يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: هل يقوم علي عثمان بطباعة (تزوير) العملة بشكل سري ومنتظم ؟ حرب الصفائح أو الكشف التبادلي لملفات الفساد بين أجنحة النظام المتصارعة والتي نشطت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ .. تكشف (أكثر)عن مقدار الخطر الذي بات يستشعره القوم من دنو أجل نظامهم البغيض .. والحقيقة أن كشف ملفات بدر وأسامة وأمين وعبدالعاطي وعبدالرحيم وغيرهم ليس سوى بداية لتصعيد سيطال الرؤوس الأكبر حتماً . هل يمكن التفكير ، مجرد التفكير ، أن نظام الانقاذ ظل يتربع على مقام الفساد الأرفع في العالم لسنوات عديدة حسب منظمة الشفافية العالمية وأن كل الخارطة الحكومية ظلت ممتلئة بالممارسات الفاسدة .. وأن (الناس الفوق خاااالص) وتحديدا البشير وعلي عثمان (نضاف) و(دوغريين ) لكن المشكلة (في الناس التحت) ؟؟ حسنا أول المعايير التي نطالب من ينكر فساد البشير وعلي عثمان شخصيا .. هي كيف كان حال الرجلين في 30 يونيو 1989 وكيف حالهما الآن ؟ المعيار الثاني هو إفلات من هو دونهما من المحاسبة حتى الآن ؟ المعيار الثالث هو الطريقة التي تمت بها إدارة الصراع السياسي والموالاة السياسية فمن المعروف أنه وبعد إقرار منهج التمكين والإفقار أصبحت المعادلة هي تأييد النظام مقابل المال .. الانتماء للحزب الحاكم .. أو لتيار أو جناح محدد به لا تحدده القناعة الفكرية والسياسية بقدر ما يحدده ذلك الكاش الذي يقلل النقاش .. كثير من المعارضين والمحاربين للنظام تم جلبهم للداخل بالاغراءات المالية .. هذا الصرف اللامحدود .. مضافا اليه الصرف اللامحدود على الأجهزة الاستخباراتية والأمنية والقمعية ... مضافا إليه الرشاوي الهائلة التي تدفع للعملاء الخارجيين ... والتي كشفت عن بعضها – هي الأخرى – الأيام والليالي .. كل هذا الصرف يتطلب مواردا حقيقية وغير حقيقية لا محدودة .. عليه فإن من يتخيل براءة البشير وعلي عثمان من الفساد هو كمن يتخيل ان الغريق يمكن اخراجه من قاع البحر جافا (وشعره مكوي) او كما قال الكوميديان الشهير في مسرحية عش المجانين من أهم الخيوط التي يمكن تتبع فساد علي عثمان بها .. ما ورد في بيان كان قد وزعته جهات مقربة من الرئيس تطالب وتلوح بانقلاب داخلي قبل أكثر من عامين من الآن وتم الكشف فيه عن عمليات سرية لطباعة العملة الورقية يقوم بها علي عثمان وصلاح قوش .. لا سيما أن هذا التسريب قد تطابق مع حادثة حمل أكثر من ورقة نقدية من ذات الفئة نفس الرقم المتسلسل .. وربما كان ما هو أخفى .. أشد .. وأدهى