يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 12:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2008, 04:41 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !!

    يقال إذا أذنبت، فتطهَّر بالقراءة، أو بالكتابة، فالحروف الصامتة، الميتة تصرخ في ذاتك، بصوتٍ يزِنُ وعيك بك، ورحم الله ديكارت، فقد قال عنه بودلير، بأنه جعل العميان يبصرون، حين قال: (إنسَ ما شببت به من مفاهيم وآراء، ثم ألقِ نظرةً على الوجود، تلك هي نظرتك الشخصية)، فلا تناصّ، ولا تقليد، وتلك هي الأرض البكر، التي سار فيها الأفراد عبر تاريخ الإنسانية المجيد، وهم قلَّة، أكاد أحسبهم على أصابع يدي اليمنى فقط، يا ترى هل هم، سقراط، والمسيح، وموسى ومحمد ومحمود؟.

    وأحياناً، أشعر بعقم القراءة، فعلام نقرأ، والكتاب الأعظم بداخلنا، ألم يستفز الحكيم سقراط حكماء أثينا، حين استخرج بأسئلته التهكمية الذكية، من صبيٍّ زنجيٍّ صغير، معارف هندسية مقعدة، أدهشت مهندسي اليونان، موقناً بأن العلم المطلق كامنٌ في القلوب؟، ولكن هل من مثير أو سؤال، أو جدوى أو منهج يحرك أعماق الأعماق ليستخرج هذه الكنوز الدفينة، (إقرأ كتابك، كفى بك اليوم حسيباً)، ألم يقل علماء النفس بأن التداعي الحر للأفكار لا ينقطع، حتى نلج رحم الأولى، بل نلج ما كان وما سيكون، (قُلْ سيروا في الأرض، فانظروا كيف بدأ الخلق)، إنها أمر كالصوم والصلاة، فسُنَّة النبي، وسنة بوذا وسقراط هي الفكر، الفكر الحر، من كل قيد أو شرط، حتى قيود الطبع والشهوات والنفس السفلى والعليا، فالقانون الطبيعي، والذي يهيمن على الحيوات والجماد، والذي سيَّر الكون منذ دهر دهير، هو العقل الكلي، العقل الخالي من الرغبة والهوى، فالمطر ينزل على الغبي والذكي، والحياة تسير في النور والظلمات، نحو هدف معين، نحو المسك، وما العقل البشري، إلا ظل، أو قبس من هذا العقل الكلي الجميل الحكيم.

    [تمنَّيْتُ على الزمان مُحَالاً أن ترى مقلتاهُ طَلْعَةَ حُرّ]،

    لا تتوكَّأ على الحَوَاسّ...

    فإنَّها أَشَدّ عماءً من جوفِ حُوتِ يونس

    ولا على العقل..

    فإنه أشَدّ تهوُّراً من هاملت

    ولا على حَوَاشي القلب

    فإنها كالأُمّ، تَغْمُرُكَ بحنانٍ عظيمٍ، تفسدُهُ أشواكُ الواقع.

    ولكن في ذات القلب، في ذاتك، ما أنت طالبٌ، بلسان حالك ومقالك.

    تاريخ الفطرة، أم تاريخ العقل، كارل بوبر أم الجيلاني.. أقرب إلى فطرتي ؟، أم كلاهما؟؟.
    ______________________

    هُوِيَّتِي هذه الرُّوحُ التي تَسْكُنُني 2 / عبدالغني كرم الله – SUDANESE INK

    والآن..
    يا عبدالغني كرم الله - وإسمك دلالة، ولك منه نصيب بائن لا تخطئه (روح مبدعة) -. فلأبدأ بما انتهيت.فلأبدأ من حيث شعرت - أنا – أنه مأزق واحد لكلينا، هذه الأيام !
    ففي ساعة شهوات الليل التي تجوس في الدم، وتستنفر الأعصاب كلها، وأنت/أنا، لاهث بين الضفة والضفة، (أبحلق) في الحروف، أجمعها على أطراف أقدامها، وأتوحد معها، في تلك الساعة، أروح أفكر، أما كان خير لي أن أكون - في هذه اللحظة بالذات - مزارع في (القولد)، تلهب حواسه كلها (الدلوكة)، ويعمر عالمه الصغير، ثغاء الأغنام، ورائحة الطين، وروث الأبقار، ونواح الريح حين تعبر.ذلك العالم الصغير المؤلف في أقصى حدوده، من (إذاعة لندن)، ليلا، وطيوف العذارى اللواتي تهجس بجمالهن قلوب الشبان، فيجوّدوا (العرضة) ليشغفن بهم !
    هذا عالم وذاك عالم !
    أيهما أنا ؟ ولأيهما أتوق ؟
    أليس في الكتابة شيء من الحنين ؟
    لويس أراغون له رأي يأسرني، أن (الرواية) ليست حكاية، ليست تسلية، ليست سردا! وإن لم تكن تنطوي على أسئلة وجودية كبيرة، فهي، ربما لا تساوي شيئا !!
    وهذا عالم..!
    عالم، دخلت إليه بقدميّ الحافيتين، فدغدغ باطنهما العشب الطري.ملمسه - لا تنكر - في باطن القدم، يجعلك كالسائر في الجنة.ولن تنتبه لأشواك (الضريسة) باديء الأمر.
    باديء الأمر ؟!
    (يــــاه) ..حتى تبلغ تلك المرحلة التي تحسّ فيها بـ(البرسيم على الأرفف في معارض الكتب) !!
    طبعا، بما في ذلك برسيمـ(نا) !!
    البداية عشب !
    والطريق (ضريسة)
    والآن...متاهة.
    لم يكن بالمقدور، آنذاك، والمرء منكب على كلّ ما يقع تحت يده، أن يدرك أنه يفتح كوة، لن يعرف ما إذا كانت تؤدي إلى جهنم أم الجنة !!
    ليال طويلة.ليال تتعرق خلالها ويقتلك الأرق.فالآفة الأبدية التي أقضت مضاجع الذين نثروا (السنن) كالمصابيح الكونية، تقضك الآن.
    وتحاول أن ترى باطن قدميك بعد كل هذه السنين لتكتشف أنهما احترقتا تماما.
    لا، لم تكن (ضريسة) !!
    كانت نارا !!
    وأنت كالرهبان البوذيين رحت تعبر فوق حقول النار، وتتلذذ وتتألم !!
    وتقرفص في نهاية المطاف، على جدول رقراق، لتسأل:
    تاريخ الفطرة، أم تاريخ العقل، كارل بوبر أم الجيلاني.. أقرب إلى فطرتي ؟، أم كلاهما؟؟.
    لكن، من قال لك إن صديقنا محمد الربيع محمد صالح ليست له الأسئلة ذاتها.
    أنا أقول لك:
    تاريخ الفطرة، أم تاريخ العقل؟
    سبينوزا وهيغل وبيرتراند راسل..
    أم الحلاج ؟؟
    هل تصدقني القول/الإجابة ؟
    هل أصدق نفسي؟
    مصلوب على جنته، مقطوع الأطراف، يمسح يديه (المقطوعتين) احداهما بدم الأخرى، ويضحك فرحا.وذاك - أظنه الشبلي - يسأل، فيقول له:
    ركعتان في العشق لا يصح وضوؤهما إلا بالدم !!
    وضوء العشق !!
    أية فتنة هذه ؟
    فتنة في اللغة، وفي (الحب) !!
    فتنة في ..(ماذا) ؟
    ونحن، ماذا نريد من كلّ ذلك ؟
    أما كان أفضل أن نؤوب إلى بلداتنا التي تنام عند التاسعة، بعد أن تتجشأ من (الكسرة بي اللبن)، يهفهف شعرها النسيم الليلي.
    أكيد جربت ذلك.
    أن تترك الفراش في (الحوش)، أول المساء، ليبرد، والريح الخفيفة تحرك أطراف الملاءة، لتأتي وتنام خفيفا ومنتشيا، وتصحو في الصباح الباكر، نشيطا، فـ(تشد السرج) على ظهر الحمار، وتقصد النهر الجميل.
    هناك حقول القمح والفول المصري، كون آخر.
    وغابات النخل، كون آخر.
    وفتنة (الدلوكة)
    وفتنة (الدلكة)
    وفتنة (الخمرة) التي تضوع أجساد النساء
    وفتنة السمر الليلي البسيط
    وفتنة الأصدقاء البسطاء الذين لا يعرفون، لا بوبر، ولا ديكارت، ولا دريدا، ولا هيدغر، ولا (بطيخ) !!
    أقصى هذه الأشياء كلها، أقصاها، صوت (صديق أحمد) ينساب في لياليهم، ملونا بالطنبور:
    عديلة عليك محل ما تمشي تمشي يا عديلة
    مشاويرك عديلة
    عديلة عليك.

    وها قد مشينا
    فهل كانت مشاويرنا – يا صديقي – عديلة ؟
    كن بخير أيها (المجنون).
    ولصديقك/ي محمد الربيع ألف تحية.

    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-04-2008, 04:53 PM)

                  

04-04-2008, 07:37 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    الا أن سر جنونهم عجيب!!
    على أعتابه يسجد العقل
    وما من نبى الا وأتهم بالجنون
    كذلك الشعراء والملهمين
    "إنشاء الله أجن وأزيد فى الجن"
    غناها لهم صديق الكحلاوى
    مادا لسانا طويلا
    و"نعمة" محجوب شريف
    لما لم "يفقهوا" ما دراها
    قالوا: (جنت وما براها)

    وصنو "الجنون" "الكفر"
    الكفر بما عليه الناس من بال لا يفيد
    "كفر ابن يوسف من شقى واعتدى"
    ولكن التجانى كان يرى "شجرا يسير"
    وهم لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم
    ومع ذلك صعروا "خدودا" عجافا
    وقالوا:
    "أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا؟!"
    وأردفوا:
    "أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك"
    وما كانوا هم على ما كان عليه آبائهم
    ==
    هم لا شك "محتاجون" لـ "كبير" يعلمهم السحر
    و"ماهو بساحر ولا مجنون"
    هم هم - السحرة - ثم هم ليسوا بعد سحرة
    "أولئك" من يغيرون العالم
    أولئك من يعطون للحياة طعما ويعلمون الشعب
    "معنى أن يعيش وينتصر" - ود المكى -
    ويقول حفدة ساكسون
    All is well till you see the other side of IT
    وقديما قال الأستاذ محمود محمد طه
    متحدثا عن ضرورة "ثورة ثقافية" جديدة:
    نحن محتاجين لفكر:
    يغتّس الدانة ويطفّّح المسحانةّ!!
    هذا الأنقلاب فى الفكر
    سحرته وسدنته "مجانين" مثل كرم الله ومثلك يا عويس
    فـ "شدّوا المئزر"
    ولك يا عويس التحايا والشكر على هذه الدرر

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 04-04-2008, 07:41 PM)

                  

04-05-2008, 10:03 AM

Siddig A. Omer
<aSiddig A. Omer
تاريخ التسجيل: 04-06-2005
مجموع المشاركات: 3818

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالله عثمان)

    عبد الغنى يكفيه جنه و يكفينى انه ابن الفكرة....أما خالد عويس.....فهو يؤثق بوعىء....لا اراه الا جنونا.....اسبحوا ايه المجانين...فلقد اتىء..هذأ الفتى ...بفكرته....


    أخوى عبد الله....و الله مشتاقين...تمنياتى الطيبة....بصحة....و كل نجاح....


    صديق - الدوحة
                  

04-05-2008, 01:24 PM

مدثر محمد عمر
<aمدثر محمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Siddig A. Omer)

    صور كثيرة تحضرني.... ذهول جماع... انتحار ابو ذكري....وموت معاوية نور.... وكثيرين....قالها مرة دستوفسكي "ثمة أشياء كبيره... أشياء مهمه... سأتوقف عن الحديث عنها لئلا أضحك جميع الناس!!"
    الجنون والسحر ملاذ العقل العاجز ولذا كانا اكبر فكرتين سيطرتا علي الإنسان منذ التاريخ.... من توهم الجلادين انهم وحدهم الذين يرون الأشياء وحقيقة العظماء انهم وحدهم يرون الاشياء وبين الاثنتين تضيع شعوب من العامة والغوغاء بين من تصديق الجلاد , واضفاء السحر علي المفكر وبالتالي عزله من المجتمع حتي وان كان ذلك السحر هالة مبالغة من التقدير تثق ان زمانه لم يأت بعد!!! او رفضه المطلق لسوئه وخيره او نعته بالكفر او الزندقة او الاباحية او اي شي اخر تبغضه اكبر كمية ممكنة من العامه!!

    شكراً وارجو ان تواصل
                  

04-05-2008, 01:42 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: مدثر محمد عمر)


    إنا لله ..
    Quote: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي
    قالت الأعراب : ( رمتني بداءها و انسلّتْ ) ..
    هيهات ..
    كلاكما يجوز فيه القول :
    ( بعشر ما شايف شغلو ) ..

    يا خالد عويس ..
    سرجكم واحد إنت و أخوك عبدالغني ..
    فنعِمّا هو .


                  

04-05-2008, 02:49 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Emad Abdulla)

    أصدقائي
    عبدالله
    مدثر
    صديق
    عماد

    يبدو، كلنا في القارب ذاته !!

    أشهد لهذا الـ(عبدالغني) أنه (مجنون كامل الدسم)، فلا تضعني - يا عماد - معه في مرتبة واحدة.ليتني أكون عند حسن ظنك هذا.
    عبدالغني له قلم مجنون، و...أنت كذلك !!
    والجنون هو (برزخ) العبقرية، أو العكس !!
    سأعود.
    وإني لأشم رائحة حبر عبدالغني هنا..!
                  

04-05-2008, 03:17 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: مدثر محمد عمر)


    قطعا أستاذ مدثر أن الجنون والسحر -
    بمفهمومهما الذى تحدثت أنا عنه عاليه -
    ليسا ملاذ العقل العاجز، فالعقل العاجز يسلّم
    لما عليه عامة الناس ويسايره
    ولكن العقل الرافض، ناشد التغيير
    هو من "ينبذ" المسيرة فى القطيع
    ويطرق الطريق البكر وإن نبذه الناس
    ولكنهم قطعا سيئوبون الى طريقه
    "ضحى الغد" وعند "منقلب الرعاء تسبق الشاة العرجاء"
    و"فاز باللذة الفاتح المثابر"
    "الرافضون" بفكر هم "عزّال" هذا العالم
    بالمفهوم الصوفى - الرافض لدنيا معاوية
    الراغب فى تزويجها بـ "دين على"
    لتصير "قوزا أخضرا" للجميع
    وليس "إقطاعية" يقف على أطرافها
    المحرومون يتأملون كم هو أخضر الحشيش
    على الشط الآخر والعالمون منهم يعرفون
    أنه "خضراء دمن"
    وللمعصوم "فى آخر الزمان ما يشبه الجنة فهو نار"
    هؤلاء "العزّال" ما "واصلهم الاّ مقاطع"
    وهو الرافض بفكر ... هو المجنون إن شئت
    ===
    سلام يا صديق ويا عويس ويا عماد ويا مدثر
    ومرابطون "رافضون" لله

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 04-05-2008, 03:19 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 04-05-2008, 03:22 PM)

                  

04-05-2008, 07:13 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالله عثمان)

    أصدقاء الحبر والغواية
    سلام لكم في الأسافير.
    ويا عبدالغني، أصبحت ملتحفا بالحبر، فهل الحبر يخفي ؟
    ما أبشع (و) أروع الورقة غير المنقطة.
    هل تأملت (النقطة) يوما ؟
    أظن – وبعض الظن جزم – أن (مولانا) مظفر النواب تأملها، فهو، كريكور، بلغ (بصرته) أو جاءت إليه (البصرة)، بعد طول تأمل.
    لكن، تعال لنتأمل، هل حقا المسافة بين الروح والعقل بعيدة هذا البعد؟
    ربما.ربما لا.ربما نعم.
    وهذه الـ(ربما) بحد ذاتها إشكالية !!
    قل لي، ما شأنك بالروائح ؟
    هل هي على نحو ما، الأثر العميق لمعرفتنا، واحساسنا بالأشياء؟
    ماذا لو لم تكن هناك روائح !!
    هل كانت لتكون رواية ما لولا الروائح؟
    آهـ من ماركيز وروائحه.لكن – أجزم – لدينا ما يضاهيها.روائح تعبر عن كلّ شيء.حتى الشوارع لها رائحة.والسقوف حين تثقل بماء المطر.والنهر له روائح مختلفة.النهر في (جوبا) له رائحة مختلفة عن تلك التي في (واو) و(دنقلا) و(مدني).
    هل هو النهر ذاته؟
    ندين له بالكثير.فنحن (نيليون) ! هو (جدنا).هو (الأسلاف).
    هناك من يدينون للجبال والبحار.أما أنا فـ(كائن نهري) !!
    وثمة رابطة غريبة مع هذا النهر (القديم)، شيء من التقديس، والمحبة، والهيبة.
    النهر رواية تاريخية.هو أعظم رواياتنا.
    فلتأت يا عبدالغني !
    لتأت لنتحدث عن كلّ شيء !!
                  

04-05-2008, 09:23 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    في ضحوية ..
    و رابعة النهار لفاحة , قال الرسامون المعاتيه لشيخنا العاقب محمد حسن ..
    - و الرجل صوفي مانع الجذب .. فارِعهُ - :
    يا أستاذ .. في الرسم النقطة فعل تشكيلي مكتمل .
    قال : و الصمت موسيقى كاملة الركن .

    ثم غمغم : الله ده كبير جداً .. و كريم .


                  

04-06-2008, 07:44 AM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Emad Abdulla)

    وأحياناً، أشعر بعقم القراءة، فعلام نقرأ، والكتاب الأعظم بداخلنا، ألم يستفز الحكيم سقراط حكماء أثينا، حين استخرج بأسئلته التهكمية الذكية، من صبيٍّ زنجيٍّ صغير، معارف هندسية مقعدة، أدهشت مهندسي اليونان، موقناً بأن العلم المطلق كامنٌ في القلوب؟، ولكن هل من مثير أو سؤال، أو جدوى أو منهج يحرك أعماق الأعماق ليستخرج هذه الكنوز الدفينة، (إقرأ كتابك، كفى بك اليوم حسيباً)، ألم يقل علماء النفس بأن التداعي الحر للأفكار لا ينقطع، حتى نلج رحم الأولى، بل نلج ما كان وما سيكون، (قُلْ سيروا في الأرض، فانظروا كيف بدأ الخلق)، إنها أمر كالصوم والصلاة، فسُنَّة النبي، وسنة بوذا وسقراط هي الفكر، الفكر الحر، من كل قيد أو شرط، حتى قيود الطبع والشهوات والنفس السفلى والعليا، فالقانون الطبيعي، والذي يهيمن على الحيوات والجماد، والذي سيَّر الكون منذ دهر دهير، هو العقل الكلي، العقل الخالي من الرغبة والهوى، فالمطر ينزل على الغبي والذكي، والحياة تسير في النور والظلمات، نحو هدف معين، نحو المسك، وما العقل البشري، إلا ظل، أو قبس من هذا العقل الكلي الجميل الحكيم.
    -------------------------------------------------------------------------

    ياسلام ياخالد !

    أها جيب أضانك أقول ليك سر !
    أنا يوماتى مع الكائن ده!
    لما تكون ماشى معاو كأنك ماشى مع طائر !
    على وشك التحليق !
    ومرات بنطير فعلاً ,
    لما يسرح فى الكلام
    الذى ليس كالكلام!
    أو لما يضحك,
    فتضحك الدنيا
    وتموج,
    وتصحى الكهارب
    فى الشوارع !

    سلام ليك ياخالد ولى عبدالغنى ولى كل المعاكم فى السرج !
    لما يقول كده ويصفق بى جناحتو ,
                  

04-06-2008, 10:21 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    عزيزي عماد
    النقطة كون
    والصمت كذلك !
    ألم يقل النفري كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة؟
    ماذا إذا اتسعت جدا؟
    يعقبها الصمت دون شك !!
    وماذا إذا اتسعت النقطة ؟
    هذه أكوان.
                  

04-06-2008, 10:35 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    عزيزي مأمون
    القراءة عالم يغني عن العالم.
    عالم موجع معذب ساخر عميق.
    قبل أشهر كنت أعيد قراءة (زوربا) لكزانتزاكس.هذا الـ(أليكسيس زوربا)، وعبدالغني يعرف، هو كنز روائي.كنز لأي روائي يلتقيه، فما بالك إذا كان الروائي بغوايات نيكوس كزانتزاكس، وتقاريره/سيرته الفكرية إلى (غريكو) !!
    طفقت أتألم وأضحك حتى أنكرني أهل بيتي.
    وقلت كم كان ألبير كامو محقا حين قال، بعد نيله (نوبل) عام 1957 بفارق صوت واحد عن كزانتزاكس، إن الأخير يستحقها مليون مرة أكثر منه !
    وتأملت الموقف بحد ذاته.هل يسهل على روائي كبير ككامو أن يقر بعبقرية تفوق عبقريته؟
    ..
    ..لكن عبدالغني ما يزال غائبا عن حبرنا هذا !!
    لعل المانع (حبر) !!
                  

04-06-2008, 10:50 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    هاهو بوذا، يفتح بابك، باب كتابك، بابك همك، وبوحك، وشكواك

    على الإنسان أن يتغلب على غضبه بالشفقة، وأن يزيل الشر بالخير، إن النصر يولد المقت، لأن المهزوم في شقاء، وإن الكراهية يستحيل عليها في هذه الدنيا أن تزول بكراهية مثلها.. إنما تزول الكراهية بالحب..


    بالحب. تزول الكراهية، وبالحب نطفي نار الحقد..
                  

04-06-2008, 10:32 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: مامون أحمد إبراهيم)



    عزيزي،
    وأخي المبدع الخاص، والروائي خالد...
    ابن الشيخ/ إبراهيم عويس..
    أبن الحاجة/ بخيته بت محمد ساتي.." نخلتك، ونخلتنا الصامدة..

    سلامي، ومحبتي العظيمة..

    انت عارف، لمن أقرأ لزول، بحس بيهو هو/ قبل كتابته، او شخوصه، والله لمن قريت (الغريب)، احسست بكامو، بكيت له، لوحدته، وهمومه، و(توحده)، وفي العجوز والبحر، أحسست بانتحار همنجواي، نعم سوف ينتحر سانتاغيو، (همجنواي في صورة سانتغايو).. وكما بصق سانتياغو على غدر البحر، بتلك البصقة الحارة، الجافة، النحاسية الطعم، كما وصفها،، أحسست بهمنجواي،،.... وبخواطر همنجوي، كنت اسمعها في العجوز والبحر، العجوز المسكين، الذي يحاور العصفور، ويراقب انوار هافانا البعيدة، وهو تخبو، وهو مقبل على بحر عظيم، مغامر، كالأولياء، في طرق بكر، ....

    والله وأنا بقرأ دون كيخوت، بيكت لسرفانتس، وليس للمحارب العجوز، في هذيانه... فالماء بلون الإناء، وكل اناء بما فيه ينضح ويكتب، ويئن..

    وللحق، لم أحس برابعة، في وطن خلف الضبان، بقدر احساسي بعويس... كان الله في عونك، وعوننا، في بحر متلاطم، غريب، وقديم، وعصي الفهم، وعصي التفسير، وفي بلاده حس عام، ونمط تفكير، أقسى ما فيه، هو قتل (من يحاول زخرفته، وتطويره)، ... وعلى نفسها جنت براقش.. وأنت تجوس في ثالوث التحالف البيغض (العسكر، والساسة، ورجال الدين)... والضحية رابعة..

    رابعة العدوية..
    أنت عارف، اخوي محمد الربيع، عتبه، وحائط المبكى، .... واخوك بكاييييييي، أي منظر يسؤني، يبكيني.... حروب العالم كأنها في بيتي، القاتل والمقتول أنا، بيدي، لا بيد عمر، تهزم الروم، فأهزم، تنتصر الفرس فأنتصر، وأبكي علي هذه، وأطرب لتلك، ... مالي ومالهم؟

    ماذا نعفل اخي خالد، صرنا نمقت الماضي، هو يدفعنا، كريشة في مهب الريح، وضع الماضي لنا كل شي، من ارحام تدفع، لقبور تبلع، وقفل باب الاجتهاد (الإتباع، لا الإبداع)، فصرنا.. نرعى كخراف في ماض، وتقاليد، وطرق تفكير، وحقول مزجاة، أما(الأنا)، الخاصة، ... فدونها بيد، كعيد المتنبي.. أم لأمر فيك تجديد، كما قال أيضا..

    رثيت لك، .. وحنوت عليك، (كن شفيقا، فكل من تلقاه، يخوض حربا ضروسا)، والأية (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، هي لي، و لك، ولهم، فالإنسان، حيث كان، يستحق الرحمة، والشفقة، والحنان والتفهم، كحال امل دنقل، حين قال لعبلة الرويني (احتاج شئين، المحبة، والفهم)، وياريت تصحو رقة القلب، وحنانه، حين أرى امي تقبل حفيداتها، أحس (بجفاف عاطفتي)، ليتني مثلها، مشاعر دفيئة، تجاه الاحفاد والابناء والجيران....

    في رسائلي الخاصة، اشتكي لاصحابي، لأهل شأني، من ذلك الاخفاق العظيم، انهم حائط المبكى، اضع رأسي على صدرهم ثم أبكي، علي، وعليهم، وعلى الارض قاطبة، متى الحل الكبير؟ متى ومتى... (المهرجان آتى، والمهرجان الآن)..

    الحكاء العظيم إيسوب.. ، والذي رمت حمامته البيضاء، ورقة الشجرة للنملة الغريقة، فركبتها كقارب للنجاة..
    فالحكاوي، مثل هذه الورقة "القارب"، تنتشلنا من الغرق في العادة، والتبلد، وكما تقول علوية صبح، في تحوير الحديث النبوي الجميل، الغريب: (الناس نيام، فإذا حكوا انتبهوا)..
    لإيسوب، وعلوية، وشهرزاد، وعويس، وبشرى الفاضل، وهيسه، عميق حبي..


    الحكايات، كتلك الورقة، تنتشلنا.. من؟؟؟ (للخطاب بقية، وبقية، باغتني الزمن، وهم الشغل..)..


    يتبع، بإذنه تعالى...


    صباح الاحد...6/4/2008م
                  

04-06-2008, 11:25 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    أخيرا جئت بحبرك الفذ هذا يا عبدالغني.
    Quote: رثيت لك، .. وحنوت عليك، (كن شفيقا، فكل من تلقاه، يخوض حربا ضروسا)، والأية (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، هي لي، و لك، ولهم، فالإنسان، حيث كان، يستحق الرحمة، والشفقة، والحنان والتفهم، كحال امل دنقل، حين قال لعبلة الرويني (احتاج شئين، المحبة، والفهم)، وياريت تصحو رقة القلب، وحنانه، حين أرى امي تقبل حفيداتها، أحس (بجفاف عاطفتي)، ليتني مثلها، مشاعر دفيئة، تجاه الاحفاد والابناء والجيران....


    مرة أخرى..
    حين أرى امي تقبل حفيداتها، أحس (بجفاف عاطفتي)، ليتني مثلها، مشاعر دفيئة، تجاه الاحفاد والابناء والجيران !!

    ربما لأننا نخبيء عاطفتنا تجاه الوجود كله في (الحرف) !
    ألم يكتب إبراهيم الكوني عن (الحجر) بكل تلك المحبة والشفقة والإكبار؟
    ومظفر!!..مظفر يبكي:
    أصغر شيء يسكرني في الخلق فكيف الإنسان.
    مظفر ينقط الحبر على جرح الكتابة تماما.
    هل الكتابة في جوهرها نوع من التضامن مع الوجود بأسره والتوحد معه؟
    ألا تحس - يا عبدالغني - بالموجودات والمخفيات؟
    ألم يهجس (شعراء الشايقية) بالسواقي، فوصفوا صوتها دائما بـ(الأنين)؟
    تأمل..أنين السواقي.وهي تئن فعلا، وتحب، وتشتاق.
    النخل كذلك.أليس له قلب؟
    ألا تحس بالموجودات؟
    من (العنقريب) الأثير الذي تنام عليه وتصطفيه، إلى (الزير) الحنون الذي ينقط دموعه على أمه الأرض؟
    و(القماري) ألا تشعر أنها (خالات) و(عمات) يشاركننا أفراحنا ومباهجنا الصغيرة، وأحزاننا؟
    هل تأملت عيني قمرية؟
    البكاء - كما الكتابة - خلاص !
    وهل الكتابة - احيانا - الا بكاء داخلي حين نعجز عن الافصاح بالدموع ؟
    تبكي لحال عاهرة دوستوفيسكي والقاتل الشاب في (Crime and punishment)، ولموت أليكسيس زوربا، وحتى لغراميات كونديرا المرحة/التراجيدية.
    ولنقرات أبيات أمل دنقل - كالظباء - على قلوبنا.لسبارتكوس خاصته.كأنما ينهض سبارتكوس خاص بأمل.يتوحد معه.يحس لواعجه كلها وأمانيه، وأصدقاءه العابرين في ميادين روما، لا يرفعون رؤوسهم!!
    لمحمود درويش، وهو يدع حصانه وحيدا، ويحلم بسرير الغريبة.
    كنا - محمد مدني، المجنون - نتحدث قبل يومين عن جدارية درويش.تلك المقاربة الإنسانية الابداعية القاتلة مع (الموت).على البرزخ تماما.
    حين قرأها، هنا في دبي، قبل ثلاثة أعوام، وكنت لحسن حظي، موجودا (أنا أستمتع بالشعر،إذن أنا موجود)، بكيت سرا.
    وحين صعد الاسباني العاشق، خوليو ايغلاسيس الى خشبة المسرح، ولوّن صوته فضاءات روحي، بكيت سرا.رحت أتأمل روحه.رحت اتسلق صوته، وأعمر به دواخلي، عله يغسلها.
    وحين هتف الحلاج، مرات ومرات:
    ركعتان في العشق!
    اقشعر بدني.
    تقول إنك لم تحس برابعة قدر احساسك بي؟بورطتي؟بمأزقي؟بعذاباتي؟
    الله يا عبدالغني.
    ما أقسى أن تكون الضحية رابعة العدوية!
    ما أقسى أن يكون الحلاج مصلوبا!
    وابن رشد على حماره، يتلفت هائما، وضوء النار التي تحرق كتبه منعكس على صفحة وجهه؟
    هل بالمقدور أن نحرق كتبنا كلها، ونصادرها من الناس، ثم ننسل الى الخلاء، كابراهيم بن أدهم، وبوذا؟
    الحقيقة إننا نبكي حالنا، انسانيتنا!
    لعنة الله على انسانيتنا، ولعنة الله على الابداع كله!
    طظ !

    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-06-2008, 11:30 AM)
    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-06-2008, 11:53 AM)

                  

04-06-2008, 11:53 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    Quote: وابن رشد على حماره، يتلفت هائما، وضوء النار التي تحرق كتبه منعكس على صفحة وجهه؟


    يااااااااه، ياخالد...

    كم احسست برقيص هذا اللهب، على وجه ابن رشد، امام العقلاء، لقد قتلوا حروفه، تلك الحروف التي تجري في صفحة الكتاب، بل حقول الكتاب كخراف مذعورة من نار الهوس، والتعصب...

    ابن رشد، كان يطرح العلة، والمعلول، والبن العربي، امام العلة الأولى... وابوحامد، يجاسر بقلمه، في تهافت التهافت، ... كان الحوار هو النبيل..

    ثم جاء العسكر، كعادتهم.. .زنديق كافر فليقتل... فحرقوا كتب ابن رشد، وحرقوا كتب ابو حاد، وسخر منه

    (العلم في الراس، مافي الكراس)..

    مالها البشرية اخي خالد..
    لم تحب قتل النور، والنبراس، لم تضع (المشكاة تحت السرير)، وليس في قمة الجبل..

    لم قتلوا سقراط..
    ومحمود
    والحلاج..
    وعبدالخالق..

    لم الماضي شرس، قضى على قوته، ويحب قوتنا، (هم رجال، ونحن رجال)، فلم يحبون التناص، والتقليد، والحياة تجري للامام كعادتها، تكبر الاشياء، الطفل يكبر، والشجرة تكبر... والنهر لن ندخله مرتين..

    فلم؟؟

    غموض يخلق الاسئلة..
    وعقول تتبنى أجوبة، موقته،،،، جاليلو طفل اليوم، لا شي في ذهنه عن الثورة المعرفية، بل الانفجار المعرفي..

    والله كم تراودني فكرة ترك الكتابة، حرق كتبي (بيدي،)، وأرى لهبها في وجهي، ولكن بحث (عن خلاص أخرى)، فالكتابة عن الخمر ( لا تفضي إلى السكر)..

    ياود بخيته، بت ساتي، والله متعب، متعب، متعب.. من نفسي، ومن قلبي، ومن عقلي، حوارحي بل ان تدخل علي السعد، ادخلت الهم والغم، لو عثرت موتر، في شيكاغو، لكنت مسؤلا عنه..أحيانا أحس بمعاناه بلوم، بطل يوليسس، وهو مهجس بالحياة، وهو رجل عادي، عادي، مثلنا، ولكنه مسكون بالاسئلة الوجودية، يريد معرفة من اين وإلى أين ولم؟..

    لم يا اخوي خالد
    أي طريق نسلك، العقل، أم القلب، ام معا؟ وكيف
    كيف يحي جسدي، يستقظ..

    منذ طفولتي تروادي فكرة الاختلاء بنفسي، ان اجد نفسي، وهيهات، بل ضللت لها، وصرت ساذجا، جاهلا، غبيا، تلفني الحيرة والارتباك، وقد انهد حيلي، وضعفت حواسي، و انمطس قلبي..

    فما المخرج..

    العقل، قد يكون سراج، ولكن العتمة حالكة، حالكة، حالكة
    والقلب صبور، لا يعجل بعجلة احدنا، جبل جليد يظهر جزء ويغيب جزء عظيم..

    وحالي... (انا الفقير المعنى، رقوا لحالي وذلي)...

    المادح بقول (نفسي يا متعالي، تبقى تحت نعالي، مذعنة وطايعة لي)...
    ياريت ياريت..

    لم نقرأ..
    لم نكتب..
    لم؟ ولم؟

    أين أجد نفسي، .. أين.. ومتى؟ وكيف؟

    ولماذ الحياة بهذا الشكل؟

    وليتني، كالرواي في موسم الهجري (أدرك مايدور في ذهن الإله)...

    تراقص اللهب، في وجه ابن رشد، سحرتني، بكيت له، اراه ماثلة الأن... لم تكن كتب، بل شموس، تضي ليل الحياة المعتم..
    لقد قتلوا اطفاله، حرقوا أسرته امامه..

    طوبى لابن رشد
    طوبى لابو حامد...

    وللحق، مات العسكر، وظلت (تهافت التهافت)، وتهافت الفلاسفة، و الفتوحات..

    وظل كتيب، بل مهج ابن رشد، رغم انف النار (المقال في فصل الشريعة والعقل من الاتصال)...

    فالنار، للفكر، كنار إبراهيم ، بردا وسلاما..
    ألم يبتسم الاستاذ محمود...

    ابتسامته، تعني فما تعين (بأن الغد طيب)، والنار، نور، لم يرى..
    اخي، خالد، محبتي، شوقي..
                  

04-06-2008, 12:07 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    يا ابن أمي في الكتابة

    Quote: ياود بخيته، بت ساتي، والله متعب، متعب، متعب.. من نفسي، ومن قلبي، ومن عقلي، حوارحي بل ان تدخل علي السعد، ادخلت الهم والغم، لو عثرت موتر، في شيكاغو، لكنت مسؤلا عنه..أحيانا أحس بمعاناه بلوم، بطل يوليسس، وهو مهجس بالحياة، وهو رجل عادي، عادي، مثلنا، ولكنه مسكون بالاسئلة الوجودية، يريد معرفة من اين وإلى أين ولم؟..


    لو عثرت موتر في شيكاغو لكنت مسؤولا عنه !!
    ياااااااه
    هي الأسئلة الكبرى.
    لم نقرأ؟
    لم نكتب؟
    لماذا كل ذلك؟
    ولو (جهرنا) قتلنا !!
    النار (تطهير)
    لكن، هل كانت الكتب، كتب ابن رشد لتحتاج تطهيرا؟
    مم؟
    أقول لك، قتلوا ابن رشد أيضا!!
    قتلوا السهروردي وابن عربي!
    قتلوا كل من سولت له نفسه بكتابة حرف (مارق) عن سياقاتهم.
    قتلوا خليل عبدالكريم والصادق النيهوم.
    أليست (الأحكام المعلبة) و(دعاوى الحرق) هي القتل بعينه؟
    أنا يعن لي أحيانا أن أحرق كل ما كتبت.
    لا أمزقه ولا أذروه، بل أحرقه.
    الحرق فعل مجيد.
    والكتابة كذلك.
    هم يحبون التناص.
    ونحن نحب المشي بمحاذاة النار، واستراق النظر، بل والامعان في النظر بين العقل والقلب.
    لا عليك !
    فـ(بول ريكور وسبينوزا ونيتشة وابن رشد) رجال، و(الحلاج وابن عربي والشبلي والبسطامي) رجال!!
    فليبتسم محمودا.
    لأن النار نور.
    وهي سر أزلي.
    فليبتسم.
    فليبتسم على صليبه، مثلما ضحك الحلاج.
    هل جربت يوما أن تعلو رؤوس الجلادين بحذائك؟
    ستصيبهم بـ(آلام) حادة في ظهورهم !!
    هي (فكرة)!
    هي فكرة يا صديقي.
                  

04-06-2008, 11:55 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: ( رمتني بداءها و انسلّتْ ) ..
    هيهات ..
    كلاكما يجوز فيه القول :
    ( بعشر ما شايف شغلو ) ..

    يا خالد عويس ..
    سرجكم واحد إنت و أخوك عبدالغني ..
    فنعِمّا هو .


    وأنت يا عماد؟ انت يا عماد؟
    هل تنسل انت ايضاً ؟
    لا لا . هذا لا يجوز وحتى لا تفتح كلماتي هذه الباب لتبادل كليمات أرجوك/ أرجوكم إعفائي من ربكتها. دعونا نقول إن كثيرين من شباب هذا الجيل الطالع امثال ثلاثتكم قد شبت كتاباتهم عن الطوق بما يؤهل بلادنا للاحتفال بجذوة ثقافية نأمل أن تكون نار ثقافتها الهائلة منيرة للقرى وبرداً وسلاماً عليها وعلى المدن وأن يقود الحوار الخلاق بينهم إلى تمدد ذواتهم في سعيها لأن تكون كل ذات منها أكثر من إنسان
                  

04-06-2008, 12:15 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Bushra Elfadil)

    أستاذنا وتاج رأسنا الدكتور بشرى
    حبابك عشرة.
    في حضرتك، سألم رجلي، وأنصت بأقصى قدر من الانتباه.
    Quote: دعونا نقول إن كثيرين من شباب هذا الجيل الطالع امثال ثلاثتكم قد شبت كتاباتهم عن الطوق بما يؤهل بلادنا للاحتفال بجذوة ثقافية نأمل أن تكون نار ثقافتها الهائلة منيرة للقرى وبرداً وسلاماً عليها وعلى المدن وأن يقود الحوار الخلاق بينهم إلى تمدد ذواتهم في سعيها لأن تكون كل ذات منها أكثر من إنسان


    هذه شهادة اعتز بها أيما اعتزاز.
    للمناسبة، اتصلت بك هاتفيا قبل ثلاث ليال ولم تجب، لعلك - استاذي - كنت مشغولا.
    كان معي صديق من (الخاصة)، مجنون جدا، ويحبك.وهذه الأيام هو يلون أيامنا في دبي شعرا و(دوزنة) و(مناورات..تكتيكية) !
                  

04-16-2008, 05:47 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: مدثر محمد عمر)

    غناها لهم صديق الكحلاوى
    Quote: الا أن سر جنونهم عجيب!!
    على أعتابه يسجد العقل
    وما من نبى الا وأتهم بالجنون
    كذلك الشعراء والملهمين
    "إنشاء الله أجن وأزيد فى الجن"
    غناها لهم صديق الكحلاوى


    مع عبد الغنى، وعويس، وعبد الله "برطاح،" وزمرة المجانين هنا "إنشاء الله أجن وأزيد فى الجن"

    شكراً عزيزي خالد!!
                  

04-06-2008, 12:10 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    سلام

    بوست تحفه كلمة حلوه تنفذ الي القلب

    والصادق الرضي يقول
    لا تثق بالقلب ان العشق
    يؤذي


    اجلس للتامل

    وكلام جميل حد الغلط

    خالد عبدالله عبد الغني عماد المدهش ايضا وعبد الغني الانسان ونابلسي عصرنا الحاضر ومامون الرقيق

    والاديب بشري والله انا الان في حالة احبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري اقف في تلك الحكايا

    ودنيا حلوه
                  

04-06-2008, 12:33 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Sabri Elshareef)

    صبري
    اهلا بك وبصديقنا الصادق الرضي هنا.
    هذا متسع للجمال لكم جميعا.
                  

04-06-2008, 12:56 PM

mahitab barakat
<amahitab barakat
تاريخ التسجيل: 12-03-2003
مجموع المشاركات: 286

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ترى كم سيمشي جنوني حافيا... باحثا عن بستان نور؟
    Quote: ولن تنتبه لأشواك (الضريسة) باديء الأمر

    هي تجعلك تبتسم وأنت تدمع يا خالد
    هنا يكمن الألم الماتع
    أشكرك حد الرجفة التي تلتفحني الآن
    فهنا وجدت أثر لضالتي

    عبد الغني
    سوف لن أقرأ مداخلتك الآن
    سوف لن اتبع عطر كتابتك الآن , الآن أشعر بما كان يشعر به غرينوي (بطل رواية العطر عن باتريك زوسكند)
    اعلم أنه عندما أعود , سأجد أن الرائحة تعتقت أكثر
    ولكنني لا أستطيع أن ازيد في جني أكثر
    ربما فقط الآن.
    .
    .
    .
    حتما سأعود
                  

04-06-2008, 07:26 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: mahitab barakat)

    ماهيتاب
    نعم، فالقدمان الحافيتان، تحسان أكثر.
    تحسان ملمس العشب، والماء حين تعبران إلى الضفة الأخرى، كشيوخ وعارفي (ضيف الله)، وتحسان (طعم) النار، خفيفا باتعا، كالرهبان البوذيين.

    لأنهما..روح، أو (بعض) الروح، أو نفحة من الروح.لذا، فالروح إما حافية أو غافية !!
    وما أروع التعبير، تعبيرك:
    هي تجعلك تبتسم وأنت تدمع يا خالد
    نعم، هو كذلك.
    تماما، كالذي أحسه في أغنيات (أهلي) الإثيوبيين.ذلك التمازج الساحر بين الأصوات اللاهبة الحزن، والموسيقى التي تطلق حمامات الفرح.
    كيف يجتمع النقيضان؟
    ما أورع تلاقيهما - يا عبدالغني -.
    لكنه تلاق مر!!
    وعلى وجه الدقة، الوصول إليه، طريق من الأشواك والنار.
    الطريق إلى (العقل والروح) أو (الروح والعقل)!!
    أو..مثل هذا:
    http://www.youtube.com/watch?v=cOHQMaJZuN0&feature=related
    هذا المزج الروحي العميق بين الحزن والفرح، بين الاحساس والصوت/الكون!!
    ...
    يا عبدالغني، رابعة، ومعها ميري ومايكل والشيخ آدم، وحسين منصور (أو) إن شئت الدقة (الحسين بن منصور)، كلهم نموا في أعماقي، منذ زمان بعيد.
    منذ أن كنت (كتابا صغيرا) في (واو)، أغفو على ضفة (الجور)، وأنصت في الليل لتلك الأصوات البعيدة الآتية من الدغل، وأشم الروائح، وأغتسل تحت المطر الاستوائي.
    نمت كل تلك الأشياء المحرضة على الحياة والاكتشاف.
    ذلك كون كم افتقده يا عبدالغني.
    ليتني حين أموت، أدفن في (واو)!!
    وتجدني أكثر الناس عذابا بانفصال الجنوب، إذا انفصل.
    هل بمقدور انسان أن يحس بآلامي إذا انفصل الجنوب؟
    هناك ذاكرتي البكر.هناك روحي.هناك (بخيتة) و(إبراهيم عويس).
    بل هناك (خالد) !!
    بالنسبة لهم، ربما الجنوب (ثروة اقتصادية) و(سيادة) و..(بطيخ).
    لهم جنوبهم ولي جنوبي!!
    جنوبهم القشرة
    وجنوبي الجوهر.
    ولهم - ايضا - كتاباتهم، ولنا كتاباتنا.
    تعرف يا عبدالغني، أخشى أن أموت قبل أن أقرأ كل شيء، والأهم من ذلك، قبل أن أكتب كل ما أريد.
    ولكن، هل فعلها كاتب من قبل؟؟
    دائما، نموت، وثمة حسرة عميقة في الروح.
    وبالكتابة نقاوم الموت.
    وربما - كدرويش، كمحمود درويش - نتحدى الموت:
    أيها الموت انتظرني خارج الأرض‏

    انتظرني في بلادك ريثما أنهي‏

    حديثاً عابراً مع ما تبقى من حياتي‏

    قرب خيمتك
    ..
    و
    أيها الموت انتظر! حتى أعد‏

    حقيبتي: فرشاة أسناني , وصابوني‏

    وماكنة الحلاقة , والكولونيا , والثياب‏

    هل المناخ هناك معتدل ? وهل‏

    تتبدل الأحوال في الأبدية البيضاء?
    ..
    هزمتك ياموت الفنون جميعها‏

    هزمتك ياموت الأغاني في بلاد‏

    الرافدين, مسلة المصري,مقبرة الفراعنة‏

    النقوش على حجارة معبد هزمتك‏

    وانتصرت, وأفلت من كمائنك الخلود‏

    فاصنع بنا, واصنع بنفسك ماتريد
    ..
    فهل - يا صديقي - سنهزمه قبل أن يطرق على أبواب العمر، لنستريح من لهاثنا على صفحات الكتب؟
    أليس الموت بحد ذاته تجربة مثيرة؟
    ليتنا نموت، ثم نعود لنكتب عن تجربة الموت، ثم نموت مرة أخرى.

    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-06-2008, 07:49 PM)

                  

04-06-2008, 07:46 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    يا عبدالله عثمان أظن محمود قال فكر يغطس الزانه وهى الخشبه التى تطفح بالضروره أما الدانه فهى حاتله حاتله أما طفو المسحانه فيحتاج لفكر فراعنه فما فوق..........

    يغتّس الدانة


    وعبدالغنى مجنون ويس مجنون وجنو يجنن عاين لكباية شاى ولنقاع تيبارو وتقول مكوار ويا عويس كلك ممجانين وناجيين من القيد ولكم السلام



    منصور
                  

04-06-2008, 07:56 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: munswor almophtah)

    يا منصور يا أخي
    والله إني لأستغرب - كأستاذنا بشرى الفاضل - أن تتبرأ أنت وعماد عبدالله من هذا الجنون !!
    متى ثبتما إلى رشدكما؟!
    يا منصور....!
                  

04-06-2008, 10:41 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: munswor almophtah)




    أعتقد أننى سمعتها "الدانة" وحسب علمى هى "قرعة بوص" صغيرة تطفو على سطح رهيف العجين، والقرينة بين الدانة والمسحانة هنا هى "الخمارة" و"العيش" الخ الخ
    والله تعالى أعلم

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 04-06-2008, 10:42 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 04-06-2008, 10:44 PM)

                  

04-07-2008, 01:59 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالله عثمان)

    وأنا قرأتها للنور حمد بالزانه ووقعت فى الذاكره كوقع الدانه لا تتزحزح وطالما هنالك دانة تطفو فلا نمانع ياشيخ عبدالله عثمان وقد ذكرها دكتور النور فى بوست البراجماتيه فى فجر الدوله الأمويه والعباسيه وأيضا قرأتها فى مداخله فى سودان فور أول ويا أستاذى عبدالله أنتم مرجعية فى قول ألأستاذ وحسبتك تعجلت فى كتابتها ب"الدانة" وطالما ماهى قرعه فنحن ود القرعه والخير لنا أن نرعى بى قيدنا ولك العفو والسلام...............


    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 04-07-2008, 08:43 AM)

                  

04-07-2008, 06:28 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: munswor almophtah)



    عماد...
    إيها العماد، العمدة، تشم حواسي نصوصك، اشم حروفك، كبخور، كأفيون مبارك، وأسرح، ياعماد رفقا، بالطيور، ألسنا طيور، تحلق بدون ريش، حين نسكر، (بويضة أمي، تسعى في جسدي، سعى بجعة في نهر طيب)....وأمي طائر غريب..لا تمس اقدامها الارض، إلا لماما، دوما تحلق في البساطة، والفطرة، والجمال... دوما محلقة، ...اصلو ما بترك في ارض التبلد، والتقصير، على الإطلاق..

    والبجعة، وهي تحني رأسها ورقبتها الملساء، البيضاء، الرشيقة، تفوق في طولها، رقبه بلال، حين يفرش العدل، وتوزع حلوى الفكر، والشعور العميق...
    اشم نصوصك، ورب جماع، والعبيد ودريا، وجون قرن، ينشرح صدري لقيمص يوسف، وهو يسكوني من عرى فاقع لونه، وانحشر فيه، بجسد راجف، ويرجع بصري، وبالدهشة انظر حولي، كطفل، او مثل ذلك الذي فقد ذاكرته، فصار يضحك للنكته، عشرات المرات، وللحق، الحياة تغير وجهها، كل حين، وقد تشابه علينا القناع... زي حركة الضل، هو ماشي، وساكن، معا، ما
    نفسي يقوم، وانا اركض في وادي نصوصك، ... تلال هنا، خيران، هناك، بل احيانا، ألبد بين شجيرات، حتى أنت (خالق النص)، لن تراني... وعلى نفسه جنى العمدة...
    أي مقارنة سيدي النبيل، والله حين قرأت (وطن خلف القبطان،)، لعويس قلت لصديقي، عبدالله إبراهيم الطاهر، والله انا بلعب ساي، ... والاعور في بلد العميان مفتح... فياخي، ورجاء، وياريت، لا تقارنو القزم، بعمالقة، انحني لهم.. ويعماد ود امي... ود ابوي، ود ضحكتي، وود، همي... أحبك (والحمام رسائلي)..

    أنت عارف، اول مرة التقينا، في الريتزكارلتون، بعد لقاء السيد/ الصادق المهدي، هل تذكره، كنت اتمعن فيك، وأنت تتحدث، وأنت تراقب (ألوان الفساتين، ألوان العشب... (الذي يغني)، ألوان القمصان، ألوان (الأفكار)، فللأفكار لون، زيها وزي مخلوقات الله، وبارك الله في المايكسوكب، واخواته، فقد فتح حواسنا، على عالم، كان معنا، ملايين السنين، ولم نحس به، ومع هذا (نتكئ على الحواس)، كعصا سير، في درب وعر، غامض، و....جميل..

    انت عارف يالعمدة، وانت تبني نصوصك، كنت اغبط حال قلبك، وهو ينسج، بدقة، واستغراق هذا الحرير، هذه الحروف، ويسكب فيها، برفق، كعطار، أعظم الروائح، كتلك التي خلقها غرنوي، وأحال الوحوش لحملان وديعة، ما أعظم الروائح، وما افتكها، كل الغدد، تتسامى، وتنشط بها، حتى الغدد الجنسية، ولهذا (استغلت إناث غددها الذكية، فأطلقت بخور الغرام، والصبابة)، ...

    في تلك الجلسة، أحسست بأني اعرف جزء من عماد (قراءتك، هم، أسلوبك، ..)، وطربت، لثراء فرد، بهذا السعة، والتحليق...

    ثم صرت اترصد كتاباتك، كسفين تائه، يسترق (النظر)، بين الغيم والسحب، (لنجمة شاردة)، تدله، للبيت، والصحبة... كي يعود النسدباد، من رحلاته (المليون)، وجرابه ملئ بالعطور والثياب، والحكي المباح، وكأن الله خلق (سندباد)، كي تنجو شهرزاد، للإله غموض كهذا، بل أكثر، (ففي احد الحروب استطاع فنان فقير سرقة عود)، ما كان بمقدره شراءه في حال السلم... (الهذا قامت الحرب)... الامام الطبري لا يدرك هذا، ناهيك عن توينبي، وماركس، فالقدر يتحرك (بسناريو يابسة نجهله)، ,لعاطف خيري الشكر للاستعارة...

    العمدة، أنت ملك المجانين... بشنبك الكثيف، وصوتك الطيب صالحي، وريشتك، التي تصارع القلم، فيمن هو أولى (بهويتك)،
    أنت قلم؟ أم ريشة؟

    ياله من صراع فيك، وما احلاهو.. فلنبارك صراع الهويات، إن كان كدي.. ونسعف نازك الملائكة، كي لا تسأل مره أخرى (والريح تسأل من أنا)...(أنا مثلها في لا مكان)..



    صباح الاثنين... 7/4/2008م
                  

04-07-2008, 09:35 AM

معتصم الطاهر
<aمعتصم الطاهر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 3995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    عبد الغنى كرم الله وجهه ..
                  

04-07-2008, 10:12 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: معتصم الطاهر)



    اخوي خالد..

    طيب، وما الحل، مع قدر الكتابة،؟؟؟ !!!..
    مرات احس بهوانها، وتفاهتها، وأود حرق كل ما كتب، او كتبت، زي نية توفيق الحكيم، والله لمن كنت بحضر في ندوة عن عنف المرأة، وشفت وجه (سناء)، اصابني امتعاض من كل شئ، وخاصة الكتابة، أو بالأدق (موضوع الكتابة)، ياخي خلي نقاط الزير، وخلي البخور "يطير"، ، وكماليات الشعور، واشتغل بالكتابة عن الهم، عن الهوس الرجالي، عن قمع المرأة، عن تسلط فقه الدين ورجاله، ده موضوع الساعة، وده الحق... فلم الهروب لقصص وحكايات، ولهو.. بعيدة عن مشاكل البلد..

    ولكن حين أرجع، ويبتعد الحدث عن ارنبة الانف، أعود للكتابة في المواضيع التي أحبها،، وبأنها نافذة، ومتنفس شخصي، ومحاولة لسبر الذات والعباد، يعني رحلة استكشاف.. والحياة حمالة اوجه، فبقدر ما هناك رجل في المستشفى يحتاج لحبة بندول، ولكلمة كفارة ان شاء الله، هناك عريس في الشارع المقابل يحتاج لعرضة ورقيص، وألف مبروك.. وهناك طفل روضة يحتاج لقصة، وحكاية مشوقة، ورسومات ملونة، جميلة..

    يعني نهر الحياة، بل محيطها، يحوي ما يحوي..
    وبرضو يعود السؤال لم نكتب، لم؟ وانت عارف طبعا شعار اتحاد الكتاب السودانين (خمسة الف سنة من الكتابة)، يعني اجداد اجدانا كانو بيكتو، ويرسموا، ويعبروا عن انفسهم، وفرحهم، وجنونهم، وعبقريتم، مرات بالرسم، ومرات بالنحت، ومرات بالرقيص، ومرات بالقتل ذاتو، فالحياة تعبر عن نفسها، ومرات بالأديان، ومرات بالانظمة الشمولية، أجارك الله..

    النفس البشرية تتوق للتعبير، تتوق لتفجير انفعالاتها، شعورها، الوجه يبتسم، ويعبس، ويخجل، ويشمت، وكذا القلب، تعتريه ملايين المشاعر والاحاسيس، وهنا تعود (ملكة التعبير، التعبير عن الحياة)، كما يقول الاستاذ محمود في كتابه الاصيل (الاسلام والفنون)، فالانسان كلف بالتعبير عنه نفسه، وبطرق شتى، حتى الجنس، والنوم، والتهور، أساليب للتعبير عن (الأنا)، المحهولة دوما، وكنت بقول لاخوي محمد الربيع (من أنا)، اكل السوسة والعافية مدسوسة، مافي جواب شافي ليها، أصلو..

    وأي حركة هي تعبير عن الحياة، ولكن هناك التعبير الشفيف (وفق مصافي العقول)، كما يقول ابي الاستاذ، التعبير النقي، الطازح، الحي..
    وهناك التعبير الصادق، عن نوازع غريزية، برضو..
    وعن تعبير عن النفوس الكتيرة التي تسكن الفرد، وزي ما بقول اخوانا، سواء علماء النفس، او الصوفية، فالنفس البشرية، ليها عشرات الانواع، نفس راضية، نفس قلقة، نفس هادئة، واختصارا، بسبع نفوس، من (الأمارة بالسوء، وحتى الكاملة)، وأي نفس من هذه النفوس سوف تعبر عن نفسها، بنفسها، وما تحس به من (حيوات، ومشاعر، وأفكار)... والإناء بما فيه (ينضح)..

    ياريت النضح يكون مشرق، ولطيف، ومؤثر..

    أهه، ده كما يرجع، هل الكتابة (وعظ)، قد تكون، أو أو تحريض، أو (صرخة ألم)، أو صرخة فرح)، أبوي جاء أبوي جاء، كما نفرح في طفولتنا...

    احيانا نجد اسئلة، وأحيانا، نشك فيها، ذاتها، فعقل البشر، لا بجعبوا العجب، ولا الصيام في رجب، عشان كدة ظل (الشك، واليقين)، يمثلان خطوات الإنسان، نحو الإطلاق، وهيهات، يطرح العقل سؤال، ويجيب عليه، ويشك فيه، ثم يسعى ليقين آخر، وشك آخر... دي وظيفته، وظيفته (الشك)، انه ديكارتنا، بيدي، لا بيد ديكارت، او هاملت، أو سارتر...


    والله ياخالد لمن كنت بكتب في نص (ثوان)، وهو عن رجل سقط من برج التجارة، ياااااااه، والله حاليا بخاف لمن اتصور حالي وانا اكتب عنه، كنت في تحدي، ما ممكن اكتب عنه، وتكون يدي في موية باردة، وهو في ماء حار، يعني كيف اكتب عنه؟ أكضب، ولكن هل اذهب لبرج (بنك البركة)، وأرمي نفسي، عشان اشوف مشاعره وهو ساقط..

    وما الحل.. هنا يدخل الخيال، ولكن هل الخيال قادر، على تمثل شئ صعب زي ده، برضو تدخل الذاكرة، وتمثل حالات من السقوط، حتى لو من حيطة، أو سرير، أو تذكر السقطات الأولى، حين كنا أطفال، بمقدور الإنسان تذكره هذه الاشياء كما تقول الباراسكولجي، وكما تقول (كرامات الأولياء)، وللحق هي كرامات كل فرد بشري، كل فرد بشري هو إنسان كامل، أو قل مشروع إنسان كامل...

    والله ياخالد الزول الوقع من البرج ده تعبني تعب، تخيلته قد هوى، صار أسير (الجاذبية الأرضية)، تمسكه بيدها غير المرئية، وتجذبه نحو جسدها (الأرض)، وهو في حال (.........يااااه)، لا تتصور، والله ياخالد لمن كنت بكتب فيهو، كنت بصحو مخلوع، لتمثل حالته،،،،...
    ومع هذا، حين اكتمل النص، شعرت أنو احساسي انا في واد، والنص في واد آخر، وبرضو احساسي انا في واد، والزول الوقع في واد آخر، وده ثالوث صعب الدمج... بين الإحساس، والنص، والفعل المكتوب عنو..

    ثم متعة الكتابة، كنت دائما بقول لأخوي مامون التلب، أنو القارئ الأول للنص، هو الكتاب نفسه، لم يكن له علم بما سيقوله، بدل دفق (هل الكتابة إلهام)، أم فعل متعمد، أم هذه وتلك، أم ملكات ذهنية، ولعب ذاكرة وخيال، وهذه أين كانت، قبل خلقها، فالأمر كله، (دفق من حنايا الذهن والقلب)، نحن لا نعرف أي حرف قبل كتابته، وقد تذكر شئ قديم، ولكنه هو قبل خلقه، أين كان... أين كان، أين كان..

    المأساة زي ربونسون كروز، تكون براك في جزيرة النص، وتخلق حياتك، وسهامك، وتكون ملك، ورعية، معا، وتبتكر طرق، ومصايدك، وعشك، براك... ملك، سيد نفسك مين أسيادك، يمكن دي برضو تكون من لذائذ الكتابة، مش زي طارق ابن زيادة، في خياره الحتمي، البحر خلفكم، والعدو امامكم، ولكن زي كروزو، وجزيرته، حتى لمن عاد لانجلترا، عاوده الحنين، للجزيرة، للكتابة.. ولخلق أواني من طين،وحلب المعاز، والمشي عريان، وفعل ما يحلو له، بدون مراعاة (لرأي عام، ونمط ثقافة، وقيود أخلاق، واعراف)، فهو برااااااهو...
    يمكن (القبر)، يكون كدة، بالنسبة للاديان القبرة كدة (روض من رياض الجنة)،ولكن للماديين، فناء، وفكرة الخلود، اتصور انها فكرة إنسانية، يعني مستحيل الكون يوقف حياة الأنسان، بعد تعبو ده كلو، ياخي نحن مش مؤمنون بنظرية التطور، طيب، التطور بدأ من الصلصال، يا ترى يقف في الإنسان، ويرجعو تاني، ولا بمشي طوالي في طريق التطور، ويخلق إنسان كامل، قد لا نراه بالعين المجردة، كم لا نرى مويجات الضوء والراديو، والطيف الكهربومغنطسي...

    غايتو الكتابة، أجارك الله، تبدئ سرها، وتخفيه، وتظل كالغريزة، كالجوع، شر، لا بد منه,...
    وتظل كالقبلة، كالشعر، خير، لا بد منه...
    والناس ما بتخلي الكتابة، ولا بتخلي القراية، رغم نكران دورها في لحيظات، والتساؤل عنها دورها، وسرها، ولم هي؟
    لم خلق الله الكتابة، ..
    وهناك من يشك في الله، ذاته..
    فيكون السؤال
    لم الكتابة؟، والله ياخالد، بحاول اقنع نفسي بالكتابة ليك، وبعد نهايه الكتابة دي، طالعني السؤال، ذاتو.
    لم الكتابة، وكأننا يا سعد، لا رحنا، ولا يجنا..

    فعلا..
    لم الكتابة؟....
                  

04-07-2008, 10:24 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    ايوة .....
    تذكرت حاجة، للكلام الفوق ده، برضو بعرف قيمة الكتابة من القراية..

    والله اخوك بحب القراية اكتر من الكتابة، واخوك كتب موضوع اسمو طقوس القراية، قلت افيها حقها، وطيب القراية بتخلي عندي اصحاب ماتو وشبعو موت، زي ديستوفسكي، وزي سقراط، وزي هيسه، وزي البحتري، وزي الحطيئة، المتمرد، والمارق، والذي لم يسلم من لسانه، حتى نفسه، وامه وابيه، وهو ممتعض بشكل صعلوكي، مش زي ابي العلاء، وهذا ما جناه علي ابي، وما جنيت على أحد..

    القراية طاعمة، وشهية، وتخليك تسبح في عوالم متخلية، انت عارف اخوك مواليد العسيلات، وهي قرية بسيطة، فطرية، تنام وتصحو بطبل شيخ يوسف، وتزخرف وجدانها اساطير الكرامة، والله النبي زارنا امس، والله شيخ يوسف رسل ولدو في المطرة، والمطرة ما بلتو... يعني تحالفت قطرات الماء، كي تزوغ منه، برشاقة الماء، كما تعرف، وهكذا، والحكاوي كلها، عن (تجاوز المألوف)...

    في القرية دي تعلمت القراية، نجيب محفوظ طبعا، الكاتب الواحيد ، بعد الطيب صالح، قرأت كل كتبه، حتى الأخيرة، اصداء السيرة الذاتية، أو احلام فترة النقاهة، وبرضو كتب نص اسمو (ميرارمار في العسيلات)، عن زهره، وماريانا، وهي تطل من شرفة الفندق على أهلي، والاسقف المليئة بالقصب والملود والسولكة، فبهتت... ولكن القراية جابت الفندق من شواطئ الاسكندرية لضفاف النيل..

    القراية، اعطتني اهمية الكتابة، يعني الكتب دي مؤلفة من قبل ناس، وهي خصبت حياتي، وجعلت لي صداقات عبر العصور، ففي صالوننا الطيني، كان يزورنا امرؤو القيس، وشهرزاد كانت تخلف رجليها، وتحكي لي، مع الملك شهريار، حتى يدركنا الصباح، وصوت اذان سعد...

    برضو نعود للقراية، وزي ماقلت علوية صبح، قالت (الناس نيام، اذا حكوا انتبهوا)، انتبهو ايها السادة، وممكن دي خلت جونتر غراس، يكتب عن ماساة العنف الالماني تجاه العالم واليهود، في كل كتبه، كي لا ينسى العالم... والألمان... فالكتابة جرس انذاكر..


    وبرضو اعود لإيسوب الحكاء اليوناني القديم، حين ألقت حمامته البيضاء الورقة، للنملة الغريقة، فسبحت النملة على ظهر ا لورقة حتى بر الآمان..

    وما اكثر الاوراق الخضراء التي انتشلنتنا من الهم والخوف والبلاد والمحدودية،... فشكرا لكتاب العالم حيث كانوا..

    القراية شنو؟...


    ...
                  

04-07-2008, 11:25 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    عزيزي كرم الله
    يبدو لي أننا نعيش في اللغة. أليست اللغة في سدرة منتهاها - أحيانا - فيوض؟
    أنا (ممسوس)!!
    وأنت كذلك!!
    وعماد
    ود.بشرى!!
    بورخيس وكونديرا وبارغاس يوسا ووو.. كلهم ممسوسون!!
    اللغة مس.اللغة ساحرة، ربما هي أروع أنثى على الإطلاق.
    نعم، نحن نعيش في اللغة.
    أحيانا أشعر فعلا أنه لا جدوى من الكتابة.لا جدوى مطلقة.أنها فعل تافه يقتات من أعصابي ويدمرني.لكن ثمة لذة تتسلق روحي وأنا أكتب، هي السر !!
    لن أتخلى يا كرم الله في كتاباتي عن الإنسان.طالما أن هناك (سناء) و(انعام) التي ذبحت على مذبح (مفهوم الطهارة).طالما أن هناك إنسانا ليس قادرا على الاختيار، طالما أن هناك هوسادينيا يتمدد كل يوم، في ظل انكماش وتراجع مخيف للعقل !!
    لكن الوطأة يا صديقي، وطأة ذلك كله باهظة جدا علينا.
    أن تحدق طويلا في وجوه المتعبين، فيتسلل إلى أعماق روحك، تعبهم، ويسكن..يسكنك، وإلا كيف تكتب؟
    أن تمعن النظر حتى في ظلال الأشياء والموجودات، لتحس بـ(كم هو هذا الوجود فاتن ومعذب)!!
    أن تشم الروائح كلها وتنصت إلى كل الأصوات، حتى تلك الأصوات غير المسموعة.
    هل نرى ما لا يراه الآخرون؟
    هل ننصت إلى ما لا ينصت إليه غيرنا؟
    الكتابة يا صديقي ألم.القراءة كذلك!!
    ألا تفيض روحك بالحزن حين تقرأ ماياكوفسكي؟
    ألا تتعذب روحك كطير في فرن ملتهب حين يخطر ببالك أنه أراح نفسه من كل هذا العذاب، بطلقة في الصدغ، بعد أن كتب وصيته الأخيرة:
    (إلى الجميع ها انذا اموت الآن ، لا تتهموا احداً، ولا تثرثروا، فالميت يكره الثرثرة)
    ترى ماذا كتب هيمنغواي في وصيته؟
    ستيفان زيفايغ؟
    يوكوميشيما!!
    يوكوميشيما يرعبني يا عبدالغني.يرعبني فعلا هذا الياباني المجيد.كان يعرف أنه حين يفرغ من رباعيته، لن تكون لحياته جدوى!! حياته هي الكتابة!!وحين (أنجز)..أنجز!!
    يوكوميشيما يخيفني يا عبدالغني!!
    كل نص هو (روح)
    كل نص هو (عذاب)
    كل نص هو (توحد)
    أقول لك، أحب غارثيا لوركا وآرثر رامبو وبابلو نيرودا.
    وماياكوفسكي!!
    هل بمقدوري أن أضيف كيتس وودوورث؟
    لكني أسكر بمظفر النواب.وأغرق في درويش والفيتوري.
    أحب كل كتاب العالم.أحبكم في الله يا عبدالغني.أحبكم جدا.
    فتقبلوا محبتي.








                  

04-07-2008, 11:47 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    أخبرني صديق أمس أن (الكهرباء العامة) دخلت إلى (القولد)!!
    هل أكون أنانيا إذا قلت إنني شعرت بحزن عميق؟
    فلأكن، لأن (قولدي) التي أعرفها وتلهمني، فيها أروع ظلام عرفته في حياتي.
    حتى السماء هناك سماء!!
    ترصعها نجوم تجر وراء ذيولها غمامة من تراب نوراني.والقمر كقرص رغيف جبار، أرى فيه وجوه الناس هناك.حتى السحب أراها أبقارا وشخوص!!
    الآن، (قولدي) ماتت إلى حد كبير.
    عبرت من حالتها الفطرية البدائية الجميلة إلى حالة أخرى.
    صارت كأي بلدة أخرى في العالم، فيها كهرباء.
    تعرف يا عبدالغني، الكهرباء فارق كبير.
    أنا أحب ضوء الفانوس.أحس أن فيه معنى عميق.
    لا أحب المصابيح الكهربائية.
    ربما هو محض حنين، لكنه حنين موجع مغروس في أحشائي.


                  

04-07-2008, 02:23 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: عبرت من حالتها الفطرية البدائية الجميلة إلى حالة أخرى.
    صارت كأي بلدة أخرى في العالم، فيها كهرباء.
    تعرف يا عبدالغني، الكهرباء فارق كبير.
    أنا أحب ضوء الفانوس.أحس أن فيه معنى عميق.
    لا أحب المصابيح الكهربائية.
    ربما هو محض حنين، لكنه حنين موجع مغروس في أحشائي.







    كان قولدك شبه حلتنا في (قنس) فمصابنا واحد يا خالد و الفقد كبير
    ياااه...
    رجعتني لهناك
    لزمن المحنة و راحة البال
    حلتنا ...
    ببيوتها الواسعة
    الحميمة
    تشيل حبان
    و تقربهم
    محل البيوت وادعة تنام مع مغيب الشمس
    ولما تلملم حمرة الغسق أطراف النهار
    و تغزلها حبل تعلقه على جدار الزمن
    يبقى اليوم شارف على النهاية
    حتى اكتمال مراسم نهاية النهار ...

    وفي استعدالنا من تحت (النخل) لفوق (النوقري) نعاين شمالنا
    نلاقي سعفات تلوح لينا
    سعفات من نخل بعمر امي .. لا عمر ام امي .. لا بعمر موسى و ام موسى
    تولح لي وتغيب في حلول الليل
    تعلن نهاية النهار
    والوح ليها على وعد نتلاقى باكر ...

    ورجعنا تاني لحضن البيوت ...
    تلمنا في ظلام محبب زي الرحم الولوف
    نتلمس طريقنا فيهو نتبع همهمات العجائز
    و حوقلة المصلين ..

    ووه نور ... ووه دوّي ...

    نعلق عيونا في سما ما تشبه باقي الكون
    تطل علينا نجوم
    نحضرها تلاحق بعض
    تلمع فجأة و يبلعها بحر الليل
    وتطلع نجمة الضيف
    وتنطفي لمبة جاز ورى التانية
    ويسود الصمت
    إلا ضربات المسبحة الرتيبة
    أو صوت جبهة سجدت على الأرض ...
    وفجأة بيتوقف الكون
    ويقيف في لحظة صمت
    ...
    وننام! ملئ الجفون ...في مهد الظلام الضاوي ...ظلام ما بيخون!


    ومع تباشير الفجر الباردة
    نصحى مع خيوط الضوء الأولى
    نتمطى بوسن
    تفرد جدران الطين يديها
    تنسلنا برقة من طيات النوم
    وتوقفنا على ابواب بيوتنا اللي ما قفلناها
    ونمشي نصبح على البحر
    متمهلين ...
    ليه العجلة؟
    فالبحر ما ماشي مكان!
    محل ما تركناه قبيل ..
    والأرض ياها ما فايتانا .. هدو هجو؟

    ***
    الكهرباء؟

    يا خالد، لا حاجة لنا بالنور!
    لست أنانية ولا ابحث عن (عزبة) أهرب إليها! ولكنني اخبر تلك الأرض!
    انضبطت ساعة سكانها البيولوجية على إيقاع النور
    النور الطبيعي
    الصحي
    اللايت!

    لا أنوار،ـ لا بهرجة
    الرتينة أقصى أشكال الاحتفاء
    وتتلى الصلوات لظهور نجم
    و توقظنا همسات المتعبدين بسحر

    لا أتخيل نفسي اشرب ماء زير ملئ بصنبور!
    أن فعلت، فقد خنت عشرة النهر!


    ارقد عافية...
                  

04-07-2008, 02:38 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)

    عزاز
    قتلتيني مرتين
    مرة بالصورة
    والله إني لأكاد أشمها حنينا وأسى.
    رائحة النهر و(الجروف) وحقول البرسيم.
    ومرة بالكتابة عن (هناك).
    (هناك) الغافي على صدر النيل منذ أن (كن) فـ(كان) !!
    تلك الأبدية الموشاة بالنيل والصحراء.تلك حوافها.وذلك بهرجها البسيط الباذخ.

    عزاز
    شكيتك على الله.
    الوقت الآن (عصر).هنا في دبي!!
    و(هناك)..البنات شرعن في حط (العناقريب) في ظل العصر، وتجهيز البن.النسيم يهفهف الملاءات، وينعس الكون.
    ايقاع الحياة يتسرب شفيفا إلى النفس.
    عمّ فلان على حمارته العرجاء، يجلس فوق كومة البرسيم، وتتدلى (بستلة) اللبن إلى جانبه:
    :فلان..علان..علكم طيبين! الباصات جابت منو الليلة؟
    :ميل..تعال اشرب فنجان قهوة !!
    الله يا عزاز، من تلك الوداعة، وداعة الكون.
    أولئك النهريون!
                  

04-07-2008, 02:33 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    شكراً عويس بدايةً وأنت كعادتك تملأ المكان بطاعم الكلام
    وعبد الغني كرم الله الذي تحتفي به هنا أظنه أحد إشراقات هذا المنبر ... لديه ميزة تخصه هذا العبد الغني ولغة (حقتو براهـ) ينفذ من خلالها لروح القارئ ...... تابعته في كثير حكايات رماها هنا ولطالما خرجت بذات نتيجة قراءتي الأولية له فهذا الزول حكاي ويجيد التسلق في أكتاف الحروف ليبني لقرائه عوالم جديدة وفريدة .


    عبد الغني كرم الله تسلم ياخ

    وشكراً ياعويس
                  

04-07-2008, 02:51 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خضر حسين خليل)

    تعرف يا خضر..
    لدينا عادة سيئة، هي أننا لا نحتفي بمبدع إلا بعد موته!
    ونظل ننتظر بفارغ الصبر رحيله، لننصب له، بعد ذلك، (مشانق) المراثي!!
    ونروح نكتب - أثناء حياته - أن فلانا لو كان من بلد آخر، لأحتفوا به أيماء احتفاء، ولأقاموا له تماثيل في الشوارع.
    أها، أنا أقول - الآن - إن بوسعنا أن نحتفي بعبدالغني.احتفاء بسيط.احتفاء بمبدع حقيقي.
    لا أود أن أتورط في كلام مجاني بأن عبدالغني لو كان من بلد آخر..ألخ.
    لكن الذي أعرفه حق المعرفة أن هذا الـ عبدالغني (ثروة قومية).
    هذا الرجل ثري ثراء ليس له نهاية.
                  

04-07-2008, 02:57 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: لكن الذي أعرفه حق المعرفة أن هذا الـ عبدالغني (ثروة قومية).
    هذا الرجل ثري ثراء ليس له نهاية.


    وأنا أقسم علي ذلك جملة وتفصيلاً
    شكراً مرةً أخري عويس وأنت تعطي الرجل بعض حقه
    سلمت ياخ
                  

04-07-2008, 03:16 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خضر حسين خليل)

    تحرضك نفسك على الإختلاء.
    وأنا يحثني من حيث لا يحتسب كاتب وإنسان فريد بالمقاييس كلها على ذلك.
    الخلوة!!
    آه الخلوة..العزلة!!
    (أستاذي) أولا وثانيا وثالثا، ثم صديقي، إبراهيم الكوني، كلما غشى مدينتنا/معسكر العمال (المكندش)، يحرص، ونحرص – صديقي الطارقي البهي، عمر الأنصاري (المجنون محسن خالد يعرفه) – على أن نغيب عن الأنظار في خلوة حقيقية، في حضرته، في حضرة فيلسوف وروائي عبقري.
    شيئا فشيئا، بدأت أتنبه إلى أنني مأخوذ للغاية بعزلته الفلسفية المجيدة.منذ عشرين سنة تقريبا، وهو معتزل بكل ما تعنيه الكلمة.
    لا هو، ولا نحن نعتبرها عزلة.ليست عزلة طالما أنها مع أرسطو، وبوشكين، ونيتشة، وهيغل، وكروتشة!
    وشأنه شأن العارفين الكبار، الذين يحتذون بالنفري..(كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة)، لا يتحدث كثيرا (لاحظت هذه السمة المتأصلة، متجذرة في أستاذي الطيب صالح كذلك).نحثه ونستفزه ليتحدث.نروح نسأل.نسأل عن الصحراء/العدم/الوجود، فلسفة الكتابة، (أسوف)، (الودان)، (الشيخ غوما)!!
    تعرف، أصبح (نصف طارقي)، لدرجة أن عمر أهداني لباسا كاملا للطوارق.
    والكوني إنسان!! يا الله كم أحب هذا الرجل.
    تعرف يا عبدالغني، بعض الناس تلتقيهم، فتصبح (مجذوبا) لإنسانيتهم.وكلما (عرف) الإنسان، ازداد إنسانية.
    يا الله، كم أحبّ أن أخلع نعليّ، وأسير وراءهما – هو والطيب صالح – في خلائهما الفسيح.ففيه جنة.
    أن تكون حواريا لروح، أو روحين يحويان الكون، وبعض أسراره الإنسانية الهائلة!!
    ويبدو أن العزلة يا عبدالغني هي مصيرنا.
    ألم يكن الحلاج معزولا على صليبه؟
    ومحمود على مشنقته؟
    والسهروردي في ليلته الأخيرة؟
    وابن رشد على حماره؟
    وفان غوخ وهو يقطع أذنه؟
    وماياكوفسكي..خليل حاوي..هيمنغواي؟
    أليست العزلة هي غربتنا عن كلّ شيء؟
    حتى عن أنفسنا؟

    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-07-2008, 03:31 PM)

                  

04-07-2008, 03:46 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    يا عبدالغني
    شكرا لويس ماسينيون..!
    كيف لـ(الحسين بن منصور) أن يقرأ إشارات النهاية؟
    يهتف:
    ألا ابــلــغ أحـبـّائــــي بـأنـّــي
    ركبت البحر وانكـسر السفينة
    على دين الصليب يكون موتي
    ولا الـبطحـا أريـد ولا الـمدينـة
    !!
    كيف عرف؟
    كيف عرف أن قضاة قساة القلوب، وسياسيين خلت قلوبهم من نور الرحمة (التي هي من نور الله)، سيقطعون أطرافه، ويعلقونه، كالشمس، على الصليب؟
    ونعود نحرث مجددا في تلك الحلقة المفزعة: العقل أم الروح.
    طاقتان هائلتان تتجاذبانـ(ك/ي/نا) !!
    تارة، يقطّر دم الحلاج فوق رأسي، وتروح تأكل الطير من فجواته.أمشي فوق الماء والنار، ولا أحس إلا بنشوة في القلب.
    وتارة أخرى، يأخذني (مطلق/لا مطلق) هيغل مثلا !!
    وأنا بينهما في برزخ!!
    فأين النعيم ؟
    وأنا، كـ(كزانتزاكس)، في درب صعوده، لي (مسيحي) و(بوذاي) و(لينيني)!!
    لي مثله بلواي !
    ولك.
    لي (حلاجي) !!
    يحرضني على ركوب السفينة، لأعبر!
    والبحر هائج.
    ولا ملاذ أبدا.
    بحر مطلق.
    ألوذ بالكتابة.والكتابة (صلب) من نوع آخر.
    الكتابة تنقيط الروح على صفحة الدنيا البيضاء.
    ألم تكن (رابعة) – مثلا – كائنا يخفق في روحي، ويقتبس منها.
    حتى الحجر له روح:روحنا!
    تدرك – يا عبدالغني – هذا الألم.
    تدركه، وإلا ما كنت مجنونا هائما في البرية.
    سلام لك.
                  

04-08-2008, 03:27 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ******
                  

04-08-2008, 05:37 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Sabri Elshareef)

    ماهذا الحكي، ياخالد، رفقا بنفسك

    Quote: ألوذ بالكتابة.والكتابة (صلب) من نوع آخر.
    الكتابة تنقيط الروح على صفحة الدنيا البيضاء.
    ألم تكن (رابعة) – مثلا – كائنا يخفق في روحي، ويقتبس منها.
    حتى الحجر له روح:روحنا!
    تدرك – يا عبدالغني – هذا الألم
    .



    رفقا بنفسك منها..المعاني الدقاق سوف تصلبك على مشانق الحروف..
                  

04-08-2008, 05:54 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)



    ياخالد...

    الغروب،
    والفانوس
    وضوء الشموع، هذا الثالوث يصلبني، مثل حروفك، ...

    شمس الغروب:

    شمس الغروب، أشعتها تمسد ظهور الحوائط والجداول والسحب بشعاع ملائكي، يكسي الوجود بعداً وجدانياً، وينفخ الروح في الكون، فترى مشاعر أوراق الشجر، وندوب الحوائط، ورعشة الحصى، هكذا تبدو الحياة عند الغروب، عندما يجثو أسد الشمس مرغماً على سرير الأفق الغربي، متعباً، مستسلماً، والنجم إذا هوى، فلتجرب الهوان إيها الملك الجليل.


    ما أرق الذوات المودعة، حتى الشمس تطاطئ رأسها، كي تودع مجدها، ووطنها ظهيرتها، واعدائها، أشعة لا تقوى على خلق رمضاء باردة، حتى النمل خرج من جحوره منتفضاً، ، من يهن يسهل الهوان عليه، بل زحف النمل نحوها، كي يقرض البرتقالة الكبيرة، وبالفعل، بدأ يقضمها قليلا .. قليلاً، ويسحبها قليلا.. قليلا.. إلى جحرة عند الأفق.



    شمس لا تقوى إلا على الحكي، مثل النساء الهرمات، كانت تحكي للشعراء والعشاق بنورها الخافض إسرار غريبة، زخرفت ريشة اشعتها الوجود بلون الحزن النبيل، لذة الحكي عن مجد غابر، كبد سماء غابر.

    لا تقوى أعتى السحب على حجبها، بل تزرف السحب دموعها من سطوة الشمس، تسيل دموع السحب في الأرض وهي تبكي من مجد غابر، من تحليق كالطيور في عنان السماء، تمنت السحب أن تسمو وتتعالى، حتى تطفئ شمعة الشمس المتكبرة، فيعود القمر، ملكاً في السماء، والنجوم، أميرات وحاشية لهالاته الوضاءة.. وتتهادى هي كقطن منفوش محلق....


    قط ينام قرب جثة نمر، إخاء قهري، انطفأت هاله الخوف، تلاشت الأشواك من الغصون، الضفادع تغرد، انقرض النهيق والنقيق والسطوة، اصاب الوهن عضلات الجبابرة، تتكئ عند الغروب، شاعرية، لا تقوى إلا على الشعر، بلا إرادة منها، تحكي بسحرها قصص أنس عجيب، (على أن البعد خيراً من القرب)، ملت الحياة من صليل السيوف، من امتلاء العضلات، أستكانت في غفوة عميقة، تحوم العصافير فوفق رأس النمر النائم، وتحط على جبهته، فالمسكنة أس الحياة.

    يدي لا تقوى على لمس الريشة، حجب عني القبر رؤية أغاني القمر، يغني بكمان الصمت، يغني للعيون، بأوتار الأشعة الواهنة، لطافة مسكرة، كأنها لم تسمع بالظيرة في حياتها الخجولة القصيرة، يملأ الوجود بخمرة أشعته المسكرة، تترنح النجوم وميضاً وبريقا، يظهر أن الله منحني وقتا، كي أكمل كتابي، أكمل قراءة كتاب هذا الشمسش، وهذا الغروب، وهذا الرحيل، يبدو أنه كتاب لا ينتهي، لا يملل التكرار السعيد، ولذا فأنا خالد، خالد في حيوات لا تحصى، كي أتم قراءة هذا الكتاب الغامض.

    غيم كثيف يغطي السماء هذه الليلة، وكثير من الشهب المتساقطة، ما أكثرها من رغبات حارة، فٌٌقدت..

    حتى النجوم تجرأت على إبراز مفاتنها معها، شمس متحسرة على سلطان ظهيرة ضائع، تحجب خلف ظهيرتها النجوم الخافتة، في أي منزل عبدك الأجداد، ، طفلة شقية، عند الشروق، أم مارد جبار، في كبد السماء، وقد ولت الذاوت الحية الأدبار إلى الظلال والسقوف، استدرجها الدهر إلى قبر الغروب، صارت الشمس برتقالة واهنة الإشعاع، متكئة على سرير الأفق، عاجزة عن حمل نفسها، والعودة إلى كبد السماء، إلى عرشها وعنفوانها المفقود، (ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل الغروب).. صارت شمس مسالمة (نمر في قفص) بمقدور أي شاعر أن يقلب بقلمه البرتقالة المسالمة، وأن يسحبها إلى دخيلته المظلمة، كي تسلل أشعتها الذهبية المتعبة إلى أعماقه المظلمة، ليرى وجه محبوب مغمور هناك

    بمقدور أي طفل أن ينظر للشمس عند الغروب، أن يحدق فيها ملياً، كما لو يحدق في شمس صغيرة مرسومة على ظهر كتاب، بل بمقدوره أن يضع إصبعه الغض، على شمس الكتاب، على شمس الأفق بلا خوف، لا حول ولا سطوة لها، فقد سُلبت من ضراوة الظهيرة وقسوتها، شمس عجوز، فقدت انيابها ومخالبها، أسد هرم، لا يكاد يقوى على تحريك ذيله كي يطرد عن عينيه الحزينة سرب ناموس مزعج، بلا غيرة أو طموح تسكن جسده المترهل، سوى نظرة باهتة لذكرى تليدة.. لظهيرة تليدة

    لقد سئل بوذا من قبل تلميذين صغيرين [ يا أستاذ هل تكون الشمس قريبة من الأرض عند الغروب، أم عند الظهيرة]
    فقال لهما وما رأيكما انتم ؟
    قال الأول : أنها تكون أقرب عند الظهيرة، لأن الأرض تكون حارة جداً، وهذا يدل على أنها اقتربت من الأرض،
    وقال الآخر: بل عند الغروب تكون قريبة من الأرض، لأنها تبدو أكبر، وهذا يدل على أنها اقتربت من الأرض،
    فقالوا له ما رأيك يا أستاذ،
    فقال بوذا لا أعلم، فقالا له:
    ومع هذا يقول الناس بأنك معلم عظيم... أنت جاهل،
    أكد على قولهم بنبرة صادقة: نعم أنا جاهل عظيم.


    الفانوس
    ياخالد...

    لا أشك في بركة الشمس، والقمر، والأنوار الساطعة، ولكن للفانوس إلفه، فلا سلك يربطه بإزار، ولا مسمار يشده لحائظ، ولكنه مسيح متجول في دارنا البسيطة، تحمله أيدي أخواتي وأمي، وأنا، تراه في التكل، وهو يكشف لأمي غطاء العتمة، كي ترى وجه الصاج، والصحون المطفقة، وجركانة الزين، وتراه في الزريبة، وقد ألمتعت عيون المعاز والخراف، لضيف باغت أمي، ببشاشة استقباله، ومرات يتسلل ضوءه الواحد من غرفة حبوبتي، يمد يده من النافذة، ونحن في الحوش، وكأنه يقول لنا، أنا هنا، هنا..

    يتلاعب بالظلال بشكل ساخر، ساخر،، يسخر من اشكالنا، يمط الجضوم، ويمط أنف أمي، فتبدو كخرطوم فيل، فنضحك عليها، أخواتي وأنا، حتى نقع على قفانا، وهي وهي (أمي)، تصير أجمل، حتى في الظل الكاركاتوري لها.. بل تحرك الفانوس امام وجهها، فننظر للحائط، للسينما الطينية، وخيال الظل، فنضحك اكثر واكثر، وهي، تتمنى ان نضحك مدى الدهر... بها، ولها، ومعها..

    وضوء الفانوس يشبه لون الغروب، ويالها من قرينة، تصلبني، مثلك ياخالد..
    الكون جميل، ونحن عميان... (وأي أرض تخلو منك، حتى تعالو يطلبونك في السما)، جدك الحلاج ياخالد، كان سكران، سكران ديمه...

    وحين ينعكس ضوء الفانوس على اخواتي، أرى ملائكة عيان بيان..

    تهتم به اختي (محاسن)... تغسله من المغربية، تغسل الزجاجة، وتملاهو بالجاز، وتوزن الشريط، توزن الضوء، فالزيادة كالنقصان..

    ثم تخرش عود الكبيت، وتنقل عدوى النار للفانوس الطيب، المثالي، الشهيد، الكريم.. فيبتسم كملاك، وتضئ بسمته حوشنا، وأوضنا... مشاركا الاسرة حياتها، سور القرآن تظهر حروفها به، نرتلها، ونحلب الشاي، ونقرأ الألغاز..
    ونلعب السيجة..

    أحيانا، أكون مستقلي، أقرأ في كتاب، فاسم نداء أمي
    يابت جيبي لأختك لبن تحت الطربيزة... فتأخذ أختي الفانوس
    وأضع الكتاب على بطني.. واسرح وأسرح،واسرح، تبدو فوانيس النجوم بعيدة، وهي تبرق، لي، لك، لهم، لنا...

    ما اوسع الحياة، وما أجملها..


    ضوء الشموع:
                  

04-08-2008, 06:33 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    اخوي خالد..

    دوما تسحرني الانوار الهادئة، الودودة، والتي تزخرف وتطلئ الوجوه والحائط (أكثر من ريشة القصاص في ذات صفاء)... النور حنون، هادئ، حكيم...
    النور والنسيم الوادع، يضللاني..
    ولكن النور صامت، هادئ، والنسيم .. طفل شقي، يهبش اطراف الملاءات، يندس وراء الستائر، ويلصق فساتين البنات باجسادهن (ااااااااااه).... 0جسد المرأة كامل... لذا (ظلت الاديان تدسه، وتحرمه،)، انت عارف اخوك هسي بكتب في اقصوصة طويلة باسم (مذكرات امراة عارية)،.....

    ضوء الشمعة... مخلوق من اللهب، لهب يتوج رأس الشمعة، كما تتوج المعرفة رأس العالم، والمحبة قلب العارف... ذلك اللهب ذو الشكل القلبي، يشبه القلب، محترقا بالنار والنور... ويتلاعب مع النسيم...


    كنت اتساءل اخي خالد..
    عن قدرة الاشياء الشفيفة في (التساكن، والتعايش)، معا..
    حين أدخل الاوضة الطينة البسيطة، نولع الفانوس، او الشمعة، فيملأ الضوء الأوضة كلها..
    ثم نفتح الرادي، فتملأ اصوات الكاشف الاوضة كلها..
    ثم تشعل اختي البخور..
    فتملأ الرائحة الأوضة كلها..
    وحنان أمي، يملأ الحوش.. والأوضة كلها..
    يالها من اوضة، و(طن)، مليئة، ومعا
    بالضوء
    بالبخور
    بالنسيم
    بالاغاني..
    وبحنان أمي (حنان النيل، حنان الصحراء، حنان الغاب، حنان الجبل، وهيبته)..

    نحن روحان حللنا بدنا..
    (لن ينفصل الجنوب، حدسي يقول أكثر من ذلك)، هل يفارق القلب الجسد، هؤلاء (الاغبياء) موقتون، سوف يرحلون، (الحياة تعرف ان تشق طريقها)، انها اختلقت (البقاء للأقوى، للأصلح)، وسوف تنهي المطاف بالبقاء (للأجمل)، في دولة العز، وكنز الفرح..

    لهب الشمعة، غريب...(مثل الاستماع لأغنية)، تحس بأنك جزء من الكون، لا .. بل جارحة من الكون، فالكون حي، (حين نغني، وننشد، ونسكر)، الكون حي، فخفف الوطء...

    اخي خالد، عباد الهند، وكنائس العالم، واضرحة التصوف، اختارت الشموع، شمسا لها، وقمرا لها.. ففيها تلك الاضاءة الحنون، تشرق على النفس انفعالات غريبة، دفء، وهدوء في معتكر الروح، تهدأ أعمق أعماق الفرد، ألهذا قال، أخي خالد المتصوفة..

    إذا راق الغدير على صفاء، وجنب ان يحركه النسيم..
    ترى فيها السماء بلا امتراء ، والشمس تظهر فيه والنجوم.
    كذاك، قلوب ارباب التجلي، يرى في (صفوها)، الله العظيم..

    الشموع تخلق هذا الصفاء العجيب...
    وأنتم شمعة..
    وأنت شمعة..
    وشمعتي الضوايه..

    أخوي خالد، أنا كثير البكاء..
    وربي كثير البكاء..
                  

04-08-2008, 06:51 AM

مامون أحمد إبراهيم
<aمامون أحمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 02-25-2007
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    تعرف يا عبدالغني، بعض الناس تلتقيهم، فتصبح (مجذوبا) لإنسانيتهم.وكلما (عرف) الإنسان، ازداد إنسانية.
    يا الله، كم أحبّ أن أخلع نعليّ، وأسير وراءهما – هو والطيب صالح – في خلائهما الفسيح.ففيه جنة.
    أن تكون حواريا لروح، أو روحين يحويان الكون، وبعض أسراره الإنسانية الهائلة!!
    ويبدو أن العزلة يا عبدالغني هي مصيرنا.
    ألم يكن الحلاج معزولا على صليبه؟
    ومحمود على مشنقته؟
    والسهروردي في ليلته الأخيرة؟
    وابن رشد على حماره؟
    وفان غوخ وهو يقطع أذنه؟
    وماياكوفسكي..خليل حاوي..هيمنغواي؟
    أليست العزلة هي غربتنا عن كلّ شيء؟
    حتى عن أنفسنا؟ !!!!!!!!!!!!
    ------------------------------------
    لاحولا ياخالد !

    حقاً , أن المجانين فى نعيم !

    إستمتعا بجنونكما !!!
                  

04-08-2008, 08:11 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: مامون أحمد إبراهيم)

    خالد العويس – عبدالغني، زوار خيط النور
    أوغلوا واسبروا أغوار المجاهيل التي يتبختر على قشورها
    الطواويس، استشرفوا بعيدا فوق المستطاع و (إن تكن
    صادق متِ)، فكل المناطق القيمة في أقصى الأطراف
    وذرى الهول فلا تبتئسوا وأنتم على أكتاف على رواد
    الإستنارة عبر التاريخ، كل من عرفوا مضوا سراعاً حالما
    ضاقت أوعية أفاق السادة عن إحتمال فتوحاتهم الفكرية
    وتوجوا أشكال تعبيرهم بإحتمال الأذى جسدا وروحا أو
    بالموت وهم يرفعون لاءهم التي تلهم الآتين، تحية هؤلاء أن
    لا ينتقض خيط أبدعوه وأحكموا غذله، فواصلوا أيها
    الاعزاء الإيغال الرصين حتى يضىء فجر الإنسانية بمولد
    الحقيقة:

    أبيت الكلام المغتغت وفاضي وخمج
    أخيرلك أقول الكلام البحرق حشايا
    أخيرلك أفضفض جراب الخبايا
    أقول الكلام البفكفك سوارك
    يوقف جدار .. ويرفع عضايا - القدال

    آمل أن يتواصل هذا الخيط بؤرة ضوء تشع
                  

04-08-2008, 08:55 AM

tarig almakki
<atarig almakki
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 1105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)




    Quote: ganikaram says:
    الشي التاني (القراية)، الكلمة دي داير ننصفها، ياخي الواحد عندو علاقة مع الكتابة، زي الامومة، اكتر من الحب ذاتو، كتب بتين تختلي بها، بعيدا عن اي شي، وهي قا درة على الرحيل بك لعوالهما، حتى ولو في عصور متأخرة، (براق القراءة)، اسرع من الفكرة، في رمشة عين تلقى نفسك في العصر العباسي، او المستقبل، أو في سجن، او محاصر في قلعة، أو تسبح في السماء، كشاعر، القراءة هي الاكسير، وخاتم المنى، وهي النضال الشاق من اجل الوصول لنهاية الكتابة، وهي فتح الذهن، بحياد، كي لا تترك اثر من وعيك على القراءة، يعني السير على الحبل، عشان ما تحجب بوعيك الخاص، وكمان عشان تعطي النص حقه، بدون تأويل، ثم بتأويل، عشان كدة هناك مقامات للقراءة، القراءة بحياد، القراءة، بتأمل، تأويل النص، حتى نصل (لقتل المؤلف)، حين يكون النص قد تم تمثيله في ذهن القاريء.

    عبد الغني كرم الله في ذات ماسنجر 25-09-2007 الموافق 13 رمضان

    يا عويس
    أنت نصبته مجنون وأنا عمدته مجذوب
    فهذه هي الأسفار التي أتلقاها من هذا المجنون المجذوب صباح كل ماسنجر


    القراءة التي تحث حفار الفكر على التنقيب بحثاً عن نفط الفكرة
    هكذا هو فعل ما يكتب صديقي فيّ وآخرون
    قال لي يوماً أن: "الكتابة هي الفعل الموازي للقرائة" صدق
    أقرأ وأستمع له
    والنعم
    متعني الله بالنظر والسمع والإستيعاب آمين
    وبين أبناء عبروا الوطن ذات إنهزام رأيته يعبر بكل إنتصار
    أحببت غربته التي أخرجت من صلبها آلام ظهر حادة وسارت في الطريق إلى المدرسة عبر طقوس القرائة بفعل الكتابة .
    ألتقيه عند:
    (عند أنيقِ السرد
    البوحَ
    الصدق في الشوارع الخلفية
    حيث سردٌ لا يجُر خلفَه سيرةَ أحد
    " م.ب")

    أعطاني هذا العبد الغني الفرصة لأكون صديقاً له وإنسان وقاص يجتمعان داخله
    شكراً لهكذا عطاء

    عويس
    عند قرائتي لهذا البوست
    علمت ان جنون هذا عبد الغني يستشري
    مدد ياغني
                  

04-08-2008, 09:10 AM

حسن طه محمد
<aحسن طه محمد
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 3653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: tarig almakki)

    الأخ خالد

    تحية عطرة

    وبوست جميل جمال صاحبه والمتداخلين في

    قرأت كل كلمة فيه بحب وعمق

    وساواصل

    لكم حبي
                  

04-08-2008, 11:05 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: حسن طه محمد)

    حبة القمح،
    يامامون...
    تشتكي من العصفور، المغرد الجميل..
    فلنصغي، لها، لمأساتها...



    شكوى حبة قمح، من عصفور مغرد..


    هاهو فوقي، القاتل الغشيم.
    كيف ترونه ؟ جميلا!!
    منقاره الحاد.. لا يعني لكم سوى التغريد...
    أغراه تكوري وجمالي..
    انتم ترون ريشه وتحليقه، وتغريده.....
    ومنقاره الجميل...( يهدد حياتي!!) ...
    أه ..لو كان بجسدي الأملس شوكة واحدة..
    تحرسني من هذا اللص الطائر... المحلق... الغريد..
    فأي ذنب ارتكبته سنابلي،
    ها هو مناقره الحاد يتجه نحوي...

    آأأأأأأخ.....فتحت ريشه الجميل،
    معدة صغيرة حارقة...
    تناثر جسدي في فرن معدته القاتلة...
    وأراكم تصغون لتغريده بخشوع... وشاعرية...
    أترون ماذا يقول في تغريده الجميل!!

    "يا معاشر العصافير... هنا قمح مبثوث، هلموا لسحقه، لإلتهامه.."
    أيثير هذا الطوفان الغاشم أسى وجمال في صدوركم المخدوعة..
    ما بال آذانكم !!
    لا تعرف لغة الكون...
    إنها طبول حرب...
    وليست تغريد..
    (الجاهل العظيم )... تستحقون هذا اللقب يا بني آدم...

    أحن للعودة للوطن، مثلكم
    لسنابلي، كي ألوح للشمس والنسيم....
    والخروج من هذا الفرن
    ......



    لك الله ياحبة القمح...(فالتغريد دعوة لإلتهامك)...وكلني اصم، أعمى،..


    .....
                  

04-08-2008, 11:41 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    أصدقاء النزف والحرف
    أصدقائي المعلقون – مثلنا – على مشانق الحروف
    السلام عليكم يوم تقرأون، ويوم تنزفون، ويوم تهيمون في بيداء التيه!
    الفوانيس يا عبدالغني؟
    الفوانيس:جراح.
    الفوانيس:حنين.
    الفانوس منتهى الحنين، والأنين.
    الفانوس، كائن حي.يحسّ ويتألم، ويبكي.يحن إلى عاشقيه، وإلى حيطانه الطينية.وإلى سقوفه.
    الشمس تهبه، قبل الرحيل، أنفاسها، فيشتعل عشقا.حين تنحدر، لتغفو على سريرها الأبدي، تهيج عبرات الفانوس/الطفل.
    لونه:لون شعرها ساعة الأصيل.
    ساعة الأصيل فاتنة جدا يا عبدالغني.
    وفي تلك الساعة تحديدا، يجن الناس.لأنهم لا يطيقون فتنة الأصيل.
    ذلك اللون الأسطوري، الذي يندلق على قمم النخل، وهامات الطين، متسللا من فرجات السحب الدخانية.ذلك اللون الذي يهمس في صبابة ووجد.ذلك اللون/المغني.يسكب روح الألوان على كلّ شيء، ويسلف فرشاته إلى الفوانيس، لتذكّر – دائما – بشيء ما.
    في ساعة الأصيل، والشمس تقبل شفتي الأرض/الحبيبة، وتشمّ عطرها التالد، وتتمرغ – بضوئها – في حضنها الأزلي، لتغطس أخيرا بين نهديها، في تلك الساعة، يجنّ الناس.ولولا تلك الساعة، وساعة شروق الشمس، ما عرف الناس الإبداع، ولا الجنون!
    إنها الساعة التي تشحننا بذلك الغموض:غموض الموت، والحب، والحنين.
    ثمّ، يستلف الفانوس أغنية الشمس، ويمزجها بالحنين، ليضيء عشقا.
    أقسم – يا عبدالغني – إن الفوانيس لا تضيء بالكبريت.الفوانيس تضيء عشقا.
    الفانوس أكبر عاشق.
    الفانوس:روح.
    روح متسربلة بروح الكون المطلقة.فيها من قبسه !
    يأسرني ذلك اللهب المتواضع.ذلك اللهب (الصوفي).لا يخاتل، ولا يكذب، ولا يثرثر.لهب متأمل جدا.لهب حكيم يا عبدالغني.ومنه، تستمد الفوانيس حكمتها.


                  

04-08-2008, 11:58 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    بوذا!
    جاهل عظيم.
    يا لها من عبارة.
    لأن، في هذا التيه، في هذه الصحراء، التي لا نهاية لها، ما من أحد (عارف) يمكن أن يدعي سوى (الجهل).
    على أن الجهل نعمة
    والمعرفة نعمة ونقمة
    والسعيد من دنت له قطوفها، فعزف، وعرف، وانطلق إلى السر.
    السعيد من خلع نعليه، ومضى.
    وأولّ هذا الإشراق كله:الحب.
    الحب جوهر النور ومنتهاه.هو الثمرة الناضجة للعواطف كلها.وهو النار المطهرة.وهو النور المقتبس.
    (إن الكراهية يستحيل عليها في هذا العالم......بوذا)!!
    هل نحب أعداءنا؟ (السيد المسيح..المعلم)
    وهل من سبيل إلى بداية الطريق غير هذا؟
    نحبّ كلّ (شيء).
    وهل الأشياء – من فرط جهلي – أشياء؟
    أليست (كائنات)؟
    ....(الجاهل من ظن الأشياء هي الأشياء
    والخاسر من لم يأخذ ما تعطيه على استحياء).
    أليست (كائنات)؟
    ألسنا نتقاسم الوجود؟
    وحدنا..، وحدنا على هذا الكوكب.نرتجف من عزلتنا وضعفنا.مذعورون من وجودنا.من المجهول.من هذا الفضاء العريض.
    ألسنا نتقاسم الوجود.
    أليس (الفانوس) هو أنت يا عبدالغني على نحو ما؟
    والنخلة؟
    ألا تحس بها؟
    والحجر؟
    هل يشبه حجر حجرا؟
    ألا تحس بروحه و(وجوده) حين تلمسه، لا بالكف، بل بالروح؟
    ألا تحس أن (وجودا..ما) مات، حين تفتت حجرا صغيرا بأصابعك؟
    ساعتها تحس أنك أيضا ستتفتت يوما ما.وأن قسما منك تفتت مع الحجر.وأنك، و(هو) على قارب الدنيا.سائرون في الطريق ذاتها.


                  

04-08-2008, 12:46 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    ثمانية أعوام على رحيله !!
    (إبراهيم عويس)!
    ذلك المخلوق الطيفي!
    ذلك الصديق العظيم الوفي.
    يعود عند الظهر، محملا بالصحف.يحبّ (الهلال).يروح يتابع بشغف مباريات الهلال الذي يدوخه حبا وعشقا.يقول إنه لعب مع عبدالرحيم قطر، و(الأمير) صديق منزول!
    يبدل ثيابه بـ(عراقي) خفيف لتحاشي حرّ (السموم) في نهارات (القولد) الغائظة.
    مؤشر الراديو على (أم درمان)، في انتظار (عالم الرياضة).
    ولا بأس من مناقشة موضوعات عدة قبيل (الغداء)، وبعض المزاح مع (بخيتة)!
    العقاد! كتابه : (الله)، هو الأصعب.يحكي عن توفيق الحكيم وطه حسين.التجاني يوسف بشير.يحب ميكي سبيلين، وسومرست موم، وغالبية الروائيين الروس.
    حين يأتي أبناء (إسحق)، ابن أخته الأثيرة إلى نفسه (ستنور)، يروح يحضنهم، ويوزع عليهم الحلوي، ويفيض عليهم بفيوض حنان لم أره.وأبناء (سامية) ابنة أخيه (عووضة).يقص عليهم حكايات ينسجها من واقع أمامهم ومن خيال خصب غذته القراءة الواسعة بالعربية والإنجليزية.
    يحب صلاح جاهين، وعلى محمود طه المهندس.
    (إبراهيم عويس)..طاقة هائلة من الحب الذي يضيق به.
    هل صعب عليك – يا عبدالغني – أن تبكي حبيبا، لأن الحزن – فعلا – أكبر من الدموع ؟
    أصدقاؤه، طائفة من كبار الموظفين والسفراء والمزارعين والعمال.
    وكلهم سواء !!
    أصدقاؤه: (أحمد موسى)، و(عيسى عثمان) و(نون أبادير)، و(كنة)، و(عبدالغفار)، و(عبدالقادر) و...(خالد عويس)!
    حين أقصد (القولد) في إجازات الجامعة، يكون في الإنتظار منذ وقت باكر.وحين يبلغ (بص صالح العربي)، البيت، يكون هو جالسا وعصاه في يده، على الدكة الطينية.أعانق كونا من الطيبة والشوق.أعانق حشاشة روحي.
    (بخيتة) تبكي! وألمح في مقلتيه دمعتين يجاهد أن يخفيهما.
    يذبح.يشرف على الذبيحة بنفسه.يروح ينتقي ما أحبه.يسألني عن الجامعة.عن (أنشطتي)!
    قرأ (الرقص تحت المطر).كان يحثني.
    :رواية جميلة، إنت يا خالد متأثر بالروس، خصوصا دوستوفيسكي!!
    :وإنت يا أبوي ما بتحبهم؟ أنا عرفت دوستوفيسكي وتورجنيف وغوركي من وين ؟ مش منك؟
    ليس الروس وحدهم!
    الأغنيات الإثيوبية كانت تهزّ وجدانه.
    وحين جاء (أولاد حاج الماحي) إلى دار (عمي..عووضة) في دنقلا، توهج ذلك النهار.يحبهم.يحكي عن الصالحين.عن جده (عووضة القارح).ركبتاه تؤلمانه.ورأسه.لا يشكو.راض رضا يشق على النفس.مهموم بالناس.بعشيرته والآخرين.بالأطفال.يذوب فيهم.ويحبونه.ما من طفل – مطلقا – يأبى أن يجلس على حجره، ليرى خدعته في تدوير الخاتم على الأرض.
    يحب التمر.ينقعه في الماء طويلا.ويتداوى من الحرقان بـ(العطرون).
    وفي الليل، نرقد في الحوش.سريرانا متجاوران، من أجل أنس يطول!
    السياسة والكورة والفكر والأدب.وأحوال الحياة.ساخر.ساخر سخرية نابهة، حتى من نفسه.يذكر التفاصيل.يوم تسلق شجرة المانجو في (واو) ليجلب لي ثمارها الطازجة، فهاجت خلية النحل، وراح يحاول أن يبعدني عن أسفل الشجرة، وأنا رافض، حتى تأذى من اللسع! يومذاك تورم جسده، ولم يأت بثمرة واحدة.
    يحكي عن أغنيات الحقيبة وأحمد المصطفى والكاشف ووردي.عن (تلاهون)، الصوت الذي يشجيه تماما.
    نذهب سويا إلى (عمتي ستنور) العصر لنشرب عندها القهوة.نغشى (فوزية) ابنة أخيه (المرحوم تاج السر).ما يزال حزينا لرحيل (تاج السر وحسن) المبكر!!
    ينهمكان، هو و(ستنور) في حكايات طويلة عن (قولد زمان)، وكيف كانت، كيف كان فيضان 46، وكيف كانت (الدلوكة) وأشهر الراقصات و(العراضين).وكيف أنه هو ذاته كان عراضا.تلتمع عيناه ببريق عابر، هو الحنين.جوفه مملوء بالحنين.
    ..
    ..
    حين وضعت القلم، وانتهت امتحانات السنة النهائية، وكان مقدرا أن أسافر (وفي النفس أشواق عاتية لتعويضه..تعويضه عن سنوات الرهق والعطاء اللا محدود)، بكى طويلا وسالت دموعه، وهو يعانقني ليلا، قبل أن أركب البص، لأغادر إلى الخرطوم، ومن هناك إلى..
    شهران.شهران فقط، وقبل أن أعوضه بأي شيء، اختار أن يقول لي من خلال رحيله:
    يا ولدي أنا لم أفعل كلّ ذلك إلا لأنه عطاء لا ينتظر أي مقابل.
    ولم أتمكن يا عبدالغني أن أقول له:
    لكن يا أبي أنا أريد أن أعوضك، ليس لأنك أب وحسب، وإنما لأنني أحبك حبا لا يطاق!!
    وتزوجت بمن أحب..(نجلاء رضا) قرة العين، وعضدي في الحياة.
    ولم يكن هناك!!
    ورزقت بـ(رند)، رند التي أسى جدا أنها لم تحظ ولن تحظى بحنان جدها، حنانه الباذخ الذي يعلم حقا كيف يكون الحب.

                  

04-13-2008, 07:52 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    خالد عويس عبد ا الغني كرم الله
    مالكم علي يا ولادي ؟؟؟
    فقد تورمت عيناي
    وتعبت تعبت شديد

    (عدل بواسطة doma on 04-13-2008, 07:53 AM)

                  

04-08-2008, 01:59 PM

عبد الله إبراهيم الطاهر
<aعبد الله إبراهيم الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    صاحبي خالد عويس
    صاحبي عبد الغني

    يااااااااااا لله دري كيف لم ألحظ هذا المكان الرائق بكما ....
    انحني اعتذاراً لتأخري حضوري هنا ...
    الآن قرأت ...
    ولكن يبدو أن الزمن تهاوى من بين يدي حتى جاءني صوت إبنتي رذاذ على الهاتف تسألني إن كنت سأحضر إلى البيت ... لذا أعتذر لأنني سأخرج ..
    ولكن حتماً سأعود ...

    وأجلس ها هنا لاستمع لهذا الحوار الرائق روقان الشاي الأخضر في صباحات بلادي ...


    احتراماتي وأشواقي
                  

04-08-2008, 03:28 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد الله إبراهيم الطاهر)


    مُنهِكان أنتما .

    في جبال النوبة ذات عام بعيد ..
    ( و البلاد ما بها من غضب ) ..
    جست ما جست حدّ الرهق في بكورة تلك الأنحاء ..
    عائد من جولة الإندغام في منظومة الناموس تلك .. و الرسم المهلك ..
    و العوث في نفسيَ أم قدود ..
    لقيني المطر .. و حالي أريتو حال السواد ..
    و بالنفس روايش و حُتراب - إرعادئذٍ - و الفكرة تسلمني لأخيتها .. و الرحمة دونها خرط القتاد ..
    ( بلد تشيلك و بلد تخُتك يا رويحة الجن ) ..
    فتعريت من مخيط الثياب .. و الأعين ..
    كنتُ عاريا كساعة ولدتُ ( كم مرة يولد المخلوق مِنّا ؟؟ ) .
    تقدست تحت الزخ .. و مكاييل يكيل بالربع الكبير ..
    عاريا كنت , واقفا مدّ قامتي القاصرة , و الله يغسلني ..
    و يغسل أمنا الأرض من طمثها ..
    لا أدري لكم لبثت هناك شاهر الروح كفنار وحيد .. عظيم الوجع ..
    لكنني مغسول و مُتمّر .. كما يليق بمخلوقٍ أخرق - آخر - يحبه الله .. فهو الكريم .

    أقرأكما ( يا حرّ ما هي الكتابة ) فأستعيد الآن المطر ذاك ..
    هو الغُسل لي ما تفعلان يا مجنونان ..
    و ليس بأفضل منكما حالاً أستاذي الشيخ بشرى .. و لا منصور و لا ماهي .. و ليس كل العابريكم هنا ..
    لا عجب , فواديك يا عبقر يلم إليه أطراف العابدين ..
    من أنسٍ و جان .

    ( إن هذا إلا سحرٌ يُؤثر ) ..
    لا بأس ..
    افعلا ما تُؤمرا به ..
    فإنّا لمِن الباخعين .


                  

04-08-2008, 11:14 PM

أيزابيلا
<aأيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Emad Abdulla)



    مساء الكتابة با خالد
    ويا صديقنا عبد الغنى

    مساء الكتابة يا عماد

    -مساء الذين يلمُعون قناديلنا فى المساء

    الساعة الآن الواحدة صباحا بتوقيت الخرطوم
    وانا فاتتنى من الاسافير اوجاعا كثيرة ...وخلفتنى اللغة وراءها منذ عام او اكثر

    خلفتنى اوان انشغالى بفكرة قيد التشكل..........
    -اللغة لم تكن رحبة لتتبعنى فى منعرجات التشكل
    لم تكن رحبة لتتلوى جيدا
    وتنحرف جيدا وتتمطى وتتعب
    وتهرس جليدها فى دمى
    وتلمع اعصابها لتبرق فى الظلام

    -الساعة الان هى الواحدة صباحا
    وانا اعرف ان ثمة ضوء ما هنا
    يوقظنا منتصف الليل لننقر على خيباتنا النائمة
    ونلعن فى سرنا ما اغتمضت عيوننا من عتمة

    ...............

    كم آنستم وحشتى يارفاق
                  

04-09-2008, 00:29 AM

أيزابيلا
<aأيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: أيزابيلا)



    باب الروح متاكى انسربى....

    ......
                  

04-09-2008, 01:41 AM

ودرملية
<aودرملية
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: أيزابيلا)

    سلامات
    وعوافي
    "وكأنكم للروح غسولها"...
    ما قضيت وطري قط في هذا المكان .."علو ما انقضى"..
    كل شيء يمكن احتماله إلاها "خمر الكتابة"... ماالتهمت الروح سطر الا وسال لعابها ..
    ثم سألت "هل من مزيد...هل من مزيد"...وتظل هكذا الي ان يرث الله الارض وماعليها ..
    عليكم السلام جميعا...
    تواصلوا ...
    تعيشوا ..
    .
    .
    محبتي...
                  

04-09-2008, 03:27 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ـــــــــــ
    بكيت .. ليشهد الله اني بكيت بوزن الدمع خشيةً من كل حرف
    وإشتدة البكاء عليا .. وكل دمعات بحور من نار..
    وهل بكائي يطهر روحي ؟؟؟
    تقرحت عيوني ..وصار وجهي نيلاَ.. والله لو أرخيت (المراكب) لجرت.
    بكيت لكل الكتابات هنا حتي اهتز البقاع من تحتي
    واري فانوسكم يبكي معي .. والارض البكري تبكي
    لم اعرف البكاء منذ زمن بعيد .. لم اعرف ما الذي ساقني لهذا
    البوست ؟؟؟ وهنا عندنا كل شيءٍ حجر.. حتي صرت انا الحجر..
    وتنهدت وهج الشمس .. كل الارواح التي ذكرتموها(قالدتي) في النحيب.
    لم ادري بنفسي اني احمل كل خفايا الحزن إلا هاهنا..
    لم اعرف ان الحرف يعصف بي الي منتهاي..
    ربما قيد روحي انكسر هنا والبكاء
    وجسدي يابسا خاليا لم ترد فيه الروح
    عطشت ظمآً وشربت من حروف جداولكم
    كتاباتكم تلك فوانيس خبلت اللب واستحوذت علي الفؤاد..

    بكيت ودمع العين للنفس راحه ــــ ولكن دمع الشوق يُنكي به القلب
    وذكري لما القاه ليس بنافعي ــــ ولكنه شئ يهيج به الكرب
    هذه ابيات ل (سمنون المحب)هي حالي ..
    ـــــ
    خالد و عبد الغني وعمادوعبد الله وطارق وعزازومامون ومنصور و
    عبد الله عثمان وبشري ومدثر وصديق وكل الاخوان ..
    اكتبوا وواصلوا تلك الكتابات ..
    ولاتنسوا ان ترفقوا بنا .. كي لا اشتاق إلي البكاء فكلكم مجانين .
    [BLacK/]

    (عدل بواسطة emad altaib on 04-09-2008, 03:31 AM)

                  

04-09-2008, 05:36 AM

الفاتح ميرغني
<aالفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: emad altaib)

    Quote: ما أقسى أن تكون الضحية رابعة العدوية!
    ما أقسى أن يكون الحلاج مصلوبا!
    وابن رشد على حماره، يتلفت هائما، وضوء النار التي تحرق كتبه منعكس على صفحة وجهه؟
    هل بالمقدور أن نحرق كتبنا كلها، ونصادرها من الناس، ثم ننسل الى الخلاء، كابراهيم بن أدهم، وبوذا؟
    الحقيقة إننا نبكي حالنا، انسانيتنا!
    لعنة الله على انسانيتنا، ولعنة الله على الابداع كله!
    طظ !


    الاخ العزيز خالد عويس
    شكرا لك وانت تحتفي بقلم "مجنون" وهو قلم الاخ عبد الغني كرم الله فهو حقا " مجنون" ولكنه الجنون الخلاٌق ، إن شئت " الإبداع الخلاق على النقيض من "الفوضى الخلاقة" بتاعت ناس رامسفيلد التي ترى في الدمار إعمار وفي سلب الاخرين الحق في الحياة محاولة لإعادتهم لجادة الحق والصواب الوهم.وأنت يا خالد إنسان جميل لذا لا يأتي منك إلا ما هو جميل.

    Quote: نجن لا نحتفي بمبدعينا إلا بعد موتهم

    ليتنا ندرى معنى كلمة "عرفان".
    مودتي وإحترامي
                  

04-09-2008, 06:08 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: الفاتح ميرغني)



    صديقي،
    وأخي خالد،
    والسرب الجميل، المحلق...


    كم كنت حزين لعدم حضوري عرس (الأم)، عبير خيري... هل ترى ابن يسعد لزواج امه، هذا انا، وأنتم، فمن الذي لا يعشق عبير...

    (أم) في الحنو، المجاني (لا تريد جزاء، أو...)، ذلك الحنان الذي يحنن قلبها، تطرب لرؤيتها، وتغني جوارحك، ألهذا خلق الله المرأة... (بل يتوارى خلفها صمتها، ودأبها)... فجر عصي الوصف...

    واليوم ستلتقي بشقها الغائب، بنفسها (عزاز)، وستطير بجناحها العائد، لأفاق، في فردوس المحبة والعشق، والفرح.. فألف مبروك أختي، وأمي، وصديقتي الرائعة عبير... كم أحسست بجفاء المسافات.. وبعناد القدر (له حكمة).. في خلق (أسى، وحزن)، بقلبي...

    ليتني استرق (البصر)، لنضاره وجه امك، بك.. ليتني، أحس (بصدق، وتحقيق)، بتلك الزغاريد من الخالات والعمات، والجيران، والضيوف، كي (أحس بالفرح)، كما هو، وليس كما يتراءى، له، أو كما اتخيل...

    طوبى لك... أي ثمار سوف تجني من زرعك، هنا وهناك، حقلك المزروع كبيرا جدا، أمي عبير، كبيرا جدا، سوف اخاطب السحابة مثل ذلك السلطان الاموي (اذهبي ما شئت فسوف يأتيني خراجك)..
    مائة عام، لا تكفي، كي تجني ثمار علمك، إخلاصك، حبك، تجردك..

    فكونا بخير، عزاز، وعبير..

    لعبير، ولكل فتاة في بلدي المحبوب، كن بخير، وأسعدنكن الله، وأسعدنا بكن، قرة عين، وفرح أصيل، وتحليق مبارك..

    في الزواج، أحب تأمل وجوه الأمهات ( كيف يقوى وجه صغير كإطار للإطلاق، كيف وكيف)، بكاء، وفرح، وحزن معا.. بربك كيف يلتقيان..
    حين اتجول في شوارع الخرطوم، أتمنى أن أصيح مثل الزين المبروك، بعرسه الشهير (يانا الحلة انا مكتول في بنات بلدي كلهم، المريضة، والجميلة، والعرجاء، والعمياء، والفقيرة، والأمية، )...

    فتتزوج بنات بلدي كلهن، برجال انقياء اصفياء، ودودين،....

    لعبير... ولعزاز، وللوطن، أجمل عرس، وأجمل فرح، ووئام أبدي، مكلل بالسعد.. والجمال..


    اخوك عبدالغني


    ....
                  

04-09-2008, 06:44 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    ما هذا النشيد، أخي خالد..


    Quote: بوذا!
    جاهل عظيم.
    يا لها من عبارة.
    لأن، في هذا التيه، في هذه الصحراء، التي لا نهاية لها، ما من أحد (عارف) يمكن أن يدعي سوى (الجهل).
    على أن الجهل نعمة
    والمعرفة نعمة ونقمة
    والسعيد من دنت له قطوفها، فعزف، وعرف، وانطلق إلى السر.
    السعيد من خلع نعليه، ومضى.
    وأولّ هذا الإشراق كله:الحب.
    الحب جوهر النور ومنتهاه.هو الثمرة الناضجة للعواطف كلها.وهو النار المطهرة.وهو النور المقتبس.
    (إن الكراهية يستحيل عليها في هذا العالم......بوذا)!!
    هل نحب أعداءنا؟ (السيد المسيح..المعلم)
    وهل من سبيل إلى بداية الطريق غير هذا؟
    نحبّ كلّ (شيء).
    وهل الأشياء – من فرط جهلي – أشياء؟
    أليست (كائنات)؟
    ....(الجاهل من ظن الأشياء هي الأشياء
    والخاسر من لم يأخذ ما تعطيه على استحياء).
    أليست (كائنات)؟
    ألسنا نتقاسم الوجود؟
    وحدنا..، وحدنا على هذا الكوكب.نرتجف من عزلتنا وضعفنا.مذعورون من وجودنا.من المجهول.من هذا الفضاء العريض.
    ألسنا نتقاسم الوجود.
    أليس (الفانوس) هو أنت يا عبدالغني على نحو ما؟
    والنخلة؟
    ألا تحس بها؟
    والحجر؟
    هل يشبه حجر حجرا؟
    ألا تحس بروحه و(وجوده) حين تلمسه، لا بالكف، بل بالروح؟
    ألا تحس أن (وجودا..ما) مات، حين تفتت حجرا صغيرا بأصابعك؟
    ساعتها تحس أنك أيضا ستتفتت يوما ما.وأن قسما منك تفتت مع الحجر.وأنك، و(هو) على قارب الدنيا.سائرون في الطريق ذاتها.



    أي قلب فيك..
    أي (أم)) فيك.. أي أب، أي عاشق..
                  

04-09-2008, 08:49 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    أصحاب.. اصحاب أصحاب..

    اساتذة ... اساتذة ..... استاذة

    أصدقاء ... اصدقا .... اصدقا..


    سأحول، قدر الامكان...
    ذكر بعض من أصحاب...

    وهم فوق الحرف.. فوق المعنى..
                  

04-09-2008, 09:02 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)





    استاذ أحمد المصطفى دالي:

    Quote: صار أقرب للأسطوة في حكاوي المثقفين في بلدي، القدامى منهم، والمحدثين، ممن اسمتعموا له، وهو في الأركان، كأشهر خطيب في افريقيا، أن لم نقل العالم المعاصر، مذكرا بسقراط، وابيقور، وحملة مشاعل الفكر، وتنوير الشعوب، واستياقظ النفوس، كي تعي ذاتها، ورسالتها الخالدة....

    كان خطيبا قوياً، سهلا، وشجاعا، تعرض لأكبر المعضلات وأصغرها، تتذكره طرقات الخرطوم كلها، وجامعاتها، وهو يخطب او يرد، أو ينبه، حاملا بيده كتاب، وبالأخر المايك، وأمامه كرسي الخيزران المشهور، وعليه كتيبات الفكرة، البسيطة الطباعة والتصميم، والثرية المعنى، وحوله جلوسا، على العشب أو التراب، عقول عطشى للفكر، للصحو، للتجاوز، وإكتشاف الذات...

    سخريته المحببة، وتهكمة السقراطي، جعل من اركان نقاشة اغنية جميلة، لا يمل منه المتابعين من عمق الطرح، وجمال الطرح، وأسلوب الطرح (الإسلام والفنون، المرأة، المنهاج المدرسي، المعراج والسير الافقي والرأسي، الهوس، الاقصاد، التسيير والتخيير، الوضع السياسي، والإسلام، والإنسان الكامل)....

    وحين ينتهي الركن، ويحج الحضور لبيوتهم، تتفتح عقولهم على حقائق، اقرب من حبل الوريد (من أنا، لم خلقت، كيف أعي ما يجري فيني، وحولي،كيف أعثر على ذاتي)، فرحين باكتشاف الداء، حزانى عليه،على حقائهم المغيبة، حقائهم الكبرى، كلهم أجميعن، فقد كان خطيب (الأفراد)، بلا نظير في تاريخ الكوكب...

    تحمل في ذلك الكثير، ضرب، وشتم، وقمز، وهمز، ومدح، ورشى، ولكنه ظل ثابتا، عصيا، في محاربة الجهل والخرف والهوس والكسل واللامبالاة..

    أنه تلميذ مدرسة كبرى، في الفكر، والتربية، والفهم، والمعارف، والمحبة.


    أحمد جون

    Quote:
    (نص غير واقعي)..!!


    أحمد جون، رجل تسكنه النشوة، والتأمل العميق، يرى الوجود الماثل بعين ساحرة، شكبيته معتقة بالمتعة، والتهكم، والصحو.. يرى الروابط التي تسنج ضفائر هذا الوجود، كم كنت سعيدا، حين سكنت معه، ومحظوظا...

    علمني مراقبة وقائع حياتي العادية، درجة حرارة الغرفة، الضوء، مراقبة الخواطر، تصرفاتي تحت المجهر، مجهر عقلي وقلبي، رصد خواطري، (لا تنام اكثر من حاجة جسد، وليس فضوله)،





    محمد الربيع

    Quote: !!..

    نحيف، بسيط الملبس، يمشي دوما وهو يحتضن كتاب على صدره، وكأن الكتاب جزء من الصدر، والصدر جزء من سماء (بدت له، واستعصمت، كعادتها، بالبعد عنه، كي يحلق نحوها، أبداً)، عيونه متسعة، (دهشا، من العادي، والأكثر عادية، ناهيك عن المذهل)، يتابع أحوال الكون، "كأحوال القلب"، لا يعرف هل خلق أيليا "نخلته الحمقاء"، أم لا.. والتي تفصل (كسائر الناس)، ظلها على جسدها، ولا يهما أنين افريقيا، وضمور التذوق العالمي، وفوز لسينج، بعشبها المغني، يصحو من نومه، كي يتابع نهاية الحلم.. والسريالية، وقائع الحياة أكثر سذاحة من خمر الحلم.. وهو يتفرج بذكاء على مسرحية قديمة، تمتد فصولها من ماض غابر، لمستقبل مجهول (الحياة)!!...

    ومن عينه (المتسعة دهشا)، تدخل صور ووقائع الحياة اليومية، تعبر خلالها لقلبه (وهناك تفرد اجنحتها، الضامرة، وتغرد كطفلة، في حجر أم، وأب، ورب).. يتذوق عسل العقول، من رفوف المكتبات، والثورات، والانخطاف، يؤذيه نواح هاملت، وحين سمع استغاثة مصطفى سعيد (النجدة النجدة)، كان سباقا (قبل الملائكة)..

    أين مصطفى سعيد ياربيع..
    مات... أم تشرد، أم رفع كالمسيح..
    هل ترثي له (في صراعه الأبدي بين الشرق والغرب، بل نقل إكثر إيجازا، "بين القلب والعقل"...

    معه تحس برحابة الأشياء والأحياء، ولخواطره قدرة على نسج وحدة بين المتنافر، والمختلف، كأنه سماء (تلف ببطنها الوديع، الجبال والارض والضوء، والغناء، والزمن)، كم أغبطه على التأمل (كراهب بوذي، يشاهد زحف دودة مبرقعة، وفراشة ملونة، وملاك خفي، وغد ماثل)... مندهشا، ساجدا، (لجمال الحياة، لغرابة الحياة، لسذاجة الحياة)... كم تبدو الحياة معه، مفارقة، (وتستحق أن تعاش، رغم ضرواتها)، أيومن ب (من مادة الفكر خلق الكون)...

    يفهم الإشارات، بفطرة سمحة، كبدوي، يقرأ طالع الحياة، يشم ما سيأتي، ويحي ما مضى، مخاطبا نفسه (عن الميلاد، والحال والمآل)، وتتغذى جوارحه ( بمداد جورج امادو، وفوكو، والحلاج، والحاردلو، وسقراط، و....و)... وبقلب، وبذهن منفتح، (أي فضل هذا)... بيده اليمنى، وكلتا يديه يمين، مصباح ديوجين، يطرد عن وجه الحياة (عتمة الخوف، وصدأ الرغبة)، فتبدو (في حقيقتها الغائبة)، قصيدة شعر، بلا نهاية، لموسيقاها، ورؤاها، وعبقريتها..

    رؤيته، تعيدني للصواب، للأمل، للاحتفاء بالماثل، والماضي والقادم، ينفخ الروح في خواطري، وإخفاقي، (مالنا إذ كنا معك، رأينا الفرح رأي العين)... هكذا هو (طفل ، أمام أب قديم، وأم أقدم)...

    (صير الرومي طيني جوهرا، ومن غباري شاد كون ساحرا)، هكذا قال إقبال عن (جلال الدين الرومي)، وعن الربيع، وعن كل عقل ينفخ الروح فيك، ويعطى للحياة معنى، وسحرا، وتجلي..

    تبدو حياته، في كلمة (باحث)، أو قال سالك، أو قل (ضال)، او قل (مسكين)، لا حول ولا قوة له، أمام (إيجاد، وإمداد)، غريب المنشأ، والطلعة، والمآل، طفل ساذج، لأم عجوز (الأرض)، وأب عجوز (السماء)...

    في مجلسه، ومعيته، تعطى كل عين هدية (واحدة)، مايكورسكوب، والآخرى (تلسكوب)، فترى البعيد، والقريب (بصورة مغايرة)، أكثر ثراء، وفرح (وجدوى)!!...

    إنه يخصب الحياة... لأنه يفحص الحياة، الحركة، المسعى، التكوين، التفكير، ويبحث (عن فرديته)، في تاريخ طويل (وقاسي)، لحياة القطيع، (كان الفرد، ولم يكن المجتمع)... أيهما أولى بالرعاية (وكأن هناك تناقض بينهما)، طوبى للعقول الصافية (فهي ترى الجنة داخل الجحيم، كنار موسى)، وسم سقراط (أرغب في تأمل الأبدية)، هكذا احتضر العجوز اليوناني القبيح (...!!!)... وخلق الموت (كي تكف الحياة الدنيا عن غرورها، وبأن الحيوات (لا تحصى)، وبأن (الوعي)، قاصر على إلباس سواره على معصم (الإطلاق)، أنى سعى، وأدعى..

    كنا نجلس في القهوة، ونفترش الارض، ونثرثر، ونبكي، ونضحك، على أناس هناك، في الاكوادور، في كينيا، نغوجو واثنغو، على ماركيز، على الحلاج، على آلان روب غيرى، على فشل التوحيدي، ومأساة الجاحظ بين التصوف والاعتزال، ومن عبء ا لحاضر، من سطوة الماضي، بجبروت العقائد، والشكل، والهدف..

    هم ملح الأرض، عرفوا، أم لم يعرفوا، معه (مضى عهد الراحة)، و "غدا تشرق الشمس)، وصباح الخير أيها الحزن ...




    هدى سلطان..

    Quote: إلى فرح الخلد، أيتها الجميلة، الرؤوم...

    للحق، أول مرة ارى امي، تخرج من البيت، وما اندر ذلك، فالعمل في الدار البسيطة لا ينتهي، كي يبتدئ، تعوس، وتنظف، وتكنس، وتحب وتحب،..

    ولكن مرة واحدة، خرجت امي من صومعتها، والتي تضفر بداخلها ألق الشخصية السودانية، الخاصة، والعصية التقليد، خرجت امي، ودخلت الشاشة البلورية، كمعجزة بسيطة، ففي قلب الام أكسير عظيم، دخلت، وغيرت القليل من شكلها، الكثير من سحرها، بل هي هي، لو اضافت شلوخ هنيئة، وثوب بسيط، في مكان الوجه الابيض والاسكيرت والبلوزي، لكانت هدى سلطان...

    كنا نحب ان تجري الكاميرا، لوجهها، فقط، ولصوتها فقط، ولسمتها فقط، تتنافس بداخلها ملامح ثمان، كلا ينتصر، مباراة واحدة، وعشرات المنتصرين أنها اشتراكية الفوز، بمقدور قلب الأم أن يفعل أي شئ، كانت تزورنا، وتزوركم كل مساء، ضيف جميل، يغزو صوتها الحنون باحة الصدر، فتحس بثراء الامومة، وبأن الصوت الصادق، قادر على بناء جنة في لمح البصر، يالها من أمومة مدخرة، وموزعة عبر الاثير، كان سمتها، كرائحة البخور، تتسلل من نافذة التلفزيون البسيط، والذي يعتلي طربيزة بسيطة هي الأخرى، ليدخل قلوب اكثر بساطة، لاسرة سودانية، وغيرها من بقاع الارض..

    اطفال صغار، أثار العشاء لاتزال تعاند الغسيل المتسرع،، وأب برد الشاي امامه، وأم ترى نفسها داخل الشاشة، وخارجها (كعادة الام في عادة الاعجاز)، جزء من النسيج الخاص، كانت هدى سلطان مثل خالي دفع، وبخيت، وخالتي فاطمة، جزء من اسرة بسيطة تسكن ضفاف النيلا الازرق، يصطف حولها اهلي، كي تحكي لنا، بصوتها المؤثر النفاذ، كروحها...جميع اهل قريتي يعرفونها، فهي تزورهم يوميا، كأنها شمس المساء، وتفجع لمشاكلها، وتتحسس مشاكلهم، الطلاق، اكتظاظ الاسر، تمرد الابناء، كانت ام، وكنا خلف الشاشة اطفال...

    كنا نكره انقطاع التيار الكهربائ، لأنه يمنع هدى سلطان من زيارتنا، كنا نرى في صوتها صوت الام، يتتداخل صوتها، احس به، وكأنه يأتي من الصالون او من البرندة، أو ناس الجيران... أهكذا التمثيل الاصيل، يخرج من الشاشة، كي يفترش البرش معنا....

    بلورت مأساة الأم المستسلمة، الأم المتفانية، الأم الباسلة، جبل من هموم على عرش قلبها، انفلت الأولاد عن باحتها، أمرأة مسنة، هجرها الابناء لدنيا المدن، زوجة ابن شرشة الطباع، حقول تضررت بالامطار الرحيمة (والارحم في فتكها)، في ثلاثية نجيب محفوظ الرائعة، وكأنه استلهم النص منها، فهي القالب...



    ماهيتاب

    Quote: ماهيتاب...


    المرأة العجوز، الحكيمة، وكأنها مرسومة بريشة باولو كويهلو، أو إيسوب، تسير عكس نهر الحياة، ولدت عجوز، وهاهي تسعى للطفولة عبر الشباب النضير...

    وتسعى خلف الشوارع (الخلفية)، لتحسس جرح المنسى من الخواطر، والمنسى من نبض القلوب، وتنسج بعقلها، وقلبها (معا)، شكل لهوية جينية موروثة (بركات، ورشيدة)، ومكتسبة..

    بمقدورك ان تتصل بها الساعة الثانية صباحا، (كمركز للطوارئ، هذه مهنته)، والنعاس يغطي صوتها، وهي تبوح لك

    (الله ... يخليك)...
    وبها براح... يااااه، ياخالد، براح عجيب، بحيث تمد (تهورك)، خيالك، بكائك، ونحيبك امام حضرتها، (أمام كاهن كنيسها الرؤوف)، ولا تبالي... (عقل يستوعب، كل شئ)، وكأنها الوجه الآخر، للحكمة الصوفية (أقام العباد، فيما أراد)، فلا يعترضون على قدره، مهما جار، او غاب، أو استلغز..

    تلك السعة، تستدرج منك، كل شكوى، أو أنين، أو سيرة مخفية من قسوة (الرأي العام، وعب الماضئ)... وبفهم (وحنان)، تصغي لك، مهما أطلت الحكي، واسترسلت فيه، فن الإصغاء العميق، (لك، وللسحب)، أليست شاعرة، وهل هناك تاج وأكسير، أغلى من (الشعر)..







    سناء يونس (بمناسبة رحيلها)..

    Quote:
    سناء يونس، ليست ممثلة، ولكنها فرد من أسرتي، وأسرتكم، تدخل علينا، كل مساء من باب الشاشة البلورية، كي تمزج، وتركض في بيوتنا، ونظل نحدق في تعابير وجهها، الثري بالطيبة والبساطة، وقلة الحلية، والأغرب كانت شخصية كالشمس، تدخل كل بيوت وطني في آن واحد، لا يشغلها بيت عن بيت، كنا نرى فيها وجوهنا، مرآة، للفقراء والبسطاء، وخفة دم فطرية، صقلتها التجربة، فكانت الحبيبة لكل النفوس، قاسم مشترك أحلى وأعلى، وللحق لم تكن تمثل، بل تنقل تعابير وجهها انفعالات وصورة داخلية للحياة الشعبية، للإنسان المقهور، الملئ بالهم والجوع والعطش، وجه فذ، يتشرب المعاناة، قدر طاقته، فيخرج ا لبكاء كالضحك، والضحك كالبكاء..

    تسرع أخواتي في عمل شائ المساء، وفي تجهيز مسرح الفرح، عناقريب مرصوصة كي تواجه شاشة تلفزيون بسيط، على طربيزة قديمة، ونرش الفشحة، ثم يبدأ المسلسل، تضج البيوت بالضحكات العالية، تخرج من فوق الاسوار، كي تلتقي بضحكاتنا، وضحكات الشارع، والقرى، أي وحدة وجود تجري في هذا الكون، لقد رأو سناء، ظهرت في عنفوانها، مجرد رؤيتها، يجلب السعد، والحب، كأنها رمز من رموز الجمال الإلهي، بسيطة، كالماء، وتروي النفوس مثله، تتعب في البروفات، في حفظ الأدوار، في حفظ المعاناة، ثم يأتي جسدها، ووجوها، وعينيها، كي تعبر عن تلكم الانفعالات الصعبة، وللحق هي لا تمثل، ولكن تنقل نبض شريحة من الذوات البشرية المقهورة، دوما، كي تزور بيوتنا المتواضعة، بكينا معها، وضحكنا، وتنهدنا، فأي صداقة، وجيرة أعظم من هذه..

    جلس تحت قبتها، تحت شاشتها، خالي، وبناته، صاحب الكارو يركض كي يلحق بالمسلسل، بسناء يونس، البصات تتوقف، وكباية الشاي تبرد امامك، تأخذنا للبيوت المصرية، لبيوت الفقراء أنى كانت، لمشلكة الطبقة الوسطى، لم تمثل دور غني، حتى في التمثيل هي أصيلة، لأن طينتها قدت كي تمثل دور الفلاحة، دور الأرملة، دور الجائعة، لأنها منهم، تحس بمشاعرهم وانفعالاتهم الفطرية....

    حبيبتي سناء، كم تركت في قلبي، وفي ذهني فرح خاص، والله بحبك، بحبك كشخص حي، نراه في التلفزيون كل مساء، نترك الكتب والكراسات كي نحدق فيك، ونضحك ونضحك، من القلب، ونبكي معك، ونرجع إلى السراير والنعناقريب فرحين سعيدين....

    نبحك أكثر وأكثر وأكثر..


    بشرى الفاضل:

    Quote: بشرى، كنت اعجب من أبطاله، قمزه، وشخوصه، وغرابتهم، في الجينات والملامح والاهتمام، فوجدته هو الغريب، ومن شابه اباه ما ظلم.. كل إناء بما فيه.. يسكر، ويسقى، ويغرق!!

    إنه الفتى، الذي طارت عصافيره، وأحلامه لأفق بعيد، عصى الفهم، وبكر الخطو... ولن تجدي (حملات عبد القيوم، وسقراط، وعشة الفلاتية، ورولان بارت في حشره في زمرة المصطلحات، والتعريفات القسرية)، طوبى له،لنا، لهن، لكم، بهذا الضلال... الجميل!!

    كنت اراقب وجهه، ويديه (كثيرة الحركة، كأنه يحارب، كدون كيشوت، الجور الماثل في العيون والعقول، والغد) ، كل هذا جرى في (دار استاذي صديق محيسي)، فأحسست بأنك معنا، وليس معنا، (أن جسمي هنا، وقلبي هناك، وأنا الصب ما بين هذا وذاك)، هل ترحل إلى (عوالمك .. بالجسم)، والخيال معا، حتى تفتن فقه الأدب (أكان المعراج بالجسد أم الروح)، كلاهما وطن واحد، لروح طليقة، ما رأيك في أشعة اكس؟ انها تخرب توهمات العين الشحمية، وتبني فوقها، بل فيها، تصورات أخر (حتى الضلوع تظهر، كالشمس، وكالقمر)، اذن ما رأيك في عين القلب؟ (العين الثالثة، كما يقول الرهبان، والغدة الصنوبرية كما يقول العلم)، أنها أيضا تفسد الروية، مثل نصوصك، وتشكل عالم آخر، أي تزخرف هذا العالم الماثل، بكشف حقيقته ( شق ثوب الوهم عن ذاتك، ينشق غطاها، وأدخل الجنة في ديناك وأنعم بشذاها)، قد ندخل الجنة (بسكرة كاربة بقزازة عرقي، أو افيون، أو حالة نشوة وتأمل عميق، فتبدو (الاشياء "متماسكة، ومتناسقة، وما الموت إلا وجه من أوجه الحياة) كما تقول آية الطيب صالح...

    لا أدري، سافرت بك، لعوالم أخرى، أحسست بتتداخل العوالم فيك، ومعك، يالك من طفل، سقته المطره والخمر والحليب..

    تقفز خواطرك، كالطفل، من غصن إلى أخر، غارقا في ثراء (الفقر والبساطة)، مندهشاً من (النمل، والحصى، والبصل، والعادة المملة).... عيناك كبساط سحري، ينقلها الهوى والرغبة والحلم لأصقاع بعيدة، تختفي من نفسك، كي تجدها أنضر وابهى واعمق...

    لم تكتب؟ كي تثير ذهنك، كي تغمس يديك بفضول في كباية شاي قلبك، (اعترافات القديس اغوسطين)، تناص مبارك، مجازفا بالاحتراق، وآملاً بنار موسى.. سوف (أقرأك من جديد)، كم تشبه كتابتك، الخالق الناطق...(مجانين إلا أن سر جنونهم على اعتابه يسجد العقل)... أنت القصة، الحقيقية، الماثلة، يالك من طعام شي، يسيل بمكره، وبرائحته، لعاب الفرح، والغموض والانخطاف..

    أراك ماثلاً، وفي دواخلي ينتفض حس، ورغبة، في مقاربة بشرى الفاضل، القاص الخاص، والنبي، والخاطئ، وال...

    (احبكم والحمام رسائلي)... كانت ليالي الدوحة، حبلى، بأطفال بلا ملامح، كالإله، وكالغد الغامض..

    سلام سلام سلام.. الجميل بشرى، القصة الماثلة فيك، أكبر من كل القصص، المقرءوة، والمسموعة، والنائمة.. والمنتظرة!!

    كيف نعثر على بشرى

    انه متشظى، جسمه معنا، وقلبه على الوطن، وخواطره في جنان تخيله، فكيف نعثر عليه، معا، سيرة وسريرة... زي لعبة الدسوسية، كنت ابحث عن اختي تحت السرير وداخل الدولاب ووراء المزيرة، ولكن ليس المفاجأة ان تجدها، ولكن أ ن تجدها في كل تلك الأمكنة، وفي آن واحد (تجزأ فرة فطر عند اربعين فد مرة)، هكذا قيل عن الشيخ السماني، حين تحقق بالأية (لا يشغله شأن عن شأن)، تمددت روحه، بنكهة المعجزة، و(هل لها صفة غير ذلك)، في الأفاق..فالسهم حين ينطلق يكون موضعه (التغير)، وكان سلامه توديعا، كالبرق يسحب جلده من الاشياء والاحياء التي مسها، دون أن تلتصق بملاءته الوضيئة غبار أو حرارة أو رعشة..فسلامه توديعه




    نزيهة محمد الحسن

    Quote: صباح حنون، ومساء سعيد، حسب موقع الشمس (المهيمن) من فلكم... وإن كانت شمسكم (لا شرق يظهرها، لا غرب يسترها)، ولكنه المجاز، والإشارة..

    طوبى لكم، كم اشتاقنا لك، اشتقنا للفكر الجميل المشرب بالعاطفة، للرؤية الساحرة والتسلكية لايقاع الحياة اليومي، (غسل العدة زي ذنوبك)، (الماء معرفة) ( الحدث ده حصل لي لأني لم اذر ناس فلان)، لم يفارقكم ميزان (ولكم في القصاص حياة)، ميزان لا يضل ولا يجور، الذات أمام الذات، ميزان التسوي تلقاه، كم تطربني رؤية الاخوان، نظراتهم، احاديثهم، إنهم ملح وسكر وعسل، تسمو الحياة بهم، يخصبون السيرة بجمال عقولهم وقلوبهم، يمسكون بميزان دقيق، لوزن حركة الوجود، وأنفسهم، يالها من مدرسة كبيرة، استاذها الله، وسبورتها هذا الوجود المترامي الأطراف، بل ا لمجهول الاطراف، فحيث يقف الفكر، وهو في سرعته الاسطورية يجعل الضوء سلحفاء، تغرق نفوسكم الطيبة في الحيرة، ويالها من حيرة، اعجب لايقاع الاخوان المختلف، لا تشابه، سوى في المحبة، علم كل اناس مشربهم، تعدد في وحدة، ووحدة في تعدد، خرجوا، أو كادوا من حياة القطيع (لهذا السبب انتقل كبار الاخوان) كما يقول استاذ خالد، والله لايزال سمتكم يعطر الشقة والدوحة، (ياكرام ياكرام..... ياكرام)، حقا لا جنة سوى حياة الفكر والشعور، هاهي المدينة المعاصرة، وقد ضلت طريقها، تخلق انسان آلي، فقد روحه وهويته، صار نملة عصرية، ومن لايعرف من أين جاء، لا يعرف إلى أين يذهب، (الحديث عن أصل الكون، والجبر والاختيار، ليس ترف ذهني، بل ضرورة يمليها تطلع العقل المعاصر لفهم وسبر نفسه)، دوامة الحياة قوية، جارفة، رياح هوجاء تسوق السفن نحو الخيار المادي، فصار صوت الروح واهن، ضعيف، ساكن، غوراً (فمن يأتينا بماء معين)، كانت هوايتي، في الثانوية، أن أرمي حجر في ماء عقلي الراكد، كي يصحو، ويتحير، لم اكن احب الاذعان، لم اصلي واحفظ الفاتحة إلا بعد قراءة الرسالة الثانية وتعلموا كيف تصلون، حين ادركنا أهمية الصلاة في فهم النفس (الصلاة جلسة نفسية) مع الطبيب النفسي الأكبر، مع الله، مع النفس/الروح، كم تمتعت وان أقرأ تراث الفكرة، والذي اهداني له الاخ الاستاذ/ أمين لطفي، وهي جلسات التسلكيك، وما يدور فيها من حديث سلوكي عذب وجميل (الصلاة انتصار على الخوف، هي العيش في اللحظة الحاضرة، هي نفخ الروح في خلايا الجسد الخائف، هي رحلة من البدء إلى النهاية، هي العبودية)، ثم يجئ الصوم، مع صديقته الصلاة لايغاظ الجسد من سباته (الجسد عارف، والعقل يحاول أن يكون عارف مثله، طرفي ميزان، عقل وجسد) إنها فقرة من الإسلام والفنون، هذه الفقرة شغلتني إلى الأن، تعجنبي المعضلات التي اجدها في كتب الفكرة، أحيانا افهم، وأحيانا اتعجب، واحاول بسبل أخرى فهما، بل تذوقها، (سجادة الثلث) هي الحل، ولكن كيف، اللهم لا تحرمنا من الجلوس معك في أحب الأوقات إليك،



    أصحاب.. أصحاب..
    ولسه الساقية مدورة، فما أكثر الأصحاب، وما أجملهم..

    لسه..
                  

04-09-2008, 09:47 AM

نزار عثمان السمندل
<aنزار عثمان السمندل
تاريخ التسجيل: 01-19-2007
مجموع المشاركات: 144

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    هذا جنونٌ فادحٌ ، قد لا أقوى ، في هذه الساعة من الوقت ،
    على مجاراته في أشواطه الممتدة .
    لكنه أسعدني , وجعلني أحسّ بأن قلبي ما يزال في مكانه ،
    وأنه صالحٌ للاستعمال .

    على خطى جداريتك ، يا خالد ، مع يحيى فضل الله . تلك التي كانت إلياذة البورد بامتياز ،
    تكتب جداريةً ثانية لتضيف وردةً إلى وردة الروح ، طالما أن عبد الغني كرم الله ، هذا الكاتب الفذّ ،
    هو نبيُ المماشي هنا ، وموقد الشعلة ، وجابر كسر الغواية التي في الكتابة ..
    وأنت شريكه في كل ذلك .

    الآن ،
    إنما جئتُ مباركاً ابتكاركما هذا الرونق اللذيذ للنسيان بذكريات دون بهارات ،
    وجئتُ محيياً هذه الكسور الشاردة في أضلع الأمكنة والناس والأغنيات ،
    وجئتُ مخفوراً بالنشيج المتماوج مع كل تلك التناهيد التي يكمن في كل تنهيدةٍ منها ضريحٌ ، لنا ..

    محبتي لك ولعبد الغني يا خالد ،
    ولكل الأصدقاء والصديقات هنا وهناك ..
    وأعود في متسعٍ عساه قريبا .
                  

04-09-2008, 10:07 AM

محمد مكى محمد
<aمحمد مكى محمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 4082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    أثناء طوافى بالمنبر ,عند أدائى لشعيرة القراءه ,وفى الشوط قبل الاخير قبل النوم دخلت هنا....
    وجدت حجرى الاسود هنا..
    اليوم أكملت فريضتى فسأذهب لأنام مطمئنا..
    تحايا عاطرات لعموم الحجيج
                  

04-09-2008, 11:48 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: محمد مكى محمد)

    يااااااااااا الله...
    لقد عاد ابوك حيا،
    ...
    ياااا لأكسير حروفك، تنثره فوق "قبر" ابيك، فوق "روض" ابيك..
    أكثر من قميص يوسف، حروفك..
    مثل دعاء الشيخ حسن ودحسونة لبقارة..
    مثل همس المسيح لعاذر.. فنهض من غفوته، موتته..
    مثل أمر مايكل انجلو لتمثاله المنحوت لموسى : أحكي ياموسى، أحكي لنا ألواحك،...
    بحروفك، عاد عم إبراهيم حيا..

    خيالي تمثله، كماهو، حتى رائحته، حتى نبض قلبه، حتى ذاكرته المليئة بالحكم (ورباعيات صلاح جاهين)، وشعر المتنبئ، وود ضحوية، ها انا أصغي له، لأبيك، في صلاح جاهين.

    خرج ابن آدم من العدم قلت : ياه
    رجع ابن آدم للعدم قلت : ياه
    تراب بيحيا ... وحي بيصير تراب
    الأصل هو الموت و الا الحياه ؟

    عجبي


    ثم يسرح عم إبراهيم، بل الوالد إبراهيم، مع (الأصل هو الموت والا الحياة)..
    ثم:

    يا باب يا مقفول ... إمتي الدخول
    صبرت ياما و اللي يصبر ينول
    دقيت سنين ... و الرد يرجع لي : مين ؟
    لو كنت عارف مين أنا كنت أقول


    عجبي !!!

    الكتابة الحقيقة، تعيد الحياة للموتى، تعيد النشوة، .. صفحات الكتب تأوي تغريد عصافير حلقت في زمن عاد، وصراخ صبية في الطوفان الأول، تحكي ما كان، كأنه كائن، للحروف السوداء، وهي ترقد على جنبها في سطور متوزاية، على سرير الصفحة، أسرار، وأقدار، وأنوار..

    احكي لنا عنه، فأخوك يتيم، رأى (الأم)، هي الأب، ولم أسعد بعشرة أبي، بل ازور قبره كل حين، في كل إجازاتي، لم احيد عن هذا، وفي طفولتي، حين اذهب لجلب البرسيم من البحر، امر على قبره، واسلم عليه

    - ازيك يا ابوي
    - اهلا يا ولدي..
    - سلم لي على النبي والجيلاني
    - هم بسلمو عليك...
    - ناس امي كويسين ومحاسن دخلت المتوسطة..
    - شايفكم انا يا ولدي.. البرقد في القبر بشوف كل شئ..
    - ما اسعدكم يا أبي..
    - وما اسعدكم يا ابني لو تفتحت عيونكم على الحقيقة..
    - وما الحقيقة يا ابي..
    - وراء القبر..
    - وما القبر..
    - كثيب لرؤية كل شئ.. أجمل ما يكون..
    - حتى النار؟
    - حتى النار هنا (بردا وسلما)، للعصاة..
    - ولم السر يا أبي، ولم الغموض..
    - لست أدري..
    - ألست تدري، حتى هناك..
    - الأمر فوق الحياة الدنيا، والحياة الأخرى..
    - مع السلامة يا ابوي..
    - الله يسلمك يا ولدي، .. أحلق الشعفوفة دي يا ولدي...
    - !!!!,,,

    كما نسمع الخواطر، كنت اسمع أبي.. كم نسمع الاصوات في الذكريات القديمة، كنت اسمع صوته، يبدو هادئا، مسالما..

    اسمع (صمت) ردوده، اسمعها اكثر من الرعد، من صارخ اخواتي محاسن وعلوية، ... الأب يحى فينا، الخلود يتلبس وراء حجاب الابن.. البيوضة والحيوان المنوي، تدس بريق الحياة فينا..

    والله ياخالد، لمن سمعت حكاية موسى ابوقصة... تعجبت من الموت، بل من الحياة،... وإليك هي..

    سألت موسى امه يوما..
    - يا يمه، حصل مريتي بظرف صعب.؟.
    - ايوه يالود، لمن كنت فتاة، قبل اتزوج ابوك..
    - حصل ضنو؟
    - كنت بفزع (جلب الحطب من الغاب)، ومعاي صاحباتي، والليل دخل تب، وهن قدامي، جات كتاحة، وما شفتهم، وضليت الطريق وخفت شديد، جاني شاب، ابيض، شال الحطب من رأسي ووصلني الحلة..
    - يا يمه ده أنا..

    هذه القصة سردت بلسان استاذ محمود في احدي جلسات تلاميذه، وهم حوله، فأي ثراء، وغموض للأنسان..

    ألم يقل متى، وقد ظهر قبل المسيح، وقد هام به الناس، وظنوا انه المخلص الموعود، فقالوا له:..
    أأنت المسيح..

    فقال،: لا ... يأتي رجل بعدي، لأنه كان قبلي، ويكون بعدي..

    فالزمن قناع، يستر حيوات، ومكر جميل...

    فلتمطر، ذكرى عم إبراهيم، الوالد إبراهيم.. فالحروف الحقيقة، كالأكسير، وعصى موسى، تشق البحر، وتلغف الحيات، وتذكي الحياة..



    ....
                  

04-09-2008, 11:53 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: محمد مكى محمد)

    مساء الحب
    وصلتني هذه الرسالة عبر البريد الإلكتروني من الأخ متوكل..

    سألت نفسي كيف أكتب جمل مفيدة أو اختار جزء من هذا المعجم . مهما خدعت نفسي واعطيت نفسي اوصاف كنت اسمعها عندما كنت صغيرا وانا احمل كتاب يفوق عمري وتاريخي وجدتها صارت عبثا امام كتاباتك . حاولت ان اوفق لاختارسطرا" واحد فاذا بكل كلمة انتقيها اراها تسقط اخري او ربما انتقصت معني من معانيك الجميلة .
    لذا قررت ان لا ارهق نفسي او اعدو اكثر من امكانياتي وانت تجلس يبن الحد الفاصل للروح والقلب لتسأل من يحمل في يدة بطارية وبالاخري عصاية عائدا من صلاة العشاء بالله يا اخونا الحد الفاصل بين العقل وقبل ان تكمل أغلق الباب ووضع خلفة ماسورة حديد حتي لايفتحة الريح ليس هناك وقت للسؤال المسلسل قبل الاخبار لعن الله الدراما المص....... فلم تعد تجدي لا هي ولا النشرات قابل لم يفابل انشاء الله وعنو ما قابل
    ربما عبد الغني كرم الله لو لم يسمع بارسطو ولا سقراط ولا قيود الطبع ولا مجلس المطبوعات من يمنعه عن القرأه وهو لم يقرأ سوي الراتب ولم تمسك يداه صحيفة سوى التي يشحتها من ابن خالتة في المدينة عندما يذهب للتطعيم جرايد الشهر الفات يفرشها تحت الكبايات في المطبخ يتدلي منها عنوان اغتيال بنازير بوتو في راولبندي .
    تسألنا تاريخ الفطرة ام تاريخ العقل نقول ان الفطرة سبقت العقل واعادت صياغتة وفق الحالة والظروف وحركت عواطفة وادخلتة في نفق الخير والشر .
    مرة اخري تدعوننا ان نتأمل المسافة بين الروح والعقل والروح الانسانية ما ابعدها عن العقل
    يا كرم الله دوما اتذكر مدرسة القرية جبارة يكتب من غير تنقيط تدري لماذا؟ ليلحق موعد المسلسل فيكون ثمنة السياط لكنها ليست من الجلادين .
    يا كرم الله هل جربت ان تستخدم حواسك الخمسة من رائحة الخمرة والحناء في نفس اللحظة لا اظنك فالكهرباء تقطع بعد المسلسل وقبل نوم العيال بلحظات وحاسة البصر تفوق كل الحواس سئمت من ناس خالد والنشرات والاخبار والقتل والانجازات التي لم تجعلك تتمتع بحواسك الخمسة في نفس اللحظة .
    اسأل بائع الكتب عن رواية لماركيز فيقول هس محظور
    يا خالد كفانا جراح لا تخرج عن النص عانق كلمات التبجيل والتشكير والانجازات او دعنا نركض خلف جبارة وكرم الله المجنون
    مفاجأتي انني وجدت الحمض النووي لأبن عويس يتطابق مع كاتب الراتب والتاريخ
    اخوك أبو جعفر الطيار
                  

04-09-2008, 12:31 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    أصدقائي وصديقاتي
    أهلا بكم في القلب
    انفروا – كالظباء – من موارد الماء/التهلكة
    وانقروا – كالظباء – على الأرض البكر لتتشقق حروفا..إن شئتم!
    انفروا..انفرن، فهذا الذي..( ) شديد الوطأة!
    هو محض سراب/ماء صاف رقراق
    ما الذي – يا إيزابيلا – يوقظك في تمام الزمن المموّه، لتركضي فوق حقول النار؟
    الأبشع من ذلك، أن تشعري – في أوقاتك تلك – بحمى الكتابة، ونزقها، وعبثيتها، وجنونها، و(معافرتها)، وجلدها الذاتي.
    يا الله !

    يا أصدقائي وصديقاتي
    دعوني أتلفت..لأتمعن في قلوبكم ..في مفازاتكم!
    يا الله!
    كلكم هنا؟!
    ما هذا الجمال كله والجنون؟!
    لكن عفوا، لا تزعجوا الآخرين – هنا – بطرقكم على الصفيح، وعريكم، وصياحكم، وأغنياتكم، وأنتم تترنحون – آخر الليل – من السكر (وسيؤاخذني الذين لم يعرفوا السكر بعد، على سكري، يا أيها..أنا سكران جدا، ولست منطفئا، أنا سكران جدا، بالوجد والحب والكتابة، سكران بالخلق، بالوجود، بالحيطان، وبحنيني إلى هناك، إليكم، إلى نفسي، إلى الذين رحلوا، وأسكر أكثر بالشعر، وبكم، ..)، لا تزعجوهم، فأنتم في حلّ من أمر جنونكم وسكركم.
    الله يا عبدالغني..
    يقول ..(هو، شيخنا الحلاج)
    سقاني شربة أحيا فؤادي
    بكأس الحب من بحر الوداد
    فلولا الله يحفظ عاشقيه
    لهام العاشقون بكل واد !!

    يا عبدالغني..يا عماد (سأنصبك عنوة، ورغما عن وعيك، أميرا لعشيرتنا، على ألا تجمع خراجا، ولا تؤذي طفلا، بتثقيفه!!)
    يا..
    شربة بشربة.
    والله لو حلف العشاق أنهم ! (الحلاج)
    شربة بشربة يا عبدالغني
    هذا السكر الذي يحي الفؤاد، أنا على استعداد أن أقايضه بكل (كانط وسبينوزا وماركس وهيدغر ودريدا وفوكو و..)
    كل ذلك بشربة واحدة!
    يا عماد..
    قلت..في جبال النوبة ؟
    يا عماد، لابد أن نلتقي!
    فأنت مجنون جدا.يعجبني هذا.ويعجبني أن نلتقي مع رهط من المجانين الذين يخففون عنا وطأة هذا الوجود.
    تعريت؟
    كم تعريت أنا بالروح!!
    وكم هي عارية أصلا!!
    في تلك اللحظة يا عماد، ولدت أنت مرة أخرى.
    بوسعنا أن نولد مرات ومرات.
    أنا ولدت مرتين.المرة الثانية هي (الكتابة).لعنة الله عليها !
    أما بشرى، بشرى الفاضل، فقد توغل – باكرا – في خلائه.وما عاد ليلحق!!
    كيف لنا، والبيداء بيداء!
    حسبنا منه أن يضيء قناديله – من على البعد – لنزحف باتجاهه.
    هذا إن كانت به طاقة ليفعل!!
    يا عبدالغني
    ولعبير وعزاز زخات من المطر الملون، وبعض ملح الحياة.
    أحب جدا أن يتزوج محبان، عاشقان، للحياة، للابداع،لبعضهما بعضا.ذلك ابداع بحد ذاته.
    وأنت ستحزن.فأنت بعيد – يا كرم الله – حتى لو كنت (هناك).
    نحن بعيدون يا كرم الله، وذلك قدر متربص.قدر ننزلق في تجاويفه تدريجيا.قدر مخاتل.
    نحن لسنا هنا، ولا هناك، أين نحن ؟
    أنت تحمل الآخر، (آخرك) في ذاتك المتشظية، وتروح تغيب في سكرك، فلا تدري بأي أرض تقف، وعلى أي مشارف تطل.أنت أم الآخر؟الآخر أم أنت، أم أنت/الآخر؟
    الحق، الآخرون؟
    أليست كل شخصية من شخوصك، هي جزء من روحك؟
    هذه الشخوص التي تقتاتنا يا كرم الله، وتصرخ في وجوهنا – أحيانا – وتأبى مصائرها، مثلا تماما!!
    تبصق الشخوص علينا – أحيانا – وتستهزيء بنا، وتمد لسانها، وربما تأتي بحركة، يصنفها الآخرون أنها بذيئة جدا، ومنحطة.والله لا أعرف ما هو الانحطاط؟ حركة ؟ يا أخي هذه روح نحن نتلاعب بمصيرها وقدرها !!
    وتقول لي يا كرم الله أيّ قلب أي أم أي أب أي عاشق بداخلي؟
    عاشق كبير.فالحبّ أول وآخر، وما بينهما لا يعمره إلا الحب.
    ذلك حبل لا يرتجف – حين المسير عليه – العاشقون.
    كلهم كانوا عاشقين!!
    يأسون للحجر والطير والحائط. أنا أحب الحيطان، والأبواب والشبابيك.أقسم، إنها أرواح.ليس الشجر والحيوان فحسب.الجماد يحس.الأبواب، بعضها حنون دافيء، وبعضها – لعلة ما – قاس، ومكشّر!!
    والشبابيك، الله ما أحلى الشبابيك، شرط أن تكون من الخشب.
    أتشم رائحتها؟ لها رائحة، رائحة العابرين، والغادين، رائحة الأمهات والجدات، رائحة الحبر الأزلي المخبوء في الإنسان.
    وأنت يا عبدالغني؟
    ألم تتوحد مع حبة القمح؟
    يا عبدالغني البركة فيكم
    أعرف مرارة فقد الوالد، خاصة إذا كان (صديقا).
    وأنا، (إبراهيم عويس) كان صديقي الأكبر.
    تعرف صديقي الأكبر، هذه تشبه (الشيخ الأكبر)..!
    كان (مسيحا).
    كان صوفيا.
    يعنّ له أن يعد لنا العشاء أحيانا.يحب أن يدمس الفول، ويقلي الثوم على الزيت الحار، ويخلطه بالطماطم والبصل والجبن الأبيض.
    في العصارى، تمضي عيناه تسرحان في البعيد.في المدى.يعلق بصره بالسحب الخفيفة العابرة، والشمس الغاربة.لكن..ما وراء ذلك.له روح طيفية فعلا يا عبدالغني.على عكس ما يذهب إليه ميلان كونديرا في (خفة الكائن)، في أعماقه خفة.خفة الذين يعرفون أن وجودهم خفيف، وعابر.الذين يدركون – مهما عاشوا – أنهم إنما أضياف.يلوذ بروحه تلك في كلّ الأوقات.ويبكي إذا مات قريب أو قريبة.
    سأكتب عنه يا كرم الله، لأن في الكتابة عنه إحياء له.
    وكم أنا مشتاق إليه.إلى صوته، ورائحته، وأحاديثه، وذكرياته.


    يا سمندل..هذا ظل وريف، فحط!
                  

04-09-2008, 01:24 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    الانتحار...
    كتر خيرك يا خالد!
    عاديتني بالتفكير في الانتحار!

    تقديم موعد مغادرة قادم لا محالة ...
    رفاهية موت اختياري ...
    قرار ينم عن طفولة لم تغادر فالانتحار بسيط ممتنع كدس عصا نحيلة لإيقاف ترس كبير!
    قد يصدأ الترس يوما،
    ولكن هل تتوب العصي من الانكسار؟
    الانتحار ...
    آخر الحلول ...
    أفضلها، لا!
    أشبه بنشر نقد لرواية من فصلين
    اقُتطع فصل منها
    و لم يقرأها احد!
    و لم تُطبع بعد...
    الانتحار، أو اختيار موعد رحلة المغادرة الطوعية ..
    سفر على عجل
    ولملمة لهلاهيل حياة في قجة تسقط منا في منتصف شارع مكتظ بالمارة،
    لتفتش ألسنتهم في محتوياتها ..
    و تدوس أقدامهم على أيامي ... ثيابي ...
    سترش اغباهن من قنينة عطري..
    وسيخطف مجنون شالا كان يدفأ ليل انتظاري ...
    سيتساوى بنطلون أول وظيفة
    مع قميص أول محاضرة
    مع فستان أو موعد غرامي
    مع مريلة المدرسة الثانوية
    مع طاقية ابوي !
    ولن يمكنني الصراخ أو الاعتراض ،
    فمن العجلة وضبت صوتي في ذات القجة و نسيت أن اترك معي بعضا من كلام ...
    ليس من متسع لجمع بطاقات أعياد الميلاد و مناديل المقاهي التي تحمل أسراري ...
    فالعصا تلكزني وتحثني ..
    قبل ان يستيقظ الخوف فيني!
    وسأغادر ...
    وحدي كما جئت و عشت و حييت و أردت دوما أن أكون ...

    وأديني مت!
    ما الذي سيحدث؟
    سأُنشر كنعي في ركن قصي من جريدة محلية
    وسأختزل لسطر في برقية
    وسيوقع زملائي كتاب موتي بجانب صورة لي ابدو فيها مبتسمة بلا هموم ..
    قد يقيمون عزاء .. لست أدري
    ستضيء روز شمعة
    وقد تختم مها لي القرآن ...
    سأصبح قصة منشورة على أحبال النميمة و الكلام
    كالكتب الممنوعة المخفية تحت مفارش الطاولات في المهندسين
    يشتريها الجميع خفية و يسبونها في العلن
    سيهمس بعض لأحبتي، بأنهم رأوا الجنون في عيني و آثروا السكوت ... وأنني كنت أحدث نفسي .. وأنني ... و أنني ...
    سيمصمص البعض الشفاه و أعينهم تدور تبحث عن شيء يحملونه معهم في طريقهم للخارج – ولن يجدوا سوى فردة حذاء!
    سيحسدني كثيرون على عبور الباب ...
    وسيكرهني كل من أسقطت نفسي من فصول حياتهم ...
    هل يمكنني تقديم ظهوري في أحداث حياتهم؟ أو تغيير مواعيدها بشكل يتوافق مع موعد رحيلي؟
    ستحزن قططي ...
    سيفقدني كتابي الذي لم اكلمه بعد،
    سأوصي صديقتي بأن تقرأه من حيث وقفت... حذرها من أن تقرأه من جديد ... فاللعنة بدأت هناك!
    لا يمكنني الانتظار الآن ...
    لابد ان أغادر ...
    أسئلة التشفي تلكزني
    شفاهها مشقوقة
    لن يبل ريقها إلا طرح سؤال
    (ماتت كيف ؟)
    هذا الـ (كيف) ليس شأن أحد منكم ..
    لا شان لأحد بموتي فأنا محتارة بين الموت كمدا و بين الموت شوقا ...
    ولكن أمانة، وزع منشورا يسأل (عاشت كيف؟)
    وأرصد جائزة بقيمة مئة حلم ...
    واخبرني متى ما عبرت إن كانت (العيشة) مدخلا للنهايات!
                  

04-09-2008, 04:12 PM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)



    بيتنا.!!..
    ما هذه العدوى التي اصابتنا منك ياعويس..
    لم أنت أجمل ( من عظام التصورات)..
    بيتنا (بحروفك)، يسعى نحوي، ...

    في بيتنا يختفي شئ ما!!.. يشبه الحبل السري.. إلا إنه أكثر رخاوة من الشعر، ودافئ، كالأمومة، ينتشر حتى في اللامكان، أحسه في الأركان، في الظلال، صوت خالاتي، رائحة الطين، صياح الديك، في موكب النمل، وفي الهواء وهو يستلل برفق من النوافذ، وفي حركة الارواح، والأهل، أحسه، فقط، ولكني غير قادر على فهمه، أو تحديده، مجرد أحساس عميق بالأمن، والضألة، والدهش...

    حوش كبير، من طين، لا أدري لم اختاره أبي هكذا، (من خير الدنيا الدار الوسعية، والمرأة المطيعة، والدابة السريعة)، هكذا كان ابي يردد، في كثير من احاديثه، ألهذا اختاره هكذا، واختار امي لذات السبب، أم الدار الوسيعة تلبي تتطلعات النفس البشرية في الانشراح، والبراح، أليست الاحاديث النبوية تعبير عن نزوع النفس، وفي أعمق انشراحها، وفطرتها.. أبي يبرر افعاله دوما، بالسنة النبوية.. حتى اسمائنا، (عبد العزيز، عبدالوحد، عبدالعظيم، عبدالغني ...)، كانت أثر حديث نبوي، يمدح العبد الذي يشكر النعمة (نعمة الوجود)، نعمة الإيجاد والإمداد، كما قرأتها لاحقا لأبن عطاء الله السكندري، والذي كان ابي يكن له احترام فريد، وكأنه خالي دفع الله... دائما ابي يربكني بين الأحياء والأموات، فهو يعطي الارواح حقها، وهي لا تتقيد بمعطيات الحواس، لذا يخاطب في خلوته، ومناجاته أموات، كما لو أنهم امامه، بل بداخله.... وحين جرى بي الزمن، كما يجري بالجميع، نحو غايه يعرفها هو، أدركت بأن (عين زرقاء اليمامة، وعين ابي، وعين الملاك، وعين الرب، وعين التلسكوب)، تختلف في حقيقة المرئي، رغم أنه شئ واحد، كما يترائئ، أبي يردد في صلاته، في الثلث الاخير (اللهم أرني الأشياء كما هي).... لم أكن اصدقه، ولكن حين اصبت بالملاريا، كنت أكره شراب الشاي السادة، (وحين أدركت بأن الله لو أرى أبي الأشياء كما هي)، سيكون سعيدا، لأني أحب الشاي السادة، حبا جما، لذا لا أحب الملاريا لهذا السبب... وأختي تعطس حين تشم (البخور)، لأنها مصابة بالحساسية.. تعطس كما لو أن عطر البخور الجميل هو صرصور يدخل مناخيرها، وهي تكره البخور، تكره بصدق، لأنه مؤذي.... فعلا هو مؤذي في انف اختي.. فعيونها تدمع، وتصير حمراء، وانفها يجري، وتهرب من الغرفة، وتترك للبخور المكان....
    والبخور يظهر لي بوجه آخر، استنشقه بدفء غامر، وأراقب رقصه في الاثير، يرقص كما انه لا يعرف هل خلق الله العظام أم لا، ويظهر لي بوجه آخر، وجه ملاك (كم وجه للبخور، ملاك وصرصور، ووحش)، ياترى كيف ترى قطتنا البخور، والصراصير ترى سحب البخور، كأنها حريق هيروشيماء، ولكن كيف تشم بأنفها الصغير، لست أدري..
    في بيتنا روح ما..
    في بيتنا ضوء ما،
    أشياء لا مرئية تسكن معنا..
    هناك غناء صامت يملأ اركان البيت..
    هناك حزن، ينتشر مع رائحة الجرير، والبرسيم، واللبن في قلب البيت، والحوش وغرفة جدي، والصالون ذات الكراسي البسيطة، والمراتب القطنية المنتخفة، وبروش الصلاة..

    النيل يجري في هذه اللحظة كعادته، وأمي غاضبة، واللبن اندلق من اختي محاس، إنه عشائنا، ولا بديل له (القدر أراد ذلك)، القدر كائن حنون، بصورة غامضة، (أقام العباد فيما أراد)، صوت محاسن يتردد في الحوش (ياله عرس يلاقي كل مثل فيه مثلا)، ومض خاطري، برؤية ...ألغت هذا الوجود الماثل، وأدخلته في كون مخلوق من الضوء والشعور العميق، ونسيج من لذة لا توصف..

    يا رب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي: أنت ممن يعبد الوثــنا
    و لاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونه حســــــنا "
    عبادة الوثن، رؤية الله في المادة، في الطين...
    غرفة جدي..
    غرفة حببوتي..
    ولادة أختي
    الصالون، هادئ، كأنه ليس من البيت، يتندر أن تجدي أخواتي به..
    الغرفة كالرحم..
    النبي جزء من بيتنا..
    بيان السيد الحسن، راجل كسلا..
    (ونفخت فيه من روحي)، لا نهاية للطموح، هكذا يقول لي أبي سرا، خلق الزمن بلا نهاية، لهذه الغرض العظيم، باب الموت باب من الابواب لوصول اللامنتهى، (ونخفت فيه من روحي)، يرتلها أبي بصوت يقشعر له البيت، والغرف، صوت الهادئ ينقل العدوى للبيت، فيسكن قلب امي، وقلبي، وننبض معا بحب، للاشياء، وتظهر السحب مرة آخرى من النافذة، ويتسلل الضوء، وتمضي الحياة، تمضي السمفونية..

    يقول أبي بأن نعمة الإيجاد لا تدانيها نعمة (أليست الحواس كلها، بما فيها حاستي العقل والقلب)، خلقت كي نطرب، ونسكر، ونصفق، وننشد، لذلك الملكوت الغريب، العميق، حتى (باب الموت)، خلق كي نطل على عالم آخر، (أكثر بهاء ونضرة)، ولذا سمى المخلوق الذي يلتقط أرواحنا (بملك الموت)، والملائكة هي أجمل المخلوقات، هكذا يقول أبي (بأن عزرائيل أجمل الملائكة)، ونحن نموت من فرط وجهه الجميل (ألم تقطع النسوة أيدييهن حين رأين يوسف)، فالجمال خطير، وله سحق ومحق، وفناء...

    اما انا فقد وجدت ضالتي، في الركض، والجري، والاختباء، ولأن الخريطة فطرية، طرق ملتوية، وبرندة، وغرف متراصة، وظلال، وراكوبة، وحظيرة للحيوانات التي ارغب (ماعز، وضان، وغنم ودجاج، وصراصر، وجراد)، فقد أطلت الطبيعة بوجه احبه، واندهش له، وهي تخلق نفسها بصورة تجعلني احبها، وابغضها (أليس الموسيقى من خلق الطبيعة، وتغريد الطيور، وكذلك المرض والموت)، هي تحب هذا التناقض، فتظهر بوجه، وتناقض نفسها، بوجه آخر، وإلا لم بنى بني آدم المدرسة والكنيسة، والسجن والمصح النفسي، فهو يحتاج لكل ذلك..

    هنا كان العش، من طين، وحنو، وأسرة تمتد للحبوبة عمقا، والاحفاد استشرافا، كلهم يغردون، ويبكون، ويحلمون داخل هذا العش الطيني، داخل هذا الرحم، والذي يغرق بدوره في سديم السماء، كما تغرق الارض في بحر السماء، وتلف حول الشمس، والمجرة، بلا حول لها ولا قوة، كما يستسلم قلبي لحب آمنة، بلذة لا أدري سببها، ونشوة تخلق نفسها بنفسها (أهي نعمة الإمداد)، كما يقول السكندري، ... والإيجاد..

    رائحة بيتنا غامضة،
    الشعور بإلفة حقيقية، الضوء، الروائح، حواف الحائط، الشبابيك،...
    سعال من حبوبتي، وظل طائر يحبو بسرعة بين الغرفة والحوش.. (لم يحبو الظل دوما)، ويتعلق على الحائظ، وثم يقع في الجانب الآخر، دون انين..

    ما هذه العدوى التي اثارتها ياعويس..

    لم..

    عاد بيتي يسعى نحو، كذاك الرجل أقصى المدينة،
    دوما ارسم بيتنا ياعويس،، أحن له، قبل جماليات المكان، بل جماليات الزمان..


    ....
                  

04-09-2008, 06:11 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    عماد يا صديقي الذي مقامه مقام البكاء.
    ولمقامات البكاء..مقام !
    كلّ وجود لا يبكي، لا يعوّل عليه!
    كلّ وجود لا يحزن، لا يعوّل عليه.. (أليس هذا – مجازا – ابن عربي؟)
    نحن يهصرنا الوجود.يفجعنا ويمزقنا ويفتتنا.ونحب – أحيانا حين نبصر – تفتتنا هذا.نحب الوجود بكلّ ما فيه.نراه في أصغر برعم زهرة.
    نراه في جبل يتصدع لتفتق وردة (كما رآه محمود درويش على عتبات الموت/الحياة في جداريته).
    في ساعة الفجر حين يفتق صوت المؤذن القروي، (الحاج سيدأحمد النوش، رحمه الله) يفتق السكون، ويسيح في الخلايا.صوت قادم من أبعد نقطة في الكون.يوقظ الوجود.يتحسس مكامنه، ويرش بهاءا خالدا يتقطر من فرجات لا مرئية في السماء المرصعة بالنجوم، هناك !
    في تلك الساعة يختلط بكاؤه ببكاء كوني متعاطف إلى أقصى حد مع عذابات الإنسان.
    في أجراس كنائس (جوبا)، وترانيم الوجود التي يترنمون بها.أحبّ الترانيم! تلك الأصوات الممزوجة بالجراح الأبدية والتوق الأزلي للخلاص.
    كم هو غريب أمرنا، نحب الوجود، ونسعى للخلاص!
    يا عبدالغني!
    (محمد مدني) يشاطرني جنوني هذه الأيام.
    أمّي (بخيتة محمد ساتي) تصنع لنا (القراصة بي الويكة) و(الملوخية)، وتعد لنا القهوة، ونحن نوغل في (محمود درويش) و(مظفر النواب) و(سبينوزا) و(دريدا) و(أسامة الخواض) و(بشرى الفاضل) و(ميشيل فوكو، و(محمد خلف الله) و(عادل عبدالرحمن)و....!
    و(محمد مدني) ذاته !
    قرأ لي (جدارية).الحق، أنا عرضت عليه أن يقرأ.ويقرأ قصائده.
    هاتفنا (بشرى الفاضل) و(السمندل)، وحاولنا الاتصال بالمجنون محسن خالد، لكن هاتفه لا يجيب (يا محسن، يا سفيه، غاطس وين، الله يغطس حجرك يا مجنون، معقول اربعة خمسة شهور ما تتصل؟ أها خليني أكاويك شوية، أنا مشيت – بعدك – أديس أبابا، يااااااه! دي براها – خلي شاشاماني – عايزة ليها رواية قدر الدون الهاديء! هناك يا محسن كل شيء حكاية، هناك الموسيقى والكلمات والمطر والشوارع والناس و(الصبايا) والابتسامات والبيوت والشطة و(الأزّي) و(الكرار) كلهم غواية للكلمات! حرّم، أنا كان ألقى شوية قريشات أمشي البلد ديك أغطس، ما أطلع إلا بعدما أكمل خمس روايات !! يا سفيه اتصل !!)

    عزاز
    هو الوجود يا عزيزتي! ثقيل الوطأة جدا، فإما أن نمضي، وإما أن نهذي!!
    ويقولون إن (إدريس جماع) جنّ في آخر سنيه!!
    والله – لو علموا – هم المجانين!!
    الرجل – قدس الله سره – يرى ما لايرون، ويحس ما لا يحسون.يحس بالوجود، بالأرواح التي في البشر والحيوانات والطيور و(حبة القمح يا عبدالغني)، والطين، فكيف يجن؟!
    ويقولون – سماحهم الخالق – إن ابن يوسف شقي، وقد كفر!!
    والحلاج!!
    والله هم الذين لا (يعرفون) !
    ولو (عرفوا) لـ(نازعوهم)
    هو الوجود يا عزاز.هو الحب، هو قهر الكراهية والتوحد بالآخر.هل أحببت حجرا يا عزاز ؟
    وهل أحببت نخلة،ثوب أمك المضمخ بالعطر، الظل في بيتكم (هناك في المحس) ساعة الأصيل، لا يخطيء – أبدا – مواقيت عشقه، إناء (اللبن)، زجاجة السمن، الزير الذي يبرّد الماء جيدا، (الدوكة) التي تصنع عليها (عمتك) الكسرة؟
    أأحببتيهم ؟
    أليست هذه الأشياء جزء من الوجود/منا؟
    ولذا، تتقاذفنا الرغبات كلها.رغبات الوجود.رغبة الحجر في أن يفتته وابل المطر، ورغبة النخلة في أن تتكيء أخيرا على النيل، ورغبة القمر في أن يمحي بياضه، ورغبة الضد في أن يصبح ضدا!!
    تلك الرغبات البدائية الأبدية.
    كم هي ثقيلة الحياة، وكم هو خفيف – أيضا – الوجود!!
    حين نذكر الذين رحلوا، نتوق إليهم!
    نزحف نحو كهولتنا، وإن بدت بعيدة، وتخطر ببالنا أيامنا الأولى، وذكريات متشظية، لا تبدو بارقات السعادة فيها، إلا بعد انطوائها، لا يبقى سوى الحزن معلقا فوانيسه في غرفة القلب الطينية!
    نذكر الذين رحلوا نازفين.نتوق إليهم.يعذبنا الشوق، والوجود.نريد أن نكسر هذا الحائط الرخو.هذا الحائط الذي يفصلنا (عن ماذا؟)
    أليس الـ(هناك) اكتشاف جديد، وتجربة مغايرة؟
    ربما أشتاق راحة أبدية.
    ما أروع أن يتوسد الواحد منا الثرى، لينام طويلا، طويلا جدا.يشم رائحة طينه ممزوجا بالتراب.أخيرا، يرتاح من وجوده!!
    عزاز
    حين أعبر، سأزورك – كالأطياف – تحفني الفراشات، وملتصق بثيابي، اخضرار العشب، لنتسامر.فقط، اعدي لي قهوة، وضعي سجائري قرب مجلسي، وشمعتين، فضلا لا أمرا !!
    ما رأيك في أن أكتب حكاية (...) معلن ؟؟
    ماركيز..! يا له من مجنون، الأفضل أن يكتب المرء علانية، عن هذا، طالما أن (واحدهم) ما يزال في متاهته، التي هي بعض من متاهاتنا!!
    بالله عليك، خبريني، أليست هذه الغربة بحد ذاتها..(حكاية موت معلن)؟
    وكيف يموت الإنسان؟
    أنا أحيا – فقط – بالكتابة والقراءة.
    وأكتب حكايات/ي/نا/ك/هم!!

    يا عبدالغني !!
    هذا تناص مكاني !!
    تخيل
    في القولد، ابتنى (إبراهيم عويس) حوشا (حدادي مدادي)، يماثل دارا للرياضة.بيت طيني، هو، وأراض زراعية في القولد وجزيرة (كومي)، كلّ ما يملك من حطام الدنيا!!
    لكنه عالم مترام.فالأرواح هي التي تعمر.
    الصالون مكتظ بالكتب العربية والإنجليزية.والبراندة الفسيحة مفتوحة على الجهات كلها إلا جهة الشرق، مفتوحة أكثر على جهة الوجد.
    هناك حياتنا.هذه (البراندة) فقط، هي حياتنا.الأسرة و(العناقريب).الفوانيس – ليلا – وحتى الحمام الذي يحطّ على أعواد السقف، والقمرية التي تروح منذ الصباح تؤنسنا، وتسأل (إبراهيم عويس) عن صحته، وعن آلام (الرطوبة) التي غزت ركبتيه في (واو).
    لديّ غرفة تتوسط غرفة النوم، والصالون.هي عالمي الخاص.كم أحنّ إليها.
    كتبت بداخلها (الرقص تحت المطر).
    كنت أدخن (سرا).هو صديقي، لكن الاحترام والحب !
    الحب الكبير.
    قبل أن يتوجه إلى العمل (الثامنة صباحا)، يطرق باب الحجرة بكل تهذيب (..تخيل) !! يتوكأ على عصاه، ويدخل، تعلو وجهه – كالعادة، منذ أن رأيته – ابتسامة تشع على كوني الصباحي. يحب أن (يتونس) معي.وأنا أحب ذلك. يجلس قريبا مني. نتحدث في كل شيء.الأقرباء، والمواقف والسياسة والزراعة والجامعة والرواية !
    هو قارئي الأول !
    كم أفتقد قراءته الأولى لأعمالي !
    وكم كنت أتمنى أن يقرأها (مطبوعة، ومنشورة)
    تعاطف للغاية مع (مايكل) في الرقص تحت المطر. يقول إن لغتي جميلة.الحق، إنه أول من قال لي ذلك، وشجعني على الكتابة.
    لا طعم لأي نجاح أدبي أو حياتي في غيابه.غيابه/حضوره.وكم هو متعب هذا الحضور الباذخ الفسيح.حضور يطغى على القلب.
    حين ذاع صيت ويتني هيوستون بعد (The body guard) واحتلت المرتبات الأولى في Top 10 طيلة أشهر، كنا، في الليل، نستمع إلى أغنياتها سويا، كأيّ صديقين.
    والجمعة !!
    منذ الصباح الباكر، نتناول الشاي سويا، ثم القهوة، والإفطار.نتحلق ثلاثتنا (هو، وأمي، وأنا) حول المائدة، ثم ننتظر مرور أبناء (إسحق)، محمد، وأحمد، وشيماء.يمرون كلّ جمعة لتحيته.كما يفعل أبناء سعيد (ابن أخته، يمن) حين يأتون من السعودية.يحب أن يشاغل سعيدا وسامرا (ابنه).كلاهما يشجعان (المريخ).يروح يغيظهما بحب، كما يغيظ (ناصر عبدالمنعم – مهدي في سودانيز أون لاين، ابن خالتي فتحية محمود، وخالي، المرحوم عبدالمنعم إبراهيم)، أن الهلال أعلى كعبا، وأن الريح مصطفى، كجكسا ودريسة ومنزول وعبدالرحيم القطر، يهزمون المريخ بسهولة.
    يحب كمال عووضة (ابن أخيه).يحب نقاشاته حول الأدب والثقافة.
    البيت فسيح جدا يا عبدالغني.لذا أرواحنا – على عكس هنا، الشقق الضيقة القاتمة – طليقة، تستحم في الضوء الطبيعي، وتتمرغ في الأصوات الطبيعية، ثغاء الأغنام الطليقة في الشوارع، ونهيق الحمير، والناس الذين ينادون بعضهم بعضا بأصوات عالية.
    أحبّ حيطانه الخشنة، وبابه العالي.مسوّر بدكة طينية مرتفعة.السيول تمر أحيانا قرب بيتنا، وتنحدر بسرعة جنونية إلى النهر.
    يا أخي هذا نزف.هذا يأخذ من الروح، ويتعبها.يغسلها بالحزن !!
                  

04-09-2008, 06:52 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    عزاز

    Quote: ستحزن قططي ...
    سيفقدني كتابي الذي لم اكلمه بعد،



    هذا لأن القطط أكثر إنسانية من الإنسان أحيانا
    ولأن الكتاب صديق حميم.
    حين نستلف كتابا، يخص ميتا، نشعر بلوعته وحزنه.
    ناس !!
    وهل كلهم كذلك ؟
    لطالما كانت تسترعيني الكلاب والخيول والحمير وحتى (النخلات) التي يموت أصحابها عنها.
    في (القولد)، بداية الثمانينات، كان لي (كلب) اسمه (رنقو).رحلنا إلى دنقلا، فظل ملازما البيت.يأكل من خشاش الأرض، وما يتفضل به الجيران (الجيران هناك يا عزاز يحسون بالحيوانات ويتكلمون معها).
    هذا الكلب يا عزاز، حين كنا نعود إلى القولد، كان يبكي، ويكاد يتعلق في أعناقنا، ويمسح دموعه، ويفرح فرحة لا نهائية.فإذا ما حان موعد مغادرتنا، يودعنا بدموعه !!

    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-09-2008, 06:55 PM)

                  

04-10-2008, 01:59 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ــــــــــــ
    Quote: عماد يا صديقي الذي مقامه مقام البكاء.
    ولمقامات البكاء..مقام !
    كلّ وجود لا يبكي، لا يعوّل عليه!
    كلّ وجود لا يحزن، لا يعوّل عليه.. (أليس هذا – مجازا – ابن عربي؟)


    عزيزي خالد والاخوه
    ليت لي في المقامات سلوي ..لتحلق نفسي في الملكوت
    لتفني روحي بين الرقة والبكاء ليتني هكذا..
    شدتني كتابتكم تلك ..ويحترق جوفي شوقا والقأ وحنين
    وزرفت الدموع الغواني ل( ابريق الطين) وتذكرت هذا المقوله
    و قال الله لارمياء: " هو ذا كالطين بيد الفخار أنتم هكذا بيدي."
    (ابريق الطين) ياخالد ..
    هذا المخلوق يشبهنا تماما والاصل واحدُ يعطش ويروي ويُكِرم ضيفه
    ويحفظ الاسرار لا يبوح بها ابدا ويتنفس
    ويعرق ويتوضأويحن إليناويمر بمراحل عمرية كأطوارنا..
    عرفته من زمنا ليس بقريب..ناتي إليه في الهجير ينظرنابالماء
    البارد ونحن اطفال..
    وكل من في البيت يعشقه خاصةً (الوالد) فنجده يخصص له مكانا محددا
    وهوإعتاد عليه والفه ..لم ادري ماذا صنعت به الايام هل هوبخير
    كما كان؟؟؟ ام تغير اوإندثر ..ام فضله الانزوا لمكانا قصيا..وزهده
    وإلتزم الصمت ..لكنه عالقا في نفسي من ان دخلت هذا البوست .
    اظنه (تذكرني) عندما بكيت شوقاإليه اتمني ان اجده في عودتي لتراب
    الوطن.. وهو جزاءً اصيلاً من نسيج الوطن ومن تراب الوطن وماء الوطن..
    إنه اكثر وفاءً مني ..لم يهاجر كما هاجرت وهجرته..
    ويحب الناس والناس تحبه.. إنه روحًاوجسداُ ..
    بكيت اخي خالد لهذا وإلي اشيئاً اخر..
    (للمسيد) و(بليلة الاربعاء) من اجل المطر و(الحيران) والمجانين
    والمجاذيب خاصة صديقي ووالدي دكتور/زراعه محمد علي (من قرية كرية)
    بعد ان طابه وشفيه من الالم رفض ان يذهب من (المسيد) قال لي بنفسه
    وجدت روحي هناكان هذا في بداية التسعينات كان يعمل بوزارة الزراعة..
    قطع (الصالح العام)معاش اولاده.. لم يحتمل الامر ..يجلس في الارض توضعاً
    وياخذ الحشائش ويشرحها لي (لسان الطير)و(عرق الدم)و(الموليته) تشريع
    علمي وفؤائدها ويقول لي كم من ارضنا جميله تجود لنا من العطايا دون ان
    نجتهد .. ولكن هل ابناؤها عاقون ؟؟؟
    لاجل ذلك بكيت يا خالد ..واشتاق لهم بمحيا الفؤاد..
    كتابتكم عملت في قلبي مالم تعمله النار في الحديد..

    (عدل بواسطة emad altaib on 04-10-2008, 02:32 PM)

                  

04-10-2008, 01:39 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: emad altaib)


    عماد
    هذا الأسى العميق، الذي لا نعرف كنهه، هو جزء من وجودنا واختلاطنا (بكل) الموجودات الأخرى
    الأهل
    الأزيار
    الأبقار
    الأقمار
    الشموس
    الضوء
    الفخار
    الأباريق
    النار
    الماء
    الحجارة
    ذواتنا - إن شفت - تأخذ من كل ذلك وتمتزج !!
                  

04-09-2008, 11:21 PM

عزاز شامي

تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 5933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: ما أروع أن يتوسد الواحد منا الثرى، لينام طويلا، طويلا جدا.يشم رائحة طينه ممزوجا بالتراب.أخيرا، يرتاح من وجوده!!
    الوجود عبء لا يضاهيه عبء آخر إلا الانتظار !
    نحتاج هذا العبء لكي نتوازن
    لنمشي على الحبل الممدود من اعصابنا ...
    الوجود و الـ لاوجود ... خيط رفيع، مجرد نفس يخرج ولا يعود أو يدخل ولا يخرج ...
    حي ... ميت!
    كده!
    لحظة من بين ملايين اللحظات تحسم كل ما مضى بجرة نفس!
    لا اخشى الموت كحالة ولكني اتساءل عن طقوسة وما يليه هنا، الذي سيصبح (هناك) متى ما عبرت ...
    اين سأدفن ؟ كيف سيتم تأبيني؟ اي صلوات ستتلى على روحي؟ وما مصير تراتيل حزن من لا يؤمنون من أصدقائي؟ هل يمكنني املاء رغبتي في كيفية حزن احبائي؟ هل سأشعر بغربة هناك؟ ام هناك هو الوطن و ووجودي المثقل هنا كان غربة اجبارية – تمهيدية لوطن قاب قوسين او ادني من نبضي؟
    ظل ابي يردد على مدى الاربعة و التسعين عاما التي عاشها بانه سيعود يوما ما لتلك الأرض ليدفن فيها، لوح بجملته تلك في وجهي في كل مرة ضربت الأرض فيها اصرارا على تصرف جنوني – السفر غالبا – مستهجنا اصراري على الاغتراب في الغربة! وينتهي الخلاف بيده المعروقة تمتد لتلمس جبيني و يهمس لي بأننا مسافرون ولابد أن نعود ... ولكنه لم يعد ولم أعد بعد!
    وقد لا أعود
    فقد ألفت غربتي وبات أي (هناك) غربتي الحقيقية!

    السفر هو ثورتي على هذه الغربة المقيمة ...
    ولكنها تزداد عمقا كجرح غائر كلما حلقت في سماء ما أو طويت أرضا ما ...
    شعور يرهقني بحثا عن وسادة لرأسي...
    كيف آبه برأسي وروحي تواقة للدوران؟

    ولكني حزنت لموت ابي لسبب آخر غير الظاهر ..
    حزنت لخيبة أمله لحظة رحيله عبر خطوط لا يرغبها و ظل يلعنها طوال عمره!
    لقد ظن دوما بانه سيدفن (هناك).. وان جسدة سيعود لذات الأرض التي انبته ...

    وحزنت لعجزي عن تحقيق حلمه بأن تغرس سعفات من نخله على شاهد قبره
    وان نرش ماء من نهر سقى عوده وشبابه على تراب قبره ...
    وان يمر السابلة و السيارة على قبره صبح مساء يقرأونه السلام و يؤنسونه نهارات الجمع و الاعياد ...

    دفن في الغربة التي ظنها دربا ذو نهاية واكتشف في لحظة خاطفة انها حلقة مكتلمة الاستدارة ..
    دفن في قبر بلا شاهد محاط باسوار عالية ...
    لا نسيم بحر يحرك ترابه ولا قمرية تحط على وعاء ماء وضعته احدى بنات اخوته ...

    لذا،
    وطنت النفس على الانفصال و حاولت بناء جدار بيني و بين (الاشياء)
    فلا يمكنني احتمال هذا الشوق و النوستالجيا!
    ولكني ضعيفة .. كحال البشر ...

    و (الاشياء) تسكنني عنوة و تنفذ إلي عبر الحواس،
    رائحة، ملمسا، وألوان ...
    تعبرني ... تعبر جلدي وتمسك بتلابيبي تذكرني ان نسيت ...

    ولكني متعبة ... ولا طاقة لي بكل هذا،
    فشرنقتي ضاقت بي واحسد كافكا على الفكاك،

    الوجود ضيق جدا جدا جدا ...

    اريد متسعا لمد تعبي!
                  

04-10-2008, 06:25 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عزاز شامي)



    قلها ياعويس،...

    ترجل من تواضعك، وقل "أنا الأجمل"، لن نتهمك كفرعون، ولا مثل نبي الشعر، الذي نظر الأعمى إلى أدبه، قالها حالك، فليقلها لسانك، كم عذب لسانك، يغني بالكتابة، ولم تبقى مني جارحة إلا تمنيت انها أذن، حروفك كفي نبي، تمسد ظهورنا من عبء ما نحمل، من غموض للكون، وهموم يومية، وابتذال قسري، حروفك تشبه نظرة أمي، تراني بطلا، وأنا أفر من صفير الصافر، فأحس بالبطولة، وأنام قربها في العنقريب، وأنا اسمع انفاسها، شهيق يمتص الرضى، وزفير يبدد الجفاء، وقلب ينبض بالرحمة، والأمن..

    حروفك ثكلى، وليست مستأجرة، أنها معول يحفر جدوال وقنوان بجوارحنا، بحنايانا، ونهر يسقي هذه الجدوال، وبذرة تنمو وبيضة تفقس بداخلنا عصافير وحكايات، كلماتك قريبة مني، ليست متعالية، أحس بحرارة حروفها، وصدق معانيها، فأمد يدي واقطف ثمارها، ولا شوك في الإغصان، وألوكها بمهل، وحلاوتها لا تنفد، كسورة الفاتحة، نقرأها سرا، وعلن، وهي تسمع في الحالتين نجوى الحادث الفقير، للقديم الغني، فالعنب حلو، حين يكون (بمقدور كل سواداني ان يشتريه)، كما قال أبي محمود، ولا .. بأرضي سحائب ليس تنظيم البلاد..

    ما أرق البوح، عضمة اللسان، المسجونة بين الفكين، تصرخ، وتغني، وتبوح، وتتذوق طعم الكسرة، والحنظل، طعم الكركدي، وطعم الليمون، لا يشغلها شأن عن شأن، والمرء مطوي تحت لسانه، تحت كنزه المبارك، واللسان أسير العاطفة، والعاطفة أسيرة العقل، والقلب..

    ياعويس، يشهد أني احبك، لأنك تحسسني بالهوان، وبأني قزم، هل تعرف، أحب الذهاب للبحر، كي أحس بالهوان، وأمامي بحر لا نهائي، أحس بأني ذرة، بل أضئل، وأحقر، وأصغر، فيباغتني، كإحساس داخي، هوان لذيذ (لم)، الخوف)، وأنت هباء، أمام مسافات، وقوانين، لا تسبر، لم؟ كان الله ولا شئ معه، فلم نزاحمه، إن هو، ولا شئ معه.. أترك الخبز للخباز، وتفرج، سورة الكرسي لنا، كي نجلس ونتفرج، لا أكثر، ولا أقل (السير للرحمن .. بالرحمن، السير لا بالروح، ولا الأبدان)!!..

    سعة حروفك، ورحابة صدرها، وحنان معانيها، أصابني بهذا الهوان، المبارك.. وبأني قزم، "جلفر في بلاد العملاقة"، تلعب بي بنت السلطان، وحين تمل تدخلني في جيبها، أو تملأ صحن فطورها بالماء، كي اسبح للشواطئ، لنهاية الصحن..

    وأنت (جلفر في بلاد الأقزام)، ترفع بكفك القوي (بجماله)، جيش جرار، وتشرب (ببراميل، هي تكفينا كأقزام)، ولكن هيت لك..

    هل رأيت وجه أمي، وهي تحاول إدخال الخيط في الإبره، ببصر انهكته المأسي، وعيون حاول الأسى أن يطفئ بريقها الأبدي..
    أسارير وجهها، في تلكم الحالة، تشئ بحالي، الآن، وأنا أحاول إدخال خيط ما أريد قوله، في ثقب الكلمات الضيق.. ويطيش خيطي، وأرى، بل أتمثل وجه أمي، وتركيزها المسكين لإدخال الخيط، ويبدو لي الآن، في يأسي وجه المسيح مصلوبا، (لم تركتني وحيدا يا أبي).. لم تركتيني وحيدا يالغتي، لم فرت الكلمات.. أين هارون، كي يحل عقدة، بل عقد لساني الأبكم، المبهوت..

    ما أقسى الصراع في الجسد، بين الإرادة وعدم القدرة، بصر أمي واهن، يديها ترتجف بهزات ماض عجيف، والثقب ضيق، ضيق..
    وأساريرها في هذه الحالة، ترسم أسى، وإخفاق، وصبر، وسيزيف يبعث من جديد..
    حالي، كحالها..

    طوبى لجهل الظل، يرقص الغصن في السماء، ويرقص الظل في الأرض، مغرورا بجهله، وحوله، وقوته، يتراءى له أن الغصن يحاكيه هو، بيده، لا بيد الغصن، كمسرح العرائيس، ترقص الدمى، فرحة جذلى، ولا ترى الخيوط التي تحركها مربوطة بأيدى (الفنان الأعظم)، كما قال مايكل انجلو..(فسرى نسيم الروح في احشائنا، فأملنا طربا كأغصان الربى)..!!..

    الكتابة لك، ممتعة ياعويس..
    براحك، يستثير الكامن، والمنسي، والمحبوس..
    لكم ما تشاؤون.. هكذا ترتل طويتك..
    الكتابة لك قاهرة ياعويس.. كنظرية المجال الموحد، التي ارهقت البرت انشتاين، كان يحس بأن الكون تحكمه قوى واحده، حدسه يقول له ذلك، والحدس يقود العقل، كما يقود الحصان العربه، فمات مغبونا، متحسرا، على إخفاقه، وهو العبقري المعروف، فلحيظات الدهش في ذهن انشتاين (هي الشعر)، هي الأسي المحبب..

    كم ابحث مثله، عن مجال موحد لقوى الإنسان، أحسها (مثله)، بأن الكون واحد، وحالي، حال الصبية، والمروحة، هل أحكي لك قصتهم، كتبتها لأنني مثلهم، حائر، أين اختفت ريش المروحة الثلاث، أين؟؟!!.:


    وهي تحكي عن اطفال، في غرفة، وفي صباح باكر، وقد ادهشتهم الاشياء التي فيها ، حتى الكراسي كانت موضع دهشة، وكذلك البلاط، بل لحبهم للبلاط كانوا بعدو فيهو (واحد اثنين، ..عشرة، اربعة وسبعين، وهكذا)، واخضر واصفر كانوا يكتشفون الوان الستائر، والسجاد، والكتب، والدولايب، ثم نظروا للاعلى للمروحة
    واحد اثنين ثلاثة،
    كلهم صاحوا بصوت واحد وهم يعدون ريش المروحة..

    ثم انشغلو باشياء واشياء واشياء، حتى جاءت الظهيرة، ودخل الحر كعادته من النافذة والابواب، واحس الاطفال بالسخانة، وشغلوا المروحة، على نمرة واحد..

    وقفزوا في الاسرة، واختبوءا داخل السراير، ثم حسبو عدد الشبابيك، ثلاثة، وباب و احد، ثم الضلف..
    بل رجعوا وعدوا البلاط من أول، لا ملل في قلوبهم..
    وحين ارادو عد ريش المروحة لم يجدو ريش، كانت المروحة شغالة، في نمرة واحد، ووجدوا السقف ظاهر، وكأن المروحة لم تكن..

    ياااااااااااااااه... أصابهم الدهش، أين ذهبت ريش المروحة الثلاثة، اين مضت، من الذي سرقها، ام غافلتهم ومضت للخارج.. ام سقطت في الارض، بحثوا عنها تحت السراير، ولم يجدوا لها اثر..

    وحين هموا بالخروج، واغلقوا المروحة، ظهرت الريش مرة اخرى، اين كانت... (الذبذبة اللطيفة، تخفي الاشياء)، الاشياء السريعة لا ترى، كفتونات الضوء، الاشياء الشفافة لا ترى، بالعين، هناك اشياء واشياء تحيط بنا، ولا ترى، كريش المروحة، كالملائكة، كهالة الارواح، كالاثير، كالطيف الموجي لكل الاذاعات، كالروح الإنساني العظيم..

    أكتشف الاطفال بان سرعة المروحة اخفت الريش، وبأن العين محدودة، ترى في حيز معين، وضيق، ومغرور، كمان..
    لا شي ساكن، الذبذبة تعتري حتى الجسد، حتى الجبل، فما بالك بالارواح الطليقة، التي تزخرف عوالمنا، ولا نراها، لذبذبتها اللطيفة، السريعة، الموسيقية، ركز، تأمل، اهتم، اصبر، فقد تجني بعض ما تريد، هكذا يقول الاطفال لنا.. الاطفال الصغار، والاطفال الكبار، فنحن امام العالم، وعمره، وغموضه، واتساعه، وسرعته، مجرد اطفال، ردد الاطفال مقولة العبيد ودريا (الما بفهم بالتلاويح، لا بريح، لا بستريح)، ما اكثر الإشارات، ما اعظم لغة الارض، وفكرها، وغموضها، فهي حبلى، بكل شئ مدهش، وعظيم..


    هذا حالي ياعويس، اختفت ريش المروحة مني، بسبب ذبذبتها اللطيفة، وعجزي مثل هؤلاء الأطفال..

    بل حالي، (كجثة ابي نواس)، ويده غير قادرة على تناول كأس خمره قربه، هكذا يسفر ابي نواس الموت، عجز سيزيف للوصول للقمة، للخمر، قربه..

    هل تدري ياعويس في بداية أمري مع الكتابة، كنت أحب الكلمات، أحب اللغة، ايقاعها، شاعريتها، وجناسها، فهي امرأة لعوب، تفجرت عبقرية البدو الأعراب فيها، في فراغ عريض بصحراء تهامه، فالليل يبدأ بغروب الشمس، وينتهي بشروقها، وفي ليال القمر، تعكس الصحراء اشعته الساحرة، وتشعل قنديلها للسمر، والمطارحة، والنسيب، والمدح، والهجاء..
    والآن، لا أرى الكلمات سوى مأوى، للمعاني، المعنى هو الغصن، والكلمة هي الظل، بل أحس بأن اللغة حجاب، مجرد تصور باهت للمتصور، المختفي دوما في غموضه، فما العمل؟..
    كيف أخلق لغة كإزار جميل للمعنى، وجسد المعنى، بلا ضفاف، .. يالها من مأساة مر بها الإمام النفري!!..
    فصرت أقشر الكلمات من كي أعثر على اللب، وهيهات هيهات، حتى بدأ لي، إن الأمر، وراء الكلمات، والصمت خير..(فالقبلة، واللذة الجنسية، لا تحتاج لكلمات)، فما بالك بذاك الأمر، الخفي، الظاهر..

    أحس بأن هناك فائض من الكلمات، "إسراف"، فالزيادة كالنقصان، فالتخمة تقتل، مثل الإملاق.." فإنك تستطيع بمفتاح صغير، أن تفتح صندوقا كبيرا، متحفاً كبيرا، صالونا كبيرا"، مجرد مفتاح نحاسي صغير، يحمل في جيب القميص، فكيف نعثر عليه، وهنا (يكمن الأسلوب الفردي)، وهيهات هيهات.. (خمرة الأفراد، عزت على العباد)..

    جعلني هذا الامر، مشغول، وتوقفت عن الكتابة، تماما، سنوات، واصابني حمى الصراع الداخلي، بين نشوة الغرائز المسترسلة، وواجبات الهمة العقلية، يالها من حرب في بناء أسلوب شخصي، ذاتي، والفرار، حتى من (بيوضة أمي، وحيوان أبي)، هيهات هيهات، لم يلد، ولم يولد، (في مقام التصوف، في مقام الكتابة)، بيد من دونها بيد..

    فما العمل، أكره التقليد، وأنى لي، ولادة مني، كخنثي، كفرد، ...

    أخي عويس، كم أحبك، فإنت قابلة، تسل من أرحمانا الهفوات، والمكبوت من الرؤى، والرغبات..

    مع فائق حبي، وتقديري..
                  

04-10-2008, 08:08 AM

عبد الله إبراهيم الطاهر
<aعبد الله إبراهيم الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    Quote: أما كان أفضل أن نؤوب إلى بلداتنا التي تنام عند التاسعة، بعد أن تتجشأ من (الكسرة بي اللبن)، يهفهف شعرها النسيم الليلي.
    أكيد جربت ذلك.
    أن تترك الفراش في (الحوش)، أول المساء، ليبرد، والريح الخفيفة تحرك أطراف الملاءة، لتأتي وتنام خفيفا ومنتشيا، وتصحو في الصباح الباكر، نشيطا، فـ(تشد السرج) على ظهر الحمار، وتقصد النهر الجميل.
    هناك حقول القمح والفول المصري، كون آخر.
    وغابات النخل، كون آخر.
    وفتنة (الدلوكة)
    وفتنة (الدلكة)
    وفتنة (الخمرة) التي تضوع أجساد النساء
    وفتنة السمر الليلي البسيط
    وفتنة الأصدقاء البسطاء الذين لا يعرفون، لا بوبر، ولا ديكارت، ولا دريدا، ولا هيدغر، ولا (بطيخ) !!
    أقصى هذه الأشياء كلها، أقصاها، صوت (صديق أحمد) ينساب في لياليهم، ملونا بالطنبور:
    عديلة عليك محل ما تمشي تمشي يا عديلة
    مشاويرك عديلة
    عديلة عليك.

    وها قد مشينا
    فهل كانت مشاويرنا – يا صديقي – عديلة؟


    لوعلمته لم يكن هو،
    ولو جهلك لم تكن أنت:
    فبعلمه أوجدك،
    وبعجزك عبدته!
    فهو هو لِهُوَ: لا لَكَ
    وأنت أنت: لأنَت ولَهُ!
    فأنت مرتبطٌ به،
    ماهو مرتبطٌ بك.
    الدائرة مطلقةً
    مرتبطةٌ بالنقطة.
    النقطة مطلقةً
    ليست مرتبطة بالدائرة
    نقطةُ الدائرة مرتبطةٌ بالدائرة ..

    ابن عربى: الفتوحات المكية


    الحبيب خالد عويس
    هنا يكمن السر ...
    وهناك تنبت الأفكار الميتة ... وأنت لا تزال فكرة ...
    كأنك تتراكم صحواً في هذا الزمن بلا دليل ... من يقول الحقيقة؟ ...
    من ينظر إليها؟ فهي عارية تماماً تشتبك فيها هواجس العيون وترتبك عندها الشفاة ...
    في لحظة الصمت يتمخض من الكلمات شئُ لا يكون ميلاده يسيراً
    أشبه ما تكون حركته في الدواخل مثل "دبيب العنكب الصغير فوق خشبات الباب"، كما يقول محمد عبد الحي …
    فيه المتناقضات الصعوبة واليسر … أحياناً الإنكماش والتمدد … لا أحد يستطيع أن يتجاوز اللحظة …
    كل البشر يفرحون بلحظة الميلاد إلا أنا
    نشوة ما قبل الميلاد أشبه ما تكون بلحظات التجلي عند المتصوفة الدخول فيها صعب والخروج منها أصعب.
    ينتابني إحساس بالغضب مثلما يفعل الطفل حينما يكتشف أن "حلاوة القطن" قد إختفت في فمه فجأة …
    كثيراً ما ينتابني شعور فقد حاد فأقول مثلما قلت (أما كان الأفضل أن نؤوب إلى بلداتنا؟!!)
    كأنك بين يدي زمن ميت في هذه المدن التي "تبيعك تذكرة هروب" كما عند أحلام مستغانمي عبر طريق آخر ...
    أو صور المشاهد في "عمى الألوان" تؤسس لك ملامح "شوف" غير التي دأبت على رؤيتها مراراً
    رغم مرورك على (أم درمان . جهة ام بدة" و"بيوت معتقة ضد المطر والحر) تجدد شبابك وأنت بين يدي "ميري" و"رابعة" ...
    ولن تبارح مكانك في "حوش" السيرة والسريرة و"الناظر" تهرول خلفه "كلبة فاطمة" كي تفضح ملمحاً آخر غير العادي في هذه الحياة ...
    كلما قرأت عبد الغني كرم الله أو خالد عويس يرفعني فن الكتابة عندهما آل وينزلني آل
    ويتجذر فيّ احساس خاص احساس ذلك العالم الذي نفضل "الأوبة" إليه يا عويس ...
    لأن الكتابة عندهما تأتي من عمق طيب الخاطر وباطن كالمرآة يعكس ما يجذر الاحساس
    "بواطن أهل الابتداء كالشمع، تقبل كل نقش! كما يذهب عبد القادر الجيلاني يا صاحبي غني ... وأنتما من أهل ابتداء ...


    ولي عودة
                  

04-10-2008, 12:12 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبد الله إبراهيم الطاهر)


    إليها، إليها وحدها، وستدرك ذلك !
    أخشى، بعد فوات الأوان.
    أواني. فأنا عنب ناضج، ناضج للغاية – الآن – من فرط نشوته.
    لن أرفق بنفسي، متى كان العنب ضنينا في أوان نضجه ؟
    ومتى كان الحرف شحيحا في معانيه؟
    أكتب:
    سأكتب حتى ترقصي على كلماتي وتتعرى روحك، وربما (حتما) جسدك!
    وكيف لا – يا عزيزتي – وأنا أغازل الكون – الآن بضيائي ؟!
    أنا أهطل فيّ..
    مطرا منسوجا من صهيل السماء، ونشوتها الباذخة.
    أكتب:
    أخاف عليك غواية اللغة، فاللغة أسرار وفيوض وملامسة!
    اللغة تمس أرواحنا.تمسها بخفة، فتنتعش، وتتفتح براعمها.اللغة مسكرة.
    ألم يصرخ مظفر في بيدائه:
    (كم أنت تحبّ الخمرة واللغة العربية والدنيا
    لتوازن بين العشق وبين الرمان
    هذي الكأس وأترك حانتك المسحورة
    يا نادل لا تغضب فالعاشق نشوان
    واملأها حتى تتفايض فوق الخشب البني)
    قاتله الله !
    لو لم يقل..(لتوازن) لما سقطت صريعا، مغشيا على من فرط الشعر!!
    يا سيدتي، أنا معنى مندس في أعطاف اللغة.أنا مندس في جوف المعنى، فهلمي!
    يقول ( أصغر شيء يسكرني في الخلق فكيف الإنسان)
    فكيف أنت؟
    يا الله !!
    ياااااااا الله !
    أن تسكر بالخلق.
    أن أسكر بك.
    ولا أبارح حالة السكر تلك إلى أن أمضي محفوفا بالوجد.
    تقتلني الأغنيات في عينيك.
    اكتظي – سيدتي – أكثر بالحليب
    فأنا ..(تحت النهدين إناء)
    أنا مسيحك، فأصلبيني.
    ..(والله لو حلف العشاق أنهم
    موتى من الحب أو قتلى لما حنثوا
    قوم إذا هجروا من بعد ما وصلوا ماتوا
    وإن عاد وصل بعده بعثوا
    ترى المحبين صرعى في ديارهم
    كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا)
    آه يا (سيدي) الحلاج
    قتلتني.قدني إليك، قدني إلى صليبك.سأرتقي.
    سيدتي السكر على شفتيك.سكر.
    يا...، الجبل !
    النهر لا يحفر الأرض مثابرة، وإنما هو الشوق الأزلي لصياغة الطين !
    يا..
    أنا فالت من مداراتي كلها، متوحد بالكون، خلعت نعلي، وذبت في أصغر ذرة تراب.
    أصغر ذرة تراب، أكبر العاشقين.
    تبسط روحها سجادة لنمشي.
    وكيف هو العشق إذن؟
    أن نفرش أرواحنا.
    هذا العشق مؤذ.مؤذ جدا.
    والأكثر إيذاءا: الإفصاح!!
    لكن الكتمان جمرة في القلب لا تحتمل.
    وهل إلا من أجل ذلك صلب الحلاج ؟!
    ليس لي إلا أن أهذي في الطرقات.
    فأغفري ذوباني.
    و..(التختارو ليلى شك جميل يا جميل)

    والله إني لأخشى على هذا البورد أن يتداعى ويغشى عليه!!

    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-10-2008, 01:42 PM)

                  

04-10-2008, 12:21 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    عبدالله
    يا صديقنا الذي في السماوات
    كيف روحك، وأسرتك، والصغار/الأزهار ؟
    الفتوحات المكية !!
    أنت – إذن – في تمام العشق والمكابدة !
    هذا الذي (...) شديد الوطأة.
    فإرفق بنفسك!!
    يا سيدي، الخطو الحثيث احتراق !
    ارتق هونا !
    بلداتنا حواف أرواحنا يا عبدالله.
    (القولد) بصيرتي.وأنا أعشى!!
    الدخول/الخروج
    الخروج/الدخول
    كلاهما هلاك !!
    لكن، بعد الدخول، ستذوب، وتنقّط عشقك الأبدي على الصفحات التي لا يقرأها سواك.
    تعرف، أشتاق إلى (ميري).أريد أن أزور قبرها، بعد أن قتلتها بـ(قلمي، جنوني، لحظتي المتألقة)، ولا أعرف في أيّ ناحية من نواحي القلب هو؟
    ياااااااه يا عبدالغني!!
    حين تشتاق إلى (بعض روحك) التي خلقتها واطلعت على أسرارها كلها، وقتلتها !!
    كم مرة نحيّ ونموت نحن ؟
    يا عبدالله
    أما (رابعة) فهي في أرجاء هذا الكون تغتسل في الضوء الأبدي!!
                  

04-10-2008, 12:44 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    عبدالغني
    هاك قهوة عصرية، فانتبذ مكانا قصيا.
    يا عبدالغني..
    أنت – تدرك – على أهبة الـ...
    فلا تفصح يا (مولاي)، وإلا قتلوك.
    وكعادتـ(كم)، تروحون تتوجون تلاميذكم، وتتواضعون حتى لتبدون كأصغر برعم.
    يا الله !
    ألم يكن هذا هو حالهم جميعا؟
    ابن أدهم حين انسلّ من قصره، وساح، إلى أن بلغ بستان الرمان، فسأل ذاك الملتحف ثوبا لا يكاد يستر الجروح في قدميه.
    :
    (ولماذا لا تسأله أنت أن ينزع من جوفك حبّ الرمان؟)
    يا عبدالغني نحن رضعنا من الثدي ذاته !
    لكنك دخلت المفازة، فجزتها ثم حزتها.
    وهل أنت محتاج – يا سيدي – أن تشهد بحبي، إنما البصائر شواهد !!
    إنما هو – ذاك – تبلغه بالخطو، وتبلّغه بالرؤيا !
    سرك باتع، لكني لن أبوح إلا لماما، وإلا ضربت أعناق هذا الرهط الذي هنا، وإن مانع محسن خالد بجسارة !
    أيّ قزم أنت يا كرم الله (يعنّ لي أن أتأمل اسمك، كما هو شأن شيخنا ..الطيب الصالح) وأنت تتطاول حتى لتبلغ السماء ؟
    يا سبحان الله !
    كنت تحب اللغة ؟ هي مسكرة، فاتنة، مجنونة.
    والآن: المعاني !!
    تقول:
    كيف أخلق لغة كإزار جميل للمعنى، وجسد المعنى، بلا ضفاف، .. يالها من مأساة مر بها الإمام النفري!!..
    تسبق:
    والآن، لا أرى الكلمات سوى مأوى، للمعاني، المعنى هو الغصن، والكلمة هي الظل، بل أحس بأن اللغة حجاب، مجرد تصور باهت للمتصور، المختفي دوما في غموضه، فما العمل؟..

    ياااااااااا عبدالغني
    ألم أقل سرك باتع !!
    نعم هو ذاك
    مقام التصوف مقام الكتابة !
    مقام التصوف مقام الابداع !
    والعتبات شديدة الوعورة.
    والله إني لأبكي يا عبدالغني عن الذي سيجه كزانتزاكس بالدم حول روحه.
    رحلة صعوده، مخفورا بالمسيح ولينين وبوذا (تأمل الرفقة)، رحلة صعوده المدماة إلى الأعلى.
    يااااااااه
    هذه الرحلة المضنية التي تفيض فيها الروح عذوبة وأسى وتشف، تشف حتى لتكاد تمحي!!
    تمحي.. تمحي تماما (في ماذا؟)
    هي ذاتها رحلة الكتابة.
    واللغة باب.
    أليس (لهم) أبواب؟
    نطرقها حتى تكل أيادينا، ويتقطر الدم من أصبعنا، فإذا فتح الباب، فتح الباب !
    نلمس الأشياء كلها بأرواحنا، ويصبح القلم ريشة سماوية.هذه هي النفحة.يصبح القلم قنينة عطر، وحقلا من النار.
    القلم يا عبدالغني!
    هذا المخلوق النوراني.
    سيدي القلم.
    أبي القلم، وأمي.
    من رحمه خرجنا، وإلى (لحده) نؤوب!
    أليس القلم والورقة في حالة جذب تنحني لها الجباه.
    هذا السر الأعظم، ولادة التنقيط، النقط، الحياة، الـ....!
                  

04-10-2008, 12:52 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    إلى مجنون في حلتنا الروحية يسمى مجازا محسن خالد
    هل لك أن تنقط ما يلي:




    ..
    ثم أنك لائذ بالغياب!
    يا محسن، هذا قاربنا، فتعال.
    والله يا محسن إني لأخاف عليك شر هذه العبقرية، عظم هذا الأسى، عظم هذه البلوى.
    يا محسن، سنكون كمصطفى سعيد، لا تحتوينا مدينة.
    لا تحتوينا إلا الصحراء بكلّ مجهولها ورغباتها الجبارة.
    يا محسن، اشتهي كتابتك هنا.
                  

04-10-2008, 01:15 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    عزاز
    تدفنين في قلب ما، فالموت:زفاف بهي !
    ربما المرء حين يموت، تختار روحه أن ترفرف فوق سماء الوطن، خفيفة تتهادى مع السحب، تهطل على النيل، وتعانق الجدات، وتمس الأبواب النوبية القديمة ساعة الفجر، تحطّ على جناح قمرية على نخلة فاتنة !
    عزاز
    ترى هل يقرأ (الذين في متاهتهم) نزفنا هذا وأشواقنا، فيترجل (الجنرال) عن جباهنا، لننسرب إلى الوطن؟
    يا عزاز، صدقيني، لا تبحثي عن نهاية لغربتك هذه، فهي متأصلة في ذاتك المبدعة.هي غربة سحيقة هائلة، كثقب أسود في الكون، تبتلعك تدريجيا، ولا داعي للأسى!
    هل بدا لك أن تتأملي المطارات؟
    المطارات حزينة، عيونها ذابلة دائما من البكاء، إلى درجة أنها صارت لا تأبه – لبرودة جوفها – لأمرنا.
    ومحمد كرم الله (يغرّد):
    (حتى الطيف رحل خلّاني) !!
    يا الله!
    نحن نرغب في الموت قرب من نحب!
    هناك قرب القلب الكبير/الأرض.هسيس الأشياء، وطيوفها اللامرئية.سلامهم – سلام أهلنا – على الموتى.
    ونموت، يا عزاز، أغرابا، في موتنا نقاسي الغربة، ونحن ميتون نعاني غربتنا في الموت !!
    وتريدين بعد هذا متسعا لتعبك؟
    أقول لك: التعب!
    نحن ميتون/أحياء
    فكل روح نحبها وتعبر، تأخذ قسما من أرواحنا، لذا من قال إننا نجهل الموت ؟
    الأشياء لا تستأذن حين تسكننا.
    وهذه هي الوحشة الكبرى.
    ..
    :
    (يا محبوبي
    يكفيك ويكفيني
    فالحزن الأكبر ليس يقال) - (الفيتوري)
    و – ليشتمونه ما شاءوا، هو ومحمد المكي إبراهيم، ومحمد وردي، ووو، فهم (فوانيس/أرواح جبارة) وأنا يكفيني منهم ذلك، يكفيني أنهم يقطرون الشهد في روحي، ويغسلونها بقبس من أرواحهم، قدس الله أسرارهم –
    حيّ قيوم !
    هذه يا عزاز الوحشة الكبرى
    الأشياء التي تلتصق بنا، كذرات تراب عالقة، ثم نروح نبحث عنها على سطح جلودنا، وقرارة أرواحنا، لكننا لا نعثر عليها.
    بلى، نعثر، نعثر على أثر بعيد.
    كـ:
    (رائحة عطر أمك زمان، وضوء الفانوس في الحجرة الطينية، وبكاء قمرية على شباكك، ومنديل معطر نسته عروس مبخرة بالخمرة والدموع، وقمر معلق شديد البهاء يفض بكارة الظلمة بفحولة ضوئه الجبار، وسر مختلس من الزمن البعيد، وهمسة، ورائحة عرق أبيك، وحزن ما كالحزن، حزن لسبب مجهول، حزن يغشاك بلا استئذان، ويرحل حاملا نعليه في يديه، ...)
    كـ..
    (طبق من الفول أكلتيه منذ سنين وما زال طعمه في فمك، وما زلت تشتهينه، وعرس قروي أدخل البهجة إلى نفسك، وجمع من النساء والرجال يحفون العروسين إلى والدي النيل قدس الله سره)
    أليس ذلك كله فينا ؟
    مغروس كنخلة في القلب؟
    لكن، أين هو ؟

    التعديل لدواعي تصحيح الأخطاء.قال - أظن - عبدالملك بن مروان: شيبتني المنابر. ونحن يا عبدالغني ستشيبنا الكتابة.

    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-10-2008, 01:18 PM)

                  

04-10-2008, 03:06 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)



    إذن ..هكذا..تنبت القشعريرة ...زهوراً للدهشة .. وبراعماً ..للنهايات المفتوحة ...راودني..عجزي..وكسحي...القديم
    للحجل تقهقرا...في بطن حوت الزمان ...علني ..أنتزع منه..معناً ..قبر في الخاطر منذ سحيق..وعله يلفظني ...بالساحل ..مرة آخرى
    كرة لهب ترقص فوق تاج اليقطين...
    كدحت كثيراً .. لأخرج رأسي من غبار الإندهاش ..لأضع قدماً واحدة..على جرف الأرض اليباس ..عساني أجد سبيلاً للتماسك ..والوقوف..من جديد...علني أنهض من قشعريرة ...نبتت بقشرة دماغي ..هناك تحت الجلد ..كما " الزريعة " ... قبيل إعتصارها ..رحيقاً ..يبل شفاه الصائمين ...
    نعم ..ما خاب قولك ..في ذاك الفتى الأجعد ..ود كرم الله ..أذكر جيداً ..لقائي الأول معه ..في هذا الفضاء المتخيل ...وهو يطارد كيس النايلو ..
    بشقاوة الأطفال...ولفافة أرخميدس ..وليته أكتفى بالضربة القاضية ...
    ولكنه أبى إلا أن يبللنا بنقاط الزير ..وأن يصهرنا هوية ..عالمية ...في جوف كباية الشاي ...ولا شك أن لديه الكثير غير ذلك ..حجبه عني قصور
    إطلاعي ..وكسل معرفي.. سكن عروق المخ التخين ...المهم ...
    أغبطه كثيراً على تلك العين المغناطيسية ..التي تجذب التفاصيل الصغيرة والأمور العادية ..إلى درجة التفاهة ...
    لتكتشف لنا العلاقات المعقدة بداخلها و العوالم الكامنة خلفها... لعمري ..وعمرك ...إنه الكلكي بعينه..
    ولا أحسبك ..يا صديقي - إذا رأيتم ذلك ، وحزت الشرف - الذي عرفته هنا ..من نزف حروفه ..أقول لا أحسبك قد سلمت مما رميته به ...لا ولم يسلم من ذلك صاحبكم الذي إغتسل عارياً..
    وتتمر ...بعفر التراب ...كيوم ولدته أمه ..و أكاد أجزم بأن هناك بقية من طين الأرض الذي تمرغ عليها ذات خريف ، بقية لما تزل ..عالقة بلسانه ..ينفثها بين الحين والآخر..كلاماً ..له شجون ..


    سلمتم جميعاً ...ودام لكم الود ..أصفاه ..

    سأترك بابكم ...خلفي ...موارباً ...
                  

04-10-2008, 03:09 PM

حسن طه محمد
<aحسن طه محمد
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 3653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    الأخ خالد

    تحياتي وأقول في الحالة ما أحلي الشيب سيعيش معزز مكرم

    ودمت اخي انت وأخي عبد الغني وكل مبدع ومبدعة.
                  

04-10-2008, 07:10 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: حسن طه محمد)



    Quote: طقوس القراءة !!
    عبدالغني كرم الله

    للتنبيه: بوست سابق لعبدالغني كرم الله

    (1)

    غريبة هي القراءة، حين أرى حبوبتي وهي تتصفح أي كتاب (وهي ترى حروف ملتوية تتخذ اشكال سريالية غريبية أ، ش، ظ، ن، ي، وتلتصق هذه الحروف لتكون كلمات، هي أكثر غرابة أيضاً)، تمرر نظرها، لهذا الخربشة، ولا تثير في ذهنها أي شي، سوى تصور (سبحان من يضع سره في اضعف خلقه)، وللحق هي اضعف الخلق، وافتكهم، كم اعجب للغة الهندية والسيرلانكية، حين ارى احد الهنود وهو يقرأ وبإمعان في احد المقاهي هذه الجرائد، حروف صامتة، سوداء، تتلوى، وتثني، كما أراد لها الارث الهندي، وعبقريته، وفنه، وتفرده...

    غريية، هي القراءة !!... مجرد حروف سوداء، تتلاصق مع بعضها، فتصرخ، وتغرد، وترعد، دون ان تفتح فمها، سبحان الله، تقع العين على هذه الصفحات، ثم يصيغ العقل عوالم لاحد لها، عوالم اثارتها هذه الحروف النائمة، على سرير الصحفة، وبهدوء تام، كالقبور..

    (اذن هناك حياة في القبور)، في صمتها، كالحروف، تنام على سرير الارض الحنون، القراءة هي عمل خاص، ذاتي، هي الاستغراق مع الخيال والذكرى، معا، وفي وقت واحد، لا شأن للقراءة مع العوالم الخارجية، هي شأن ذاتي، كالخواطر، لا يسمعها سواك، هي الاكسير، قد تنسب لليالي العباسية، واساطير اليونان، قد تبرد اطرافك في عز الصيف، وتتجول في مدينة اندثرت، سوى في كتاب (عجائب الامصار، وتحفة النظار)، لابن بطوطة!! ... كم لهذه الحروف من ذاكرة حديدية، حكايات كانتر بري، كتاب الانجيل، قصائد ابوالعتاهية، تحفظها على ظهر قلب، تحفظها في صمتها الابدي، في تلكم الحروف الجميلة الاشكال (ا، ب، ي، V، F، ى، س ش،)..

    مالك بتبكي!!؟.. (هكذا تسألني أمي، وأنا صبي صغير، كنت أقرأ في جين اير، في صالوننا الطيني)!!..

    أجي، بتضحك براك، جنيت (تصيح نادية، بنت اخي، وأنا أقرأ دون كيشوت، في صالون معلقة عليه صورة أبي، وآية الكرسي، بامتداد ناصر)!!

    بساط سحري، يسافر بك، للأمس، للأمس البعيد، وللغد، ولبلدان بعيدة، عنك، وعن ارثك، وعاداتك، (حين ماتت زوجة السندباد، شرع الناس في دفنه معها)، وحين جاع السندباد، في تلكم الجزئرة الصغيرة، واشعل النار، تحركت الجزيرة به، وغاصت، لأنها لم تكن سوى حوت ضخم، آذته النار التي اشعلها السندباد)!!..

    حين اشرع في الكتابة، اعد ادواتي، أدوات العمل، قلم رصاص، وقلم فسفوري، وكراس، كي دون الفقرات التي تسحرني، وكي ألون الصفحات التي تشدني باللون الفسفوري، كي ارجع إليها في حزني القادم، أحيانا اتكاسل للوصول لنهاية الكتاب، حب التسكع بمهل فيه، إن كان شيقا، كتاب (الرجل الذي مات مرتين)، لجورج أمادو قرأته في اسبوع، وهو لا يتجاوز الثمانين صفحة، صغيرة، مجرد ساعة تكفي لالتهامه، ولكن حلاوته، نشوته، تستحق الابطاء، بل التوقف، تجت شجرته الوارفة، كي استجير من وعثاء السفر، وهجير الحياة الماثلة، المادية، البيغضة، كأنت أوي للكتاب (كعش، كمحراب، كصدر حنون، كحضن، كقبر)!!..

    المسافة بين بيت أختي فاطمة (امتداد ناصر، مربع 6)، ومكتبة (الموعد)، ببري، أكثر من كيلو ونصف، ونحن اطفال، نشد الرحال، ومعي جماع ابن اختي، في رمضاء، وحر، كي نشتري الالغاز، ونعلب القرعة لمن يقرأه أولا، ويقسم من يقرأه اولا أن لا يخبرني بشي، من حل اللغز، بيد المهندس تختخ!! الولد السمين المحبوب... ومع هذا كنا نرى الطاحونة بعيدة، حين نرسل لها، وهي لاتبعد سوى شارعين من البيت (لو تعلق قلب رجل بالثريا لنالها)، داخلنا معجزة، حين نعشق، أو نرغب!!..

    إنه الحج بعينه!!

    أسبوع كامل لم أخرج من البيت، لم أكن مصاب بالملاريا، ولا حمى، ولكنها (الثلاثية)، بين القصرين والسكرية وقصور الشوق، لا شي يحبسني في البيت سوى المرض، والقراءة... أو جاءت فتاة جميلة، لزيارة أخواتي!!..

    كم قبلت شفاه بعيدة عني، قبلت زهرة في بنسيون ميرامار، وامتعض قلبي لماساة (الغريب، السيد ميرسو)، بل للبير كامو نفسه، فكل إناء بما فيه ينضح.. لقد أحسست بالبير كامو حين كان يكتب، هو، وليس بطله المسكين، المنزوي (من عالم مادي بغيض)!!..

    أحياناً، أحس بظمأ لقراءة "خيري شلبي"، خيري شلبي فقط، ... أحس بشوق لعوالمه فقط، كم تحس بشوق لصديق معين، في وقت معين، لن يجدي معه أي صديق سواه، (بابا شلبي، وبس)، طيبته، ابطاله الفقراء المديونون، ووصفه الوئيد، السلسل للبيوت والروائح، فأبحث في مكتبتي عن كتبه، أقلب الرفوف، يقابلني كتاب (الالف)، لبورخيس، فأزيحه، والطيب صالح، ببرود ازيجهم، حتى أعثر على (وكالة عطية)، ثم أمضي للسرير، وكأنني خبتأت المصباح السحري في جيبي!!... وحين أغرق في عوالمه، أجزم واقسم متعصباً، بأنه : أعظم روائي!!

    ثم يدور فلك مزاجي، ليتغير الطالع، والسعد والفرح، انتقل مزاجي لفصل أخر، من فصول العشق، فاشتهي قراءة كتب الرحلات، مثل امراة حامل تحن للطين، من يرفض طلبها؟ (تحفة النظار في عجائب الامصار)، كتاب ضخم، أجده بيسر في المكتبة..

    ثم استلقي بدفء، وقد خرجت من هذا العالم وخرائطه وشعوبه ومدنه، وذهبت (ببراق القراءة)، لعوالم ابن بطوطه، وأقسم صادقاً "حينها)، بانه اعظم كتاب، وبأن "أعظم أدب هو أدب الرحلات"...

    القصة كلام فارغ، فالمسرح هو الأصل، الحوار والجدل هي أصل الإنسان، منذ سقراط وإلى (أمل....)!!..

    هل الإنسان مسير؟..
    كيف يخلق شئ، من لا شئ!!
    هل بمقدور الإله خلق جنة، بلا نار!!
    إن كان الإله يعلم بكل ما يجري في الغد، بل على الغد أن يجري كما هو في علم الإله، بلا زيادة أو نقصان، إنه التسير..
    أين الماضي، والمستقبل، هل الحياة هي هذه اللحظة الحاضرة، الرقيقة، الصغيرة، فقط؟...

    هناك كتاب اغبطهم على صدقهم، على شجاعتهم، يطرحون حديث الخواطر، اصلهم، فصلهم، جرأة محببة، وطفولية، وصادقة، يزيلون الاقنعة الكاذبة، يتوغلون اكثر في المكون النفسي، والثقافي للانسان، لذ تم تجريمهم، وشنقعهم، واقصاءهم، هم رسل، رسل القلم والعقل والقلب... يغوصون أكثر في الاشياء، كالضوء، كالتنويم المغناطسي، كالشعر، كالخمر، يحركون الموتى، وينشرون السحب في الحقول الجدباء، يصنعون الاكسير، ويضيئون الفانوس السحري بكل النفوس، يزخرفون الحياة بألوان ساحرة، وكأنك هناك عشرات الحيوات في هذه الحياة، نظرهم اقوى من اشعة اكس، ومن جاما، ومن .. ومن.. وكأنهم خلقوا من مادة الخيال، مادة رخوة، وهشة، وسريعة، أسرع من الضوء، أسرع من الفكر، تجوب العالم في لمحة عين، بل تجوب الماضي والمستقبل كله، في لمح العين، ترى عوالم لم تأتي بعد، وتتذكر حيوات قديمة، قبل خلق اللغة، والعادات والاديان...

    احيانا، استسلم للكتاب، وللقصة ولوقائعها، بدون اعتراض، أعمى يقوده مؤلف، لمرامي يريدها هو، ولكن حين يكون عقلي نشطا، وخيالي محلق، اعترض: واخترع نهايات ومسالك للقصة لا علاقه لها بمجريات القصة امامي، بيدي، لا بيد المؤلف (ألم يمت المؤلف)، ويظل المتلقي هو المبدع الأخير، ويخضع النص لتأويلاته، بل اغراضه، الدنيئة، والخيسية، والثمينة..

    حين قرأت (الحب في زمن الكوليرا، جرى القلم لكي يكتب:

    (ملك، من بعرة جمل) كيف كان يقرأ الفتى (الحب في زمن الكوليرا)


    إنه لا يوزع نظراته بالتساوي، هذا ما يفعله ماركيز، كان الفتى، ولأنه نشأ يتيما، يكره الاهتمام بشخص معين، وفي مجلس واحد، ولهذا، ولمناقب أخرى، لا تحصى، كان يحب النبي، وبوذا، واليسوع، (كان الجميع يخرجون منه، ويحس كل فرد منهم، بأنه أحسنهم موقعا لديه)، لهذا امتعض في البدء، فقد نشأت علاقة، ومن أول سبعة أسطر، مع اللاجئ الانتيلي (جيري سان مور)، وهذا الحب المبكر، سببه، بل اسبابه، ولع سان مور بالشطرنج، والسبب الثاني، انه لاجئ، والسبب الأساسي، هو (عذابات الذكرى)، الفتى كل ماضيه، عبارة عن وحش يطارده حتى أفق الغد... يحس بالتقصير، تجاه كل شئ...

    ألقى ماركيز نظره سريعة على (سان مور)، ثم مضى لشخوص أخرى، أقل إثارة منه، كما يرى الفتى، أو كما يقول له هذيانه، ولكن ليس هذا ديستوفيسكي، أو فوكنر، كي يصوروا لك كل شئ أيتها الفتى، كي تملأ فارغ عريض بقريتك الساكنة كالقبور، يمكنك ان تجد ضالتك، في (دون كيشوت)، فسرفانتس يحكي عن دون كيشوت، ودي كيشتوت يحكي عن راعي، والراعي يحكي عن جنية، ألخ نهاية الارقام، إن كان للأرقام نهاية، ولكن ماركيز فراشة زاهية، ملولة، تحلق من زهرة لأخرى، ويجري السرد بصورة حلزونية، ونحو الأعلى دوما، نحو الإثارة والجاذبية السماوية المقدسة، إعصار اخضر، يطفو بالاشياء، حتى الجبال تبدو كفلينة حقيرة الوزن، يحس الفتى بأنه يحب ديستوفسكي، لأنه عالم كميائي عجوز، يمسك شخصياته بيده المعروقة، ثم يضعها تحت شريحة المايكروسكوب، مثل قطرة دم مصابة بالملاريا والحب والهوان، ثم يشرح الجسد، والخطوات والأحلام، بصبر الناسك، والنبي معا، فهو مثل ذبابة، تحوم وتلف حول هدفها، متجاهلة تهديد القارئ، تذب وتؤب، وماركيز (غراب ذكي)، نفور، متربص، لا يأتى على غرة، لاتقارن بينهم، (فالاشياء كلها لا تتشابه)، رغم صلتهم الروحية، في معادلة (الواقعية - السحرية)، فالأولى لديستوفسكي، والثانية لماركيز، أحيانا ينسى ماركيز شخصايته (ذكر ذلك في مقال له)، ينسى ابنائه، إله قاس، يخلق (ثم يصم اذنيه، ويغمض عينيه)، تئن الارض، وتلوذ سماء ماركيز بالصمت، مخلوق سقط سهوا من ذاكرة الإلهة، استفاد من ألف ليلة وليلة، أكثر من أهلها (الكوني، وغائب طعمة، وغالب هالسة)، حيث الإميرة تجلس في خلوتها، كسولة، ريانة، تأكل الحب بكسل، وبشبع، وترمي بذرته، فتصيب البذرة قلب جني صغير، فتقتله، فتثور امه الجنية الكبيرة، ويجري ما يجري، مما لا يمكن تصوره، إلا في ألف ليلة وليلية، وأدب ماركيز، سرق وبجدارة مناخات التداخل بين الواقع والخيال، والذاكرة والاستشراف، سطا على ليال هندية وفارسية وبغدادية، خير سلف، لخير خلف، بل (حوار غلب شيخو، بإقتدار، ومعاصرة)، يميل للمبالغات، كشيوخ وأمراء الدولة العباسية والاموية (أعطى الفرزدق خمسون أ لف بعير محملة بالذهب، وعشرة ألف إبل محمولة بالياقوت، نظير قصيدة مدح)، فطوفان نوح، كان سببه دموع (فلورنيتيو).

    لم يقتنع الفتى بمصير (سان مور)، وانتحاره المبكر، بل سرح طرف الفتى، كعادته في القراءة، وتهربه من بين السطور إلى عالمه الخاص (استمرت الشطرنج 49 سنة، أصاب الملك الفتور، ركونه، وعدم تحركه في اديم الرقعة، كجنوده والطابية والوزير، الحر، الواسع الحركة، فأنكسر الملك بسبب سكونه المميت، (الاشياء الميتة هي الساكنة)، ولم يجد سانت في غرفته، سوى بعرة جمل، بديلا للملك الميت، جلبها معه من صحراء العيونات، ولأن عذابات الذكرى تغزو حاضرة، في ومض مباغت، تذكر خطيئته، فضربت يده عنق الوزير، فوقع الوزير من الطربيزة المتأكلة، وكم كانت دهشتهم كبيرة، لتهشم الوزير إلى شظايا، رغم أنه وقع على سجاد ناعم، إنه بلا شك وزير عظيم، وأصيل، لم ترضى نفسه أن يغادر ارض المعركة، ويترك بعرة الجمل لوحدة، ... هل ضعف البصر، أم استوت المربعات السوداء والبيضاء في الرقعة، لم يعد يريان شي في رقعة، تداخلت المربعات السوداء والبيضاء معا، حلم ويقظة، أهكذا ينضج الهذيان)...

    أحيانا، أحس بان ديستفوسكي، بعث من جديد، كي يكمل لوحته الرائعة، فاختارت إلهة الالومب، كولمبيا، موطنا وملهما له، فالاساطير تملأ قلبها وكأنها صورة رنين مغناطسي لظهر نملة نائمة، وهي تحلم بكابوس (فيل مربوط على ظهرها)، كي تتسلق به الجبل (هان الامر على سيزيف، حين رأي هذا المشهد، فشر "النملة" ما يضحك)..

    الحب في زمن الكوليرا، إشارة مرور مجنونة، تغير كل الاتجاهات برغبتها، كان الفتى في القسم العلمي بمدرسة الخرطوم القديمة، كان يحب الكيمياء، والاواصر التي تربط بين الصوديوم والكور، فجأة وفي تهور لذيذ، غير رأية، إلى القسم الأدبي، صديقا لبصير المعرة، وآلان روب غيري، وأبراهيم اسحق، واعمال الليل والبلدة، وكل هذا الجنون، بسبب خمر الحب في زمن الكوليرا، كانت (ارثياء)، تواعد الفتى، من وراء ظهر فلورنيتو، بل ظهر خالقها (ماركيز)، عيون الإله مغمضة، لا تراقب النص كما ينبغي، أه من لذة القبلة الوهمية، لفتاة مخلوقة من حلم، من روائح، من خطف، كانت تخرج من سور غلاف الكتاب، كما يخرج الضوء من زجاج الفانوس، بلا صوت، ينبه ماركيز، إلى أن هناك خروف جميل، فر من حظيرة (الرواية)، إلى حضن القاري، فالمتلقي حر، بعد أن مات (الخالق/ المؤلف)...

    لم قتلته حبيبي ماركيز؟!!، كان بمقدروك، أن تجعله يعيش، عام او بعض، بل بمقدروك أن تنفخ فيه الروح مثل نوح، بل يخلد، هل الإلهام جرى بك هنا وهناك، بعيدا عنه، أم تخلصت منه، كي تتفرغ لفلورنتيو، (الهامش والمركز)، تباً!!، هذا الصراع، حتى في النصوص، أتكتب بعقلك ام قلبك، (فالقلب كالشمس، لا ينسى شئ على الإطلاق)، أم تميل للإثارة، كنحر النساء وتويجات الزهور، أم كنت تحت تأثير سلطان اللاشعور، فأملىء عليك خطابة (يالك من أسير لموهبته)، يقال بأن (نساك الهند لهم القدرة على التحكم في عالم اللاشعور، في ضربات القلب، وتسريح الشعر بلا مشط)، شفاء ذاتي، فاللاشعور، صار شعوريا، كحركة اليد..(هل قمت بتمارين بتقليدهم، كي لا يسقط شي سقط متاع)...

    أم خفت ان تطول الرواية، إن تطرقت لكل شخوصها ولكنك (تضع الحياة بين قوسين)، كقشرة موز، تحيط بثمرته الجميلة، أساور بمعصم، فالحياة دخلت هذا النص الجميل، كما أدخل الطوفان شعب نوح، وهكذا انطلقت (الحب في زمن الكوليرا)، تحمل على ظهرها ما تبقى من أحياء، من طوفان الكوليرا، رفعنا علم النكبة، ولا حمامة ترصد اليابسة، (أليست الاشياء الرخوة خير من اليابسة)، نحن نثق في البحر أكثر من الأسماك، وأكثر من اليابسة..

    445 صفحة، حقل أخضر، ألم تصاب بالإنهاك، بفتور العاطفة، بالتكلف، بالتبلد، وكأنها مكتوبة بنفس واحد، فترة لم يتخللها نوم أو استراحة أو قوت (أتأكل الملائكة)، أم انك تكسر عادة الملائكة، وتسير في شوارع كولمبيا والمكسيك، وتتزوج من نساء الأرض (مرسيدس)، يقال بان جبريل (جاء في شكل بدوي، شديد سواد الشعر، وشديد بياض الثياب، ولا اثر لسفر عليه)..

    لا اشك انك كتبتها في ساعة واحدة، بل أقل، ولكن في وقت خاص، مثل ولي مغمور في بلاده، كان له زمنه الخاص، لا يقاس بوقتنا، (كان هذا الولي يعيش على ضفاف النيل، في منطقة النوبة والمسيد وأربجي، أرسلته زوجته لجلب ربع رطل سكر من الدكان، بعد أن وضعت الشاي على الكانون، فذهب الولي فوجد كمساري أحد اللواري يصيح بأنه مسافر لسنار، لضريح احد الاولياء، فركب الولي، ثم رجع بعد شهرين، وتذكر أمر زوجته، فأشترى شاي ورجع للبيت، فخاطبته زوجته: لم رجعت سريعا؟)...

    الفكر اسرع من الضوء، كيونة الزمن تختلف من فرد لأخر، في الاحلام تجري الاحداث بسرعة البرق، بل أسرع، ويتمثلها القلب، كلها، ايها الفتى، أتحب سرفانتس، لأنه يتحدث عن الرجل وهيئته، وعن قلبه وجوائشه، وعن حذاءه وضحاياه، من الحشرات والنمل، وعن النمل وقوتها من السكر، وعن السكر وبلورة طمعه من الطين الصلصال، وعن الطين وهوانه وعظمته.. أتريد ان يمتد طرف الرواية للوراء والخلف، كي توازي نهر الزمن، ولكن من وصل للرقم الاخير في سلسلة الارقام؟ حين ينتهي الزمان ماذا بعده؟ حين تنتهي الارقام ماذا بعدها؟ حين ينتهي الفضاء، ماذا بعده؟

    كل شئ ممكن مع ماركيز، فحين تكسر حبة رمل، في نصوصه، تجد بداخلها جبل، وتطير منها فراشة مذعورة، وخلفها أسد يزأر، جائع، كل هذه الاشياء جزء من أحشاء حبة الرمل، والباقي، فيحتله المطلق، الذي تبحث عنه التلسكوبات والاقمار الصناعية، وهو مخبوء في حبة رمل).. الحروف السوداء لقلمه، تحمل كل هذا الهذيان الجميل، المثير..

    قرأ الفتى، عبارة (كانت يديها تتحسس بطنه، وهو يشرح لها عالم غريب على اناملها)، قرأتها ثلاث مرات، وفي المرة الثالثة فقدت حلاوتها، ولكنه قرأت عبارة (تفيض البحار بدموعي)، قرأها احدي عشرة مرة، وكانت الأخيرة هي الأقوى، (الروح أقوى من الجسد، أم بداخلي ناسك، رغم آثامي المطلقة)!! انها رواية مدهشة، خبز مستوي، بلا جزء محروق أو نئ!!.

    وحين خلصت من الرواية، ووضعتها تحت مخدتي شعرت، بل أدركت، بأنني قد خرجت من الجنة للتو، ووضعتها، تحت مخدتي، بكل إطلاقها، وجبروتها الجميل!!...


    ثم ميرمار، لنجيب محفوظ، كتاب أحبه بشدة!!
    ميرامار في العسيلات!!

    صحوت الصبح، لأجد فندق ميرامار في قلب القرية، وفي احدى البلكونات تبدو (ماريانا)، وهي في دهش عظيم، (ونحن في دهش أكثر منها، من فتاة شبه عارية، لا تستحي من ود العجب، وحاج النور، والشمة، وهم على ظهور الحمير، في طريقهم للحقول)، وجهها يشئ بدهشة اسطورية، هل جاء جن سليمان، فرمى الفندق خارج العصر (واحداثياته، وضوضاءه)، أم ظنه الرخ بيضته، أختبئ بداخلها السندباد، فرمى به في قريتنا، بعد أن ازعجه (جدل وسفسطة عامر وجدي و منصور باهي و و..و.)، يالهم من شهود أردياء (هكذا يقول هرليقطس عن وهم الحواس)،.. فهم (لم يصعدوا قمة الجبل، كي يروا المشهد، كاملا، وليس فيسيفساء)، كما يوصي تلاميذه، وقد سبقت وصيته الفريدة، جل انبياء المشرق النبيل، والذين رعوا (القلب)، أكثر من (العقل)، ربيب اليونان، وبراقهم المفضل!!..

    هاهي ماريانا، بشحمها ولحمها، وتهورها، تنظر للنيل الازق، العجول، وليس (المتوسط)، الساكن، الراضي، سوى موج غضوب بداخله (سحرها النهر الصغير، انتصر النيل على المتوسط، والكيف على الكم)، وتحته بيوت طينية، على سقوفها حشائش جافة، وجولات،. وأدوات معيشة (انقرضت في نظر ماريانا)، ملود، وكندكة، ومنجل وسلوكة، وغرائب معروضة الآن (في معرض الفنون البدائية بباريس)، سقط متاع، فالحياة (من البدء، وإلى الختام تعرض كرنفالها)، فالاميبا، والديدان والاسماك والطيور والبشر والملائكة، والإنسان، تسعى معا، والآن على ظهر البسيطة... كل ممسك بيد الأخر، في طابور طويل، يمتد من الصلاصل، وإلى العرش، بل وإلى ذات وراء اللغة، والإيماء..

    ..، لقد كسدت تجارتها، من يزور (البنسيون)، في قرية، كل القرية عبارة عن (فندق شعبي)، فاتح ذراعيه لأي زائر، وضيف، تظله، وتأويه، وتوصله إلى الباب، بل إلي أن يركب البص (الوحيد في غبشة الفجر)، المتجه للخرطوم، وتدس له سعر التذكرة، بلا مقابل، سوى فطرة أولى، وراحة ضمير تعقبها، فالفقر، والذي يسوق خراف الوجود لمبتغاه، فتوفر وتحرص وتتقاتل وتنحرف بسببه، يعيش في قريتي بكامل هندامه، ولا يخاف منه الناس على الإطلاق، ولا يحسون به... بل يعتبرونه برهان ساطع ودليل لايحض للانتساب للعترة الشريفة، المباركة، الجائعة بقوتها عبر التاريخ.. فالجوع ينصر الجسد على الروح، ويشحذ حواسهم كلي تعد النجوم، وتشم رائحة الطمي، والتي تجري بهم لأفاق وآفاق..

    إنه أعظم مريض فصامي، نعم ، إنه نجيب محفوظ (أريكة فرويد تعجز عن تشخيص حالته المتدهورة)، وله من الجب ألوان حديقة!!..، تدخله، وتتلبسه كل الشخوص التي ولدت من رحمه، عاشور الناجي، حميدة، يتصبب عرقا في السجن، ويترنح في السير من السكر، ويحي ويميت.. إنه نجيب محفوظ
    آآآآآآآآة، لو أطلت زهرة من البلكونة، لا يتجاوز تصور سعد ودريا للحور العين مقام زهرة،

    إنه في ضلال، ولهذا يخلق الشخوص، كي يرى الحقيقة من كل الجوانب، ان يغوص في عقل الاخوان المسلمين، كي يرى الكون من خلال النصوص، والنقل، ثم يقفز لمعتزلة، ليس حبه فيهم، ولكن ضلال داخلي، يبحث عن يقين، وليس شخوص، وكأن كل كتبه هي اختصار لرائعة الغزالي (المنقد من الضلال)، ثم يستعير عقل ماركس، كي ينظر لجدل الطبيعة، وصراع الطبقات، والعقل إفراز الطبيعة، ثم ينحو نحو كارل بوبر، ويعطي العقل والتجريب حظه، ثم يسترسل وراء خيال شاعري، فشخوصه لم تكن غاية، بل نافذة يطل من خلالها على مشهد وسيع، أنها الحياة، وصراع الشك واليقين،

    انه اعظم دير تراها في عيانها، رهبان في جلاليب بيض، اكتفوا بالقوت عن الصغائر، حتى البيوت هي من طين الارض، وطين الاجساد، مادة واحدة، (وحدة من وراء تعدد الشخوص)...

    لا شي يعلو في القرية، (سوى قبة أبوشملة)، قبة كثدي، حتى حلمته الحنونة، لم تسقط عفواً من لا شعور البناء، كل من غشاها شبع، وروي، ولو على عجل، "الولي يكون أكرم حين يرفع عنه حجاب البشرية) (1) فالخارج صدى الداخل، (وإلا لم تشابه مرضى المنغوليا، ولم تشابه النبي بإبراهيم )، فالحزن ينبع من القلب، ثم ترسم الالياف العصبية الدقيقة كل عمقه على صفحة الوجة، بلا حول منها، ولا قوة، سوى طاعة القلب في بسطه وقبضة...

    قريتنا، كقصص يوسف ادريس، لا تخطيط او نظام مسبق، طرق ملتوية، تنتهي عند بدايتها، تمشي في الطريق، وبعد وعثاء تعود لبدء، صاغتها الغرائز، والجيرة، والاطماع، وحيشان تحمل اشكال مخمورة، تتداخل، وتنبعج، بسذاجة هندية، أو شره في طمع بعض امتار، ولكن المدينة تشبه قصص نجيب محفوظ، فهو يعرف المنتهى والبدء، مهندس يخطط لعمارته، يرسمها كلها على الورق، الغرف، خطوط الكهرباء، المطبخ، التهوية والتشجير والديكور، نظام صارم، لا ينسى شخصية، أو موقف، او جدل، يتتبع الشخصيات، من أين وإلي أين، ويوسف ادريس يجري وراء املاء عقله الباطن، بلا حول ولا قوى، سوى أجر (المناولة)..

    حقا، قصص يوسف ادريس، كقريتنا، لا تعرف خريطتها إلا حين تنتهي، قمة الارتجال المحبب، والسريالي، والمدهش حقا.. يظلم إناس، وينصف اخرين.. كالسحب، تتخذ شكلها من روعة الرياح، أو روعنتها..

    الاشكال الحسية، (شكل الوجه، والعيون، شكل العمود الفقري) تطيع أمر ما، روح أثيرية قوية، الصوت السبرانو يحيل لولوة الماس إلى شظايا)، ما أقوى الهوان، والاثير، (كنظرة الحسناء)، والأيدي الآدمية (واهبة القمح، تعرف كيف تسن السكين)، كما يقول دنقل، وتعزف كمان!!!

    حتى الارض، تنفعل، وتغضب، لكل سلوك يناقض فطرتها، (انحني لهذا الجمال، والبهاء ودقة النظام الكامنة في نواه الذرة)، هكذا صرح عقل البرت انشتاين...

    لم تحضر (ماريانا)، لقرتينا صدفة، فإن 80 من جسمها المكتنز، اليوناني القالب، و(السوداني المنشأ)، فمن مشروع العسيلات الزراعي، ذهب الموز لجسد ماريانا، في موائد دسمة، تتناولها كل يوم، ولمدة (60 عاما)، لقد حن الموز في جسمها لأهله، لوطنه (حتى انت أيها الموز)، تحن لأصلك، لجوزرك...(أيها الحنين، الكائن الأسمى والأوفى والأغرب)..!!

    وللحق، حتى الملائكة، والتي بمقدورها رؤية ما يجري في غرف النوم، لم ترى في القرية عري أكثر من هذا الواقف في البلكونة..

    أما زهرة، فهي ضحية المدينة، الغول المعاصر، والذي يسرق قوت القرى، ونسائها..

    القراءة، غريبة حقا..



                  

04-10-2008, 10:23 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    هل رأيت وجه أمي، وهي تحاول إدخال الخيط في الإبره، ببصر انهكته المأسي، وعيون حاول الأسى أن يطفئ بريقها الأبدي..
    أسارير وجهها، في تلكم الحالة، تشئ بحالي، الآن، وأنا أحاول إدخال خيط ما أريد قوله، في ثقب الكلمات الضيق.. ويطيش خيطي، وأرى، بل أتمثل وجه أمي، وتركيزها المسكين لإدخال الخيط، ويبدو لي الآن، في يأسي وجه المسيح مصلوبا، (لم تركتني وحيدا يا أبي).. لم تركتيني وحيدا يالغتي، لم فرت الكلمات.. أين هارون، كي يحل عقدة، بل عقد لساني الأبكم، المبهوت..




    أنظر يا خالد إلى ذلك الحاذق الرصين وذلك النياش الصواب الهداف كرماة الحدق الذين لا يخطأوون ثقب الدروه...يجيد مثلهم فن أمه ومهارتها وهى تحدق بوجه الفيتورى وترقص بساقيه منجذبة لنشوة إرسال خيطها عبر ثقب الإبره ويأتى هو ذلكم المجنون بالقوة والفعل...والمقبوض بالثابته علنا هنا فى عكاظ الأسفير يصنع للمعانى خيطا ليقذفها فى ثقب رحم الكلمات ويصلى مستغيثا لخريف يسقى زرعه لينبت بلايين السنابل وفى كل سنبلة ما لا يحصى ولا يعد من الجمال الحلال مفردات مكتنزه بالمعانى أسيلة الخدود فارعة القدود شامخة النهود يقطعن بسكين سحرهن أيدى عيون الناظر إليهن حتى يتعرف على مكر البديع فى صناعة الإبداع بسر كن فيا خالد لا أنت ولا النابلسى بناج من قيد سعد الجنون.....................



    ولك ولكل المجانين والمجنونات والمجذوبين والمجذوبات ألاف التحايات


    منصور
                  

04-10-2008, 10:44 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: munswor almophtah)

    قبل سنين عديدة وعلي بهو ارض المعارض القطرية في احدي فعاليات عرض كتب كان الشاهد بانها كثيرة ومتنوعة في ذلك البهو وتلكم الاجواء جلست وبالصدفة مع شاب عالي التهذيب والهدوء ..
    تعارفنا علي عجالة ولكن احساسي الداخلي حدثني بان هذا الشخص فنان وفيلسوف ايضا....
    مضت سنين ومرت...
    وفي منازل احد الاسر الصديقة عثرت علي قصصات لقصص قصيرة مذهلة
    التهمتها سريعا وثم سالت عن كاتبها فقيل لي انه عبدالغني كرم الله
    فزاد اهتمامي وبحثي عنه في كل الاوجه السودانية
    بحثا عن فيلسوفي وفناني الذي اختفي ومنذ ذلك اليوم المعرضي..
    واخيرا علي رحاب سودانيز التقينا
    وسعيد الان بانني اقراء بصمت ومتعة ودهشة
    للفنان الاديب الفيلسوف صديقي عبدالغني كرم
    وكل الود يا خالد
                  

04-11-2008, 00:34 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    الأعزاء خالد وعبد الغني وضيوفكم الكرام
    شكرا على هذا البوح اللطيف العميق والذي كثيرا ما ادخل لأخذ منه جرعة او جرعتين قبل ان اضطر للفرار وقد لوح ضيق الوقت بعصاه ليحول دون الاستمتاع المتأني بما تكتبون ..
    وطالما أن الحديث عن الجنون والجنون فنون فإني اهديكما رائعة عوض الكريم:
    قيل عني جُنّ وجدا ليتهم ذاقوا جنوني
    صار مني الفتق رتقا والتقت يائي بسيني
    فيميني في شمالي وشمالي في يميني
    اسمع الأنوار في وجدي أرى وقع اللحون

    click on play to listen
    عمر
                  

04-11-2008, 01:45 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: Omer Abdalla)


    إبراهيم
    هي – نعم – القشعريرة تتسلق – كحشرة نكّاشة – جدار الروح.ليست كأي قشعريرة.يطيش الصواب، وتروح تتوغل في درب الروح.
    ويا له من درب !
    اترك الباب مواربا – وسنتركه – ستعود يا هذا، ستعود.

    حسن طه
    دمت يا عزيزي.
    الجسد وعاء مهتريء. وهو – لا شك – معرض لعوامل (التعرية) كلها.والوجع كل الوجع، حين تختبر الروح هذه العوامل.

    منصور يا (مفتاح)
    يا أخي والله (الأسماء) هذه تصيبني بالجنون.
    تأمل – يا عبدالغني -، تأمل.. (منصور المفتاح)..
    وفي كل شيء (سر)
    وفي كل سر (سر)
    ونحن في غابة الأسرار هذي، ..(سر)
    والدنيا أسرار
    فالنقطة سر
    والحجر
    والطير
    و..(الأسماء)
    الأسماء اشارات..أحيانا، حين تعثر الروح على (مفتاح)، ويفيض عليها الكشف ويزيد عمق الكشف، الغموض غموضا !!
    نعم يا (منصور)، سكرت بعبارات كرم الله.
    وفضت بها.
    هو ذاك، فعل الخيط والإبرة.
    هو ذاك فعل السر بالسر
    وعبدالغني (متوغل) !


    عبدالكريم
    عبدالغني ..(طفل)
    ألا يشترك الأطفال والفلاسفة (وحدهم) في طرح (الأسئلة الصعبة)، أسئلة الوجود والغيب والحياة والموت، و…الله ؟!

    عمر
    عمر..الأخضر
    وهذا أيضا – يا سيدي – سر !
    أليست الألوان – يا كرم الله – سر ؟
    الأخضر فيه من روح العشب، يا الله.. العشب المشرّب بالرقة والأنوثة والإنسانية.
    العشب المتواضع البسيط شديد الشفافية.
    أنا – يا كرم الله – أحبّ الأسود !
    لحكمة ما، أحبّ الأسود.
    الأسود المتأمل روحه معذبة.يسأل – في خلوته الأبدية – عن كلّ الأشياء
    الأسود يعرف أكثر منا جميعا.
    إنه قرين الحبر.الحبر قرينه !
    وعلى عكس مخاتلته الخادعة، الأبيض يفعل ذلك أيضا !!

    وإليها
    سأتسلق ضفائرك المجدولة بماء النهر إلى عينيك.
    سأرصف دربا من الأشعار إليهما، لأغفو على عتباتهما.
    سأخلع روحي، وأجففها من بللها الأبدي على مشجب شموسك.
    سأمسد شفتيك برغباتي، وأزهو بجنوني..فيك !

    عبدالغني !
    وتقول إنني على العتبات ؟!
    وأقول إنك متوغل ؟
    ستيلا قايتانو – عليها السلام – تغرس خناجر الكلام في صدري.
    أكتب قسما من روحي على الأوراق !
    هي تنزف روحها كلها!
    تسكبها قطرة قطرة، فتتلوى على الأوراق البيضاء.
    يا الله يا عبدالغني من هذه الـ..ستيلا!
    أقرأتها ؟
    أكيد.
    كيف تكتب هذه المجنونة جراحنا تماما؟
    كيف تقوم من مقعدها حين تفرغ؟
    كيف تترك روحها، روحها كلها هناك على حدّ الصفحة؟
    ستيلا متشحة بغيابها عن ذاتها.متشحة بالإنسان، يا الله إنسانـ(ها)، إنسانها ذاك المعذّب درجة أن أبكي !!
    أبكي.
    تبكي روحي بكاءا مريرا.
    ما الابداع إن لم نتوغل عميقا في (الإنسان) و(الحجر) و(الطير) و(حبة القمح) و(الحذاء) ؟
    وما الإنسان والحجر والطير وحبة القمح والحذاء إن لم يكونوا ابداعا ؟
    هذي قناني العمر، تفرغ وتمتليء !
    نملأها بالوجد والشوق والعشق.
    نفرغها، تفرغ، حتى لتشعر بالطين.




                  

04-11-2008, 10:26 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)


    أرواحنا أتعبها الطين يا عبدالغني.
    في هذه الجغرافيا التي تقتات من أعصابنا وأرواحنا.
    هذه الجغرافيا التي حلّت بها لعنة فأحالتها إلى جسد ممزق ينشب أظفاره في اللحم المفتت.
    من أي طين عجنا؟
    من الطمي، أم من التراب ودم الطمث وروث الأبقار؟
    هذا تاريخي، أنشره على حبال الشمس، كسراويل داخلية عفنة، ليجف قليلا!
    هذا أنا/نحن/أنتم
    أعاين في المرآة وسخي وقاذوراتي.
    أزهار بودلير الشريرة تنمو في قلب/ي/نا/كم
    أسبّ ذاتي وألعنها.
    أهرب من ظلي.
    كم قتلنا يا عبدالغني من أطفال؟
    وكم شربنا – بتلذذ – من دماء النساء في أوان دورات خصوبتهن وإنحناء قلوبهن؟
    كم قرية زرعنا في حقولها الموت.
    ونفقس!!
    يا الله..نفقس، نفقس وسخا وأذى.
    كم أنا هارب من طيني إلى طيني.
    أنتمي إلى هذا الخراب كلّه.
    الخراب الطيني الفادح.
    خراب الطين.
    أبحث عن بلورتي/ك/كم/نا
    أبحث عن (فانوس) لينقذني من غرقي.
    وأشتمني:عبد آبق.
    يشتمني:عبد آبق !
    وأشتمني:سيد جليل
    ويشتمني:سيد جليل أنت
    أنا؟
    أنا؟
    يا الله..يا الله
    ..
    مولاي أنا في صف الجوع الكافر
    ما دام الصفّ الآخر يسجد من ثقل الأوزار
    (مظفر النواب)

    مولاي أنا في صف (العبيد)
    ما دام الصف الآخر يتشدق فيه السادة بـ(سيادتهم)
    أنا في صف (سبارتكوس) و(ثورة الزنج) و(مارتن لوثر كينغ)
    ..
    ولن أسجد معهم.
    سألوذ بلوني الأسود البهي، وأغني مع الفيتوري أغان لـ(الإنسان)، رسولي (الإنسان) ونبي قلبي.
    آه..الإنسان يا كرم الله.
    ذاك/هم/نحن/أولئك
    يا هذا الآخر/نفسي الذي أحمله صليبا على كتفيّ الموجوعين.
    كسيزيف، أحمل صخرتي/آخري/نفسي، لأذوب في دموع قلوبهم، وأوسد أوراحهم روحي.
    أرواحهم المتعبة يا كرم الله
    أتحس بي؟
    بألمي؟؟
    بعذابي ودموعي التي تشرق بها روحي الآن؟
    يا عبدالغني
    أنا الآن في واد غير زرع، أصرخ رعبا من هذا الإنتماء الفظ غليظ القلب، لأنفض من حوله.
    أنا والله روح، روح – كخد الوردة – يجرحها هذا النسيم/الأعاصير
    الإنتماء/اللا إنتماء
    أين أنا، ومن ؟
    (أنا في صف الألم الكافر)
    لست في الصف الذي أنا منه.هذا طيني فحسب.
    روحي لا تنتمي إلا للتعب وللإنسان.
    سأعتذر عن طيني، ولتقبلوا روحي الملتصقة بكم يا أصدقائي الذين في أودية الألوان الآدمية، والعروق، والجذور..كلها:طظ
    طظ
    طظ
    طظ فيّ/فيكم/فينا
    طظ
    سأعتذر عن طيني المنتمي إليكم، ولن أعتذر أبدا عمّا فعلت بروحي التي تنتمي إليكم (كلكم)!!
    وسأمضي، فلتنقشوا كلمات على باب قبري/هودجي/عرشي
    (لا شيء يوجعني على باب القيامة
    لا الزمان ولا العواطف. لا
    أحسّ بخفة الأشياء أو ثقل الهواجس. لم أجد أحداً لأسأل
    أين "أيني" الآن؟ أين مدينة
    الموتى، وأين أنا؟ فلا عدمٌ
    هنا في اللا هنا… في اللا زمان،
    ولا وجود..") – محمود درويش / جدارية
    لا تعتذر !
    فالأولى بالاعتذار:طيننا العفن.
    فليعتذر طيننا عن عفنه.
    يا الله
    كم أنا ميّت هذه الليلة..في قبري
    و(الحسين بن منصور)، وحتى (الشبلي) و(أبويزيد)، يأبون المنادمة و(طقّ الكؤوس) فكيف سأسكر؟!
    بخمر الطين؟!
    ..
    ..
    يا هؤلاء.. أتصلبوني – هذه الليلة – وأنا في هذي الحال؟
    سأدعو الله أن يغفر لكم، فتعفروا بدمي، وامنحوني روحي.
    خذوا طيني، بضاعتكم/نكايتكم ردت إليكم.
    فادح هذا يا عبدالغني.
    فادح جدا، وجارح.يجرحنا، كسكين تمرّ على روحك في لحظة جذب!!
    فادح ومرير.
    أتشعر بغربتي يا عبدالغني هذه الليلة؟
    أتشعر بوحشتي عن طيني وإنتمائي.
    سأصعد إلى عرشي وألوذ بروحي وأتلحف بها، لأحفظ لها قصيدتها الأبدية من البرد.
    أخشى أن تبرد، أخشى أن تجف، أخشى أن لا ترضخ للنار.
    يا عبدالغني، مغتم هذه الليلة ومصلوب آلاف المرات.
    وتفهمني – يا عبدالغني – لا باللحاظ، وإنما بالإشارة.
    هذا الذي ترتعش له روحك وتبكي، وتهيم في البرية، يبكيني.
    يبكيك الإنسان.
    وثمة من يبكي الآن على مقربة.
    ثمة من يتقطر دمّ روحه على كمانة روحينا.
    ثمة من تنوح روحه في صحراء الليل.
    يا الله يا عبدالغني، كم يظلم هذا الإنسان الهالك (أخاه) الإنسان.
    كم يقتله ..بالكلمات وباللكمات.
    كم كلمة توازي آلاف السكاكين، على الروح!
    كم نحن نؤذي!
    وكم نتأذى!
    فعل الطين بالطين!!
    ويرشون جرحي بالملح!! يرشون اللغة المرّة على بساتيني!!
    ويرشونك يا عبدالغني.
    ..
    ..
    مولاي أنا في صفّ الجوع الكافر
    مولاي أنا في صفّ الألم الكافر
    مولاي أنا في صفّ العبيد..فأصغر زهرة في الكون سيدتي، وأصغر ذرة تراب سيدتي، والحذاء سيدي، والجبال والغمام والمطر، والعصافير والعشب الطري، والحمامة سيدتي، والمناديل والنسيج والنشيج،...
    فكيف
    ا
    ل
    إ
    ن
    س
    ا
    ن
    .. الإنسان
    الإنسان
    الإنسان
    الإنسان
    الإنسان
    (سيدي) الإنسان.. امسح غضبك وألمك وحزنك وأساك على ثياب روحي، واغسل وجعك في عينيّ.
    (سيدي) الإنسان..تقبل اعتذاري وأسفي وحزني.
    (سيدي)
    ا
    ل
    إ
    ن
    س
    ا
    ن.




                  

04-12-2008, 10:06 AM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    شلاقتي المعهودة هي -بس- من رمي بي في هذا "العنبر"
    وكر الجنون العظيم..
    ،
    يا اللاااااااااااااه، قومتو نفسي وروحي ما عارف "ألقّطا" كيف؟
    ،
    كلّكم مرة واحدي؟
    ،
    يا من يبعث "حسبو" و "بعشر" و"التجاني الماحي" ويرسلهم إلى هنا.
    ويا بختكم "الجماعة اتلمو ليكم.."
    وفي العدم، "فكي" بي سوط جديد و"مزيّت" ..
    ،
    مرهق الآن ومعذّب كطائرٍ أعمى..
    ،
    ،
                  

04-12-2008, 10:07 AM

بدري الياس

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    شلاقتي المعهودة هي -بس- من رمي بي في هذا "العنبر"
    وكر الجنون العظيم..
    ،
    يا اللاااااااااااااه، قومتو نفسي وروحي ما عارف "ألقّطا" كيف؟
    ،
    كلّكم مرة واحدي؟
    ،
    يا من يبعث "حسبو" و "بعشر" و"التجاني الماحي" ويرسلهم إلى هنا.
    ويا بختكم "الجماعة اتلمو ليكم.."
    وفي العدم، "فكي" بي سوط جديد و"مزيّت" ..
    ،
    مرهق الآن ومعذّب كطائرٍ أعمى..
    ،
    ،
                  

04-12-2008, 12:42 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: بدري الياس)

    يا بدري
    يا بدري
    فكّ السلاسل حول معصميك وأدن، فلا عقل إلا في الجنون!
    وهذه رفقة لا تعوض ولا تركن إلى الطين، فتعال.
                  

04-12-2008, 03:49 PM

مريم بنت الحسين
<aمريم بنت الحسين
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 7727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    خالد عويس، تحية وسلام...

    ابوآمنة عبدالغني..تحية،وقاعدين مرات نلقطتك عبر الجزيرة..مزيد من التقدم والنجاح...

    تحياتنا لمحمود ورحاب..

    بنت الحسين
                  

04-12-2008, 05:35 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: مريم بنت الحسين)


    مريم
    لك التحية والسلام


    يا عبدالغني
    صباح/مساء الخير
    القراءة/الكتابة
    الكتابة/القراءة
    كالأسلاف، كتاباتي الأولى كانت على جدران بيتنا.(بيت الوكيل) كما كانوا يدعونه.كأسلافي تماما، الذين زرعوا جيناتهم في دمّي، رحت ألوّن الحيطان.أرسم أشكالا مختلفة وكبيرة.أستلهمها من عالم (القولد)، وحكايات (إبراهيم عويس) ليلا عن (عنترة بن شداد) و(الرّخ) و(أليس في بلاد العجائب).
    بحثت عن تلك العجائب في الرسوم.دهنت الحيطان بعجائبي الخاصة.
    كانت تلك العتبة الأولى على الدرب!
    بعد تهجئة الحروف بمقدار نزف أو (نزفين)، لوّنت عالمي مكتبة افتتحت حديثا في (القولد).أدين لذلك الرجل العجوز الذي تشع عيناه طيبة وألقا، بحماسه في رصّ الكتب، ونفض الغبار عنها.أتفصد عرقا في سخونة أشهر الصيف وأنا أبحث في الكتب عن الصور الملونة والرسوم والأحرف المزخرفة.
    على أن ذلك لم يمنعني من مزاولة شيطنات الطفولة رفقة (حمد فتح الرحمن) و(طلال) و(ياسر محمد أحمد) و(حسن مصطفى) ابن خالتي (وهيبة محمد ساتي) و(المرحوم مصطفى أبوزيد) الذي كنا نسترق (حسن وأنا) بقايا لفافاته لندخن في لذة عجيبة!!
    ألفنا فريقا لكرة القدم، وجمعنا نقودا من تجار سوق (القولد)، (نون أبادير)، و(علي سيدأحمد)، علي سيدأحمد المضحك الطيب الذي تساقطت أسنانه، و(عبدالرحمن مورود)، ومورود تعني برطانتنا (محموم)، وابتعنا قمصانا صفراء لنتبارى مع الصبية الآخرين!
    والمدرسة كانت عالما زاهيا.(بابكر كنّة) كان في عرفنا عالما كبيرا، وهو، للحق كذلك.مهندم وأنيق أناقة تبدو غريبة في (القولد).حين قالوا لنا إننا سنقصد (محمد قول) و(يامبيو)، جئت متأهبا للسفر.رحت أتخيل أننا سنسافر على قطار ما، أو باخرة نيلية، مع أن القطار لا يمر بالقولد !
    لم نسافر، لكنني ألتقيت بـ(عمّ صديق عبدالرحيم) بعد عودته من الولايات المتحدة وأنا في الجامعة !
    وفي الليل، على ضوء (الفانوس) كنت أدلف إلى عالمي، عالم الدهشة والخيال.
    أول كتاب.. كتاب قرأته (كُليلة ودِمنة) !
    كنت متيما بـ(الألغاز)، أحلم بالسكنى في القاهرة لأغامر وألتقي بـ(تختخ) و(نوسة) و(لوزة).أحبّ (ميكي جيب)، و(حيوانات مرحة) وما أزال أتأمل الحيوانات المرحة إلى يومنا هذا !
    كُليلة ودِمنة كان متعة باذخة.عالم يشبه عالم كائنات خورخي لويس بورخيس!
    تلك كوة تسربت من خلالها روحي إلى فضاء فسيح دوخني بلذته.
    لكن (العقاد) أعادني شيئا ما إلى أرضـ(ي)
    وأنا – مذاك – ألمس بقدميّ الأرض، وأعانق بروحي الفضاء !
    تعرفت في (دنقلا) التي انتقلنا إليها (1982) على دوستوفيسكي وإيفان تورجنيف ومكسيم غوركي وهيمنغواي وو..!
    (الأم)، و(الجريمة والعقاب) نقطتا في أعماقي جذوة العشق، عشق الحرف الملتصق في شغف بالبياض!
    يااااااااه يا كرم الله
    ذلك العالم الذي كنت أتوغل فيه: كلّ شيء، نجيب محفوظ، الطيب صالح، علي محمود طه، نزار قباني، صنع الله إبراهيم، جبران، المنفلوطي، الجاحظ، و.....
    حين حطموا تمثال (نميري) الذي كان محطوطا أمام مبنى (المديرية) في (دنقلا)، افتتح (محي الدين محمد عوض الكريم) مكتبة لصق دارنا المسيج بشجيرات الجهنمية والنخل وأشجار الليمون !
    في تلك الفترة كانت (بنت المحافظ) بلثغتها وعينيها الجميلتين تذبح فيّ عمقا مجهولا!
    عهد إلىّ عوض الكريم - في إجازاتي الصيفية - ادارة مكتبته! كان شيوعيا ملتزما، وتقدميا جدا.هناك، في الفضاء الممتد الشاسع، بدأت - كفأر صغير - أقرض أشياء غالبا لا أستوعبها:
    تشارلس داروين، وكارل ماركس، وفريدريك إنجلز، إلى جانب محمد أحمد محجوب وادوارد الخراط وأمل دنقل.وفي مكتبة البيت، بيتنا، أرفف تكتظ بالحليب والعسل والجمر !
    القراءة جمرة!
    كنت لا أحب دروس النحو.أحب حصص (الإنشاء).أكتب !!
    آه أكتب، وأعثر على عوالمي في (النص).وأحرز أعلى الدرجات في (التعبير) !!
    الفارق شاسع بين (التعبير) و(الإنشاء) !!
    في (واو)، كانت (بخيتة محمد ساتي) تعشق الاستماع إلى وردي والنور الجيلاني!
    عشقتهما أنا!
    وفي دنقلا، رحت أستمع إلى (البوني - إم) و(أبا) و(بوب مارلي) و(مايكل جاكسون) و(عبدالحليم)..عمري لم أحبّ أم كلثوم !!
    أحبّ فيروز!
    أستمع إلى وردي والطيب عبدالله وهاشم ميرغني (ابن عمي، ضياء الدين عووضة هو الذي عرفني إليه)، وأحمد المصطفى ووو!
    ألمس الأشياء.أشمها.أشم الحروف، وأمسّ - بروحي - الموسيقى!
    في مدرسة دنقلا المتوسطة شرق، بدأت أكتب مسرحيات (مسرحيات؟؟) كوميدية لـ(عطية -عطاعيطو)، وأمثل معه على خشبة المسرح.كان مضحكا، وكنت أحاول أن أتدبر أمري !!
    كان الصراع ملتهبا بين الأساتذة الذين يشرفون على الإذاعة الصباحية (وكنت أحد مذيعيها)، وبين الذين يقولون لنا إن الآخرين يحتسون الخمر، ولا يصلون الأوقات الخمسة !
    وهي الفترة التي بدأت أقرأ خلالها سيد قطب وزينب الغزالي.
    ألمتني تجربتها في السجن.تفتحت عيناي على السياسة.
    كان الصراع بين (الإبداع والاتباع) الذي سأقرأه لاحقا من مكتبة (ابن عمي كمال الدين عووضة) بداية التسعينيات!
    وكـ(ولد شاطر) راحوا يغذون عواطفي، فصرت حلقوما صغيرا يهتف دون وعي:
    (شريعة سريعة وإلا نموت ..الإسلام قبل القوت)
    وكان محمود محمد طه كافرا يستحق كلّ ما جرى له !
    كان شيوعي يعني (منحل، يقارف المنكرات كلها، ولايؤمن بالله)، وحزب أمة يعني (نصف شيوعي، ضيّع تاريخه [الجهادي]، وجاهل)، وبعثي يعني (ثلاثة أرباع شيوعي).
    الاتباع !!
    الاتباع يا كرم الله !
    صببت قدميّ على الأرض، واحترقت أجنحة روحي.
    ثقل الكائن الذي لا يحتمل.
    أو الكائن الذي لا يُحتمل ثقله!!
    لاحقا سأكتشف أن خفة كونديرا محتملة جدا.أيّ خفة في هذا الكون محتملة.
    الخفة تجعلك تدور حول الحقيقة!
    لكن، أليست الحياة تجربة مشرّعة ؟!
    البؤساء، أحدب نوتردام، أولاد حارتنا، الجذور..آه الجذور!! وآلان باتون، فلاديمير نابوكوف، ماركيز!!
    ماركيز !!
    برزخ، ما كنت أجتازه لولا القراءة.
    القراءة:التجربة والإنسان.
    محمود محمد شاكر و...المتنبيء.
    آه، أنا شاعر إلى حين.إلى حين قرأت بدهشة الفيتوري وصلاح عبدالصبور (علقت مأساة الحلاج على جدران المطبخ) وأمل دنقل وصلاح أحمد إبراهيم ومحمد عبدالحي والنور عثمان أبكر ومحمود درويش ومظفر، ولاحقا سأمشي في حقول لوركا ورامبو وبودلير ونيرودا!!
    عبرت!
    (إبراهيم عويس) يقرأ أثناء الأكل.يضع نظارته الطبية، ويمسك الكتاب باليسرى، ويأكل بيمناه.تختلط عليه الأطباق أحيانا، فيغمس الخبز في (الكستر)!!
    أليست الحياة - أحيانا - هكذا، غمس في غير محله، ولذيذ حين نجربه ؟!
    عبرت.
    ومن متعة القراءة، تحولت إلى القراءة الناقدة.القراءة التي تستشف ما بين السطور، وتميّز اللغة عن المعنى، والكلام عن النص، والاقتصاد عن التدفق (أو) المجانية.
    الموسيقى تخفرني، واللون، ألوان الطبيعة الزاهية.المجرى الذي يجف ثم يفيض بالماء - في دنقلا - في أوان الفيضان.الخضرة التي تنبت على أطراف الجروف، وألوان الأبقار والسماء والصحف.الأصوات والروائح.التفاصيل، حين يذهب (إبراهيم عويس) لـ(الحجامة)، فيحلقون له شعر رأسه، ثم يمررون الموسى على عنقه - من الخلف - فتنبجس نقاط الدم، ويضعون كوبا حاميا بعض الشيء، فيزول الصداع.
    الباعة في سوق دنقلا، وروائح الخضار واللحم والبهارات.طريقة جلوس (عبدالعزيز القوصي) أمام محله الكبير، وشربه الشاي.رجل مهيب، يزيده الثراء مهابة.لاحقا، حين ألتقي بالطيب صالح - في الرياض، للمرة الأولى – وإبراهيم الكوني - في دبي - سأدرك أن ثمة أشياء أبعد غورا من المهابة.
    أرش الحوش في العصر، وأحبّ رائحة التراب حين يحضن رشاش الماء.أنثر الذرة للحمام، فيحط على الأرض.أمضي أسوي التربة لنبتات الكركديه، وأحاذر أشواك شجيرة الليمون لأقطف.
    يبرد الجو قليلا، فأضع التلفزيون على الطاولة، ونسهر - إبراهيم عويس وأنا – لنشاهد (سينما سينما) و(فيلم الأحد).
    نذهب - مروان بابكر، ابن خالتي زكية محمد ساتي - إلى سينما (عمر) أو (قرشي) في دنقلا، بعد أن نملأ بطنينا بفول (علي الصائغ)، لنستمتع بأميتاب باتشان ودهرامندرا.
    تملأ خيالاتي صورة حبيبة تماثل الممثلات الهنديات.
    نعود إلى البيت بحذائين مدهونين بطبقة ناعمة من التراب. (أستاذ توبي دبل دي) الإنجليزي الشاب يهتم لأمرينا، ويزورنا أحيانا ليناقش (إبراهيم عويس) في أمور كثيرة.
    ينصحنا بالقراءة، ويوافقه (إبراهيم عويس).
    مروان وأنا نقضي على مكتبة المدرسة.أستمتع بسخرية (بيرنارد شو) وأتعرف إلى فولتير وروسو.
    (كمال الدين عووضة) يعرفني إلى بيرتراند راسل.
    راسل، أدونيس، أمادو، و..يعرفني (الكارب المحامي) إلى إبراهيم الكوني.
    الفضاء يتسع أكثر.
    (كمال..) يعرفني إلى الحلاج.
    يااااااااااااه
    الفضاء لا نهاية له.
    كلّ واحد يسلمني إلى آخرين كثر!
    وأبدأ أكتب.
    (الرقص تحت المطر)
    (إبراهيم العوام) يقول لي إنني لا أصلح أبدا للشعر، لكن (فلنتوكل على الله ولنذهب إلى الدكتور زهير لينشر لك الرواية)
    هناك أتعرف على (كائنات مجنونة)..الصادق الرضي، عاطف خيري، هالة المغربي، محمد جلال هاشم.
    تبدأ الرحلة.
    كانط، سبينوزا، دريدا، فوكو، نيتشة، الصادق النيهوم، جورج طرابيشي، برهان غليون، خليل عبدالكريم، نصر حامد، وأبوحامد، فرج فودة، نعوم تشومسكي، روبرت فيسك، بورخيس، يوسا، الليندي، وود وورد، كيتس، وود وورث، النفري، ابن عربي، ميشيما، مورافيا، كزانتزاكس، كافكا، ادوارد سعيد، درويش، الجواهري، البياتي، ماياكوفسكي، منيف، مينا، شكري، زفزاف،هيغل، ياااااااااه.....!
    و...(لويس أراغون)
    الله يخرب بيتو !!
    هلكني تماما طيلة ثمانية أشهر.
    يخرب بيتو!
    كل عبارة.كل سطر.كل صفحة!
    أسافر..
    الإسكندرية
    الأقصر
    أسوان
    جدة
    الدمام
    أديس أبابا
    الرياض
    بيروت
    شاشاماني
    القاهرة
    لندن
    مسقط
    المنامة
    جوبا
    ملكال
    واو
    دبي
    أبوظبي
    الدوحة
    لاهاي
    أمستردام
    ..ناس، وبيوت، وحيطان، ونوافير، وليل، ونساء، وعطر، وروائح، وأنهار، وبحار، وشواطيء، وكتب!
    (وطن خلف القضبان)..
    هل أنا ؟
    لا، لا يمكنك الجزم.يحثونك على اقتراف إثم آخر، روعة أخرى!
    هل أنا؟
    ثم.. (كياح)
    أحدهم يبكي، يبكي على (ميري) في (وطن)
    وأحدهم يسب.أحدهم يعلّق:لا تستحق.أحدهميعلّق:بل تستحق.
    وأنا مالي ؟؟
    أنا مالي؟
    الكوني يكتب لي إهداءا يزهو على صفحة (نداء ما كان بعيدا):
    إلى الروح المبدعة!
    أنا ؟
    أنا؟
    بالهس عليك أنا؟
    يا سيدي، رفقا بي، فأنا قطرة في بحاركم، ولست إلا ذبابة تحوم فوق إناء العسل.
    ويكتبون: دراسة في (..) و(..)
    الولايات المتحدة، السودان، السعودية، بلجيكا، أستراليا !!
    من ؟
    من هذا؟
    تشعر بالزهو التافه، ثم حين تعود إلى كزانتزاكس مثلا، تشعر بالضآلة والخجل.تشعر أنك لا تساوي ذرة.
    تعود إلى الحلاج:
    ركعتان في العشق لا يصح وضوؤهما إلا بالدم !
    يغشى عليك.
    تنتابك الحمى.
    أين أنت، وأين هم ؟
    أنت متطفل وقح على عالم تحاول أن تنتمي إليه، وتشعر - بعد هوانك هذا كله - بالزهو ؟
    يمدون أرجلهم حين يقرأونـ(ك)
    يمدونها حين تتحدث.
    فـ(كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة)
    أين الرؤية يا ابن آدم؟
    يا ابن الطين؟
    أين أنت منـ(هم)
    سادتي دوستوفيسكي والحلاج والنفري ورامبو وبودلير وشكسبير والكوني والصالح وكرم الله ومحسن خالد ونجلاء التوم والصادق الرضي وعلي المك وحاج الماحي وأرسطو وإبراهيم إسحق ومحمد مدني وأبكر آدم وعاطف..!!
    محمد مدني، قال لي - أمس - ونحن نتحدث ونهيم ببعض الشعر، حين رحت، وراح يردد:
    : ما ذنب جلد الطار لو غنوا بيهو شُتُر
    : إنت الشافع الشقي ده يجيب الكلام ده من وين؟
    يااااااااااااه يا محمد مدني
    انتوا كلكم كلكم بتجيبوا الكلام ده من وين؟
    عبدالغني؟





    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-12-2008, 05:49 PM)
    (عدل بواسطة خالد عويس on 04-12-2008, 09:53 PM)

                  

04-13-2008, 06:10 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)



    عزيزي، خالد..

    أين محسن خالد، أخاف عليه، كم هو مستهتر (بالدنيا الضكابة)، كم هو عسير الوصف، يسكن دنيا نصوصه، ويمد رأسه للحياة خارجها، ومن خلالها، فتبدو له (عادية، نمطية، قاسية)، يتاوق، ثم يرجع لمسكنه، لخياله الخلاق، وذاكرته المباركة، .. كما ينظر العصفور من عشه، لبني آدم، فيزوغ في عتمة العش،، عسى أن يأتي طوفان، أو عالم بديل...

    محسن يريد دنيا نصوصه، لا فرق بينها، وبينه، (القيد انكسر بداخله)، ولا يريد سوى رؤاه، بديلا للحياة، التي نسجت بعقول فيها الضال،وفيها الحكم، وصارت جرح عظيم، زي ديك العدة، كدة أوب، وكدة أوب...

    وكان الله في عونه، وفي غربته، وفي جماله، وصراخه، ونحيبه، وتغريده..

    ياخو محسن وين...
    حفظه الله من عقله، وقلبه، ومشروعه،

    سألني صديقي عن (انتو وخالد بتتاعرفو من بتين)... ياربي ارد عليهو بالفلسفة، اقول ليهو من كنا صلصال، وممكن تكون العلاقة كدي، لكن ما متذكرها، ويمكن تذكرها، كما تقول (قوى الإنسان العجيبة)، أم أقول له لم نلتقي من حيث المكان (وصديقه ووجه الآخر الشفيف الزمان)، قلت ليهو: المحبة.. لقاء... بل فناء، في كائن واحد، تشظى بفعل الخوف والجغرافيا... المحبة يد طولى، لا حد لها، أصابعها الرقيقة تصافح النجوم، والماضي البعيييييييييييييييييييد، وتلعب بوجه الغد الأبعد، ليس للمحبة حد، بل الإطلاق، هو إزارها الأبدي، والماعندو محبة، كما قال شيخنا العبيد ودريا، ماعندو الحبة....

    المحبة جلعت بوذا، يعقد اجتماعاته الأولى في بيت امبابلي، العاهرة الشهيرة، وحين اشتكى التلاميد (بخواطرهم)، فالذكي يفهم بالتلاويح، ويريح ويستريح قال لهم حكيم الهند العظيم..

    إمبابلي، تتمتع برؤية الغروب، وتشم الزهر، وتتذوق حلاوة الموز والعسل، فالعقل (القديم)، أوقل الإله، يعاملها (مثلكم تماما)، لم يحرم حاسة من حواسها، (يراها مثلك)، ويتغمد بتلك المزايا، إن لم يكن أدق (فالإنسكار، يولد في النفس)، حزن غريب، غرييييييييييييب،

    فلم العجلة (إن الله لا يعجل بعجله أحدكم)، نحن نضع (عقولنا القواصر)، كي تنفذ السماء المشيئة... طوبى لجلهنا العظيم.. بذاك الأقدسي، إمام نفسي، بذاك العقل القديم، المحير، المبارك، الغامض الغامض..

    والله مشتاق لمحسن خالد، لثورته، (عث كتب)، كما قال زوربا، لصديقه، ....

    محسن لم اقابله، وكذا خالد، سوى وراء اللقاء الحسي، هناك لقاء الارواح، وهي (الارواح)، بارك الله فيها مفتحة، وتفتيحة، لا تتقيد بسجن الجسد، بل تشرق وتغرب، ... بل تستغفل الجسد في النوم، لتفعل ما يحلو لها (من المعجز، والغريب والباهي)...

    والله ياخالد، نفسي اكتب عن (طبقات ود ضيف الله)، ياخي المنجز الروحي، وغرابة الفعل، وجمال (التجاوز)، في حوش هولاء البسطاء الكرام تستحق الوقوف، .... كان البطل في مخيلة شعبي هو (الولي)، صاحب الكرامة، صاحب المقام الأحمد، صاحب (قانون فيزيائي بديل)، لا تقيده الجاذبية الأرضية، ولا يؤذيه الجوع، ولا يسدل ستار الحاضر غيمه في وجه الماضي ولا ستارة في حمامة الغد، وهي تسعى نحوه، بل يتمعن نهر الزمن الأبدي، من المنبع للمصب، مكرسا، فتح بشريا، للتألق، وسبر جوهر الحياة، جوهر المادة (الروحي)، الفائق الطلاوة..

    ياااااااه، ياخالد استيلا قايتانو...
    من الذي لا يعرف استيلا...

    في إهداء كتابتها (ذهور ذابلة).. قالت:

    عبدالغني كرم الله
    كم هو قاسي هذا الوطن!!
    ولكن رغم ذك، نشكر له فضل تدبره فرصة لقاء في كتاب

    استيلا قايتانو
    الاثنين 10/2006
    التاسعة مساء، كلية الصيدلة جامعة الخرطوم..


    هذه القصيرة (الطويلة)، والتي كل تصافحها لابد أن تنحي، لقصرها، لقرب من الأرض، من معاناة بلدي في الجنوب (والشمال معا)،والله ياخالد لم أحس بمعاناة الجنوبين إلا منها (رغم قراءتي، لفرانسين دينق، ولقرن ذاتو)، بالأدب مرأة صادقة، وشعور شفيف بأسى الإنسان..

    جلسنا معا، وكانت وردة، التزمن الصمت، لأن كلامها (كله)، حكم، وغرابة، وذكاء، وحين يغرد الطير، فعلى الأذن السكينة...

    ياخي اغرقتني في بحيرة بحجم ثمرة الباباي...
    كم أحبها، وأبكي لنصوصها، احتضن ذواتها وأبكي، اخرجهم من بين السطور،وأولآسي جروحهم، واشم روائح الاحياء العشوائيه، حيث فقدوا كل شئ..

    فالحرف، يعبر عن هويتك، وتحت لسانك تطوى حماقاتك، وتهورك، وجنونك، وحمكتك، وسرب من اوصاف لا توصف..
                  

09-06-2008, 05:12 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    [B]فالحرف، يعبر عن هويتك، وتحت لسانك تطوى حماقاتك، وتهورك، وجنونك، وحمكتك، وسرب من اوصاف لا توصف[/B]
                  

04-13-2008, 06:02 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا عبدالغني كرم الله يا مجنون يا أخي !! (Re: خالد عويس)

    ***********
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 4:   <<  1 2 3 4  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de