صندوق ( دعوة لتبني شي مــا ) لشهري أبريل ، مايو 09 لعنايــــــــة : ست الشاي ....

Quote: لا ليس وجود هذا الشهر المباركـ بيننا هو السبب ... أو دعونا نقول أن قيمة هذا الشهر تظهر أشياء أخرى نريد لها أن تستمر .. استمرارية لا علاقة لها إلا بالإنسانية المُفترضة أصلاً موجود بيننا وفينا .. لنا أسبابنا التي نحتمي بها ونبرر تقصيرنا في مد يد العون للآخر .. لكل واحد منا قصته عن أهله ووالدته العاجزة وأخواته الطلبة .. الخ انظروا إلى حالنا .. نحمل شهاداتنا من غير أن نتعب فيها .. معظمنا هكذا .. توفرت له ظروف وأحوال أدت به إلى ما هو عليه ... نعمل في أماكن تحفظ كرامتنا وتسدد ديوننا دون عناء ... مقابل عناء الآخر .. الذي يبحث عن لقمة تسكت شيطان الجوع الذي صار دوامة يومه يعيش تفاصيلها ألماً ... نبحث لأنفسنا عن طيب الملبس والمأكل وتملأ الضحكة أفواهنا .. ويملأ سئ الحديث أفواهنا .. وتملأ الابتسامة وجوهنا .. فرحاً .. أو شماتةً أو سخريةً بالآخر .. دون أن نعرف أننا صرنا في حال أفضل ليس لأننا الأفضل بل لأن هذا ما قُدِر لنا .. وأن ذلكـ البؤس والشقاء ما قُدِر لهم .. ليس للأمر علاقة بمشية الخالق وتدخلاً في دفتر أحوال خلقه بقدر ما هي اجترار لأشِياء أخرى من المفترض تواجدها بين ظهرانينا .. قد يكون السبب في ما أنا فيه الآن حالة الراجل جميل الابتسامة والأخلاق بشهادة من سمعت شهاداتهم وأنا أتابع ما يقوله عبر قناة الشروق الإنسان السوداني البسيط شكلاً وملامح وحديثاً عمر بخيت عبد الرحمن . معاق وعاجز عن الحركة الطبيعية للإنسان .. يحمل بكالوريوس محاسبة .. ويبحث لنفسه عن ماجستير في ذات المجال .. يبيع الرصيد والأقلام من على كرسي متحرك ويعول أسرته التي تتكون من والده الضرير ووالدته وأخيه وأخته المطلقة وبينها أربعة أطفال ينتظرون الطعام والعلاج والتعليم ... نعم وهنالكـ آلاف غيره .... لا ترددوا هذا !!! ونحن هنا نفلسف كلامنا بـ " هل ، وإذا ، وما إلى ذلكـ " .. ونبتسم إعجاباً بمنطق حديثنا المرتب وكلماتنا المنتقاة بعناية لتعبر عن مدى ثقافتنا . طُز في كل ما نحمله إن لم نقدم للآخر شيئاً .. طُز في كل حال حياتنا إن صار الريال رحلة بحث لن تنتهي إلا إلى لا شي يدون في صحيفة أعمالنا .. طُز في رحلة بحثنا اليومي عن طيب الطعام والكلام ونعومة أسرِتِنا ولين حياتنا ... هي دعوة لتبني شي ما نفعله للآخر الذي يهمنا حاله .. ولا تفيده دموعنا وكلماتنا المنمقة تعاطفاً معه .. دعوة لفعل شي ولكي يكون الأمر عملياً فإني أقترح مثلاً لمن يرغب من بورداب الرياض دفع مبلغ وقدره 100 ريال لكل فرد تُرسل شهرياً إلى : جهةً ما تعطيه لذوي الاحتياجات الخاصة .. كرسياً أو مصاريف دراسة .. الخ . تكاليف إيجار داخلية لفقراء يقم باختيارهم بورداب الخرطوم مثلاً ويصرف بمعرفتهم .. دفع تكاليف غسيل كلى لمريض واحد بواسطة أحد أطباء المنبر المتواجدين بالخرطوم .. .... الخ وهنالكـ عشرات الاقتراحات التي يمكن تبنيها بمبلغ مائة ريال نغسل به أحزان غيرنا ونحس بإنسانيتنا وتغسل عارنا الذي يتمثل في " نفسي نفسي " التي نمارسها دون أن ندري ...