للذي يكتب لعمر فضل المولى

Quote: لقد اندهشت بشدة وأنا اقرأ تعقيب الابناء الصافي مهدي على الاستاذ فتحي مادبو (الصحافة 2009/4/27) فقد طفح مقال الاستاذ الصافي بالافتراءات والتخرصات التي درج على ترديدها الكثيرون من مدعي محاربة الطائفية والقداسة في السياسة كما هي دائما حجة الشموليين ،ولم يدر المسكين ان ما كاله من كذب واعوجاج سبقه إليه الكثيرون فباءوا بالخيبة والخسران وتكشف زيف ادعائهم وبارت تجارتهم وبقي الكيان شامخاً شموخ السودان وأهله. ان حزب الامة القومي والذي هو الوريث الشرعي لتراث وامجاد الثورة المهدية سياسة وفكرا وجهادا ظل دوما في مرمى نيران الشمولية، وكل من اراد بالسودان شراً واستغلالا لأهله باسم التنمية والاستقرار والتقدم وقد ظلت الحرب والكيان يدفع اثمانا باهظة ومهرا غاليا في التصدي لصنوف من دعاة الشمولية على مدى الستين عاما الماضية ، ولولا المواقف الوطنية والدينية الاصيلة والمصادمة لاطمأنت الشموليات للخلود في ارائك السلطة والتحكم والطغيان. ولم تكنِ الاستاذ الصافي بدعا ممن عميت بصائرهم عن معرفة المواقف الحقة والوطنية للإمام المجدد الصادق المهدي، فطاشت سهام الاستاذ الصافي، ولم يستطع ان يكتم حقده على كيان الانصار ومصخر ثورته ومؤسسه حتى وصم الإمام المهدي البطل الوطني والاسلامي في القرن التاسع عشر فوصفه بالفكي ويباهي الاستاذ بنظارات ومشيخات وسلطنات نشأت قبل تفجر الثورة المهدية ، فأنظر يا هداك الله لهذا التخبط والتدليس. وليعلم الاستاذ الصافي ان كاتب هذه السطور انصاري عادي ليس له معرفة شخصية بالامام المجدد الصادق المهدي ولا فردا من آل بيته ، الا عبر المواقف الوطنية المشرقة التي ظلوا يضطلعون بها، وما اتصالي معهم إلا عبر قراءة ما يكتبون ويسطرون من مواقف ولكنا نقول الحق ونتحمل تبعات ذلك.. وها هو الامام يُنتخب بالاجماع رئيسا لحزب الامة القومي في المؤتمر السابعي ، فلماذا لم يعترض دعاة الاصلاح والتقدم اذ كان حقا ما تدعي من مواقف متناقضة وشمولية للإمام فلماذا مقرون على البقاء في حزب رئيسه سئ المواقف ، وتشاركون في انتخابه رئيسا لكم بالاجماع فالمنطق والامانة يقولان كان عليكم وعلى من تشايعونه التميز بمواقفكم من انتخاب الصادق ، ولكنه النفاق والنية المضمرة للتخريب من الداخل ، فماذا بقي لكم وقد تم توثيق نتيجة انتخابات الامامة العامة صوتا وصورة، والاستاذ الدومة يهنيء ويبارك وكما اوضح الامام فكل مضابط ومداولات انتخابات الامانة العامة محفوظة ويمكن الرجوع اليها لتستبين سبيل المزورين حقا، والذين عاقبتهم جموع المؤتمرين انتخابيا ولكنه العناد والمكابرة ما هدف له من صنفهم دكتور وليد مادبو في احدى مقالاته الساذجة بالمجموعة التقدمية والتي ترفض الاحتكام للديمقراطية واصولها. أما وصفك لكيان الانصار بالطائفية فإنه وصف لا يصدر الا من شخص حاقد على الكيان وعطائه الاسلامي قديما وحديثا او شخص جاهل بالحقائق الاولية لمعنى المصطلحات وإلا فقل لي بربك من فتح طريق التجديد الاسلامي في العصر الحديث في زمن استحكمت فيه العصبية للمشيخات والسلطنات والنظارات وارباب المذاهب.. فقد عرفنا وقرأنا عن مصطلح الطائفية sectarianism الذي ترمي به كيان الانصار وهو بالطبع ومصطلح قادم من الغرب وهو يعني الانخلاق الديني وتكريس مصلحة طائفة من الناس يربط بينها عقيدة دينية، فهو لا ينطبق معنى ولا مبنى ولا مبينا علينا ولا على آبائنا وانظر حولك للبلدان التي توجد فيها الحالة الطائفية لترى تغليب المصلحة الفئوية لجماعاتها ، نظل نتردد كالببغاء في مقالك لفظ السادة وتدمغ الانصار بالطائفية ومع ذلك تدعي انك انصاري، ولا يردد هذا المصطلح الحاقد طائفية ويرمي بها كيان الانصار الا من له ثارات وضغائن على الكيان الذي قدم افضل اطروحات البعث الاسلامي قديما وحديثا فظل يتصدى للغزاة والطغاة والغلاة الى يوم الناس هذا فالانصاري الحقيقي لا يمكن ان يصف كيانا هذا حاله بأنه طائفية، ولو كنا سادة وطائفية حقا كما في دول المشرق لما تجرأ علينا بغاث الطير من الاسلامويين واليساريين والقبليين بالمصادرات البذاءات والبطش ويضربوا ضرب غرائب الإبل، ولكنه التسامح والالتزام بأدب الاسلام، والمدقق في مقال الاستاذ الصافي يجد انه يقول الشيء وهذه، تارة يُعبر على البقاء في الحزب بينما يرفض قراره الديمقراطي، فدونكم الكثيرون كما ذكرت غادروا الحزب ليس بغيه الاصلاح وانما هم من ذوي المصالح الخاصة كانوا يقومون لتحقيقها عبر الحزب، فلما طال ليل الظلم والشمولية نكثوا على اعقابهم وانخرطوا فيها طمعا في السلطة والجاه والمال، وكان ليهم ما ارادوا، ورغم ان حزب الامة القومي ليس مشتركا في الحكم الثنائي هذا والذي جمع ببعض الاضداد فان حقد الاستاذ الصافي وتعسفه يصوران له ان الصادق واتباعه يذوبون في مؤسسات الانقاذ ، ولو كنت تقرأ الرأي الرسمي للحزب في الانقاذ لفقهت خطاب الامام في المؤتمر السابع والذي قدم فيه نقدا مركزا وقويا وموضوعيا لنظام الانقاذ لا يستطيع من يشايعهم الاستاذ الصافي للجهر بحشر معشاره، وقد استشاط الكثيرون من عتاة وغلاة الانقاذ غضبا وتميزوا غيظا ضد الإمام وطفقوا فيه غمزا ولمزا.. والمؤسف حقا ان يعتبر الاستاذ الصافي ويختزل كيان الانصار في سادة وحواريين كأي طريقة صوفية، رغم ما هو معروف من طرق بائن بين الإثنين، فهل يعقل او من العدل والمنطق النظر ليكون هذا شأنه فجر مؤسسة اكبر ثورة اسلامية تحررية في خواتيم القرن التاسع عشر الميلادي وصار ذلك المؤسس اعظم القواد المسلمين فكرا وسياسة واستراتيجية ونعتبره شيخ طريقة صوفية في مسيد او فكي يكتب الأحجبة والبخرات والتعاويذ كما اراد ان يوحي بذلك الاستاذ الصافي وقبله دكتور وليد مادبو، ومن الغريب حقا ان يعترف الاستاذ الصافي بان دستور الحزب اجيز بالاجماع في المؤتمر الاخير وسط التهليل والتكبير ثم يقول بمجموعة تدعو للاصلاح في ذات المؤتمر فلماذا تشتركون في اجازة الدستور بالاجماع وترفضون تفعيل نصوصه، وهناك تناقض آخر فيقول حزب الامة ليس ملكا للسادة اي لا يتحكمون فيه وفي نفس الوقت يقول ان الترقي في حزب الامة لا يتم بطريقة ديمقراطية فياله من تناقض ، وأعد القارئ الكريم بمواصلة التعقيب على مقال الاستاذ الصافي مهدي .. * عضو المؤتمر السابع السماني بابكر عامر *