ الْفانية . نجْلِسُ في ذاكَ ( الْبَصِّ ) تَتقدَّمُنا دُفُوفُنا ، ولا يُؤانسُنا شيءٌ غيرُ الشَّدْوِ والْغِنَاءْ .
    وبكري بخيت الزّين ، أقربُهُمْ إلَيْنا مَعَزَّةً وعُمرا ، كَوْنُهُ حَدِثَ السِّنِّ فيهِم ، رُغمَ أنَّهُ يفوقُنا بأكثرَ من عشرِ سنوات . وَلَمْ نَزَلْ نأسَف على فقْدِنا لهُ ، فقدْ خرجَ مِنّا في باكورةِ صباهُ ولمَّا يرجع بعدُ .وإلَى حِينِنَا هذا ننتظِرُهُ بَيْنَ فَيْنَةٍ وأُخْتِها .
    فَحَفْلُهُ ماتِعْ ، ما لَمْ يُفْسِدْهُ لَنا شاربُ خمْـرٍ ، أوْ عِرْبيـد ، حينَ اتِّكائهِ على مُسْكِرٍ أذْهَبَ عَقْـلَه ، فجعلَـهُ يرَى كُلُّ فـردٍ بالْحَفْلِ ، ثلاثًا ثلاثا . فكثيرٌ مِنّا ، رأيْتُهُمْ يمتهِنونَ خرابَ ( الحفلات ) ، وباتتْ عادةً لخفيفي الرَّأسِ حينَ سُكْرِهِم ، فما إنْ يشربَ أحَدُهُم كأسًا واحدًا ، إلا ويأتينا مَساءً ، فاردًا سُبّابتُهُ الْيُمْنَى ، مُتَوَعِّدًا :
    - واللهِ ، عِلّا أفرتكْ ليكُنْ الْحفلة دي اللّيلة ، هِعْ ، هِعْ .
    وهوَ لا يَقْوَى على الْوقُوفِ حَتَّى . فَيَشْتَبِكُ في أقربِ الأقربينَ إليهِ دُونَ سببٍ وجيهٍ يُذكر ، ثُمَّ يَبْدَأُ الضّربُ بيْنَ الْجانبيْنْ ، فيكونُ لِوَجْهِ صَاحِبِنَا النَّصيبُ الأوْفَى من تلكَ الْمُلاكمةِ ، غَيْرِ الْمُتكافئة.
    وكُنتُ دائمًا أرَى أنَّ السُّكارَى لا يُخَرِّبُونَ ( الْحفلاتْ ) ، إنَّمَا غيرُ السُّكارى أوِ الْواعينَ مِنَّا ، همُ مَنْ يفعلونَ ذلك ، ومَا ضَرُّهُمْ لوْ أخَذوا هذا السِّكِّيرَ وَنَأَوْا بِهِ إلى وادٍ بعيدٍ ، غَيْرِ ذي أُناسٍ وحَفْلٍ ، لِيُحاسِبُونَهُ فيه ، قُلْ لي بِرَبِّكَ : ما ضَرُّهُمْ ! .
    والْكُلُّ في يَقينِهِ أنَّ السِّكِّيرَ لا يَقْوَى على مُبارزَةِ طِفْلْ ، لأنَّ تلكَ الَّتي أدارَ راحَها قَبْلَ وُصُولِهِ إلَيْنَا ، قد شغلتْ دِماغَهُ وأزْرتْ بِجِسْمِه . لكِنَّ مُصيبةَ بعْضِنَا ، يُحِبُّ أنْ تتنَدَّرَ بهِ الْفتياتُ في الْيَومِ الَّذي يَعْقُبُ الْحَفلَ :
    - والله آعَلويَّة ، أكَّان شُفْتي ( ودّ الْجفران ) !!.
    - أها مالو آآ رابحة ؟.
    - هَيْ ما قال كَدي شالِّيك ( ودّ النّمِتِّي ) ، شالو ليك كَدي آيُمَّه لي فوق وخبتْلِكْ بيهو الواطة .
    - نانْ في شنو لكين ؟ .
    - قال بِدُور يخرِبْلَنَا الْحفلة !.
    - إستاهل آحبيبة ، عَجَبني ليهو تَبْ وسَرَّ بالي ، أريتَا رَجَالةْ الرُّجال لي حَدَّهُنْ .
    وتَجِد الْمُتَنَدَّرَ عنه ( ودَّ الْجَفْران ) ، في اليومِ التَّالي ، يَمشي بِخُيَلاءَ في الْحِلَّة مُتَضَرِّعًا ، مُتَمَخْترا ، خاصَّةً عندَ رؤيَتِهِ اللائي حَضَرْنَ الْحَفـلْ ، فتَراهُ يُقَدِّمُ رجلًا بِبِطْءٍ مُتَعَمَّدْ ، ويُؤخِّرُ أُخرى ، راميًا بَصَرَهُ ناحيَتَهِنّ ، ويُصْلِحُ من وَضْعِ ( طاقيَّتِه ) بَيْنَ كُلِّ ثانيةٍ وأُخرى ، مَعَ أنَّ وضعَها لا يَحْتَاجُ إلَى تصليحٍ يُذْكَر ، وكأنَّهُ هزَمَ جَيْشًا جَرَّارًا في لَيْلَتِهِ تلك .
    وصاحبُنا السِّكيرُ ، لا يتذكَّرُ من أمْرِ الْحفلِ شيئا !.
    هذا ما عَلِقَ بِذاكرتي من الَّذينَ حضرْتُ لهم حَفلا ، في تلكَ الْحِقْبَةِ من الأزمنةِ الْبعيدة ، فالأسماءُ أكثَرُ من الَّتي أتَيْتُ بها هُنا ، لأنَّ معظمَ أهلِنا هُناك ، يُغنُّونَ على السّليقة ، وأصواتُهم ، كما أرَى جميلة ، وكثيرونَ يحفظونَ حقيبةَ الْفنِّ – إنْ لَمْ أكُ مُبالِغًا - عَنْ بَكْرَةِ أبيها ، وأيُّ واحِدٍ منهم يَسْتَطيعُ أنْ يُقيمَ لكَ حفلًا : (كما يُقولُونَ : حَدَّها الصَّباح ) .
    ومُذْ رأتْ أعيُنُنا الدُّنيا وجدناهم على تلك الْحالة ، لا يُدرِكُونَ طبقاتِ أصواتِهِم ، ولا يُهِمُّهم في أيِّ مَدًى تَقَعُ ، لكنّكَ إنِ استَمَعْتَ إلَى أحَدِهِمْ ، فإنَّ صوْتَهُ لَسَاحِرُكَ بلا شَكّ ، وما أزالُ أتَذَكَّرُ بعضَهم حينَ رَوَاحِهِ من خَلائِهِ مَسَاءً ، فتجدهُ يُغرِّدُ في الطَّريقِ كَبُلْبُلٍ لا تَودُّ سُكُوتَهُ أبدا .
    وأمَّا نَحْنُ ، وفي سِنِيِّ طُفُولتِنا الأُوَلْ ، يَقُودُنا اللَّحْنُ الْجميلُ أكثر مِن الْمُفردةِ ذاتِها ، إذْ لا يَهْتَمّ أكْثَرُنا لها .
    والشَّيءُ – يَقُولونَ - بالشَّيءِ يُذْكَرُ ، فأذكُرُ أنَّ شِبلًا صغيرًا مِنّا ، سمِعْتُهُ يغَنِّي بِصَوْتٍ عَذْبٍ جَهُور ، فانْضَمَمْتُ إلى جِلْسَتِه ، فَوَجدتُهُ مُتناوِلًا أُغنيةَ الفنّانِ الْمرحوم ، صلاح أحمد عيسى ، طَيَّبَ اللهُ قَبْرَهُ بشآبيبِ مَغْفِرةٍ لا تَنْقَطِع ، هكذا :
    - إتَّـا حبيبي أنا بَأُوّا ، لأنَّك إتَّـا ، إتَّا إتَّـا مصيبي ، يا حبيبي ، أنا بَأُوّا .
    وأنا أُكَرِّرُ خلفه بذاتِ الَّذي أسمعُهُ منه .
    ثُمَّ يُواصل صديقي :
    - سِهِرْتا ليلنا ، وكَمَانْ ليالي ، أنَا والظّروف وَمَعَايْ خيالي ، أنا بأُوّا ....
    وبقيَّتُها كَذلك ، تأتي على ذاتِ التَّكسيرِ الَّذي تَرَوْنَه .
    ورأفَةً بأسماعِكُم ، فَلَنْ أُكْمِلَها لكم .
    فصَوتُهُ نَدٍ وجميلٌ جدّا ، وأطربَني – في حينِها - كثيرًا ، لكنّهُ لا يَحْفَظُ الْمفرداتِ جَيِّدًا ، وكما تَرَى ، سيِّدي الْقاريء الْكَريم ، أنَّهُ حَرَّفَ الأُغنيةَ عَنْ مَوَاضِعِها ، وعمّا كانَ عليهِ أصلُها ، ولعلَّ أحدًا لا يَكادُ يَتَخيَّلها أبدًا أنْ تأتيَ على هذا الشَّكْلِ ، لكنَّ الأمرَ وَارِدٌ لكلِّ مَنْ لا يُكَلِّفُ نفسَهُ عَناءَ الْحِفْظ . ولوْ قدْ كانَ سِمْعنا آنَئذٍ صاحبُها ، لأوْسَعَنا ضرْبًا وشتما ، ولأصابَنا بِكُفُوفٍ من ذاتِ الْكُفُوفِ الَّتي سَقَطَ أداؤُها سَهْوًا ، حِينَ غَفِلَتْها تلكَ الْفتاةُ ، الَّتي سَبَقَتْ مِنِّي الإشارةُ إلَيْها .
    وهذا ما عَمَّقَ فِيَّ أنَّنا كُنّا نَهْتمُّ باللَّحْنِ الَّذي يَصِفُ دَواخِلَنا ويَجْعَلُهَا تَهْتَاجُ بِشِدَّة ، أكثرَ من مُفردةِ الأُغنية . وشيئًا فشيئًا عَلِمتُ أنَّ صاحِبَها كانتْ تَبْدُو عِنْدَهُ هكذا :
    - أنا بهواك ، يا حبيبي ، لأنَّك إنتَ إنتَ نَصيبي يا حبيبي ... إلَى آخِرِها .
    وليسَ لديَّ عِلْمٌ كافٍ إنْ كانَ صديقي قدْ عَلِمَ بِصَوَابِها مُؤخَّرًا ، أمْ ما يزالُ بَاقٍ على جَهْلِنَا الأوَّلِ وضلالِنَا الْقديمِ ، الَّذي تَفَارَقْنَا وتَرَكْتُهُ عليْه . وكُلُّ الَّذي أذْكُرُهُ ، أنَّ سُرْوَالَ صديقي هــذا كانَ جديدًا وقتَها ، اشْتراهُ لهُ أبوه ، فقدْ صَادَفَ يومُنا ذلك أيَّامَ استلامِ الرَّاتب من ( مكتب تُورس ) أو فيما يُعْـرَفُ ( بِصَرْف الْفَرْدي ) ، فمعظمُ أهْلِنا مُزارعون ، وتلكَ الأيَّام دائمًا ما تَجِدُنا نُرَدِّدُ فرِحينَ ، منذُ صباحِها الْباكِرْ ، وقُبيْلَ أنْ يَسْتَلِمَ آباؤنَا الدُّرَيْهِمات :
    - اللَّيْلَة الصَّرِفْ ، حُمارْ أبُويْ بِنْعَرِفْ .....
    ثُمَّ نُكَرِّرُها جيئةً وذهابا ، أو ، ذَهابًا وجيئة ..
    فَأكْثَرُ ما نَحْتاجهُ حينها أنْ نَرَى الْمَوزَ ، مَفْروشًا على الأرضْ ، فنُخْبِرُ آباءَنا بشرائهِ لَنا ، فليسَ من مُنْطَلقِ إنَّهُ ( أكلُ الْفلاسِفة ) ، أوْ لِشَيْءٍ من هذا الْقَبيل ، لا ، أبدًا ، فلمْ نَكُ نَدْرُس الْفلسفةَ بعدُ ، وليسَ لَدَيْنا فكرةٌ عنها.
    لَكِنَّا نراهُ يُعَبِّرُ عَنَّا تمامًا ، وخَيْرَ مُنْصِفٍ لِفَرْحَتِنا تلك .
    فَشُكْرًا ، سيِّدي الْمَوْز ، وتُعْسًا ، ثُمَّ تُعْسًا للتُّفَّاحِ الَّذي لَمْ تَرَهُ أفْواهُنا ،إلا بعدَ أنْ هَرِمَتْ أسْنانُنَا .
    والأمثلةُ كثيرةٌ عندي ، في هذا الشّأنِ من حفظِنَا الرَّكيكِ والْمُخِلِّ للأُغنياتِ ، فبعضُها مُضْحِكٌ وبعضُها مُبْكٍ ، وما زلتُ أُقارِنُ في قرارةِ نفسي بيْنَ قَوْلِ بعضِنا قديمًا للأُغنيات ، وما عَلِمْتُهُ حينَ تَفَقَّهْنَا بِمُرورِ الزَّمَنِ فيها ، لكنَّ الَّذي أذكُرُهُ جَيِّدًا ، أنَّنا نُؤدِّي لَحْنَها بأصواتٍ جدّا ، شجيَّةٍ وعَذْبَة ، وأحسَبُنا لمَّا نَزْلْ .
    ولمّا أصَبْتُ جانبًا يسيرًا منْ ضُرُوبِ الْعَربيّة، منْ الْمدارسِ والْخَلاوي والْمعاجم ، فاجأتني عِقْـدُ الْجلاد ، بمُفْرَداتِها الْقَويَّة ، الَّتي تَحْمِلُ الرِّسالةَ والْهَدَفْ . وأوَّلُ ما أثارَ استغربي فيها ، اسمُها : عِقْدٌ ، ثُمَّ ، جَلاد : جيمٌ مَفتوحة ، ولامٌ مفتوحةٌ أيضًا دونَ تشديد ، حتّى لا يُصْعَقُ مَنْ يَقرؤُها ، فقدْ كَفانا الزَّمنُ جَلْدًا وبِتْنَا لا نَحْتاجُ آخَرَ يُسانِدُهْ !.
    وحقًّا - قديمًا - حرْتُ كثيرًا في أمرِ معناها ، أهِيَ من الْجَلْدِ والضَّرب ؟، أمِّنْ ضِخَامِ النَّخْلِ ؟ ، أمِّنْ الْجَلَدِ والصَّبْرْ ؟ ، أمَّا ما يَخُصُّ الْمَعنى الْقائل ، إنَّها : الإبلُ كثيرةُ اللَّبنْ ، فلم أكترِثْ لهُ ، واستبعدتهُ بِشِدَّةٍ عنِ الْمعاني ، معَ أنَّ ابْنَ الصَّامتِ ، أثبتَهُ قديمًا في كَلِمَةٍ مشْهُورَةٍ لَه :

    أَدِينُ وَمَا دَيْنِي عَلَيْكمْ بِـمَـغْـرَمٍ *** ولَكِنْ عَلَى الْجُرْدِ الْجِلاَدِ الْقَرَاوِحِ .

    وأرَاهُ كَسَرَ الْجيمَ فيها هكذا : ( الْجِلادْ ) .
    وبيْنَ هذا التَّنازُعِ وذاك ، رَاقَنِي بَعْدُ ، أنَّها اخْتَارَتْ اسْمًا جميلًا ، ووصْفًا لِجَمْعِهِم هذا ، حَسَنا .
    وحينَ اِتْيَانِها الْكثيرِ لمدينةِ ود مَدني ، دائمًا مَا يَفْصِلُنا عَنْهَا ، مبلغُ تذاكرِ الدُّخولِ لمسرحِ الْجزيرة ، إذْ كيفَ يَتأتَّى لنا ذلكَ وكلانا ، كَكَلٍّ على مَوْلاه ؟ ، ومَا مَنَعَنَا الإتيانُ للْمسرحِ من بابِهِ إلا صَفَرُ الْيَدَيْن!.
    لكنَّي ! ، وصديقي ( بن جُنَيْد ) ، داهيَتَان لا نَعْدَمُ حَلًّا أبَدا ، وحَيْثُمَا كانَتْ كُنّا ، لِمَا بَيْنَنا وبيْنها مِنْ مَوَدّةٍ لا تَعْرِفُ الْفُتُورَ والْهَوَانْ ، فمسرحُ الْجزيرةِ – نَعْلَمُهُ - يُطِلُّ بناحيَتِهِ الشَّماليَّة ، على الْمَجْمَعِ الثَّقافيّ .
    والْمَجْمَعُ الثَّقَافيُّ مَنَارةٌ ثقافيَّةٌ ، وعلميَّةٌ معروفةٌ بمدني ، يَرْقُدُ وَجْهُهُ قُبَالةَ شارعِ النِّيلْ ، يَنْشُرُ الْوَعيَ والثَّقافةَ ، ويَبُثُّهُما في النَّاسِ فَلَقًا وغَسَقا ، فَمَا ذَبَّ أحَدًا قَدِمَ إلَيْهِ فآبَ يَنْشُدُه ، وأيْضًا لَمْ يَكُنْ عَيَّابًا لِمَجيءِ أحَدْ .
    كُنَّا حادِري الشَّبابِ آنَئذْ ، قَرَأنا من كُتُبِهِ عُلُومًا ، وأصَبْنَا كثيرًا منها ، فأهْدَى إلَى أذْهانِنَا خَصْبًا بعدَ إمْحَالْ ، ولَوْلاهُ لَدَقِعَتْ مَنابِتُ أفكارِنَا ، ولَباتَتْ جَدْباءَ بلا اخضِرارْ . يُحْذيكَ من الْفائدةِ خَيْرَها ، نارُهُ مَشْبُوبَةٌ ، وأبوابُهُ مَفْتُوحةٌ لكُلِّ مَنْ شَمَّرَ عَنْ ساعِدِهِ ، وَكَمِشَ إزَارَهُ للْعُلُومِ والْمُدارَسَةِ فيهْ .
    ولاِرْتيادِنا الدَّائبِ لَهُ ، فَغَيْرُ خَافٍ عنِّي وصديقي دُرُوبَهُ ، وفي عِلْمِنَا أنَّ هناك زُقَاقًا ضَيِّقًا ، يَرْبِطُ بيْنَهُ ومسْرَحِ الْجَزيرة ، لا يسمِحُ بمُـرورِ واحدِنَا، مَا بالُكَ باثنَيْـنْ ؟! ، يُفْضِي إلَى حائطٍ حَـوْشٍ مكسورْ ( شَرَمَة ) . لا يعلمُهُ كثيرُ قَوْمٍ هناك ، فَأشَرْتُ لصديقي بهْ ، ثُمَّ ، قَامَ كِلانَا بِتَحْويرِ فائدةِ هذا الزُّقاقِ وقتئذٍ لِتُناسِبَ أغراضَنا الْخاصَّـة ، وقدْ كانَ أعْوَنَ لَنا في دخولِ الْمسرحِ خِلْسَةً من الْخَلْفْ ، إذْ يقعُ في الْجِهَةِ الشَّماليَّةِ والْمُعاكِسَةِ للْبَابِ الرَّئيسيِّ للمَسْرَحْ ، تَسَلَّلْنَا من ذاتِ الْجِهَةِ دونَ اكتراثٍ مِنْ أحَدْ ، لنستَمِعَ إلى شدوِ تلكَ الْمجموعة .
    ولمَّا أدمنَّا دخولَ الْمسرحِ من تلكَ النَّافذة ، كانتْ دهشتُنا باديةً حينما أتينا مرَّةً فَوَجَدْنَاهم – لسوءِ حَظِّنا - أغلقوها ، فَصِرْتُ تَئِقًـا مَئِقـًا لِفعلِهِم ذاك ، لأنَّهم طَمَسُوا سَبيلَنَا الْوَحيدَ الَّذي نَعْلَمُهْ .
    لكنَّ صديقي لا يَعْدَمُ رأيًا !، ورَأيْتُهُ يقولُ لي : اتْبَعْني ، فَأعادني ثانيةً إلى الْبيتْ ، والْلَّيْلُ ما يزالُ في بدايةِ تَوَلُّجِهْ ، والْحَفْلُ لَمْ يَكَدْ يَبْدأْ بَعْدُ ، فتيقَّنْتُ أنَّ لهُ طَرْحًا جديدًا ، وعَلِمْتُ أنَّهُ سيبتكِرُ حيلةً أُخرى للدُّخولْ . فَتَأنَّقْنَا ما شاء اللهُ لَنا بِبِذَلِ أخينا د.مُحمَّد ، ثُمَّ أتَيْنا من جديدْ ، ورأيتُهُ يوصيني إبَّانَ إيابِنا بأنْ أكونَ جادًّا ، وألَّا أضحكَ عندما يتحدّثُ هُوَ و ... ، حينما نكونُ وقوفًا أمامَ حارسي بابِ الْمَسْرَحْ ، ومَا إنْ وَقَفْنَا أمامَهُم ، إلا أجدهُ في كاملِ أناقتِهِ ودَهْشَتي منهُ ، يَقُول :
    - السَّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .
    ويبدو جادًّا فيها أكثرَ ممَّا تخيَّلتُهْ ، ولكأنِّي أوَّل مرَّةٍ أسمعُ فيها هذهِ التَّحيَّة .
    - عليكم السَّلام والرّحمة والبركة.
    - نحنا من طرف خالنا الفنَّان / أنور عبد الرَّحمن .

    وَلَمْ أغْمِسْ لساني بِقَوْلٍ مَعَهْ ، اتِّبَاعًا لتعليماتِهْ ، الَّتي ألْجَمَني بِها سابِقًا.
    والَّذي أحترمُهُ ، وأتفاجأُ لهُ دائمًا ، أنَّ حارسَ الْبَابِ وكأنَّهُ يعلمُ بِحُبِّنَا لها ، فيُدْخِلنا دُونَ أنْ يُنازِعَنا أطرافَ الْقَولِ والْحَديثْ ، أوْ أنْ يُجيلَ النَّظَرَ في أقوالِنا تلكْ .
    فنلِجُ الْمَكَانَ هَانئيْنِ ، ونَخْتَارُ أجملَ الْمَقَاعِدِ الأماميَّة ، ونُصَفِّقُ ونطْرَبُ ونتمايلُ ، كما يتمايلُ أصحابُ التَّذاكرِ ، ورَسْمِ الدُّخولِ الأساسيُّونَ ، والْقادمونَ بـ ( تَذَاكِرِهِم ) عَبْرَ الْبَابِ الأماميِّ.
    ثُمَّ نقولُ ونُرَدِّدُ معهم :
    - ( يا ليلَى ليلك جَنَّ ، مَعْشوقِكْ تأوَّهُ وأنَّ ... ) .
    والَّتي تَعودُ بِنَا إلى نكْهَتِنا الصُّوفيَّةِ الْبَحْتَةِ الَّتي قَدِمْنا مِنْهَا وتربَّيْنا خِلالَها .
    و ..
    - ( والرَّقَم اللِّسَّه واحِد ) . ولا أعلمُ إنْ زادَ الرّقمُ عنْ واحِدِهِ ذاكَ ، أمْ ما يزالُ ذاته ! ، فكانتْ تُعجبُني جدًّا هذهِ الرَّمزيَّةُ الْعالية ، لأنَّنَا نُرْْخي لِمُخيِّلاتِنَا الرَّسَنَ والْعَنانَ لِنَقْرَأَ يُتْمَ حَالِنَا فيها .
    و ..
    - ( يا بنيَّة كُبِّي الجَبَنَة يا بنيَّة ) .
    ولاحِقًا ..
    - ( حاجَّة آمنة اتصبَّري ، عارف الْوجع في الْجوف شديد ، وعارفِكْ كمانْ ما بتقدري ) .
    وَقْتَها كُلُّنا حاجّة آمنة ، الَّتي اعْتَوَرَتْهَا الْمصائبُ من كُلِّ مَكَانْ ، وأشَاحَ الزَّمَنُ بِوَجْهِهِ عَنْهَا ، فأطْعَمَها حَسْوَ الصَّديدْ .
    وعِنْدَما يكونُ د.مُحمَّد حاضرًا فينا ، نُرافِقُهُ في الطُّلوعِ إلَى الْمَسرح ، لِنُسالِمَ أعضاءَ الْمجموعةِ واحدًا واحِدًا ، أثناءَ إسدالِ السِّتارْ ، ونِقِفُ بجانبِ قريبِنا أنورَ ، وفينا خليطٌ من دهشةٍ وفرح .
    وهَكَذا إلَى أنْ يتبَلَّجَ الصُّبْحُ ، ويَفْتَرَّ ثَغْرُهْ .
    ومِنْ ثَمَّ ، استمرَّ بِنا الْحالُ هكذا ، مُدَّةً من الزَّمنِ ، يُعْجِبُنا دِثَارُ تلكَ الْمَجموعةِ مِنْ مُفْرَدةٍ ورسالةٍ وهَدفْ .
    وكلَّما أتتْ عِقْدُ الْجلادِ إلى مدني ، ونحنُ لا نحمِلُ إلا هَمَّ الْمَلْبَسِ ، لا رَسْمَ الدُّخول ، ثُمَّ نَخْرُجُ بعدَها فرحينَ نتقَارَضُ السَّلامَ فيما بيننا والأصدقاءْ ، وننتَشِرُ مَالئينَ كُلَّ الْفِجَاجِ وَالْمَنافِذْ .
    فَحينَ يُصيبُنَا الأيْنُ والتَّعَبُ ، وتَتَفَتَّقُ فينَا أرديَةُ الْمُعانَاة ، وأوْجَاعُ الذَّاكرة ، تُرَتِّقُها لَنَا عِقْدُ الْجلادِ بأجْمَلِ الدِّيباجِ والْحُلَلْ ، هكذا أحْبَبْنَاهَا بلا مُدَاوَرَةٍ ، أوْ مُدَارَاة ، وأحْسَبُنَا كَذلِكْ .

    *
    *
    *
    *
    *** انتَهَتْ *** .
    الرِّياض .
    مساء : 02/08/2009م.
                  

08-06-2009, 04:25 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)


    سأُدَوِّنُ بَعْضَ أخْطائي هُنا ، نَحويَّةً كانتْ أوْ غيْرَها ، والَّتي سَقَطَتْ منِّي ، أثناءَ كتابتي النَّصَّ ، ومَنْ وجدَ مزيدًا مِنْها ، فليأتِني بهْ ، وبِلا شَكٍّ أكونُ لَهُ ، ولكم من الشّاكرين .

    بسمِ اللهِ أبدأُ قَوْلي هذا ، وبهِ أستعين .
                  

08-06-2009, 05:13 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    * قلتُ :

    Quote: ( فما يَفتَأُ ينطِقُهُ أحَدُنا بالرِّيف إلا قالوا فيه ) .


    والأحْرَى – في تقديري – جزمُ الْفِعْلَيْنِ : ( يفتأْ ) و ( يَنطِقْ ) ، بدلًا من رفعِهِما ، لأنَّ :
    ما : تُعَدُّ جازمةً لفعلَيْنْ .
    فيُصْبِح الْقَوْلُ الأفضلُ للْجُمْلةِ هكذا :
    ( فما يَفتَأْ ينطِقْهُ أحَدُنا بالرِّيفِ إلا قالوا فيه ) .
    _______

    * ثُمَّ قُلْتُ :

    Quote: ( فما إنْ تسألَ أحدًا ، على دارجةِ الْقَول )


    الْفعلُ ( تسألَ ) ، أرَى أنَّ الأحْرَى جَزْمُهُ بدلًا من نَصْبِهْ ، لأنَّ ( إنْ ) جازمة لَهْ ، فيُصْبح الْقَوْلُ الصَّحيح هَكَذا :
    ( فما إنْ تسألْ أحدًا ، على دارجةِ الْقَول ) .
    _______

    * ثُمَّ قُلْتُ :

    Quote: ( وكثيرًا مَا تأتي هذه الْمجموعةُ إلى مدينةِ ود مدني ) .


    تأتي : الأحْرَى لهذا الفعلِ في تقديري ، أنْ تُحْذفَ ياؤهُ ، لأنَّهُ مجزوم بـ ( ما ) .
    فتكونُ جُملتي الَّتي إخالُها صَوَابًا ، هكذا :
    ( وكثيرًا مَا تأتِ هذه الْمجموعةُ إلى مدينةِ ود مدني ) .
    والْكَسْرَةُ التي ظَهَرَتْ على حرفِ التَّاء في الْفِعْلِ ( تأتِ ) ، تنوبُ عنِ الْياءِ الْمَحْذوفةِ بسببِ الْجَزْم .
    _______

    * ثُمَّ قلْتُ :

    Quote: ( ولأصابَنا بِكُفُوفٍ من ذاتِ الْكُفُوفِ الَّتي سَقَطَ أداؤُها سَهْوًا ، حِينَ غَفِلَتْها تلكَ الْفتاةُ ، الَّتي سَبَقَتْ مِنِّي الإشارةُ إلَيْها ) .


    لا أحسبني قدْ كُنْتُ بليغًا فيها ، ويَتَّضِحُ جَليًّا أنِّي كرَّرتُ ذاتَ المعْنَى حينما ذكرتُ ( سهْوًا ) ، وأردفْتُها بـ ( غَفِلَتْها الْفتاة ) ، وأظُنُّهُ تكرارًا لا يُحْمَدُ الاِتيانُ به ، ولَيْسَ من الْبيَانِ في شيءْ ، وكانَ الأجْدَى والأنفعُ لي – في تقديري – أنْ أقولَ هكذا ، دُونَ تكرارٍ للمعاني :
    ( ولأصابَنا بِكُفُوفٍ من ذاتِ الْكُفُوفِ الَّتي سَقَطَ أداؤُها سَهْوًا من تِلْكَ الْفتاةْ ، الَّتي سَبَقَتْ مِنِّي الإشارةُ إلَيْها ) .
    ______

    * ثُمَّ أيْضًا قُلْتُ في بَدْءِ حديثي :

    Quote: ( يسكنُ فيه بعضُ الَّذينَ فقدوا عقولَهم وفقدوا ألبَابَهُمْ ) .


    وكانَ الأجْدَى لي أنْ أكْتفيَ بِواحِدَة ، إمَّا : ( فقدوا عُقُولَهم ) ، أوْ ( فقدُوا ألبَابَهم ) ،
    لِظَنِّي أنَّ كِلَيْهِما يَذْهَبُ إلى ذاتِ الْمعنَى .
    أيْ أنَّ الأفضَلَ لي إيرادُها ، هكذا :
    ( يسكنُ فيه بعضُ الَّذينَ فقدوا ألبَابَهُمْ ) .
    ______

    * ثُمَّ قُلْتُ :

    Quote: ( ومَا مَنَعَنَا الإتيانُ للْمسرحِ من بابِهِ إلا صَفَرُ الْيَدَيْن ! ) .


    الاِتْيانُ : كانَ الأحْرَى لي أنْ أدَعَها مَفتوحةً ، لأنَّها تُعَدُّ مفعولًا بهِ هُنا ، حيثُ كانَ الأجْدَى لي أنْ أنْصِبَ ( الاِتيانَ ) بدلًا من رفعِها ، هكذا :

    ( ومَا مَنَعَنَا الإتيانَ للْمسرحِ من بابِهِ إلا صَفَرُ الْيَدَيْن ! ) .

    هذا ، واللهُ أعْلَى وأحْكَمُ وأعْلَم .

    ولَعَلَّ هذا ما عَنّ لي الآنَ وبانَتْ فِيَّ رؤيَتُهْ ، وإنْ وجدتُمْ غَيْرَها ، فاخبِرُوني ، تَكُنْ صادقَةً مَوَدَّتُكم .
    وتحيَّتي لكم أبدا .

    أخوكم / مُحَمَّد زين .
    _________________________________
                  

09-10-2009, 09:46 AM

محمَّد زين الشفيع أحمد
<aمحمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مَا بيْنَ مجموعةِ عِقْـدِ الْجَلادِ الْغِنَائيّـة .. وَ .. أنَـا .!. (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)

    وُدٌّ قديمٌ راقَني .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de