|
Re: التَعْقيب ... خَواطِر قُرْآنِية (3) (Re: عزام حسن فرح)
|
إن عِله كُفر الكافِر تكمُن في عدم قدرة وعَيِهِ مُطابقة النُصوص الوارِدة في القُرآن الكريم بِمحسوس مادي أو معقول مُمكِن لدَيهِ ، مِثل الآيات القُرآنِِية التي تتحدث مثلاً عن قِصة الخلق و الجِن وأحداث يَوم القِيامة القبلِية وإرهاصاتِها البعدِية ورِحلة الإسراء والمِعراج وأعمال الملائِكة الكِرام < بَلْ كَذَّبُوُاْ بِمَا لَمْ يُحيطُواْ بِعِلْمِهِ ... > يُونُسَ 39 كُل هذِهِ النُصوص خارِج وعَيِهِ ، هذا يحدُث عِند عََـقَـلَـنَـه الدين ، والدين لا يُـعَـقْـلـن كُلِهِ ولا يُترك كذلِك بلا درس وتفكير ، فقط الأمر مُناط بِنِسبِية عِلمِهِ –معرِفتِهِ - وقت تفكيرِه في رُبوبِية الله تعالى شأنهُ ، هذِهِ النِسبِية تُدخِل تِباعًا ما كان يعِدهُ أُسطورة إلى حَيِز المُمكِن لدَيهِ < سَنُرِيهِمْ اياتِنَا فِى الأَفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ اْلحَقُّ ... > فُصِّلَتْ 53 فإن إنشِقاق القمر مثلاً < ... اْنشَقَّ اْلقَمَرُ > القَمَرِ 1 كانت لِلمؤمِن حقيقة إيمانِية غَيبِية وأُسطورةٌ بِوعي الكافِر ، فلما تتطَور العِلم وإعتلى الإنسان القمر ورأى إنشِقاقِهِ عبر صُور الأقمار الإصطناعِية ، أصبحت لِلِمؤمِن حقيقة إيمانِية يقينِية ولِلكافِر باتت الأُسطورة في حَيِز المُمكِن ومُطابقة لِوَعَيِهِ. وإنكار الإنسان لِما لم يحِط بِهِ عِلمًا وارِد حتى على مُستَوى الرُسُل ، فقال العبد الذي اتاهُ الله مِن لدُنِهِ رحمةٌ لموسى علَيهِ السلام وهو رسولٍ ومِن أولي العزم < ... إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا > الكَهْفِ 67 وكانت عِلتِهِ في ذلِك < ... كَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا > الكَهْفِ 68.
وما كُفر الكافِر إلا نتيجة لِتعصُبِهِ لِفِكرة أولى أعجبتهُ وهي غَير صامِدة إذا ما جوبِهت بِالمنطِقَ. فِإذا تمعن مِن كفر ونظَر بِدون أن يصْطحِب مُسلماتِهِ التي تحول بَينَهُ وبَين الدِراسة العلمِية لِلكَون ومَوجوداتِهِ ، لعَرِف بِفطرتِهِ - التي أزعُم أنها العقل - أن المَوجود يستلزِم بِالضرورةِ واجِد.
|
|
|
|
|
|