يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: كتبنا في هذه الصحيفة عن الفساد مجلدات دون استجابة تذكر من أي جهة رسمية. وفي الأسبوع المنصرم قطع السيد محمد الحسن الأمين رئيس لجنة الأمن والدفاع بانه لا توجد مؤسسة بالبلاد مبرأة من الفساد ،ويقول العاملون في الدفاع المدني ليس هنالك ولاية من ولايات السودان نجت من دمار مهول في معظم مدنها واحيائها وقراها. بهذا اصبح الشعب مطحونا بين شقي الرحى. وكما يقول أهلنا البسطاء (بين المرحاكة وحجرها). وليس هنالك ثمة أفق للحل تقدمه سلطة الرأسمالية الطفيلية لإنقاذ المواطنين من هول المعاناة التي تحولت إلى كارثة حقيقية. موت المئات، دمار ملايين المساكن، محو قرى بأكملها من خارطة البلاد وصارت بما فيها من ممتلكات مطمورة تحت الأنقاض التي غطتها المياه أو جرفتها السيول إلى مناطق بعيدة وغير معلومة وأصبح الحصول عليها ميؤوس منه. الكارثة لم تقف عند هذا الحد بل تعدتها الى بيع الإغاثة التي تبرعت بها الدول الصديقة في سوق الله أكبر وعلى مرأي ومسمع من السلطة. بعض هذه الإغاثة تحتوي على آلاف الخيم وهي عبارة عن منازل جاهزة مكونة من ثلاث غرف ومكيف للهواء ومولد كهربائي وسريرين. فتصور حجم المبالغ التي نهبت واستولى عليها الضالعون في الفساد. وهي تضاعف من آلام المنكوبين، فالسلطة لا تغيث بل تنهب الإغاثة من المانحين لها. لامتصاص الغضب الناتج عن ذلك، تعالت بعض أصوات المسؤولين في المؤتمر الوطني وبعض نواب المجلس الوطني بقطع رقبة كل من يثبت أنه نهب الإغاثة وباعها في الأسواق!! إنهم يعلمون علم اليقين من فعل ذلك لآن بعضهم مشارك في تسريبها. إذ كيف يستقيم عقلاً ومنطقاً أن تتسلم السلطة الاغاثة من المانحين وتسرق أو تتسرب دون علمها إلى أسواق داخل الخرطوم وغيرها وليست في المريخ، ولا يقبض حتى الآن على أي شخص سرقها وقطعت رقبته. فالسارق لا يمكن أن يدرع الحبل حول عنقه. قلنا من قبل أن القابضين على زمام السلطة مستعدون –في سبيل الربح واستقطاب الثروة أن يدوسوا على جثث المنكوبين وخطف اللقمة من أفواه الأطفال الجياع وخوض بحار من الدم من أجل الربح. أنها سلطة ضد الشعب ولهذا يستوجب تضافر كل الجهود لاسقاطها. كان أبسط ما يمكن أن تفعله السلطة هو نشر اسماء السارقين للإغاثة قبل قطع رقابهم. نحن في الحزب الشيوعي ومن هذا المنبر ندعو للتضييق على السلطة الفاسدة ومراقبة توزيع الإغاثة ومحاصرة النظام بالمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات فالحقوق لا تمنح ولكن تنزع إنتزاعاً. front no