نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: (كش... كش...كش)، عزف المكشاشة اليومي!! (Re: عبدالغني كرم الله بشير)
|
طفولة (5) الطفل العجوز
بعد ان استقينت بأن أبي ليس أطول وأعظم رجل في الدنيا.. (وهل بمقدور عامل بسيط أن يكون كذلك، ولكنها جنة الطفولة).. وأمي ليست أجمل امراة في الكون... (بل قد تكون أقبح للبشر العاديين جدا، بسمرتها وقصرها وشلوخها).. وأنا ليس قلب الحدث، وبطلها المحبوب.... (لا شئ يزين جسمي وعقلي وقلبي)....(ولكن ... ليس بمقدوري، حينها، أن أنظر سوى ذلك، فقد كنت أنظر للوجود من تلك النافذة الطفولية الساحرة)..
في البدء، إحسست بهوان عظيم (أهكذا الحياة، أنها ناقصة).. وبعد حين تأكدت بأن هذه مرحلة عابرة، وستعود طفولتي مرة أخرى لا محال (بل تعود أرق وأجمل)، وبأني (سيد الوجود)، هي الأصل، فكل الأشياء، بل الأحياء (مسخرة لي، قالتها لي الطبيعة بلسان مبين)... فمنظر السحب، وطعم الموز، ومسرحيات شكبير، وصوت أمي الحنون، وقامات الأوليا، كلها كانت تحيط بي، كسوار على يد حبيبة فاتنة، ومنظر الغروب، كان يخصني بهمس خاص (لا أنكر فطرته السوية، وهمسه للجميع مثلي، بل ألذ، ولكني في ومض سريع، أحس بأنه جزء مني)...(حتى الأمراض، كان تغسل عن جسمي وذهني الكثير من الصدأ والتبلد)...أما الشعر... فلا كلمة في لغتي قادرة على وصف نشوتي، إو حتى الإشارة الخجولة إليها... (ألم أقل بأن الوجود مسخر لي، بما فيه قبيل الشعراء)...
حين رجعت من المدرسة، وأنا صبي، ورأيت حبوبتي بوجهها الجميل، وهي تلعب كالأطفال، أحسست بأن (عودة الطفولة أمر حتمى)، فنحن نجتر الذكرى الجميلة، كي لاتفلت من الذاكرة، فما بالكم (بالطفولة)..
فلم يعد جسد حبوبتي (يتنافس من أجل جمال حسي، وشهوة كاذبة)، بل جسد يسعد ويطرب حين يخدم الناس، ويفعل (كل) ما يحلو له... ويوازى ويتساوى عنده الجميع (من شاعر وسارق وولي ومومس)... كنبض الحياة، في تلكم الأجساد المتباينة، فالحياة تهب سحرها لكل الذوات، (الخاطئة، والمصيبة)، معا....
نظرة حبوبتي، ليس فيها أثر لمن نحن!!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|