يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: مثلما يحدث كل عام ها هو مشروع موازنة 2014 يوضع فوق منضدة مجلس الوزراء تمهيداً لعرضه لاحقاً أمام البرلمان ثم إجازته. ومثلما يقال كل عام فإن وزارة المالية تؤكد أن الموازنة القادمة لا تحمل أي زيادة في الضرائب أو الأسعار، وأنها ستعمل على زيادة الإنتاج والإنتاجية. ومثلما يحدث كل عام ستدخل الموازنة غرفة الإنعاش في ربعها الأول وسيبحث النظام عن سبل تمويل إضافية مثل رفع الأسعار والإستدانة الداخلية والخارجية. هذه الدورة الخبيثة لا يمكن الخروج منها، لأن البرنامج الاقتصادي الذي تستند عليه الموازنة والمسمى البرنامج الثلاثي والمولود من رحم توصيات وشروط صندوق النقد الدولي لا يستهدف سوى تدمير الاقتصاد السوداني؛ ودوننا ما يحدث من استمرار الخصخصة وبيع الأراضي الزراعية وتشريد العاملين وتصفية المستشفيات العامة وتجفيف المدارس. وإذ لا يستقيم الظل والعود أعوج، فإن الموازنة السنوية للنظام طالما أنها تعبر عن برنامج الرأسمالية الطفيلية وتستند إلى سياسة التحرير الاقتصادي والخضوع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فإن نتائجها كارثية…وإن قالت وزارة المالية معسول الكلام بقصد ذر الرمال في العيون. الطريق إلى رفع المعاناة وزيادة الإنتاج يمر من بوابة الخروج من فلك صندوق النقد الدولي، ومن بوابة التخطيط الاقتصادي وتعزيز القطاع العام وإنهاء الفساد وهي شروط يستحيل تحقيقها في ظل هذا النظام. ويعرف الشعب السوداني أن الخروج من الأزمة الاقتصادية يعني في المبتدأ الخروج من الأزمة السياسية وهذه الحروب المشتعلة، وهو أمر يتحقق فقط بإسقاط نظام الرأسمالية الطفيلية وتكوين حكومة إنتقالية تضع أسساً جديدة للخروج بالاقتصاد من أزمته، وتلك مهمة ليست عسيرة على شعبنا قاهر المستحيلات.