نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
من سيرة قمحة...
|
في كتاب النبتُ حكايا قمحة :
ميلاد ونبت...
في عام ما شرط أن يكون لطيفاً بالعباد أوُلد , أنبتُ بتربة مرحاب , وعلي صدرها ترتاح رئةُ سليمة ومسامُها حُر , تربة خصوب ومتعافية لا يصل رحمها عُنصر مُسم لا جرار نشط ولا حتى مُخصب أدمي مُميت. يخالط حقلي " بلادي " ماء بمنسوب مُناسب , يغسل بذرتي -قلبي- ويعُمد جذوري في الأرض فتشتد ونتشابك , ثم يدفع من لدانة غُصني لاحقاً . .... .... أنمو شيئاً , فامضي صوب سطح الحياة ...
أُداعب أنفاسي بمرح ومحبة ؛ أمتصُ أوكسجينة أتلذذها ثم أحررها . ألاعب الوقت بخفة وبراءة تخص النباتات, أغذي الحيوات حولي وتغذيني . في الصباح أنمو ومساءً أُسبح الله وأحياناً أُغني. ..... .....
أنمو شيئاً أكثر...
يطول عودي بحنان , تورق جنباتي ضفيرتان لتتأهب نسمةُ عابرة شهوة الحراك . أتعلم أشياء من مدرستي ومدرستي حقلي الحيوي نُعلم بعضنا البعض من كتاب النبات والنمو , أول الدرس إنا هُنا لنحيا وتستمر الحياة ثم نمضي تاركين المكان نظيفاً غنياً أخضراً للقادمين الأشد اخضرارا. في درس الوراثة ؛ نفهم إنا لا نكره البشر , ففيهم من جيناتنا وفصائلنا البُسطاء الذين لم تفسد الجُنيهات حِسهم بالوسط ، الانقياء المتفاعلين مع نظام الكون والشعراء طبعاً . فحفظنا أن نبادلهم عطفاً بعطف وحياة باخري وان أهلكوا ضياءنا وما فينا بالتكنلوجيا والسماد المُسم . ..... .....
تُمر أيامي واكبر شيئاً فشيئا...
صرت قمحة مُتفاعلة, كل ما يعبرني هو لي , وهو مأثور بهدؤ جمالي لا مفر . مر بي مرةً عاشقاً ولهاناً فألهمه نسيجي ومافيه من سُمرة لون فتاته فكتبني لها حُباً في معايدة. ومرةُ مر بي رساماً بخيال طلق فصرت رسما بألوان الماء, شعاراً لمهرجان ثقافة وسُلم . وبذات مرة وبينما أنا أحتفي بعودي وأغازله فيميل أراقصة ، مر المغُني فملنا سوياً أنا والمغني وهواه الأنيس. .... ....
شيئاً وشيئاً ... تورطت في تجربة !
رأيت عوداً وسيماً لنبت كان من قمح وسيم , أهتز كلورفيلي كله , عرفت انه الحُب , سهرتُ الليل أمنيني بقوامه الخشن ودفئه الأليف مال عودي عليه فرقصناً من نشوة القيا , عاشرته وعاشرني , فعلنا فعلاً نتجت عنه السنابل بعضها أخذه الهواء فنما بعيداً عنا وعاش حياته بناباتيه بذاتها , وبعضها امتطي منقار طائر إلي حقل آخر فألمه السفْر . .... .... جارات الدائرة ودفعني العُمر ...
اصفر وجهي وشحب , مال بختي وانزويت إذ أني أدركت مأسوفاً أن الحرب في الكون أنا موضعها ووقودها , وعلمت باني أنا القمحة البسيطة مالا نواة للجوع والتخمة في آن , علمت هذا نعم علمته فالمني ألمني ألمني حتى انكسرت روحي وقطفتني الريح .
.... .... ابراهيم الجريفاوي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من سيرة قمحة... | Ibrahim Algrefwi | 06-08-05, 07:03 AM |
Re: من سيرة قمحة... | محمد الامين احمد | 06-08-05, 02:08 PM |
Re: من سيرة قمحة... | Ibrahim Algrefwi | 06-11-05, 04:52 AM |
Re: من سيرة قمحة... | Alia awadelkareem | 06-11-05, 04:57 AM |
Re: من سيرة قمحة... | Ibrahim Algrefwi | 06-12-05, 05:38 AM |
Re: من سيرة قمحة... | خضر حسين خليل | 06-11-05, 05:07 AM |
Re: من سيرة قمحة... | Ibrahim Algrefwi | 06-12-05, 05:22 AM |
Re: من سيرة قمحة... | محمد الامين احمد | 06-11-05, 11:51 AM |
Re: من سيرة قمحة... | Ibrahim Algrefwi | 06-12-05, 05:49 AM |
Re: من سيرة قمحة... | ibrahim sidahmed | 06-12-05, 08:51 AM |
Re: من سيرة قمحة... | خضر حسين خليل | 06-12-05, 06:52 PM |
Re: من سيرة قمحة... | محمد الامين احمد | 07-23-05, 12:24 PM |
Re: من سيرة قمحة... | خضر حسين خليل | 07-23-05, 01:44 PM |
Re: من سيرة قمحة... | الملك | 07-23-05, 04:19 PM |
Re: من سيرة قمحة... | أيزابيلا | 07-25-05, 09:14 AM |
Re: من سيرة قمحة... | أيزابيلا | 07-25-05, 09:21 AM |
Re: من سيرة قمحة... | Ibrahim Algrefwi | 07-25-05, 12:17 PM |
Re: من سيرة قمحة... | أيزابيلا | 07-28-05, 02:43 AM |
|
|
|