قصيدة أب للشاعر عمر بهاء الدين الأميري من روائع شعرنا المعاصر تحكي عن عاطفة الأب تجاه أولاده، القصيدة مهداة للبورداب العزّاب (ولا أذكر أسماء لكن أكتفي بالأحرف الأولي ، فاقول: أبو حراز واساسي) والغرض أن يخطوا خطوات مباركات –بإذن الله - في سبيل تذوق هذه العاطفة، كذلك القصيدة مهداة لكل أب يشتاق لأولاده وهم معه ومن عجب أني أحن إليهمو وأسأل عنهم من لقيت وهم معي وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي أما الذين اجبرتهم الظروف على تجرع مرارات البعد عن الأولاد فأنصحهم أن يتوقفوا في قراءتهم عند هذا الحد، ويتحولوا إلى بوست آخر، وطبعاً الأمهات لهن نصيب ضمني أكبر في هذه الأبيات. يقول الشاعر عمر بهاء الدين الاميري كنت مع أولادي الثمانية وأسرتي في مصيف " قرنايل " ثم سافروا جميعا الى " حلب " وتلبثت وحدي في خلوة شعرية :-
أين الضجيج العذب والشغب ؟ ****أين التّدارس ، شابه الـــلعب ؟ أين الطفولة في توقدهــــــــــــا ****أين الدمى في الأرض والكتـب أين التشاكس دونـما غـــــرض ****أين التشاكي ما له سبـــــــــــب أين التباكي والتضاحـك فــــــي ****وقت معاً ، والحزن والطــرب أين التسابق في مجـاورتـــــــي****شغفاَ ، إذا أكلوا وإن شربـــــوا يتزاحمون على مجالســــــــتي****والقرب مني حيثما انقلـــــــبوا يتوجهون بسوق فطرتهـــــــــم****نحوي ، إذا رهبـــــوا وإن رغبوا فنشيدهم:"بابا" اذا فرحــــــــوا****ووعيدهم " بابا" إذا اقـــــتربوا بالأمس كانوا ملء مـــنزلـــــنا****واليوم ، ويح اليـوم ، قد ذهــبوا وكأنما الصمت الذي هــبطــــت****أثقاله في الـدار إذ غـــــــربوا إغفاء المحموم هدأتــهـــــا****فيـها يشيع الهم والتعــــــــــب ذهبوا، أجل ذهبوا، ومســكنهـم****فـــي القلب ما شطوا وما قربـــوا إني أراهم أينما التفتــــــــــت****نفسي وقــد سكنوا وقد وثــــــبوا وأحس في خـلدي تلاعــــــبهم****في اـــلدار ليس ينالهم نصــــــب وبريق أعينــهم إذا ظـــــــفروا ****و دمـــوع حرقتهم اذا غلــــــبوا في كل ركن منهم أثـــــــــــر****وبـــكل زاوية لهم صـــــــــخــب في النافذات زجاجـها حــطّموا****في الحائط المـــدهون قد ثقــبوا في الباب قد كسـروا مزلاجــه****وعليه قد رســـــموا وقد كتــبوا في الصحن فيه بـعض ما أكلوا****في علبة الحــــلوى التي نهــبوا في الشطر من تفاحة قضـمـــوا****في فضلة الماء التي ســـــكــبوا إني أراهم حيثما اتجـــــــهـــت****عيني ، كـــأسراب القطا ســـربوا بالأمس في " قرنــايل " نزلـوا****واليـوم قد ضمتهم " حـــــــــلب " دمعي الذي كتمته جـــــــــــــلدا****لما تباكوا عندما ركبـــــــــوا حتى إذا ساروا وقد نزعـــــــوا****من أضلعي قلبا بهم يجــــــــــب ألفيتني كالطفل عاطفـــــــــــــة ****فإذا به كالغيث ينســــــــكـــب قد يَعْجَبُ العُذّال من رجــــــــل****يبكي ولو لم أبك فالعــــــجـــب هيهات ما كل البكا خــــــــــورٌ****إني وبي عزم الرجــــــــــال أبُ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة