أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 11:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2009, 10:05 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو

    قام د.مادبو بنقد و تفنيد دور اآل المهدي في حزب الامة خاصتهم في مقالات اشهرها معنون ب ::

    مؤتمر لمن حضر .. (تعليق على تهافت القيادة الطائفية) ... بقلم: الوليد أدم مادبو


    ذكر د. مادبو :

    Quote: إلتقيت رجلاً في إحدي الاماكن العامة تبدو عليه صرامة كلل مراميها الدهر وعلي سمته خشوع أرهقت مغاشيه أنوار الوجد الإلهي. قلت له وقد أزعجني بصمته، "من نينك في الأهل؟" فقال لي رزيقي. قلت له ما الذي جاء بك إلي هنا؟ فأبلغني أنه يريد من المسئول الذي كان كلانا في إنتظاره أن يتوسط له في شأن مشروع زراعي خُصص له وآخرين كجزء من تسوية عقدتها القيادة الطائفية مع النظام المايوي، وقد إستبد بهم الوقت دون أن يحصلوا علي شئ. كلمني بمرارة ملؤها حذر وأخطرني أنه قد خرج في عمري (وقد كنت يومئذ صبياً) مهاجراً إلي الحبشة ثم ليبيا ورجع كهلاً دونما ان يجد هو وإخوته أدني إعتبار من القيادة الطائفية التي أخفقت في نصرة الدين ولم تحقق عائداً مادياً للمساكين، يعولون به أنفسهم وذراريهم. في واقع الأمر لم تكن المعارضة إلاَّ وسيلة التي إستحوذ بها الكهنوت علي كافة ممتلكات الدائرة وذلك من خلال حصوله علي أموال من الخارج مكنت له شراء ممتلكات من حصروا بالداخل. ففي عام1977م تهيأ النميري للمصالحة الوطنية وفي خلده شريط الأحداث المريرة والمآساوية التي مر بها الأنصار (ود نوباوي، الجزيرة أبا، الحزام الأخضر، إلي آخره.....) وماصحبها من تداعيات داخل القوات المسلحة لكنه فؤجئ بأن الكهنوت لم يكن مُهتماً بحبْك تفاصيل الشأن الوطني قدر إهتمامه بعقد صفقة إقتصادية أسماها -- تعويضات آل المهدي. يموت الأنصار، يُدفنوا أحياء، يُهجروا، يُقصوا، يُهانوا، هذا كله لا يهم (لأنه لا ينظر إليهم كأخوان في العقيدة، إنما عقال بعير ورثه عن أبائه)، المهم أن يتخذ الكهنوت من الحيل ما يجعله في منصة المشهد السياسي فحسب (إذ أن ذلك يُعد تعويضاً لهم أدبياً ومادياً!). من هذه الزاوية الشيفونية ولج جميع الحاكمين إلي نفسية الزعيم الطائفية، فعقدوا معه الصفقات مما أظهر التباين (ولوا تدريجياً) بين مواقف القيادة التخاذلية ومواقف القاعدة البطولية.


    ثم اضاف :
    Quote: ليست أدل من مسرحية التراضي الأخيرة التي جيرت فيها مصلحة الكيان لصالح صفقة فوقية تبادل فيها الطرفين شنطتين: إحداهما ملؤها وعود وتصميم علي كبت روح المقاومة لدي الأنصار من خلال التخلص الكامل من المعوقين لمسيرة التطبيع، وأخري ملؤها دولارات تُصرف أول ما تُصرف علي الملذات، وقليل من المستلزمات. إن القيادة المنتقاة لتسويق مشروع التطبيع (غير المبدئ) فشلت في مواجهة القاعدة التي قالت بملئ فاها "لقد صبرنا عشرون عاماً، وبوسعنا ان نصبر عشرون أخرين حتي نحقق صلحاً مبدئياً يكفل لجميع أهل السودان السؤدد والرفاء أو نهلك دون ذلك." هذا الكلام يقوله أناس مُعدمين إلاَّ من الكبرياء لأشخاص مترفين يلهثون وراء السراب ويطلبون الرخاء بأي ثمن، ولو أن يكون ذلك الإساءة إلي أرثهم التليد


    ثم استرسل قائلا:
    Quote: لقد جاءت القيادة الطائفية وهي عازمة علي حسم المعركة الفكرية عسكرياً فكانت أول ما فعلت أن عينت مفتشاً عاماً للمؤتمر السابع (بطريقة غير رسمية) مهمته البت في المسائل الخلافية. لم تكن لدي المفتش أهلية فكرية أو حنكة إدارية إنما سفروك وكتيبة تسمي "سيوف النصر".لقد اخذ هؤلاء من الأرث المهدوي الأسامي وتركوا المعاني. إن الامام المهدي كان يستحي من مجرد وضع الطُعم ويري في ذلك غِشاً للأسماك، فكيف به إذا رأي بعضاً من أعضاء هيئة شؤون الانصار مندسين بين الصفوف منوهين علي "مرشح الامام" ومغلظين علي ذلك بالقسم علماً بأن الله تعالي يقول في المصحف الذي يحمله "الامير" بين يديه (فلا تجعلوا الله عرضة لإيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس)، وذلك معناه أن المسلم يمضي ما يمليه عليه ضميره ولا حرج في تعديل خطة إذا رأي ما هو اصوب.إن المجموعة الرجعية لم تتورع حتي عن التزوير (الذي هو بمثابة شهادة الزور في مثل هذه الإمور) فإذا بها تصعد ربة منزل من كلية رجال الأعمال وإذا بنا نسمع عن بعض الأعضاء يصعدوا مباشرة إلي الهيئة المركزية دون المرور بالمؤتمر العام. مثلاً، لقد حُددت لكلية العائدين خمسة خانات فلمَّا لم يجدوا أكثر من ثلاثة جاؤوا بإثنين من منازلهم. هذا كله، والكهنوت في غاية الإرتباك لأنه ولأول مرة يوجه له نقد شخصي ومن أفراد كانوا يجلّونه (وإذا شئت يقدسونه). إن عجز الكهنوت عن التعامل مع هذه الحيثية نابع من امرين: الاول، لقد اعلي من قدرته الفائقة علي تفويت مثل هذه الألَعيب دون ان يلتفت إلي أن العقل الإنساني قد تعلمن بدرجة لا يسهل معها تفويت الخدعة بلبوس ديني، ثانياً، هو لم يتعرف علي الطبيعة السايكولوجية للمجموعات الأنصارية (الدارفورية منها خاصة)، بل ظن أنها قد جُبلت علي الخنوع.


    ثم واصل الدكتور :
    Quote: علماً بأن رفضهم للخنوع هو ذات الطاقة التي فجرت الثورة المهدية فلم تكن الإنصارية إلاَّ فكرة دينية دونت في السجل السياسي للثورات علماً بأنها في الوسط السوداني كانت فكرة سياسية عبقت في الوجدان الديني فإستلهم منها الطاعة، الإنقياد والتسليم. حتي هذه في سبيلها للتبدل. يُقال عن دارفور مجازاً أنها منطقة أنصارية لكن الثابت أن غالبية أهلها (%90) تيجانية نياسية إستناداً للشيخ إبراهيم نياس، صاحب السند الأقصر لسيدي أحمد التجاني. إن أهل دارفور الذين هاجروا إلي الجزيرة أبا تأثروا بمعطيات الوسط الديني الذي يقتضي الطاعة للمُرشد ويري الخروج عن ذلك خروج عن الملة. حتي هذه الطاقة الروحية لم توظف في بناء الصرح الوطني قدر ما إستثمرت في تشييد أمبراطورية مادية إستَبْقَت الاهالي في حالة أشبه بالعبودية حتي جاءت "ثورة الإنقاذ" فشقت لهم الطريق، ملكتهم الأراضي، قسمت لهم الثمار، أحلت لهم الديك الرومي، وقطعت الطريق علي الكهنوت بتسجيل السراية بناية لجامعة الإمام المهدي! لكن الكهنوت لا يعيَّ من الحيل وإذا به يستخرج ورقة من جرابه نصها أن السيد قد أوصي يوماً "بأن الجزيرة أبا لساكنيها." أين كانت هذه الورقة طيلة الخمسة عقود الماضية؟إن العلاقة التي تربط الكهنوت بأتباعه هي علاقة تشوبها درجة عالية من التعقيد فهي تتأرجح بين السُخرية والتسخير، التعميد والتعبيد، التخييروالتسيير، إلي آخره



    و ذاد عليه ( و أظنه مكمن المشكلة:

    Quote: إن الكهنوت تعرّف أول ما تعرّف علي دارفور من المخدمين الذين يعملون معه في المنزل لذا فهو يجد صعوبة في التعامل مع آقرانه في الحزب ممن يرون أنفسهم أنداد وذويهم يرونهم عشية في خانة الأسياد. إن الإله لم يُفاضل بين عياله، لكن منهم من وهب نفسه لخدمة السيد حتي يتهيأ لخدمة الدين، ومنهم من نذر نفسه لتقويمه كي لا يُحيد عن مقاصد التشريع، ولا عجب أن التقيا في المنشأ والمقصد. لقد فقه الفكي محمد أحمد هذا التلاقي يوم أن قبل هدية السلطان نورين إمرأة أنجبت له فارساً من فرسان الحوبة وكبيراً من كبرائها، ذاك هو السيد عبد الرحمن (الملقب بأب جلحة نور أبا) -- عرفت من بعد بمقبولة بت السلطان. إن الكهنوت كثيراً ما يشير إلي إنصهار أسرته مع مختلف الأجناس (دينكا، فور، بينقا، إلي أخره) كوسيلة لإنكار الهرمية العرقية التي تنحدر أحياناً إلي درجة العنصرية. إن مخادنة العنصريين البيض، مثلاً، لسيدات زنجيات والإنجاب منهن لم تمنعهم من المرافعة بل الإستماتة في الدفاع عن حقهم في إمتلاك الإماء والعبيد.




    نواصل السرد
                  

05-14-2009, 10:34 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    مواصلة : ففي جزئية لاحقة ذهب الدكتور مادبو مذكرا:

    Quote: من هنا نفهم حرص الكهنوت وعزمه علي التواجد بالعواصم العربية والدولية، انه يريد أن يستمد شرعيته من الخارج إذ أيس من الداخل. ولذا فأنا لا أستبعد أن يكون من ضمن مسعاه محاولة لإقناع القوة الإقليمية والدولية بعدم جدوي الإنقاذ، وطرحه لنفسه بديلاً للبشير! ماهي مقومات نجاحه وقد فشل فشلاً ذريعاً ثلاث مرات حتي لكأنه إستحق اللقب بجدارة "ملك المبادرات الفاشلة!". لقد ظل يتلقف أسواء ما عند اليسار (الإصلاح الزراعي، حل الإدارة الأهلية) وأبأس ما عند اليمين (مركزية الدولة الدينية) حتي دمر قاعدته السياسية إجتماعياً وإقتصادياً، بل أفرغها من محتواها الأخلاقي والروحي. وهو بعد ذلك يجرؤ فيقول "أنا شايل هذا الحزب، لمن تقدروا تشيلوه سأستقيل وأتفرغ لما أرغبْ." وهذا لعُمري هو الوعي الزائف ""False Consciousness، فالكل يعلم أن هذه الأسرة "الشريفة" قد إستثمرت محنة الشعب السوداني مادياً وأوردته موارد الهلاك عملياً. إن الاموال التي يتبرع بها أعضاء الحزب لا تورد لدي المحاسب ولا تُعرض علي جمعية عمومية إنما هي عهدة شخصية لدي الكهنوت لأن الناس يثقون به دون غيره! إن الحزب لم يتردي ، لم يصل إلي ما وصل إليه من درك إلاَّ بسبب المواقف الفكرية الملتبسة للكهنوت، والمنهجية المتردية. إن غِيرة الكهنوت الشخصية من المحجوب جعلته يشق الحزب مما شجع الضباط المايويين للتحرك والإنقضاض علي الديمقراطية الثانية، وقد دفع الانصار ثمن هذه التهورات غالياً، لكن الكهنوت لم يعي من الحيل فلم يلبث أن نُفي إلي القاهرة. أمّا غيرته الشخصية من الميرغني فقد فوتت علي السودان فرصة التماسك الوجداني والوطني من خلال إتفاقية الميرغني - قرنق بأديس أبابا (16/أغسطس/1988م)، الأدهي إنها أفسحت المجال للإسلاميين للقيام بإنقلابهم الذي أيده ببيان في الساعات الأولي ليضمن سلامتة الشخصية.


    و اردف د.مادبو

    Quote: إنني لا أتكلم عن مواقف تكتيكية، إنما تراجع عن الإستراتيجية (إن كانت هنالك واحدة) ولنراجع المواقف الثلاث الآتية:-لقد دفعت الطائفية بالبطل الشهيد محمد نور سعد في معمعة ميدانية وهي تنوي التخلص منه، لكنه ركز ركزة الأسد الضارية فلما لم يجد من التسليم بد وقع في الأسر. وإذا بنا نفاجأ بعد حقبة من الزمان أن مقاليد الإمور في الحزب العتيق قد آلت إلي الضباط الذين حاكموه وحققوا معه. إننا لم نكتف بقتله بل تبولنا علي قبره. إن رجلاً لا يفئ إلي الأحياء، لا يُرجي منه أن يفي إلي الأموات!لقد اقاموا الدنيا وأقعدوها لأن الإمام أحمد المهدي قد وصف جيش المعارضة الوطنية بالمرتزقة، علماً بأنه قد إستخدم التقية حينها ليدرأ الضرر عن أهله وعن الأنصار. لم تمض سوي ثلاث حقب حتي وصف الكهنوت مجموعة خليل المقتحمة أمدرمان بالمرتزقة. ما الفرق بين أولئك وهؤلاء؟


    ثم الي نقطة الاثارة :


    Quote: إن البلاء موكل بالمنطق لقد أضاع الكهنوت وقتاً حرجاً من زمن الديمقراطية الثالثة في الحديث عن كنس أثار مايو، وهاهو يستعين بالكودار الأمنية المايوية ، بل الأدهي، إن أبنائه إقتبسوا ذات الأساليب الإجرامية التي شملت التصفية الجسدية لبعض العناصر المنشقة من جيش الأمة.إنني أختلف مع المجموعة التقدمية التي ظلت تُبرئ الكهنوت من التهم، فقد آن الأوان لمواجهة الحقيقة -- إن الكهنوت هو أس المشكلة. إن تناقضاته الفكرية والسلوكية أصبحت تُشكل عبئاً علي الحزب الذي يملك كل ما يؤهله لكي يكون حزباً قومياً. لكن النرجسية المفرطة (إختيار 13 عضواً من أفراد أسرته في المكتب السياسي)، العصبية القومية (الإبقاء علي مثلث حمدي بل إستثماره سياسياً)، العنصرية القحة (إستبعاد الكنابي)، الإحتقان الطائفي (مشكلته مع أبناء عمومته)، الفهلوة الزائدة (التلاعب بالبيضة والحجر)، كل ذلك يحول دون وصوله إلي المرامي الكبري.


    ليردف عليه قائلا:
    Quote: لقد جاء البقارة مفعمين بفكرة المهدية التي أهملت ولم تطور حتي أصبحت جزءاً من أزمتهم النفسية. إنهم يريدون أن يعوضوا عن هزميتهم في الاندلس بقتال الأخر (الذي هو جزء منهم). إن الكهنوت لم يسع لإعادة توجيه هذه الطاقة السالبة توجيهاً ثقافياً وفكرياً، بل أراد الإحتفاظ بها حتي تظل رصيداً عسكرياً يمكن أن يوظفه لخدمة مُخططاته الإستعلائية. ليست أدل من التصريح الأخير لإحدي بنات الكهنوت (طبيبة متعاطية للسياسة) "الجنجويد ديل أنصار أولاد أنصار، وهم حقينا.


    وواصل الدكتور مادبو منتهيا الي ::
    Quote: إن الكهنوت وأبناءه يريدون أن يتحصنوا بالقوات النظامية من خلال تزلفهم لقادة النظام، لكنهم أيضاً يتحسبوا لزيادة الحمي الأثنية التي قد ترجح قوات الغرب العسكرية حال الإنفلات الأمني (يوم تغوش الخرطوم) ولذا فهم يستدعون الموروث بنبرة أبوية إذ قد همدت الطاقة الروحية ولم تعد هناك جدوي "للإشارة"عدا فيما هي سِلمي وبارد. لقد خذلتم الغرب في وقت كان أحوج ما يكون إليكم، فلما تفترضون أنه سيأتي لنصرتكم؟ بل الأحري أن تكونوا أول المُستهدفين لأنكم السبب في تخلفه، رجعيته وترديه المعنوي والمادي.إن عبارات من مثل "دقوا العبيد"، "حقينا"، "أنا شايلكم" تكشف عن نفسية مريضة تدثرت بالدين تارة، وبالعلمانية تارة أخري، فلمَّا تعرضت لإمتحان ديمقراطي حقيقي وضاقت بها السبل لم تجد غير الطائفة طوق النجاة.

    نواصل

                  

05-14-2009, 10:40 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    المقال الآخر هو بعنوان : ميلاد زعيم أم موت القداسة ..
    بقلم: د. الوليد آدم مادبو

    وهو مخصص لشخصية الصادق المهدي. وقد افتتح مقاله :

    Quote: إنني أكتب هذه المقالة تعليقاً على المسيرة السبعينية للسيد/ الصادق المهدي. لقد زعم الأخير أن أمه قد دعته للاحتفال بعيد الميلاد (الذي هو حق لا داعي لتبريره دينياً) لأنه وافق ميلاد المسيح فهي بذلك قد نسجت مرابيع الفضاء السيكولوجي الذي جعله يتوهم أنه مبعوث العناية الالهيه. وإذ هي أرادت شحذ همته للقيام بمهامه الوطنية فقد كبلته إذ هي أودعته عنصر النرجسية الذي جعله عنواناً للإخفاق وعدم التوفيق لقد أنتزع الصادق من المحجوب رئاسته، ومن الهادي عبد الرحمن اماميته، ومن السيد/ أحمد المهدي مهمة الجرتكيته، ومن أبو القاسم محمد إبراهيم دنجوانيته ، فلم يبق إلآ أن ينافس البرعي في ولايته


    نواصل
                  

05-14-2009, 10:50 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    ثم ولج د.مادبو الي روح مقاله قائلا:


    Quote: لقد أتسم الصادق الفاعل السياسي: بضعف المقدرة الإدارية وبؤس البصيرة السياسية إن الصادق (بمحاولته مجاراه صهره الترابي فكرياً) أضاع جل جهده دون أن يثبت براعة فكريه بل افقد حزبه خاصية مهدوية مهمة الا وهي خاصية الوثبيه (الانقضاض على الخصم في لحظة ضعفه وتجنبه حاله قوته يشمل ذلك جميع أنوع الضعف . والقوة الأمر الذي برع فيه الإمامان محمد أحمد عبد الله وعبد الرحمن المهدي).لقد قاد السيد/ الصادق المهدي معارضة ضد عبود في لحظة كانت الارستقراطية العسكرية تمثل اللحظة (العظمى) في حياة الشعب السوداني إذ هي أرادت دعم الوسط مع دحض الطائفية.



    ثم :
    Quote: يفهم هذا الأمر اليوم بعد أن وجدت الحركات الحداثوية (اليمين واليسار) فرصتها للحكم، فلم تستطع أن تتحكم لقد قاد السيد الصادق المهدي معارضة ضد جعفر نميري (76) في وقت كانت مايو تمثل فيه اللحظة (المثلى) في حياة الشعب السوداني إذ هي استوعبت إنسان الجنوب (والشمال) وأعطته فرصته للتمازج ودرجته فرص الانصهار لاغرو لقد فتحت هذه المعارضة على السودان أبواب الارتزاق، العمالة، العطاله، الديانة، وبلادة الضمير.إن تنكب الصادق المهدي على اتفاقية أديس أباب لم يكن إلا مجرد غيرة من نميري أصبحت هي ديدنه في التعامل مع الرجال( الميرغني، قرنق، الشريف حسين وآخرين الله يعلمهم ).إن الغيرة الشخصية أو التنافس غير الموضوعي يجعل الانسان يتثبث بالضد من حيث يريد الافلات منه


    ثم يواصل د.مادبو مقاله واصلا الي:

    Quote: إن هذه الأسرة (آلـ المهدي) خرجت الشجعان والرهبان لكنها مافتئت تتقهقر وبقيادة الصادق المهدي حتى أصبحت عالة على السودان فالخير في أكرامها (بتحديد مخصصات تشريعية ومعاشيه) مع العمل على الحد من نفوذها مثلما فعلت اليابان وبريطانيا في منثني التراجع والتقادم الذي دفع بكليهما نحو الحداثة، وألهمهما حجة الاستقرار النفسي.الشخص المفكر: منشد أشعار وحكم شعبية لم تسعف الشعب السوداني ولم تسليه في محنته. بالرغم عن أدعائه الليبرالية والتحررية هن لم يحسن الخروج عن القضاء القروسطي الذي تبلورت فيه المنظومة الفقهية ولذا فهو دائماً مايعرض افكار جديدة باستمولوجية (دائرة معرفية) قديمة.الفاعل الأجتماعي:


    ثم يختتم مقاله :

    Quote: المشكلة ليست في الاخفاق إنما في وجود طبقة من الأرقاء في هذا المجتمع يزينون للساسة خرقتهم ويسددون لهم مرقتهم. إن منبر الأحفاد فشل في تطبيق ذات القيم العلمانية العقلانية التي ينادي بها في تحليل الشخصية المهدوية هذا إن دل إنما يدل على العنكبوتية الثقافية الاجتماعية التي يتعزى منها متنحيل المثقف السوداني يمينياً وسطياً أويساريا كان فالكل يبحث عن اله (أم أتخذوا من دون الله شركاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون).صدق الله العظيم


                  

05-15-2009, 04:48 AM

Manal Mohamed Ali

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 1134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    يعني انت اسع داير الجماعة ديل يسكتوا على كلام الزول ده.. الدكتور ده لازم يخاف على روحه..اكيد هو قرأ التاريخ وعرف كيف كان يعامل من يفتح خشمه في المهدية ..
    الدكتور ده قال الزمن اتغير؟. .الدنيا لسه مهدية
    ومن فات قديمه تاه ياود سيدي
                  

05-15-2009, 10:43 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: Manal Mohamed Ali)

    العزيزة منال


    جاي ليكي برواقة .بس خليني انزل كلام الدكتور


    0.........................

    مواصلة

    في مقال ثالث حمل اسم : مـــؤتـــمــر لــمــن حــضــر ... بقلم: د. الوليد آدم مادبو

    افتتح د.مادبو مقاله مذكرا:
    Quote: إن قيادة حزب الامة القومي الحالية لم تكن في حوجة لمثل هذه المسرحية السياسية السخيفة والتي شهدناها أخيراً لحسم الصراع المتنامي والمستعر بين المجموعة التقدمية التي تريد إصلاحاً مؤسسياً يخرج الحزب من طوره الطائفي وأخري رجعية تريد له مكوثاً في دائرة الوصاية والرعاية البيتية. لكلا المجموعتين أخطاء مفاهيمية (منها ما هو بنيوي، ما هو مؤسسي وآخر شعوري وجداني) يجب أن تصحح. لقد أخطأت المجموعة الأولي إذ ظنت أن هذا الحزب هو حزباً للسودانيين ذلك أن آل المهدي عملياً قد ورثوا عن جدهم الإمام عبدالرحمن (طيب الله ثراه) دائرة المهدي، الطائفة الدينية والحزب.



    ثم دلف الي جوهر روح المؤتمر قائلا:

    Quote: لقد ساعدت الظروف السياسية والصدفة التاريخية السيد الصادق المهدي في إقصاء آل المهدي جميعهم (رغم كفاءة بعضهم) والإبقاء علي دائرته الشخصية، كما أعانه أبناء الخليفة بإستسلامهم وتقاعصهم عن خوض المعترك علي أبعادهم بالكلية. إن محاولة آل مآدبو إصلاح ذات البين قديماً وحديثاً لم تنجح لأن كبيرهم، د.آم مآدبو، قد خاض معركة الإصلاح مستفيداً من أرث أسرته، كسبه المعرفي، خبرته المهنية ونضاله المستميت في مقاومة الطواغيت، لا ننسي تسلحه بأدوات أخلاقية، لم تتناسب وخسة المعترك الأخير.لا أخال أن أحداً يمكن في المستقبل القريب شهر سلاحه في وجه القوة الطائفية المتنفسة لأن طبيعة التدافع تعتمد أكثر من الملكات الشخصية للفرد، علي الأوزان التاريخية والمناقب الأرثوية، خاصة في هذه المجتمعات التقليدية. أنا لا أتكهن بإنقضاء الأجل لهذا الفصيل لكنني موقن بتقهقره حتي حين للأسباب الآتية:-
    إن تحالف الطائفية مع النظام الحالي يفسح لها حيزاً لا يتوفر لغيرها في الفضاء العمومي.
    إن حصول القيادة الطائفية علي موارد مالية تهيأ لها فرصة الإستقطاب الشخصي (غير المؤسسي) للأفراد.


    ثم اضاف:
    Quote: في ظل الإستقطاب الأثني الحاد الذي تعيشه البلاد، فإن القيادة الطائفية تستطيع أن تعزف علي سيمفونية الهوية التي توهم البعض بأن "منظومة الجلابة" في خطر مما يكسبها تعاطفاً حتي من خارج دائرة الحزب.
    ليست أدل من تصريح السيد رئيس الحزب والذي هو نفسه زعيم الطائفة الأخير "البشير جلدنا ما بنجر فيهو الشوك." هكذا وبعبارة نثرية فنية تسقط كل الإعتبارات الإخلاقية والفكرية. لكن هذا الشوك يمكن أن ينجر في جلد الفور، المساليت، التنجر، الداجو وآخرين ممن شيدوا مملكة الكهنوت الزائفة والزائلة بإذن الله. كيف عجز الكهنوت عن ان يصدر بياناً يوزان فيه بين دفع مستحقات السيادة الوطنية وجبر كسر الكرامة الإنسانية؟


    و الحقه قائلا:
    Quote: إن القيادة الطائفية قد أحست زحف قوي الريف السوداني فإختارت أن تتحالف مع المركز، الأخطر أنها ربطت مستقبلها بمستقبل النظام الحالي.
    إن القيادة الطائفية لاتستطيع أن ترتمي بالكلية في أحضان النظام إلاَّ إذا زللت بعض العقبات المؤسسية، أولها التخلص من كل الرافضين لمشروع التراضي وإستبدالهم بأشخاص أقل ما يقال عنهم أنهم لا يعتنون بالتفريق بين الشوري والإشارة (إذا جاز لنا أن نستعير تعبير السيد عبدالله الفاضل عليه رحمة الله). هل ظنت القوة التقدمية أن الطائفية ستظل ساكنة حتي يتم قنطرتها (ولو ديمقراطياً) من قبل فرقاء الإصلاح؟


    نواصل
                  

05-15-2009, 10:52 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    العزيز انور ادم


    الدكتور الوليد ادم مادبو قامة فكرية راسخة وله قدرة عالية على تحليل احابيل واستهبال الكهنوت الطائفي ؛ والكهنوت بالمناسبة مصطلح صكه الصادق المهدي واستخدمه ضد عمه الهادي المهدي ايام كان يتاجر باسم الحداثة والتنوير


    اذن هي بضاعته ردت اليه عندما يريد ان يتاجر بالدين ويدعي انه امام ويريد ان يخدع الناس بالاسطورة

    التحية للدكتور والخزي للامنجية من ابناء الكهنوت
                  

05-15-2009, 11:12 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: Abdel Aati)

    الاخ عادل

    كتر الله خيرك ، بس خليني انزل كلام د.مادبو للتوثيق بعدين نجي لتحليله.



    مواصلة ....................
    و لذات المؤتمر يدلج د.مادبو مركزا علي:



    Quote: إن المؤتمر لم يكن الغرض منه تفعيل الممارسة الديمقراطية داخل الكيان قدر ما كان يراد منه إعطاء الكهنوت شرعية مدنية وأصباغ حيوية علي أفكاره البالية ومآلاته الملتوية. بإختصار تجيير إرادة الكيان لصالح التحالفات السياسية المرتقبة. لقد أصبح هذا صعباً إن لم يكن مستحيلاً، للأسباب الآتية :
    لقد أخطأت القيادة الطائفية خطأً إستراتيجياً إذ عرضت قاعدتها في خضم الخلافات الشخصية لإستقطاب عنيف أفقدها الهيبة وذوب قدسيتها. ليست أدل من سقوط وكلاء الإمام (لأول مرة في التاريخ) الذين كان من المفترض أن يحموا الحزب من الإختطاف علي حد قول أحدهم. أنا أعجب كيف يفهم طبيب متخصص ومثقف نابه التدافع علي أنه إختطاف! إختطاف مِن مَن؟ من الذين شيدوه باموالهم ودمائهم. إفتحوا سجلات "الدائرة" وراجعوا ديونها المنكور منها والهالك قبل أن تجترئوا علي العباد يا أولاد اللواتي! فلم يزل البحث جارياً عن كنز " أبون خير" الذي إختفي في السراية، لعّل في الرواية ماغيبته الحكاية.


    و زاد د.مادبو :

    Quote: تقاطر الشباب علي المؤسسات الولائية (ممن إنتدبوا أنفسهم لمناهضة الإستبداد) مما يجعل من الصعب تمرير الأجندة بابوياً ًإنما فقط تفاكريا، وإلاَّ كيف نفهم شعارات من مثل "الطابور خلف السور"، "الطلاب ضد الأرهاب"، إلي آخره. لقد فات هؤلاء الشباب أن الإرهاب هو ديدن القيادة الطائفية التي إتخذت من الأنصار درعاً بشرياً في مداراة أخطائها والتخلص من أعدائها. إبتداءاً بمواجهة محمد نجيب، مروراً بإهانة المحامي كمال الدين عباس و إنتهاءاً بالإعتداء علي عضو المكتب السياسي المهندس مآدبو آدم مآدبو. أما وقد إختاروا هذا الطريق فقد سهلوا لنا المخاض، فلن تمض أيام حتي يقيموا الحداد.(إن إرثهم قد مات فوجب أن يبكوه).


    و يواصل د.مادبو فكرته شارحا:
    Quote: إن إلتزام الأقاليم جميعها بالنسبة المخصصة للمرآة مقارنة بالخرطوم التي أخفقت، يجعل من الصعب التعويل علي الرجعية كوسيلة لتمرير الاجندات العائلية. إن الكهنوت قد أيس من بنيه الذين لا كسب لهم ولا عطا ولذا فما برح يمتدح بناته حتي شبه احداهن ببناذير بوتو. وأنا أقول هل كان لدينا بوتو حتي يكون لدينا بناذير؟ (عِوضاً عن أن يستحثهم علي حضور مجالس العلم والتأدب علي أيدي مشايخ عارفين إتخذ منهم ملازمين يقدمون له الخدمات النهارية منها والليلية! أي أب يرضي هذا الأمر لبنيه؟)
    إن بوتو كان رمزاً لليبرالية والتقدمية، مما جعله يقف وقفة أسدية في وجه القوة الظلامية فلم تملك إلاَّ أن تقتله فإستحق شهادة لقوله كلمة حق عند سلطان جائر. هل يستوي هذا والنعام التي جفلت لمجرد سماعها زئير الإنقاذ عشية (30/يونيو/1989م). أما بناذير فقد كانت تؤمن بالبينية، بيان الرأي قبل نفاذه، فكيف بها تُقارن بمن يصبغون أرائهم صبغة رمادية علّهم يحوذوا علي رضاء الجميع؟


    و يتواصل كلم د.مادبو الي:

    Quote: إن القيادة الطائفية قد تعرضت لهزة عنيفة مما جعلها لا تكتف فقط بقمع الإرادة الجماهيرية، إنما أيضاً تزويرها من خلال : إعتمادها وسيلة "الإستبداد المركب" الذي تمثل في الآتي :
    إن د. إبراهيم الأمين يعد مثقف له رؤا (Vision)، كما أن محمد عبدالله الدومة عُرف عنه المواقف الصلبة غير المتلجلجة (Integrity). أما المرشح الثالث فيفتقر إلي كليهما. لكن القيادة الطائفية التي لا تهتم بالنوعية فقد إنحازت إليه لإحتفائها بدرجة من درجات التردي النوعي؟ والسؤال ما الذي يمكن أن يقدمه أيّاً من هؤلاء في ظل وجود قيادة سياسية/دينية متأرجحة؟


    نواصل
                  

05-15-2009, 11:23 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    مواصلة:

    و يذهب د.مادبو الي نقطة أكثر اثارة :

    Quote: لقد لجأ الكهنوت إلي إضافة 256 عضواً (متجاوزاً النسبة المخولة له 5% إلي 33%) إلي الهيئة المركزية دون الرجوع إلي المؤتمر العام. لقد صوتت كل هذه المجموعة بإستثناء أفراد لصالح "مرشح البلاط". أنظر كيف يعدل شخص بصوته في عالمنا الثالث صوت 4000 ناخب؟ لا تعجب، إنها الديمقراطية الدينية التي يبشرنا بها حزب الامة جناح " الإمام". إن معادلة الديمقراطية الدينية معادلة مخلة (Paradoxical) لأن الديمقراطية أساسها الإنتخاب والمؤسسة الدينية قوامها الإنتداب. لكن السؤال ما الذي يحوج رجل الدين الخضوع لنظم وضعية؟ بمعني آخر هل يحتاج "الأله" إلي إنتخاب؟ لماذا لا يملي إرادته وينفذ مشيئته مباشرة دون الرجوع إلي أحد؟ لماذا لا يكون صادقاً مع نفسه ومع محبيه مثل السيد محمد عثمان الميرغني فيقول ان هذا الحزب قد ورثه عن أبيه وسيورثه بنيه فيكفي المؤمنين بذلك شر القتال؟ إنه الغرور الذي يغري الإنسان بالتمايز/التفاخر ولو زوراً علي الأخرين. أنظرمقولة "ِحِزبنا يُحلق!" صحيح إنه يُحلق، لكنه يُحلق فوق مستنقع الإنحطاط الأخلاقي وفي فضاء الزور والبهتان. فما أرهق ما يكون التحليق!


    و يزيد د.مادبو قائلا:


    Quote: إن القائمة المضافة تضمنت أسماء كل اولئك المرشحين الذين تساقطوا في إنتخابات الكليات المختلفة (نساء،مغتربين،طلبة،إلي آخره). لقد فعلت القيادة الطائفية هذا دونما أدني مراعاة لشعور الناخبين بل إستخفافاً بعقولهم وإزدرائاً بمشاعرهم التي باتت تمني نفسها بحلو التحرر من الأغيار. إن هذا الحزب لم يعد صالة للأحرار بل هو مغارة للصوص، المرتزقة والفجار فهلا وعي السودانيون (أهل الغرب منهم خاصة) هذا الأمر، أمَّا زلنا نحتاج إلي دليل؟
    إن قيادة هذه سيرتها لا يمكن ان توصف بأنها منتصرة، بل هي منهزمة إلي درجة الإضطراب.إن تناقضات القيادة الطائفية لا تحصي ولا تعد لكنني أورد منها ثلاثة فقط



    و تلك النقاط هي:

    Quote: أولاً، لقد إدعي الداعي بأن هنالك 500 مثقف قد تداولوا الأراء حول الأوراق المقدمة للمؤتمر (الامر الذي لم يدعيه حتي الحزب الشيوعي)، فإذا بنا نلاحظ أن خطاب الحزب قد شمل الأراء السياسية الشخصية للزعيم، كما تضمن أيضاً الأراء الفقهية ذات الطابع النشاز، التي تتعلق بالخفاض والنقاب.

    ثانياً، لقد إستعار كاتب هذا المقال مصطلحات من مثل كهنوت، بابوية، قيادة طائفية، إلي آخره من ذاكرة القاموس الإكسفوردي (1967) الذي شحذ همة القيادة الطائفية حينها بضرورة الفصل بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية. يوم ان كانت عجلة لحكم السودان فلما سنحت لها الفرصة جمعت بينهما مستخدمة عصا العلمانية لتعجيز المتدينين وملوحة ببخور الدين لتخدير العقلانيين. يالها من براعة فائقة!

    ثالثاً، إن القيادة الطائفية ترفض مبدأ التطبيع مع إسرائيل علماً بأن الوثائق البريطانية التي أزيح عنها الغطاء في 2006م (بعد مضي خمسين عاماً عن الإستقلال) تكشف بأن أسلاف الكهنوت كانوا أول من إتصلوا بقادة الكيان الصهيوني في لندن مطالبين إياهم بالدعم المالي حتي يقدروا علي مواجهة " التمدد المصري" جنوباً! إن مصر تعتبر توسعاًً، أما بني صهيون فلا. يالها من مصيبة! أقول إن صرحكم لم يكن يوماً صرحاً للوطنية،إنما كان دوماً صرحاً للوثنية. وإن كنَّا نحن الذين إرتكبنا خطيئة تشييد معبدكم فإنّا سنكفر عن ذلك بدكه دكاً وركله كفا، ولتعلمنّ نبأءه بعد حين.



    و اختتم د.مادبو مقاله متشائما بقوله:
    Quote: ختاماً، إن فوز مرشح البلاط سيعيق مسيرة الإصلاح لكنه لن يوقفها.إن هذا الفوز مرهون بتحالفات سياسية خارج دائرة الكيان، كما أنه مرتبط إرتباط وثيق بإمكانية الاخير في التغلب علي هذه العقبة النفسية (كونه صنيعة البلاط) وتقديم تنازلات تهيئ له القبول خارج دائرة البيت.لا أظن أن خلفيته الثقافية أو المهنية تهيئ له حبك هذا الدور السياسي دبلوماسياً. إن مثل هذه المؤتمرات، عكس لما نري في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم الاول،لا تتمخض عنها موجهات فلسفية/فكرية،أو سياسية/تنفيذية تتأثر بها حياة المواطن العادي. إذن هي لا تتعدي كونها سلوي لمن حضر وعبرة لمن نظر.


    انتهي المقال .
    "
                  

05-15-2009, 11:37 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    سؤالي الذي اطرحه ببساطة : هل أعي آل المهدي رد المقال بالمقال
                  

05-15-2009, 11:50 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    Quote: سؤالي الذي اطرحه ببساطة : هل أعي آل المهدي رد المقال بالمقال
    وهل يستطيع من كانت غاية جهده ان يكون امنجيا ان يرد بالرأي والمقال ؟؟





    هذا بلطجي يا انور وانت تقول يرد بي مقال ؟
                  

05-15-2009, 11:57 AM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    الاخت الفاضلة منال محمد علي

    تحياتي،

    ذكرتي قائلة:
    Quote: يعني انت اسع داير الجماعة ديل يسكتوا على كلام الزول ده.. الدكتور ده لازم يخاف على روحه..اكيد هو قرأ التاريخ وعرف كيف كان يعامل من يفتح خشمه في المهدية ..
    الدكتور ده قال الزمن اتغير؟. .الدنيا لسه مهدية
    ومن فات قديمه تاه ياود سيدي



    بالنسبة لي ( و أنا أري ان حزب الامة إقطاعية سياسية) ان النقد الذي وجهه د.مادبو للحزب المهدوي هو من ناحية سياسية قفز فوق التطور ، وهو يقوم بأستخدام منطق تروتسكي ضد الحزب الشيوعي الممثل في لينين. فالدكتور يدرك تماما ان حزب الامة يعيش مرحلة الموت السريري ، و لكنه بدلا من ان يقوم بعمل الموت الرحيم له يسعي لإحيائه مذكرا أنه نفسه عضوا في هذا الحزب!!!.

    أليس كان مجديا ان يسعي الدكتور مع الآخرين التابعين للحزب في خلق تنظيم او حزب يمثلهم ! أليسوا بالقدرة ان يحولوا عدم رضائهم الي فعل سياسي يواكب حداثة زمن بلغ فيه الرعاة مرحلة الدكتوراة!.

    لماذا تقديس حزب الامة الذي لم يمثل الامة السودانية يوما، ثم معلومة بسيطة حزب الامة لا يمثل المهدية و لا منطقها ، بل انها أستغلت روح المهدية في تعزيز سيطرتها علي البسطاء من أهل الهامش .


                  

05-15-2009, 12:52 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    اخي عادل


    تعبتك معاي، و لكن ردك :


    Quote: وهل يستطيع من كانت غاية جهده ان يكون امنجيا ان يرد بالرأي والمقال ؟؟
    هذا بلطجي يا انور وانت تقول يرد بي مقال ؟


    ماقام به الوليد المهدي هو تعبير عن موقف آل المهدي المبطن، و ما لكماته تلك سوي بني الوعي الباطنة لآل المهدي الذين لا يستطيع أعلمهم علي مواجهة منطق د.مادبو ، لذلك الادانة المحصورة علي الوليد المهدي تعمل علي شخصنة مشكلة عامة. ذلك ان ليس هناك إساءة أصلا بل هناك طرح و محاسبة سلوكية لحزب الامة طرحه د.مادبو بطريقة تشير الي عميق تحسره و احباطه، و الذي أراد توصيله وليد المهدي هو : ان حزب آل المهدي (حزب الامة) فوق النقد والتساؤل و من يمد قلمه نمد له أيدي مدربة محمية لصفعه و ايقافه.



                  

05-15-2009, 01:38 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: أنور أدم)

    ولد ما دبو بالغ وود الصادق بالغ شديد!
    بسبب الصادق واولاده يستمد الانقاذيون الوقود والمدد!
    سير سير يا بشير!
    لكى يبقى هؤلاء السادة فى مقاعد الاحتياطى!
    تخيلوا الصادق لا زال يحكم السودان منذ عام 1986!!
    اكيد كنا من الدول العظمى!
    نحن هسة من دول الهيكل العظمى لكن الصادق كان فقع مرارتنا بحديثه المن غير وسواة وجعجعته المن غير طحن!
    والله جنس احباط بقينا ما بنعرف الأعوج من العديل!
    جنى
                  

05-15-2009, 02:35 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: jini)

    يسين سليمان [email protected]

    *كثُر الهجوم على الإمام الصادق المهدي في الصحف الموالية للحكومة في السودان هذه الأيام فرأيت أن أقدم محاولة لتقييم تجربة الإمام الصادق متحرياً الموضوعية ، بقدر الإمكان ،خصوصاً وأنا لم أتشرف بمقابلة الإمام الصادق بعد وإن كنت قد قرأت معظم مطبوعا ته من كتب وبحوث ومقالات وحوارات ، واستمتعت كثيراً بمشاهدته على القنوات الفضائية العربية وعليه فإنني أدعي معرفة الرجل معرفة تمكنني من تقييمه موضوعياً حسب كتاباته ومقولاته ومواقفه وتاريخه المعروف ،ورحم الله الإمام الشافعي حين قال تكلم لأعرفك، وأقرر بأنني لا أدعي شرف الإنتماء لحزب الأمة أو إلى طائفة الأنصار العريقة مع اعتزازي ومعزتي لتلك الطائفة التي حررت بلادي من نير الإستعمار التركي المصري والتي أقامت أعظم دولة إسلامية في القرن التاسع عشر .

    *ولكيما أكون موضوعياً فقد رأيت تقسيم هذه المحاولة إلى قسمين: الأول يناقش سلبيات الإمام الصادق في نظر خصومه والحلقة الثانية سوف أفردها لإيجابيات الرجل حتى يتمكن القاري ْالكريم من المقارنة الهادئة والموضوعية والمتأنية ويصوت إما للرجل وإما عليه وفقاً للحيثيات الواردة.

    وقبل أن نبدأ بمناقشة السلبيات أود أن أؤكد أن الإمام الصادق إسم على مسمى فهو حقاً وفعلاً وعملاً الصادق الصديق .... صادق مع نفسه ومع شعبه وإذا كان لي الحق في وصف الإمام في كلمات كما يحلو له دوماً تلخيص المواقف في كلمات تسير عليها الركبان .. ففي كلمة واحدة يمكننا أن نطلق على الإمام الصادق صفة الأستاذ وفي كلمتين الأستاذ العاشق وفي ثلاثة كلمات الأستاذ العاشق الإنسان وفي أربعة الأستاذ العاشق الإنسان الرمز ، وفي خمسة الأستاذ العاشق الإنسان الرمز المهذب ، وفي ستة الأستاذ العاشق الإنسان الرمز المهذب والمعذب .

    نعم هو أستاذ بمعرفته الموسوعية المتعمقة والمتنوعة في شتى ضروب العلم والمعرفة والفلسفة والسياسة والإقتصاد والأدب والفن والرياضة والشعر وأدب الفكاهة .

    فهو مفكر شامل بمعنى ما تحوي هذه الكلمة من معاني ومفكر متجدد ومجدد وأصيل يفسر القرآن والسنة المشرفة بروح العصر ومتطلباته دونما تناقض مع الأصل الثابت . ولشموليته وإتساع ماعونه الفكري يستحق كلمة الأستاذ عن جدارة .وقد سمعت من أحد المقربين أن الإمام في أسفاره يحمل خمسين كيلو جراماً ، أكثر ثلاثين منها كتب ومراجع وأقل من عشرين متعلقات شخصية وهو المعروف عنه الأناقة والجمال في الملبس والمظهر . وهذا يبرهن أنه في حالة درس مستمر في حله وترحاله مما يؤكد سعة إطلاعه وتبحره وموسوعيته وأحقيته بلقب الأستاذ.

    ثم هو عاشق ولهان بل هائم بالحب لمحبوبته (السودان) وأهله الشرفاء وهذه خاصية يعترف له بها حتى ألد الأعداء خصومة .

    وهو إنسان بوفائه الأسطوري لأصدقائه وزملاء كفاحه وبتواضعه وأدبه الجم وبساطته المتناهية ووقوفه مع الضعيف ومساندته للمسكين وصفحه عن ، وغفرانه لمن يسيء إليه فهو نخلة سامقة تمطر ثماراً ورطباً على من يرميها بالحجارة . وهو بحر يسيل رقة وعزوبة وحلاوة في إنسانية تحبب إليك بني الإنسان قاطبة .

    وهو رمز مهم وساطع يرمز لكل ما هو جميل في الشخصية السودانية ولكل ما هو أصيل في الوطن . وفي ذات الوقت تجده أسدٌ هصور في مواجهة الطغاة ، فهو رمز للإنسان السوداني المتسامح والمسامح ،المتصالح مع نفسه ومع غيره من البشر والذي يمكن أن يتحول إلى (تسونامي كاسح ) إذا ساورتك نفسك بمس أو خدش كرامته :

    هينٌ تستخفه بسمة الطفل قويٌ يصارع الأجيالا

    وهو مهذب بل التهذيب يمشي على قدمين ، فقد علمه جده الإمام عبد الرحمن المهدي ووالده الإمام الصديق فأحسنا تعليمه وتربيته وهذباه فأحسنا تهذيبه ، لا عجب فهو سليل بيت هو التهذيب ذاته فكيف لا يكون مهذباً بالفطرة .

    وللأسف فقد تعذب الإمام في رحلة حياته أيما تعذيب وإنتاشته سهاماً من أقرب الناس إليه ، هؤلاء الناس رباهم الإمام وأمضى عمره في تعليمهم فنون الرماية .وأمضى سنيناً عدداً رهن سجون الطغاة ومنافيهم .وهو معذب لأن أهله يقاسون لأربعة عقود مرارة الحكم الشمولي الباغي والظالم .ومعذب لأن أهله في دارفور وشرق السودان مشردون مطاردون في خيام اللجوء وهو معذب لأن أهله في عموم السودان يعانون شظف العيش والفقر والمرض .......نعم إنه معذب لعذاب شعبه لأنه منه وإليه وفيه .

    وبعد هذه المقدمة أدلف لتناول المسالب التي اتهموا بها الرجل حتى نقيمه تقييماً موضوعياً بعيداً عن العاطفة وأهوائها . وألخص سلبيات الإمام في أحدى عشر إتهام أحللها واحدة تلو الأخرى وأحاول تفنيدها أو تثبيتها حسب مقتضيات الحال .

    الإتهام الأول : تتهمه الصحف الموالية للحكومة بعدم تأييده لإتفاقية السلام ومناورته لعقد مؤتمر دستوري هدفه الأساسي تقويض الإتفاقية وإعادة توزيع أنصبة السلطة لينال وحزبه قسطاً أكبر من الذي حددته الإتفاقية . هذا هو الإتهام الأول .

    وقد رد الإمام عليه بأنه وحزبه يؤيدون إتفاقية يناير لأنها أوقفت الحرب وهو الهدف الذي تلتقي عليه جميع قوى السودان . ولكنه أبان أن الإتفاقية كأي جهد بشري بها مواطن قصور وبنود ضبابية تقتضي التوضيح والتعديل والتصحيح وتوجب التصديق من جميع فئات الشعب السوداني . ومن النقاط الضبابية حقاً أن الإتفاقية لم تحدد موعداً قاطعاً للإنتخابات العامة خلال الفترة الإنتقالية وقد إقترح الإمام عقد مؤتمر جامع لكافة القوى السياسية والمدنية بإعتباره السبيل الوحيد لتحويل الإتفاقية من ثنائية معيبة إلى قومية ملزمة للجميع وعادلة مما يضمن إستمراريتها .والمؤتمر القومي سوف يعالج مشكلة دارفور وشرق السودان في نفس الوقت وبذلك نضمن سلاماً شاملاً وعادلا ًو قومياً ، وبمشاركة كافة أقاليم السودان والتي إما متضررة من الحرب أو من الفقر وبذلك نضمن إستمرارية إتفاقية السلام ونحقق سوداناً يسع جميع أهله في أمن ورخاء . ولكن للأسف رفضت الحكومة فكرة المؤتمر لأسباب واهية لا تستقيم منطقاً ولا تقف على ساقين،

    الإتهام الثاني يشير إلى تعنت الإمام ورفض حزبه للمشاركة في أعمال مفوضية الدستور الإنتقالي ، مما يحول دون مشاركة حزبه في الإنتخابات القادمة بمنصوص الدستور الإنتقالي ، ويمضي هذا الإتهام إلى آخر الشوط فيتهم الإمام بأنه لا يؤيد إتفاقية السلام والتي سوف يُبنى الدستور الإنتقالي على أساسها . هذا هو ملخص الإتهام وهو إتهام جد خطير .

    وأرُدُ هنا بأن الإمام لم يعلن رفضه لإتفاقية السلام بل أعلن موافقته عليها لكنه ، وهذا هو المهم ، رفض الآلية التي تجعل صياغة وإجازة الدستور الإنتقالي مضمونة بأغلبية ميكانيكية للحكومة والحركة مقدارها ثمانون بالمائة في مفوضية الدستور ، وهي نسبة أكبر من الثلثين ،في حين أن القوى الأخرى شمالية وجنوبية ممثلة بنسبة عشرين بالمائة فقط مما يؤكد أنها سوف تكون مهمشة ولن يكون لرأيها تأثيراً في حالة إعتراضها على أي بند من بنود الدستور . وهذا البند يجعل مشاركة هذه القوى عملاً ديكورياً يسمح للحركة والحكومة بالتمشدق جوراً وبهتاناً ، بأن الدستور قومي الصياغة والإعداد والإجازة ، ولهذا حزر الإمام من أن السودان قد إنزلق إلى الحكم الثنائي وأعاد إلى الأذهان صورة الحكم الثنائي الإنجليزي المصري وقد نبه الإمام لهذا الخطر حتى يتم إحتوائه قبل أن ينحدر السودان من الشمولية الآحادية التي تقودها جماعة الإنقاذ إلى الشمولية الثنائية بقيادة الإنقاذ والحركة الشعبية .

    وإذا كان لي أن أتناول جزور المشكلة وليس أعراضها فيمكنني أن أزعم بأنه إذا وافقت الحكومة على إقتراح الإمام بعقد المؤتمر الجامع لمناقشة إتفاقية السلام ، فإن الإتفاقية سيتم إعتمادها والموافقة والتصديق عليها من قبل جميع القوى السياسية في الشمال و الجنوب وبذلك تصبح الإتفاقية ملزمة للجميع وليست ثنائية ، وطالما أن الدستور الإنتقالي مبني على إتفاقية السلام الموافق عليها بواسطة كل القوى السودانية فإن هذه القوى سوف تشارك في مفوضية الدستور وتوافق تلقائياً وأتوماتيكياً على ما سيتم الإتفاق عليه بخصوص الدستور الإنتقالي القائم على إتفاقية السلام القومية والمجازة بواسطة المؤتمر الدستوري الجامع .

    الإتهام الثالث وهو إتهام الإمام الصادق بالخيانة وإهدار دمه لأنه أيد القرار 1593 والذي رفضته الحكومة لأسباب متعلقة بعدم توازنه ولأنه يمس السيادة الوطنية حسب زعم قادة النظام :

    وقد شرح الإمام الصادق الأسباب التي دعته لتأييد هذا القرار ومنها : أن المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة مستقلة عن الأمم المتحدة وعن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وهي محكمة دائمة وبعيدة عن كل المؤثرات والمصالح السياسية وتتوافر فيها كافة الضمانات لمحاكمات عادلة ولهذه الأسباب لا مجال لإعتبار تقديم أي سوداني لهذه المحكمة تعدياً على السيادة الوطنية ، خصوصاً والنظام قد قبل من قبل قرار الأمم المتحدة رقم 1590 والذي يقيم سلطة إنتداب على السودان وفيه تحديد لدور واسع للأمم المتحدة في السودان بموجب الفصل السابع الإلزامي وفقاً لتصنيف السودان خطراً على الأمن والسلم الدوليين . ثم أن تشريد عدد كبير من قضاة السودان المسئولين وإبدالهم بقضاة من أعلى السلم القضائي إلى أدناه ملتزمين سياسياً للجبهة الإسلامية القومية ( سابقاً ) ، فإن الهيئة القضائية السودانية تكون غير مؤهلة لإقامة مثل هذه المحاكمات لأنها فقدت إستقلاليتها وقوميتها وصارت جهازاً يتبع للسلطة ويأتمر بأمرها ولهذه الأسباب رفضت لجنة تقصي الحقائق في تقريرها لمجلس الأمن محاكمة المتهمين أمام القضاء السوداني ، وقد وضح الإمام الصادق السوابق في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا والنتائج المتوقعة والمترتبة على مناطحة المجتمع الدولي وتحدي الشرعية الدولية ورفض قراراتها ، ومما لا شك فيه أنه لا مفر من الإمتثال للقرار 1593 طال الزمن أو قصر . وخيره عاجله .

    الاتهام الرابع مفاده أن الإمام الصادق عمل بنصائح بعض الصحفيين واستقر خارج السودان خوفا من الاغتيال !!

    وأردُ أنا بدلاً عن الإمام الصادق فأقول أولاً : أن ضمان سلامة الإمام الصادق وسط أسرته و أهله وأنصاره أوفر بكثير من وجوده بالخارج ، لأسباب لا أخالها تخفى على إنسان عاقل فهو بقاهرة المعز وفقاً لما سمعته من بعض معارفه يصلي أوقاته الخمسة في المسجد الذي يمشي إليه راجلاً ويعود منه راجلاً وأحيان كثيرة يستقل عربات (التاكسي) دون حارس . ثم أن الإمام الصادق قد شرح أكثر من مرة أنه بالخارج لظروف متعلقة بمؤتمرات وندوات في باريس وأسبانيا وجنوب إفريقيا وقطر والسعودية ولإكمال كتابه (إتفاقية السلام في الميزان) وأنه يود أن تعمل أجهزة الحزب ومؤسساته بإستقلالية تامة عنه وعن توجيهاته حتى لا يكون الحزب رهناً لإشارة الإمام .

    الإتهام الخامس يعيب على الإمام عدم قيامه بمبادرة جادة لعلاج مسألة دارفور المعقل الرئيسي لأنصار حزبه ،

    وهذه فرية أخرى شرح الإمام أنه ومنذ ظهور بوادر أزمة دارفور أصرت الحكومة على التصدي لها أمنياً وليس سياسياً . ونذكر أنه في يونيو 2002 ومع ظهور بوادر الأزمة دعا الإمام وحزبه كافة أبناء دارفور بإختلاف مشاربهم السياسية والمدنية للتشاور وبلورة رأي قومي لعلاج الأزمة وإستمرت المشاورات حتى صدر بيان في ديسمبر 2003 عن مسألة دارفور وفي فبراير 2004 أوضح الإمام خطته لعلاج الأزمة ولمزيد من المعلومات بعث وفوداً كان آخرها وفداً بقيادته طاف إقليم دارفور ونتيجة لهذا كله أعلن في مؤتمر صحفي بامدرمان في 27 يونيو 2004 عن ضرورة القيام بإجراءات صارمة وحازمة لإحتواء الأزمة وقدم مقترحات محددة صادرة عن حزبه وهو حزب الأغلبية في دارفور ومدعومة برؤية أبناء دارفور في الأحزاب الأخرى والمنظمات المدنية ولكن لم تتجاوب الحكومة كعادتها مع هذه المقترحات بل واصلت إدارتها للأزمة أمنياً وفي إطار سياساتها التي كانت السبب في تفاقم الأزمة . المشكلة إذاً في رفض الحكومة للتعاون مع حزب الأمة والأحزاب الأخرى ومنظمات المجتمع المدني في عقد مؤتمر قومي جامع لحل مشكلة دارفور جزرياً .

    الإتهام السادس : يعيبون على الإمام الصادق تنظيره المستمر بدون فعل ( جعجعة بلا طحين ) والكلام الكثير دون تنفيذ ، حتى أصبح يطلقون عليه ( أبو الكلام .(

    وأعجبُ أشد العجب لمن يستنكر التنظير ، فالتخطيط والذي هو تنظير على الورق يكون سابقاً لأي عمل خلاق ،والذي يبني منزلاً يحتاج في بداية الأمر إلى خارطة ، أي تنظير ، والذي يقود جيش يحتاج إلى خطة محكمة ، أي أنها تنظير على الورق ، وليس هناك عمل إنساني خليق بإسمه منذ بدء الخليقة بدون خطة أو تنظير ، إن الفرعون خوفوا لم يتمكن من بناء إهراماته قبل ستة آلاف سنة بدون تنظير كتب على الحجارة وعلى ورق البردي ، فلماذا إذاً نعيب على الرجل تنظيره المستمر ؟ ثم أن الرجل فضلا عن قراءته الموسوعية وهبه ربه لساناً مبينا ً يشرح به أفكاره حتى تصل إلى شعبه بسهولة ويسر ، ثم أننا هل كنا سنمدحه إذا كان عيياً لا يستطيع التعبير عن نفسه ؟ وأيهما أفضل للشعب السوداني (أبو الكلام) أم السيد (منتشة) أم السيد (علي حسن سلوكة) . ويحق للإمام الصادق أن يفخر بلقب (أبو الكلام) لأن الكلام هو ما يفرق بين الإنسان وسائر مخلوقات الله وهو الذي يسر للإمام الشافعي مد أرجله .

    الإتهام السابع يأخذ على الإمام حبه لنفسه وأنانيته وتكالبه على السلطة والجاه وبقائه في رئاسة حزبه لأربعة عقود من الزمان لم يفكر خلالها في إصلاح وتجديد الحزب بقيادات شابة ودماء حارة جديدة ،

    وأقول بأن الرجل لم يستولى على الحزب من على ظهر دبابة بل جاء عبر إنتخابات حرة وشفافة ونزيهة من قواعد حزبه التي رأت فيه خير قائد لخير أمة وهو ما يزال في أتم صحة يكتب ويحاضر ويحاور ويمارس الرياضة ويجادل في أركان المعمورة الأربعة من جنوب إفريقيا إلى أسبانيا ومن الدوحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو يؤلف أسفاراً سياسية وفكرية ويكتب في الصحف والمجلات العربية بشكل دوري ويتحدث في الفضائيات العربية والعالمية .... يفيض حيوية ويتدفق أفكارا نيرة ويفرخ رؤى و إستراتيجيات . وعلى الصعيد الافقي ليس له مثيل في العالم العربي أو الإفريقي بل على الصعيد العالمي . وعلى الصعيد الرأسي فإنه يتفوق على نفسه بمرور الأيام ولا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالشباب الذين إدعوا زوراً وبهتاناً الإصلاح والتجديد وأغلبهم لم ينل شهادة جامعية دعك عن كونه مفكراً أوكاتباً أو محاضراً في المحافل الدولية ، ثم أن الإمام الصادق لم يسع للسلطة حباً في جاه أومال فقد كان لا يأخذ من الدولة راتباً على أي منصب تولاه طيلة حياته السياسية بل على العكس كان يصرف من حر ماله على الحزب وأصدقاء الكفاح ، وللإمام الصادق الحق في أن يفتخر بنسبه وحسبه (وما أعظمهما) ومن منا لايفتخر بأصله ونسبه ولكن الإمام الصادق لم يعتمد على نسبه قط في بلوغ أهدافه التي وصلها بجهاده المتواصل وكفاحه وعلمه وتأهيله ، فكان الحسب والنسب بالنسبة له قيمة إضافية وليست الأصل في نجاحه وتفوقه ويمكننا مقارنة حسبه ونسبه بالربح مقابل رأس المال الذي هو جهده الشخصي وإسهاماته الفكرية .

    الإتهام الثامن : يعيب على الإمام الصادق تردده في إتخاز القرارات المصيرية ، وجر أرجله وإضاعة الوقت في الكلام (الساكت) بقصد الوصول إلى إجماع ربما لايكون ممكناً حسب المعطيات المتاحة .

    وفي الحقيقة فإن الإمام عودنا على نبذ الديكتاتورية والانفراد بالقرار. وتأييده المستديم للمشورة داخل المؤسسة الحزبية أو الحكومية عندما كان في الحكم ، فهو يؤمن بالمؤسسية وينفر من القرارات الفوقية حتى وإن كان مؤمناً بصحة رأيه وهذا الموقف يعطي إنطباعاً كاذباً بأنه متردد في إتخاذ القرارات المهمة في حين أنه متبع لأمر الحق في القرآن الكريم ( وأمرهم شورى بينهم ) .

    الإتهام التاسع : يعيب على الإمام الصادق محسوبيته الصارخة وأن أبناؤه وبناته قد إستولوا على أجهزة الحزب وكأنها ملك شخصي لوالدهم فقاموا بتقاسمه في حياته ، وأن جيش الأمة كان تحت قيادة إبنه عبد الرحمن وهناك من هو أكفأ منه وأكبر منه سناً وأقدم مرتبة في صفوف القوات المسلحة وأن عملية تهتدون كانت تحت قيادة إبنه عبد الرحمن مع أن هناك من هو أكفأ وأقدر على قيادة المهمة.

    لي أن أذكر أن أبناء وبنات الإمام العاملين والعاملات بأجهزة الحزب قد تم إنتخابهم من خلال مؤتمرات الحزب العلنية والمفتوحة وأن والدهم لم يتدخل في تعين أياً منهم ، ثم أنهم بالإضافة لجهادهم المشهود من خلال كفاح الدكتورة مريم وبسالة بشرى الصادق الذي أصيب في رئته في معسكرات جيش الأمة وتعريض حياتهم لخطر الموت ، بالإضافة لذلك فهم أعضاء في حزب الأمة ولهم من الحقوق وعليهم من الواجبات مثل ما لغيرهم وما على غيرهم من أعضاء حزب الأمة رجالاً ونساء . إن الإمام الصادق في حبه للوطن رضي أن يضحي بفلذات أكباده دون أن يمتن على الناس بكفاحهم ، وهو يثق في مقدرات عبد الرحمن العسكرية والتنظيمية بعقله وليس بعاطفته لذلك يوكل إليه المهمات الصعبة دوماً لذلك قبل بقيادته لعملية تهتدون والتي هي عملية حياة أو موت وعملية تضحية بالدرجة الأولى فهي تتطلب درجة عالية من السرية والثقة ، وقد إطلعت على مقالات وكتاب خطه قلم الأستاذة رباح الصادق وقد حازت كلماتها وعمق تفكيرها وتحليلها الصائب إعجابي وأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك إنها أهل لأي موقع في الوطن ناهيك عن حزب الأمة .

    الإتهام العاشر : يقول بأن الإمام الصادق يتواجد خارج السودان اكثر من تواجده داخله مما يقلل من فاعليته في حل مشاكل السودان خصوصاً وأن دارفور تحترق.

    وأفول أنه وفي عصر العولمة والإنترنت صار العالم عبارة عن قرية صغيرة مما يمكن الامام من الاتصال اليومي بل في كل ساعة بعناصر حزبه داخل السودان من أي مكان يتواجد فيه في العالم وكأنه موجود في أمدرمان . وكذلك كما أسلفنا فهو يريد لأجهزة حزبه أن تعمل في إستقلال عنه .

    الإتهام الحادي عشر : يعيب على الامام تحجر قلبه وعدم التفاته لمعاناة زملائه الذين يحضرون إلى الإجتماعات (كداري ) رغم أنه في سفر دائم مما يبرهن بأنه ميسور الحال .

    وأعجب أي عجب لهذا الاتهام ، فقد أخبرني من أثق في روايته بأن الإمام كثير الإستماع للموسيقى وهو يزاول نشاطه السياسي والفكري في مكتبه وأنه مستمع جيد لأغاني الحقيبة . وأنه يضحك ملء شدقيه للنكتة الجيدة وأنه يطلق النكتة المضحكة والمعبرة ، وقد كتب أخيرا بالشرق الأوسط مقالا عن أدب الفكاهة اجمع غالبية من قرأه على أنه مقالاً متفردا عالج خلاله الامام الصادق أمورا لا تمر بخاطر أي من ساستنا المقطبي الوجوه ، العابسون المتجهمون ، ثم أن دموع الإمام تجري بحرية وبطلاقة لانه انسان نقي السريرة ،وقد أخبرني صديق لي بأنه رآه يبكي بإستمرار في وداع رفيق كفاحه وصديق عمره الدكتور / عمر نور الدائم . ورأى الخاصة دموع الإمام تجري أسفاً على ما كتبه فيه مبارك الفاضل إبان خروجه من حزب الأمة . نعم إن دموع الإمام تجري لأنه إنسان رهيف وهي كدموع العقاد والتي وصفها كاتب سوداني مخضرم بأنها دموع الجبابرة . ثم هل يعلم القاريء أن جميع سفريات الإمام الصادق تكون مدفوعة بواسطة الهيئات الداعية للمؤتمرات التي يحضرها . وأن الامام حالته المادية ليست كما ينبغي بشهادة المقربين له ، وصحيح أن أغلب كوادر حزب الأمة يأتون الى الاجتماعات كداري فهم رجال شرفاء ولا يعيبهم فقرهم وغيرهم يأتي الى إجتماعات حزب الحكومة ممتطياً سيارة فارهة دفع ثمنها من عرق ودماء الشعب السوداني .

    أعلاه أحد عشر إتهام في مواجهة الإمام الصادق المهدي تناولتها سارداً محللا وشارحا أرجو أن أكون قد وفقت في تناول الأمر بالشكل الذي يمكن قاريء العزيز من إصدار الحكم العادل والراجح .

    وفي الحلقة القادمة سوف أتناول إيجابيات الرجل
                  

05-15-2009, 02:36 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    عبدالرحمن إسماعيل/الرياض [email protected]

    أولاً لك التحية أيتها السيدة التي أخذت تزاحم أكتاف الرجال بفكرٍ ثاقبٍ، وقلمٍ طيّع،في زمان وهن فيه الرجال،وأنتِ تذودين عن قامة من قامات السياسة ملأ السودان، وشغل العالم، وحقاً نقول بملء أفواهنا هنيئاً لك أن يكون ذاك أباك، وهنيئاً لنا أن يكون ذلك قائدنا الأشمّ العفيف النظيف الذي لم تدنّسه سلطة، ولم يغرّه جاه، ولم يستكبر به إرثٌ، يحسده عليه المتطاولون، وإنّي لأحسبه وأهل الإنقاذ، وصاحب حديث المدينة واحدٌ منهم، لهو كالمتنبي وأهل زمانه :

    أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من بـه صممُ

    أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهـر الخلق جرّاها ويختصمُ

    حقّاً ذاك هو الإمام الذي سيظلّ كبيراً في حلّه وترحاله، ولو كره صاحب حديث المدينة، ومن على شاكلته، وإنّي لأزجي لكما خبراً يسرّك، ويسوؤه، وهو ذاك القبول العظيم الذي لقيه السيد الإمام من الجالية السودانية، في زيارته الأخيرة للملكة العربية السعوديّة، وهي كبرى دول المهجر كما نعلم، فأيّم الله لقد أبكى مقل الشباب والشيوخ عصية الدمع،وهو يحدّثهم عن وطنهم ووضعه الراهن حديثاً مرهفاً،من قلب مفعم بحبّ الوطن وأهله، حبّاً خالصاً، ليس تشوبه مزايدة سياسيّة، ولا مكابرة أهل السياسة اليوم، وهكذا أبوكِ الذي سيخلّده التاريخ حتماً، واحداً من عظماء عصره، وليس ذلك ـ والله شاهد على أمره ـ لأنّه ابن المهديّ، فابناء المهديّ هم كثرٌ، فكم منهم من أخطأ الطريق، ولكنّ:

    نفس عصامٌ سوّدت عصاماً فعلّمته الكرّ والإقداما

    فلذا دعك ـ يا أختاه ـ من حديث قلم جميعنا يعرف ما الذي يدفعه، وما أدراك ما الدفع والتدافع؟ ،((ولا تحسبوه شرّاً لكم، بل هو خير لكم...)):

    وإذا أراد الله نشـر فضيلــةٍ طُويتْ أتاح لها لســانَ حسودِ

    لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ ما كان يُعرفُ طيبُ عرْفِ العُودِ

    وأمّا أهل الإنقاذ الذين تذود عنهم أقلام صاحب حديث المدينة ومن معه، فالتاريخ الذي سيسطّر سيرة أبيك بمدادٍ مادته ماء اللّجين، فإنّه سيكتبهم بدماء أهلنا الأبرياء في دارفور، ويومها سيقول الجنجويد : ((ربّنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ...))، وحقّاً لقد أضلوهم السبيل، وهكذا شأن أهل الإنقاذ الذين ليس لهم من سلاحٍ يشهرونه أمام أعدائهم غير الاختراق، (فرّق تسد)، غير أنّ هذا السلاح، لم يعد يُجدي فتيلاً مع قوى شرّ، سخّرها الله لنصرة عباده الضُّعفاء.

    أيريد صاحب حديث المدينة من الإمام الذي أرجعه إلى السودان نداء ضمير حيّ للوطن، عندما كان أحباب اليوم ثلّة عرمان ـ وما أدراك ما عرمان ـ في أوج أذاهم للوطن، فعاد أبوكِ، يحمل غصن الزيتون، لأهل الإنقاذ الذين لم يجدوا شيئاً يكافئونه به غير الاختراق، الذي لم يزده الله به إلا قوّة ومنعةً، حيث تبيّن له عدوّ في ثياب صديق، وذلك حديث يطول، وليس هذا المقام لذكره...؟! أيريد أهل الإنقاذ ممّن كان ذاك شأنه، أن يبيع ذمّةً ـ الله شرّفه بها حكماً ومعارضة ـ ليلوي عنق الحقيقة في دارفور التي لم تزل تدمي جراحها مقل أهل العروبة والإسلام على حدّ سواءٍ...؟!

    فالحقّ ليس ثمّة فرقٌ ـ قط ـ بين عودة نداء الوطن ومباركة قرار مجلس الأمن ، فذاك نداء الوطن، وهذا نداء الضمير ـ (الأولى ليك والثانية عليك)ـ المنصف للضعفاء الذين دأب الإمام على نصرتهم، والوقوف بجانبهم، ولذلك أحبّوه، وصفّقوا له اليوم وهلّلوا وكبّروا في عاصمة خادم الحرمين الشريفين، وهو لم يرفع لهم عصا،ولم يخدّرهم بإسقاط الضرائب أو تخفيضها ( أحلام ظلّوط )، ولم يكن برفقه مطرب ولا دفوف و لاغناء؛ ليشغلهم به عن حقيقة همومهم، وإنّما أحبّوه لصدق حديثه، ولحمله همومهم، ولأنّه صاحب مبادئ لم تدنّسها محاولات الإنقاذ اليائسة، وهي قد حاولت مراراً سبلاً عديدة لإثنائه عنها، رغبة ورهبةً، ولكنّه ظلّ متأفّفاً متعفّفاً صابراً محتسباً مجاهداً جهاداً مدنيّاً سبق الناس طرّاً إليه، ولم يستجب لقسمة الكعكة، لأنّه يرى أنّ في ذلك عطاء من لا يملك لصاحب الحقّ المغتصب، وهم مافتئوا يخاطبونه بلغة أهل الفنّ : ( بقليبك تقول تعال وتعال، وبعيونك تقول لي ما في مجال ).

    سيظلّ هكذا الإمام كبيراً حيثما حلّ، فهو لم يتنقّل في العواصم ـ أخي صاحب حديث المدينة ـ للرفاهية،أو لجلب أثاث فاخرٍ، يحلّي به قصراً مشيداً في ضاحية من ضواحي الخرطوم الفاخرة التي صارت تفوق باريس آيةً وجمالاً، وأنت أعرف بها مني جيداً في بلاد عزّ فيها الخبز، وأعجزت المرضى قيمة روشتة الدواء، وإنّما يجوب الإمام هاتيك العواصم، ليحقن الدماء التي أريقت، ويحفظ الأعراض التي هتكت، وينقذ الوطن (إنقاذاً حقيقيّاً ) من شرّ قد اقترب، ولقد صدقتِ يا أختاه ـ رباح ـ ليس ما أورده الكاتب من حديث المدينة في شيء، فالمدينة في شغلٍ بسكّرٍ ـ وهو آخر ما بقي من حلاوة في السودان ـ و هي في يأسٍ وهمٍّ يتجدّد كلّ صباحٍ، فهلا نصدق المدينة حديثاً ـ أخي الأستاذ عثمان ميرغني ـ ونشاركها همومها، أو نتركها لتتحّدث عن نفسها .

    لكما التحية وللحديث بقية

    عبدالرحمن إسماعيل

    المحاضر بجامعة الملك سعود

    المملكة العربية السعودية
                  

05-15-2009, 02:48 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    كتب صديق الصادق المهدى فى جريدة الصحافة الآتى :

    مؤتمر الامة السابع وأحقاد د. وليد مادبو

    نشر د. الوليد مادبو مقالا بصحيفة «أجراس الحرية» عن مؤتمر حزب الأمة العام السابع. حمل المقال لغة، يؤسفني أن أصفها بالتردي لدرجة الانحطاط . ويؤسفني، أن رضي الكاتب لنفسه ذلك ، أن تنحدر الصحيفة لهذا المستوى. هناك قضايا أثارها المقال سأتناولها بالرد، وهناك أشياء سأترفع عنها ولن انحدر لمستواها (فكل أناء بما فيه ينضح).
    * حاول المقال بخبث أن يعزف على أوتار الانقسام العرقي في دارفور، فهذه ظاهرة تعرف عليها مؤخرا الواقع السياسي السوداني، ولكن حزب الأمة ولله الحمد مبرأ منها تماماً. إن الكاتب ليس عضوا في حزب الأمة، ولا يعلم ما يدور داخل أروقته، إلا روايات تنقل له من بعض الأنفس المريضة التي يصبح مرَا في فمها الماء الزلال. إن مواقف حزب الأمة في دارفور، في عهدي الديمقراطية والإنقاذ غير منحازة للون أو جماعة، وتهدف لتحقيق السلام والتنمية والعدالة والاستقرار بالإقليم، في إطار سياسة البلاد القومية. إن اتهام حزب الأمة بدعم القبائل العربية في دارفور في فترة الديمقراطية، اتهام فطير غير محبوك الصياغة، فقد حكم دارفور في عهد الديمقراطية المرحوم د. عبد النبي على أحمد وهو من قبيلة البرتي، وحكم بعده د. التجاني سيسي وهو من أبناء الفور.فكيف سينفذ هؤلاء سياسة ضد أهلهم؟ وكيف تمر سياسة بهذا السوء في أجهزة حزب الأمة بكل القيادات الوطنية الواعية التي فيها، ابتداء بالرئيس وانتهاء بكل العضوية، وكيف تمر في نظام ديمقراطي كل شيء فيه موضوع على الطاولة أمام الناس. وفي عهد الإنقاذ، فان كل برامج وسياسات حزب الأمة تصب في مصلحة الإقليم ككل، ولا أعلم كيف يمكن أن يفكر عاقل أن يتهم حزب الأمة بالتفريق بين جماعات وقبائل دارفور وهو يملك تأييد كاسح في دارفور من مختلف جماعاتها. أن عقلاء السياسة السودانية الآن يؤملون في أن يلعب حزب الأمة دورا في رتق النسيج الاجتماعي في دارفور لما يحظى به من تأييد من جماعاتها المختلفة.
    إن الممارسة الديمقراطية في أروقة حزب الأمة تثبت دوما أنه معافى من ظاهرة الانقسام العرقي التي أصابت الحياة السياسية السودانية. يتضح ذلك بجلاء بدراسة موقف التصويت للأمين العام في الهيئة المركزية للمؤتمر السادس، ولرئيس الهيئة المركزية أيضا بعد المؤتمر السادس في 2007م، وللأمين العام ولرئيس الهيئة المركزية في المؤتمر السابع. التصويت في كل المنافسات الانتخابية المذكورة لمختلف الأسماء المتنافسة لمختلف المواقع في مختلف الأمكنة، كان مبرأ وصافيا من أي تعنصر قبلي أو جهوي من المقترعين، الموقف ولله الحمد موزون لدرجة تدعو للاطمئنان والغبطة والسرور. والكلام عن التيارات العرقية داخل حزب الأمة تروجه أقلام وألسن تريد أن تعيش على قضية دارفور وعلى الانقسام العرقي فيها لتجد لنفسها موطئ قدم في حزب الأمة ولو على أنقاض دارفور وأهلها. أمثال هؤلاء تهمهم مكانتهم ولا تهمهم الوسائل ولا يهمهم عدد الضحايا. التي يتسلقون أكتافها المهدودة صعودا لبناء أمجادهم الشخصية.
    * تباكى المقال بأن آل المهدي وخليفة المهدي تم إقصائهم وأبقى السيد/ الصادق المهدي على دائرته الشخصية. لا أعلم لم التباكي، فالباب كان فاتحا أمام أي منهم أن انس في نفسه الكفاءة أن يترشح أمام السيد/ الصادق المهدي في رئاسة حزب الأمة في المؤتمر السابع وغيره والكاتب الذي يدعى انه ساهم في بناء صرح حزب الأمة، كان عليه أن يترشح ضد الرئيس أو يرتب لترشيح من تؤهله اللوائح لذلك، وكان عليهم (إن كانوا يؤمنون حقا بالديمقراطية والمؤسسية) أن يطرحوا كل آرائهم ورئاهم في الرئيس أمام المؤتمر، بأي مستوى يريدون، فلن نكلفهم عنتا ونطلب منهم التهذيب والترقي، كان عليهم طرح موقفهم للمؤتمر وترشيح الرئيس الذي يريدون.فما معنى أن يكون أناس في حزب رئاسي ويتهمون الرئيس ويسيئونه ولا يكون عندهم مرشح للرئاسة! لماذا يتركون رئاسة الحزب في يد من ينعتونه بكل هذه الصفات؟!. إن حزب الأمة يذخر بجماعة من الأسرتين المذكورتين، كما أن هناك أحزاب أخرى باسم الأمة بها قيادات أخرى من أسرة المهدي وخليفة المهدي، أن شاء الكاتب وجد نفسه فيها وكفاها عناء تحطيم حزب الأمة الذي قرر المضي فيه (فبشرى لحزب الأمة بطول السلامة). فلو كان حزب الأمة من الضعف بحيث يهدده مراض النفوس، لما صمد في وجه الطغاة والجبابرة والغزاة منذ تأسيسه عام 1945م وحتى اليوم. في مختلف العهود الشمولية والاستعمارية، كلفت أجهزة فعالة للقضاء على حزب الأمة، إلا أنه وبحمد الله صمد، وكان في كل مرة يخرج أقوى بنية واصلب عودا.
    * نعت المقال الأنصار بالرجعية والطائفية. الأنصار لم يكونوا في يوم من الأيام سببا في شل حزب الأمة، ولم يحدث إن شكلوا عائقا في بنية الحزب أو فرضوا عليه توجها. في البداية كان حزب الأمة يأتي بقيادات من المجتمع السوداني تقود القواعد الأنصارية وتوجهها حيث تقرر مؤسسات الحزب. ومع الزمن تأهل أبناء وبنات الأنصار وتعلموا وتدرجوا في سلالم حزب الأمة فأصبح في المؤسسات القيادية للحزب مجموعات منهم تعمل وفق لوائح حزب الأمة وتنفذ برامجه.
    قبل المؤتمر العام السادس لحزب الأمة، أقامت هيئة شئون الأنصار مؤتمرها العام وانتخبت الإمام والأمين العام ومجلس الشورى ومجلس الحل والعقد. إن كيان الأنصار سار على درب المؤسسية والتحديث وافرز قيادات موهوبة عالية التأهيل أذهلت المجتمع السوداني بقدراتها وعطائها، حتى في ميدان السياسة، فقبل عودة الحزب من العمل الخارجي كان العمل السياسي محظورا، فتفتحت مساحات واسعة للعمل السياسي أمام شباب هيئة شئون الأنصار النابه فقاموا بالمهمة خير قيام . إذن فكيان الأنصار كان دوما إضافة كبيرة لرصيد حزب الأمة ولم يخصم يوما منه شيئا.
    إن الممارسات غير الديمقراطية لبعض آل مادبو، في فترة ما بعد المؤتمر العام السادس، وتصريحهم بالعمل على تحجيم الدور الأنصاري في الحزب ، و مواجهتهم وإساءتهم للقيادة، دونما اعتراف بالفضل، ودونما التزام بأخلاق التعامل السودانية، ولا بأسس الديمقراطية التي توجب تقدير من يسانده الناس وينتخبونه ويؤيدونه، وسعيهم المعلن لإقصاء أسرة المهدي، جعل الأنصار أكثر اهتماما بالمشاركة في مؤتمر الحزب السابع. إن المشاركة الأنصارية في المؤتمر وفق لوائحه تعتبر من أميز الايجابيات في المؤسسة الحزبية، والتكامل بين المؤسستين (الأنصارية والحزبية) يعطى مؤسسة الحزب قوة دافعة يستفيد منها الحزب كثيرا، طالما استمر الحزب محتفظا بأسس عمله ولوائحه العتيقة. إن الدور الأنصاري، الأكبر نسبيا في المؤتمر السابع للحزب،لم يكن خصما على التوجه الإصلاحي للحزب بل كان داعما له و بقوة. ادلل على ذلك باعتماد المؤتمر العام السابع نسبة مشاركة المرأة في أجهزة الحزب بحد أدني 25%، واعتماد الهيئة المركزية الزيادات لصالح الفئات والمهنيين والمرأة (سيأتي تفصيلها لاحقا)، وانتخاب عدد كبير من الشباب في المكتب السياسي، والإجماع على اختيار ممثل الأقباط عضوا في المكتب السياسي (الاستجابة لمناشدة من أستاذ/ الدومة والأمير عبد الرحمن الصادق للهيئة المركزية بعد نتيجة الأمين العام)، والموقع المتقدم في عضوية المكتب السياسي الذي ناله ابن الدينكا الحبيب محمد دينق. هذه النصرة للقطاع الحديث التي قام بها المؤتمر العام السابع والهيئة المركزية المنبثقة عنه، هي توجه إصلاحي ينتظر أن ينعكس ايجابيا على أداء الحزب في المرحلة القادمة. انتقد المقال ضرب مادبو آدم الذي تعرض له في المؤتمر. بالرغم من أن مادبو منفلت اللسان، وبالرغم من أنه موقوف بقرار من هيئة الضبط وكان عليه ألا يحضر، فالضرب خطأ ولا يمكن قبوله ولا يمكن تبريره، وحسنا فعل بان أدان الحادثة وكون لجنة تحقيق في الآمر. وهناك حادثة ضرب أخرى في المؤتمر تعرض لها الحبيب/ أحمد الحاج، وهذه خطأ كذلك ويجب أن يشملها. ولكن الغريب جدا أن الكاتب انتقد بشدة مسيرة مارس التي غيرت مجرى الأحداث، وكانت سببا بالإجماع على استقلال السودان.!! والغريب أيضا إن الكاتب ينتقد أئمة الأنصار ابتداء من الإمام عبد الرحمن، (وانتقد حتى الإمام المهدي وخليفته في كتابات سابقة) !! إن مشكلة الكاتب مع الأنصار شخصية، سببتها نرجسيته وتعاليه. ففي رمضان 1426هـ الموافق أكتوبر 2005،حضر ليؤم صلاة التراويح بمسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي. الإمام الراتب في المسجد هو الحبيب/ بابكر الياس الذي تتلمذ على يد سيدنا/عبد الله إسحاق رحمه الله. المصلون المداومون على صلاة التراويح بود نوباوي متمسكون بإمامة شيخ بابكر ويأتون من مسافات بعيدة للصلاة خلفه. أحيانا يؤم صلاة التراويح آخرون، وان استمروا أكثر من يوم، يبدأ المصلون في المطالبة بشيخ بابكر.عندما أتى الكاتب ليؤم صلاة التراويح بودنوباوي صلى اليوم الأول. وفي اليوم الثاني بدأت الهمهمة للمطالبة بشيخ بابكر، فأخبر المأموم (الشيخ/ على السنوسي) الكاتب بأن المصلين يطالبون بأن يصلي شيخ بابكر، فرد عليه الكاتب بأنه لن يسمع له لأنه مؤذن فقط، فصلى الكاتب بينما غادر الشيخ على المسجد وترك الصلاة وتبعه عدد من المصلين. وفي اليوم الثالث تدخلت لجنة المسجد وأوقفت الكاتب من الصلاة لأن احتجاجات المصلين ارتفعت مدفوعة بمقال نشره الكاتب في صحيفة الوفاق ذكر فيه أن أحفاد المهدي ورثة ثيوقراطية، وانتقد حزب الأمة بأنه مازالت تراوده ذكريات من تلكلم الصاحبة (الثيوقراطية) التي ظلت تغيره ليلا في فراشه دونما شجب. فلو استمرت الأمور بشكل عادي وتنازل الكاتب عن إمامة الصلاة بعد أن لمس احتجاج الناس، لما حدثت أي مشكلة. ولكنها النرجسية والتعالي وتضخيم الذات. وبعد هذا الحادث الذي جرته عليه نفسه، صنف الكاتب نفسه عدوا للأنصار والأنصارية. مع أن الأحق بالتأديب هو تلك الذات المضخمة وذلك الصلف المتناهي. بجانب صفات الكاتب الشخصية المذكورة، ربما كان وراء إصراره على إمامة التراويح دافعا آخر. فهو يعتقد أن قوة رئيس الحزب مستمدة من نفوذه الديني عند الأنصار، وربما فكر في طرح نفسه للأنصار ليزعزع على الأقل مكانة الإمام عندهم لتسهل منافسته في رئاسة الحزب. لو صح هذا، فهو تطلع مشروع، والأنصارية بابها فاتح، والكاتب من خلفية ليست غريبة على هذا الكيان، وبإمكانه أن يتبوأ أعلى قمة في الهرم الأنصاري.العقبة الوحيدة أمامه هي سلوكه وسماته الشخصية، فالأنصار يقدمون من يتواضع ولا يتعجرف، ويقدمون من يعمل ولا يكثر العويل، ويقدمون من يحترم نفسه ويحترم الآخرين ولا يطلق لسانه في الناس دونما احترام لكبير وتوقير لصغير، ويقدمون من يناضل ساعة الحارة ولا قيمة عندهم لمن يعلو صوته عندما تبرد، ويقدمون المؤهل صاحب العطاء الحقيقي ويذمون أكثر شيء الادعاء، فالمدعى مهما بلغ نسبه فلا مكانة له عندهم.
    *تحدث المقال عن خوض كبيرهم د. آدم مادبو معركة الإصلاح مستفيدا من نضاله المستميت في مقاومة الطواغيت. د. آدم كبيرنا جميعا في حزب الأمة ونكن له كل احترام وتقدير، واستسمحه لذكر بعض ما يخص عمله العام في الحزب، وقد جر الكلام أبنه الذي تمت تغذيته بما يقول لأنه ليس عضوا في حزب الأمة ومعرفته عنه سماعية. د. آدم مادبو قيادي صمد في حزب الأمة في فترات عصيبة ولم يتخذ خيارات أخرى مع أن الإغراءات كانت متوفرة، وهذه تحمد له. ولكن لم يعرف عن د.آدم قيادة معركة إصلاحية داخل حزب الأمة، وسأسوق شواهد على ذلك. السمة الأظهر في عمل د.مادبو الحزبي، خصوصا في الفترة الأخيرة، هي قيادته لعمل شللي، ومعلومة سلبيات الشللية داخل الأحزاب، لأنها تستغل العصبيات ، وتملأ الوظائف الحزبية التي تتمكن منها بمعيار التعصب الشللي وليس بمعيار الكفاءة والعطاء. أيضا يتعارض مع العمل الإصلاحي ما ذكره د.آدم في ندوة مفتوحة بكردفان عن أبناء المنطقة بالخرطوم، فاشتكوا نائب الرئيس آنذاك لهيئة الضبط والرقابة بحزب الأمة، فقررت بالجماع لفت نظره .ويتعارض مع العمل الإصلاحي كذلك موقف د.آدم من هيئة الضبط حيث أقرها واعترف بها وبقراراتها في مرحلة، وعندما تضرر منها أصبح يتبنى موقفا متطرفا ضدها. ويؤخذ على د. آدم كذلك إقراره لاتفاق التراضي في المكتب السياسي والعمل ضده خارجه. ويؤخذ عليه ما قاله في المكتب السياسي عقب فوز المرحوم د. عمر نور الدائم بمنصب نائب الرئيس منتخبا من المكتب السياسي، وكان د. آدم مرشحا، قال أنه لم يكن يتوقع هذه النتيجة وحساباته كانت تقول غير ذلك ولو كان يعلم أنه لن يفوز مسبقا لما ترشح !.اكرر ثانية أن د. آدم في مقام والدي، ويتعامل في الشئون العامة بكل صراحة ويحجم عن الخوض في الأعراض والخصوصيات، واعتقد انه وأرجو أن يقبل ما أقوله ردا على ما أثاره مقال أبنه، فقد قبل ما يقوله أبنائه كذبا في العام والخاص إساءة للكبير والصغير و تدخلا فيما يعنيهم وما لا يعنيهم.
    أما النضال المستميت في مقاومة الطواغيت المنسوب لد.آدم مادبو فلم يمر على كوادر حزب الأمة. فمنذ مجئ الإنقاذ وحتى تهتدون في ديسمبر 1996 لم نلحظ دورا لد.آدم في المقاومة. ذهبت مجموعة من الكوادر لمنزل الدكتور بعد الانقلاب مباشرة فقال لهم أن حزب الأمة محلول وطلب أن لا يأتوه في المنزل ثانية. وفي مايو عام 1996 أوفد رئيس الحزب (وهو قيد الاعتقال) الأستاذة/ سارة نقد الله لد. آدم ليوقع عن حزب الأمة في مذكرة المعارضة لرئيس الجمهورية، فاعتذر الدكتور عن التوقيع ووقعها المرحوم المقدام السيد/ صلاح عبد السلام خليفة المهدي. وبعد تهتدون لم يظهر دور لد.آدم في العمل المعارض قبل اجتماع القاهرة وعودة الحزب من الخارج. ولكن الأدهى والأمر من ذلك انه عندما كان حزب الأمة في قمة العمل المعارض وكانت كوادره تحمل السلاح وتقاتل قوات النظام كان مكتب د. آدم ينفذ العطاءات الكبيرة من الدولة بالمبالغ الطائلة!! غريب أمر حزب الأمة في التسعينيات : يد تحمل السلاح( الكوادر المقاتلة)، ويد تنفذ العطاءات الإنقاذية( القيادات المهادنة)! ومما تأخذ الكوادر الحزبية على د. آدم أيضا أنه عندما استدعاه جهاز الأمن لسويعات في عام 2007 وقع لهم على إلا ينشط في العمل المعارض !كان هذا التوقيع بعد الاعتراف بالأحزاب وتوقيع نداء الوطن والطراوة ضربت. النضال ضد الطواغيت قام به الإمام الصادق المهدي وتشهد بذلك السجون ، هذه المجموعة أساءت الأدب وسبته وسبت آبائه ربما أكثر مما حمل مقال الكاتب من الشتم والسباب. النضال ضد الطواغيت قام به الأمير نقد الله، عجل الله شفائه، وصمد في وجه السجون ولم يجرؤ أحد أن يطلب منه أن يوقع على عدم النشاط المعارض. النضال ضد الطواغيت أيضا قام به المرحوم د.عبد النبي على أحمد الذي سجن وحبس واستمر مناضلا يخرج من السجن ليعاد إليه، ولم يوقع على شيء مما يشترطون. قائمة الأمة في طريق النضال طويلة، سأكتفي بهذه النماذج الثلاثة، ولكن أضيف انه في تلك الأيام العصيبة كان حزب الأمة وهيئة شئون الأنصار أشياء خارج دائرة اهتمام واختصاص الكاتب و بعض ذويه ولم تدخل شبكتهم. كان الموقف من الشدة بحيث لا يتحمل الدخول فيه إلا إولى العزم الذين تعرفهم ساحات المعارك والنضال من أجل الحرية وكرامة الإنسان.
    * نأتي لفرية أن الرئيس أضاف 256 عضوا للهيئة المركزية ليدعم موقف الأمين العام الفائز صديق محمد إسماعيل. لا أعلم أن كان مصدر الفرية الكاتب وأخاه، أم تبرير ساقه لهما من أتى بنتيجة كان قد وٍعد بغيرها، أقصد أولئك النفر الذين يتم تحريكهم داخل حزب الأمة بتوجيهات من أعلى عمارة سيتى بنك القديمة.
    لتبيان الموقف أقول: إن لم يكن يعلم الكاتب فليعلم أن قرارهم الذي عملوا جاهدين من أجل تنفيذه هو ألا يقوم المؤتمر العام السابع. هذا القرار كان صحيحا، من وجهة نظرهم، لان فوز الأستاذ/ على قيلوب برئاسة الهيئة المركزية للمؤتمر السادس يعطي إشارة لا تدعم خط الشللية. أيضا كان مردود المؤتمرات الولائية والزيارات الولائية أشارات لا تدعم خط الشللية. ثم أتت أعمال تعطيل قيام المؤتمر السابع التي بدأت بإشكاليات كثيرة أثيرت في تكوين اللجنة العليا ولجان المؤتمر، واختتمت بمقاطعة الكوادر الشللية لأعمال المؤتمر ولجانه.
    وعندما بدأ المؤتمر أعماله كانت أجندة التيار الشللي التي صرح بها زعيم التيار التنفيذي مادبو آدم تتلخص في إسقاط الرئيس باوباما الأمة (وكانت هناك إشارات انه سيكون مادبو نفسه)، وبالعدم تحجيم صلاحيات الرئيس بقدر الإمكان، وإلغاء هيئة الضبط والرقابة، وإقرار انتخاب نائب الرئيس. ظهرت هذه الأجندة في تصريحات للصحف، وفي مشاركات الكوادر الشللية في أعمال ورش لجنة البرنامج. في جلسات المؤتمر العام السابع، أنتخب رئيس الحزب باندفاع وحماس وإجماع يفتن من كان قلبه خفيفا، ولا يصمد أمامه إلا الحبيب الرئيس الذي يحبه الناس حبا جما، والذي يقدمه علينا كفاحه ونضاله، ويسيَده علينا تواضعه وأفعاله، الرئيس الذي نفخر به تاجا للأمة ومجسدا لآمالها وتطلعاتها. وأبقى المؤتمر العام السابع على هيئة الضبط وأبقى على أن يخضع الجميع لمحاسبتها. وقرر المؤتمر العام كذلك أيضا أن يعين الرئيس نوابه، وهذا هو الأصح، فالرئيس ينتخب ودور نائبه مكمل له وهو الذي يختار من يكمل دوره، وهذه متعارف عليها في كل الديمقراطيات الراسخة. إذن أجندة التيار الشللي للمؤتمر السابع فشلت فشلا أعلنه مادبو آدم للصحف. ومعلوم أن الهيئة المركزية تأتي بالتصعيد من كليات المؤتمر العام.
    عندما تم تصعيد الهيئة المركزية كانت نسبة المرأة اقل من النسبة الدستورية، وكانت هناك احتجاجات شديدة من الفئات والمهنيين. اتخذت لجنة المؤتمر قرارا بزيادة حصة المرأة، في الهيئة المركزية بعدد46، وقامت بالإضافة لجنة تضمنت مساعد الأمين العام للمرأة التي انتخبت في عهد المرحوم د. عبد النبي على أحمد. واتخذت لجنة المؤتمر قرارا بإضافة 41 من الفئات و64 من المهنيين للهيئة المركزية ليضم المكتب السياسي للحزب ممثلا لمختلف الفئات ومختلف تخصصات المهنيين لإثرائه بالكوادر النوعية التي تشارك بفعالية وتثري النقاش وترفد المكتب السياسي بمعلومات في المجالات المختلفة، يستفيد منها جهاز التشريع الأعلى في الحزب. وهنا تمت الإضافات بإشراف كامل لمسئول الفئات ومسئول المهنيين الذين عينهما الأمين العام السابق المرحوم د. عبد النبي على احمد. أيضا تمت إضافة 39 عضو للهيئة المركزية من الولايات، بقرار من لجنة المؤتمر كمعالجات ، وقامت بالإضافة عضوية المؤتمر العام الولائية. تمت كذلك معالجات أضافت لعضوية المؤتمر العام حلا لمشاكل تنظيمية في كليات أبيي ? الشمالية ? الأمير ? بو جبيهة - المجاهدين. من هذه الكليات يأتي تصعيد يضيف لعضوية الهيئة المركزية. إذن القول المثار أن الرئيس أضاف عددا للهيئة المركزية قول باطل ولا أساس له من الصحة ومردود على قائليه. الرئيس شارك في القرار بإقرار الزيادة، ولكن المؤسسات هي التي أضافت الأسماء. وحتى حصة الرئيس فانه يختارها بطريقة يراعى فيها إضافة الشخصيات اللازمة وإضافة ما يحقق التوازنات داخل التركيبة، ولم يظن احد أن الرئيس أتى بأي أسم لنصرة تيار أو نصرة شخص، ودونكم قائمة من أتى بهم الرئيس للمؤسسة، في هذا المؤتمر وقبله،و اسألوهم إن كان الرئيس أومأ لهم أو أشار انه يؤيد فلانا أو يرشح علانا. عندما ناقشت الهيئة المركزية الزيادات أيدها كل الذين صوتوا لاختيار الأمين العام وعددهم 796 عضوا. ولم يطعن احد أو يشك في الإجراءات قبل انتخاب الأمين العام، فالعاملين في حملة أستاذ/ الدومة كانوا الأكثر استفادة من الزيادات المضافة لذلك قبلوها (والعالمون ببواطن الأمور في حزب الأمة يفهمون هذا الكلام جيدا)، والعاملين في حملة صديق أزعجتهم الزيادات ولكنهم قبلوها لأنهم قبلوا المنطق الذي دعا لها، ولأنهم اعتبروا أن حساباتهم، حتى بعد الزيادات في الهيئة المركزية والإضافات لحصة هذا وذاك، مازالت ترجح كفة مرشحهم. وبعد أن ظهرت نتيجة الأمين العام، وفاز الفريق / صديق بأغلبية 425 صوت لقاء 312 صوت لأستاذ / الدومة، خاطب أستاذ الدومة الهيئة المركزية وشكر لجنة الانتخابات ،وقال:( المناصب زايلة ويبقى الشخص ونحن نسعد ونبقى مع الأمين العام ونعمل جميعا في هذا الحزب ليبنى قويا ويكون الحزب الأول في السودان وأفريقيا... أنا لا تهمني النتيجة كثيرا ولكن الشيء المهم بالنسبة لي العمل بيد واحدة متحدين متكاتفين، كل ما أرجوه أن الممارسة التي تمت البارحة أرجو أن لا تترك شيء في الصدور.. أنا شخصيا لا احمل أي شيء لذا وأتمنى من الأخ صديق أن يحمل مثل مشاعري). ثم بعد ذلك ذكر أفراد من أعضاء الهيئة المركزية الذين سبق أن قبلوا الزيادات، أن الهيئة المركزية، كان يجب أن تصوت على قبول الزيادة بعضويتها الأصلية قبل الزيادات. هذا قول يكون مطلوبا إذا انقسمت الهيئة المركزية المزادة على الأمر (400/ 400 أو 500/300) ولكن قبول قرابة الـ 800 من الهيئة المزادة بالزيادة يحسم الموضوع تماما وبصورة واضحة جداً. أيضا هناك نقطة هامة وهي أن معظم المحتجين الآن على زيادات الهيئة (واحتجوا بعد أن عرفوا النتيجة) وعددهم ثلاثة عشر قبلوا التصعيد للمكتب السياسي من ذات الهيئة المركزية التي يطعنون فيها! الزوبعة المثارة في موضوع زيادة الهيئة المركزية هي من باب عدم قبول القرار الديمقراطي والتذرع والاحتجاج بأشياء مثيروها هم أعلم الناس بسلامة الموقف فيها. أما التغطية الإعلامية التي وجدها هذا التضليل المتعمد، والذي يماثل فرتقة اللعبة التي يقوم بها المهزوم إن لم تكن روحه رياضية. وبالرغم من ضعف الحجة المطروحة فالتغطية سببها أن الصحافة في العهود الشمولية تسعى لتكسير أحزاب المعارضة بتضخيم الخلافات الداخلية حتى لا يبرز حزب معارض بصورة زاهية فيشكل بديلا يهدد استمرار تحكم الحزب أو الأحزاب الحاكمة. الدافع الآخر الذي يخص الصحف نفسها هو بحثها عن الإثارة للتسويق، خصوصا مع ارتفاع ثمن النسخة وإحجام الجمهور النسبي عن شراء الصحف. لو كان الرئيس يفعل ما يتهمونه به (حاشاه)، لما تطاول عليه وعلى الحزب المدعون طويلو الألسن قصيرو الأيدي.
    * ذكر الكاتب في معرض مقاله أن:
    - مواجهة محمد نجيب تعكس إن الإرهاب هو ديدن القيادة الطائفية التي اتخذت من الأنصار درعا بشريا في مداراة أخطائها والتخلص من أعدائها!
    - حزب الأمة (صرحكم) لم يكن يوما صرحا للوطنية إنما صرحا للوثنية
    - إن كنا ارتكبنا خطيئة تشييد معبدكم فانا نكفر عن ذلك بدكة دكا وركله كفا. وتعليقا على هذه النقاط الثلاث أقول: في حوادث مارس سير الأنصار موكبا سلميا يستقبل السيد/ محمد نجيب ويعكس تأييد الشارع لوجهة النظر الاستقلالية، ولكن تم تغيير خط سير الرئيس المصري الزائر لتفادي الموكب فقررت قيادة الموكب أن تتجه نحو القصر ليراهم السيد/ محمد نجيب وبذلك تكون الرسالة قد وصلت. ولكن الشرطة اعترضت الموكب السلمي الأعزل.هذا الموكب كان تعبيرا مدنيا ديمقراطيا نضاليا وحقاً مشروعاً، ونتيجة له أدركت الحكومة المصرية وحكومة السودان و اقتنعت كل الأطراف و بحتمية تحقيق الاستقلال و جماهيرية دعاة الاستقلال في السودان وحماستهم لقضية الاستقلال، فكانت حوادث مارس 1954 بحق هي التحول المفصلي الذي أدى لأن يعلن استقلال السودان بالإجماع في البرلمان في 1/1/1956.سأترك نقطتي وثنية حزب الأمة ودكه بلا تعليق. ولكن السؤال الهام هنا انه: إذا كانت هذه وجهة نظر الكاتب في حزب الأمة، وفي قياداته، وفي تاريخه ، وفي مؤسسيه، وفي قيادته الحالية، وفي قاعدته عبر الزمان، وفي عضوية المؤتمر العام السابع، وفي برنامجه، وجهة نظر ترى شرا في كل ما سبق، فما دخل هذا الكاتب بحزب الأمة أصلا؟! واضح أنه يريد أن يتسلق حزب الأمة على أكتاف قضية دارفور لبناء المجد الشخصي. وهو يقول انه شيد ( المعبد) ويريد أن يكفر عن ذلك بأن يدكه دكا. إن كان قد وضع طوبة واحدة في صرح حزب الأمة العملاق فنحن نعتبره بناء فاسدا رخوا مهتكا، وان وصفه لنا سنزيله بأنفسنا وليدخر جهده لبناء لا يفكر هو، ولا يفكر مقيمون في محل تنفيذه بإزالته لاحقا.
    صديق الصادق المهدي http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=64761
                  

05-15-2009, 02:48 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسباب ضرب د.الوليد أدم مادبو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    كتب صديق الصادق المهدى فى جريدة الصحافة الآتى :

    مؤتمر الامة السابع وأحقاد د. وليد مادبو

    نشر د. الوليد مادبو مقالا بصحيفة «أجراس الحرية» عن مؤتمر حزب الأمة العام السابع. حمل المقال لغة، يؤسفني أن أصفها بالتردي لدرجة الانحطاط . ويؤسفني، أن رضي الكاتب لنفسه ذلك ، أن تنحدر الصحيفة لهذا المستوى. هناك قضايا أثارها المقال سأتناولها بالرد، وهناك أشياء سأترفع عنها ولن انحدر لمستواها (فكل أناء بما فيه ينضح).
    * حاول المقال بخبث أن يعزف على أوتار الانقسام العرقي في دارفور، فهذه ظاهرة تعرف عليها مؤخرا الواقع السياسي السوداني، ولكن حزب الأمة ولله الحمد مبرأ منها تماماً. إن الكاتب ليس عضوا في حزب الأمة، ولا يعلم ما يدور داخل أروقته، إلا روايات تنقل له من بعض الأنفس المريضة التي يصبح مرَا في فمها الماء الزلال. إن مواقف حزب الأمة في دارفور، في عهدي الديمقراطية والإنقاذ غير منحازة للون أو جماعة، وتهدف لتحقيق السلام والتنمية والعدالة والاستقرار بالإقليم، في إطار سياسة البلاد القومية. إن اتهام حزب الأمة بدعم القبائل العربية في دارفور في فترة الديمقراطية، اتهام فطير غير محبوك الصياغة، فقد حكم دارفور في عهد الديمقراطية المرحوم د. عبد النبي على أحمد وهو من قبيلة البرتي، وحكم بعده د. التجاني سيسي وهو من أبناء الفور.فكيف سينفذ هؤلاء سياسة ضد أهلهم؟ وكيف تمر سياسة بهذا السوء في أجهزة حزب الأمة بكل القيادات الوطنية الواعية التي فيها، ابتداء بالرئيس وانتهاء بكل العضوية، وكيف تمر في نظام ديمقراطي كل شيء فيه موضوع على الطاولة أمام الناس. وفي عهد الإنقاذ، فان كل برامج وسياسات حزب الأمة تصب في مصلحة الإقليم ككل، ولا أعلم كيف يمكن أن يفكر عاقل أن يتهم حزب الأمة بالتفريق بين جماعات وقبائل دارفور وهو يملك تأييد كاسح في دارفور من مختلف جماعاتها. أن عقلاء السياسة السودانية الآن يؤملون في أن يلعب حزب الأمة دورا في رتق النسيج الاجتماعي في دارفور لما يحظى به من تأييد من جماعاتها المختلفة.
    إن الممارسة الديمقراطية في أروقة حزب الأمة تثبت دوما أنه معافى من ظاهرة الانقسام العرقي التي أصابت الحياة السياسية السودانية. يتضح ذلك بجلاء بدراسة موقف التصويت للأمين العام في الهيئة المركزية للمؤتمر السادس، ولرئيس الهيئة المركزية أيضا بعد المؤتمر السادس في 2007م، وللأمين العام ولرئيس الهيئة المركزية في المؤتمر السابع. التصويت في كل المنافسات الانتخابية المذكورة لمختلف الأسماء المتنافسة لمختلف المواقع في مختلف الأمكنة، كان مبرأ وصافيا من أي تعنصر قبلي أو جهوي من المقترعين، الموقف ولله الحمد موزون لدرجة تدعو للاطمئنان والغبطة والسرور. والكلام عن التيارات العرقية داخل حزب الأمة تروجه أقلام وألسن تريد أن تعيش على قضية دارفور وعلى الانقسام العرقي فيها لتجد لنفسها موطئ قدم في حزب الأمة ولو على أنقاض دارفور وأهلها. أمثال هؤلاء تهمهم مكانتهم ولا تهمهم الوسائل ولا يهمهم عدد الضحايا. التي يتسلقون أكتافها المهدودة صعودا لبناء أمجادهم الشخصية.
    * تباكى المقال بأن آل المهدي وخليفة المهدي تم إقصائهم وأبقى السيد/ الصادق المهدي على دائرته الشخصية. لا أعلم لم التباكي، فالباب كان فاتحا أمام أي منهم أن انس في نفسه الكفاءة أن يترشح أمام السيد/ الصادق المهدي في رئاسة حزب الأمة في المؤتمر السابع وغيره والكاتب الذي يدعى انه ساهم في بناء صرح حزب الأمة، كان عليه أن يترشح ضد الرئيس أو يرتب لترشيح من تؤهله اللوائح لذلك، وكان عليهم (إن كانوا يؤمنون حقا بالديمقراطية والمؤسسية) أن يطرحوا كل آرائهم ورئاهم في الرئيس أمام المؤتمر، بأي مستوى يريدون، فلن نكلفهم عنتا ونطلب منهم التهذيب والترقي، كان عليهم طرح موقفهم للمؤتمر وترشيح الرئيس الذي يريدون.فما معنى أن يكون أناس في حزب رئاسي ويتهمون الرئيس ويسيئونه ولا يكون عندهم مرشح للرئاسة! لماذا يتركون رئاسة الحزب في يد من ينعتونه بكل هذه الصفات؟!. إن حزب الأمة يذخر بجماعة من الأسرتين المذكورتين، كما أن هناك أحزاب أخرى باسم الأمة بها قيادات أخرى من أسرة المهدي وخليفة المهدي، أن شاء الكاتب وجد نفسه فيها وكفاها عناء تحطيم حزب الأمة الذي قرر المضي فيه (فبشرى لحزب الأمة بطول السلامة). فلو كان حزب الأمة من الضعف بحيث يهدده مراض النفوس، لما صمد في وجه الطغاة والجبابرة والغزاة منذ تأسيسه عام 1945م وحتى اليوم. في مختلف العهود الشمولية والاستعمارية، كلفت أجهزة فعالة للقضاء على حزب الأمة، إلا أنه وبحمد الله صمد، وكان في كل مرة يخرج أقوى بنية واصلب عودا.
    * نعت المقال الأنصار بالرجعية والطائفية. الأنصار لم يكونوا في يوم من الأيام سببا في شل حزب الأمة، ولم يحدث إن شكلوا عائقا في بنية الحزب أو فرضوا عليه توجها. في البداية كان حزب الأمة يأتي بقيادات من المجتمع السوداني تقود القواعد الأنصارية وتوجهها حيث تقرر مؤسسات الحزب. ومع الزمن تأهل أبناء وبنات الأنصار وتعلموا وتدرجوا في سلالم حزب الأمة فأصبح في المؤسسات القيادية للحزب مجموعات منهم تعمل وفق لوائح حزب الأمة وتنفذ برامجه.
    قبل المؤتمر العام السادس لحزب الأمة، أقامت هيئة شئون الأنصار مؤتمرها العام وانتخبت الإمام والأمين العام ومجلس الشورى ومجلس الحل والعقد. إن كيان الأنصار سار على درب المؤسسية والتحديث وافرز قيادات موهوبة عالية التأهيل أذهلت المجتمع السوداني بقدراتها وعطائها، حتى في ميدان السياسة، فقبل عودة الحزب من العمل الخارجي كان العمل السياسي محظورا، فتفتحت مساحات واسعة للعمل السياسي أمام شباب هيئة شئون الأنصار النابه فقاموا بالمهمة خير قيام . إذن فكيان الأنصار كان دوما إضافة كبيرة لرصيد حزب الأمة ولم يخصم يوما منه شيئا.
    إن الممارسات غير الديمقراطية لبعض آل مادبو، في فترة ما بعد المؤتمر العام السادس، وتصريحهم بالعمل على تحجيم الدور الأنصاري في الحزب ، و مواجهتهم وإساءتهم للقيادة، دونما اعتراف بالفضل، ودونما التزام بأخلاق التعامل السودانية، ولا بأسس الديمقراطية التي توجب تقدير من يسانده الناس وينتخبونه ويؤيدونه، وسعيهم المعلن لإقصاء أسرة المهدي، جعل الأنصار أكثر اهتماما بالمشاركة في مؤتمر الحزب السابع. إن المشاركة الأنصارية في المؤتمر وفق لوائحه تعتبر من أميز الايجابيات في المؤسسة الحزبية، والتكامل بين المؤسستين (الأنصارية والحزبية) يعطى مؤسسة الحزب قوة دافعة يستفيد منها الحزب كثيرا، طالما استمر الحزب محتفظا بأسس عمله ولوائحه العتيقة. إن الدور الأنصاري، الأكبر نسبيا في المؤتمر السابع للحزب،لم يكن خصما على التوجه الإصلاحي للحزب بل كان داعما له و بقوة. ادلل على ذلك باعتماد المؤتمر العام السابع نسبة مشاركة المرأة في أجهزة الحزب بحد أدني 25%، واعتماد الهيئة المركزية الزيادات لصالح الفئات والمهنيين والمرأة (سيأتي تفصيلها لاحقا)، وانتخاب عدد كبير من الشباب في المكتب السياسي، والإجماع على اختيار ممثل الأقباط عضوا في المكتب السياسي (الاستجابة لمناشدة من أستاذ/ الدومة والأمير عبد الرحمن الصادق للهيئة المركزية بعد نتيجة الأمين العام)، والموقع المتقدم في عضوية المكتب السياسي الذي ناله ابن الدينكا الحبيب محمد دينق. هذه النصرة للقطاع الحديث التي قام بها المؤتمر العام السابع والهيئة المركزية المنبثقة عنه، هي توجه إصلاحي ينتظر أن ينعكس ايجابيا على أداء الحزب في المرحلة القادمة. انتقد المقال ضرب مادبو آدم الذي تعرض له في المؤتمر. بالرغم من أن مادبو منفلت اللسان، وبالرغم من أنه موقوف بقرار من هيئة الضبط وكان عليه ألا يحضر، فالضرب خطأ ولا يمكن قبوله ولا يمكن تبريره، وحسنا فعل بان أدان الحادثة وكون لجنة تحقيق في الآمر. وهناك حادثة ضرب أخرى في المؤتمر تعرض لها الحبيب/ أحمد الحاج، وهذه خطأ كذلك ويجب أن يشملها. ولكن الغريب جدا أن الكاتب انتقد بشدة مسيرة مارس التي غيرت مجرى الأحداث، وكانت سببا بالإجماع على استقلال السودان.!! والغريب أيضا إن الكاتب ينتقد أئمة الأنصار ابتداء من الإمام عبد الرحمن، (وانتقد حتى الإمام المهدي وخليفته في كتابات سابقة) !! إن مشكلة الكاتب مع الأنصار شخصية، سببتها نرجسيته وتعاليه. ففي رمضان 1426هـ الموافق أكتوبر 2005،حضر ليؤم صلاة التراويح بمسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي. الإمام الراتب في المسجد هو الحبيب/ بابكر الياس الذي تتلمذ على يد سيدنا/عبد الله إسحاق رحمه الله. المصلون المداومون على صلاة التراويح بود نوباوي متمسكون بإمامة شيخ بابكر ويأتون من مسافات بعيدة للصلاة خلفه. أحيانا يؤم صلاة التراويح آخرون، وان استمروا أكثر من يوم، يبدأ المصلون في المطالبة بشيخ بابكر.عندما أتى الكاتب ليؤم صلاة التراويح بودنوباوي صلى اليوم الأول. وفي اليوم الثاني بدأت الهمهمة للمطالبة بشيخ بابكر، فأخبر المأموم (الشيخ/ على السنوسي) الكاتب بأن المصلين يطالبون بأن يصلي شيخ بابكر، فرد عليه الكاتب بأنه لن يسمع له لأنه مؤذن فقط، فصلى الكاتب بينما غادر الشيخ على المسجد وترك الصلاة وتبعه عدد من المصلين. وفي اليوم الثالث تدخلت لجنة المسجد وأوقفت الكاتب من الصلاة لأن احتجاجات المصلين ارتفعت مدفوعة بمقال نشره الكاتب في صحيفة الوفاق ذكر فيه أن أحفاد المهدي ورثة ثيوقراطية، وانتقد حزب الأمة بأنه مازالت تراوده ذكريات من تلكلم الصاحبة (الثيوقراطية) التي ظلت تغيره ليلا في فراشه دونما شجب. فلو استمرت الأمور بشكل عادي وتنازل الكاتب عن إمامة الصلاة بعد أن لمس احتجاج الناس، لما حدثت أي مشكلة. ولكنها النرجسية والتعالي وتضخيم الذات. وبعد هذا الحادث الذي جرته عليه نفسه، صنف الكاتب نفسه عدوا للأنصار والأنصارية. مع أن الأحق بالتأديب هو تلك الذات المضخمة وذلك الصلف المتناهي. بجانب صفات الكاتب الشخصية المذكورة، ربما كان وراء إصراره على إمامة التراويح دافعا آخر. فهو يعتقد أن قوة رئيس الحزب مستمدة من نفوذه الديني عند الأنصار، وربما فكر في طرح نفسه للأنصار ليزعزع على الأقل مكانة الإمام عندهم لتسهل منافسته في رئاسة الحزب. لو صح هذا، فهو تطلع مشروع، والأنصارية بابها فاتح، والكاتب من خلفية ليست غريبة على هذا الكيان، وبإمكانه أن يتبوأ أعلى قمة في الهرم الأنصاري.العقبة الوحيدة أمامه هي سلوكه وسماته الشخصية، فالأنصار يقدمون من يتواضع ولا يتعجرف، ويقدمون من يعمل ولا يكثر العويل، ويقدمون من يحترم نفسه ويحترم الآخرين ولا يطلق لسانه في الناس دونما احترام لكبير وتوقير لصغير، ويقدمون من يناضل ساعة الحارة ولا قيمة عندهم لمن يعلو صوته عندما تبرد، ويقدمون المؤهل صاحب العطاء الحقيقي ويذمون أكثر شيء الادعاء، فالمدعى مهما بلغ نسبه فلا مكانة له عندهم.
    *تحدث المقال عن خوض كبيرهم د. آدم مادبو معركة الإصلاح مستفيدا من نضاله المستميت في مقاومة الطواغيت. د. آدم كبيرنا جميعا في حزب الأمة ونكن له كل احترام وتقدير، واستسمحه لذكر بعض ما يخص عمله العام في الحزب، وقد جر الكلام أبنه الذي تمت تغذيته بما يقول لأنه ليس عضوا في حزب الأمة ومعرفته عنه سماعية. د. آدم مادبو قيادي صمد في حزب الأمة في فترات عصيبة ولم يتخذ خيارات أخرى مع أن الإغراءات كانت متوفرة، وهذه تحمد له. ولكن لم يعرف عن د.آدم قيادة معركة إصلاحية داخل حزب الأمة، وسأسوق شواهد على ذلك. السمة الأظهر في عمل د.مادبو الحزبي، خصوصا في الفترة الأخيرة، هي قيادته لعمل شللي، ومعلومة سلبيات الشللية داخل الأحزاب، لأنها تستغل العصبيات ، وتملأ الوظائف الحزبية التي تتمكن منها بمعيار التعصب الشللي وليس بمعيار الكفاءة والعطاء. أيضا يتعارض مع العمل الإصلاحي ما ذكره د.آدم في ندوة مفتوحة بكردفان عن أبناء المنطقة بالخرطوم، فاشتكوا نائب الرئيس آنذاك لهيئة الضبط والرقابة بحزب الأمة، فقررت بالجماع لفت نظره .ويتعارض مع العمل الإصلاحي كذلك موقف د.آدم من هيئة الضبط حيث أقرها واعترف بها وبقراراتها في مرحلة، وعندما تضرر منها أصبح يتبنى موقفا متطرفا ضدها. ويؤخذ على د. آدم كذلك إقراره لاتفاق التراضي في المكتب السياسي والعمل ضده خارجه. ويؤخذ عليه ما قاله في المكتب السياسي عقب فوز المرحوم د. عمر نور الدائم بمنصب نائب الرئيس منتخبا من المكتب السياسي، وكان د. آدم مرشحا، قال أنه لم يكن يتوقع هذه النتيجة وحساباته كانت تقول غير ذلك ولو كان يعلم أنه لن يفوز مسبقا لما ترشح !.اكرر ثانية أن د. آدم في مقام والدي، ويتعامل في الشئون العامة بكل صراحة ويحجم عن الخوض في الأعراض والخصوصيات، واعتقد انه وأرجو أن يقبل ما أقوله ردا على ما أثاره مقال أبنه، فقد قبل ما يقوله أبنائه كذبا في العام والخاص إساءة للكبير والصغير و تدخلا فيما يعنيهم وما لا يعنيهم.
    أما النضال المستميت في مقاومة الطواغيت المنسوب لد.آدم مادبو فلم يمر على كوادر حزب الأمة. فمنذ مجئ الإنقاذ وحتى تهتدون في ديسمبر 1996 لم نلحظ دورا لد.آدم في المقاومة. ذهبت مجموعة من الكوادر لمنزل الدكتور بعد الانقلاب مباشرة فقال لهم أن حزب الأمة محلول وطلب أن لا يأتوه في المنزل ثانية. وفي مايو عام 1996 أوفد رئيس الحزب (وهو قيد الاعتقال) الأستاذة/ سارة نقد الله لد. آدم ليوقع عن حزب الأمة في مذكرة المعارضة لرئيس الجمهورية، فاعتذر الدكتور عن التوقيع ووقعها المرحوم المقدام السيد/ صلاح عبد السلام خليفة المهدي. وبعد تهتدون لم يظهر دور لد.آدم في العمل المعارض قبل اجتماع القاهرة وعودة الحزب من الخارج. ولكن الأدهى والأمر من ذلك انه عندما كان حزب الأمة في قمة العمل المعارض وكانت كوادره تحمل السلاح وتقاتل قوات النظام كان مكتب د. آدم ينفذ العطاءات الكبيرة من الدولة بالمبالغ الطائلة!! غريب أمر حزب الأمة في التسعينيات : يد تحمل السلاح( الكوادر المقاتلة)، ويد تنفذ العطاءات الإنقاذية( القيادات المهادنة)! ومما تأخذ الكوادر الحزبية على د. آدم أيضا أنه عندما استدعاه جهاز الأمن لسويعات في عام 2007 وقع لهم على إلا ينشط في العمل المعارض !كان هذا التوقيع بعد الاعتراف بالأحزاب وتوقيع نداء الوطن والطراوة ضربت. النضال ضد الطواغيت قام به الإمام الصادق المهدي وتشهد بذلك السجون ، هذه المجموعة أساءت الأدب وسبته وسبت آبائه ربما أكثر مما حمل مقال الكاتب من الشتم والسباب. النضال ضد الطواغيت قام به الأمير نقد الله، عجل الله شفائه، وصمد في وجه السجون ولم يجرؤ أحد أن يطلب منه أن يوقع على عدم النشاط المعارض. النضال ضد الطواغيت أيضا قام به المرحوم د.عبد النبي على أحمد الذي سجن وحبس واستمر مناضلا يخرج من السجن ليعاد إليه، ولم يوقع على شيء مما يشترطون. قائمة الأمة في طريق النضال طويلة، سأكتفي بهذه النماذج الثلاثة، ولكن أضيف انه في تلك الأيام العصيبة كان حزب الأمة وهيئة شئون الأنصار أشياء خارج دائرة اهتمام واختصاص الكاتب و بعض ذويه ولم تدخل شبكتهم. كان الموقف من الشدة بحيث لا يتحمل الدخول فيه إلا إولى العزم الذين تعرفهم ساحات المعارك والنضال من أجل الحرية وكرامة الإنسان.
    * نأتي لفرية أن الرئيس أضاف 256 عضوا للهيئة المركزية ليدعم موقف الأمين العام الفائز صديق محمد إسماعيل. لا أعلم أن كان مصدر الفرية الكاتب وأخاه، أم تبرير ساقه لهما من أتى بنتيجة كان قد وٍعد بغيرها، أقصد أولئك النفر الذين يتم تحريكهم داخل حزب الأمة بتوجيهات من أعلى عمارة سيتى بنك القديمة.
    لتبيان الموقف أقول: إن لم يكن يعلم الكاتب فليعلم أن قرارهم الذي عملوا جاهدين من أجل تنفيذه هو ألا يقوم المؤتمر العام السابع. هذا القرار كان صحيحا، من وجهة نظرهم، لان فوز الأستاذ/ على قيلوب برئاسة الهيئة المركزية للمؤتمر السادس يعطي إشارة لا تدعم خط الشللية. أيضا كان مردود المؤتمرات الولائية والزيارات الولائية أشارات لا تدعم خط الشللية. ثم أتت أعمال تعطيل قيام المؤتمر السابع التي بدأت بإشكاليات كثيرة أثيرت في تكوين اللجنة العليا ولجان المؤتمر، واختتمت بمقاطعة الكوادر الشللية لأعمال المؤتمر ولجانه.
    وعندما بدأ المؤتمر أعماله كانت أجندة التيار الشللي التي صرح بها زعيم التيار التنفيذي مادبو آدم تتلخص في إسقاط الرئيس باوباما الأمة (وكانت هناك إشارات انه سيكون مادبو نفسه)، وبالعدم تحجيم صلاحيات الرئيس بقدر الإمكان، وإلغاء هيئة الضبط والرقابة، وإقرار انتخاب نائب الرئيس. ظهرت هذه الأجندة في تصريحات للصحف، وفي مشاركات الكوادر الشللية في أعمال ورش لجنة البرنامج. في جلسات المؤتمر العام السابع، أنتخب رئيس الحزب باندفاع وحماس وإجماع يفتن من كان قلبه خفيفا، ولا يصمد أمامه إلا الحبيب الرئيس الذي يحبه الناس حبا جما، والذي يقدمه علينا كفاحه ونضاله، ويسيَده علينا تواضعه وأفعاله، الرئيس الذي نفخر به تاجا للأمة ومجسدا لآمالها وتطلعاتها. وأبقى المؤتمر العام السابع على هيئة الضبط وأبقى على أن يخضع الجميع لمحاسبتها. وقرر المؤتمر العام كذلك أيضا أن يعين الرئيس نوابه، وهذا هو الأصح، فالرئيس ينتخب ودور نائبه مكمل له وهو الذي يختار من يكمل دوره، وهذه متعارف عليها في كل الديمقراطيات الراسخة. إذن أجندة التيار الشللي للمؤتمر السابع فشلت فشلا أعلنه مادبو آدم للصحف. ومعلوم أن الهيئة المركزية تأتي بالتصعيد من كليات المؤتمر العام.
    عندما تم تصعيد الهيئة المركزية كانت نسبة المرأة اقل من النسبة الدستورية، وكانت هناك احتجاجات شديدة من الفئات والمهنيين. اتخذت لجنة المؤتمر قرارا بزيادة حصة المرأة، في الهيئة المركزية بعدد46، وقامت بالإضافة لجنة تضمنت مساعد الأمين العام للمرأة التي انتخبت في عهد المرحوم د. عبد النبي على أحمد. واتخذت لجنة المؤتمر قرارا بإضافة 41 من الفئات و64 من المهنيين للهيئة المركزية ليضم المكتب السياسي للحزب ممثلا لمختلف الفئات ومختلف تخصصات المهنيين لإثرائه بالكوادر النوعية التي تشارك بفعالية وتثري النقاش وترفد المكتب السياسي بمعلومات في المجالات المختلفة، يستفيد منها جهاز التشريع الأعلى في الحزب. وهنا تمت الإضافات بإشراف كامل لمسئول الفئات ومسئول المهنيين الذين عينهما الأمين العام السابق المرحوم د. عبد النبي على احمد. أيضا تمت إضافة 39 عضو للهيئة المركزية من الولايات، بقرار من لجنة المؤتمر كمعالجات ، وقامت بالإضافة عضوية المؤتمر العام الولائية. تمت كذلك معالجات أضافت لعضوية المؤتمر العام حلا لمشاكل تنظيمية في كليات أبيي ? الشمالية ? الأمير ? بو جبيهة - المجاهدين. من هذه الكليات يأتي تصعيد يضيف لعضوية الهيئة المركزية. إذن القول المثار أن الرئيس أضاف عددا للهيئة المركزية قول باطل ولا أساس له من الصحة ومردود على قائليه. الرئيس شارك في القرار بإقرار الزيادة، ولكن المؤسسات هي التي أضافت الأسماء. وحتى حصة الرئيس فانه يختارها بطريقة يراعى فيها إضافة الشخصيات اللازمة وإضافة ما يحقق التوازنات داخل التركيبة، ولم يظن احد أن الرئيس أتى بأي أسم لنصرة تيار أو نصرة شخص، ودونكم قائمة من أتى بهم الرئيس للمؤسسة، في هذا المؤتمر وقبله،و اسألوهم إن كان الرئيس أومأ لهم أو أشار انه يؤيد فلانا أو يرشح علانا. عندما ناقشت الهيئة المركزية الزيادات أيدها كل الذين صوتوا لاختيار الأمين العام وعددهم 796 عضوا. ولم يطعن احد أو يشك في الإجراءات قبل انتخاب الأمين العام، فالعاملين في حملة أستاذ/ الدومة كانوا الأكثر استفادة من الزيادات المضافة لذلك قبلوها (والعالمون ببواطن الأمور في حزب الأمة يفهمون هذا الكلام جيدا)، والعاملين في حملة صديق أزعجتهم الزيادات ولكنهم قبلوها لأنهم قبلوا المنطق الذي دعا لها، ولأنهم اعتبروا أن حساباتهم، حتى بعد الزيادات في الهيئة المركزية والإضافات لحصة هذا وذاك، مازالت ترجح كفة مرشحهم. وبعد أن ظهرت نتيجة الأمين العام، وفاز الفريق / صديق بأغلبية 425 صوت لقاء 312 صوت لأستاذ / الدومة، خاطب أستاذ الدومة الهيئة المركزية وشكر لجنة الانتخابات ،وقال:( المناصب زايلة ويبقى الشخص ونحن نسعد ونبقى مع الأمين العام ونعمل جميعا في هذا الحزب ليبنى قويا ويكون الحزب الأول في السودان وأفريقيا... أنا لا تهمني النتيجة كثيرا ولكن الشيء المهم بالنسبة لي العمل بيد واحدة متحدين متكاتفين، كل ما أرجوه أن الممارسة التي تمت البارحة أرجو أن لا تترك شيء في الصدور.. أنا شخصيا لا احمل أي شيء لذا وأتمنى من الأخ صديق أن يحمل مثل مشاعري). ثم بعد ذلك ذكر أفراد من أعضاء الهيئة المركزية الذين سبق أن قبلوا الزيادات، أن الهيئة المركزية، كان يجب أن تصوت على قبول الزيادة بعضويتها الأصلية قبل الزيادات. هذا قول يكون مطلوبا إذا انقسمت الهيئة المركزية المزادة على الأمر (400/ 400 أو 500/300) ولكن قبول قرابة الـ 800 من الهيئة المزادة بالزيادة يحسم الموضوع تماما وبصورة واضحة جداً. أيضا هناك نقطة هامة وهي أن معظم المحتجين الآن على زيادات الهيئة (واحتجوا بعد أن عرفوا النتيجة) وعددهم ثلاثة عشر قبلوا التصعيد للمكتب السياسي من ذات الهيئة المركزية التي يطعنون فيها! الزوبعة المثارة في موضوع زيادة الهيئة المركزية هي من باب عدم قبول القرار الديمقراطي والتذرع والاحتجاج بأشياء مثيروها هم أعلم الناس بسلامة الموقف فيها. أما التغطية الإعلامية التي وجدها هذا التضليل المتعمد، والذي يماثل فرتقة اللعبة التي يقوم بها المهزوم إن لم تكن روحه رياضية. وبالرغم من ضعف الحجة المطروحة فالتغطية سببها أن الصحافة في العهود الشمولية تسعى لتكسير أحزاب المعارضة بتضخيم الخلافات الداخلية حتى لا يبرز حزب معارض بصورة زاهية فيشكل بديلا يهدد استمرار تحكم الحزب أو الأحزاب الحاكمة. الدافع الآخر الذي يخص الصحف نفسها هو بحثها عن الإثارة للتسويق، خصوصا مع ارتفاع ثمن النسخة وإحجام الجمهور النسبي عن شراء الصحف. لو كان الرئيس يفعل ما يتهمونه به (حاشاه)، لما تطاول عليه وعلى الحزب المدعون طويلو الألسن قصيرو الأيدي.
    * ذكر الكاتب في معرض مقاله أن:
    - مواجهة محمد نجيب تعكس إن الإرهاب هو ديدن القيادة الطائفية التي اتخذت من الأنصار درعا بشريا في مداراة أخطائها والتخلص من أعدائها!
    - حزب الأمة (صرحكم) لم يكن يوما صرحا للوطنية إنما صرحا للوثنية
    - إن كنا ارتكبنا خطيئة تشييد معبدكم فانا نكفر عن ذلك بدكة دكا وركله كفا. وتعليقا على هذه النقاط الثلاث أقول: في حوادث مارس سير الأنصار موكبا سلميا يستقبل السيد/ محمد نجيب ويعكس تأييد الشارع لوجهة النظر الاستقلالية، ولكن تم تغيير خط سير الرئيس المصري الزائر لتفادي الموكب فقررت قيادة الموكب أن تتجه نحو القصر ليراهم السيد/ محمد نجيب وبذلك تكون الرسالة قد وصلت. ولكن الشرطة اعترضت الموكب السلمي الأعزل.هذا الموكب كان تعبيرا مدنيا ديمقراطيا نضاليا وحقاً مشروعاً، ونتيجة له أدركت الحكومة المصرية وحكومة السودان و اقتنعت كل الأطراف و بحتمية تحقيق الاستقلال و جماهيرية دعاة الاستقلال في السودان وحماستهم لقضية الاستقلال، فكانت حوادث مارس 1954 بحق هي التحول المفصلي الذي أدى لأن يعلن استقلال السودان بالإجماع في البرلمان في 1/1/1956.سأترك نقطتي وثنية حزب الأمة ودكه بلا تعليق. ولكن السؤال الهام هنا انه: إذا كانت هذه وجهة نظر الكاتب في حزب الأمة، وفي قياداته، وفي تاريخه ، وفي مؤسسيه، وفي قيادته الحالية، وفي قاعدته عبر الزمان، وفي عضوية المؤتمر العام السابع، وفي برنامجه، وجهة نظر ترى شرا في كل ما سبق، فما دخل هذا الكاتب بحزب الأمة أصلا؟! واضح أنه يريد أن يتسلق حزب الأمة على أكتاف قضية دارفور لبناء المجد الشخصي. وهو يقول انه شيد ( المعبد) ويريد أن يكفر عن ذلك بأن يدكه دكا. إن كان قد وضع طوبة واحدة في صرح حزب الأمة العملاق فنحن نعتبره بناء فاسدا رخوا مهتكا، وان وصفه لنا سنزيله بأنفسنا وليدخر جهده لبناء لا يفكر هو، ولا يفكر مقيمون في محل تنفيذه بإزالته لاحقا.
    صديق الصادق المهدي http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=64761
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de