|
|
 بكي نفخر... حواء السودان
|
المتتبع لاحوال المجتمع السوداني يلحظ اننا نعيش زمان وئدت فيه الاخلاق وانكسرت فيه المبادي واصبحت القيم تحمل وزنا واهميه مقارنه بالمال والمظاهر والخداع والظلم والتجني علي الضعيف
هل الواقع اننا ذهبنا ... بذهاب الاخلاق و تدنيها لمستوي غير متصور ام نري اننا ما زلنا بخير ؟
اليوم خميس ...
به تبدا اجازة اخر الاسبوع
ما تبقي لها من مصروفها الاسبوعي مبلغ يكفي لشراء الحلوه التي ترجع بها كل اخر اسبوع لاخوتها الصغار وشي من البن الحبشي الذي يرضي طموح والدتها وصحيفة الايام التي ينتظرها والدها كل اسبوع اما الموصلات علي باب كريم
خرجت من السوق راجله مسافة كيلو متر لتقف امام الكبري الذي يعبر النيل الارزق ومنه يبداء الطريق الذي يمر عبر قريتها متجها الي بورسودان
كان حضورها لهذا المكان منذ وقت العصر وظلت واقفه حتي قبل مغيب الشمس بعد صبر وتوسل للموالي عز وجل وقف لها سائق الشاحنه بعد ان سالها
وين ماشه يا بت ؟
يا عمو انا ماشه حلة ..... ممكن توصلني معاك
اتفضلي اركبي مافي عوجه بوصلك تب
السائق كان رجلا ضخم المظهر ملامحه توحي بقوة بدنه ويظهر عليه ان من اهلي وسط السودان اي الجزيره
كانت فتاه نادره ندره لا يميزها كل الناس .. اسمر لونها اسود شعرها عسليه عيونها ناعمه خدودها طويلة القامه ارتسمت علي ثغرها انضر ابتسامه
كان يكسو و يزين جسدها الفارع الزي المدرسي للمرحلة المتوسطه حينها مميز بلونه اللبني الفاقع
تحمل في يدها حقيبه سوداء تكاد تكون باليه مملؤه بالكتب المدرسيه و ملابسها
نسبه لان الوقت تاخر عليها وهي امراه لوحدها لم تتردد في ركوب الشاحنه
جلست في المكان المخصص والوحيد لجلوس مرافق سائق الشاحنه
بعد الكبري توجد نقطة لشرطه جمارك وتفتيش تقف عندها كل الشاحنات المسافر الي الميناء الرئسي
لحظات وارجع قدم ورق الشحنه لناس الجمارك دايره حاجه من تحت يا جميله
لا شكرا عمو كتر خيرك
تاخر الرجل اكثر من ساعه مما زاد قلقها وتوترها لان الوقت تاخر
فجاء سمعت صياح وشتائم و هناك عراك بالقرب من الشاحنه عرفت ان هناك
مشكله بين سائق الشاحنه و مساعده علي اثرها قرر السائق الاستغناء عن خدمات مساعده
ركب السائق بعد دفع لمساعده راتبه مع الطرد
واصبح في الشاحنه فقط السائق وامون
عندما جلس علي كبينة القياده نظر اليها نظره طويله قطع نظرته بتوبخ مساعده وشي من الاعتذار لتاخير
بس اطمانئ انك ح توصلي بيتكم واهلك
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: بكي نفخر... حواء السودان (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
تبعد القريه من الكبري حوالي 20 كيلو متر
لم ترد عليه كل تفكيره كان محصورا في متي وكيف تصل اهله حيث انهم سيكونو متخوفين من تاخيرها لانها كل اخر اسبوع تصل قبل او بعد المغرب بقليل عندما لم تكن ترغب في الحضور تخطرهم وهذه المره لم تفعلها
وبعد زمن لم يتجاوز عشر دقائق من تحرك الشاحنه متجه نحو قرية اهل امون
من خلفهم اختفة انورا وملامح المدينه ليس هناك سؤ بعض السيارت علي الطريق السريع حيث و كانت بكميات قليله
وبعد ان قطعت الشاحنه مسافه لا تقل عن العشرين كيلو
فجاه تغير وجه السائق وبدا يسب ويسخط متعللا بان هناك صوت في ماكنة الشاحنه ويجب ان يتوقف .
و بلفعل نزلوملامح وجهه توحي بتوتر المفتعل
فتح الماكنه و اظهر انه يحاول اصلاح العطل الذي حدث فجاء
استغرقت هذه المحاوله اكثر من ساعه وحينها عم الظلام وبداء الليل يسدل استاره
ظلت ساكته جالسه في مكانها و الخوف بداء يتملكها ..
ليس لها الا ان تردد بعض الايات وتتحصن بما تحفظ من ادعيه
واثناء حاولات الاصلاح كان يحاول الحديث معها من علي البعد
انتي قلتي لي اسمك منو ..؟
امون
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بكي نفخر... حواء السودان (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
انتي عارفه يا امونه الاقدار ما بيد الانسان المشكله دي شكلها كبيره وصعبه يعني ........
انا ما اقد اعلاجه ولا اقدر احرك الشاحنه تاني شبر من هنا خالص الا الصباح
برجع المدينه اجيب لي مكنيكي يشوف الحاصل فيها شنو
لاحوله ولا قوه الا بالله ياربي ارحمني ..
كل ما كان بمقدورها اخراجه في هذه الحظه
طيب ممكن تعمل فيني خير وتوصليني الشارع العام امكن ربنا يهون لي ود حلال يوصلني خصوصا انو قريتنا ما بعيد شديد من هنا
للاسف ما بقدر امشي من سيارتي والوقت ليل وظلام ... انتي خايف من شنو خليكي
معاي علي الاقل نتونس ونسلي بعض لحدي الصباح وانا بوصلك لحدي بيتكم
كيف ابيت معاك هنا لا لا دا ما مكن وما صاح عليك الله ساعدني
والدمو منهمره ولكنها حريصه علي اخفائها منه
عليك الله يا عمو وصلني امي حتموت من الخوف علي
وابوي ما حيقدر ينوم واخواني الصغار منتظرين الحلاوه البجيبه ليهم كل اسبوع
نظر اليها بوحشيه وشر يتطاير من عينيه
اولا عمو دي انا ما بحبها ممكن تاني ما تقوليها ؟
طيب حاضر بس ساعدني انا اسفه بس ساعدني الله يساعدك
تاني شي ما بقدر اعمل ليكي حاجه غير
انزل ليكي السرير وتنومي لحدي الصباح
وبكره اوصلك لحدي اهلك رايك شنووووووو..... يا حلوه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بكي نفخر... حواء السودان (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
اخرج لها السرير الذي يحمله معه في الشاحنه وطلب منها ان تستريح وبدا في كلام غير مريح
حصل حبيتي ؟
يعني حصل ليكي علاقه من رجل قبل اليوم
خصوصا انتي زوله جميله وجسمك جميل
انا حبيتك عشان كده وقفته ليكي ومستعد اديكي اي مبلغ تطلبيهو
ليلة القدر جاتك في محلك يا بت ما تفوتيه
احمر وجهها وتصبب العرق منها حتي بلل ملابسها
حاولت ان لا تجاريه في الحديث
انا زوله بت ناس ما تظن فيني ظن كعب
كانت الكلامات تخرج من علقها في تعثر ولعثمه
ضاق صدره وتنفس الصعداء عندما ايقن بان هذا الاسلوب لا يجدي معاها
واخيرا كشر عن انيابه
يا بت نحنا هنا في الخلاء مافي اي بشر معانا و بيسمعنا اي جن
انا بكل صراحه عاوزك ودي فرصتك عمره ما تفوتيه اتمني الانتي عاوهو
من قروش تلقيها الان بين ايديكي الناعمه دي وحاول الامساك بها
تجمد الدم في عروقها وتصلبت ولم تستطع الحركه من مكانها
عاوزني كيف وبدات البكاء
اسمعي البكاء ما بحلك احسن نعمل الدايرنو امتعك وتمتعيني ولا انسمع ولا انشاف
بكل سترت وتمشي بالليل دا بيتكم وجيبك مليان ولما ارجع من مشواري
بجيب ليكي كمية هدايا ونتقابل تاني
انا والله ما زوله الحاجات دي انت شفته علي شنو بس عشان انا كنت واقفه في الكبري والله انا ما عندي حق الموصلات دا سبب وقوفي عشان كده وقفته انا من اسره بسيطه وفقيره استرني الله يستر عرضك
انا بت ناس مستورين ومحافظين علي شرفهم
حرام عليك ياخي ليه كده انا افتكرتك عاوز تساعدني
المروه انقطعة خلاص ؟؟ وصوت امونه يتنازل
ارجوك ما تفهمني غلط
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بكي نفخر... حواء السودان (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
شتت الخوف فكرها ولم تكن تدري كيف لها ان تتصرف في تلك الحظات الحرجه
حاولت ان تجري رغم وعورة الخلاء
والليل الدامس كان ارحم عليها من هذا الوحش المفترس
امسك بها قوال امونه خليكي عاقله الحط جاكي يمشي برجلين لليله سعيده نقضيها مع بعض وتشيلي قروشك وتمشي
والا (( الموت مصيرها ان ان كررتها مره اخري نحن في جلاء بعيد خالص لو صحتي مافي انسان ح يسمعك انا قلت ليكي بالتي هي احسن لكن شكلك ما بتجي الا بالقوه ))
خلع ملابسه وشمر عن عضلات تؤهله لمصارعة فيل
امسكها بيديه الغليظتين وكانه ممسك ( بجربكسي العربيه ) كان غاب عن الوعي كل همه الوصول للجنه باسرع وقت ممكن
وفي جولة صراع عنيف رزيله هزيله غير متكافئه
صراع طويل ليس فيه حكم او مشاهد غير رب السماء والنجوم , القمر الساطع
مزق ملابسها التي كانت ترتديها كلها يبقي علي جسدها غير الملابس الداخليه عند اخر لحظات المعركه
عندما وصل الي تمزيقها وصلت هي لاخر ما تملك من قوه ووعي
كل ما وفقت في اخرجه من فمها وباخر الانفاس
جمله واحده ودخلت في حالة اغماء من بعد
الله بيني ما بينك هذا اخر من نطقه لسان امونه
وهنا
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بكي نفخر... حواء السودان (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
الفرق كبير بين المتصارعين
عصفوره انيقه رقيقه تجاه فيل الامر مستحيل
كانت مؤمنه حقا مملوه عزه وكرامه لم يستميلها باغراته عن المتعه
وما ستناله ماديا
كان قلبها وعقلها مع الله واهلها وشرفه
الله بيني ما بينك كانت جمله قويه محطمه نزلت عليه كالصاروخ
قتلت فيه الشهوه , انسته الفكره الشيطانيه التي تملكته و اعمت بصيرته
قام وابتعد عنها وهو يرتجف حتي فاقت
في وقت قريب من طلوع الفجر
تلمسة جسدها وحاولت بسرعه ستر نفسها لانها اصبحت عاريه
سالته وهو في حيره من امره وعلي بعد مسافه منها هل فعلت بي شيا
قال لها ماقلتيه كان علي اقوي من الدنيا ومافيها والله لم امس جسدك مطلقا
نواصل بعد ان ترتدي امونه ملابسها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بكي نفخر... حواء السودان (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
كانت تحاول ان تنهض من السرير المشؤم
حتي تصل لشنطه لتستر نفسها ولكن لم تستطع
لمحها وهي تحاول بهذه الحاله نهض بسرعه و احضر لها حقيبها
اخرجه ملابس اخري وهي مرهقه جدا
طالبته ان يساعدها في الوصول للطريق العام او لقريتها
بكل حرج قال ليها اصبري ادور الشاحنه واوصلك بلدك
عندما اقتربو من مشارف القريه
اسمعي انا بزلك في المحطه القدامنه دي كويس معاك
ما كويس والله الوقت صباح الناس تقول علي شنو ونحن كلنا اهل وبنعرف بعض ارجوك كمل جميلك فيني
انا تعبانه خالص وبيتنا في الطرف التاني من القريه والله ما بقدر امشي وخايفه اوقع وهنا بتحصل الفضيحه
ارجوك ساعدني في الوصول الي البيت
حاول ان يكلمها بغلظه وارهاب حتي يتخلص منها ولكنها
رفضت النزول اخبرته ان الوقفين في هذه المحطه كلهم اهلها لو ما وصلتني بناديهم وبقول لهم الحصل كلو
عض علي شفتيه ونفخ بنفس قوي وطويل الله يكفنا شر العوارض
رد عليهو ان بتعرف الله ؟؟
اوصلها لاهلها قبل ان تنزل الي الارض نادت علي ابوها
ابوي ابوي ابوي
....
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بكي نفخر... حواء السودان (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
يابت اني وين شفقتينا عليكي الليل كلو نحن ما نمنا
القدر يا ابوي بس والله
دا منو دا الوصلك دا وركبك الشاحنه شنو ؟؟
وكنتي وين يابتي ؟؟
عمو دا وقف لي في الكبري العربيه اتعطلت
بينا في نص الطريق الليل كلو بحاول يصلحه ما اصلحت الا الصباح
يا ابوي الرجل دا عمل معاي الواجب كبير اكرموهو
مرحب حبابك اتفضل
اسمو الفاضل يا ابوي امونه بصوت ضعيف ومنهك جدا
انزل انزل يا الفاضل اخوي بطل العربيه
لا لا انا ماسفر ياخي مافي طريقه انزل
بس القدر الحصل دا اخرني انا كمان من المشوار
حرم حرم تنزل ابوها تجمع حوله اهل الفريق لدخول شاحنه في القريق وفي هذا الصباح الباكر
احضر كل منهم براد شاي
وجبة الفطور
وبعد ان خلص من الفطور مباشره شعر الفاضل سائق الشاحنه بحمي وصداع
احضر له مساعدي طبي من اهل القريه
يازول انت عندك ملاريا تقيله ولازم ترتاح اليوم وبكره علي الاقل ولا حتقع
احضر المساعد الطبي حقن الكلوركين وحبوب البندول واشتدة عليه الحمه طوال اليوم
امون تعاني الالم وهي تساعد في والدتها في اعداد الشوربه والنشاه للمريض وكانت حريصه علي ان لايشعر بها احد
وفي الصباح الباكر شعر الرجل بانه افضل
قام وركب الشاحنه و ارد التحرك
وفجاء ظهرت البنت و طلبت من والدها ان تتحدث مع هذا الرجل وتشكره علي ما صنعه معها انشفتا شنو
اها يا سبع البرومبو شفته شنو
والله شفت رجال ,اصاله وكرم
طيب انا قبيل لو ..............ز
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بكي نفخر... حواء السودان (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
((طيب امبارح لو اديتك جسدي وعلمته فيهو الدايرو
وين يمشو الرجال ديل وين وكيف يعاشور اهل البلد ياخي حرام عليكم بنات الناس ما لعب تعملو فيها الانتو دايرنو ))
كل هذا جري وهي معه داخل كبينة القياده
وكان اهل امون في حيره من الامر
فصاح فيها والدها
يابت انزلي ما تعطلي الزول وخلي الراجل يسافر
نزلت امونه بعد اكلمت رسالتها النبيله
و نزول الفاضل من خلفها مشحون بشي يصعب تقديره ولكن فيه شي من الغيره علي الذات
يا حاج عثمان ممكن نتكلم شويه
اتفضل ان شاء الله خير
والله يا حاج انا
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بكي نفخر... حواء السودان (Re: الرشيد ابراهيم احمد)
|
((يا حاج الامر يمكن ان يكون شويه غريب لكن الزواج سنه وقسمه ونصيب كمان انا بتقدم طالب يد بتك امونه علي كتاب الله وسنة رسوله ))
التعجب والحيره لم يستطع حاج عثمان اخفائها لم يسعده لسانه في الرد في الوقت المناسب
ولم يسلم عمها و اخوها الاكبر من هول الطلب
والله يا الفاضل دا عمل خير بس الموضوع فيهو شوره حاج عثمان
كانت امونه تقف خلف الباب علي بعد امتار منهم وكانت هي ايضا مفجوعه
ولكن حاولت الثبات
تحركت من مكان وقوفها وفكرها مشلول ماذا سيكون ردها لو ان انها سؤالت عن رايها
طلع الفاضل للشاحنه مره اخري واوقف الماكنه ونزل مره تانيه ليسمع الرد
اراد الله لهذه الزواج ان يكتمل
لم يبخل عليها العريس في احضار مستلزمات العرس
كان من اميز الاعراس في البلد
بعد ان تمت المراسم
سافر العرسان لقضاء شهر العسل في ....
دخل العرسان الفندق
وبعد اخذ قصط من الراحه والاكل
وجلوس علي شرفة الغرفه ودخول الليل وسكون الكون
قام الفاضل بواجبه كزوج وعندما خلص من امره استعد للقيام من السرير
فجاء امسكت بيده وقالت له (( ماشي وين
رد الفاضل عاوز اصلي واخد لي نومه شويه مرهق , لا ما تتعب نسيت يومك الكنت بتصارعي فيني زي الفيل مع ارنب ما تقوم اكلني ))
. ومرت الايام واصبحت امونه ام محمد الذي يشع من وجهها النور وام وزوجه كريمه محترمه عند زوجها قبل الاخرين
الي ان القاكم في مشوار اخر
لكم شكري علي المتابعه والصبر
ولكم اعتزاري علي كل الاخطاء الوارده
انا لست معترفا ولكني احاول الكتابه
ولستب بليغا او ضليعا في الغة العربيه ولكني اتعلم
الرشيد
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الرشيد ابراهيم احمد
ombadda
عاطف عبدون
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست