مسـقط تودع والدوحـه تستقبل عضو البورد المستشارة القانونية الاستاذه / مـي أبوقصيصة ( صور)

Quote: [بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله وصحبة أجمعين . أيها الحفل الكريم ........ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، بالأصالة عن نفسي ونيابة عن الأسرة السودانية بمسقط وأصدقاء المحتفى بهم أقف أمامكم مودعاً أسرة المرحوم {عبدالعظيم التجاني أبوقصيصة} وداعاً يليق بمقام هذه الأسرة العظيمة المكافحة . وللذين لا يعرفون المرحوم أقول بأنه كان أستاذ الجيل ومعلماً بكل ما تحمل الكلمة من معاني فهو من الخريجين القلائل من كلية غردون ، تجول في أرجاء كثيرة ناشراً نور المعرفة وبصحبته رفيقة دربه التي كانت له سنداً في كل خطواته وهي الأم المثالية التي حملت لواء الجهاد من بعده . فقد كان نوعاً فريداً من البشر لا تفارقه الإبتسامةُ أبداً وكان معلماً للآداب والخلق والدبلوماسية في التعامل بحكم تمرسه في الإدارة وتفويضه للسلطة بصورة تدعو للإعجاب في وقت كان فيه البعض ينفرد بالسلطة بالصورة التي تنفر منه معاونيه . في إحدى مراحل حياته فتح أبواب مدرسته ودون حرج أو تهيب أمام مناديب جبهة التحرير الإرترية لشرح قضيتهم عندما كانت الحرب في أوج إستعارها ، وكانت لفتة لا تصدر إلا من رجل يزن الأمور بحصافة وإتزان عقل وبعد نظر . إستطاع بما حباه الله من سعة صدر أن يمتص ثورات الشباب وحماسهم وجذب صغار المعلمين نحوه برعايته ومؤآخاته لهم لذا أحبه الجميع . فإذا كان هذا حبه للناس فكيف بحبه لأهل بيته .. فقد نهج صغاره نفس منهجه بحبهم للناس وحبهم للخير وتفردهم في مد يد العون لكل من يحتاج ووضع قدراتهم تحت تصرف الأعداء قبل الأصدقاء . وعندما سقطت راية الأب المعلم رفعتها الأم الرؤوم {سيدة عبدالحميد شمس الدين} التي كانت أهلاً لحملها ، وأبحرت بالسفينة وسط العواصف حتى وصلت بها لبر الأمان . شعرت الحاجة سيدة بالمسؤولية التي ألقيت على عاتقها وأمامها ثلاثة من الأيتام عليها الأخذ بأياديهم .. فكانت المرأة الصبورة التي تحملت المسؤولية في ريعان شبابها وطلقت زخرف الدنيا وحدبت على مصلحة أبنائها بإصرارها على مواصلة تعليمهم مهما كلفها من مشقة ومرت السنون والزهرات اليانعة تتفتح أمامها وتمدها بالقوة على تحمل المراحل ، ولابد للشهد من إبر النحل وقد كان لها ما أرادت . نشأت الأستاذة {مي عبدالعظيم أبوقصيصة} في هذا الجو الصحي ونهلت منه هي وإخوتها وربطتهم رابطة قوية كانت خير معين لهم في مشوار حياتهم فأخذت من والدها العلم وسماحة الخلق والدبلوماسية الرفيعة وسلامة التخطيط ومن والدتها الإصرار والصبر والعاطفة الجياشة وحبها لأولادها بما أنعكس ذلك على الأستاذة مي في حبها لبنتها وسبحان الله فقد رزقها هبة الله والتي بدورها نشأت يتيمة فأعاد التاريخ الدور . وقد طبقت الأستاذة مي القانون الذي درسته على نفسها أولاً فقد كانت ملتزمةً في حياتها الإجتماعية والعملية عطوفة على بنتها التي أصبحت لها أماً وأباً ، بارةً بوالدتها كسباً لرضا الله وبحثاً عن الجنة تحت قدميها . سرد طويل كان لابد منه لمعرفة من نقوم بتوديعهن في هذا المساء الحزين حيث ستفقد الجالية السودانية بمسقط عنصراً فعالاً ، فقد كان لهن حضوراً متميزاً في كل المناسبات وستظل ذكراهن محفورة في أعماقنا ، ونغبط مجتمع الدوحة على الهدية التي ستصلهم وعزاؤنا الوحيد أن في هذا الإرتحال لم الشمل مع الأهل في الدوحة . وبما أننا نعيش في قرية صغيرة فان وسائل الإتصال المستحدثة ستربط بيننا رغم الفيافي والغفار التي تفصلنا . كل الدعوات والأمنيات الطيبة لتلك الأسرة الكريمة بأن يجدوا كل الهناء والإسـتقرار بالدوحة . لكم التحية والود ونعتذر للجميع على الإطـالة وبالرغم من ذلك فانه جهد المقل . عبد الله عبيد الأربعاء 27/5/2009م - مسقط