الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 10:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالغني كرم الله بشير(عبدالغني كرم الله بشير)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2006, 08:10 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: (هل قلت أعبر الشارع بحول مني)، اتبرأ من هذا الوهم (هناك قلق، أو هدف أسعى له، ولذا قطعت الشارع، يقودني فرس داخلي، خفي، كي اقطع الشارع، وكي أتأمل السحب، وكي ابكي، وكي أنام، وكي اغبط، وكي أكتب).. هل قلت بأني أرسم بحول وقوة مني؟!! تعجبني لوحة غوغان (من أين، وإلي أين ومن نحن!!)
                  

08-21-2006, 07:38 AM

hanadi yousif
<ahanadi yousif
تاريخ التسجيل: 06-03-2005
مجموع المشاركات: 2743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاستاذ / محمد عبدالجليل
    تحية واحترام

    وعبرك التحية للاستاذ عبدالغني كرم الله صاحب الكلمات والمفردات الجميلة الاحتفالية التي تجبرك على قراءتها اكثر من مرة لكي نغزي الفقر في المفردات المصابين به .
    نشكرك على هذه الغيمة
                  

08-21-2006, 08:33 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: hanadi yousif)

    تبدع دودة الغز عندماتحيل النبات حريرا ويبدع أصحاب الأنامل من يصيرون الحرير أضربا من جمال يقف عنده الخيال أدناه ربطة العنق التى لم تعد وقفا للفرنجه بل صارت تقليدا إنسانيا عالمى وأعلاه أجمل مانملك لا لذاتها ولكن لدلالتها التوحيديه الكعبة الشريفة وكسوتها التى تنتقى إنتقاء سخر له الله خلقا يحيكونه...فسخر الله لنا خلقا يخرجون حرير الكلمه مرمريا وحرير العبارة من (سندس واستبرق) قطائفا تخطف إهاب الروح كخطف الفراش بهمسها لمياثم الورود محدثة روعة إفصاحها تضميخا وتخضيب يزهل ويخرج من زهول هكذا يهمس فينا عبدالغنى بيراعه الساحر كلسع الفراش الماهر فترانا سكارى ولسنا كذلك ولكن فى جذبة لا يدرك كنهها إلا من مشت عليه فرصة يراع عبدالغنى لحظة عريها من أدران التكلف والصنعه.....................................



    فلك يا محمد ولعبدالغنى السلام


    منصور
                  

08-22-2006, 01:39 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: munswor almophtah)

    عزيزي محمد
    صباح حنون..

    والله كم سعيد،
    بتلكم المداخلات الرائعة، العميقة، الساحرة... لقد أشعلت بدواخلي، نار مقدسة..
    كم حفي قلمكم بالطرب والشوق والتأمل...

    فلنقي الكلمة في بركة الأحشاء، كي تثور، من سباتها القديم... فالكتابة عمل، وحفر، وتجاوز، وسهر، وحمى، ولوعة، وجوى، وتطلع، وأمل، وعلاج، وسؤال، وحيرة، وحنان...


    حاسر الرأس عند كل جمال (يستشف من كل شئ جمالا)...

    الكلمات جسور، تربط المتخيل، بالواقع، بالموعود، بالكائن، بما سيكون، بما كان..

    جسور مع المرئي واللامرئي، والوعي واللاوعي..
                  

09-02-2006, 06:25 AM

اسامة كمال الخولي
<aاسامة كمال الخولي
تاريخ التسجيل: 08-15-2006
مجموع المشاركات: 301

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: munswor almophtah)

    الاستاذ/ محمد عبدالجليل

    التحية لك بتسليطك الضؤ على هذا الغني الذي ما زال يهز لنا جزع الشجرة فاسكرنا بثمارها حتى الثمالة ، عبدالغني لو جلست معاه للحظات تتعثر الكلمات في وصفه ، ادب جم وتواضع ولا تخرج منه الا الكلمة الطيبة الجميلة التي تعبر عن انسان فائق الروعة يأسرك حديثه الانيق الممزوج ببساطة اهلنا الطيبين ، رباه كم هو رائع هذا السودان جادت حواء فيه بكل ما هو جميل .

    التحية لاخي عبدالغني يا لشغفي لقراءة المزيد فانا في هذا البوست في حضرة عمالقة اجلاء اطرب لقراءة تعليقاتهم حتى اكاد اني اراهم ينشدون جميعاً اعذب لحن في محراب فن عزيزنا عبدالغني ، والى الامام
                  

10-31-2006, 04:08 AM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: munswor almophtah)




    دخلت كعادة الداخلين لحدقتكم الغناء.. قلت فى نفسى لم اخسر خلينى اضغط على البوست
    فشممت رائحة عطور باريسية من زهر بنفسج ..وملقى على ارضكم تفاحة نيوتن..
    اليوم تاورتنى عادة قديمة .. محاكاة العصافير وتزمجر الاسود..وزارنى شيطان الكتابة..سليل وادى عبد الغنى...على وزن وادى عبقر
    سوف اسجنه فى اناء فخارى الى حين ان اجد له وقت مستقطع..
    كعابرتك هذه

    Quote: زمن للشعر (حواس مغمضة عن الخارج)، وزمن للعمل (حواس مغمضة عن الداخل)...


    مزيدا من الابداع ..الرائع عبد الغنى..سوف اصير لك حوار ..املىء لك الابريق وافرش لك الفروة
    واسن لك ريشة اليراع..

    شكرا محمد عبد الجيليل صاحب الحديقة
    كم اتحفتنا بما هو جميل...
    انا موجود هنا
    حارس للبوابة..
                  

08-22-2006, 01:41 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: hanadi yousif)

    الأخت هنادي .. تحياتي لك ..
    وشكراً للمرابطة معنا تحت نخلة عبدالغنى وهو يلقى
    رطباً تفتح فينا عيون البصائر .. يعجزنا التعبير
    وربما يتقاصر النظر عن روية زوايا وتفاصيل الحياة
    ليعبر عنها المبدع فيدهشنا ويهز فينا التكلس
    والإرتهان لماء راكد ..
                  

08-22-2006, 02:29 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quoteتبدع دودة الغز عندماتحيل النبات حريرا ويبدع أصحاب الأنامل من يصيرون الحرير أضربا من جمال يقف عنده الخيال أدناه ربطة العنق التى لم تعد وقفا للفرنجه بل صارت تقليدا إنسانيا عالمى وأعلاه أجمل مانملك لا لذاتها ولكن لدلالتها التوحيديه الكعبة الشريفة وكسوتها التى تنتقى إنتقاء سخر له الله خلقا يحيكونه...فسخر الله لنا خلقا يخرجون حرير الكلمه مرمريا وحرير العبارة من (سندس واستبرق) قطائفا تخطف إهاب الروح كخطف الفراش بهمسها لمياثم الورود محدثة روعة إفصاحها تضميخا وتخضيب يزهل ويخرج من زهول هكذا يهمس فينا عبدالغنى بيراعه الساحر كلسع الفراش الماهر فترانا سكارى ولسنا كذلك ولكن فى جذبة لا يدرك كنهها إلا من مشت عليه فرصة يراع عبدالغنى لحظة عريها من أدران التكلف والصنعه.....................................



    فلك يا محمد ولعبدالغنى السلام


    منصورQuote


    الأخ المنصور .. تحياني .. سأترك للأخ عبدالغني التعليق على ما أبدعت .. مع خالص شكري
    وتقديري .
                  

08-22-2006, 08:49 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الأخ محمد ليست هى تساؤلات نطرحها وننتظر الإجابات عليها...بل لحظات من تجليات الروح لحظة عريها كما عبر شيخى الكتيابى...نأتى بها كبليلة مباشر لا نريد عليها جزاء ولا شكورا...ومن يفعل كذلك فقد ياتى بقدح زناده...وقدح داقريسه مسروفا بلبن بقرة إبداعه...زادا يظل لأولنا وآخرنا...فلكل حقبه يتشكل وجها للمعرفه يظل تراثا ينهل منه اللاحقون...ففى الثلاثينات كان التنى وعبدالله عشرى الصديق ومحمد عشرى وعرفات عبدالله وكرف...جماعة الفجر وكانوا حقا بفجر....وإشراقات التجانى ووهج المحجوب...ثم من بعدهم جاء عبدالله الطيب والمجذوب والرشيد نايل...وسبقهم كذلك أستاذهم الطيب السراج...حتى تمخضت الستينات بعباقرة الغابة والصحراء...النور أبكر ومحمدالمكى وصلاح أحمد إبراهيم والعبقرى محمد عبدالحى...ثم مدرسة الخرطوم وعمادها التشكيليون كبولا وحسن موسى وكان عبدالله على إبراهيم ومازال ودكتور حيدر إبراهيم وما برح وآخرون....ثم خلفهم خلف أبقوا الإبداع وهجا وتجلى...كفضيلى جماع وصحبه إبراهيم إسحاق وبشرى الفاضل وهاشم صديق وآخرون....كمحجوب شريف وأبوقرون...ولا نبخس سيف الدسوقى وسند حقهم فما زال عطاؤهم أخضرا...ثم جيل الكتيابى والقدال وحميد ومامون الرشيد والدوش ومحمد نجيب والتجانى سعيد...دلوكة إبداع كل جيل يشدها على شفافية طبل جيله...فيخرج إبداع جيل يظل تراثا...ونحن حيارى إلا من عبدالغنى كرم الله وعويس ومحسن خالد والبرنس وآخرون ولا ننسى ما جاءت به نونهن وما زالت نانتهن نادية ورديه فيا محمد نحن جيل الحيره ولكن سنترك أثرا ولو غضبوا.............................



    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 08-22-2006, 08:57 AM)

                  

08-23-2006, 00:22 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: munswor almophtah)

    عزيزي محمد
    صباح غني بالصفاء والثراء..

    Quote: خراف تثغو في حقول الغد!!!

    لقد نسيت، فكل ما قلته عنه، لا يفي غرضي، ولكني أضيف:

    لم أرَ في هذا الحي القديم، وقد يكون في كل أركان العالم، شخصاً يكره بني آدم مثله، أكثر من هتلر، ولكن بشكل مختلف، أو كما يكره النور الظلام، فهما لم يلتقيا، فلم أر نوراً يحادث ظلمةً، ولو ثانية واحدة، منذ أن خلق الله الزمان والمكان والموت والشعر، الخ...

    ولهذا السبب، بسبب بغضه الشديد للحيوانات الآدمية، فهو لا يصحو إلا ليلاً، بعد أن يغطَ آخر حيوان، بشري، في نوم عميق، ويلم قرونه ونباحه وتهوره، ويدخل حظيرة النوم، ويغلقها عليه....

    كم جميل هذا النوم، إنه يطفئ نار هذا الحيوان الدعي، بماء النعاس، لسلطانه قوة، يبثُ النعاس في جوف بني آدم، ويسحبه بحبل غير مرئي، إلى عالم اللاشعور الغريب حقاً، إلى قبر السرير، فتهمد جوارحه المفترسة، وتسكن.... بل تتخذ شكلاً إنسانياً، حتى وجه القاتل، يبدو في النوم كطفل، لا حول له ولا قوة (حتى في قتله)، كثمرة البرتقالة في ضوء الغروب...لا تهدد أحداً، بل تسكر... فهي لا تسبُ أحداً، بل مشغولة بتكورها الجميل، ومذاقها الأجمل، وبطلاء قشرتها، بلون، يخرج عن كونه لوناً...ويدخل في زمرة الكائنات الحية، كالشعر، والتنهيدة، والبسمة....

    (ينام ملاكاً، ويصحو ثوراً)...

    هل رأيت رجلاً يكذب (قال لي) وهو نائم، بل ترتخي عضلاته، وخاصة عضلات الوجه المكشر، ترتخي، وترتخي، وكأنه يستمع لهدهدة، تغنيها أمٌ روحية، بداخله، تغني له (أنت سيد، والكون شعر).... ترتسم على الوجوه النائمة هالة من ألق، تحيل كل البشر، كل الحيوانات الآدمية، إلى أطفال لم يتجاوزا سن الدهشة، الدهشة حتى من صوت الحمير، وتكرر الأيام،.. ألهذه الدرجة تبدو الحياة قاسية، حتى يكشر بني آدم وجوههم من هولها ومناخاتها وهمومها... فيدخلوا عوالم النوم، كاستراحة محارب...

    وأغرب ما فيه (هذا الرجل الليلي)، أنه كثير الكلام عن (الأرداف)..

    إن الأمواج تشبه أرداف منى.......
    وكل يوم يتعجب من أرداف (عشة)، وكأنها بلاستيك، لستك، في لونها،وخامتها...
    وللحق هو يعرف كل الأرداف في الحي، معرفة تامة، بشكلها، وبثورها، وشاماتها....وأحجامها....

    النوم كائن اشتراكي، رحيم، يشبه الموت، ولكن سيفه، ليس بحاد، بل غير مؤذي، يذبح كل الذوات، برفق كالشعر، كي يجتازوا، برزخ الحياة الدنيا، إلى الحياة العليا، الحياة الداخلية، المنسية، أو المجهولة، لست أدري.. وهناك تتفجر بطولاتهم المنسية، يسافرون للغد، ويرحلون للأمس البعيد، فالمعجزة أسُ الحلم...

    وفي الفجر يطلق النوم، من حظيرته، كل الحيوانات الآدمية، الهائجة، لجمع القوت، والاستغلال، والتكبر، والادعاء...والابتعاد عن الشعر..

    يظل صاحياً، كقلوب البشر، والأمهات، (نوم الغاشم عبادة)، هكذا يدندن..

    وفجأة يضحك، في بهموت الليل، ضحكة تنتصر في الليل الساكن، على حفيف الأشجار، ونقاط الزير، ولو قيض لها أن تخلق في النهار، لما سمعها أحد... النهار يشرد الأصوات الطبيعة، من حظيرته، إلى قبة الليل...

    يضحك، وهو يتمتم، لأنه يريد أن يتكلم والضحكة لم تنتهِ بعد، (والله لو جبت كيس ومليته موية، دي أرداف فوزية)، وللحق أيضاً، هو رجل مستقيم، بالفطرة، ... ضحكت لوصف فوزية... حقاً، كما قال...

    (النهار يقتل صوت الطبيعة)، فهو يحب سماع الشخير، والتنهيدات، يتوقف أمام الأبواب، كي يسمع التنهيدات، وبكاء الأطفال، (هذه الأصوات تغذيني، تغذيني،)....

    الحياة لا تنام، الطبيعة لا تنام، ينام الحيوان فقط، والمرأة يجب أن لا تنام، هي قلب الحياة النابض، القلب لا ينام، حتى في القبر، يظل ينبض، وينبض...

    لو ملص جابر سرواله، وجميع أهل المدينة، لمدت الغابة ظلالها، للحيوانات، ذات القدمين، واليدين، واللسان الطويل، والتي تعزف بحيرة البجع، كالعصافير، تغرد، بصوتها الجميل، وبداخل منقارها، حبة قمح قتيلة، أو دودة تحتضر..

    هل تحب الضوء أم النسيم؟

    النسيم، (قلت له)

    ضحك، (أرداف منى حتى النسيم يتلاعب بها، يدفرها، فترقص كالأغصان)،
    ثم واصل، صوته، وحفيف الأشجار، وخطواتنا، فقط تهيمن على الأثير:

    (قلت اِنك تحب النسيم، فالنسيم يحب الحركة، والضوء يحب التأمل، عادتي، أن أدخل غرفتي، وافتح الشبابيك، فيملأ النسيم الغرفة، ثم أفتح الضوء، فيملأها أيضا، ولكنه لا يطرد النسيم، الضوء يملأ الغرفة، وكذلك النسيم، معا، روحان حللنا بدناً، الضوء جميل، ومتواضع، وسريع، وذكي، لا يحرك الأشياء، يتركها على سجيتها، يزيل عنها غبار الظلام، كي يتأملها، ولكن النسيم يحب الحركة، يحب الرقص، يحب التغيير، يبعثر الأوراق، ويتلاعب بشعر فاطمة، وبأرداف منى، بالستائر، يحب الفوضى، يحرك الأشياء بفوضى فطرية، إنه طفلي، طفل شقي، يعوزه الصراخ، ولكنه يرفس، ويهدأ، إنه طفلي الوحيد، بلا أم، كالمسيح، بل أعجز، فلا أم ولا أب له، أحيانا تمر ساعات، وأنا أبحث عن مسودة قصيدة، أدخلها الطفل، غير المرئي، بين جدران الحائط والمكتبة، ولكن الضوء هادي، يحب التأمل، ورغم سرعته الهائلة، فهو لا يثير ضوضاء، كالنسيم، ولا صوتأً، كأنه يقلد الروح، كأنه يرى الأشياء كاملة، لا تستحق سوى التأمل، كيوجي، لا يميل إلى التغيير... بل تأمل لوحة الحياة الكاملة...إنه يؤكد بديهة "ليس في الإمكان، أحسن مما كان"، ولكن بأسلوب ثوري هادي، وليس بمذاق الاستلاب الحزين)...

    (من يعشق يرى في الظلام، يرى الغد، وما بعد الغد، وكل الأيام الفائتة).....

    كان الحي يغط في نوم عميق، ذوات وذوات وذوات، شاويش خلع بدلته، ونام، عصفور ترك غصنه، وغاص في جسد الشاويش، للنوم معجزات كثيرة، لا تحصى، كبداية الزمن، وكنهايته، فالنوم يفتح أبواباً كثيرة، أقصرها، باب على الحياة في الماضي، وآخر على الحياة في المستقبل، و ثالث على جنة الروح، كي تستعيد طلاوتها... الآن، وليس غداً، نهرب من الأشياء الماثلة، لشئ غائب... بل الجنة الماثلة، لجهنم غائبة...

    مررنا.... بل مرَ بنا ثلاثة أشخاص (قد يكونوا حرامية)، قد.. قال ( لا ضير منهم، الليل كالشعر، يحيل قوت الأسد إلى الأغاني)...

    (اِن كنت تكره أحداً، فانظر له وهو نائم، لا شئ، لا حول له، جردت منه التكشيرة، والعنف، يده لا تمتد، حتى لكوب قهوة، ساكن، ساكن، كرهبة القبور، وروعتها....)

    سينتهي مصير بني أدم، إلى ضوء وبخور، ولهذا خلق ا لله الزمان والمكان يركضان،.. دوماً...عبر الأسابيع والشهور والسنين والقرون، من أجل هذا الهدف السامي.

    مررنا بدار سعاد (إنها تحلم بك، في وضع غريزي لذيذ)، وللحق حين قابلتها في اليوم التالي، كانت تنظر لي بخجل عميق، طلعت بذرته من ذلك الحلم، قلت له (كيف أكون معك، ومعها في الحلم، أنا شخص واحد، أم شخصان)..

    بل (أنت أكثر)، قالها بثقة علمية بحته، لليل سطوة على المفاهيم، وله نبض خاص، يفرضه على الذوات البشرية، أحسست حينها، بمسميات (أرواح، أشباح).. ماثلة أمامي... معاني مجردة كثيرة، وقد تجسدت... كلها..

    وبعد أسبوع، أو أكثر، حلمت أنا. ... بذات الحلم، فأحسست، بأن حياتنا، كلها، صدى لحياة أخرى (أين، وكيف، ولم)، لست أدري..

    مرَ طائر بجوف الليل، (أنه مصطفى سند)، هكذا قال لي، (أنت أكثر)، رددتها في خاطري...بل وأكثر وأكثر.. قالها (حدس في داخلي)...

    وكأنه مصاب، بحساسية، من رائحة بني آدم (حيوان مفترس)، حتى في خواطره، فهو يعطس بكل جسمه، لو رأى آدمياً، ما عدا الشعراء، (اِنهم طيور من السماء، نزلت كي تغرد، فوقعت في شرك الجسد، لشيْ في نفس الملائكة)...

    أما علاقته بالأرداف، فلأنه كان تمرجياً، ممرضاً بالمركز الصحي للحي، كان يضحك من الأرداف، ولهذا فُصل...

    كم حيوان هذا الأدمي، لو تعرى، واهتزت أرادفه في السير، كالشيتا، والقرود..

    إنه يعالج بالشعر، تمرجي مجنون، ويرى بأشعة الشعر، لا بأشعة أكس، يرى كل الأشياء، القلوب والعيون، والأرداف، (ويتوقف عندها، لأنها تتحرك وترقص عند الرحيل، وهو يكره الرحيل، فكل الأشياء كامنة بالأحشاء، كلها، فلمَ الرحيل)... لقد صوَب السهم نحو العدو...

    كم حيوان..لم يبتل بماء الليل...الليل شاعر... شاعر كبير!!!

    سكن الليل، وبدأ الطفل يثور، النسيم، وتحول إلى رياح، تفزع سيقان الشجر، بعد أن كان يدغدغ أوراقها، وثمارها برفق، برفق يمر على نهد بل، حلمة الثمرة، الشجرة، المرأة...

    (أسكت)، قالها لكائن حي.... فسكنت الرياح، وعادت طفلاً، طفلاً وديعاً.....

    فسرنا، حتى نهاية الحي، نهاية الليل....
    أنا شماسي، أعمل في صبغ الأحذية، وهذا هو المعلم الكبير، نساهر معاَ، في خمر لا صحو منها...

    وللحق، حين أقلب طرفي في نقده، أحسُ بحبه، لبني آدم، بل أعمق، كما توبخ الأم الطفل الملطخ ببرازه..

    لو ازداد الصمت، فسوف نسمع صوت الحياة، حتى الموسيقى يجب أن تسكن، وضربات، كي نشرب الصوت البعيد، صوت الحياة الساكن، الصامت، الحي، الرحيم، اللطيف، السعيد، البهيج، النقي...

    النوم مملكة الله، فهذه الفتاة (أشار إلى أجمل حسناء، وهي نائمة بلا شك، إلا إذا كانت عاشقة تتأوه)، الآن تطوق بألقها الخاص سعد الجنايني، الحلم أوسع، وأرحم وأعمق، الليل يعادي، الليل ملاك، يساوي البشر، كالموت، والروح، وجنة المقابر، والبسمة....

    أنزلق، كل الأشياء الجميلة تأخذ غرة، فالأرض تدعونا منذ حين للجلوس، أو الدفن تحتها، كالبذور، أو القبور، إنها تلحُ، (الأرض تدعونا للجلوس بإصرار)، جلسنا، نظرت للحي، من زاوية غريبة، فنحن لا نتوقف كي نرى الشوارع من كل زاوية، كانت الشجرة، ترسل أفرعها من جانب، وفي الجانب الثاني حاصرتها جدران الغرفة، فبدت الغصون وكأنها تسترق السمع لما يجري في الداخل، مررت بهذا الشارع أكثر من ألف مرة، ومرة، ولكني لم أمر به، أقسم بذلك... لأني لم أرَ الشجرة تسترق السمع لتأوهات منى وجابر، وتحكُ غصونها، وتنتفخ ثمرها، بالمذاق الطيب..

    نبح كلب، لم يرتعد جسمه، تعجبت (بخاطري)، فردَ وبخاطره أ يضاً (نحن خارج مملكة الأرض)، فهو دائما ما يكرر (الليل اِكسير)...

    هتلر كان ينام الليل، لذا يصحو كالثور، كلَ فجر، وأحيانا يرسم لوحات جميلة، لأن الأرق غير عادته الذميمة، النوم طوال الليل...

    (حاول أن ترسم قطاَ مسالماَ)، هكذا ردَ عليَ، حين شكوت له من ألم في يدي اليمنى، (رسمه بالفحم فقط)، أتمَ جملته الأولى، فهو يتوقف عن الكلام، وكأنَ ملاكاَ بداخله يوحي له، وهو يترجم فقط (سأظلُ أترجم لكم، حتى تتقنوا لغة الشعر)...وحينها ستفطموا، عن التوحش الدفين..

    (فليكن القط المسالم على حائط سعد)...

    رسمت القط، شيْ ما يجعلني أسيره، قط نائم في سكون تام، وقد اقسم كلُ من رآه (هذا القط لو استيقظ فلن يأكل الفئران، بل سوف يتأمل الحياة، وسوف يعيش على غذاء التأمل فقط، مثل الملائكة)...

    أما زهرة الصغيرة، فقد سمت القط باسم (عزوز)، كعادة الأطفال في التعامل مع الأشياء كأحياء، فالقط نائم على جدار منزلهم، وكانت تنزع حذاءها عند قدومها من المدرسة، كي لا تزعج القط (وبهذه الطريقة سيتجاوز نوم أهل الكهف)، بل قد لا يصحو أبدا، فحياة الحلم أوسع، وأكبر...

    لن يموت القط، كلذة الشعر، تقفز لذة الشعر من قرن لآخر، من جسد هوميروس للمعري، والبياتي، لأبنائي، لا تأخذها سنة ولا نوم، خالدة أبداً..

    (.... اللسان لا يحتاج إلى عين كي يتذوق الموز، كنت أرسم في الظلام، حتى الرسم لا علاقة له بالعين، فاللوحة تدخل من باب العين فقط، وتركض وتركض وتركض، فرحة جذلى، كي تصل إلى عشِها في شجرة القلب، فالعين باب، باب صغير وقصير جدا، تحني اللوحة ظهرها، وتتقزم، وتلمُ جسدها وسحرها، كي تدخل من باب العين الضيق، كي تدخل باحة القلب، وهناك تفرد أجنحتها، والتي تخترق جدران المكان المطلق، فاللوحة أكبر من المكان، كالشعر، تبدأ حيث ينتهي الخيال، والتذكر.....)

    مررنا بالسوق، لم يتكلم، كل الروائح لم تثرْ فيه شيئاً، بدا حزيناً، كأنه أحس بخسارة كبرى، بشيء عظيم مجهول، ومهمل..

    وحين مررنا بالمرحاض، مرحاض السوق، توقفنا، بل توقفت معه، أحسَ بأنَي مرغم على محاكاته، أكبر من محاكاة الظل للعود، كان ينظر لأسفل المرحاض، (كل هذه الأوساخ مرت كالسهم في جسد بني آدم، مرت بفمه، وخرجت بشرجه، ومع هذا لم تقتله، بل جعلته يخلد للأرض، وليس في خلده أي بديل لها، وكأنَ الجوع كائن أبدي، كالإله، لا يموت)...

    توقَف ليرقص مع شجرة، بل ترقص معه، فأغصانها تقلد حركته المبهرة، فغصن كان يقد رأسه، وآخر يديه، وثالث شعره، والثمار، توهجت كقلبه.. الرقص هو خروج الشعر من القلب إلى الجسد، كخروج الزهرة من البذرة... (قل بأنك مسكون بشجرة، وليس بروح شريرة، أنا مسكون بشجرة، أقدامي تمص أملاح الأرض، وروحها، اِنها جذور، وليست أقداماً، رغم المشي والخطوات)....


    .......(هل انغرزت في قدمك شوكة حادة، فتركت كل اهتماماتك، كي تحدق في باطن قدمك، وتكتشف رقته، ولونه المميز عن بقية الجسد، وتشعباته، وتعاريجه، كي لا يترنح الفرد وأحسست بأنه جزء غريب عنك، رغم أنه لم يفارقك قبل ميلادك، فقد خرج مع رأسك ويديك وقلبك من خلوة الرحم، نحن لا نهتم بأجسادنا كما ينبغي، كم الطاقات مودعة فيها، نائمة كأهل الكهف، لمن تدق الأجراس، لك أنت وحدك، حتى صوت الرعد، لك أنت، كي تصحو، من يقظتك الكاذبة،، هاهي الشوكة الحقيرة، تدق جرس عضو منسي، مهم، وجميل، بطن الرجل، فيكفيها، أنها تحمل على ظهرها هذه الجوارح التي لا تكف رغباتها عن الشروق، ليلاً نهاراً، وكي تستخرج الشوكة، بعد أن تضامن كل جسدك بالألم والاهتمام بهذا الجزء المنسي المكلوم...)

    لقد نسيت أن أقول لكم اسمه!!!

    ولكني تذكرت، (مقولته) بأنَ بيد الغد، سكيناً حادةً، تذبح كل الكائنات الحية، بما فيها الجبال وهدير الموج، تشفي وغرام، كي ينتشلها ملاك الموت، من جهنم الجاذبية الأرضية، وسنة التجاعيد، وغريزة الجوع، والفراق، والضلال، وسرب آخر، من أنين لا يحصى، ولا يفنى، إلا بالميلاد الثاني العظيم!!..

    (ملاك الموت، ملاك رحيم، وإلا لمَ دخل الجنة، خالداً فيها أبداً، فهو حين ينزل لقبض روح، لا يترك الجنة خلفه، بل بداخله، وحوله)..

    مرة أخرى نسيت ذكر اسمه، بل أنساني!! ولكن:

    كان يقتفي آثار كائن ما، بداخله!!
                  

08-23-2006, 00:35 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    عزيزي محمد

    إن نصوص (منصور)، للحق كنت اود الرد عليها، ولكني وجدتها مثل كل المداخلات هي (نصوص قائمة بذاتها، تفرض شهوتها وكرنفالها ومجدها في كل حرف، بل كل نقطة من الحرف، والله، وللحق استمتعت بها وجرى الخيال بما جرى..بالثراء والموسوعية والتذوق والعمق... فلزمت الصمت، والدهش والخطف، وتلك حال المغلوب على أمره، في التعبير عما يرى...
    وللحق العقل السوداني ملئ بالمدهش واللذيذ، مجرد تراثنا وحكاوينا اليومية والشعبية تحمل الكثير من ثراء الإنسان ومآله (ياود بدر من الفقر)، تقولها أمي، كمقولة بسيطة، طازجة، وهي تعني فما تعني، صيرورة الحياة، وعمقها وجمالها، حين رحل أخي الأكبر للبرزخ، جاء الأهل من كل فج عميق، وأذكر جد لنا جاء من أعماق الشمالية، للنيل الازرق (العسيلات)، أحسست بثراء منقطع النظير، جاء بعد رفع الفراش، كبير في السن، حنون وجميل، أخرجنا له العنقريب والللحاف في عراء الروح والسماء، فحدثني حديث بسيط، وساذج، لجاء لأخي وهو لم يراه، فقط كي لأنه من أهل أبي الراحل أيضا خارج عجلة اللليل والنهار، شدني هذا الرجل، ساهرت معه في حديث بين ا ذن مستمتعة، وفم خبير، وحنون وبسيط.. رائحة ثوبه، كلماته، نظراته، بساطته، (أين الشعوب من هذا التصرف الفطري)، أحس بضلال الطريق، ضلت الشعوب الطريق للانعتاق والفطرة..

    ثقافة شعبي، غريبة وعميقة، وساذجة، (ناس آخرة، كما يقول استاذي دالي)...والله لمن أقرأ (طبقات ود ضيف الله)، بحس بثراء الإنسان السوداني، والمنجز الروحي والتحقيقي الذي جسده في ملتقى النيلين، فتحوا أبواب الكمال على مصراعيه.. تحدثوا مع الشجر، وأحيوا الموتى، وانزلوا فكرة الإله للحم والعظم..
    عن أي شي اتكلم عن استاذي النور..
    أم محمد
    أم منصور، والمأمون..

    Quote: الأخ محمد ليست هى تساؤلات نطرحها وننتظر الإجابات عليها...بل لحظات من تجليات الروح لحظة عريها كما عبر شيخى الكتيابى...نأتى بها كبليلة مباشر لا نريد عليها جزاء ولا شكورا...ومن يفعل كذلك فقد ياتى بقدح زناده...وقدح داقريسه مسروفا بلبن بقرة إبداعه...زادا يظل لأولنا وآخرنا...فلكل حقبه يتشكل وجها للمعرفه يظل تراثا ينهل منه اللاحقون...ففى الثلاثينات كان التنى وعبدالله عشرى الصديق ومحمد عشرى وعرفات عبدالله وكرف...جماعة الفجر وكانوا حقا بفجر....وإشراقات التجانى ووهج المحجوب...ثم من بعدهم جاء عبدالله الطيب والمجذوب والرشيد نايل...وسبقهم كذلك أستاذهم الطيب السراج...حتى تمخضت الستينات بعباقرة الغابة والصحراء...النور أبكر ومحمدالمكى وصلاح أحمد إبراهيم والعبقرى محمد عبدالحى...ثم مدرسة الخرطوم وعمادها التشكيليون كبولا وحسن موسى وكان عبدالله على إبراهيم ومازال ودكتور حيدر إبراهيم وما برح وآخرون....ثم خلفهم خلف أبقوا الإبداع وهجا وتجلى...كفضيلى جماع وصحبه إبراهيم إسحاق وبشرى الفاضل وهاشم صديق وآخرون....كمحجوب شريف وأبوقرون...ولا نبخس سيف الدسوقى وسند حقهم فما زال عطاؤهم أخضرا...ثم جيل الكتيابى والقدال وحميد ومامون الرشيد والدوش ومحمد نجيب والتجانى سعيد...دلوكة إبداع كل جيل يشدها على شفافية طبل جيله...فيخرج إبداع جيل يظل تراثا...ونحن حيارى إلا من عبدالغنى كرم الله وعويس ومحسن خالد والبرنس وآخرون ولا ننسى ما جاءت به نونهن وما زالت نانتهن نادية ورديه فيا محمد نحن جيل الحيره ولكن سنترك أثرا ولو غضبوا


    هذا ثمار... نقي، ماهل، بهي..
    أما النص المقبل، والذي قرأه لي أخ الأديب والشاعر والمسكون بجمال الإطلاق مامون، للأخ منصور، يكفي التعجب والاطناب الذي قاله مامون عبر الهاتف...

    Quote: Quoteتبدع دودة الغز عندماتحيل النبات حريرا ويبدع أصحاب الأنامل من يصيرون الحرير أضربا من جمال يقف عنده الخيال أدناه ربطة العنق التى لم تعد وقفا للفرنجه بل صارت تقليدا إنسانيا عالمى وأعلاه أجمل مانملك لا لذاتها ولكن لدلالتها التوحيديه الكعبة الشريفة وكسوتها التى تنتقى إنتقاء سخر له الله خلقا يحيكونه...فسخر الله لنا خلقا يخرجون حرير الكلمه مرمريا وحرير العبارة من (سندس واستبرق) قطائفا تخطف إهاب الروح كخطف الفراش بهمسها لمياثم الورود محدثة روعة إفصاحها تضميخا وتخضيب يزهل ويخرج من زهول هكذا يهمس فينا عبدالغنى بيراعه الساحر كلسع الفراش الماهر فترانا سكارى ولسنا كذلك ولكن فى جذبة لا يدرك كنهها إلا من مشت عليه فرصة يراع عبدالغنى لحظة عريها من أدران التكلف والصنعه.....................................


    كان أخي مامون يقرأ في شاعرية منصور، ودفق كلامه، وحسه، والله كم سعيد وسعيد وسعيد بمعرفة هذه الحدائق، والكمالات والحقول الخضراء...
    وللحق احس بأن الوطن ملئ بالجمال والأبداع، وفي زيارتي اللسودان فوجئت بإبداع مدهش، لذيذ عميق، زي ما بقولو ا المعاناة تولد الإبداع، زي العبقرية الروسية في زمن الإقطاع، وشعر العرب في الجاهلية الأولى..

    عميق شكري أخي منصور، وأن تضئ فضاءات في دواخلنا المعتمة...
    لمنصور، سلام سلام، وجمال وحب وهيام... تذوقنا تلكم الحلوى، والتي لا ينفد عسلها الصافي النبيل..

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله بشير on 08-23-2006, 01:27 AM)

                  

08-23-2006, 03:58 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    Quote: عزيزي محمد

    إن نصوص (منصور)، للحق كنت اود الرد عليها، ولكني وجدتها مثل كل المداخلات هي (نصوص قائمة بذاتها، تفرض شهوتها وكرنفالها ومجدها في كل حرف، بل كل نقطة من الحرف، والله، وللحق استمتعت بها وجرى الخيال بما جرى..بالثراء والموسوعية والتذوق والعمق... فلزمت الصمت، والدهش والخطف، وتلك حال المغلوب على أمره، في التعبير عما يرى...
    وللحق العقل السوداني ملئ بالمدهش واللذيذ، مجرد تراثنا وحكاوينا اليومية والشعبية تحمل الكثير من ثراء الإنسان ومآله (ياود بدر من الفقر)، تقولها أمي، كمقولة بسيطة، طازجة، وهي تعني فما تعني، صيرورة الحياة، وعمقها وجمالها، حين رحل أخي الأكبر للبرزخ، جاء الأهل من كل فج عميق، وأذكر جد لنا جاء من أعماق الشمالية، للنيل الازرق (العسيلات)، أحسست بثراء منقطع النظير، جاء بعد رفع الفراش، كبير في السن، حنون وجميل، أخرجنا له العنقريب والللحاف في عراء الروح والسماء، فحدثني حديث بسيط، وساذج، لجاء لأخي وهو لم يراه، فقط كي لأنه من أهل أبي الراحل أيضا خارج عجلة اللليل والنهار، شدني هذا الرجل، ساهرت معه في حديث بين ا ذن مستمتعة، وفم خبير، وحنون وبسيط.. رائحة ثوبه، كلماته، نظراته، بساطته، (أين الشعوب من هذا التصرف الفطري)، أحس بضلال الطريق، ضلت الشعوب الطريق للانعتاق والفطرة..

    ثقافة شعبي، غريبة وعميقة، وساذجة، (ناس آخرة، كما يقول استاذي دالي)...والله لمن أقرأ (طبقات ود ضيف الله)، بحس بثراء الإنسان السوداني، والمنجز الروحي والتحقيقي الذي جسده في ملتقى النيلين، فتحوا أبواب الكمال على مصراعيه.. تحدثوا مع الشجر، وأحيوا الموتى، وانزلوا فكرة الإله للحم والعظم..
    عن أي شي اتكلم عن استاذي النور..
    أم محمد
    أم منصور، والمأمون..



    الإخوة عبدالغني ومنصور ومأمون ودكتور النور وجميع ناظمي الخيط .. تحياتي لكم وأنتم تثرون هذ الخيط ببديع المعاني ..

    قبل أربع سنوات .. في الرياض جاء الروائي الطيب صالح والشاعر محمد الحسن سالم حميد وتجمع سوانيي المهجر
    في إستراحة فسيحة بأطراف الرياض .. كان الأستاذ/محمد المهدي حامد يقدم المتداخلين في حفل التكريم لبعض الرموز الثقافية والإدبية .. كان مبدعاً في تقديمه .. يتحدث بنفس ثقافي رصين .. قدم الشاعر حميد .. ليقرأ
    قصيدته الرائعة السرة بت عوض الكريم:

    مره لا بتلاوز لا بتخاف
    زي الضفاف الما بتهاب
    ضنب التماسيح والكلاب

    تصدقوا يا ولادي بقيت
    أبيت الليل ممحنة
    في التميرات القدر
    فوق راسه ما خمت سبيط
    غلبه الجروره الفوق ضهرنا تنزله
    دي كم سنين الحال وقف
    قطه وحلف
    كان بوشنا في حش التمور
    الليله دوشنا مع اللقيط

    قبال مروق الانقليز
    قلنا الظلم فات وانقضى
    تاريهو كمتر وقام دقون

    جات تقوم
    نتق العنقريب الحنين طرقته
    مديت يميني أساعده
    مدت يساره تباعده
    قالتلي أبوي
    أحفض ضراعك للبلد
    أحفض كرامتك يا ولد
    الموت ولا العيش المهين
    ده زمن ضلالة زمن حقاره
    أوانطجية زمن مهين
    وكان ما قدرته على ده أبوي
    ربلك دقين .. وضحكنا زييين

    بين حميد ومحمد المهدي أعترت الدهشة حتى مبدعنا الطيب صالح ولم يتوقف عن التصفيق
    وعندما جاء دوره قال:

    هذا شعب عجيب شعب مبدع .. في السودان بإمكانك أن تمد يدك وتجر أي زول فتجده مبدعاً
    حتى أفراده العاديين مبدعين بأشكال شتى .. تلقى الواحد ريال ما عندو ومشنق طاقيتو
    وحاقب عصايتو فوق كتفو وما هاميهو أي زول .. هذا أمر غريب .. والسرة بت عوض
    الكريم من تلك النماذج .. وأضاف .. لو حاول الإنسان أن يعرف من أين لأهل السودان
    بهذا الثراء الوجداني .. يمكن أن يجد الإجابة في أن هؤلاء البشر التصقوا بالأرض
    أصغوا لأصواتها للأرض أصوات تحتاج درجة عالية من التركيز والصفاء .. وهي أصوات
    موحية تلهم الإنسان الحكمة ..

    (عدل بواسطة Mohamed Abdelgaleel on 08-23-2006, 04:32 AM)

                  

08-24-2006, 05:29 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: هذا شعب عجيب شعب مبدع .. في السودان بإمكانك أن تمد يدك وتجر أي زول فتجده مبدعاً
    حتى أفراده العاديين مبدعين بأشكال شتى .. تلقى الواحد ريال ما عندو ومشنق طاقيتو
    وحاقب عصايتو فوق كتفو وما هاميهو أي زول .. هذا أمر غريب .. والسرة بت عوض
    الكريم من تلك النماذج .. وأضاف .. لو حاول الإنسان أن يعرف من أين لأهل السودان
    بهذا الثراء الوجداني .. يمكن أن يجد الإجابة في أن هؤلاء البشر التصقوا بالأرض
    أصغوا لأصواتها للأرض أصوات تحتاج درجة عالية من التركيز والصفاء .. وهي أصوات
    موحية تلهم الإنسان الحكمة ..
                  

08-26-2006, 02:59 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: الأخ محمد ليست هى تساؤلات نطرحها وننتظر الإجابات عليها...بل لحظات من تجليات الروح لحظة عريها كما عبر شيخى الكتيابى...نأتى بها كبليلة مباشر لا نريد عليها جزاء ولا شكورا...ومن يفعل كذلك فقد ياتى بقدح زناده...وقدح داقريسه مسروفا بلبن بقرة إبداعه...زادا يظل لأولنا وآخرنا...فلكل حقبه يتشكل وجها للمعرفه يظل تراثا ينهل منه اللاحقون...ففى الثلاثينات كان التنى وعبدالله عشرى الصديق ومحمد عشرى وعرفات عبدالله وكرف...جماعة الفجر وكانوا حقا بفجر....وإشراقات التجانى ووهج المحجوب...ثم من بعدهم جاء عبدالله الطيب والمجذوب والرشيد نايل...وسبقهم كذلك أستاذهم الطيب السراج...حتى تمخضت الستينات بعباقرة الغابة والصحراء...النور أبكر ومحمدالمكى وصلاح أحمد إبراهيم والعبقرى محمد عبدالحى...ثم مدرسة الخرطوم وعمادها التشكيليون كبولا وحسن موسى وكان عبدالله على إبراهيم ومازال ودكتور حيدر إبراهيم وما برح وآخرون....ثم خلفهم خلف أبقوا الإبداع وهجا وتجلى...كفضيلى جماع وصحبه إبراهيم إسحاق وبشرى الفاضل وهاشم صديق وآخرون....كمحجوب شريف وأبوقرون...ولا نبخس سيف الدسوقى وسند حقهم فما زال عطاؤهم أخضرا...ثم جيل الكتيابى والقدال وحميد ومامون الرشيد والدوش ومحمد نجيب والتجانى سعيد...دلوكة إبداع كل جيل يشدها على شفافية طبل جيله...فيخرج إبداع جيل يظل تراثا...ونحن حيارى إلا من عبدالغنى كرم الله وعويس ومحسن خالد والبرنس وآخرون ولا ننسى ما جاءت به نونهن وما زالت نانتهن نادية ورديه فيا محمد نحن جيل الحيره ولكن سنترك أثرا ولو غضبوا
                  

08-26-2006, 03:51 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    جاء زكر الطيب صالح ذلك اللصيص القليص الذى قال بنت مجذوب أكثر من بنت فى الواقع وبنت مجذوب وأخيها نجدهم فى كل مجتمع بنفس اللسان الذى يعشق التمباك ويخرج لغة كلحم الباجبار زفرة تظل كذلك حتى لو بقيت إلى يوم الدين على الناروملكته فى وصف أصواتها ملكة جهاز التسجيل الذى يسجل الأصوات كماهى ويعيدها كما هى حين نجتره فالطيب صالح كجند سليمان ظل بسحره عندما ذهب عرش سليمان..............................




    منصور
                  

08-26-2006, 07:16 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: munswor almophtah)

    جاء زكر الطيب صالح ذلك اللصيص القليص الذى قال بنت مجذوب أكثر من بنت فى الواقع وبنت مجذوب وأخيها نجدهم فى كل مجتمع بنفس اللسان الذى يعشق التمباك ويخرج لغة كلحم الباجبار زفرة تظل كذلك حتى لو بقيت إلى يوم الدين على الناروملكته فى وصف أصواتها ملكة جهاز التسجيل الذى يسجل الأصوات كماهى ويعيدها كما هى حين نجتره فالطيب صالح كجند سليمان ظل بسحره عندما ذهب عرش سليمان..............................
    منصور المفتاح

    الاخ المنصور - تحياتي - تحدث الطيب صالح في نفس الحفل عن السرة بت عوض الكريم
    التي تناولها حميد شعراً .. قال عنها أنها نموذج مثل بت مجذوب .. قال عن السرة
    أنها إمرأة عظيمة واثقة من نفسها .. وتمتلك وعياً فطرياً قوياً وفعالا .. تمشي
    به وتمارسه بين الناس .. هذه نماذج تستحق الدراسة المتأنية ..

    (عدل بواسطة Mohamed Abdelgaleel on 08-26-2006, 07:33 AM)
    (عدل بواسطة Mohamed Abdelgaleel on 08-26-2006, 07:33 AM)

                  

08-26-2006, 08:23 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: وللحق العقل السوداني ملئ بالمدهش واللذيذ، مجرد تراثنا وحكاوينا اليومية والشعبية تحمل الكثير من ثراء الإنسان ومآله (ياود بدر من الفقر)، تقولها أمي، كمقولة بسيطة، طازجة، وهي تعني فما تعني، صيرورة الحياة، وعمقها وجمالها، حين رحل أخي الأكبر للبرزخ، جاء الأهل من كل فج عميق، وأذكر جد لنا جاء من أعماق الشمالية، للنيل الازرق (العسيلات)، أحسست بثراء منقطع النظير، جاء بعد رفع الفراش، كبير في السن، حنون وجميل، أخرجنا له العنقريب والللحاف في عراء الروح والسماء، فحدثني حديث بسيط، وساذج، لجاء لأخي وهو لم يراه، فقط كي لأنه من أهل أبي الراحل أيضا خارج عجلة اللليل والنهار، شدني هذا الرجل، ساهرت معه في حديث بين ا ذن مستمتعة، وفم خبير، وحنون وبسيط.. رائحة ثوبه، كلماته، نظراته، بساطته، (أين الشعوب من هذا التصرف الفطري)، أحس بضلال الطريق، ضلت الشعوب الطريق للانعتاق والفطرة..
                  

08-27-2006, 06:54 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: فلنقي الكلمة في بركة الأحشاء، كي تثور، من سباتها القديم... فالكتابة عمل، وحفر، وتجاوز، وسهر، وحمى، ولوعة، وجوى، وتطلع، وأمل، وعلاج، وسؤال، وحيرة، وحنان...


    حاسر الرأس عند كل جمال (يستشف من كل شئ جمالا)...

    الكلمات جسور، تربط المتخيل، بالواقع، بالموعود، بالكائن، بما سيكون، بما كان..

    جسور مع المرئي واللامرئي، والوعي واللاوعي..
                  

08-28-2006, 00:20 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)


    عزيزي محمد
    هاهو نص، من الكراسات القديمة، حيث الشك والارتياب والقلب، مراهقة فكرية، وتساؤل، حفظته السطور الأفقية للكراسات العربي... للذكرى والتاريخ (....)...
    مع عميق حبي..

    Quote: - شمس في عتمة الليل!!!

    هل رأيت الشمس؟
    - بل كنت أتصبب عرقاً.
    - جيد أذن رأيت الشمس، وجرى هذا الحدث في عتمة الليل.
    - بل كان في عز الشتاء، وفي غرفة مظلمة، وكأنها فتحت جدرانها لكل الاحتمالات، كي تضئ جانب معتم من الحياة.
    - ثم انك رأيت بروك شيلز عارية.؟
    - بلى.
    - هي نفسها، أم معجزات الحلم لا تحصى.
    - لا أدري، ولكني بعثت لها بإيميل وصفت فيه خريطة ظهرها كاملا، وأردافها، وكانت الخريطة طبق الأصل، كما جاء في ردها.
    - هل تغادر الأرواح الأجساد في الحلم.
    - بل جاءت بجسدها، ألم أقل لك بأني رسمت خريطة لظهرها، بكل انحاءاته وشاماته.
    - هل جريت في الحلم.
    - بلى
    - وهل طاردك كلب.
    - أحمر اللون، وكنت خائفاً بمعنى الكلمة.
    - وجريت بسرعة 2 كيلو في الساعة وهي = تساوي صفر، لأنك لم تجري أصلا، كما تصببت عرقا، كيف انخدعت الغدد كي تفرز العرق في درحة 5 في المائة فقط.
    - لا أدري، جرى كل هذا داخل السرير وتحت الملاءة وفي ظلام دامس.
    - حين هجم عليك الكلب كنت في الطابق السابع وكنت تجري في حقول خضراء، كيف حدث هذا؟
    - نعم.
    - وأين ذهب ركام العمارة، أو اختفى؟
    - لم أرى ركام حولي، بل لم أشعر بذلك، فالاحساس في الحلم يختلف، فالبيئة تختلف.
    - هل تحس بأنك كنت (أنت نفسك، ام شخص غيرك).
    - بل أنا نفسي..
    - وكنت بكامل قوامك، عينيك ورأسك وحواس؟
    - نعم، كنت اشم وأحس وأرى، وأخاف وأتلذذ.
    - وحين تتعب؟
    - كنت أذهب لأنام.
    - ألم تكن نائما أصلا؟
    - بلى... ومع هذا كنت أتعب في الحلم، وأذهب لأنام.
    - وحين جاءتك بروك شليز، لم تكن هي نائمة في تلك اللحظة، بل كانت تقوم بدور فتاة غجرية في احد الأفلام.
    - للحق جاءتني بشعر غجري، ورغم العرى، لم أحس أنا ولا هي بأن هناك خطيئة.. للحلم بيئته.
    - هل تتصور الحياة في الحلم كالحياة في اليقظة؟
    - يتراءى لي.
    - وكيف صحوت؟
    - بحادث مؤلم، كنت أهوى من عل، فصرخت، فخرجت من الظهيرة والكلب والحقول إلى غرفتي المظلمة الباردة.
    - ومن قال أنك صحوت؟
    - ها أنا صاح، وأحس واشعر وارى.
    - وفي الحلم ألم تكن صاح وتحس وتجري، وتستلذ برؤية تلكم الأمريكية الحسناء.
    - .......!!!
    - أنظر هذه الشمس، والإلة ذو ال99، والخرطوم المترامية الأطراف، والفقيرة، والهوس الكاذب، والموت، والمقابر، إنها جزء من الحلم، من الكابوس.
    - ولم أسم الإله 99 أسم هنا.
    - كي تصحو وتعرف الاسم المائة، وهو الأهم.
    - وكيف أصحو..؟
    - كما صحوت من الحلم الأول.
    - بحادث مؤلم..
    - بلى.
    - تقصد الموت.
    - إحتمال..


    حوار، كي اقنع نفسي، أحس بأن الكتابة تعنى بإيجاد يقين لنفوس ضالة، تخلق الشخوص كي يقنع قلبك عقلك، من خلالهما... وهل يتم ذلك؟
                  

08-28-2006, 06:53 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    الأعزاء – مأمون/عبدالغني .. تحياتي
    القراءة والنظر بعين القلب أمر ممتع
    تتراجع كوابحه باستمرار .. بعض
    الأحلام نتمنى ألا تنتهي .. لتخرج الروح
    من دائرة القيد الثقيل ..
    كان الشاعر جميل صدقي الزهاوي
    شاعراً عظيماً .. وثورياً أحبطه
    الواقع .. فطفق يحلق في الآفاق
    البعيدة للمخيلة .. ويخلق
    العالم الذي يشتهي ..
    رأى الجنة والنار .. والشمس في زمهرير
    ليل الشتاء .. لم ير تضاريس ظهر بروك شيلز
    (وجهاً لظهر) .. ولكنه رأي (الشمس
    تطلع من ظهر حبيبته) .. ورأى
    جماهير الفقراء تمسك قدرها بيدها
    وتصوغه بالشكل الذي يشبع
    أمانيها .. (وتزغرد الجارات والأطفال
    ترقص والصغار) .. رأى الثورة في
    حلم مالت فيه موازين القوى لصالح
    الفقراء بشكل مطلق ..

    عندما كنت طفلاً كنت أتعاطف مع فاطمة .. التي يطلق
    عليه الناس اسم (درمة) من باب التحقير
    ربما .. لا يعرف عنها الناس إلا أنها
    فقيرة تقف عند البئر لتنزل الدلاء عن النساء
    اللائي لا يستطعن بسب الهزال أو المرض
    وبعضهن لأن وضعهن الاقتصادي يسمح
    لهن باستخدام درمه .. كانت تجمع ما يكفيها
    وأبنها الصبي المتخلف (حماد) كانت
    عروق وجهها وأياديها أظهر من تلك التي
    على أيدي الفلاحين ووجهها فرح على الدوام
    كانت تغني أثناء عملها القاسي بصوت
    يبدو لي منسجماً وجميلاً .. ربما كان سيجاز
    من أول معاينة لو تيسر لها أن تطرق باب
    الإذاعة .. وفي أحد الأيام السود ضاع عنها حماد
    فشحبت درمة وغابت عنها ابتسامتها الصافية
    وأصبحت تضعف وهي تنتزع الدلاء من البئر
    ولم تعد تغني ولم نعد نأتي من المدرسة لسماع
    أغانيها عالية التطريب .. حتى ظهر حماد
    بعد عدة أشهر .. لا أدرى من أين ولا كيف؟
    ولكنه عاد .. ومعه تواصل غناء درمة
    بأبدع وأفرح مما كان ..

    درمة البرش ماها (ماءها)
    كسه النعيم جاها

    حتى الكواكب سجدت بغير
    ظهر .. لتبشر سيدنا يوسف عليه
    السلام بما سيكون .. ينعكس المستقبل
    على خشبة مسرح أصحاب الرؤى ..
    بعض الأفكار التي يلهمها الحلم
    تتقاصر عنها فهوم العباقرة في اليقظة
    .. الحواس منافذ للمعارف .. ولكن
    في سدها تركيز لحواس القلب
    والرؤى التي مناخها الطبيعي
    حيث تخبو مثبطات الحواس ليتحرك
    الوجدان بكل القوى الروحية الموجودة
    فيه وتنبلج القوى الخفية التي تتحقق بها
    ذرى الكشف..
                  

08-29-2006, 00:22 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: حوار، كي اقنع نفسي، أحس بأن الكتابة تعنى بإيجاد يقين لنفوس ضالة، تخلق الشخوص كي يقنع قلبك عقلك، من خلالهما... وهل يتم ذلك؟


    في حوارنا مع الواقع، هنالك حواجز مثل جدار
    الفصل في فلسطين .. أسلاك شائكة وأخبث ما
    أبدعته التقنية من راصدات .. في الكتابة
    نحلق ونصلى (صبح الخلاص حاضر) في القدس .
                  

08-29-2006, 00:22 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)


    عزيزي محمد عبدا لجليل كتب:
    Quote: عندما كنت طفلاً كنت أتعاطف مع فاطمة .. التي يطلق
    عليه الناس اسم (درمة) من باب التحقير
    ربما .. لا يعرف عنها الناس إلا أنها
    فقيرة تقف عند البئر لتنزل الدلاء عن النساء
    اللائي لا يستطعن بسب الهزال أو المرض
    وبعضهن لأن وضعهن الاقتصادي يسمح
    لهن باستخدام درمه .. كانت تجمع ما يكفيها
    وأبنها الصبي المتخلف (حماد) كانت
    عروق وجهها وأياديها أظهر من تلك التي
    على أيدي الفلاحين ووجهها فرح على الدوام
    كانت تغني أثناء عملها القاسي بصوت
    يبدو لي منسجماً وجميلاً .. ربما كان سيجاز
    من أول معاينة لو تيسر لها أن تطرق باب
    الإذاعة .. وفي أحد الأيام السود ضاع عنها حماد
    فشحبت درمة وغابت عنها ابتسامتها الصافية
    وأصبحت تضعف وهي تنتزع الدلاء من البئر
    ولم تعد تغني ولم نعد نأتي من المدرسة لسماع
    أغانيها عالية التطريب .. حتى ظهر حماد
    بعد عدة أشهر .. لا أدرى من أين ولا كيف؟
    ولكنه عاد .. ومعه تواصل غناء درمة
    بأبدع وأفرح مما كان ..


    وعزف أيضا:

    Quote: الكواكب سجدت بغير
    ظهر .. لتبشر سيدنا يوسف عليه
    السلام بما سيكون .. ينعكس المستقبل
    على خشبة مسرح أصحاب الرؤى ..
    بعض الأفكار التي يلهمها الحلم
    تتقاصر عنها فهوم العباقرة في اليقظة
    .. الحواس منافذ للمعارف .. ولكن
    في سدها تركيز لحواس القلب
    والرؤى التي مناخها الطبيعي
    حيث تخبو مثبطات الحواس ليتحرك
    الوجدان بكل القوى الروحية الموجودة
    فيه وتنبلج القوى الخفية التي تتحقق بها
    ذرى الكشف..
                  

08-29-2006, 00:55 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: عبدالغني كرم الله بشير)


    مسلمات: نص لم يكتمل: وظل كأطلال:

    Quote: 1))
    مدخل أولي:
    كل ما نعلمه.... هو...
    )إنها حزمة ظنون).. ت. إليوت..

    ***

    مدخل: مسلمة (الحجر)، اي حجر، سمه (معطى)، أو مسلمة، كما تشاء، فالأمر سيان عندي، وبدأنا بالأشياء (الصلدة)، كي تحال، غازاً، تذروه أهون نسمه...

    ***

    طيب (الحجر)، أي حجر، معروف، شئ متماسك، ويعرف صلادته بغريزته، وتحكمه (كما اتصور)، طاقات تكون تلك الصلادة، سواء جاذبية نووية، وفيزياء الكم، وروابط أخرى، (بمقاييسها المعروفة)، ولكن للنار رأي أخر، فهي تهدم كل الاشكال، وتحطم كل الفرضيات، فهي تحيله، وبلهبها الشاعري، المؤذي، إلى كائن سائل، ثم تتمادى في طمس هويته، إلى غاز، وكأنه لم يكن، ومع هذا نؤمن بالمسلمات ، هكذا تفعل النار بحجر كان له شكل، ومرسى، وكيان، ومثل (النار)، (ضياء الفكر)، فو ينسف المسلمات، ويطارد الكلمات (كي يخرج منها دلالات ناضرة، وجديدة)، يعني معاني جديدة لمباني معروفة...


    فالفحم، والماس (تقديم الفاضل على المفضول)، من مادة واحدة، ولكن (تبلورت في ظروف مغايرة)، ومع هذا (يسيل لعاب الحسان للثاني)، وتسيل دموع أمي (من الأول، وهي تخلق لنا شائ الصباح، في الكانون)..ومع هذا الأصل (الواحد)، تباينت طباقتهما، فلا ماركس يوحد بينهما،ولا الأحزاب الأنشط من عقلها... (برجوازية الماس، وبروليتاريا الفحم)، وكأن غريزة الحياة، هي التي تسعى في ذاك الطريق...

    كل المسلمات، والمعطيات، والحتميات، حين نطاردها بالأسئلة، أو نتأملها كرهبان البوذية، والمتصوفة، أو حتى قعدة شاعرية تحت شجرة بائعة شاي، أو عقيب حالات هدوء خاطفة، وذكية، ولا شعورية، تنهار، وتخر عروشها، فلاشئ ثابت، سوى (التحول)، حتى الإله، وتصوره في العقول، يقفز من مقام لأخر، (فإله الحلاج) الرحيم، لا يشبه (إله ابن تيمية) الباطش، والنيل في نظر (خالي التربال)، يناقض (نيل التجاني بشير الشاعر)، رغم وحدة الموضوع، وعطر الياسمين، تشمه أختي محاسن بلذة آسرة، وتعطس منه (جارتنا)، من حساسية وراثية، حتى الأنوف نسبية، ناهيك عن العقول (سراج المعرفة في ظلمة الوجود)، فنحن نعيش في رمال متحركة، نظرتي (للعجلة ام بدال في الطفولة)، أكبر من إعجابي (بدسكفري، الفضولي، لجس نبض السماء المجهولة)، وداء النسيان، يطمس، ويحمو كالبشاورة كثير من الحوادث والانخطافات اليومية، حتى انطمست ذواتنا، وتحجرت حواسنا، فلم نعد (جذلان يركض في حقولكم كالنسيم مدندنا)، عشان كدة، بدعونا الاخ جوستاف يونج (كي نعيد الطفل السحري)، النائم بدواخلنا، كي نستعيد نشوى، تلمس الاشياء باضطرام لذيذ، فالتحول يمارس سطوته، غير العادية، يخرج مواليد من الارحام، ويدفع أخرى لجوف القبر (القبر روض من رياض الجنة)، هكذا تقول الحكمة الغريزية (ناهيك عن قول المصوم الجميل)، والماء هذا الكائن الشعبي، المحبوب، عيون المايكسروب تراه عبارة عن هايدروجين في حضن اكسجين، وبلون لا علاقه له ب(سائل لا لون له ولارائحة)، والله فيهو جنس لون، (يمكنكم أن تشموا الهواء، هكذا يقول بوذا لتلاميذه) وفيهو جنس ريحة، ولكن (صم بكم عم)، تحتوينا، وكلمة وطن (ماذا تعني)، التراب، أم الذاكرة، وياربي أبونا أدم كان ساكن في ياتو قطر، وكيف ترك اولادو يهاجرو، ويغيرو لهجتهم، وشكلهم، ودينهم، وجيناتهم كمان (التحول سيد الموقف)، وبإلقاء نظرة سريعة لخريطة العالم للعالم الفذ (الادريسي)، والله تضحك لم تقع على قفاك، فقد رسم (لا ننسى الظرف والسياق)، جبوتي لصق اندونسيا، أما امريكا واستراليا، فلا يدري (هو)، هل خلقها الله أم لا.... ومريض الهذيان (ملك في مملكته الوهمية)، فهو يربط كل احداثيات وانفعالاات الوجود به، فلم تطير طائرة، أو ترك، أو تتحرك مظاهره، وإلا في سبيله هو (ومن قال عكس ذلك)، ألم تقل الآية (سخرنا لكم مافي السموات والأرض)، أليس الإنسان (بطل المسرح)، وهو الغاية، ولا غاية سواه، وفي الأحلام (حتى الكوابيس)، تتخذ الحياة شكل ثري وغريب ومدهش، وعصى الفهم..


    (مسلمة، أخرى)

    (الماضي، الحاضر والمستقبل )

    نحس، بل نعلم، بل نتيقن بأن نهر الزمن، يجري من الماضي للمستبقبل، مرورا، بجسر الحاضر، الآن، و لكن حين خرفت (حبوبتي)، أحسست بأن الماضي، كله، حتى ملامح ابنائها، يمكن أن تمسحها بشاورة من سبورة ذاكرة حبوبتي....
    فهي تسلم علي، 17 مرة في الساعة (حسب قلقي ودخولي وخروجي من الغرفة)، وتسلم علي بمتعة فائقة، ولا ترى في الكون سوى اللحظة الحاضرة، وهي لحظة متجددة، فهي تضحك للنكتة الواحدة مليون مرة، وترحب بنا بين بداية البرق ونهايته، إن كان للبرق عمرا، وقد غاب عن (حبوبتي)، الماضي كله و(المستقبل كله)، فهي لم تطرح (في خرفها الجميل)، أي مشاريع مستقبلية، (حا أعمل كدة، وكدة وكدة)، كما انها لا تذكر، ولو أحداث الدقيقة الفائتة...

    ماهو الزمن، يقال بأنه كائن هلامي، وهو ذو شكل هرمي، قمته في (اللحظة الحاضرة)، ثم ينزلق رأس الهرم للماضي، والمستقبل، عشان كدة لحظة التجلي (قلب الوقت)، تحس بالماضي والمستقبل، (وليس بالغيب بضنين)، ولاشك نحن نرى كل الأشياء، في الماضي، كل شئ هو الماضي، فالمشمس نراها بعد 8 دقائق من شروقها (الاشعة كسلانة تصل لشبيكة العين بعد 8 دقائق بسم الله الرحمن الرحيم)، وأي شئ بنراها بعد مدة، ولو قصيرة، مايكورثانية، فمتو ثانية، وهلم جر....

    ثم يأتي حديث المعراج، وهو حديث طويل، وجميل، وساحر (وهو رحلة تحاول تتبع رحلة الحياة من المنبع للمصب)، كشف عن عيني فرأى الرسول الجنة (وهي مستقبل)، وسلم النبي على موسى (وهو ماضي سحيق)، وهكذا تكشف لنا الاحاديث لغز الزمان...

    وهناك حالات فريدة، وقدرات لبعض الناس، تكشف لغز الزمان، أحقا يسير من الماضي للمستقبل، أم أ نه نهر، الماضي والحاضر والمستقبل موجود، ويمكن ارتياد ذلك المستقبل، تقول السيدة خديجة، عليها السلام، بأن النبي، وقبل النبوءة، (لم يرى رؤية، وإلا جاءت كفلق الصبح)...
                  

08-29-2006, 07:56 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    الأخ – عبدالغني – تحياتي .. في حلقة تلفزيونية قبل ثلاثة أيام مع
    الفنان بادي محمد الطيب .. سؤل عن لماذا يصيح ويخرج
    صوتاً أثناء الغناء .. فرد بادي قائلاً لمقدم اللقاء: عاوزني أنفجر ..

    ت.س. إليوت : (كل ما نعلمه .. هو .. إنها حزمة ظنون) يا لفخامة
    العبارة .. مربط فرس شطحات البشر منذ الخطيئة الأصلية
    وبداية العصف الذهني والكدح بحثا عن المعرفة في فضاء
    (كالدائرة كلما اتسعت زاد محيطها وزادت المجاهيل حولها) ..
    وتتواصل المسيرة والإلهام وينفتح الأفق على اللانهائي ..
    سيراً سرمدياً .. يقوده جدل الفكر وهو يسقط على الأرض
    المتحركة (فلهب النار الشاعري الناعم يحيل الصخور الصماء ..
    سوائلا مائعة أو غازاً لا يدركه ضعف الأبصار ولا قصر مداها
    وهي تنكفيء مثل عبدالكريم على اللحظة الراهنة) ..

    البرجوازية والبروليتاريا من نفس واحدة في خنادق متقابلة،
    (والفحم يطهو عليه الفقراء والماس يزين أعناق الغيد الحسان
    وكلاهما من مادة واحدة) .. ثابت واحد هو عدم الثبات ..
    في عالم يتوسل بالمقيد لإدراك المطلق وما هو ببالغه .. كل
    يكدح ويعمل أدواته لينال حظه .. فالنيل لمن بذر البذرة في
    الأرض بعد أن جعل إتكال آمال أطفاله داخل قبر هذه
    البذرة .. غير نيل أتخذه متيم قبلة لمناجاة من يحب .. فقيمة المنظور
    رهن بالناظر والمُقيَم بالمقيِم .. ما أبأس العقول والقلوب عندما تخبو فيها
    خلايا الدهشة والإستنفار ، تركد وتصم، تصبح محض مضغة
    وقتما لا تعود قادرة على استعادة خبراتها ومعارفها القديمة ليتم إختبارها
    على الواقع الثابت المتحرك .. وتمهيد الطريق للصفق الأصفر يتساقط
    .. ما أذكي ريش ذغب العصافير الذي يخترق الجلد كما تفلق الحبة الصخرة .. ليغدو
    ريشاً على جانبي العصفور يفردهما ليمهدا لجسمه الواهن بالخروج
    من ربق أخطار لا مهرب منها إلا بسلطان .. ربما كان بوذا
    ملهماً يستكنه المعاني والغايات .. لا ينشده عند التركيب
    الكمي البليد .. جسد الثعبان لدن ومدور ولا يقوى على الزحف
    المباشر على الأرض حتى يكتسب الحماية الذاتية فيشق ثوبه لينطلق
    ملتمساً طريقه عارفاً بعدوه وصديقه زاحفاً وهو يختزن
    كل أسلحة الفتك بأعدائه لا يضيره أنه يزحف ويتلولو .. فهو
    يقفز حتى يطير أو يكاد .. ويلتف ويطلق السم الزعاف ..
    ويبقى الإنسان هو المفكر والحالم وغاية الوجود ..

    عبدالكريم الذي ذكرته أعلاه .. أحد أقاربي .. لم يفقد الذاكرة تماماً لكنه فقد الاهتمام
    بالماضي والمستقبل .. تمحورت حركته في اللحظة الراهنة ..
    دباً فرحاً .. لا أدري إن كان هذا خرفاً مبكراً .. ولكنه
    ومنذ أن فقد الإعتمادية على أسرته إنكفأ على ذاته ..
    وأصبح فرحاً بلا تاريخ .. ولا مستقبل .. تحدثت معه
    عن سلبية مثل موقفه هذا!! فرجع إليّ صدى صوتي بلا زيادة
    ولا نقصان .. ولم يرف له جفن .. نظرة تستنكر نقدي له ..
    أليس مجيء الرؤية كفلق الصبح هو نبوة وإن لم تعلن ..
    أيولد الأنبياء أنبياء .. والشعراء شعراء .. أم يتبوءونها
    كفاحاً إرادياً ..
                  

08-30-2006, 01:22 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: وهناك حالات فريدة، وقدرات لبعض الناس، تكشف لغز الزمان، أحقا يسير من الماضي للمستقبل، أم أ نه نهر، الماضي والحاضر والمستقبل موجود، ويمكن ارتياد ذلك المستقبل، تقول السيدة خديجة، عليها السلام، بأن النبي، وقبل النبوءة، (لم يرى رؤية، وإلا جاءت كفلق الصبح)...
                  

08-30-2006, 01:57 AM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)


    نظرة..
    أخي، محمد، إنهانظرة طفل ل...

    Quote:
    نظرة!!

    الجميع يحسدونه، فهو الوحيد الذي لم يحول نظره عني، وهم اكتفوا بنظرة واحدة، لم تشفي غليلهم، ولكنه واصل النظر، مستمتعاً برؤية أغرب واقبح منظر، نظرة هي خليط من التقزز والاشمئزاز والازدراء والتعجب، نظر لرأسي الأصلع، ثم تحول ببطء مرسوم كي يتأمل أعظم قبح، قبح متقن، ومخيف، تجلت فيه عبقرية التناقض والهلوسة، وكأن الاشمئزاز لم يكن معروفا، إلا كمعنى، فأراد أن يكون معروفا، كائن حي، كالشجر والقمر، فصنع قالباً من نفسه، من الهلوسة، والكوابيس الليلية، ثم صب لحم رخو فيه، فكان وجهي وبطني وأرجلي وليده الأول، والأخير..

    ثم تحول بصره، وببطء إلى عنقي وبطني (المنتفخ والجائع معاً، كحامل بعشرة أطفال)، ثم انزلق نظره إلى أرجلي (رأس نعامة، وبطن فيل وارجل معزة)، قد تكون هذه الخاطرة جرت بذهنه (لا اشك في ذلك)، مرت بالصالة فتاة جميلة، أحنى رأسه يساراً، حتى لا يفوته شئ، لم يتحمل أن تغيب صورتي عنه جزء من الدقيقة، هي فترة مرور هذه الحسناء، والتي لم يعيرها أي اهتمام، لأول مرة القبح ينتصر على الجمال، لقد حسده الجميع، فهو الوحيد في هذه الصالة، اقسم بذلك، الذي يستمتع بفعل ما يحلو له، في متابعة أقبح لوحه رسمتها الطبيعة في رحم امي، ثم خرجت احمل اللوحة في كل جسدي، ليته قسم فضوله، وشجاعته لهم، كي يشبعوا فضولهم القتيل، بداخلهم، برؤية اقبح مخلوق، حتى يعرفوا كيف يكون القبح، حين تفقد الاشياء ملامحها ومواصفاتها (من الذي وضع المواصفات، والمعايير)، حقا ما هو الجمال، وماهو القبح؟ ولم تتولد لذة فطرية من القلوب حين نرى القمر، أو الفتاة التي أزعجت هذا الشقي قبل قليل، ولم يتولد الخوف، والفضول والاشمئزاز، في رؤيتي، ماذا يدور بخلد هذا الشقي، لم يحيل بصره عني، ولو طرفة عين، (كيف تجمع كل هذا القبح في هذا الوجه)، كأن تحشر جبل في بيضة حمام، وجه صغير، أصغر وجه بشري، ويحمل أكبر قبح، كان يمكن ان يكون محتملا، لو كان على رأس طفل وليد، ولكنه يقف على جسد تجاوز الخمسين، كأن الإله بدأ بخلق نعامة، وحين اكمل رأسها، غير رأيه فخلق بطن فيل، ثم غير رأيه ايضاً حين وصل للأرجل، فخلق أرجل معزة، فجاء الشكل العام (رأس نعامة، وبطن فيل، وأرجل معزة)، أكبر تناقض في أصغر حيز.

    ماهو الاشمئزاز، ماهي اللذة، كلاهما تخرجان من الجسد، اللذة تخرج من الجسد، كبسمة، كفرح، كتهليل، كالصحة، والاشمئزاز يخرج من الجسد كالعرق، كالبراز، كالسعال، كتقضيبة الجبين، ولكن العقرب لا تحس بقبحها، بل تغازل زوجها، (قيس ولليلى الحشرات)، بل يحترق سمها (على وزن دمها)، حين يغيب زوجها، ماذا لو حدث خطأ غريزي، فصارت اللذة تخرج وتعتري الجسد حين يرى الصرصور، والعناكب و (يراني)، ليس هذا صعبا على الطبيعة، فمريض الحساسية يعطس ويسعل من رائحة الصندل، ليس صعبا على الحياة ان تبدل غرائزها، وألا لانقرضت طيور البومة، لو نفرت منها ذكورها، (فما أجمل البوم، في عيون البوم)...
    ازدحمت الصالة، وهو لم يجد مناص من النظر إلى، فقد دخلت مجموعة، جاءت من السفر، كي تصافح المنتظرين، حجبوا عنه الرؤية، يجمع بيننا شئ قوي، عتيد، إنه القبح والتعجب، عيونه متعجبة، وشكلي قبيح، في ذهنه مثال للجمال، وفي وجهي معول هدم تمثاله الذهبي، الذهني... في قلبه خوف كامن، وفي و جهي مثير للخوف.. أنه بلاشك مستغرب (حيوان غريب، يلبس بنطال وقميص)، وليس صوف أو وبر، قبح خارج مملكة الليل والنهار، والذاكرة والخيال..
    فجأة رأيته، فقد وجد ثغرة بين غابة السيقان، فجلس على الارض، نزل من الكرسي، الجميع يختلس النظر لي، أما هو فقد اخذ حقه كاملاً، كل الاسهم كانت من نصيبه، وكأنه ممثل لهذه المجموعة الجالسة، فقد خففت عنهم ألم الانتظار، يبدو أنه حدد وشخص مصدر الخوف، أمن الجميع، فوجه نظره نحو مصدر المباغتة، مصدر الخوف.. الخوف، كي لا يلدغ.. أمتلأ جسمه، حتى وقفت شيعرات رأسه، احتراما للخوف، لتعرض الحياة الفطرية لخطر، لكل فعل رد فعل، في الاشياء والاحياء، فالمادة ظل الروح، وإلا لم اقشعر الجلد من الخوف، ولا طرب للغناء، الفعل هو وجهي (متقن القبح)، ورد الفعل وجه الطفل، الاعصاب والعضلات رسمت الخوف بأتقان كامل على وجهه الغض، مواز للقبح، الخوف في القلب، لا ا شك في ذلك، ولكن العضلات والاعصاب نقلته إلى الوجه، صورة لما في قلبه، فالوجه قرين القلب، في الخوف والفرح، تساءل (من ينتظر؟)، من الشقي والتعيس، الذي ينتظره (أنا)، هكذا تقول خواطره، (انه منتظر جهنم)، (سيلقي بنفسه فيها)، أنها صالة انتظار العائدين، جسد، تجسدت فيه عبقرية القبح، روعونته، وقدرته على النضوج والكمال، قبح كامل، مائة المائة، لم يترك للجمال قيد أنملة، اتقن عمله كملاك لا يعصي للإله امراً، يوم للصحة ويوم للمرض، يوم للجمال، ويوم للقبح، تفرغ لي تماماً، في رحم امي المظلم، لم ينشغل بسواي، وصل خياله المريض إلى نهاية الإطلاق في القبح، لأول مرة أرى نهاية الإطلاق، مطلق قبح، الإطلاق الذي لم تدركه المتواليات الهندسية، والخيال، قبح يجعل دونه الاشياء جميلة، كمن يشرب كأس أمر من الحنظل، فسوف يرى الحنظل حلوا.. عسلا..
    فجأة هرولت امه، لأختها العائدة من السفر، وأخذت الطفل في كتفها، وهو لا يزال ينظر إلى، إلى أغرب لوحه رسمت على وجه بشر، أما انا فقد أحسست بفراغ، فقد تهشمت المرآة...خلت الصالة، فقد حضر جميع المسافرين، ما عدا ضيفي العزيز، والذي انتظره منذ مدة طويلة جداَ!!!..


    حاسر الرأس عند كل جمال... يستشفى من كل شئ جمالا ..
                  

08-30-2006, 07:14 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    ولدت كآلاف من يولدون بآلاف أيام هذا الوجود

    خلقت طينة الأسى فغشتها نار وجدٍ فأصبحت صلصالا
    ثم صاح القضاء كوني فكانت طينة البؤس شاعراً مثالا


    أراني في ثلاثة من سجوني ولا تسأل عن الخبر النبيس
    لفقدي ناظري ولزوم بيتي وكون النفس في الجسم الخبيث

    ليس صعباً على الحياة أن تبدل غرائزها وإلا لانقرضت
    طيور البومة لو نفرت منها ذكورها (فما أجمل البوم في عيون البوم)
    العقرب لا تحس بقبحها، بل تغازل زوجها ..
    أنسيت وعدك باللقاء هنا .. كم مرة بالله أوعدت؟!
                  

08-31-2006, 04:58 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    قضينا لحيظات ممتعات في متابعة إبداعات عبدالغني
    شدتنا نحو سماوات خارج دائرة المعارف الروتينية
    علمتنا أن البشر يعملون بنسبة ضئيلة جداً مما
    أودع الله فيهم من إمكانات ..

    صحونا على الخرطوم تتململ .. تطول قامتها فجأة
    تزحف نحو القصر لتقول لقاطنيه جميعاً .. قدامى
    وجدد (إنقاذيين وثوريين ووحدويين).. عرفنا الفيكم
    تغيرت عاداتنا القديمة في القبول الصامت .. قررنا
    أن نتدخل إرادياً ونخرج الصوت الهادر الكامن فينا
    ونقول لكم: كفى لعباً بأقدار الجماهير.
                  

09-02-2006, 04:00 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: ماهو الاشمئزاز، ماهي اللذة، كلاهما تخرجان من الجسد، اللذة تخرج من الجسد، كبسمة، كفرح، كتهليل، كالصحة، والاشمئزاز يخرج من الجسد كالعرق، كالبراز، كالسعال، كتقضيبة الجبين، ولكن العقرب لا تحس بقبحها، بل تغازل زوجها، (قيس ولليلى الحشرات)، بل يحترق سمها (على وزن دمها)، حين يغيب زوجها، ماذا لو حدث خطأ غريزي، فصارت اللذة تخرج وتعتري الجسد حين يرى الصرصور، والعناكب و (يراني)، ليس هذا صعبا على الطبيعة، فمريض الحساسية يعطس ويسعل من رائحة الصندل، ليس صعبا على الحياة ان تبدل غرائزها، وألا لانقرضت طيور البومة، لو نفرت منها ذكورها، (فما أجمل البوم، في عيون البوم)...
    ذ
                  

09-02-2006, 06:44 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: الاستاذ/ محمد عبدالجليل

    التحية لك بتسليطك الضؤ على هذا الغني الذي ما زال يهز لنا جزع الشجرة فاسكرنا بثمارها حتى الثمالة ، عبدالغني لو جلست معاه للحظات تتعثر الكلمات في وصفه ، ادب جم وتواضع ولا تخرج منه الا الكلمة الطيبة الجميلة التي تعبر عن انسان فائق الروعة يأسرك حديثه الانيق الممزوج ببساطة اهلنا الطيبين ، رباه كم هو رائع هذا السودان جادت حواء فيه بكل ما هو جميل .

    التحية لاخي عبدالغني يا لشغفي لقراءة المزيد فانا في هذا البوست في حضرة عمالقة اجلاء اطرب لقراءة تعليقاتهم حتى اكاد اني اراهم ينشدون جميعاً اعذب لحن في محراب فن عزيزنا عبدالغني ، والى الامام


    الأخ / أسامة كمال الخولي .. لك التحية ..

    أطلق عبدالغني ضوء كلمات موحيات .. لم أسلط ضوءاً فقط عكست الضوء
    المنبعث من كلمات غاصت عميقاً في تفاصيل مساحات غير مطروقة .. راجع
    الطفل الذي يعبث بظهر أمه وهي تجوب الأحياء ووليدها يعبث بعظام ظهرها
    كالبيانو .. أو حدق في باطن رجلك .. عبدالغني يسوح في عوالم مهملة ..
    وهو مستودع الإبداع الإنسان لو فطنا .
                  

09-02-2006, 07:06 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    أخى محمد

    الصفى عبدالغنى كرم الله لشوفو

    تهتز جزوع الاشياء حتى لوكانت نعلات ولا تشكو من آلام ظهر
                  

09-02-2006, 07:55 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: بدر الدين الأمير)

    Quote: أخى محمد

    الصفى عبدالغنى كرم الله لشوفو

    تهتز جزوع الاشياء حتى لوكانت نعلات ولا تشكو من آلام ظهر


    أخي بدر الدين لك التحية .. وإليك بما يقول عبدالغني:

    حاليا، بكتب في نص عن (أمرأة أفريقية، تحمل طفل سعيد على ظهرها)، سندباد، يتجول بين الاحياء والبيوت، كل يوم حياة جديدة، وأفق مفتوح، ملك خلف امه المناضلة الحقيقية، يلعب بفقرات ظهر امه كبيانو، امه تضحك من الدغدغة، وهو من العزف على بيانو رأسي، من نتواءت جلد نحيف، فقرات عمودها الظهري، اصابع بيانو حي، ومجيد، عمود فقري يحمل قلب محزون وعقل منهك بعذابات بالتدبير.. وخلفها سندباد صغير، ملفوف بملاءة دمور، صارخة الألوان، كقوس قزح، طفل شقي، على وجهه الصغير، عيون بيكاسو وقلب طاغور وعقل ابن بطوطه وسقراط، يصور الاشياء كطفل، كملك، كشاعر حقيقي...

    ويمضي في رحلته اليومية، وهو يتفرج على حياة المدن، على الاكتناز، على تناقض الحياة، على حيوات البيوت والأسى، طفل يتحدث من مهده، من عرشه خلف امه، انتقل من بطنها الآمن، إلى كرسي الظهر، كي يجوب الأفاق، يبشر برسالته، فالاطفال يتكلمون منذ المهد، وليس المسيح استثناء، لغتهم هي المجهولة، لغة عظيمة، لها كنايات وجناس تبز اسطورة اللغة الابجدية، واللغات المكتوبة...
                  

09-03-2006, 08:10 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: جاء زكر الطيب صالح ذلك اللصيص القليص الذى قال بنت مجذوب أكثر من بنت فى الواقع وبنت مجذوب وأخيها نجدهم فى كل مجتمع بنفس اللسان الذى يعشق التمباك ويخرج لغة كلحم الباجبار زفرة تظل كذلك حتى لو بقيت إلى يوم الدين على الناروملكته فى وصف أصواتها ملكة جهاز التسجيل الذى يسجل الأصوات كماهى ويعيدها كما هى حين نجتره فالطيب صالح كجند سليمان ظل بسحره عندما ذهب عرش سليمان..............................




    منصور
                  

09-04-2006, 07:02 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: فجأة رأيته، فقد وجد ثغرة بين غابة السيقان، فجلس على الارض، نزل من الكرسي، الجميع يختلس النظر لي، أما هو فقد اخذ حقه كاملاً، كل الاسهم كانت من نصيبه، وكأنه ممثل لهذه المجموعة الجالسة، فقد خففت عنهم ألم الانتظار، يبدو أنه حدد وشخص مصدر الخوف، أمن الجميع، فوجه نظره نحو مصدر المباغتة، مصدر الخوف.. الخوف، كي لا يلدغ.. أمتلأ جسمه، حتى وقفت شيعرات رأسه، احتراما للخوف، لتعرض الحياة الفطرية لخطر، لكل فعل رد فعل، في الاشياء والاحياء، فالمادة ظل الروح، وإلا لم اقشعر الجلد من الخوف، ولا طرب للغناء، الفعل هو وجهي (متقن القبح)، ورد الفعل وجه الطفل، الاعصاب والعضلات رسمت الخوف بأتقان كامل على وجهه الغض، مواز للقبح، الخوف في القلب، لا ا شك في ذلك، ولكن العضلات والاعصاب نقلته إلى الوجه، صورة لما في قلبه، فالوجه قرين القلب، في الخوف والفرح، تساءل (من ينتظر؟)، من الشقي والتعيس، الذي ينتظره (أنا)، هكذا تقول خواطره، (انه منتظر جهنم)، (سيلقي بنفسه فيها)، أنها صالة انتظار العائدين، جسد، تجسدت فيه عبقرية القبح، روعونته، وقدرته على النضوج والكمال، قبح كامل، مائة المائة، لم يترك للجمال قيد أنملة، اتقن عمله كملاك لا يعصي للإله امراً، يوم للصحة ويوم للمرض، يوم للجمال، ويوم للقبح، تفرغ لي تماماً، في رحم امي المظلم، لم ينشغل بسواي، وصل خياله المريض إلى نهاية الإطلاق في القبح، لأول مرة أرى نهاية الإطلاق، مطلق قبح، الإطلاق الذي لم تدركه المتواليات الهندسية، والخيال، قبح يجعل دونه الاشياء جميلة، كمن يشرب كأس أمر من الحنظل، فسوف يرى الحنظل حلوا.. عسلا..
                  

09-05-2006, 00:44 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: في ذلكم الضحى الرائق، ونحن نخرج من صالة القادمين بمطار الدوحة، ويغمرنا ضياء الشمس الخليجية، وتلفح وجوهنا نسائم الشتاء المداري التي تهب مندسة وسط لفحة حر من بقايا صيف يتقهقر، وتداعب أنوفنا روائح المدينة التي وطأتها أقدامنا لأول مرة، بكى أبو بكر القاضي وهو يعانق دالي، ويعانقني، ويعانق إسماعيل علم بعد طول غياب. إختلطت الأمور في الدواخل، تذكرنا الأخ والصديق الراحل، طه أبوقرجة، الذي كان قد ارتحل عن دنيانا قبل فترة وجيزة من ذلك اللقاء. أحسست بأننا جميعا تذكرناه، برابط الصداقة المتينة التي ربطت بيه وبين أبوبكر القاضي. تذكرناه هكذا، دون أن يذكر أحدنا إسمه، ودون أن يقول واحد منا أنه كان بيننا في تلك اللحظة الجامعة، وبلا كيفية. تذكرناه برابط ذلك الإجتماع الذي تم بعد طول فراق. تذكرنا أيضا، وعلى غير هيئة بعينها، الحركة الجمهورية، وجامعة الخرطوم، ومعركة "الحر المباشر، والتمثيل النسبي". وتذكرنا سنوات طويلة من التشمير، وأشياءً شيقةً أخرى. وتم كل ذلك بلا كيفية أيضا.

    في تلكم الأيام، كانت مدينة الدوحة لا تزال محتفظة بهيئتها القديمة. في أحيائها الشعبية شبه ببعض مناطق الدرجة الأولى والثانية بأحياء الخرطوم، قبل أن يتبدل حالها. الأسوار "الملطوشة" والطلاء الأبيض والأصفر، وأبواب الحديد، ومرابض السيارات داخل الحيشان، وشجرة سدر تقف في صحن الدار، وربما "طلة وردة من السور"، كما قال هاشم صديق. هذا العالم شديد التشابه، خاصة في الفضاء المتوسطي، والشرق أوسطي.

    ترتبط المدن بالناس، وتأخذ معناها من الناس. قال لورنس داريل في رائعته، "رباعية الإسكندرية": "تصير المدينة عالما قائما بذاته حين يحب المرء أحد سكانها". حين رأيت الدوحة وأستقبلتها بكل حواسي، قلت في نفسي: هنا عاش الطيب صالح، وهنا عاش أستاذنا إبراهيم الصلحي، ولسنوات طويلة. في هذه المدينة تناجيا وتسامرا، كما تسامر قبلهما بقرون، وتناجي عن قرب، كل من جلال الدين الرومي، وشمس التبريزي. ولعل الطيب صالح وإبراهيم الصلحي بقيا عالقين بذلك المكان حتى بعد أن غادراه إلى ضباب الشمال، وإلى تلك البقاع التي "تموت من البرد حيتانها". وكما قال شيخنا عبد الكريم الجيلي، قدس الله سره:

    على العهدِ من تلك المعاهدِ زينبُ، وما غيََّبَتْهَا الحادثاتُ فتحجبُ.

    كانت تلك أول مرة أرى فيها عبدالغني كرم الله، ويوم رأيته احتل في قلبي موقعا مميزا. فـ "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها إئتلف، وما تنافر منها اختلف". في الليل، وفي البيت المليء بالضيوف، كعادة بيوت السودانيين، قام أبوبكر القاضي، بتوزيع الضيوف على الغرف المختلفة، تساعده في ذلك زوجتها الراحلة شادية، عليها رحمة الله ورضوانه. فضمتني مع عبدالغني كرم الله غرفة واحدة. أمضينا ردحا من الليل في مساءلات. فقد كان هو قريب عهد بالخرطوم، وطال بي أنا العهد بها. طفقت أمطره بالأسئلة، ولم تكن أسئلة، وإنما كانت تعبيرا عن شوق بلغ الزبا فطفح، كما قال النابلسي:

    طفح الغرام عليَّ، حتى بالهوى، صرَّحتُ في حبي، لكل صبيحِ
    وكتمته، لما بدا لنواظري نورُ الخباءِ، وملتُ للتلميحِ
    وأنا الذي بهوى المليح تعممي، أبداً، ومن شوقي له توشيحي

    وهي أيضا تساؤلات المتنبيء التي يمليها الشوق تنفيسا عن الشوق، لا طلبا لإجابة:

    فسألنا، ونحن أدرى بنجد، أطويلٌ مقامنا، أم يطولُ
    وكثيرٌ من السؤالِ إشتياقٌ، وكثيرٌ من ردِّه، تعليلُ

    في حديثي مع عبدالغني في تلك الليلة كنت أشرق وأغرب، خوف أن يصبح عليَّ الصباح فنفترق قبل أن أكون قد قضيت وطري، وأشبعت فضولي، وأطفأت أوار شوقي، تخبرا عن أحوال المدينة التي أحببت، والتي ربما لم تعد هناك. فقد أحسست من مجرى الحديث أن الفنان الراقد في السرير المقابل لسريري، يعرف تلك المدينة، معرفة الخبير. ومعرفة المدن على ما هي عليه، إشْتُهِرَ بها الفنانون والكتاب دون سائر خلق الله. فأوصاف جيمس جويس التفصيلية لمدينة دبلن تعدت الأدب، لتصبح رسما تشريحيا للمدينة، أصبح يعتمده الدارسون للمدينة، في مجالات أخرى غير مجالات الأدب. فالفنانون هم خير من يعرف المدن، وخير من يصفها، وينبي عن أحوالها، المصرح به منها، والمسكوت عنه، أيضا.

    أيضا، لمست من حديثي مع عبدالغني طرفا من حال جيل الكتابة الجديد في السودان. وعرفت أن صبحا أدبيا جديدا قد أخذت تباليج فجره الأولى تتبدى. وتأكد لي ذلك أكثر، حين قرأت محسن خالد لاحقا، في هذا البورد. في تلك اليلة المباركة، أقرأني عبد الغني بعضا من قصصه، من كراسة كان يحملها، وأراني بعضا من رسوماته. وعرفت أنني إزاء شخص معطون في بحر الفن وبحر الكتابة. شخص يأكل الكتابة، ويشرب الكتابة، ويتنفس الكتابة. وعرفت أيضا، أنه شخص يأخذ صنعته في فن الكتابة، بكل الجد الممكن، وهو في عموم حاله إنما يعيش للكتابة.

    شكرا لك أخي محمد عبدالجليل على رفع إسم عبدالغني كرم الله في العالمين. ولي عودة إليكم أيها الأحباء.




    (عدل بواسطة Dr.Elnour Hamad on 07-08-2006, 07:13 م)
                  

09-07-2006, 05:34 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كنا نحلق مع عبدالغني في سماوات المعاني .. الإنسان وقواه الخفيه
    وها هي الخرطوم تصحو وهي تقرر رفض الإنتظار السلبي على رصيف
    حكومة الوحدة الوطنية التي أنشغلت بمتطلبات الطبقة الحاكمة
    على حساب الفقراء .. ظنت أنها أمنت غضبهم .. ففاجئوها من حيث
    لا تحتسب .. البعض الذي يرغب في بقاء الحال على ماهو .. منزعج
    يتساءل طيب الإنتفاضة بتودي وين؟ .. لا يهم .. كل ما نعرفه أن
    الشارع السودان قد قرر أنه لا يستطيع أن يقبل هذا الواقع الذي
    فرض عليه بلا مشورة ولا تقدير .. وقرر أن يتدخل إرادياً لتحديد
    النتائج النهائية .. ولن تكون بحال أسوأ من الواقع الراهن.
                  

09-09-2006, 03:58 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كان الشاعر جميل صدقي الزهاوي
    شاعراً عظيماً .. وثورياً أحبطه
    الواقع .. فطفق يحلق في الآفاق
    البعيدة للمخيلة .. ويخلق
    العالم الذي يشتهي ..
    رأى الجنة والنار .. والشمس في زمهرير
    ليل الشتاء .. لم ير تضاريس ظهر بروك شيلز
    (وجهاً لظهر) .. ولكنه رأي (الشمس
    تطلع من ظهر حبيبته) .. ورأى
    جماهير الفقراء تمسك قدرها بيدها
    وتصوغه بالشكل الذي يشبع
    أمانيها .. (وتزغرد الجارات والأطفال
    ترقص والصغار) .. رأى الثورة في
    حلم مالت فيه موازين القوى لصالح
    الفقراء بشكل مطلق ..
                  

09-10-2006, 07:07 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: كل المسلمات، والمعطيات، والحتميات، حين نطاردها بالأسئلة، أو نتأملها كرهبان البوذية، والمتصوفة، أو حتى قعدة شاعرية تحت شجرة بائعة شاي، أو عقيب حالات هدوء خاطفة، وذكية، ولا شعورية، تنهار، وتخر عروشها، فلاشئ ثابت، سوى (التحول)
                  

09-11-2006, 04:36 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    نعم .. لا شيء ثابت حيث هو سوى (التحول) .. فالأرض
    تدور .. والشمس تطلع كل يوم بنور جديدة وطاقة
    جديدة .. والنهر يجري (فلا تستطيع أن تستحم في
    نفس ماء النهر مرتين) .. أحزاننا تمضي .. لتحل
    محلها لحظات الأمل ..
                  

09-12-2006, 03:34 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: والله كم سعيد،
    بتلكم المداخلات الرائعة، العميقة، الساحرة... لقد أشعلت بدواخلي، نار مقدسة..
    كم حفي قلمكم بالطرب والشوق والتأمل...

    فلنقي الكلمة في بركة الأحشاء، كي تثور، من سباتها القديم... فالكتابة عمل، وحفر، وتجاوز، وسهر، وحمى، ولوعة، وجوى، وتطلع، وأمل، وعلاج، وسؤال، وحيرة، وحنان...


    حاسر الرأس عند كل جمال (يستشف من كل شئ جمالا)...

    الكلمات جسور، تربط المتخيل، بالواقع، بالموعود، بالكائن، بما سيكون، بما كان..

    جسور مع المرئي واللامرئي، والوعي واللاوعي..
                  

09-13-2006, 08:19 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: اتأمل الأشياء، لأنها أحياء، لا شيء ميت، او جاف او صلد، (خداع حواس)، كل الأشياء رخوة بيد الطفل، حتى السكين، وعتب البيت، لذا يجري حافيا، دوما، مشى عيسى على البحر، وتكلم ياقوت مع العصافير، أهذه معجزة، (اقسم بأنها بدء هبة السماء للكائن المسمى إنسانا)، تلف الالكترونات حول الذرة، كالقمر حول الارض، كالطفلة حول الام، وكالشعر حول القلب، وكالعطر حول الانف... (ثنائية الوعي والبيئة)، يتفاوت من فرد لآخر، (هناك من يتأمل الجبل، وهناك من يدرسه، وهناك من يشم رائحته) كما يوحي الطاو، وهناك من يخاطبه (هذا الجبل نحبه ويحبنا)، وهناك اشعة تجتاز الجبل، كما يجتاز ضوء الشمعة زجاج النافذة، (أن نرى الاشياء بعيون الاخرين)، لذا يأتي خطاب التأمل للجسد (كن شفافا، كي تنفذ لجواهر الاشياء، كالضوء، بل أرق، كالروح، بل أرق، وهل للروح حد) والجسد الإنساني حين يلطف (بالشعر، أو السلوك، أو الفكر، أو العشق)، يبدو كائن أثيري، بمقدوره الخروج (عن سلطان الزمان والمكان)، وإعتلاء هرم الخليقة، ممسكا بملكة (فوق طاقة الكلمات، والايحاء)، شعور عميق ينتاب مملكة الجسد كلها (حتى اصابع الاقدام يعتريها فرح فوق خطف القبل والجنس) أو (بعيوننا حين تصح من الرمد والعماء المتوارث، عبر الجينات البشرية)، فالإنسان مشروع تطور، لا متناه، لا حد أو سقف له (بل أي تصور، مهما سمى، هو حظ الإنسان)، ويظل المطلق (متمسكا بإطلاقه، عصي الفهم عصي التفسير)..
                  

09-14-2006, 06:13 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    حياة البشر على الأرض مفتوحة على مجاهيل هائلة قبل البدء وبعد المنتهى على آفاق يحلق فيها الخيال وتسبح فيها العبقرية وتغرق في لججهها العقول المكبوحة .. كانت حواء ناضرة تقابل آدم .. وحدهما في جنتهما وجهلهما .. رأت قلبه في مرآة عيونه لتكتشف ولأول مرة ذرى الدهشة وينفتح طريق الحب والمعاناة .. سيدنا نوح على ظهر الجودى وكان الطوفان.. حالة من الفصل الكامل لإغلاق فصل وبداية فصل حياتي جديد.. إخوة سيدنا يوسف ألقوه في البئر لتلتقطه القافلة وليتواصل سير التاريخ .. وأم سيدنا موسى .. وضعته في اليم .. فانبعث في قلبها الطمأنينة ليقود قافله التيه .. ويجابه الأسئلة المستحيلة والعناد الذي ليس له حدود .... العذراء وطفلها في المهد سيدنا عيسى عليه السلام وهو يكلمها قبل أن يرى الدنيا يزيل عن ذهنها العصف الذي كاد أن يطوح به .. ليس من إجابة كانت ستشفيها غير خرق الناموس وكلامه المفهوم والواضح في المهد .. عبدالغني يقول (كل الأطفال يتكلمون في المهد وإن لم نفهم كلامهم) .. عيسى تكلم إليهم باللغة التي يفهمونها .. الأطفال في المهد يضحكون ويقطبون جبينهم ويخرجون أصواتاً تعبر عنهم .. الأمهات يعرفن أكثر مغزى تعابيرهم .. يبدو لي أن هذا التواصل الصامت في غالبه هو سر عاطفة الأمومة التي لا تشببها عاطفة ..
                  

09-29-2006, 09:20 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الحيرة التي تعترى الإنسان تنبى عن غفلة عن أوعية المعرفة
    .. في القلب يسكن الحدس .. قابلية البشر لقراءة المستقبل
    لكي لا يظلوا في خوفهم يعمهون ..

    رمضان كريم .. وكل عام غوص في داخل النفس حيث الاجابات
    البكر ..
                  

09-29-2006, 08:37 PM

عبدالغني كرم الله بشير
<aعبدالغني كرم الله بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2005
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    عزيزي محمد
    كل عام وانتم بخير وصحة وعافية
    مع امنياتي لك بالسعد والصحة وراحة البال

    Quote: علبة برنجي

    ****
    كنا نبني في القرية، أختي وأنا، تحت شجرة الدار، جمعنا مجموعة كبيرة من علب الكبريت وعلبة سجار "برنجي" يتيمة، ثم جلسنا تحت الشجرة، القرية كلها، وما يحيط بها من أودية، وما تأوي الأدوية من خراف وماعز وخيران، كانت تحت ظل الشجرة، مثل شجر الجنة، تجري الحصين الأصيلة عام كامل تحت ظلها الوارف، كانت علب "الكبريت" تمثل البيوت الصغيرة، المتلاصقة، وكأنها تستمع لحكاية مشوقة، أما الجامع الشامخ وسط القرية، فقد قامت "علبة سجائر البرنجي" بدوره على أكمل وجه...

    في الأمطار الغزيرة يدخل الرعب كل البيوت، لم أجد عداوة في الكون، بل اكثر من عداوة العرب واليهود، كالعداء بين الامطار وبيتنا، كنت اتمنى ان يكون بيتنا اجمل من "بيت الله" كي أنوم مطمئن البال وأنا استرق السمع لموسيقى المطر، وليس إلى صراخها، وتهديدها ورعدها..

    كنت أخاف الأمطار بشدة، ولي العذر في ذلك، فالبيوت من طين، وأنا اعرف مدى خوف الطين من الماء حين العب به، وكيف يفقد شكله وهويته ويخر كحبوبتي، عاجزا عن النهوض بأرجل رخوتين...

    قلت لأمي: (الله بخاف؟)
    ، فردت بغضب: (لا...).!!
    واصلت أسئلتي الجادة (ولم بيته من الطوب والاسمنت؟)!!
    نظرت أمي ممتعضة، ولم تجيب على سؤالي التالي أيضاً :
    (هل له عيال طواال وكتااار؟)، توقعت ذلك لأن (الجامع طويل جدا وعريض!!)، تركت امي سؤالي يرحل، مثل أغلب طلباتي، كالضوء، إلى هناك، بعيدا عن قريتي، ويتبدد في شعاب الاثير، كالضوء ايضاً، قد تسمعه الملائكة هناك، وتجيب عليه، وقد لا..!!..

    كنت اتمنى أن اكون مؤذن القرية، كي أنوم داخل المسجد، وألعب الكرة في ظله طوال الظهيرة، وطوال الليل تحت ضوء الرتينة القوي، وأتسلق المئذنة، كي اقذف كل كلاب القرية، وأكسر "زير الشمة"، وأشاهد من عل، لوري "سعد"، داخل الحوش، وأراقب بطرب كبير صدر سعدية وهي تنكس البرندة كل فجر...

    قطع حبل افكاري اخي، وهو يأمرني: (أمشي دكان "طيفور" جيب علبة سجائر بينسون)..

    ركضت سعيدا، كي أجلب "الجامع الثاني" لقريتي تحت ظل الشجرة، سأجعله الجامع الآخر في قريتي...

    "علبة البرنجي" وضعتها في موقع "جامع الأخوان"، وعلبة البنسون تمثل جامع "الصوفية"، ولم أجد ماء للحفير، والذي تشرب منه الاغنام والكلاب والبقر والبشر، سوى "بول أختي"، أما النهر، والذي يجري غرب قريتي، بكل تعاريجه، فقد كان ينبع من "بولي"، والذي رسم أعقد التعاريج، صورة طبق الأصل..!!.

    وبصقت على القرية، بكل فمي، ولساني يصرخ كالرعد، إمطار غزيرة، ففرت الأغنام والمعاز داخل علبة "البرنجي والبنسون"، خوفاً من بصاقي...وظللت ابصق وأبصق، حتى جف لعابي...

    قال أخي الاكبر، بأن القرية ستموت، لأن الأمطار لن تنزل، وستموت معزاتنا وخرافنا، ماتت البذور بسبب الجفاف، جفاف حلقي... (غدا، سوف نذهب للمدينة)... هكذا قال أخي، بحزن عظيم..

    في المدينة، سنجمع اختي وأنا، كمية كبيرة من علب الكبريت فهناك مجموعة كبيرة من البيوت، البيوت لا تلتصق في المدينة مع بعضها، لأنها لا تستمع لحكاية مشوقة، وسنجمع ايضاً مجموعة كبيرة من السجائر، فما أكثر المساجد والكنائس والمعابد في المدن..

    بيوت الكبريت، وعلب السجارة تخاف من بعضها، فلو سربت الرياح شرارة من السجار، لاشتعلت كل الكباريت، المليئة بأعواد ثقاب متفجرة، ومتحفزة، لغريزتها الأولى (الاشتعال)!!!..

    كان العداء الغريزي في قمته، بين "علبة البنرنجي" و"البينسون"... والبيوت متلاصقة!! وحلقي جف من اللعاب، كي يطفئ اللهب المجنون المهووس!!..

    النهر، من منبعه، وإلى مصبه، كان تحت ظل الشجرة، ستحتار كل اسماكه، برؤية أطول سحابة، تظلله من المهد، وإلى اللحد!!...

    (تعالوا يا أولاد، الفطور جاهز!!)، انقضت حكاية، وتاريخ القرية، وللأبد، بنداء أمي هذا!!!....

    وعاد لعابي إلى هويته الحقيقية، بعد أن كان مطرا، غزيراً، يهدد بيوت الطين!! تدفق، بقوة، وهو يملأ تجويف فمي، ولقمة (الكسرة والطماطم وزيت السمسم والبصل)، تلامس شفتي

                  

09-30-2006, 08:19 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: عبدالغني كرم الله بشير)

    الأخ - عبدالغني .. تحياتي ورمضان كريم ..

    شكراً على الاضافة بـ (علبة برنجي) التي تصور
    حياة القرية .. والأسئلة الأساسية في الفلسفة
    التي تنطلق على لسان الأطفال فيغطي الكبار
    جهلهم بالغضب .. ولم بيته من الطوب والأسمنت؟
                  

10-01-2006, 08:36 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: كنت اتمنى أن اكون مؤذن القرية، كي أنوم داخل المسجد، وألعب الكرة في ظله طوال الظهيرة، وطوال الليل تحت ضوء الرتينة القوي، وأتسلق المئذنة، كي اقذف كل كلاب القرية، وأكسر "زير الشمة"، وأشاهد من عل، لوري "سعد"، داخل الحوش، وأراقب بطرب كبير صدر سعدية وهي تنكس البرندة كل فجر...
                  

10-02-2006, 04:41 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: في الأمطار الغزيرة يدخل الرعب كل البيوت، لم أجد عداوة في الكون، بل اكثر من عداوة العرب واليهود، كالعداء بين الامطار وبيتنا، كنت اتمنى ان يكون بيتنا اجمل من "بيت الله" كي أنوم مطمئن البال وأنا استرق السمع لموسيقى المطر، وليس إلى صراخها، وتهديدها ورعدها..

    كنت أخاف الأمطار بشدة، ولي العذر في ذلك، فالبيوت من طين، وأنا اعرف مدى خوف الطين من الماء حين العب به، وكيف يفقد شكله وهويته ويخر كحبوبتي، عاجزا عن النهوض بأرجل رخوتين...
                  

10-03-2006, 08:11 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: هذه الأيام مسكون بنص متعب، أدعو لي:

    حاليا، بكتب في نص عن (أمرأة أفريقية، تحمل طفل سعيد على ظهرها)، سندباد، يتجول بين الاحياء والبيوت، كل يوم حياة جديدة، وأفق مفتوح، ملك خلف امه المناضلة الحقيقية، يلعب بفقرات ظهر امه كبيانو، امه تضحك من الدغدغة، وهو من العزف على بيانو رأسي، من نتواءت جلد نحيف، فقرات عمودها الظهري، اصابع بيانو حي، ومجيد، عمود فقري يحمل قلب محزون وعقل منهك بعذابات بالتدبير.. وخلفها سندباد صغير، ملفوف بملاءة دمور، صارخة الألوان، كقوس قزح، طفل شقي، على وجهه الصغير، عيون بيكاسو وقلب طاغور وعقل ابن بطوطه وسقراط، يصور الاشياء كطفل، كملك، كشاعر حقيقي...

    ويمضي في رحلته اليومية، وهو يتفرج على حياة المدن، على الاكتناز، على تناقض الحياة، على حيوات البيوت والأسى، طفل يتحدث من مهده، من عرشه خلف امه، انتقل من بطنها الآمن، إلى كرسي الظهر، كي يجوب الأفاق، يبشر برسالته، فالاطفال يتكلمون منذ المهد، وليس المسيح استثناء، لغتهم هي المجهولة، لغة عظيمة، لها كنايات وجناس تبز اسطورة اللغة الابجدية، واللغات المكتوبة...
                  

10-04-2006, 04:47 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    علبة برنجي

    ****
    كنا نبني في القرية، أختي وأنا، تحت شجرة الدار، جمعنا مجموعة كبيرة من علب الكبريت وعلبة سجار "برنجي" يتيمة، ثم جلسنا تحت الشجرة، القرية كلها، وما يحيط بها من أودية، وما تأوي الأدوية من خراف وماعز وخيران، كانت تحت ظل الشجرة، مثل شجر الجنة، تجري الحصين الأصيلة عام كامل تحت ظلها الوارف، كانت علب "الكبريت" تمثل البيوت الصغيرة، المتلاصقة، وكأنها تستمع لحكاية مشوقة، أما الجامع الشامخ وسط القرية، فقد قامت "علبة سجائر البرنجي" بدوره على أكمل وجه...

    في الأمطار الغزيرة يدخل الرعب كل البيوت، لم أجد عداوة في الكون، بل اكثر من عداوة العرب واليهود، كالعداء بين الامطار وبيتنا، كنت اتمنى ان يكون بيتنا اجمل من "بيت الله" كي أنوم مطمئن البال وأنا استرق السمع لموسيقى المطر، وليس إلى صراخها، وتهديدها ورعدها..

    كنت أخاف الأمطار بشدة، ولي العذر في ذلك، فالبيوت من طين، وأنا اعرف مدى خوف الطين من الماء حين العب به، وكيف يفقد شكله وهويته ويخر كحبوبتي، عاجزا عن النهوض بأرجل رخوتين...

    قلت لأمي: (الله بخاف؟)
    ، فردت بغضب: (لا...).!!
    واصلت أسئلتي الجادة (ولم بيته من الطوب والاسمنت؟)!!
    نظرت أمي ممتعضة، ولم تجيب على سؤالي التالي أيضاً :
    (هل له عيال طواال وكتااار؟)، توقعت ذلك لأن (الجامع طويل جدا وعريض!!)، تركت امي سؤالي يرحل، مثل أغلب طلباتي، كالضوء، إلى هناك، بعيدا عن قريتي، ويتبدد في شعاب الاثير، كالضوء ايضاً، قد تسمعه الملائكة هناك، وتجيب عليه، وقد لا..!!..

    كنت اتمنى أن اكون مؤذن القرية، كي أنوم داخل المسجد، وألعب الكرة في ظله طوال الظهيرة، وطوال الليل تحت ضوء الرتينة القوي، وأتسلق المئذنة، كي اقذف كل كلاب القرية، وأكسر "زير الشمة"، وأشاهد من عل، لوري "سعد"، داخل الحوش، وأراقب بطرب كبير صدر سعدية وهي تنكس البرندة كل فجر...

    قطع حبل افكاري اخي، وهو يأمرني: (أمشي دكان "طيفور" جيب علبة سجائر بينسون)..

    ركضت سعيدا، كي أجلب "الجامع الثاني" لقريتي تحت ظل الشجرة، سأجعله الجامع الآخر في قريتي...

    "علبة البرنجي" وضعتها في موقع "جامع الأخوان"، وعلبة البنسون تمثل جامع "الصوفية"، ولم أجد ماء للحفير، والذي تشرب منه الاغنام والكلاب والبقر والبشر، سوى "بول أختي"، أما النهر، والذي يجري غرب قريتي، بكل تعاريجه، فقد كان ينبع من "بولي"، والذي رسم أعقد التعاريج، صورة طبق الأصل..!!.

    وبصقت على القرية، بكل فمي، ولساني يصرخ كالرعد، إمطار غزيرة، ففرت الأغنام والمعاز داخل علبة "البرنجي والبنسون"، خوفاً من بصاقي...وظللت ابصق وأبصق، حتى جف لعابي...

    قال أخي الاكبر، بأن القرية ستموت، لأن الأمطار لن تنزل، وستموت معزاتنا وخرافنا، ماتت البذور بسبب الجفاف، جفاف حلقي... (غدا، سوف نذهب للمدينة)... هكذا قال أخي، بحزن عظيم..

    في المدينة، سنجمع اختي وأنا، كمية كبيرة من علب الكبريت فهناك مجموعة كبيرة من البيوت، البيوت لا تلتصق في المدينة مع بعضها، لأنها لا تستمع لحكاية مشوقة، وسنجمع ايضاً مجموعة كبيرة من السجائر، فما أكثر المساجد والكنائس والمعابد في المدن..

    بيوت الكبريت، وعلب السجارة تخاف من بعضها، فلو سربت الرياح شرارة من السجار، لاشتعلت كل الكباريت، المليئة بأعواد ثقاب متفجرة، ومتحفزة، لغريزتها الأولى (الاشتعال)!!!..

    كان العداء الغريزي في قمته، بين "علبة البنرنجي" و"البينسون"... والبيوت متلاصقة!! وحلقي جف من اللعاب، كي يطفئ اللهب المجنون المهووس!!..

    النهر، من منبعه، وإلى مصبه، كان تحت ظل الشجرة، ستحتار كل اسماكه، برؤية أطول سحابة، تظلله من المهد، وإلى اللحد!!...

    (تعالوا يا أولاد، الفطور جاهز!!)، انقضت حكاية، وتاريخ القرية، وللأبد، بنداء أمي هذا!!!....

    وعاد لعابي إلى هويته الحقيقية، بعد أن كان مطرا، غزيراً، يهدد بيوت الطين!! تدفق، بقوة، وهو يملأ تجويف فمي، ولقمة (الكسرة والطماطم وزيت السمسم والبصل)، تلامس شفتي

    عبدالغني كرم الله
                  

10-04-2006, 05:13 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    دعـــــوة هادئــــة في نصــــوص متأملـــة:قـــــراءة في (آلام ظهـــــر حـــادة) لعبـــدالغنــــي كــــرم الله
    هناك دواعي متعددة للكتابة لدى الكتاب ربما منها قول رأي او محاولات اصلاح او عرض حالة وفي كل الاحوال تبقى المتعة، اي متعة الكاتب في الكتابة كهاو ومحب لها بجانب امتاع القارئ نفسه بفن القراءة، تبقى هذه المتعة جزئاً يتغلل في كل تلك الاسباب ولكن عند عبدالغني كرم الله تجد متعة الكتابة وفن عرض الفكرة هي الاساس المحرك لقلم الكاتب. فتجده يكتب بهدوء يحسد عليه. ولكاتب تكون المتعة كفن دافعه فمن الطبيعي ان يكون مدخل عرض الفكرة هو التأمل.



    وفي تأمله العميق والهادئ ذاك هو لا يقلب اوجاعك ولا يتهمك بالقصور ولا يطلب منك التبدل ولا يحاول اقناعك بغير ايمانك، فقط هي دعوة منه للنظر للاشياء ليس من وجهة مختلفة ولكن من طاقة صغيرة تبعث النور والامل وتحملك على تقدير محاولك في الحياة مهما صغر حجمه او دوره.



    والتأمل من تلك الطاقة في مجموعة (آلام ظهر حادة) التي تتكون من اثنتي عشرة قصة قصيرة، يبدأ من الاختيار الفريد للكاتب لرواته، فالراوي يمكن ان يكون زوج حذاء او ماعز او رائحة الطمي. لتجد هذا الراوي الفريد والناعم يبعث نفسك على الابتسام وانت تنظر للاشياء من وجهته هو فاتحا قلبك للتسامح والرضا مع كل ما حولك من هواء وروائح وبشر وكائنات، نابذا الانانية وباعثا الحياة حتى في الجماد، لتقلب الغلاف الاخير وقد تم تصالحك مع كل الكون بشرا وطبيعة.



    رواته كانوا، زوج حذاء رجالي، حمار، رائحة الطمي، ماعز، قصة (كتاب) حجر، طفل، وراو يتأمل عود بخور وهو يحترق، راو يحكي عن طفل صغير في رحلته مع امه وراو يحكي عن امرأة ضعيفة.



    هؤلاء الرواة كانوا اداة عبدالغني الاولى للدعوة للتأمل فكلهم يمثلون تلك الفتحة الصغيرة التي تتيح للضوء ان يدخل ليتغلل في كل الاشياء ناشرا الرؤيا والتسامح مع كل التفاصيل التي تسعد بأن تضئ من تلقاء نفسها لتعرف نفسها بنفسها.



    في(آلام ظهر حادة) بعث عبدالغني في حذائه الراوي الحياة، فجعل له طولا وعرضا وظهرا، وآمالا واحلاما يسعي لان تتحقق، يحس الوحشة والرفقة ويتألم من القسوة. وكان الحذاء اداة للتجول على عدد من الحالات الاجتماعية وهنا الاداة ليست للاصلاح الاجتماعي ولا دعوة لان نرى الفوارق الاجتماعية بين البشر ولكنها دعوة ان نرى الاشياء ونحسها ونفكر في كل ما حولنا حتى لو ان الحذاء ندوس به على الارض.



    وفي (رائحة الطمي) و(توبيخ حبيب) في الاولى الراوي الرائحة نفسها وفي الثانية الراوي قصة تحادث من سيقرؤها. وعندهما تحس انهما كائنان حيان، يمكنهما ان يحدثا مجموعة من الاحاسيس والانفعالات الباغثة على الحياة وقد استخدمها الكاتب انها بطبيعتها تستطيع التغلغل في النفوس داعية بنعومة ولطف من تداخله للاعتراف بالضعف والجمال والحيرة دون تصنيف او مواجهة.



    اما الحمار والماعز في (حمار الواعظ) و(الحذاء ملك الغابة)، فهما دعوة ناطقة من غير ناطقين للرفق بما حولك في البيئة ويمكن لقصة (الجزار ملك الغابة) ان تكون دستورا للنباتيين.



    وعندما اختار عبدالغني ان يكون الراوي من (البني آدميين) كان الراوي طفلا لانه يظل يمثل فتحة الضوء الصغيرة التي تتيح التأمل في عالم الكبار (البني آدميين) ورغم ان رواته بهذا التعدد الخارج عن كونهم بشرا الا انه اضاف لهم نكهة ملحت القصص فعندما يكون الراوي مذكرا كالحذاء الرجالي مثلا فانه يتلبس شخصية رجل وتهفو نفسه للاحذية النسائية وينتظر لقياها لما تفعله فيه من افاعيل ولكنه عندما يكون الراوي بصفة المؤنث كالماعز مثلا فانه يستعيض عن وصف مشاعرها كانثى، وهي الراوي، بوصف مشاعر التيس نحوها، ولكن تبقى كنكهة مليحة تدعو للابتسام وتلبيس الروح والاحساس لكل ما حولنا.



    وكل القصص تنأى عن حكي الحكاية او الحدوتة وتسوق لك متعة الكاتب في التأمل. وحتي قصة (استدراج الفرشة لعرشها المجيد) التي يرويها راو عن امرأة تأخذ شكليا قالب القصة الحدوته، ولكنها كانت دعوة للتأمل ان الامنيات المادية تكبل اكثر مما تحقق امنا او سعادة وحين يظن المرء ان امانيه المادية قد تحققت تكون للكون تصاريف اخرى للتحرر والتحليق في فضاء الروح.



    وفي كل قصة يضعك عبدالغني امام الراوي الذي يمكن ان يكون شيئا صغيرا في حياتك ولكن ذو رؤيا كبيرة وتكاد تكون شاملة.



    وفي كل قصة تنتبه مع الكاتب انك مراقب من كل ما حولك وكل الاشياء التي لا تعيرها انتباها في العادة وهي مرشحة ان تعرف اسرار حياتك ودقائقها وتسأل نفسك ماذا لو باحت بما تعرف ولا تجد غير الابتسام والرضا عنها لانك في الواقع مطمئن انها لن تبوح ولكن يكفي ان اثارة مثل هذه الفكرة سيدعوك بكل لطف ان تفكر، كما تفكر في نفسك، في كل الآخرين من بشر واحجار واحذية وهواء وروائح وحيوان وحتى كتاب ترفعه من على الرف لتقرأه.



    ورغم انها مجموعة قصص الا ان الوحدة بينها واضحة والخط فيها عموما واحد فكأنها لحن واحد لا نشاز فيه.



    واختيار ترتيب القصص في المجموعة كان اختيارا ممهدا للافكار والتأمل، ليس فيه استدراج. فالمجموعة تبدأ بملحة الحذاء الرجالي الذي يتحدث عن مشاعره وحاله يتقلب لتبدو وكأنها مزحة ولكنها بعدها الغوص مع عبدالغني رويدا رويدا ونزحف نحو القصص الاخرى في عوالم تأمله في الدنيا والكون حتى يوصلنا لعمق بعيد في التأمل والايمان في القصة الاخيرة (رقص على طبول النسيم) لنتأمل معاني مثل الغناء والخلود والروح والبدن والماضي والمستقبل.



    (... الي اي موسيقى يرخي هذا الدخان اذنه...، صوت دافئ لا تحس به سوى اذن القلب، صوت نفخ الحياة في الطفل والزهرة والذهن).



    (...وترى الجبال، تحسبها جامدة، وهي تمر مر السحاب... مر الدخان... مر الزمان... مر المكان.... مر الانسان).



    ويظل عبدالغني كرم الله في كل قصة متوحدا مع لغته المتواءمة مع كل فكرة وتأمل مع اختلاف الرواة. متوحدا مع هذه اللغة الخاصة بوعي ولكن ليس فصاحة وبلاغة ولكن روحا واحساسا فاللغة عنده كأنها اصلا لم تكن موجودة ولكنها ولدت ونبعت من الفكرة، مما يجعل اللغة عنده هي الروح التي تطوف بك في عوالم التأمل والتسامح والرضا والترفع عن صغائر الكبر واسباب الظلم عند البشر.



    اماني ابوسليم
                  

10-05-2006, 06:58 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    صحيفة العرب اليوم (الأردن)...

    عبد الغني كرم الله..الخرافة والرمز والافكار وعالم الفن للفن



    بيروت-رويترز

    نجد في مجموعة "آلام ظهر حادة" القصصية للكاتب السوداني عبد الغني كرم الله اجواء متنوعة تقوم في غالبها على عمليات تشخيص على نمط المثل الخرافي وبما يذكّر بالرمز حينا وما هو فوق الواقع حينا آخر.

    واذا كان كثير من كلام الكاتب هادفا يرمي الى نقد عام او اصلاح او انتقاد لامور وخلقيات وتصرفات بشرية.. ففيه ايضا نماذج تجعله يبدو للقارىء اقرب الى ما يشبه مدرسة الفن للفن. الا انه ممتع في غالب ما يأتي به. هو في نهاية الامر يكتب افكارا وفي احيان كثيرة يكتبها بنفس شعري حي كما في قصة "ارجل الالم" مثلا.

    صحيح ان في تراثنا الادبي العربي ما يشبه ذلك خاصة في ما ترجمه عبد الله ابن المقفع واعطاه اسم "كليلة ودمنة" مثلا.. لكننا قد نجد لنتاج كرم الله صلة قربى اكثر وضوحا بكتابات حديثة بينها مثلا اعمال للكاتب السوري زكريا تامر.

    وقد اشتملت المجموعة القصصية على 12 قصة في 183 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

    عالم قصص كرم الله تضج فيه اشياء وكائنات بينها الحيوان والنبات والانسان طبعا. واذا سلمنا بأن الانسان هو غاية كل هذه الاشياء ونهايتها فلا بد من ان نلاحظ ان حضوره "المباشر" في المجموعة قليل الى حد بعيد وسط هذه الكائنات المتعددة. الا انها كلها مشبعة به تتكلم عنه غالبا وتتحدث بلسانه في احيان كثيرة.

    بعض عناوين القصص بليغ في ما يرمي اليه. من هذه العناوين "كلبة فاطمة" و"حمار الواعظ" و"رائحة الطمي" و"الجزار ملك الغابة" و"استدراج الفراشة لعرشها المجيد" و"الدجاجة اقوى من الاسد" و"جزيرة النمل" وغير ذلك.

    نبدأ لا من البداية بل من قصة ابعد منها بكثير اي بقراءة قصة "حمار الواعظ" مثلا حيث يقول "انا حمار الواعظ. وللحق لولا صبري الوراثي والحبل الذي يشدني كالوتد الى جذع شجرة في ظهيرة تلك الجمعة لدخلت غاضبا ذلك المكان الكبير الضخم والذي تعلوه مئذنة عالية وشققت الصفوف الى المنبر ثم ادير ظهري له وبكل قواي ارفس الواعظ والذي كان يعلو صوته وهو يتكلم عن الرفق بالحيوان.. ثم انهق نهيقا كبيرا تسمعه عبر مكبر الصوت الانس والجن تعبيرا عن ثأري.. فآثار السوط وكدمات العصا على ظهري التعيس وخلو زريبتي من اي برسيم او قش منذ اسبوع كامل كانا مبررا كافيا لرفستي هذه. وكما قلت فأنا حمار الواعظ "الشيخ جاد الله" وهو يتقن الوعظ في الموت والفتن والنار ومكارم الاخلاق وهي خطب سليمة اللغة موزونة ومتقنة السبك فقد شهد ظهري التعيس بروفات منها."

    تبدأ قصص المجموعة بشكل نموذجي ويمكن ان نستدل منها على نمط كتابة كرم الله. القصة الاولى مثلا حملت عنوانا هو "هدية عنصرية". وبطل القصة هنا حذاء او فلنقل انه القصة كلها. يحدثنا هذا البطل بصيغة المتكلم فيقول "انا زوج حذاء رجالي مقاس 42 ومشكلتي بدات مساء الاحد الموافق الاول من نيسان 1997 اي قبل ثلاثة اعوام." ولربما تساءل القارىء ان كان تاريخ الاول من نيسان قد ورد هنا صدفة ام ان الكاتب اختاره عن عمد لانه "يوم الكذب" وهل يقصد بالكذب الخيال نفسه وهو هنا "جامح" الى حد ما.

    اضاف "فقد كنت قبل هذا التاريخ ممتلىء الوجنات ولين البطن والظهر واقطن فترينة هادئة في شارع الجمهورية." وكان سعر هذا الحذاء "البورجوازي" غاليا مما لا يسمح لاصحاب الارجل الخشنة المتسخة "بشرائي وامتطائي في اعمالهم الشاقة ومشاويرهم الطويلة واستغراقهم اثناء سيرهم في مشاكلهم اليومية الوافرة مما يعرضني للانغمار حتى سيوري في البرك والاصطدام بالحصى والبعر وعلب الصلصة وذلك لان هذه الارجل الكريهة الرائحة لا تقطن الا هذه الاحياء ذات الازقة الضيقة المتسخة."

    ويتحدث عن ولادته في المصنع الحديث وعرضه بعد ذلك في الواجهة الى ان اشترته امرأة لحبيبها "وهكذا صرت انا عربون هيام بشري ولكن ما الضير في ذلك فسيعاملونني برفق." وقد "لاحظت خفة وزن بني آدم حين يسير مع المحبوب. انه يكاد يكون بلا وزن." وننتقل الى القصة التالية وهي "الاحد الحزين" حيث تسلل "حرامي" الى الدار وسرق الحذاء متوهما انه شيء ثمين "لانني كنت انام... داخل صندوق مزين باهداء من حبيبته." الحرامي صار يعامل الحذاء بقسوة. في قصة "استرقاق هدية" يحدثنا عن تفاصيل قرار المرأة المستلقية في حمامها شراء حذاء لحبيبها فيقول واصفا ما اعتبره مأساته "وكأن شيئا لم يكن وكأنها لم تقرر اعدام كائن حي مرهف."

    وقصص الحذاء هذه مترابطة تؤدي الواحدة منها الى الاخرى. في قصة "من هو الحذاء الاكبر" شعور بالرثاء لحال هذا الانسان. تبدأ القصة بالتساؤل عمن هو الحذاء فعلا. يقول عن الرجل الذي اصابه مرض "ها هو نائم في السرير. انه مريض بحمى. تعجبت من حياته." يروي لنا قصة الرجل وعذاباته ويسأل "من هو الحذاء والذي تمتطيه عشرات الارجل هو ام انا?"

    في "قمر من جلد بني وبطن اسود" تجربة جديدة مريحة للحذاء فقد انغرس في مكان كانت قد انكسرت فيه زجاجة خمر. "شعرت بدوار خفيف. بدأت الامي وهمومي تخرج سوداء كالدخان من مسامي... شعرت بخدر لذيذ وكأن الشوك والحصى لم يخلقا قط." وشعر بجاذبية تشده الى اعلى "وكانني امتطي الارجل وليست تمتطيني."

    في "ارجل الالم" كتابة شعرية لافكار عديدة وتساؤلات عميقة. يبني الكاتب على التوازي الذي يقوم بين الروح والجسد.. يرتفعان معا او يسقطان معا. احدهما يشد الاخر الى اعلى او يجره نزولا الى ادنى. يتحدث عبر الحذاء عن شقاء الانسان وكدحه وبداية ضعفه وعجزه بعد عمر معين. انسان مريض لكنه مضطر الى الذهاب الى عمله كي يطعم عائلته. يقول "انه يجر جسده... يجر عبئا ثقيلا (كم عبء هذا الجسد حين يمرض او يعشق او يسجن او يحرق او يضرب)... فقدت الاشياء نضارتها... كل شيء يثير فيه الاشمئزاز والغثيان... اين تلك الروح التي كانت تحمل الجسد وتجري به... اليس هناك بديل لهذه الحياة ان لا يمرض الجسد والا يجوع ولا يفنى تحمله روح معذبة مثله كي يعمل."

    الالم عامل فعال مغيّر قد يوحّد ويصهر. "سقطت كل الاعتبارات من عينه... لا مجد ولا شرف... احس بالنفوس المعذبة... احساسا صادقا بل بحنان بالغ وكأنه هم. كلهم ارواح معذبة ففي الظلام تتشابه القطط وفي الالام تتقارب النفوس... امتلأ بالالم.. صار كيسا من الالم. لن يصل. لقد خرّ الجسد. لم يعد قادرا على سماع الروح."

    2006-02-01

    (عدل بواسطة Mohamed Abdelgaleel on 10-05-2006, 07:03 AM)

                  

10-07-2006, 04:55 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    جريدة الوطن القطرية

    الأشياء تستعيد سلطتها التي سرقتها الثنائيات المتعارضة

    كتب ـ محمد الربيع

    السرد قصا كان أو رواية‚ يعيد الاعتبار للتفاصيل والأشياء‚ ويخرجها من عزلتها في الكون‚ ويدخلها إلى موسيقى الوجود الكلية‚ التي يأخذ فيها أي عنصر موقعه الحقيقي‚ ويوحي ويدل ويشع على السياق بأكمله‚

    والأشياء لا تعيش في عزلة إلا في ذهننا السائد‚ لأنها في الحقيقة مرتبطة حيويا بالإنسان وبوجوده منذ بدء الخليقة‚‚‚ إلا ان خطاب الثنائيات المتعارضة‚ القائم على النظر إلى العالم وإلى الحياة بوصفة حصيلة لصراع أو حوار قطبين بين كوكب الفعل والمفعول به‚ مسخ الاتساق النغمي لحركة الاشياء في سمفونية الوجود الكلي‚ ووحدتها الجمالية‚

    والقاص والكاتب السوداني عبدالغني كرم الله‚ في كتابه «آلام ظهر حادّة» الصادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر يعيد الاعتبار إلى جذوة الاشياء‚ التي سرقها خطاب الثنائيات المتعارضة‚ ويكشف عن الجمال المخبوء وراء مصداته السميكة التي تمنع تبخر روائحها‚ واصواتها وملامحها‚ بالسرد‚

    فابطال كرم الله في «آلام ظهر حادّة» ليسوا شخوصا من لحم ودم‚ يديرون حركة الحياة والعالم من موقع الفاعل‚ وتكتفي الاشياء بالاستجابة والتلقي السالبة لأوامر الفاعل‚ بل هي اشياء تكشف عن سطوتها وسلطتها في المشاركة في إدارة مصير الإنسان‚ لذلك هي أحذية‚ وطمي‚ واحجار‚ ونهيق حمار وحنين كلبة‚ حررها الكاتب بواسطة السرد من غيابها‚ وجعلها تضج بالروح والأشجان والهواجس‚ في مملكة تتبادل فيها الكائنات الفعل والتأثير والشعور‚ في خطاب جمالي محض‚ متحرر من اكراهات الايديولوجيا وسطوة الثنائيات المتعارضة لذلك يصرخ «الحذاء» بطل النص الافتتاحي للمجموعة الذي يحمل عنوان: هدية عنصرية:

    ولا يحق لنا المطالبة أو حتى مجرد الحلم بأن نكون على الرأس مثل الكاب‚ أو حول خصور النساء كالأحزمة‚ أو في الأيدي مثل كتاين الساعات والأسورة‚ وبأننا لم نخلق إلا للوطء والدوس‚ وحقا لماذا لا يولد بني آدم واحذيتهم بأطراف أرجلهم مثل حوافر الحمير‚ وأظلاف الماعز‚ ونُكفى شرهم‚ وكأنهم طردوا من جنة الرحم قبل نضوج حوافرهم‚ فأخفوا عاهتهم بانتعال الحذاء‚ طوبى للأحذية في بطون الحوامل‚ فهي عذراء وملساء من أرجل الأجنة وبطش المسامير‚ فلم اسمع كشكشة صندوق الإسكافي تتسلل من بطن الحامل‚ فالطبيب يذهب حيث يكون المرضى‚ وكفى الله أرجل الجنين شر الترحال في سبيل القوت‚ أم ضرب على بني آدم السعي في فجاج الأرض لجهلهم بمواقع خزائن الله وأسراره‚ فالموتى ينعمون بحياة رغيدة في جوف القبر‚ بلا حذاء أو ماء أو نور أو سلطان‚ ما أشد فقر بني آدم‚ فذاته لا تكفيه‚ وكأنه ولد ناقصا‚ لم لا يكون مثل شجرة النيم‚ في قوتها وصبرها وموتها‚ فهي لم تخط في حياتها خطوة واحدة من مسقط رأسها وحتى حتفها‚ ولم تجر بدمها الأخضر غريزة الترحال‚ ومع هذا‚ عاشت طويلا‚ فنبتت برعما طريا‚ ثم أورقت وأزهرت وأثمرت‚ وتمتعت جذورها بمص طين الأرض الطيب‚ وحين تموت‚ تموت واقفة‚ وكأنها تسخر من الفناء‚ «انتصب حتى تسقط بصورة أفضل»‚ أما بني آدم فيحتاج للسكين والحذاء والبطانية والكتب والنبوءات والنور حتى يقضي وطره السرمدي‚ ولا يتردد الحذاء في الرثاء لمرتديه الذي لا يستطيع الاصغاء لانكاراته الخفية وهو يصدح بمونولوج طويل:

    لا أخفي عليكم سرا‚ كم من المرات كنت أرثي لهذا الكائن ذي الرجلين‚ الذي يبدو كتلة من هم‚ بلا هدف‚ حيران‚ يتسكع كقارب بلا حبل‚ في بحر حياه متلاطم‚ الأرزاق‚‚ المجهول‚‚ الخوف‚‚ كينونة الوجود‚‚ الجوع والبرد‚ تركبه مثلي ملايين الأرجل‚ يتصبب عرقه في جسمي‚ فأشعر بملوحة وحموضة أحشائه‚ محروق بسجن الغرائز‚ سجن لا فكاك منه سوى الدخول بباب الموت إلى عالم آخر‚ لا يهمني ذلك العالم‚ لا شكله‚ ولا ماهيته‚ ولكن هل يا ترى فيه شوك‚ وحصى‚ وهل ما زال بنو آدم يمتطون الأحذية‚ أم تظل الأرجل عذراء ولدنة‚ كأرجل الأجنة في الأرحام‚ ولم يخرج من ذلك الباب أحد‚ حتى أرى هل برجليه حذاء معفر؟!

    في الصبح‚ وقبل أن تهجر الطيور أعشاشها‚ وتمضي بلا أحذية في طلب قوتها المقدور‚ حشرتُ بداخلي الرجل‚ قدر لا فكاك منه‚

    أما «رائحة الطمي» فتنثر كنانتها من الشعور والمشاعر‚ وتكشف عن قراءتها لخرائط الإنسان‚ عبر مونولوج‚ استعار له الكاتب قاموس الحواس‚ ليعبر بها حدود الخطاب وسجونه‚ ويجعلها تقدم في سردية محكمة مشهدها الكامل المتكامل:

    ومع هذا فهي الرائحة الوحيدة التي تثير غيرتي‚ كما أني احتل موقعا أثيرا في أنف فضل الله‚ فهو حين يستنشقني‚ يسرح بعيدا‚ في حديقة أعماقه‚ كما لو أن بداخله حياة حقيقية‚ أرق وأنضر وأعمق مما هي عليه بالخارج‚

    وأما الرجل الوحيد‚ والذي اعترفت كل الروائح‚ حقيرها وجليلها‚ بأنها لا تحرك فيه ساكنا‚ «ولا شم لمن تنادي» فهو رجل قوي البنية‚ عميق التفكير‚ يجلس في أحد الميادين الرئيسية بالمدينة‚ وقد ظل يجلس مدة تفوق الخمسين عاما بلا حراك‚ فهو يجلس على حجر ويحدق في الأرض‚ حتى الطيور‚ والتي جعلت من صلعته عشا لها‚ لم تكن لديه الرغبة في طردها من وطنها الصغير‚ ولا يرفع رأسه البتة‚ وكأنه مل ما يجري حوله‚ أو يؤثر عليه اجترار الذكرى‚ فسيماء وجه تنم وكأنه يراقب حربا بداخله‚ بين نفس بهيمية هيمنت على ما سلف من أيامه‚ وعقل منزو‚ وان كان متوقدا‚ فقد اقتصر دوره على الندب وشق الجيوب ولطم الخدود‚

    وكنت أقف عند أنفه ساعات طويلة‚ ولا أرى في شعيرات مناخيره الدموية أي أثر لزيارتي‚ وحقا «أكرم محدثك بالإنصات إليه» وأقرع يفتح لك‚

    أما بطل «جزيرة النمل» فهو حجر‚ يؤرخ لتاريخ الاختلال في خريطة الوجود‚ من خلال تراث الاقصاء والالغاء والنفي‚ وتحويله إلى مجرد مفعول به في مجرة الثنائيات المتعارضة‚‚ فيصرخ في مسرح الوحشة‚

    أنا حجر‚ مجرد حصى أملس‚ وحجمي كما قلت‚ يمكن أن تحتويه يد طفل لا يزال يتعفر بالتراب حردا ان قضمت شقيقته جزءا ضئيلا من بسكويته المتآكل الأطراف بلعابه‚ بالرغم من أني عمري مقارنة بهذا الطفل الباكي‚ مثل عمر حصة التسميع لطيش الفصل‚ وعمر البرق‚ كنت قبل هذا‚ حجرا ضخما وذا نتوءات حادة‚ لا يقوى على حملي كل من هب ودب‚ ولكني استسلمت لصروف الدهر‚ فجعلني أملس الوجه وحقير الوزن‚

    والآن أنا ملقى في قارعة الطريق‚ لا يكترث بي سوى بعض الصبية وإطارات السيارات‚ وأيادي الأطفال الأشقياء‚ والتي تقذفني بشدة بعضها نحو بعض‚ أو نحو كلب نائمة فتنته تحت سيارة معطوبة‚ وقبل أن ألقى في قارعة الطريق‚ كنت أسكن على ضفاف النهر‚ تغسل جسمي الاملس أمواج النهر‚ إلى أن قرر أحد أثرياء المدينة بناء دار مخيم‚ فحملنا على ظهر اللوري حتى نصب في أعمدة الدار الاسمنتية‚

    ولقد كنت سعيدا لأنني سأكون جزءا من بناء شاهق‚ انظر إلى العالم من عل‚

    وهكذا يستمر عبدالغني كرم الله في إعادة بناء سردية الكون والحياة في ضوء تقاطع الأشياء والتفاصيل والشخوص في وحدة وجود عرفانية وجمالية‚ يستعيد فيها الكل شخصيته ورائحته وصوته‚


    مشروع للتسامح تتبناه بلدية في أمستردام

    أمستردام ـ رويترز ـ الكسندر هادسون ـ تسير فاطمة العتيق نائبة رئيس البلدية في الحي الذي تمثله في شرق امستردام وهي ترتدي قميصا من اللون الازرق الساطع كتب عليه «مرحبا بالجار» محيية المارة ايا كانت اعمارهم أو أصولهم العرقية‚

    وتصطف متاجر الاطعمة الغريبة في الشوارع المزدحمة التي تحمل اسماء مثل شارع جاوة وشارع سومطرة وهي أماكن تبدو مختلفة تماما عن القنوات والجسور والمنازل في وسط امستردام التي تصور في بطاقات المعايدة‚

    ومهمة العتيق في منطقة زيبرج متعددة الاعراق هي القضاء على التشكك المتبادل بين الجاليات المختلفة والذي تزايد بشدة بعد قتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ قبل عام اثناء توجهه الى عمله على دراجة قرب هذا المكان‚ وفان جوخ (47 عاما) وهو قريب للرسام الشهير في القرن التاسع عشر فينسينت فان جوخ كان من أشد منتقدي الاسلام وتلقى تهديدات بالقتل بعد فيلمه «الخضوع» الذي يتهم فيه الاسلام بأنه يتغاضى عن العنف ضد المرأة‚ وقالت العتيق (32 عاما) وهي هولندية من أصل مغربي وترتدي الحجاب الاسلامي «القتل بدد الكثير من التسامح غير الحقيقي»‚

    وأضافت «لكن الناس تجمعوا على الفور ليقولوا انها ايا كان ما يحدث هذا حينا ونريد حمايته‚ ونظموا كل اشكال التجمعات والمناقشات وربما يحدث شيء جيد بعد هذه المأساة»‚

    وكان قتل فان جوخ بشكل وحشي يوم الثاني من نوفمبر من العام الماضي بيد محمد بويري وهو متشدد اسلامي هولندي من اصل مغربي وتهديدات بالقتل لزعماء سياسيين ثبتت بسكين في جثته قد اثارت اضطربات عميقة في المجتمع الهولندي وموجة مضادة مناهضة للمسلمين‚

    وفي الاسابيع التالية لقتله وقعت عشرات الهجمات على مساجد وكنائس في اعمال عنف متبادلة‚

    ووجدت هولندا التي كانت من قبل تشتهر بتسامحها نفسها توصف بانها الدولة التي فشلت في تحقيق تكامل المهاجرين في المجتمع وتعاني الان من عواقب ذلك‚

    واعادت السلطات على الفور حالة من الهدوء المشوب بالحذر لكن العديد من الهولنديين المسلمين يقولون انهم يشعرون بحالة جديدة من الافتقار للتسامح تعمقها كل غارة جديدة تشنها الشرطة لاعتقال نشطاء‚

    وقالت العتيق «الحكومة الوطنية فازت في الانتخابات بتأكيدها على جميع المشكلات التي تظهر في ضواح مثل هذه»‚ وهي مثل العديد من الساسة المحليين ومنهم جوب كوهين رئيس بلدية امستردام تشعر ان حكومة يمين الوسط عمقت التوترات بانتهاج سياسة متشددة تركز على تنفيذ القانون على حساب سياسات مكافحة التمييز‚ وتولى المسيحيون الديمقراطيون السلطة من حزب العمل في عام 2002 وسط موجة مناهضة للمهاجرين في اعقاب مقتل الزعيم الشعبي بيم فورتوين‚ وتضم هولندا التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة نحو مليون مسلم يتركزون في المدن الكبيرة نحو ثلثهم من أصول مغربية‚

    لكن العتيق أكدت ان المسؤولية تقع كذلك على عاتق المهاجرين واطفالهم في أن يظهروا انهم يرغبون في أن يصبحوا جزءا من هذا المجتمع‚

    واقترحت وزيرة الهجرة ريتا فيردونك في الفترة الاخيرة حظر ارتداء النقاب الذي ترتديه قلة من المسلمات ودافعت عن اقتراحها مشيرة الى اعتبارات أمنية‚ لكن العتيق تعترض على النقاب لأسباب أخرى‚ تقول «النقاب يوجه رسالة مفادها أنا لا أريد ان أكون جزءا من هذا المجتمع»‚ وأضافت انها ستسعى لمساعدة أي امرأة يفرض عليها رجل ارتداء النقاب‚ وأضافت ان المسلمين هنا يجب ان يكونوا ظاهرين للعيان ومنخرطين في المجتمع‚

    وزاد قتل فان جوخ من الحاجة الملحة لعمل مشروعات تكامل على مستوى القاعدة في مختلف ارجاء المدينة‚

    وعلى الطرف الغربي لامستردام يتلقى مشروع اي‚ان‚أي‚بي الصبية المراهقين الهولنديين من أصل مغربي الذين خالفوا القانون أو يخشى ان يخالفوه لتعليمهم اصلاح معدات المستشفيات مثل المقاعد المتحركة وتسليمها بأنفسهم في قرى وبلدات مغربية‚ ويوضح مصطفى بابا أحد منظمي المشروع ان هذه الرحلة تحقق عدة أغراض‚ فالشبان يصدمون في بادئ الامر من مشاعر العرفان التي تغدق عليهم ثم يدركون قيمة عملهم مما يعطيهم احساسا بقيمة انفسهم‚

    لكن بعض الصغار ربما يعرفون المغرب جيدا بالفعل الا انهم يصدمون من الفقر والافتقار للفرص هناك مما يدفعهم للتفكير في المستقبل الذي ينتظرهم في هولندا‚ كما يدفعهم ذلك الى الاعتراف بأنهم في حقيقة الامر يملكون هويتين‚ وقال بابا «انهم في جزء منهم يشعرون بالغضب تجاه المجتمع الهولندي ويشعرون بأنهم غير مقبولين فيعرفون انفسهم بأنهم مغاربة‚ لكن عندما يسافرون الى المغرب يدركون أن أغلب المغاربة يعتبرونهم هولنديين»‚

    ويهدف المشروع الى مساعدة الشبان على التكيف مع الهوية المزدوجة والتعامل مع التمييز المتوقع ان يتعرضوا له خاصة في سوق العمل‚

    وابلغ كوهين رئيس البلدية الصحفيين الاجانب في وقت سابق هذا الشهر «الجيل الاول من المهاجرين لم يؤخذ بجدية‚ واطفالهم يتأثرون بشكل أكبر بالمجتمع الهولندي لكنهم يظلون غير مقبولين‚ ويجدون صعوبة في الحصول على عمل ويحبطون لذلك يتطلعون الى انتماء آخر»‚


    تــرجــمـة

    قد يكون الماء ترجمة للعطش‚‚ أو قد يكون العطش ترجمة للماء‚‚ لن أهدر وقتا إضافيا في تقليب أوراق القواميس‚‚ لأن التجربة أو الملل - هناك تشابه بين الملل والتجارب - علّماني أن القواميس تبدو أحيانا بلا مبرر‚‚ لأن الناس يشتقون لغتهم الخاصة‚‚ من أشواك الواقع‚‚ ومن الصبر على النهار الطويل بلا أي أمل في عودة الغائب‚ أو رجاء في تراجع الظروف عن تهديداتها ووعيدها للفقراء‚‚ وباعة الجرائد‚‚ وحراس المصاعد والحمّامات العامة من قادم الأيام‚ وقادم الظروف التي لا تختلف كثيرا عن «قرن الخروب» مع أن قرن الخروب لمن يعرف فلسطين جيدا يعتبر من الحلويات خاصة إذا حلك سواده‚‚ وجفّ ملمسه‚ واستعصى على الأسنان الشابة‚‚ والأصابع القوية‚‚ لا نحتاج إلى القواميس‚‚ لذلك لا نحتفظ بها كما نحتفظ بربطات العنق والخواتم وبطاقات التعارف‚‚ نلجأ للقاموس فقط إذا نشب الخلاف على اشتقاق كلمة أو مصدر فعل‚ أو أصل لفظة ووصل الخلاف إلى حد التحدي السافر‚‚ والقطيعة المحتملة‚‚ ونحن جاهزون للقطيعة دائما‚‚ ونمارسها بلا تردد‚‚ نتردد فقط في بداية التعارف‚‚ وفي بداية الاعتراف‚‚ وفي بداية المصافحة‚‚ لكننا لا نتردد في تقطيع ورقة المواعيد‚‚ والصور القديمة‚‚ والذكريات التي كانت ذات يوم أحلاما جديدة‚‚ ليس من الجميل الاسترسال في البكاء والحزن‚‚ جميل هو الحزن العابر‚‚ الذي يمر كما يمر القطار‚‚ لا يبقى خلفه سوى صدى شهقات المودعين‚ وأطراف مناديل ترقص مع الهواء‚‚ تماما مثل رقص النائحات الدامي والحزين‚‚ الماضي لا يعود‚‚ أعرف ذلك‚‚ لكنني أنا الذي يعود ولا أدري إن كان الماضي يعرف ذلك‚‚ المهم أن الترجمة لا تعني معرفة اللغات‚‚ إنما تعني معرفة ما هو أهم من اللغة‚‚ إنه الإحساس الذي يمنح اللغة طعمها ويمنح المعاني حضورها في اللغة‚‚ أشياء كثيرة غير اللغة تحتاج إلى ترجمة‚‚ أنا أحتاج إلى ترجمة روحي لي وترجمة أوجاعي‚‚ وترجمة أنيني‚‚ كل منا يحتاج إلى ترجمة‚‚ لأن صورنا تصل إلى الآخرين مشوهة ـ مزيفة‚‚ غير حقيقية لذلك نجهل بعضنا البعض‚ كيف ترجمت نفسك لمن يجاورك في السكن وفي العمل وفي الطابور وفي الهم وفي كل شيء‚‚ مشكلة عندما لا يكون الخلل في الترجمة وإنما في المترجم عنه‚ سواء ترجم لنفسه أو قايض من يترجم عنه وله‚‚ جرب أن تتجول في الميادين العربية‚‚ ماذا ترى‚‚ سترى فوضى في الأفكار وفي التعامل مع قوانين المرور‚‚ سترى السيارة الفارهة التي لا يتردد راكبها في المخالفة بكل ألوانها وأخطارها‚‚ وسترى في الناحية المقابلة الإنسان المهدم‚‚ الذي يقف تحت شجرة دمرها التلوث في انتظار حافلة لا تأتي‚ وأمل لا يأتي‚‚ وموعد مع الحلم لا يأتي‚‚ وطبيب لا يحسن التعامل مع مجهولي الطبقة الاجتماعية‚‚ وسائقين لا يقفون إلا للحسناوات من كل الطبقات‚‚ ومع ذلك تكتشف أن هذا الإنسان المهدم بشكل شبه كامل وشبه دائم‚‚ هو الذي يعرف قواعد اللغة‚‚ ويطبق القوانين‚‚ ويسأل الله المغفرة ويشجع ابنه على التطوع في الجيش‚ ويحفظ النشيد الوطني كاملا‚‚ خير طريقة لمعرفة سوء الترجمة هي التجول في ميدان عربي‚ أو في مدينة عربية‚ ساعتها ستكتشف أيها الغارق في تحليل الظواهر كم أن حالتنا ميووس منها تماما‚ مهما تعددت قصائدنا‚‚ ولطمت نائحاتنا‚ وتفاخرنا بالمال والبنين‚ ومهما كانت شققنا السكنية وفيللاتنا تشطيب ديلوكس‚‚ داخلنا معتم‚‚ وأمامنا وجوه غير مترجمة بشكل صحيح‚ ومظاهرات غير مكتملة النصاب العقلي والذهني‚‚ لا تتشاءم‚‚ ولا تكتئب‚‚ بل اقرأ بشكل جديد‚‚ مخطئ من يعتقد ان القراءة لا تكون إلا بمعرفة الأبجديات‚‚ وإلا لما قال القرآن «اقرأ» لنبي أميّ‚‚ ولكن لا تقرأ الترجمة الحرفية لأي «وجه» أو لأي «قفا» في الشارع العام‚‚ اقرأ قراءة مودع‚‚ مع الاعتذار لصلاة المودع‚‚ ستكتشف أن الخلل في الترجمة ليس حديث الولادة‚ بل هو قرين تاريخ عربي تخبأت فيه الخديعة‚ وتجادل فيه المنطق مع نقيضه حتى اقتنع المنطق بأنه على خطأ‚‚ حاول أن تقرأ من جديد ربما ستكتشف كم أنك لا تعرف نفسك‚ ولا أحد من أفراد شجرة العائلة يعرف نفسه‚‚ لا تتفاجأ وحاول أن تتسلى بما ورد في مقدمة هذه الترجمة السيئة‚‚ هل الماء ترجمة للعطش أم أن العطش هو ترجمة للماء؟!
                  

10-08-2006, 09:06 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    --------------------------------------------------------------------------------

    جريدة السوداني، ومنتدى السودان للجميع
    آلام ظهر حادة
    الواقع داخل فخ الاستيعاب – التجاوز
    حامد بخيت الشريف
    (( بين النطق والصمت برزخ ، فيه قبر العقل وقبور الأشياء ))
    النفري
    لا يمكنك قراءة آلام ظهر حادة إلا وتجد نفسك منفتح على عوالم ربما تتجلى فيها قدرة الكاتب على تحريك كل أدواته السردية مقابل الوصول إلي مقولات اقرب ما تنتمي إلى الكونية حيث تنفتح معظم نصوص هذه المجموعة على استكناه سر الأشياء والذي تبدأ من خلاله في الانطلاق إلى عالم الإنسانية وربما نجد هذا بوضوح إذا أدركنا قدرة كرم الله على تحريك المتخيل والتسامي به إلى ما يقارب الواقع مما يعني أن النص لا يتورط في الواقعية بفجاجة وانما ينفتح عليها من نافذة التخييل ، بذا فالحذاء في بداية المجموعة يجد نفسه متورطاً في كونه الراو والبطل في آن واحد وهذه لابد لها من أن تترك الفضاء متسعاً أمام المسرود له لتلقي كل أسرار البطل بما أتاحته له إمكانية أن يكون هو نفسه الراو وليس مروياً عنه الأمر الذي يمكن أن يحد من قدرة الراوي على إدراك كوامن بطله ، كما أن ثمة ما يمكن الانتباه له في هذا النص بالتحديد وهو أن آلام ظهر حادة قد احتوى على مجموعة من العناوين الداخلية مما اظهر قدرة النص على أن يكون مشروعاً لرواية وليس مجرد قصة قصيرة ، إلا أن اللافت للنظر تماماً هو انه وبالرغم من توفر النص على قدر كبير من التفاصيل الداخلية والتي غالباً ما تتوقف عن التطور لمصلحة السرد عند معظم الكتاب خصوصاً في القصة القصيرة إلا أن كرم الله استطاع أن ينتج من خلالها بنية سردية في أعلى درجات التماسك والتشويق .
    وبالرجوع إلى ما أشرنا إليه سابقاً من ثنائية خيال – واقع فانه يمكننا القول بان كرم الله قد نصب فخاً متميزاً للواقع بحيث اوقعة ضمن معادلة استيعاب – تجاوز ، بحيث انه يمكنك قراءة الواقع على اعتبار انه قد تم استيعابه ضمن منظومة ما هو متخيل ، وبذات القدر يمكن القول بان التخييل قد أفضى إلي حالة تجاوز كاملة للواقع ويمكن قراءة ذلك بوضوح إذا رجعنا إلي تقنية السرد المستخدمة في معظم النصوص بحيث يكون البطل (الشيء) –( الحذاء –الحمار .. الخ ) هو نفس الراوي والذي يستخدم علامات لا تنتمي إلى الشيئية بمقدار ما تقربه من الخصائص الإنسانية
    أما من زاوية محمولات النص فانه لا يمكننا بأية حال العبور على المقولات التي تتبناها قصص كرم بعفوية ، فهي بالضرورة ذات محمولات أيدلوجية ومعرفية عالية – لاحظ ، سعر الحذاء ، عدم قدرة الفقراء على امتلاكه ، إهداءه إلي عشيق ومعاملته برقة في أيامه الأولي ، إلي أن يأتي كرم الله ويجترنا إلي ما يود الإشارة إليه من أسئلة الطبقة والتمايز ليجعل الحذاء لحظتها يقع فريسة للص الذي يقوم ببيع الحذاء( للميكانيكي) وهنا حيث تبدأ محنة الحذاء والتي هي بالضرورة إشارة ذكية إلي الفارق الطبقي بحيث يتحول الحذاء مباشرة من المشهد الأول ليسرد لنا معاناته من خلال وصف المكان وطريقة حياة الكائنات فيه .
    كما لا نغفل كذلك عن البعد الروحي (الصوفي) وفلسفته المنتجة داخل سياقات النصوص المختلفة – لاحظ (كلبة فاطمة-حمار الواعظ ) بحيث تجد أن التصديرات السابقة للنصوص (epigraphs) تفضي إلى إشارات عميقة تقود بدورها إلى كشف فلسفة النص ، فأنت تقراء على صدر كلبة فاطمة (كن رؤوفاً ، فكل من تلقاه يقود حرباً ضروساً ) وهو بالضرورة – أي التصدير – يعد ذو دلالة واضحة إذا ما استلفناه لحظة قراءة النص ولعل ما فعلته الكلبة بناظر المدرسة القاسي المتجهم خير دليل على ما تود هذه القصة قوله ، ويتكرر نفس المشهد في حمار الواعظ ، حيث نجد على صفحته الخارجية هذه الجملة (إذا أذنبت فتطهر بالعمل) ولعل هذه الجملة أيضا قادرة على كشف الصدوعات والتهتكات داخل نفس الواعظ (فهو مثلا يتحدث عن الرفق بالحيوان ويعامل حماره بقسوة تناقض ما يقوله ) وهو أيضا ينكر الأفعال التي يراها مسيئة عند الآخرين ولكنه يمارسها في خلواته .
    هكذا يمكننا القول بان التيمات على الرغم من اختلافها في معظم النصوص إلا أنها تكاد تكون في مجملها إجابة على سؤال واحد (أنا من أنا؟) بمعني انه يطرح سؤال البحث عن الذات بكل تعقيداته ويبدو لي أن كرم الله قد انتهج في ذلك منهجاً يتشابه إلى حد كبير من حيث تقنيته مع ما طرحه فرانز فانون في كتابه (معذبو الأرض) بحيث يرى سارتر انه –أي فانون – ينزع إلى تعرية الغاصب (المستعمِر) أمام نفسه واطلاعه على كل فظائعه بعكس السائد الذي ينبني في الأصل على تعريف المغتصب (المستعمَر) على فظائع الآخر (المستعمِر) وهذا عند كرم الله يتحقق على مستوى كشف الإنسان وتعريته أمام نفسه وليس كشفه أمام الآخر (الأشياء)
    مجمل القول هو أن كرم الله قد أنجز أعمالا قصصيه لها ما يميزها عن كثير مما هو منجز في السرد السوداني خصوصاً إذا ما قرأنا هذه الأعمال داخل إطار تقنية كتابتها بحيث يمكن القول بأنها قد استطاعت والى حد ما استيعاب مجموعة من أسئلة الكتابة السردية (أشخاص –حدث- تقنية كتابه – مكان- زمن ) وقد استطاع كرم على حسب رؤيتنا إبراز معظم هذه العلامات في هذه المجموعة القصصية
    لذلك فان خلاصة قولنا هو أن هنالك إرهاصا بمشروع جديد في مجال الكتابة القصصية قدمه لنا عبد الغني كرم الله ليقول من خلاله أن فعل الإبداع ليس تهويماً وتحليقاً حول أطر لا تنتمي إلى الواقع ولا تقدم له ما يفيده ولكنه فعل يتوفر على العديد من الإشارات والدلائل المعرفية والتي يمكنها أن تقدم مجمل قراءات يمكن أن تتكشف من خلالها كل التصدعات والشروخات الموجودة في واقع الإنسانية وبالتالي محاولة تشكيل الواقع بوعي مختلف
                  

10-09-2006, 08:21 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: والقاص والكاتب السوداني عبدالغني كرم الله‚ في كتابه «آلام ظهر حادّة» الصادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر يعيد الاعتبار إلى جذوة الاشياء‚ التي سرقها خطاب الثنائيات المتعارضة‚ ويكشف عن الجمال المخبوء وراء مصداته السميكة التي تمنع تبخر روائحها‚ واصواتها وملامحها‚ بالسرد‚

    فابطال كرم الله في «آلام ظهر حادّة» ليسوا شخوصا من لحم ودم‚ يديرون حركة الحياة والعالم من موقع الفاعل‚ وتكتفي الاشياء بالاستجابة والتلقي السالبة لأوامر الفاعل‚ بل هي اشياء تكشف عن سطوتها وسلطتها في المشاركة في إدارة مصير الإنسان‚ لذلك هي أحذية‚ وطمي‚ واحجار‚ ونهيق حمار وحنين كلبة‚ حررها الكاتب بواسطة السرد من غيابها‚ وجعلها تضج بالروح والأشجان والهواجس‚ في مملكة تتبادل فيها الكائنات الفعل والتأثير والشعور‚ في خطاب جمالي محض‚ متحرر من اكراهات الايديولوجيا وسطوة الثنائيات المتعارضة لذلك يصرخ «الحذاء» بطل النص الافتتاحي للمجموعة الذي يحمل عنوان: هدية عنصرية:
                  

10-10-2006, 08:43 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: (( بين النطق والصمت برزخ ، فيه قبر العقل وقبور الأشياء ))
                  

10-11-2006, 08:31 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: الالم عامل فعال مغيّر قد يوحّد ويصهر. "سقطت كل الاعتبارات من عينه... لا مجد ولا شرف... احس بالنفوس المعذبة... احساسا صادقا بل بحنان بالغ وكأنه هم. كلهم ارواح معذبة ففي الظلام تتشابه القطط وفي الالام تتقارب النفوس... امتلأ بالالم.. صار كيسا من الالم. لن يصل. لقد خرّ الجسد. لم يعد قادرا على سماع الروح."
                  

10-14-2006, 08:48 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    عبدالغني .. يعيد أدوار الحيوانات والأشياء .. يقول أنها .. تقول .. أو لسان حالها يقول .. .. تدخل دائرة وجهة النظر وممارسة الفعل .. يأخذنا لما ينتزع الدهشة ويفوق
    التصور .. حمار الواعظ وهو يعبر عن نفسه ويدخل التاريخ .. ويرفس الكذب من حيث جاء ..
                  

10-15-2006, 09:19 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ينظر للحياة من خارج الصخب .. يمتد قلمه للمناطق
    التي يقل إمتداد الأخيلة الغارقة في تفاصيل الحياة
    اليومية إليها ..
                  

10-16-2006, 03:19 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    تنساب المفارقة بين شخوصه (من الأشياء) .. وتجعل القاريء
    يسير خلفها بخيال منتعش .. وقلب موقن أن هناك 95% من
    قوى الإنسان الخفية قيد التفعيل .. تظل مفتوحة على
    عالم أجمل .
                  

10-17-2006, 04:17 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: أما من زاوية محمولات النص فانه لا يمكننا بأية حال العبور على المقولات التي تتبناها قصص كرم بعفوية ، فهي بالضرورة ذات محمولات أيدلوجية ومعرفية عالية – لاحظ ، سعر الحذاء ، عدم قدرة الفقراء على امتلاكه ، إهداءه إلي عشيق ومعاملته برقة في أيامه الأولي ، إلي أن يأتي كرم الله ويجترنا إلي ما يود الإشارة إليه من أسئلة الطبقة والتمايز ليجعل الحذاء لحظتها يقع فريسة للص الذي يقوم ببيع الحذاء( للميكانيكي) وهنا حيث تبدأ محنة الحذاء والتي هي بالضرورة إشارة ذكية إلي الفارق الطبقي بحيث يتحول الحذاء مباشرة من المشهد الأول ليسرد لنا معاناته من خلال وصف المكان وطريقة حياة الكائنات فيه
                  

10-18-2006, 03:31 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: لذلك فان خلاصة قولنا هو أن هنالك إرهاصا بمشروع جديد في مجال الكتابة القصصية قدمه لنا عبد الغني كرم الله ليقول من خلاله أن فعل الإبداع ليس تهويماً وتحليقاً حول أطر لا تنتمي إلى الواقع ولا تقدم له ما يفيده ولكنه فعل يتوفر على العديد من الإشارات والدلائل المعرفية والتي يمكنها أن تقدم مجمل قراءات يمكن أن تتكشف من خلالها كل التصدعات والشروخات الموجودة في واقع الإنسانية وبالتالي محاولة تشكيل الواقع بوعي مختلف
                  

10-18-2006, 08:29 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    تشكيل الواقع بوعي مختلف هو بيت القصيد ..
    هو الإنطلاق من الواقع دون الإرتهان له ..
    التحليق على بصيرة .. التوق لذرى النفس
    إرتكازاً على وجدان سليم ينشد حياة تليق
    بالإنسان الذي كرمه الله على كثير مما خلق
                  

10-19-2006, 03:49 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    [QUOTE]فلنقي الكلمة في بركة الأحشاء، كي تثور، من سباتها القديم... فالكتابة عمل، وحفر، وتجاوز، وسهر، وحمى، ولوعة، وجوى، وتطلع، وأمل، وعلاج، وسؤال، وحيرة، وحنان...


    حاسر الرأس عند كل جمال (يستشف من كل شئ جمالا)...

    الكلمات جسور، تربط المتخيل، بالواقع، بالموعود، بالكائن، بما سيكون، بما كان..

    جسور مع المرئي واللامرئي، والوعي واللاوعي..
                  

10-20-2006, 07:01 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    نصف التعاسة تكمن في ضيق الأفق ..
    التوق إلى أعلى أو إلى أعمق لسبر
    غور الحقيقة هو بعض ما تفعله
    القصة، الرواية الجادة للخروج
    من ضيق الأفق .. وتبقى الحقيقة
    وراء ذلك وتبقى فضاءات ممتدة
    لمزيد من الإبداع القادم
                  

10-24-2006, 04:45 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ورد أعلاه:

    لا تقرأ الترجمة الحرفية لأي «وجه» أو لأي «قفا» في الشارع العام‚‚ اقرأ قراءة مودع‚‚ مع الاعتذار لصلاة المودع‚‚ ستكتشف أن الخلل في الترجمة ليس حديث الولادة‚ بل هو قرين تاريخ عربي تخبأت فيه الخديعة‚ وتجادل فيه المنطق مع نقيضه حتى اقتنع المنطق بأنه على خطأ‚‚ حاول أن تقرأ من جديد ربما ستكتشف كم أنك لا تعرف نفسك‚ ولا أحد من أفراد شجرة العائلة يعرف نفسه‚‚ لا تتفاجأ وحاول أن تتسلى بما ورد في مقدمة هذه الترجمة السيئة‚‚ هل الماء ترجمة للعطش أم أن العطش هو ترجمة للماء؟!
                  

10-25-2006, 07:12 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كل عام وأنتم بخير زوار هذا البوست
    ونسأل الله أن يخرجنا من وعثاء الواقع
    لآفاق تعبيء حياواتنا فرحاً ومعارف ..
    ففي الكون متسع وبدائل إن لم تضق
    الآفاق .. وتنكفيء الهمة.
                  

10-28-2006, 05:31 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: لا يمكنك قراءة آلام ظهر حادة إلا وتجد نفسك منفتح على عوالم ربما تتجلى فيها قدرة الكاتب على تحريك كل أدواته السردية مقابل الوصول إلي مقولات اقرب ما تنتمي إلى الكونية حيث تنفتح معظم نصوص هذه المجموعة على استكناه سر الأشياء والذي تبدأ من خلاله في الانطلاق إلى عالم الإنسانية وربما نجد هذا بوضوح إذا أدركنا قدرة كرم الله على تحريك المتخيل والتسامي به إلى ما يقارب الواقع مما يعني أن النص لا يتورط في الواقعية بفجاجة وانما ينفتح عليها من نافذة التخييل
                  

10-29-2006, 04:44 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: فلنقي الكلمة في بركة الأحشاء، كي تثور، من سباتها القديم... فالكتابة عمل، وحفر، وتجاوز، وسهر، وحمى، ولوعة، وجوى، وتطلع، وأمل، وعلاج، وسؤال، وحيرة، وحنان...


    حاسر الرأس عند كل جمال (يستشف من كل شئ جمالا)...

    الكلمات جسور، تربط المتخيل، بالواقع، بالموعود، بالكائن، بما سيكون، بما كان..

    جسور مع المرئي واللامرئي، والوعي واللاوعي..
                  

10-31-2006, 01:56 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    تقدمت العلوم وأصبحت تقفز قفزا .. وظل الإلهام
    والتأمل السامي والفلسفة .. ذرى معرفية تلامس
    الآفاق خارج دائرة العلم التي تتقهقر الحواجز
    التي تحدها بإستمرار.
                  

10-31-2006, 04:54 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: دخلت كعادة الداخلين لحدقتكم الغناء.. قلت فى نفسى لم اخسر خلينى اضغط على البوست
    فشممت رائحة عطور باريسية من زهر بنفسج ..وملقى على ارضكم تفاحة نيوتن..
    اليوم تاورتنى عادة قديمة .. محاكاة العصافير وتزمجر الاسود..وزارنى شيطان الكتابة..سليل وادى عبد الغنى...على وزن وادى عبقر
    سوف اسجنه فى اناء فخارى الى حين ان اجد له وقت مستقطع..
    كعابرتك هذه


    الأخ .. أبوقوته .. تحياتي لك وكل عام وأنتم بخير ..

    في إنتظارك تحت ظل جزع نخلة عبدالغني .. اليتساقط
    وينتظر متلهفا حاملي ثمارهم في إناء فخاري صوب
    الجزع والظل الوريف.
                  

10-31-2006, 06:46 AM

اسامة كمال الخولي
<aاسامة كمال الخولي
تاريخ التسجيل: 08-15-2006
مجموع المشاركات: 301

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاخ الرائع/ محمد عبدالجليل

    امطرتنا رطبا وانتم تهزون جزع النخلة انت وهذا الغني فحملنا منه ما استطعنا اليه سبيلاً ، التحية لكما.
    سالت عن الاخ عبدالغني وقالوا لي انو في السودان ، فانتم مدعوون لزيارة بوستي الاول بعنوان ( انت مدعو للبحث عن الجمال ) فالمكان يفقتقدكم ، واحضروا معكم بعض البلح لعمل المديدة


    مع مودتي
                  

10-31-2006, 08:26 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: اسامة كمال الخولي)

    Quote: امطرتنا رطبا وانتم تهزون جزع النخلة انت وهذا الغني فحملنا منه ما استطعنا اليه سبيلاً ، التحية لكما.
    سالت عن الاخ عبدالغني وقالوا لي انو في السودان ، فانتم مدعوون لزيارة بوستي الاول بعنوان ( انت مدعو للبحث عن الجمال ) فالمكان يفقتقدكم ، واحضروا معكم بعض البلح لعمل المديدة


    الأخ .. كمال الخولي .. تحياتي لك وكل عام وأنت بخير
    نعم .. عبدالغني في السودان .. ونخلته هنا .. تأتي
    أكلها كل لحظة .. وستجدنا معك بحثا عن الجمال .
                  

11-01-2006, 05:05 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الاسئلة الأساسية في الفلسفية هي هاجس
    الباحثين عن الحقيقة النقية .. تظل
    تشحذ همم أهل الرؤى .. يغازلها الشعراء
    يحورها المحبون .. ويكاد يلامسها
    المتصوفة ..
                  

11-02-2006, 07:38 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: الاسئلة الأساسية في الفلسفية هي هاجس
    الباحثين عن الحقيقة النقية .. تظل
    تشحذ همم أهل الرؤى .. يغازلها الشعراء
    يحورها المحبون .. ويكاد يلامسها
    المتصوفة ..


    وحدهم الأطفال من يدركونها.. عندما يكونوا
    في المهد وهم يناغون بلغة الأطفال (الم يقل
    عبدالغني أن كل الأطفال يتكلمون في المهد)
    قبل أن يهبطوا من الجنة.
                  

11-04-2006, 10:50 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: هكذا يمكننا القول بان التيمات على الرغم من اختلافها في معظم النصوص إلا أنها تكاد تكون في مجملها إجابة على سؤال واحد (أنا من أنا؟) بمعني انه يطرح سؤال البحث عن الذات بكل تعقيداته ويبدو لي أن كرم الله قد انتهج في ذلك منهجاً يتشابه إلى حد كبير من حيث تقنيته مع ما طرحه فرانز فانون في كتابه (معذبو الأرض) بحيث يرى سارتر انه –أي فانون – ينزع إلى تعرية الغاصب (المستعمِر) أمام نفسه واطلاعه على كل فظائعه بعكس السائد الذي ينبني في الأصل على تعريف المغتصب (المستعمَر) على فظائع الآخر (المستعمِر) وهذا عند كرم الله يتحقق على مستوى كشف الإنسان وتعريته أمام نفسه وليس كشفه أمام الآخر (الأشياء)
    مجمل القول هو أن كرم الله قد أنجز أعمالا قصصيه لها ما يميزها عن كثير مما هو منجز في السرد السوداني خصوصاً إذا ما قرأنا هذه الأعمال داخل إطار تقنية كتابتها بحيث يمكن القول بأنها قد استطاعت والى حد ما استيعاب مجموعة من أسئلة الكتابة السردية (أشخاص –حدث- تقنية كتابه – مكان- زمن ) وقد استطاع كرم على حسب رؤيتنا إبراز معظم هذه العلامات في هذه المجموعة القصصية
                  

11-06-2006, 05:02 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: والشئ الوحيد، الذي احس به (إن لم أكتب، فسأموت)، أي (أنا أكتب إذن انا موجود)، يدخل الاكسجين إلى رئتي من سنة القلم، وتدخل الروح من العين، حين تلتهم الكتاب المسطور، كتاب الحياة، كتاب الجسد، (أهذه تعتبر هوية)، أتمنى، أن تستيقظ (ثورة الاحاسيس)، في جسدي، كله، حتى الغدة الصنوبرية، تبدأ العزف، مثل اخواتها النشطات، (أحيانا اغبط جسد امي، بالحنان الساكن فيه)، وأغبط الماء لقدرته على التشكل، والتكيف، والليونة، والري، وإغبط الملائكة، على قدرتها على الاختفاء عن الحواس، والقفز من الجنة للأرض، ومن الماضي للمستقبل..وفي استغنائها عن كل (ما يجول بخاطري، وحواسي، وغرائزي)!! وللحق، مآل الإنسان من السمو والتطور، يفوق الملائكة، المخلوقة من نوره الإنسان، تجلي لعقلى المبارك.
                  

11-07-2006, 09:21 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    عبدالغني يكتب عميقاً .. يدقق في التفاصيل البعيدة
    هذا ما شدني لما يكتب .. مرآته شفافة .. أحس بيديه
    ترتجفان وهو يكتب .. يحدث نفسه أحيانا .. يغضب ..
    يضحك .. يزدرد كوباً كبيرا من الماء .. يشعر بأنه
    يقترب من الإنسان الذي ينشد أن يكونه ..

    عبدالغني مكتشف .. فقد إكتشف الأطفال .. سلوكهم
    لغتهم .. صدقهم .. تجليهم .. فلديه أن القلــب
    هو مناط الأفكار الحية في الإنسان .. وقلوب الأطفال
    لم يدنسها ران .. فجاءت مكانة الطفولة (الأولى)
    (والثانية) ممثلة للإبداع .. فالمبدع طفل كبيراً
    كان أو صغيرا ..
                  

11-08-2006, 02:35 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    يقيم مدناً من علب الكبريت
    ويبنى مساجدا من علب السجائر
    ثم يبعث النبض والحيوية في
    تلك الدمى بلغة سهلة فتقرأ
    مجتمعاً بكل تعقيداته على
    وجه صفحة واحدة.
                  

11-08-2006, 09:14 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: هل رأيت رجلاً يكذب (قال لي) وهو نائم، بل ترتخي عضلاته، وخاصة عضلات الوجه المكشر، ترتخي، وترتخي، وكأنه يستمع لهدهدة، تغنيها أمٌ روحية، بداخله، تغني له (أنت سيد، والكون شعر).... ترتسم على الوجوه النائمة هالة من ألق، تحيل كل البشر، كل الحيوانات الآدمية، إلى أطفال لم يتجاوزا سن الدهشة، الدهشة حتى من صوت الحمير، وتكرر الأيام،.. ألهذه الدرجة تبدو الحياة قاسية، حتى يكشر بني آدم وجوههم من هولها ومناخاتها وهمومها... فيدخلوا عوالم النوم، كاستراحة محارب...


    هكذا يصور لنا في سطور قليلة فلسفة حياتية
    مدهشة .. أن النوم - مجرد النوم - يحيلنا أطفالاً ..
    فتنطلق أسارير الوجوه ويعتليها الألق .. ريثما
    يستيقظ الإنسان فيركب الوجه المكشر للقاء
    وعثاء الحياة ولفح زمهرير حبائلها.. ويطرح
    تساؤلا عميقاً .. ألهذه الدرجة تبدو الحياة
    قاسية؟!
                  

11-09-2006, 09:55 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: أما من زاوية محمولات النص فانه لا يمكننا بأية حال العبور على المقولات التي تتبناها قصص كرم بعفوية ، فهي بالضرورة ذات محمولات أيدلوجية ومعرفية عالية – لاحظ ، سعر الحذاء ، عدم قدرة الفقراء على امتلاكه ، إهداءه إلي عشيق ومعاملته برقة في أيامه الأولي ، إلي أن يأتي كرم الله ويجترنا إلي ما يود الإشارة إليه من أسئلة الطبقة والتمايز ليجعل الحذاء لحظتها يقع فريسة للص الذي يقوم ببيع الحذاء( للميكانيكي) وهنا حيث تبدأ محنة الحذاء والتي هي بالضرورة إشارة ذكية إلي الفارق الطبقي بحيث يتحول الحذاء مباشرة من المشهد الأول ليسرد لنا معاناته من خلال وصف المكان وطريقة حياة الكائنات فيه
                  

11-11-2006, 04:21 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    لا تكتفي كتابات عبدالغني بالإمتاع .. بل تدعو
    للتأمل العميق في مناطق بعيدة يقل إمتداد
    الأذهان إليها.
                  

11-12-2006, 09:23 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كل ذلك بلغة دقيقة جديدة ومنتقاة .. قال الأستاذ/منصور المفتاح:

    و
    Quote: وعبرك التحية للاستاذ عبدالغني كرم الله صاحب الكلمات والمفردات الجميلة الاحتفالية التي تجبرك على قراءتها اكثر من مرة لكي نغزي الفقر في المفردات المصابين به
                  

11-15-2006, 05:08 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    وكتب عبدالغني:

    Quote: اتأمل الأشياء، لأنها أحياء، لا شيء ميت، او جاف او صلد، (خداع حواس)، كل الأشياء رخوة بيد الطفل، حتى السكين، وعتب البيت، لذا يجري حافيا، دوما، مشى عيسى على البحر، وتكلم ياقوت مع العصافير، أهذه معجزة، (اقسم بأنها بدء هبة السماء للكائن المسمى إنسانا)، تلف الالكترونات حول الذرة، كالقمر حول الارض، كالطفلة حول الام، وكالشعر حول القلب، وكالعطر حول الانف... (ثنائية الوعي والبيئة)، يتفاوت من فرد لآخر، (هناك من يتأمل الجبل، وهناك من يدرسه، وهناك من يشم رائحته) كما يوحي الطاو، وهناك من يخاطبه (هذا الجبل نحبه ويحبنا)، وهناك اشعة تجتاز الجبل، كما يجتاز ضوء الشمعة زجاج النافذة، (أن نرى الاشياء بعيون الاخرين)، لذا يأتي خطاب التأمل للجسد (كن شفافا، كي تنفذ لجواهر الاشياء، كالضوء، بل أرق، كالروح، بل أرق، وهل للروح حد) والجسد الإنساني حين يلطف (بالشعر، أو السلوك، أو الفكر، أو العشق)، يبدو كائن أثيري، بمقدوره الخروج (عن سلطان الزمان والمكان)، وإعتلاء هرم الخليقة، ممسكا بملكة (فوق طاقة الكلمات، والايحاء)، شعور عميق ينتاب مملكة الجسد كلها (حتى اصابع الاقدام يعتريها فرح فوق خطف القبل والجنس) أو (بعيوننا حين تصح من الرمد والعماء المتوارث، عبر الجينات البشرية)، فالإنسان مشروع تطور، لا متناه، لا حد أو سقف له (بل أي تصور، مهما سمى، هو حظ الإنسان)، ويظل المطلق (متمسكا بإطلاقه، عصي الفهم عصي التفسير)..
                  

11-16-2006, 09:11 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل عبدالغني كرم الله يهز جزع النخلة لجريدة السوداني (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: النوم كائن اشتراكي، رحيم، يشبه الموت، ولكن سيفه، ليس بحاد، بل غير مؤذي، يذبح كل الذوات، برفق كالشعر، كي يجتازوا، برزخ الحياة الدنيا، إلى الحياة العليا، الحياة الداخلية، المنسية، أو المجهولة، لست أدري.. وهناك تتفجر بطولاتهم المنسية، يسافرون للغد، ويرحلون للأمس البعيد، فالمعجزة أسُ الحلم...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de