يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: كلمة الميدان October 26th, 2013 حديث مولانا الميرغني وكلمة الشعب جاء في صحيفة (الصحافة) الصادرة صباح الثلاثاء22 من اكتوبر الجاري: إن مولانا محمد عثمان الميرغني أكد للرئيس البشير متانة العلاقات بين حزبه وحزب المؤتمر الوطني من أجل صون سلامة الوطن وتعزيز استقراره ونمائه، مشدداً على حرص الاتحادي واهتمامه بسلامة البلاد وأمنها في ظل قيادة الرئيس البشير. للوهلة الأولى قد يتبادر لذهن البعض أن حديث مولانا الميرغني يقع خارج دائرة الأحداث في الوطن، وبالتالي لامعنى للخوض فيه, لكن ذلك الحديث له علاقة مباشرة وقوية بالصراع السياسي والاجتماعي في السودان الذي نشهد ذروته الآن, حيث يتم (فرز الكيمان بلا هوادة) من يقف مع مصالح المواطنين ومصالح الوطن ومن يقف مع مصالحه الخاصة, من يملك الرؤية لقراءة ماهو مكتوب على الجدار ومن يحاول أن يطمس معالم ماهو مكتوب و يعكس كلمة الشعب وإرادته وشعارات ثورته, ومن يملك القدرة على اعتراض إرادة الشعب ومن يعرف أن اللعبة قد انتهت ولم يبق سوى تسديد الهدف الأخير. وأهم من يظن ثورة شعب السودان على الظلم والإفقار والقهر السياسي والاجتماعي والثقافي قد بدأت بانتفاضة سبتمبر2013 هي ثورة المواطنين في دارفور وفي النيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق و في مواقع السدود ومواقع الإنتاج المختلفة وقدموا في سبيل تحقيق مطالبهم الشهداء وتحملوا القهر والتعذيب والنزوح واللجؤ, هي ثورة تضافر فيها السلاح مع العمل السياسي السلمي , لأجل الوصول لبناء سودان ديمقراطي يسع كل أهله على أساس المواطنة. نظام الرئيس البشير يمثل عقبة أمام الوصول لذلك الهدف، بل ويعادي الشعب ويصادر حق الحياة وحق العمل وحق العيش الكريم كل يوم فكيف يكون بقاء البشيرسبباً في (سلامةونماءالوطن)؟ إن من يضع يده في يد هذا النظام إنما هو شريك في مصادرة حق السودانيين في الحياة وستنطبق عليه كلمة الشعب التي قالها داوية : ( الشعب يريد إسقاط النظام) تلك الكلمة ليست في مواجهة قمته السياسية فقط ، بل وفي مواجهة جذور النظام الطبقية وحلفائه مثل السيد محمد عثمان الميرغني الذي ضرب بمذكرة قيادة حزبه وخلفاء طائفته عرض الحائط وسلم زمام أمرهما للبشير.