كترة التكرار، بتعلّم الشُطّار: هل السودانى اضينة ؟ بقلم : شوقى بدري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 06:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2009, 03:26 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كترة التكرار، بتعلّم الشُطّار: هل السودانى اضينة ؟ بقلم : شوقى بدري



    هل السودانى ا ضينة ؟ بقلم شــــوقى بدري
    سودانيزاونلاين.كوم
    sudaneseonline.com
    16/4/2006 9:10 ص


    المثل السودانى يقول : (الاضينة دقّوا واتعضر ليه) . ويقولون ( دقّوا فى زفة واتعضر ليه فى غرفة) . هذا هو حالنا نحن السودانيون . ولهذا يقال عنّا طيبون أو مغفلون بعبارة أخرى . الرائع على المك بالرغم من شفافيته وحسن خلقه كان ينادى فى بداية الانقاذ بنبذ أسلوب (عفى الله عمّا سلف) .


    وقال طيب الله ثراه : ( أول ما الانقاذ دى تنتهى أمشى نادى الأساتذة ألاقى فتح الرحمن البشير بيعيد فى كلامه , عفى الله عمّا سلف ، أروح خانقو ليك بعمته القصيرة دى لمن أفطسوا . بعد داك أشيل مفك وأسوق العربية أمشى شارع مامون البرير أقلع اليافطة وأركب بدلها يافطة شارع عبدالعزيز دواؤد) .


    أبن أمدرمان وحى الركابية البروفيسور على المك الكاتب المحقق والسودانى الأصيل لم يكن يقصد قتل فتح الرحمن البشير , ولكنه كان يشير الى فتح الرحمن البشير كرمز (لباركوها يا جماعة) . وما خلآص ما فى مشكلة . ولم يكن عنده شيىء ضد مامون البرير رحمة الله عليه . وآل البرير كذلك , بالرغم من انضمام كثيرين منهم الى الانقاذ , هم أمدرمانيون سودانيون أصيلون. علىّ كان يقصد ارجاع الحق الى أهله . فأغلب الذين قدموا للسودان لم يكرموا , والذين أجرموا فى حق السودان ومارسوا البلطجة نحو السودانيين ونزعوا حقوقهم , ودبروا الانقلابات مثل الدكتاتور جمال عبدالناصر يعظمون فى السودان ويطلق اسمهم على حى كامل , ولا يزال بعض المهوسيين يعتبرون ناصر نبيا .


    ان لفتح الرحمن البشير مصلحة فى أن يستمر الوئام , وأن لا يحاسب أهل النظام . وفتح الرحمن البشير رحمة الله عليه بدأ حياته كأحد أبكار الاداريين الوطنيين كضابط لبلدية أمدرمان , وأولهم مكاوى سليمان أكرت , ومحمد صالح عبداللطيف وقيع الله , ومامون . ثم صار فتح الرحمن من أغنياء السودان وصاحب مصانع للنسيج , ورئيسا لاتحاد أصحاب العمل . والأنظمة الشمولية عادة تعطى المستثمرين مناخ أفضل لقمع العمال ومنع المظاهرات والاضرابات , وتحريم نشاط النقابات العمالية .


    عندما انهار نظام عبود , طالب الكثير من أعضاء الحزب الوطنى الاتحادى وعلى رأسهم الكاتب الرائع والسودانى العظيم وفخرنا محمد توفيق , وأعضاء الحزب الشيوعى وجبهة الهيئات واتحادات العمال والقضاة بمحاكمتهم . حتى لا تتكرر المأساة. وكانوا يقولون اذا لم يحاكموا الآن فلن يقف مسلسل الانقلابات . وتصدى لهم رجال حزب الأمة وخاصة الترابى وبعض رجال اليمين , والاخوان المسلمون , ووصف الترابى من يطالبون بالمحاكمة بأنهم غير شرفاء . والترابى كان يعرف وقتها انه لن يصل الى الحكم الا عن طريق الانقلابات , فأراد أن يؤمّن موقفه . والرجل انتهازى بارع وكذّاب أشر . حتى شهادة الدكتوراة التى يدعيها لا وجود لها . وهذا الكلام أكده لى عدة أشخاص آخرهم كان بيتر نجوت كوك الذى درس فى نفس الكلية فى آلسربون فى فرنسا . والترابى لم ينفذ سوى الجزء الأول من الشهادة , ولم يكمل الجزء الآخر . ونفس الشىء كان يحدث فى تشيكوسلوفاكيا بالنسبة لتخصص الأطباء , فالتخصص كان من جزئين , وبعض الذين رجعوا الى السودان بعد الجزء الأول وفتحوا عيادات ( بيفط) كبيرة تشير لهم كأخصائيين. أحدهم كانت له عيادة ضخمة فى الستينات فى الركن الشمالى الغربى بمستشفى التجانى الماحى أجبر على انزالها والرجوع الى براغ لاكمال الدراسة . والترابى لا يزال يكذب . وبالرغم من كل الألم والمصائب التى أنزلها بالبلاد لا يزال يحاور ويناور وأفلت من العقاب بعد انهيار مايو .


    من السخف والغباء والهبل أن يذهب بعض ممثلى اليسار لزيارة الترابى بعد الافراج عنه . وهذا التصرف الغريب قام به كمال الجزولى وفاروق كدوده . واذا كان الحزب الشيوعى قد وافق على هذا السخف فنحن نرفضه .


    من أكثر الذين أساءوا للسودان هو الترابى . واذا لم يحاكم بسبب تقدمه فى السن فيجب أن يحاسب وأن يقدم شركاؤه فى الجريمة للمحاكمة ولن نتنازل عن حقوقنا . فهنالك الحق العام والحق الخاص . فلماذا قتل مجدى بسبب حيازة النقد الأجنبى؟ وأعدم الطيار جرجس؟ وطالب جنوبى كان فى طريقه للدراسة ؟ . ووقتها الترابى على رأس النظام , يحل ويربط . وأى شريعة اسلامية أو شيطانية تبيح شنق البشر لحيازة المال؟ ولقد عظم تعالى المال فقال : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) . وقدم المال على البنين .ولكن لم ينفذ حكم الاعدام فى تاجر العملة مريود الذى كان مسجونا فى كوبر . وكان يقول للمساجين السياسيين ساخرا ( انه لن يشنق لأنه من حوش ود بانّقا ) .


    فى سنة 1902 كونت أول مصلحة سودانية . ومنذ بداية الاستعمار الى بداية الاستقلال أحيل سبعة وثلاثين ألفا الى الاستيداع . والانقاذ طردت تعسفيا سبعين ألفا من خيرة متعلمى أهل السودان وشردت فى بعض الأحيان الزوج والزوجة من الخدمة ومنعوهم من مغادرة البلاد . ونهبوا الدولة وباعوا خيرة المؤسسات الى أنفسهم ( بتراب الفلوس) وتعمدوا اهانة البشر وتحقير الكبار.


    لقد مات أستاذنا محمد توفيق وموت مجدى يحز فى نفسه . فلقد ذهب الرجل صاحب التاريخ الناصع مستجديا الابقاء على حياة ( ابنه) مجدى الا أن الانقاذ والترابى ضنّوا عليه بذلك .


    من سيدفع فاتورة اصطياد الشباب كالأرانب فى الأسواق والأحياء والقذف بهم الى محرقة الحرب فى الجنوب ؟ . من المسئول عن قتل اثنين مليون شخص فى الجنوب ؟ وهل سنرى مقدمى ومخرجى برامج ساحات الفداء الذى لا يزال مستمرا بالرغم من السلام الذى وقع , فى جهاز التلفزيون ؟ . وهل سيواصل المطبّلون عملهم فى الاعلام ؟.


    من أبغض الأسماء فى السودان قديما هو ود الكتيابى صول البوليس السرى الذى ترقى الى ضابط بعد القبض على مجموعة كبج وبقية الشيوعيين . وعندما صار ضابط بوليس أقامت له السفارة الأمريكية حفلا حضره أبّارو الذى كان على رأس البوليس . وعندما أعتقل خالد أبو جبل رحمة الله عليه فى منزلهم فى بيت المال خرج ود الكتيابى وقبّل حائط قصر الشريفة المواجه لمنزل آل أبو جبل شاكرا الشريفة لأنها أجابت دعوته للايقاع بأبى جبل . وعندما برأت المحكمة أبوجبل لعدم توفر الأدلة لآن المنشورات قد تخص أى انسان والمنزل كحيشان أمدرمان يسكن فيه مجموعة كبيرة من البشر والضيوف , غيّر ود الكتيابى تكتيكه .


    عندما أعتقل الدكتور صلاح عبدالله وهو طالب اعدادية أنكر حيازة المنشورات , فقام ود الكتيابى بأشنع عمل لم يكن يصدّق وقتها فى أمدرمان , اذ هدد باعتقال شقيقة صلاح فأعترف صلاح مباشرة مما جعل الجميع يحتقرون ود الكتيابى لدرجة أن اللواء حمد النيل ضيف الله ابن الموردة والذى كان جزءا من العسكر لم تعجبه تلك الفعلة الشنيعة . فقال لفرح وهو شاويش فى الجيش : ( أدّب لى صول البوليس دا ) فترصد فرح لود الكتيابى فى زقاقات سينما الوطنية وأعتدى عليه بالضرب وطعنه بمطواة فى مؤخرته .


    فى سنة 1964 أعتقلت فى السوق بسبب مشاجرة . وبعد فتح البلاغ فى (تمنة) السوق تصادف دخول ود الكتيابى وأنا خارج فسألنى : ( بتعمل هنا شنو ؟) . وتذكرت قصة صلاح عبدالله فى الركابية . واعتقال حمد على حمد فى فريق حمد أمدرمان وهو سائق لورى تراب , وابن خالته أبّشر الذى كان خياطا فى قراش المنزل جنوب ميدان الربيع . والسبب الحقيقى كان نشاطات الشقيق عبدالرحيم على حمد كعضو فى الحزب الشيوعى السودانى , وود الكتيابى كان يعرف أن اعتقال طالب صغير فى السن لن يضر بالأسرة , ولكن اعتقال كبار الأسرة كان سيكون له أثر أكبر . والنتيجة أننى (شخطت) فى وجه ود الكتيابى قائلا : ( وانت دخلك شنو ؟). فطالب بادخالى الحراسة وقال أننى شتمت الحكومة . والتفت الى رجل البوليس الذى فتح البلاغ قائلا : ( الود دا مش نبّذ الحكومة ؟ فرد رجل البوليس بكل شجاعة : لا ما نبذ الحكومة و لا عمل أى حاجة . أولاد ظهران الدلاّل فتحوا فيه بلاغ ونحنا سجلنا البلاغ وما فى حاجة ).


    هذا الرجل السيىء اختفى بعد أكتوبر , ثم ذهب الى أحمد سليمان مستعينا بالصلات الأسرية وعلاقة أمدرمان , والخالة زينب التيجانى والدة أحمد سليمان , وكبار أهل أمدرمان قائلا : ( أنا بوليس بعمل البقولوا لى وبعمل شغلى , هسى لو عاوزنى أقبّض ليكم الاخوان المسلمين بقبّضهم ليكم ) . فتركوه لحاله وعاش سعيدا فى أمدرمان متهنّيا وكافأه أحمد الميرغنى بأن قربه اليه وأعطوه منصبا كبيرا . ولهذا نحن أمة من (الأضينات) أو الأغبياء .


    فى علاقتنا مع العرب والأجانب نقدم لهم الكثير ونفتح لهم صدورنا وجيوبنا وبيوتنا ولايعاملوننا هم بالمثل , ونقول خادعين لأنفسنا , نحن أصيلون , نحن سودانيون , نحن كرماء ونسينا أن نقول نحن أغبياء , نحن مغفلون . وبما أن الجبهة لا تسمح بالديمقراطية ولا تؤمن بالحوار , فلهذا فلن نسمح لهم باستغلال الديمقراطية والحرية والحوار . وحوارهم حتى فى الجامعات كان بالسكاكين والسيخ . وكيف أتى هتلر الى السسلطة ؟ هل كسب السلطة فى كرتلّة ؟ . لقد أتى عن طريق الانتخاب والديمقراطية ...... لقد كانت روزا لكسمبيرغ وقيادة اليسار والشيوعية فى ألمانيا يقولون أنهم لن ينزلوا الى مستوى النازيين ولن يعمدوا الى الارهاب والعنف . ولن يحرموا الآخرين من النقاش والحوار والديمقراطية والنتيجة أن روم الشاذ جنسيا والذى كان يشبه مدرعة ووجهه ملىء بالندبات والجروح يعتدى على الاشتراكيين بالضرب ويفرق اجتماعاتهم . والنتيجة تسعة وخمسون مليون من البشر قتلوا أو ماتو فى الحرب العالمية الثانية , منهم ثمانية مليون ألمانى .


    الديمقراطية سلاح ذو حدين . أنا أفضل المعقولية والموضوعية . فأمريكا سيدة الديمقراطية كما تظن لم تشمل ديمقراطيتها ملايين العبيد الذين كانوا يباعون ويقتلون أسوأ من الحيوانات , وكان اصطياد الهنود الحمر وقتلهم وتقديم شعر رأسهم كايصال يعوض ماليا , ويكفى أن آدمز نائب الرئيس جورج واشنطن والذى صار رئيسا فيما بعد , وصار ابنه كذلك رئيسا قد قال : ( عندما تصل أية دولة الى قمة عظمتها وقوتها تفقد المعقولية وتصير خطرا على البشرية ) , وهذا هو حال أمريكا الآن . فالديمقراطية والحرية فى أمريكا هى ملك للمليونيرات والأغنياء . والهند التى تتشدق بأنها أكبر ديمقراطية فى العالم يولد عشرات الملايين فيها فى الشارع ويعيشون فى الشارع ويتزوجون فى العراء ويعيشون فى العراء ويموتون فى العراء , وتلتقط جثثهم شاحنات خاصة فى المدن الهندية الكبيرة فقط لأن هياكلهم العظمية تباع وتصدر . وهناك عشرات الملايين من المنبوذين . ما فائدة الديمقراطية لهم ؟ .


    لقد علرضنا الشيوعية فى شرق أوروبا . ومع احترامنا للشيوعيين السودانيين الذين هم أنبل وأشرف السودانيين , كنا نقول ولا نزال نقول أن أى نظام يقصى الآخر ولا يؤمن بتداول السلطة ووجود معارضة نظام سيىء . والانقاذ لا تؤمن بتداول السلطة وستغيّر جلدها عشرات المرات حتى تحتفظ بالسلطة والثروة . وكل من يدافع عن هذا النظام الشرير أو يطبّل له شخص يرتكب جرم فى حق الشعب السودانى والبشرية . سنرفضه ولن نسمح له بأن يستغفلنا ويستغلنا. وباسم الشهداء والذين تعرضوا للاعتقال والاهانة والضرب والتعذيب لن نوافق على أن نستغل , وسنتخلص من ختم المغفل من على ظهرنا .


    السودانييون والحكومات السودانية يتعاملون مع الآخرين بأريحية وبساطة . يسىء الآخرون قراءتها . ولقد قال مامون عوض أبوزيد عضو مجلس قيادة الثورة والمخطط الأول لانقلاب مايو لأنه كان على رأس المخابرات العسكرية , وهو ود سوق ومدردح وأهله جزاون فى أمدرمان : ( أى عربى اجى هنى مهما كان الناس تقوم وتقعد وتهتم بيهو اذا كان بيسوا ولا ما بسوا , الناس ديل بفتكروا انو احنا عندنا مركب نقص , وما بفهموا انو دى طبيعتنا نحنا السودانيين . لازم نعامل الناس ديل زى ما بعاملونا ) . وأطالب بمعاملة أهل الانقاذ كما يعاملونا . ونحن لا نخاف ولا نختشى , ولأننا أقوياء ولسنا ضعفاء لا نتنازل عن حقنا . واذا كان العسكر قد قدموا للمحاكمة فى 1964 لتوقف المسلسل .


    وصور تنازل عبود من السلطة تظهره وهو مبتسم محاط برجال الأحزاب ومبارك زروق يمسك بورقة خلف ظهره وهو والجميع فى حالة استرخاء ودردشة مع الرجل الذى أعدم أبناء الشعب السودانى وباع حلفا وقبل باتفاقية مجحفة جدا فى حق السودان . بل كافؤه بأن قبلوا طلباته بأن يواصل ابنه دراسته و الذى كان يسكن فى منزل السفير السودانى فى لندن , وأن يعطوه مهلة لاخلاء منزل الحكومة . بل كافأؤه بأن اشتروا له منزلا فى الامتداد من مال الشعب السودانى . وهذا هو المنزل الذى طرق بابه عوض دكام بالخطأ وهو يبحث عن منزل آخر , وعندما فوجئى بعبود يفتح الباب ضرب صدره مندهشا وهو يقول ( سجمى هو انت لسه حى ؟ ) .


    عندما فشل جمال عبد الناصر فى السيطرة على السودان بواسطة مناديبه ورشاوى صلاح سالم كانت محاولة انقلاب كبيدة الأولى وعدة محاولات أخرى اشترك نميرى فى أحداها . وفى سنة 1959 كانت المحاولة الأولى ضد عبود بواسطة القوميين العرب والمخابرات المصرية اشترك فيها محمود حسيب وهو قومى عربى , بالرغم من أنه من النوبة الميرى , وكانت محاولة شنان . ثم الانقلاب داخل الانقلاب بواسطة شنان ومحى الدين محمد عبدالله من القوميين العرب للتخلص من أحمد عبدالوهاب رجل حزب الأمة والذى كان يقف ضد سيطرة عبدالناصر واتفاقية مياه النيل والسد العالى . وقبل السودان بثلاثة عشر مليون تعويضا لمائة وخمسين ميل غطتها بحيرة ناصر فى السودان وغرقت حلفا والقرى المحيطة بها . وميرغنى حمزة كان قد رفض خمسة وثلاثين مليون دولار . وقبل السودان بخمسة عشر مليار متر مكعب من الماء من أصل خمسة وسبعين الى ثمانين مليار متر معكب . وميرغنى حمزة طالب بالثلث . ولأن مصر تعارض وجود طاقة تخزينية عند السودان , فان الثلث من نصيب السودان الهزيل يذهب الى مصر , وقالوا انه دين .

    ويبدوا أن مصر ستسدده لنا ( عرقسوس) . وكان ناصر قد مارس البلطجة من قبل عن طريق احتلال جزء من حلايب . فكافأناه نحن السودانيون على كل هذا بالوقوف معهم ومناصرة جمال عبدالناصر واعادة الحياة له بمؤتمر الخرطوم . وذهاب المحجوب الى السعودية لمصالحة ناصر مع الملك فيصل وكان مؤتمر اللاءات الثلاث . وأجبر المحجوب السعودية على دفع خمسين مليون جنيه لجمال وخمسين مليون من الكويت وخمسين مليونا من ليبيا ودول أخرى . ووقتها كانت ميزانية السودان لا تتعدى اثنا عشر مليون جنيه . , اعاد كل هذا الحياة لناصر الذى كان منهارا , وكان يقول للمحجوب سأكرمك .


    وسمح للجيش المصرى بالتواجد فى السودان , وأعطوا سلاح الطيران المصرى قاعدة جبل اولياء , وسمح للكلية الحربية المصرية بالتواجد فى السودان . وأطلقت يد المخابرات المصرية فى السودان . وطبخوا انقلاب مايو , وشاركهم جزء كبير من الشيوعيين فى تلك المؤامرة . وفى ليلة الانقلاب الأولى لبس النميرى وجماعته الجلاليب واستلقوا للسمر فى الرئاسة , فقد كان الجيش المصرى وسلاح الطيران المصرى يحميهم . اذا لم يكن هذا هو التغفيل , فما هو اذن ؟ .


    وعندما صار مولانا بابكر عوض الله نائبا لرئيس الوزراء بعد أن كان رئيسا للوزراء -وهو لا يزال على قيد الحياة - لماذا قبل برتبة أقل ؟ فقال من أجل العزيزة مصر . وحتى لو جعلونى قنصلا فى الاسكندرية لقبلت .


    علاقات الدول لا تختلف كثيرا عن علاقات الأشخاص . فالشخص الذى يحس بأنك متسامح ويمكن أن يهينك ويهضم حقك ويسرقك ويستخف بك , وأنك تفضل أن تكون فاضلا ومهذبا سيواصل . وتجربتى فى كل بقاع العالم أن كل الناس , اذا كانوا وزراء , رجال أعمال , رجال جمارك , موظفوى مطارات , مديرى بنوك , قتلة ولصوص ونشالين , أو رهبانا أو قسسة , اذا أحسوا بأنهم يمكن أن يتجاهلوك , أو يتخلصوا منك حتى لا تضيع وقتهم بالرغم من حقك سيقومون بذلك . ولكن اذا أحسوا بأن الصفعة ستقابل بعشرات الصفعات , وأن الاساءة سترد بما هو أسوأ منها , وأن السخرية ستواجه بمخزون من ( الرباطابية) , فلن يجرأ أحد أن يتطاول عليك . ولهذا نرفض اعطاء أى سدنة أو مطبّلين لنظام الانقاذ فرصة استغلالنا والركوب على ظهرنا , ولتذهب الديمقراطية للجحيم اذا كانت ستمكن الآخرين من رقابنا ( وما تقول لى حرية ولا سنالكو) . ما بتعزمنا حرّارتك ما بتشم حرّارتنا .


    يكفى هذا القيىء الذى نراه . شاهدت فى برنامج ( فى الواجهة) الاعلامى الكبير دقش يطبّل للنظام , ويقول ان الاعلام الغربى هو سبب البلاء . وحتى بشهادة صحّاف السودان وزير الخارجية مصطفى اسماعيل فان الآلاف قد قتلوا فى دارفور . وكأنما الاعلام الغربى هو الذى نهب وحرق وشرد واغتصب .


    وقبل مدة كان اسماعيل حاج موسى أحد سدنة مايو والذى يستفيد الآن من تقاسم الفريسة بواسطة الانقاذ وقوى الشعب العاملة , يردد الكذبة الكبيرة ويبرىء حكومة الجبهة من جرائم دارفور . وبجانبه كان ابن ابى روف القاضى عمر شمّينة . الذى كان يردد نفس الكذب . عمر شمّينة خبير فى استغلال القضاء . ففى سنة 1961 أتانا مدرس صغير السن اسمه صلاح هاشم بملامح مصرية . والعادة أن المدرس يحاول أن يفرض شخصيته بالارهاب , وكثيرا ما يصفع طالب فى أول الأيام بطريقة تخيف الآخرين . وبدون سبب وقع اختياره علىّ الا أنه انطرح أرضا . والموضوع كان فعل ورد فعل . اعترفت بجرمى وبالغ العميد يوسف بدرى فى عقابى . وربما لأننى ابن أخيه . واستدعى الأمر علاجى بالمستشفى لمدة اسبوعين , وصنّف تحت الأذى الجسيم . وجلدت بواسطة الصول العملاق بخيت الذى كان على رأس القوة السودانية فى موكب احتفالات انتصار الحلفاء أمام الملكة البريطانية ، وهو رجل عملاق لا يقل وزنه عن مائة وثلاثين كيلو , فأردت أن أضح حدا للعقاب الجسمانى . ففتحت بلاغا ضد العميد يوسف بدرى . وفى يوم المحكمة كان القاضى هو عمر شمّينة , فعنّفنى قائلا : ( بأنه ليس هنالك قضية , ويحق ليوسف بدرى كمربى أن يجلدنى , كما يحق للوالد أن يعاقب أبناءه , فسألته هل يحق للوالد أن يسبب ضررا جسديا لأبنائه أو أن يقتلهم؟ , وهل يسمح القانون بذلك ؟ وأين المتهم ؟ فاكتفى بأن طردنى قائلا : ( حتى لو كان القانون معاك ما حننادى العميد ) .


    وخرجت ممتلئا غيظا حاسّا بعجزى , وها هو نفس القاضى يغير القانون ويضيع حقوق أهل دارفور كما أضاع حقى من قبل ( والما بسوى الشوية ما بسوى الكتير) . كل هؤلاء الناس يجب أن يحاسبوا فيما بعد . ولهذا لن نسمح اليوم لسدنة هذا النظام ومطبّليه والمدافعين عنه باستغلال منابرنا واستغفالنا والضحك على ذقوننا .


    شــــوقى



    هل السودانى اضينة ؟ بقلم : شوقى بدر
                  

06-01-2009, 04:17 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24694

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كترة التكرار، بتعلّم الشُطّار: هل السودانى اضينة ؟ بقلم : شوقى بدري (Re: AnwarKing)

    Quote: وقال طيب الله ثراه : ( أول ما الانقاذ دى تنتهى أمشى نادى الأساتذة ألاقى فتح الرحمن البشير بيعيد فى كلامه , عفى الله عمّا سلف ، أروح خانقو ليك بعمته القصيرة دى لمن أفطسوا . بعد داك أشيل مفك وأسوق العربية أمشى شارع مامون البرير أقلع اليافطة وأركب بدلها يافطة شارع عبدالعزيز دواؤد)


    سلامات يا أنور

    رحم الله البروف على المك وطيَب ثراه

    عاشق أمدر وأبو داؤود وبريمة

    كان يعرف كيف يحب ويختلف

    قيل ، يوم رثاه فيه محبيه في لندن ، " أحب أمدرمان وغادرها حين استباها العسكر"

    Quote: من السخف والغباء والهبل أن يذهب بعض ممثلى اليسار لزيارة الترابى بعد الافراج عنه . وهذا التصرف الغريب قام به كمال الجزولى وفاروق كدوده . واذا كان الحزب الشيوعى قد وافق على هذا السخف فنحن نرفضه


    ده مبدأ الحرية لنا ولسوانا يا شوقي

    ليس هناك مايمنع من زيارة عراب النظام سابقا

    وليس بالضرورة ان تكون الزيارة تمت بإسم الحزب الشيوعي

    العلاقات الشخصية مرات ترسي قيم اكثر من الحزب

    والسياسة عايزة كده
                  

06-01-2009, 05:45 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كترة التكرار، بتعلّم الشُطّار: هل السودانى اضينة ؟ بقلم : شوقى بدري (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الاستاذ شوقي بدري بعفوية ومعرفة ولسان كالسيف قاطع قال كثيرا مما هو مسكوت عنه في توليفة الشعوب السودانية .. اكثر من عنوان لموضوع في هذا المقال .. نختلف او نتفق معه ليس اهم من ان نعرف حقائق نحاول تجاوزها بالباسها غطاء لا يسترها .. في مواضيع اخري اشار الاستاذ حيدر ابراهيم الي طبيعة السوداني الانشطارية وامس شاهدت المشير سوار الدهب والذي اطاح به وكان قائدا لجيشه يقول في المرحوم جعفر النميري بعد مراسيم تشييع الاخير بانه ابرز الشخصيات في التاريخ السوداني ومدحه كثيرا اذن فلماذا وانت قائد جيشه رضيت ان تطيح به ؟؟؟ لماذا لم تستقل حينها وتتحمل مسئوليتك معه تماما فلقد كنت اكبر قواد جيشه ....
    حدة الاستاذ شوقي هي اكييد من شعور طاغ بالمرارة وهو عليم بحقائق كثيرة لاشخاص نراهم اليوم في لباس الواعظينا وهم ليسو كذلك ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de