إمتداد الصحافة ... وكما نحبه

Quote: الصحافة. . عيوننا إليك ترحل كل يوم فرحت أيما فرح وانأ أطالع هذا البوست عن اعز بقعة على قلوبنا مدينة الصحافة ولقد اندهشت جداً لضعف المشاركة في هذا البوست والذي لا يشبه أهل الصحافة وشبابها الذي يتميز بقوة أواصر الصداقة والروح الاجتماعية والمشاركة بفاعلية في كل الأنشطة والمنتديات خارج وداخل الوطن. لماذا الصحافة متميزة عندنا عن باقي بقاع الدنيا ؟ الصحافة مدينة التوسط والاعتدال(اجتماعي – اقتصادي – سياسي ) تكونت من نسيج يمثل كل السودان بمختلف مناطقه وقبائله هذا بالإضافة إلى أن الغالبية من سكانها عبارة عن مجموعة من الموظفين والعمال بالقطاع العام نزحوا جميعاً من منطقة الخرطوم وسط حالياً (الديوم –السجانة – الحلة الجديدة) حيث كانوا من الطبقة المتوسطة التي انقرضت منذ نهايات العهد المايوي. وانأ افخر إنني من مواليد الصحافة بعكس كل الذين كتبوا في هذا البوست (ولد صغير ) وتربيت في جوها المفعم بالمشاركة الاجتماعية وفيه الجار اقرب من الأخ والأخت والحِلة قيمة كبيرة لها التزامات وواجبات لا يعلى عليها. كما إن بها تنوع بشري وثقافي يمثل كل فسيفساء المليون ميل مربع ساهم في صنع مزاج توحدت فيه لغة المدينة وتراحم وإلفة أهل الريف وتعزز هذا الجو بالتعليم والثقافة المتمثلة في أن الغالب من أهلنا كانوا من الموظفين والمهنيين .مما ميزنا بنسيج اجتماعي فريد لم تحوجه سنين الإنقاذ للرتق ولم ينجح الزمن في صنع أي فجوات فيه أو صدوع تستعصي على الرأب . وفي هذا المقام يحق لنا أن نفخر بأننا من المدينة التي هزم فيها أمير الظلام حسن الترابي أليست نعمة من نعم الله على أهل هذه البقعة (الدائرة 27 أ ) أن خصهم بهذا الشرف. ولعل من اشراقات هذا الحدث أن مدينة الصحافة نجحت في توحيد الأحزاب السودانية على قلب رجل واحد حتى تسنى لها إسقاط هذا الطاغية حيث جمعت مدينة الصحافة بين القوى التقليدية (الاتحادي – الأمة) والقوى الحديثة (الشيوعي- البعث) في حلف تواضعت فيه هذه القوي على مرشح الحزب الاتحادي حسن شبو المحامي وغلبت مصلحة الوطن والمواطن في مشهد تاريخي لا أظن أن الزمن يجود بمثله علي مسرحنا السياسي الحالي. ولا تزال هذه المدينة صامدة فحتى الآن تخرج نساءها وأطفالها ليعتصمون أمام الجرافات التي تريد أن تستولي على ميادينها وساحاتها وتحويلها لمباني تجارية لمصلحة الوالي وتجار الإنقاذ ويبيت الشباب في مناوبات لحراسة هذه الميادين فأي مدينة هي وأي أناس أهلها. الصحافة مدينة حاضرة بقوة في واقع الوطن ولأبنائها إسهامات ومشاركات فاعلة في مجتمعه، فقد ظلت هذه المدينة في طليعة أحياء العاصمة من حيث مساهمة أبناءها في إثراء الحياة الاجتماعية والرياضية والثقافية فقدمت الكثير من الشعراء والفنانين والرياضيين بمختلف الأندية هذا بالإضافة للصحافيين وأساتذة الجامعات لعل ذكر بعضهم يحملنا وزر جهلنا للكثير منهم وذلك لان العدد كبير لن تتسع له هذه السطور. والشئ الذي دعاني إلى الكتابة في هذا البوست هو أن هنالك شخصيات كان لها دور كبير في مجتمع هذه المدينة أقفلهم المتداخلون ولم يأتوا على ذكرهم حيث لا يخفى على الجميع أن جميع المؤسسات الخدمية من مستشفى ومراكز صحية ومدارس وأندية اجتماعية في هذه المدينة شيدت بجهد شعبي من أبناء هذه المدينة الشرفاء الذين لم يبخلوا بجهدهم ووقتهم ومالهم في خدمة مجتمعهم. والذي لم يتم بجهد وتبرعات أهل الصحافة لم يتوانوا في بذل الجهود للاتصال بأهل الخير داخل وخارج الوطن والمؤسسات الوطنية والمغتربين من ابناء ها البررة حتى صار في كل مربع نادي ومدارس وفريق كرة يشرف أهل كل مربع على توفير احتياجات هذه المؤسسات بجهد أبنائه وهؤلاء الناس لهم علينا حق شكرهم وتبيين فضلهم للناس وتذكير الجيل الجديد الذي ولد وسط هذه المكتسبات بأنها وجدت بجهد وعرق هؤلاء الشرفاء. هذه بالإضافة إلى نقل صورة حية عن الحياة الاجتماعية المثالية في هذه المدينة وحاجتنا إلى تذكرها واجترارها لتكون عونا لنا في غربتنا ولأنها مرحلة زاهية من حياتنا أصبحت كقارورة عطر من ذكريات نفتحها كل صباح ومساء لنشم أريجها فتعود لنا الحياة . لذا أدعو جميع المتداخلين أن يكتبوا عن تلك الشخصيات وعن تلك التجارب الإنسانية والأحداث عن شخصية في شارعكم أو مربعكم أسهمت في شأن عام اوخاص حتى ولو كان الجمعية الخيرية للمربع عن ظرفاء الحلة أو عن لاعب ا و مشجع مشهور في الرابطة عن فنان،أو شاعر أو تشكيلي وعن تجارب جماعية لشباب الصحافة مثالاً :تجارب روابط الصحافة بالجامعات . وسأحاول أن اكتب إذا سمحتم لي في مرات قادمة عن ما مذكرته سابقاً خصوصا منطقتي الصحافة وسط وشرق حيث بحكم نشأتي أظن أنني اعرف عنهما الكثير حيث إنني من سكان الصحافة وسط مربع 33 وقضيت فترات كبيرة من حياتي بمنزل جدي بالصحافة شرق مربع 38 وأرجو من الإخوة والأخوات إثراء هذا البوست بما يتلاءم وعظمة الصحافة وفتح باب المشاركة أمام الجميع والتحية أسوقها لكل أهل الصحافة وفوووووووووووق إلى الأبد أخوكم هيثم احمد الخضر أبو ظبي