يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: ترجمة رسالة الاستاذ ياسرعرمان لمؤتمر العمل الطارئ لمجموعة (اعمل من اجل السودان) بالعاصمة الامريكية واشنطون 10مارس 2013 الاعزاء اريك كوهين وغريك سانتون وأعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر :- دعونى اعبر عن شكرنا وعميق إمتناننا لمجهوداتكم المتواصلة فى مجموعة ( اعمل من اجل السودان ) ونحن نثمن عالياً وقفتكم فى جبهة التضامن مع شعب السودان. وما انبل المجهودات الانسانية التى تبذلونها . اشعر بالاسف لعدم تمكنى من الحضور والمشاركة ولقاء الناشطات والناشطين فى حركة التضامن وشخصيات مهمة تشارككم هذا المؤتمر من منابر مختلفة . إننى اتطلع مع زملائى للإلتقاء بكم جميعاً فى قلب ارض السودان فى ازمنة يسودها السلام و الديمقراطية والمواطنة المتساوية فى شوارع عاصمة بلادنا الخرطوم ، وفى بقاع جميلة اخرى من ارض بلادنا السودان ، وهى بلاد عريقة يرجع تاريخها الى سبعة او ثمانية الف عام من تاريخ الحضارة الإنسانية . واهل وارض بلادنا ساهما بفاعلية فى بناء تلك الحضارة من قبل وهم متشوقون مرة اخرى لكل إسهام إيجابى لرفعة وتقدم الإنسانية مستقبلاً. أصالة عن نفسى ونيابة عن الحركة الشعبية بالسودان والتى يمثلها الرفيق فليب توتو والجبهة الثورية التى تمثلها كذلك شخصيات محترمة ، دعونى اطرح الأسئلة والقضايا والموضوعات التالية وهى ذات اهمية فائقة لنا ونحن نأمل بان يسهم مؤتمركم هذا إيجاباً فى مجهودات شعبنا وحركة التضامن على النطاق العالمى معه. مما يجدر ذكره إن رؤية الحركة الشعبية تقول بضرورة وجود رابطة سياسية إجتماعية ثقافية جديدة لسودان المستقبل تقوم على الديمقراطية والعدالة الإجتماعية ومساواة النوع والحقوق الدستورية المتساوية ، وهذا ما نسميه بالسودان الجديد. وشعبنا ونحن قدمنا تضحيات عظيمة لتحقيق هذه الرؤية وسوف نمضى فى نفس الطريق حتى نحقق السودان الجديد. و نؤمن بإن رؤية السودان الجديد هى الحل الوحيد المتاح امام شعبنا للنهوض .وكذلك فإن العيش فى ظل الوضع الحالى مستحيل ، ونحن لا نسعى لإستبدال ضحايا بضحايا جدد بل نرغب فى مجتمع جديد قائم على العدالة للجميع والديمقراطية ، ويحقق الإجماع الوطنى ، ويوحد شعبنا ويفتح النوافذ والابواب لمستقبل مشترك جديد ، اننا لا نستطيع إزالة الماضى ولكن يجب ان نتطلع إلى مستقبل وضاء جديد . منذ ان اخذ المؤتمر الوطنى السلطة منذ نحو 23 عاماً فقد برزت على الدوام حركة تضامن عالمى مع شعب السودان ورغم النجاحات فإن هنالك اسئلة وموضوعات تظل قائمة وتستحق الإجابة لاسيما من هذا التجمع . لماذا يؤيد المجتمع الدولى الحلول الجزئية للقضية السودانية ؟ كيف بإمكاننا تحويل مسار الحلول الى حل ومنظور شامل قادر على تحقيق الديمقراطية والسلام والإستقرار فى تذكرة واحدة؟ من المفارقة ان المؤتمر الوطنى والمجتمع الدولى يجلسون على نفس الصهوة باحثين عن الحلول الجزئية !! ياللمفارقة ! رغم ان اللغة مختلفة فإن النتائج واحدة ! لماذا يدعو المجتمع الدولى عمر البشير وزملائه ويتعاملون مع حكومته ويسدون الطرق لممثلى الضحايا الذين تمثلهم الجبهة الثورية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى الاخرى؟ مرة اخرى لماذا يكثرون الحديث عن الإبادة الجماعية وعيونهم مغمضة حينما ياتى الحديث عن السودان ؟ على الرغم من انهم نفس الذين قاموا بتوجيه الإتهامات فى قضايا الإبادة الجماعية لقادة النظام ومع ذلك يسمحون لهم بممارسة المزيد من نفس الانشطة على حساب الشعب السودانى! ما هى الحكمة والدواعى خلف ذلك ؟. إن النظام فى الخرطوم قد شن الحرب على كافة اقاليم السودان ويمكننا تسمية تلك الاقاليم ، وقام بتهميش غالبية السودانيين فلماذا يتم البحث عن حلول جزئية فى الفاشر او الدمازين ،بورسودان او كادوقلى ؟ انها الخرطوم التى تشن الحرب على الكل والحل الوحيد هو تغيير السياسات فى الخرطوم وليس اى مكان آخر ! لماذا توجه تهمة الإبادة لقادة النظام ثم يدعون لمؤتمر للمانحين فى الدوحة لمساعدة نفس الحكومة دون إنهاء للحرب او وقف للإبادة الجماعية بدارفور ؟وعلى الرغم من قرار مجلس الامن 2046 فإن عمر البشير مازال يرفض فتح الممرات للمعونات الإنسانية للمدنين ويواصل قصفهم براً وجواً امام بصر وسمع المجتمع الدولى ! . إن الإجابة الوحيدة التى تلقيناها من الذين صاغوا القرار 2046 ولاكثر من عشرين شهراً هى الصمت وبقاء الحال على ما هو عليه، ماهو النهج الجديد الذى يجب ان نتخذه فى هذا المؤتمر لتغيير هذه السياسات والطريقة المعهودة من قبل المجتمع الدولى ؟ اننا نتطلع لجهد يسهم إيجاباً فى الاجابة على هذه الأسئلة من مؤتمركم هذا . فى الاجابة على هذه الاسئلة فإننا فى الحركة الشعبية وحلفائها قد شرعنا فى عملية هامه لتحقيق التغيير فى السودان وقد انجزنا الكثير سلفاً و قمنا ببناء الجبهة الثورية وهى منبر سياسى قوى وفاعل و ننوى تطويرها الى كتلة تاريخية تتمكن من إكمال عملية التغيير وتنافس وتفوز باصوات ورضا الناخبين فى اى عملية ديمقراطية فى مستقبل السودان . مرة اخرى فإننا قد توجهنا صوب القوى السياسية الاخرى ومنظمات المجتمع المدنى والشباب والنساء والحركات الاجتماعية وتوجنا ذلك بميثاق الفجر الجديد والذى يتواصل تطويره ، وفى هذا المنحى فإننا نطلب دعمكم لهذه العملية الضرورية لتغيير السودان . مرة اخرى اود ان اشير الى انه حينما ياتى الحديث عن العلاقات بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان والعلاقات بين شعبى السودانيين فإننا نؤمن باننا نتشارك التاريخ والمصير والتراث والمصالح وهنالك حوجة لبناء دولتين ديمقراطيتين قابلتين للحياه والحركة الشعبية فى السودان هى إضافة ومنفعة لترسيخ اواصرالعلاقات بين الشعبين والبلدين. اننا نطمح الى اتحاد سودانى بين بلدين يحتفظ كل منهما بإستقلاله واكثر من ذلك فإننا نتطلع لوحدة افريقيا وللسلام والإستقرار وإحترام حقوق الإنسان فى كافة ارجاء المعمورة . إن من واجبنا إغتنام فرصة هذا المؤتمر للتوصل لانجع السبل لتعميق حركة التضامن العالمى مع شعب السودان وبناء الروابط بين كل المشاركين فيها وبينهم و السودانيين حتى تحقق حركة التضامن اهدافها فى إحداث التغيير والديمقراطية فى السودان . اخيراً فإننى اتمنى لهذا المؤتمر النجاح الباهر الذى يستحقه ، واثناء كتابتى لهذه الرسالة تمر أمام اعينى وعقلى وجوه نيرة وجميلة من الاميركيين وغيرهم من اللذين تضامنوا معنا من كل انحاء العالم على مر السنوات ، ولكننى اود ان احيى بشكل خاص البروفسير اريك ريفز الذى عمل فى حركة التضامن دون كلل او ملل ورفع راية التضامن نهاراً وليلاً فى احلك الظروف ومازال يواصل مسيرته دون هوادة وهذه التحية تشملكم جميعا لاسيما ان البروفسير اريك ريفز هو احد رموز حركة التضامن العالمى مع شعب السودان . ياسر عرمان الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان 10مارس 2013