يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: الوضع المتفجر في دولة أفريقيا الوسطى يستلزم موقفا واضحا ومعالجة حكيمة تهدف لحماية حدود السودان والمواطنين، خاصة في دارفور من أي تداعيات ناجمة من الصراع المحتدم هناك ، لقد فتح الصراع فى أفريقيا الوسطى الباب على مصرعيه أمام التدخلات الدولية لحماية المصالح الرأسمالية ممثلة في الشركات التي تسعى بكل قوة لترسيخ أقدامها في أرض تلك الدولة، فالأعين والاستراتيجيات مصوبة ناحية الثروات الطبيعية وتحت شعار حفظ الأمن والاستقرار، كما أفسح الصراع المجال أمام مجموعات مسلحة ذات هويات وأيدولوجيات متباينة تسلك سبيل العنف لتحقيق أهدافها وتملك القدرة على الحركة في مساحات واسعة تصل لحدود إقليم دارفور المأزوم بالصراعات السياسية والقبلية مما يؤدي لتعميق الأزمة ويزيد من صعوبة حلها، ولقد أشار رئيس السلطة الانتقالية في دارفور لحرج الموقف في الإقليم بسبب الصراع في أفريقيا الوسطى . تقلص حدود السودان مع افريقيا الوسطى بعد انفصال جنوب السودان لايمكن أن يكون مدعاة للاطمئنان طالما أن الحدود مفتوحة والإرادة السياسية والقوة العسكرية والأمنية أضعف من أن تقوم بدور الحماية للحدود والمواطنين؛ ورغم تفاقم الموقف لم يصدر من حكومة السودان ماينم عن توفر الإرادة السياسية والأمنية لحماية حدود السودان ومنع تدفق الأسلحة والمقاتلين ناحية دارفور، كما خلا الخطاب السياسي للنظام من أي إشارة واضحة عن الصراع في أفريقيا الوسطى وانعكاساته على السودان أو خطط الحكومة لحماية الحدود والمواطنين. الوضع يدعو لقلق يتزايد كل يوم نسبة لتفاقم الأوضاع في تلك الدولة والهشاشة الأمنية في السودان بالذات في إقليم دارفور، وأي تدهور في الأحوال الأوضاع الأمنية في السودان مسؤولية هذا النظام الذي يجُير الموارد لأجل حمايته والحفاظ على بقائه، بينما يتجاهل المخاطر التي تحيط بالسودان وأهله من آثار الصراعات الإقليمية، لذلك فنحن نحمله مسؤولية أي تدهور في الأوضاع الأمنية في دارفور ذي صلة بالأزمة في أفريقيا الوسطى ونطالب بأخذ كل الترتيبات اللازمة لحماية حدود السودان وحماية أرواح مواطنيه.