يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: قبل أن يجف مداد الدعاية الحكومية بشأن حرية الأقلام والحريات الإعلامية بصورة عامة، أزيح رئيس تحرير صحيفة (الصحافة) النور أحمد النور عن مقعده بموجب قرار من جهاز الأمن، لإعتراضه على الرقابة القبلية وحذف خبرخاص بتكوين هيئة دفاع عن المتهمين في المحاولة الانقلابية الأخيرة. ما حدث لرئيس تحرير الصحافة.. رسالة أراد جهاز الأمن إرسالها لكل الصحف مفادها أن من يعترض على الرقيب الأمني لا مكان له في الصحف السودانية..التي يريدها النظام بوقاً له ..كما تريد سلطة الانقاذ أن يكون الصحفيون حارقي بخور لا أكثر ولا أقل. لقد دفعت الميدان ..ولا زالت تدفع ثمناً باهظا جراء اعتراضها على مبدأ رقابة الصحف فحرمت من الصدور العلني ما يقرب من العام، وحرم صحفيون شرفاء من الكتابة نهائياً لأنهم يجهرون بصوت الحق .. ويؤمنون بدور الصحافة في التنوير ورفع الوعي والدفاع عن الحقوق .. بيد أن جل المجتمع الصحفي بخير .. وقد اختار طريق المقاومة وشعاره: (صحافة حرة أو لا صحافة). لقد أثبتت التجارب التي عاشها شعبنا منذ الاستعمار أن الأمن والرقابة والتعسف الحكومي لا يستطع تدجين الصحافة السودانية. وهاهو فضاء الشبكات اللاكترونية يفتح منفذاً جديداً وواسعاً للصحف والوسائط الإعلامية ..لا يستطع الرقيب الأمني الوصول إليه .كما أن حركة المقاومة والاحتجاج ضد تقييد الصحافة لم تهدأ..بالمذكرات والوقفات والاحتجاجات التي نظمتها شبكة الصحفيين السودانيين وبكافة أشكال التضامن الأخرى. إننا اذ نعلن تضامننا مع رئيس تحرير صحيفة (الصحافة) فإننا نؤكد أن إنهاء التدخل الأمني في شؤون الصحافة ليس معركة الصحفيين وحدهم.. وإنما معركة الشعب كله ضد نظام ديكتاتوري صادر كل الحريات والحقوق .. ولواء النصر معقود لقوى الديمقراطية والحرية مهما طال أمد البطش.