|
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ (Re: عواطف ادريس اسماعيل)
|
العدد رقم: الخميس 8668 2006-11-30 الايام حتى لا تنهار الميزانية القادمة كسابقاتها إن القلة من الاقتصاديين والاعلاميين التي ظلت تراقب الشأن الاقتصادي الانقاذي لابد أن تكون قد لاحظت ان إعداد ميزانية العام القادم لم تصاحبه هذه المرة الحملة الاعلامية المكثفة التي ابتدعها السيد عبد الرحيم حمدي والتي كانت وزارة المالية تحاول من خلالها إعطاء المواطن صورة وردية للميزانية وتبشيره بما ستحققه من إنجاز وإعجاز بينما كان الواقع يفزر شيئاً مختلفاً تماماً يدحض كل ما جاء في تلك الحملات من تهليل وتهريج ومما لا شك فيه ان انهيار ميزانية العام الحالي من سبتمبر الماضي بسبب سوء التقدير الناتج عن ضعف الكفاءة وقلة الخبرة وما تبع ذلك من اجراءات أدت الى زيادة أسعار السكر والبنزين والجازولين والكثير من السلع والخدمات لم يترك لاعلام الانقاذ شيئاً يقوله فأقلع مضطراً عن تلك البدعة. ان تعديل سبتمبر لم يكن الأول في تاريخ الانقاذ فقد سبقته تعديلات تكاد ان تكون سنوية كما انه لن يكون الأخير إذا ما استمرت الانقاذ في التعامل مع الميزانية بما اعتاد عليه من أستخفاف فالانقاذ نظام أقلية استولى على السلطة بالقوة وتتمحور استراتجيته في مجال الميزانية في تأمين سلطته ومحاربة معارضية واضعافهم ومكافأة مؤيدية ولا يشغل نفسه كثيراً باحتياجات المواطنين وحل مشاكلهم‘ ويعتمد النظام في تنفيذ مخططاته على أجهزة تشريعية صورية وخدمة عامة محطمة ومقهورة فقدت الثقة في نفسها ولذلك نجد ان الانقاذ قد درجت على تقديم ميزانياتها في شكل بيانات ومذكرات هلامية خالية من المضمون وتفتقر الى الاهداف الواضحة المحددة وبعد اجازتها بواسطة هيئتها التشريعية تدخل عليه تعديلاً لتتماشى مع اجندتها واهدافها غير المعلنة وهي مطمئنة تماماً انها ليست مطالبة بابداء اي قدر من الشفافية وانها ليست خاضعة لأي نوع من المراقبة والمساءلة وان احداُ في مجالسها الصورية لن يسألها عن ما لم يتم تحقيقه من تلك الميزانيات واسباب ذلك ولا شك ان المواطنين يذكرون جيداً ان وزارة المالية كانت تبشرهم في كل عام بخلو الميزانية من اي زيادة في الضرائب وما ان يبدأ تنفيذ الموزانة حتى تنهال عليهم الزيادات في اسعار السلع والخدمات حتى ارتفعت نسبة الفقر بمعدلات عالية، وكانت الانقاذ تبرر تلك الزيادات بحدوث تطورات لم تكن في الحسابان عند وضع الميزانية ان التعديلات المتتالية التي ظلت الانقاذ تدخلها على ميزانياتها في كل عام تقريباً كان يتوقع ان تدفع الى السطح بسؤالين هامين ينبغي ان تشكل الاجابة عليهما مدخلاً لمناقشة ميزانية العام القادم. السؤال الأول هو: ما هو مفهوم حكومة الوحدة الوطنية للميزانية؟ هل هي واجب دستوري تلتزم الحكومة بموجبه باستخدام الاساليب العلمية في وضع ميزانية قابلة للتنفيذ وتوجبه الموارد المخصصة فيها بما يعود على المواطنين بالفائدة في شكل خدمات متقدمة وميسرة ومشروعات تساعد في تطور الاقتصاد وتوسيع قاعدته ومناهضة الفقر؟ أم هي بيانات ومذكرات خالية المضمون يمكن تعديلها في اي وقت لتوجه مواردها بعد ذلك للصرف السياسي والأمني والبذخي الذي ظل المواطنون يتحملون أعباءه بتواترات متصاعدة؟ والسؤال الثاني هو: هل الاجهزة الحكومية المختصة تملك القدرة التي تمكنها من وضع ميزانية حقيقية قائمة على افتراضات واقعية وذات أهداف محددة يسهل متابعة تحقيقها ولا يتم تعديلها خلال السنة المالية إلاَّ في أضيق الحدود ولاسباب مقنعة؟ ان الاجابة على هذين السؤالين تتطلب- في رأيي- اجراء دراسة وافية لآخر خمس ميزانيات تحدد حجم الاختلاف بين تقديراتها وما تحقق منها على صعيد الواقع وتبين أسباب هذا الاختلاف وعلاقته بالمنهجية التي اتبعت في وضع تلك الميزانيات واعتقد ان مناقشة الميزانية القادمة قبل اجراء هذه الدراسة ومعرفة ما تتوصل اليه من نتائج لن تنتج إلاَّ ميزانية ستخضع للتعديل في أول سانحة. ولا اود ان استبق نتائج هذه الدراسة ولكنني رأيت ان أبدي ملاحظتين حول ميزانية العام الحالي قد يرى من سيقومون بهذه الدراسة الاستفادة من مدلولاتهما. الملاحظة الأولى تلقي بعض الضوء على قدرة الاجهزة المختصة على الرصد والتحليل واستقراء المستقبل وهي تتعلق بسعر الصرف الذي لا تقتصر أثاره على الميزانية فقط وانما تمتد لتشمل مجمل الاداء الاقتصادي، فقد اعلنت وزارة المالية عند تقديم ميزانية العام الحالي ان سعر الصرف سينخفض في نهاية العام اي نهاية ديسمبر القادم الى 2250 جنيهأ ولابد ان تكون الوزارة قد اخذت في الاعتبار عند وضع هذا التقدير ان البلاد ستزيد صادراتها البترولية من 300.000 الف برميل يومياً الى 500.000 برميل كما أعلن وقتها فتزداد بذلك حصيلة البلاد من الدولارات مما يؤدي الى انخفاض سعر الصرف الى المستوى الذي حددته الوزارة. وتقدير الوزارة يقوم دون شك على نظرية اقتصادية معروفة لم يظهر حتى الآن ما يشكك في تماسكها ولكن صادارات البترول لم ترتفع كما كان مقدراً لها وربما تكون قد انخفضت عما كانت عليه في العام الماضي وبالرغم من ذلك انخض سعر الصرف بأكثر مما قدرته الوزارة التي لم تتكرم حتى الآن بتقديم تفسير مقبول لهذه الظاهرة الاقتصادية الغريبة كما لم تتكرم بتوضيح أثر ذلك على الميزانية ولماذا لم تنخفض أسعار السلع والخدمات نتيجة لانخفاض سعر الصرف، أما الملاحظة الثانية فإنها توضح فهم وزارة المالية لاستيعاب الموزانة فعندما انهارت الميزانية في سبتمبر الماضي اتخذت الوزارة بعض الاجراءات الهادفة الى تقليل الانفاق الحكومي غير ان تلك الاجراءات لم تتضمن الغاء الاعتمادات المخصصة للافطارات الرمضانية الفاخرة حتى تدخل السيد رئيس الجمهورية وأمر بتحويل تلك الاعتمادات الى فقراء دارفور؟ في الختام ارجو ان اؤكد ان مناقشة الميزانية القادمة قبل ان تستعيد هذه الميزانية دورها المعروف في كل دول العالم تقريباً وقبل ان يتم العمل في اعدادها ومتابعتها وفق الأسس والمنهجية المطبقة عاليماً وقبل أن توفر لها الشروط التي تتضمن لها اقصي درجات التنفيذ سيكون أمراً عديم الجدوى. كنا نتوقع ان تستعيد الحركة الشعبية للموازنة دورها المفقود في العام الماضي ولكنها فشلت في ذلك فهل تنجح هذا العام؟ نرجو ذلك!!..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-06-06, 01:20 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | الكيك | 12-06-06, 01:30 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | ابوبكر يوسف إبراهيم | 12-06-06, 02:00 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-06-06, 05:23 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | hajhamad | 12-06-06, 02:09 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | بكري اسماعيل | 12-06-06, 04:34 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-06-06, 05:08 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-06-06, 04:55 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | المسافر | 12-06-06, 05:27 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-06-06, 05:44 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-06-06, 04:47 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | الكيك | 12-06-06, 05:29 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-07-06, 00:26 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | ابوبكر يوسف إبراهيم | 12-07-06, 01:48 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عوض حمزة | 12-06-06, 08:50 PM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-07-06, 00:34 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | hajhamad | 12-07-06, 05:42 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-11-06, 01:39 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-11-06, 01:46 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | ابوبكر يوسف إبراهيم | 12-11-06, 03:28 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | Dr. Moiz Bakhiet | 12-11-06, 09:31 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-12-06, 00:43 AM |
Re: الصرافات تتنافس لشراء الدولار في السودان ....إلى ماذا يؤشر ذلك ؟؟؟ | عواطف ادريس اسماعيل | 12-12-06, 00:37 AM |
|
|
|