الأصدقاء الأعزاء وأنا أواصل هذه السلسلة من الملفات الثقافية، يسرني أن أقدم الملف الثاني للشاعر صديق مدثر . ومن أجل التواصل والتوثيق للمسيرة الأدبية والوطنية لهذا الشاعر المبدع، أحيلكم لهذا الرابط للوصول إلى موضوعات الملف (1). ملف الشاعر صديق مدثر والآن إلى الملف الجديد والذي يتخذ من قضية تحرير ونهضة المرأة، عبر قصيدة (فتاة الوطن) محوره الرئيسي: *****
شهاب مضيئ في سماء معتمة ملف خاص بالشاعر صديق مدثر
************
الي والدتي المناضلة الحاجة بتول أحمد السني شجر الخيري
من قاسم أمين عبر سلامة موسي إلي صديق مدثر والمرأة الجديدة، أو (فتاة الوطن) بقلم: د.عبدالقادر الرفاعي ********** التاريخ باعتباره شرطاً لمعرفة الحاضر. المرأة ومآسي الأيام المليئة بالموت والحداد. (عبارة "تحرير المرأة" تتحمل طائفة من المعاني، فهي تعني تحريرها من الجهل بالتعليم، و تحريرها من التقاليد البالية، ثم مساواتها بالرجل في الحقوق الدستورية والمدنية. ولكن قافلة الارتقاء تسير بقوة المرأة الجديدة التي تقرأ وتستنير، ولا يتخلف عن ذلك سوى المرأة الريفية التي لم يصل إليها من التعليم الا القليل). العبارات أعلاه للمفكر المصري سلامة موسي، والعنوان سيظل قاصراً إذا لم نشر للشيخ بابكر بدري، وخليل فرح، والشيخ البنا، وشيخ المليك، إلي هدى شعراوي ونظيرها زين الدين . أما الرائدات السودانيات فقائمتهن تطول، ومن النساء من ياتيك بالخبراليقين. إذاً قضية تحرير المرأة موغلة في القدم. وقد جاءت الإشارة والاستشهاد لسلامة موسى، ليس لأنه الوحيد الذي ناضل من أجل المرأة (توفي عام 1958م)؛ وقد تاثر به كثيرون لاتجاهه العقلاني ورؤيته الاجتماعية وأعماله التي تناولت قضايا اللغة وحرية الفكر والديمقراطية السياسية، وعنايته القصوى بتحرير المرأة المصرية والعربية. وكان آخر أعماله قبل وفاته كتابه (المرأة ليست لعبة الرجل) الذي صدر في عام 1956م. النقطة الجوهرية في الاستشهاد بالمفكر سلامة موسى، هي أنه عند صدور كتابه المشار إليه في هذا المقال، أنه ظل حوالي نصف قرن مهتما ومهموما بقضايا المراة. جاءت بداية اهتمام صديق مدثر بقضية المرأة قبل عقد من الزمان من رحيل سلامة موسى. اذاً اشترك كلاهما وانخرط في قضية المراة، فما هو حصادهما و كيف جاء؟ . قصيدة فتاة الوطن (شعر صديق مدثر) كتبت حينما كان المجتمع السوداني يمر بمرحلة جديدة، وكانت حقوق المرأة السياسية من القضايا المطروحة سواء في الفكر الثوري أو في تحفظات المحافظين.. فماذا بعد مائة سنة و كيف؟. الآن، كيف يري سياسيونا وأؤدباؤنا وشعراؤنا أوضاع المراة السودانية؟.. تخلف، مرض وأمية مستشرية و جوع وفقر وإملاق... لذلك نتساءل عما إذا كان هنالك ما يربط بين التغيير الاجتماعي بين المراة والرجل من جانب، والمتغيرات في أساليب وأبنية ورؤي الساسة والكتاب من جانب آخر . تفرعت الأسئلة: أي علاقة بين علاقات المرأة والرجل هي الأكثر دلالة علي التغيير؟ . ومن هم هؤلاء الساسة والكتاب والشعراء الأكثر تدليلا في مواقفهم علي هذه العلاقة؟ ويخطر بالبال ونحن بصدد تضييق مادة (فتاة الوطن) لمصطلح الكتابة التاريخية. ولأن كتاب المائدة المستديرة التي أخذت أجندتها من القصيدة استعانوا جميعا بالاقتصاد والتاريخ والاجتماع لتهيئة مادتها - ولكن ليس بدقة كتاب التاريخ - فقد تابعوا الحياة اليومية للمراة السودانية خلال عمر استقلالنا الوطني حيث تصبح المعلومات التاريخية مجرد إشارات بعيدة لتنظيم مسري القضية؛ حيث تم الاهتمام بالمرأة – بالناس – بالأكثرية المهملة ومصائرهم، وحيث يولي الحس التاريخي اهتماماً كبيرا باعتباره شرطا لمعرفة الحاضر . المائدة المستديرة – إذاً – تبني منظومة مادتها وفق معطيات بحث دؤوب و لكنه دون إذهاب. و الإذهاب سيكون له كتاب يقوم علي أرضية الاستقرار والبحث الذي يجعله يعتني بآفاق أكثر ثراء و عمقا . هنالك قضية هامة، إذ أن هناك الكثير من ما لم تشمله موضوعات (فتاة الوطن) بشئ من التفصيل. حيث غمره التنقيب عن الأحداث الحاسمة (الانقلابات العسكرية خلال نصف قرن في السودان)، في فاصل من أكثر الفواصل الزمنية تراديجية. في تلك الأيام المليئة بالموت و الحداد . كانت المرأة السودانية على موعد مع أحزان لم تعرفها من قبل .. أصبحت مصلوبة علي بوابات السجون أو مكاتب الأمن لاستخراج أذونات الزيارة للمعتقلين أو المحكومين .. أم مسنة قد ضرب المشيب شعرها أو زوجات شابات في عمر الزهور يصطحبن أطفالاً لرؤية آباء قد لا يكون سهلا أن يتعرفوا عليهم.. نساء وصبايا نادرات يعشن في مجتمع المقاومة في مواجهة الثكنات العسكرية، تسهم وجوههن ونظراتهن بجمال يشوبه جمال مستمد من نضال الشعب؛ وتبدو حركتهن مستمدة من حرية جديدة تكسر النظم الموروث ،منسلخة عن القديم حتي ليجتهد أعداؤهن في أجهزة القمع لإخماد الدماء الحارة وبريق العيون ونبض القلوب وسريان الدم الحار في العروق ..وحرية استمدت حرارتها من النضال من أجل استعادة حرية المناضلين خلف الأسوار وداخل الزنزانات الموحشة .كانت وجوه النساء السودانيات تستمد قدراً من النور من منابع الكفاح، فيقتضي شرح بهائهن شرحا مطولا، ويبدين قدرة علي احتمال معارك المقاومة.. واندلعن في المواكب وحملن اللافتات وأطلقن الهتاف .. خرجن عن طاعة العرف السالب والمألوف، ورفضن الانزواء. نظرة لا تغض الطرف أمام رضاء الرجال الواقفين علي الرصيف. كانت أصواتهن بلا تكسر، خطاهن أبعد وأكثر اعتداداً كأنها جزء من حركة ماضية نحو غد جديد .. كنا علي استعداد علي أن يصبحن للشهداء أزواجاً و أمهات مثلما كن للأحياء من الرجال .. كان المناضلون الشباب خلف أسوار السجون أساطير للبذل يحلمون بفتيات عنوانا لوفاء المحبين، يتخيل بعضهم رسم الحبيبة فيزيدهم ذلك نوعا من القوة و سببا من أسباب الصمود . نساء مسنات و أخريات في خضرة البراعم يقمن بواجبهن الثوري و يحملن الرسائل السرية وهن واثقات أنهن فقط علي أبواب ثورة قادمة . وأخيرا، لم تتطرق المائدة المستديرة (فتاة الوطن) للأدب النسائي في السودان- لو كان أصلا هنالك أدب نسائي وآخر رجالي ؟ أم أنه أدب والسلام؟ . لابد أن نجد في البحث والتنقيب للوصول للشبيبة النسائية في مجالات الشعر والغناء والمسرح والكتابة والصحافة ، بشتي انواعها، وفي تنوعها و اختلافها، حتي تطل علينا في صورة جلية وواضحة وتحتل الموقع الذي تستحقه في حركة الآداب و الفنون .. إذاً ، المسألة كفاح واع ومستمر، الغاية منه تحرر عقل المراة ذاتها وعقل الرجل من الافكار التي كبلت واستعبدت الجميع.
ونحن أمهات الشهداء هل يحتاج الوطن لكل هذه المناديل لإعلان الحداد! صديق مدثر؛ أوجه لك النداء مثلما وجهت لنا النداء ***** بقلم: د.نايلة محمد الحسن
لم يكن الشاعر صديق مدثر، حين كتب قصيدتيه (فتاة الوطن) و (فتاة الاتحاد) إنساناً ساذجاً يظن أن المراة السودانية ستجتاز الصعوبات و تخترق العقبات بسهولة ويسر. لا.. بل كان رجلا كثير الذكاء يدرك أن الخير أمر يحتاج إلي كفاح وجهد ومعركة طويلة، و أن أمام المرأة طريق لا بد من الوصول إلي نهايته بالصبر والعمل المتواصل. إنني أحس بكثير التقصير لقلة معرفتي لصديق مدثر نفسه وأنا من الجيل الوسيط الذي تخرج في الجامعة في نهاية السبعينات.. فكيف تكون معرفة الأجيال الجديدة في الثقافة والسياسة والأدب وهذا الشاعر الإنسان .. الشاعر الكبير؟
لأول مرة اطلعت علي ديوانه (وهج المشاعر) وقد كنت أعلم أنه شاعر (ضنين الوعد)، و (فتاة الوطن) ولم يزد.. فلماذا يبقى صديق مدثر دون تكريم؟ فلماذا لم تتح له الرعاية و التكريم ؟
صديق مدثر شاعر من بين شعراء مثل محجوب شريف الذي كتب ممجدا المرأة :
في انتظارك في شراينيي يدمدم حس قطارك لو أطير من سجني و انزل في جوارك عنك أمسح بي رموش العين غبارك
ومحمد الحسن سالم حميد :
نورة تحلم بي بيوت بي نور ودش بالمحبة تشق دروبنا و في قلوب الناس تخش
وعلي عبد القيوم :
نحن أمهات الشهداء آباؤهم نحن... أاخواتهم نحن صدورنا شرافة الكفاح عيوننا مطالع الصباح نبايع السودان سيدا.. الخ
وكتب آخرون.. إنها سلسلة طويلة من الشعراء الأماجد الذين ناصروا المرأة، محجوب شريف وعمر الدوش ومبارك بشير وجيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن ونجاة عثمان وصديق مدثر.. و قبلهم وغيرهم .. هؤلاء أدركوا قيمة المراة عقيدة راسخة وقيمة ملتهبة . المرأة التي ما خذلت أحدا ودخلت مرحلة جديدة من كفاحها خلال القرن المنصرم. النساء السودانيات استشهدن في عدة معارك وطنية، واستشهد عدد كبير من أبنائهن المناضلين؛ وبعضهن شهيدات رغم بقائهن علي قيد الحياة. الشعر لم يكشف عن اللوعة في قلوب هاتيك الأمهات . أين الشعر الذي يمثل تللك اللوحة الرائعة المؤثرة الشديدة التركيز ؟
إن رحيل هؤلاء الشهداء للقتل والتعذيب لهو أمر ضد الحياة المتفجرة في عروقهم. لماذا دقوا علي نوافذ و أبواب بيوتهم بعد حظر التجول؟ لماذا أخذوهم إلي بيوت مسورة بغابات من حراب و خلجان و تناسل الرصاص في خاصرة كل منهم كالصبار؟ لماذا لم يعودوا الي أهلهم بعد أن كتب كل منهم علي جرحه: أيحتاج الوطن لكل هذا تحت قنابل الدمع و ذهول الامهات؟ أم يحتاج لكل هذه المناديل لإعلان الحداد؟ لحظة واحدة للقتل، و لحظة أخري تكفي لكي يولد النهار.
إن امهات الشهداء لا بد أنهن في انتظار قصائد تعتمد علي المعالجة الإنسانية والسياسية، و تجسد ماساة العدوان علي الحياة التي يمثلها ابناؤهن الشهداء. الشاعر صديق مدثر: أحييك وأوجه لك النداء مثلما وجهت النداء لنا قبل نصف قرن (يا فتاة الوطن).
من وحي قصيدة (فتاة الوطن) فضعي يديك علي يدي..لتبدأ النهاية
بقلم: د.نعمات خضر
************* تدور أسئلة كثيرة بخيال من يقرأ قصيدة (فتاة الوطن- 1951م) للشاعر صديق مدثر. كان حلم الشاعر أن يكافح الناس نساء ورجال من أجل الارتقاء بدور المراة ومشاركتها في بناء المجتمع. لقد كان حلمه بالأمس التغيير الى الأفضل . فماذا تراه يحلم الآن بعد نصف قرن من الزمان مضى علي قصيدته الرائعة (فتاة الوطن) ؟ أم ينطبق عليه ما كتبه شاعر (الملاح التائه) علي محمود طه؟:
أنا من ضيع في الأوهام عمره نسي التاريخ أم أنسي ذكره ؟
و لأن عمر الشاعر لا يضيع في الأوهام، وأن ما جادت به قريحته هو مستوى من المسؤولية رفيع أراد خلاله أن يشحذ الهمم، و يهيئ الأذهان، ويحرض العقول. إنه بشعره أراد المشاركة في المعركة الوطنية فرأي اوضاعها وآمالها وامنياتها، التي هي أماني الوطن كله . بدون المراة و تقدمها لن تستقيم الأوضاع .. لن تستقيم .
صديق مدثر هذا الإنسان الشفاف، شأنه شأن الشاعر والاديب الكبير، دائم البحث عن أشكال وآفاق مبتكرة من الإبداع.. قصيدته (فتاة الوطن) عمرها أكثر من نصف قرن. لو نظر صديق مدثر إلى قاع المدينة لتأكد له الآن مقدر ما (بالحياة من نشوة) (دار السلام) ومعسكرات النازحين من بيوت الكرتون والصفيح والخيش.. المشردين من كل حدب وصوب. هؤلاء هم العائدون من المصانع والحقول ملأوا الطريق للمدينة.. غالبيتهم من الأمهات والنساء والأطفال والآباء الفقراء. لو نظرنا لمشهدنا الماثل تراه يكتب قصيدة حتي تصبح مع (فتاة الوطن) قصيدتين بخطين متماثلين متناقصين في آن واحد، لتبينا عمق القاع الذي سقطت فيه المراة.. فقر وألم وجوع وأمراض وأوبئة و وفقر وضياع لشبابهن. أوضحت القصيدة المتخيلة أن مقدار الألم الجسدي وملامح التخلف وحدهما لا يكفيان، ولا يمكن أن تكون قصة أو قصيدة ناجحة إلا إذا أدى إلي كشف نفسي أو اجتماعي أو غير ذلك من الدلالات. هكذا تطول كثير من معاناة المرأة وقصورها وتتنوع أجوائها وتتعاقب لحظاتها. لنعد أخيراً إلي أجواء (فتاة الوطن)، والاستعمار جاثم علي صدر الوطن؛ ولنقارن تلك القصيدة بالأخري المتخيلة.. فماذا نحن بعد أكثر من نصف قرن واجدون؟.. أم أنه الحصاد المر والفشل الذي دمغ حياتنا السياسية؟..
وبعد فهذه نظرات عاجلة في قصيدة (فتاة الوطن) وشاعرها صديق مدثر، شاعرها الكبير ونجم الإبداع متعدد المواهب. لا يمكن أن تفي بحقه هذه العجالة والوطن يمور بالمعارك.. المعارك التي ستفضي لا محالة إلي المجتمع الجديد الذي يراه و ما يزال. له الإجلال و التحية والأماني والأمل الذي يستحق.
الشاعر صديق مدثر شاعر( فتاة الوطن) بقلم : إشراقة محمد الحسن
***** في (فتاة الوطن) إضاءة لدياجير الظلام لا بد من نظرة فاحصة للقيم السائدة (المجتمع الأبوي) في (فتاة الوطن)، قال صديق مدثر كلمته، فقد أحس منذ الوهلة الأولي أن المرأة تشكل ركيزة أساسية في بناء المجتمع.. ذلك الذي بدأت رياح الحرية تهب في اتجاه التخلص من ربقة الاستغلال و العبودية، وأن الاستعمار علي و شك أن يرحل . مضى علي قصيدة (فتاة الوطن) نصف قرن و يزيد؛ كان الشاعر يرجي أن بلادنا مقبلة علي نهضة حضارية يسهم شعبنا رجال و نساءا في بنائها. فهل حدث شيئ من هذا؟ لا أعتقد.. فالقصيدة رغم مضامينها الرائعة، وما استندت عليه من تحريض و إثارة للوعي، كانت تبحث عن شكل جديد: العلم ومكافحة الجهل والفقر والمرض والأمية ذلك الشكل هو في الحقيقة تعبير جديد اذاً، وأتاه المضمون الإنساني الجديد، لهذا أري أن النهاية الحزينة تقول بصراحة وجرأة، وبعد انقضاء أكثر من خمسين عاماً أن المجتمع..مجتمعنا مأزوم، ولم يتخلص مما يعانيه..وقصاري القول أستطيع ان أؤكد أن نصف القرن الماضي لا يمكن أن نطلق عليه عصر المرأة ولا عهدها.. بل كان فترة للنكسة.
لو قارنا بلدنا بما حصلت عليه نساء العالم الثالث المعروف بأنه أكثر عوالم الدنيا تخلفاً، لوجدنا أن المرأة قد وصلت في الباكستان والفلبين وسيرلانكا إلي منصب رئاسة الدولة والوزراء.. فهل حدث عندنا شيئ من هذا القبيل ؟ نصف قرن من الزمان والمرأة تكافح كفاح المستميت لتحسين أحوالها.. فماذا كان حصادنا؟
والحقيقة، لم تضع جهود النضال كلها سدي.. فقد ظهرت بوادر الأمل بفضل جهود رائدات المرأة، وجهود بعض الرجال المتعلمين وكثير من المثقفين .. و النساء الديمقراطيات الائي كان لهن الفضل بالقفز بحقوق المرأة إلي مستويات أفضل في المساواة بين المرأة والرجل، في التعليم والعمل. ومنحت المرأة حقوقها السياسية في أن تنتخب وتنتخب. حدث تغير في تبني و إصلاح قوانين الأسرة بما يقيم العدالة في كثير من النواحي، وتبقت هنالك ممارسات سهولة الطلاق.. ثم جاء طلاق الإعسار وتعدد الزوجات، وزواج المتعة وزواج المسيار وغير ذلك مما يشكل عقبة في وجه استقرار الأسرة.
هنالك أيضاً انتكاسات وانتكاسات عادت بالمرأة القهقري، ونالت من كثير من الذي حققته. أما الذي حققته، فقد كان ضئيلا . كما أري أنه من الضروري أن أشير إلي المنظومة التربوية وعلاقة ذلك بالموقف من النساء: لا يختلف معظم المحللين والباحثين الاجتماعيين علي أن المنظومة التربوية السائدة في مجتمعنا هي سبب رئيسي من أسباب تأخر هذه المجتمعات. ونقصد بالمنظومة التربوية، نظام القيم الذي يخترق العلاقات الاجتماعية، وينعكس في نظم التربية والتعليم وقواعد الضبط والسلوك الاجتماعي. فالموقف من النساء علي سبيل المثال تحدده مجموعة القيم الأبوية التي تجعل صورة المرأة و دورها ومكانتها وطرق التعامل معها نتيجة حتمية لهذه القيم التي تستبقي الموضوع في إطار المقدس والمحرم، فتمنع بالتالي أي طموح الي تغيير هذا الموقف أو ذاك اأو تعديله .. كما أن العلاقات داخل الأسرة تحددها البنية الأبوية نفسها، والتي لا تسمح بإنتاج فرد مستقل قادر علي المحاورة والمطالبة.
و الخلاصة فإن النتيجة هي روح التبعية التي تنتجها هذه القيم التربوية ذات الوظيفة المزدوجة. فهي من جهة تنهض علي أخلاقية السلطة؛ ومن جهة أخري تستخدم القمع باعتباره أداة طبيعية للانضباط الاجتماعي .. و لكن ما أروع صديق مدثر إذ يقول:
أشهري الأخلاق والعلم سلاح و انشري نور الهدي حتي نرى بعد هذا اليل إشراق الصباح علمي أختك ما معني الحياة إنها في الجهل أمست في عمى
وما أروعنا و نحن نجيب:
أيها الداعي لقد جئنا إليك هذه أرواحنا وقف عليك سوف نفني جهدنا قربى لديك
لقد أضاء صديق مدثر قبل نصف قرن دياجير الظلام، و بشر بتباشير الحرية.. وها نحن بعد نصف قرنٍ ندق نواقيس الخطر .
مع تحياتي له وأمنياتي، والخلود لمن غناها: الفنان الراحل أحمد المصطفي، له الرحمة
شهادات: "لنستمع الي أغنية (فتاة الوطن) وقوفاً" د.حاجة كاشف
***** أشرفت الأستاذة حاجة كاشف علي تقديم الفنان الراحل أحمد المصطفي وهو يغني (فتاة الوطن) لأول مرة في نادي الخريجين بأم درمان؛ وطلبت إلي جميع الحضور الوقوف أثناء تقديم الأغنية الوطنية، وهي شعر صديق مدثر.. وقف الجميع وكان من بينهم قادة سياسيون ووزراء أول حكومة وطنية: الزعيم إسماعيل الأزهري، أول رئيس وزراء للسودان، مبارك زروق، ميرغني حمزة، وغيرهم؛ وكذلك عدد من زعماء المعارضة آنذاك جميعا استمعوا وقوفاً.
************** شهادة د.يوسف بدري بعد انتهاء الحفل، وبعد الانتهاء من تقديم نشيد (فتاة الوطن) أشاد د.يوسف بدري بصديق مدثر وخاطبه قائلاً:تعرف يا صديق ، لو قرأت قصيدة (فتاة الوطن) عل مجلس هارون الرشيد خلال العصر العباسي وبحضور و زرائه، لأمر لك بمائة ألف دينار، لما بلغ تكريمه لك التكريم الذي لقيته اليوم ولقيته القصيده وأداء الفنان أحمد المصطفى الرائع .. لذا لك من البقاء في القيمة.
***** إذا كنا نسلم بأن الأمومة الآمنة هي صانعة الطفولة، ولها القرار الحاكم في مسألة تشكيل المستقبل، لأدركنا كم كان على صواب كامل الشاعر الذي قال:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق الأم روض أن تعهده الحيا بالري أورق أيما إيراق
فالمرأة مستقبل ترتبط به مجموعة كبيرة من المتغيرات التابعة، بل أن القضايا الحالية والمشكلات الراهنة في المجتمع، مثل الأمية والبطالة وتدني نوعية الحياة لدي الطبقات الفقيرة، و جنوح بعض الشباب نحو التطرف والبعض الآخر ضحية للإدمان؛ وهي أمور ذات صلة وثيقة بالمرأة في عملية التربية وقدرتها علي صياغة الحياة الجديدة .
المؤلف: د.مصطفي الفقي (كاتب مصري) المصدر: كتاب الرهان علي الحصان / ص142 الناشر : دار الشروق - 2002 م
ومع أن قضية المرأة لا يمكن اعتبارها قضية نسائية بحتة، إلا أن المرأة في بحثها عن حريتها ربما كانت أكثر قدرة علي التعبير من الرجل عن واقع الظلم والتخلف الذي تعيشه، لأنها الطرف الذي يعاني من تسلط الآخرين، و لأن هناك (مواطن ألم) وتعقيدات لا يدركها الرجل بحكم كونه رجلاً. الخطوة الأولي هي تحليل الواقع وتحديد المرحلة التي وصلت إليها المرأة في مسيرتها الطويلة من أجل استعادة مكانتها كشريكة متكافئة؛ وعليه فأن دور المرأة في تحرير ذاتها دور أساسي، لا يمكن التغافل عنه، ولا يمكن معه الاتتظار حتي يتنازل الرجل عن مكتسباته التاريخية. فالمسألة مسألة كفاح واعِ ومنظم، الغاية منه تحرير عقل المرأة ذاتها وعقل الرجل من الأفكار التي كبلتها و أقعدتها. وتحرير المرأة هو جزء أساسي من تحرير الرجل لأن أي تحرير ناقص أو مبتور للمرأة هو انتقاص من شخصية الرجل؛ لأن كليهما بحاجة إلي التحرر والخلاص من الأمراض والمفاهيم المتحكمة فيهما والمسيطرة علي علاقتهما.
كاتب مصري – عن جريدة الحياة اللندنية – العدد 11911 بتاريخ 2 اكتوبر 1995 م
***** هل يحقق القانون السوداني العدالة لضحايا العنف ؟ توجد إشكالية عملية في التفرقة القانونية بين الجرائم الجنسية الواردة في نصوص القانون. إن القانون السوداني قد تعرض لعدد من التغييرات، وتحديدا في مجال الجرائم الجنسية وأثرهاعلي أوضاع المرأة؛ وأدت إلى اختلال في تطبييق موازين العدالة بالنسبة لحقوق الإنسان، وأن هنالك ضرورة لانضمام السودان للمواثيق الدولية التي لم ينضم إليها، خاصة "اتفاقية مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة"، وتعديل القوانين السارية المفعول لتتواءم مع نصوص الدستور، خاصة قانون الأحوال الشخصية والجوانب ذات الصلة بقانون العقوبات. من مقال بجريدة الايام العدد8550 بتاريخ 12 يوليو 2006م
*************** شهادة الأستاذ مجدي الجزولي
***** أيتها السودانيات: (يلا ننظر شفق الصباح).. دأبت الإدارة الاستعمارية علي موالاة مراكز السلطة التقليدية في المجتمعات المستعمرة في تحالف يحفظ لكل طرف مصلحته في ديمومة استغلال هذه المجتمعات.. بين أسر المجتمع الأبوي وتواطؤ التحديث الكاذب، كان مصير النساء السودانيات أن يخضن نضالا مضاعفاً ومجهداً في سبيل تحرير مزدوج، هذا الدرب الصعب، المرتقية شقته المرأة السودانية باقتدار فذ، جعلها في الحقيقة قاطرة التحديث الاجتماعي، وكذلك وقوده في بلادنا حتي انغرست رايات محاسنها في كافة المجالات. مرد ذلك تراكم طويل لمجهودات عظيمة جليلة و ذكية لم تتراجع إلا لتتقدم مرة أخري خلال الحكم الوطني وحتى عهد الوصاية.
من مقال بجريدة (الأيام) / 19 /6/2006 / العدد :8530
محطات إبداعية عن ذلك الساري علي وهج المشاعر بقلم الشاعر: عبد المجيد الحاج الأمين ***** من المدرسة الأهلية في أم درمان، حصن الوطنية إبان تسلط الإنجليز و بطش الحكام، الطالب صديق مدثر يعرفه شباب الخمسينات في المدارس الثانوية آنذاك، وادي سيدنا، الأحفاد،حنتوب، والأهلية .. عرفته المظاهرات التي انطلقت تطوف الشوارع تلهب حماس الجماهير، وترسل شعاعات التوعية الوطنية، وتنادي بالحرية والاستقلال، وتردد قصائد شعره السياسي في العديد من المناسبات الاجتماعية.
وعندما وقف الطالب صديق مدثر في احتفال المدرسة الأهلية بيوم الآباء- وتلك كانت سنة استنتها ثانويات البلاد آنذاك ، عندما وقف هذا الشاب في عام 1948 م ليحيل المناسبة إلى مظاهرة ضد الاستعمار.. ويقول عن يوم الآباء:
هو يوم علي الزمان فريد هو عهد من العهود جديد وشح العاطل الحزينة سحراً فتهادي بالسحر عقد جديد نبذت عهدها القديم و شبت تنشد المجد و الحياة تريد هو يوم نسر فيه و لكن كيف يحلو لنا السرور الفقيد نحن نحيا حياة ظلم و جور كبلتها وأثقلتها القيود و شرقنا بدمعنا و جأرنا بشكاة لكنها لا تفيد و تهادي الدخيل يمشي مدلاً فكأن العويل منا نشيد و يصب العذاب في في غير رفق و يزيد اللهيب منه الوقود هاهو القطر جائع و مريض وسجين و ثأئر وشريد
هذا الشاعر يمثل بكل المعاني جيل الرفض والاحتجاج.. انتظمت روحه وقصائده آمال شعب يتطلع إلى الحرية، وكان الثمن غالياً. . كانت القصائد تدوي، والسجون تستقبل الثائرين..وكانت قصائده تملأ منتديات المدارس (وجرائد الحائط) فيها:
الإنجليز همو همو الأعداء سلبوا البلاد حقوقها و أساءوا فرضوا علينا الظلم قهراً إنهم في كل أرض محنة و بلاء
و محطة وطنية بارزة في الأدب السياسي الجديد لشاعرنا صديق مدثر هي وقفة الشعر مع تحرير المرأة .. عام 1949 م – 1950 م والاتحاد النسائي يخرج إلى النور:
يا فتاة الوطن يا خير البلاد انيري الوطن بنور الرشاد أنشري الوعي و سيري للأمام إنما الوعي بشير بالسلام.
إن اسم صديق مدثر قد ارتبظ بمواقف وطنية منذ أن كان طالبا. تملك هذه الشخصية تلك الروح الوثابة المرحة التي تحيل ليالي الأنس صفاءاً، كما يحيل سخاء النهر جديب الشاطئ رواءاً وبهجة . الشعر عنده زاد رحلة الحياة .. تلمع عيون الشعر في دروبه كشهب تضيئ مسالك الخطو ومسابح الخطرات، حياته ملحمة نصفها ضائع ونصفها رائع تماما كشأن قصائده .. تسري معاني الحب في عروقه سريان ينبوع الحياة الثر.. خواطره كأنها قصائد لم تكتمل .. احاديثه عذبة كنفحة الطيوب. وأنا أقول بكل اعتداد .. فقد تعلمت علي يديه نسج القوافي، و لولاه لما تبينت الشعاب واستشفت العذاب؛ فأنا رفيق رحلة الترانيم الشجية التي استلهمنا روحها من ذلك المناخ الثقافي الذي ضمها في حميمية ذلك الحي (الهاشماب) حيث انطلقت صحوة السودان الكبري.
هذا هو صديق مدثر شاعر الغنائية الهادرة مع (الحبيب العائد)، والذي يرتاد (الثريا) لخيال الشعر الجامح. وهذا التطلع الوجداني والغنائية، هي ملامح الموهبة الكامنة والدافقة في شخصية المبدع .. ولكنه مهما يكن من أمر، فهو رغم أنه (ضنين) بالأنتاج، إلا أنه غني بأحاسيس الإشراق و المستقبل.
هل تؤنث كممة حرب؟ أم وداعا للسلاح صديق مدثر صاحب نداءات نبيلة بقلم :عمر أحمد العالم
*****
لو كتب صديق مدثرقصيدته (فتاة الوطن) واصفا حالة المراة في السودان، لجاءت معاني القصيدة محدودة .. ولتركزت تفاصيلها في الدموع والفقر والجهل والحرمان والاضطهاد وسيطرة الرجل والانفراد باتخاذ القرار..ألخ .. لكن قصيدته قد جاءت أشمل وبنبوءة أعظم، عن دور رائد تلعبه المرأة أداءاً لواجبها صوب الأسرة والمراة والمجتمع . اطلعت علي القصيدة مراراً وتكراراً، فطافت بذهني وأنا أطالعها متمعناً في معانيها خيالات، صديق مدثر يرسل النداء تلو النداء داعياً المرأة لكي تتبوأ المكانة التي تليق بها كطليعة من طلائع المجتمع.
القصيدة كتبت في عام 1951م (راجع ديوانه وهج المعاشر)، والذي تناول فيه قضايا أشمل وأكثر عمقاً وإنسانية؛ وأسأل نفسي: هل دار بخلد صديق مدثر أنه سيأتي اليوم الذي تصبح فيه المرأة السودانية في جنوب الوطن وشرقه وغربه وقوداً للحرب، ونزولا في معسكرات اللاجئين تستجدي المعونات والغذاء والكساء والعلاج لها ولاطفالها في خيام الدول المانحة، وتنتظر أتاوات المجتمع الدولي؟
الأستاذ صديق مدثر: دعني أناقش معك (وأنت المثقف في اللغة) هل كلمة حرب مؤنث أم مذكر؟
يقول مختار الصحاح إنها تؤنث؛وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي: تصغيرها حريب بلا هاء رواية عن العرب؛ وقال إبراهيم عبد القادر: لأنه في الأصل مصدر؛ و قال المبرد: قد تذكر، وأنشد "وهو إذا الحرب هفا عقابه .... مرجم حرب تتلظي حرابه" والتحريب التحرش، وحربته أي أغضبته ، و حربت السنان أي حددته مثل ذربته.
قال الشاعر: سيصبح في سرج الرباب وراءها إذا فزعت الفا سنان محرب
وقال الفرا: "المحاريب صدور المجالس"، ومنه سمي محراب المسجد والمحارب،الغرفة.
قال وضاح اليمن: ربة محراب اذا جئتها لم ألقها أو أرتقي سلما
وعلي أية حال، فأن القواميس مدججة بمعانٍ أخري لهذه الكلمة المخيفة، لكننا نكتفي بما سبق، ونعود للمرأة السودانية.. لقد أضحت وقودا للحرب حقا.. نصف قرن من الزمان قد مر علي قصيدة (فتاة الوطن) .. فتاة الوطن أيتها المرفأ النبيل،يا والدة الرجال .. ماذا دهاك وماذا أصاب الوطن؟ وإلى متي تمتد المأساة؟ هل خذلنا الشاعر الذي تنبأ لك بالمجد؟ . أنا بدوري أهديك من قصيدته المثبتة في ديوانه (وهج المشاعر) (ص 28 ).
عن حب كان يهدهده لفتاة كالبدر الأكمل و الوجه كبدر حاوره ليل يتماوج يتهدل ما عاد الحب كما كنا عشا لاثنين ومستقبل بل أصبح بحثا عن وطن سلبوه عن شعب يقتل ما عادت تسأل عن شوقي عن حبي..عن كيف تحول بل صارت عند تلاقينا في شوق عن وطن تسأل
فمتي تضع الحرب أوزارها ؟ و متي يثوب مشعلو الحروب إلى رشدهم؟ هل الحرب مؤنث أم مذكر؟ ... و متي.. ومتي نردد: وداعا للسلاح؟
وإلى صديق مدثر المجد والإجلال والتحية، ومعها الصحة والعافية له، ومثلها للنساء في جمبع أنحاء الوطن.
صديق مدثر.. اسم علي مسمي بقلم: بروفسيورالتجاني أبو القاسم *****
بسم الله و الحمد لله وبعد،
بناء علي طلب صديقي وأخي د.عبدالقادر الرفاعي، أن اكتب ٍتقريظا لديوان الشاعر صديق مدثر (وهج المشاعر)، و بعد أن قرأ علي بنفسه بعض القصائد من الديوان، وكان الوقت يتسع لسماعه كله ..
وبما أنني لست أديباً.. وبما أنني قضيت جل عمري في دراسة وتدريس علم النبات، فأنه يسعدني أن أقول إن الشاعر صديق مدثر الذي تربطني مع شخصه أواصر القربى، وصلة الرحم. هو – صديق – اسم علي مسمى.. جمع في ديوانه من المشاعر أصدقها، ونسق بين ثمارها وأوراقها وأزهارها بأسلوب واضح ومنسق، مما جعلني أحس وأنا علي ثقة كبيرة أن ديوان صديق مدثر لاقى- و ما يزال- ترحيب الأدباء والكتاب والشباب المثقف، لما امتاز به من وضوح في العبارة وتجنب التعقيد والإطالة.
لقد أشار في مقدمة الديوان لفقدانه لديوان شعره الذي ربما كان ماثلاً للطبع:"لقد حزنت علي فقدان قصائد غالية عندي، وعجبت كيف أكون أنا شاعرها وأجلس لأتذكرها مرة أخري فتخونني الذاكرة .. ألخ "؛ فحزنت أنا بدوري وبادلته حزنا بحزن؛ فالشعر، كما هو بين، ليس فيه إلهام أو قوة خفية أو شيئ من الغيب،ولكنه تمثيل قوي لحدث معين، معايشة إيجابية لواقعة أو فكرة أو مشهد،تاتي الروح اولاً؛ وصفتها التوهج أولاً، ثم أي ثوب بعد ذلك ترتدي؟؟؟ إنه لمدعاة للأسف أولاً لأن شعره الضائع لابد هو في الواقع ثمرة جهود دائبة، و صبر طويل وعمل متواصل دون كلل أو ملل، حتي جمع صفوتها و زبدتها.. و قبل ذلك، كل كلمة انفعال صادقة ومعاناة هائلة ومشاعر أحاطت بالشاعر فنفثها يراعه شعراً، حين كان صديق مدثر مشغولاً بالقضايا الحساسة ذات الأبعاد الفكرية والسياسية والاجتماعية، قبل ذلك كله، تجارب العاطفة الجياشة. فلا غرو، وصديق مدثر رقيق العاطفة،ريان الشعور.
أكتفي بهذا منهياً مشاركتي بهذا الملف مقترحاً أن تدرس عدد من قصائده لتلاميذنا وطلابنا؛ و أخص من القصائد ( فتاة الوطن)، (موعدنا غدا) ، (الحب والوطن) و أخيراً وليس آخرا ً (يوم الاباء) و (نشيد المدرسة الاهلية).
الشكر أجزله للأخ الدكتور عبد القادر الرفاعي وهو يواصل تزويدنا بهذه الملفات الثرية والمفيدة التي توثق للإبداع والثقافة السودانية، بتقديمه اليوم هذا الملف الثاني عن الشاعر صديق مدثر. ولقد سبق أن أمتعنا من قبل بملفات وافية عن:
- الشاعر قرشي محمد حسن (1) و(2) - الفنان التاج مصطفى - الشاعر صديق مدثر (1) - الشاعر علي عبد القيوم - الشاعر عمر الطيب الدوش - الشاعر عبد الرحيم أبو ذكرى - الشاعر محمد عثمان كجراي - الأديب أحمد الطيب زين العابدين - أستاذ الأجيال أحمد محمد سعد - الأديب البرفيسور علي المك
أخي ومودتي الدكتور عبد القادر الرفاعي..
لا نملك إلا أن نعبر، وبالكثير من الإعجاب، عن تقديرنا الفائق لهذا الجهد التوثيقي العظيم الذي تبذله من أجل المحافظة على هذا التراث الثقافي بالرصد والتسجيل والتدوين، حفاظاً عليه من الضياع والإهمال. ونعرف أنك تبذل في سبيل ذلك ما هو فوق طاقتك، خاصة مع ظروفك الصحية .. متعك الله بالعافية.
معذرة يا دكتور .. الجميع يعرفون أنك لا تحتاج إلى ثناء أو تقريظ، وربما لا تقبله.. وذلك لأنك تثق بأن ما تقوم به هو واجب تمليه عليك قناعاتك التي تبذل من أجلها كل غال ونفيس.. ويكفيك كما قال عبد الرحمن الشرقاوي: "جمال الرضاء الذي يشيعه في النفس إصرارها الرائع على طلب الحقيقة من خلال كل الضلالات".
محبتي عبد المنعم خليفة
05-08-2009, 03:42 PM
Ahmed al Qurashi Ahmed al Qurashi
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 4263
أشكرك كثيرا على هذه الملفات المفيدة والرائعة والتي بذلت فيها جهدا كبيرا ومقدرا حتى خرجت لنا بهذه الصورة المتكاملة والجميلة .. وفيها وجدنا المعلومة الثقافية والتاريخية بالإضافة إلى التحليل والنقد الموضوعي والمتعة كذلك ... بالأمس القريب اهدانى الأستاذ عبدالمنعم خليفة ملف الفنان التاج مصطفى وكنت قد اطلعت عليه في بوست لك في هذا المنبر ولكنني قرأته مرة أخرى وبكل شغف ومتعة ... واصل استأذنا الكبير في هذا الإبداع فنحن في انتظار كل ما يخط بنانك من المقالات .
لك ودي
05-09-2009, 05:32 PM
د.أحمد الحسين د.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265
.. شي لله يا عبد القادر .. محي الدين البحر السادر (من نظم راجل الكاسنجر)
و يا ليت استاذنا عبد المنعم خليفة، ان يتشفع لنا عند شيخنا و إمامنا (عبد القادر الرفاعي)، بأن يضع داخل مراصده الادبية - النورانية سيرة كل من :
- الاديب الصحفي: عرفات محمد عبد الله - الشاعر ذو الاسرار الكامنة و الضابط بجيش دولة الكوندومنيوم : عبد المنعم عبد الحي (حبيبي الدنيا يوم بتروح .. لا بدوم فرح لا نوح)
.. سيكون ذلك و الله فتحا جليلا يضاف لتلك الفتوحات السابقة .. اللهم وطن عبدك (عبد القادر الرفاعي)حمال الخير و المعرفة على هدي تلك الملفات و متعه بالصحة و الامان
05-09-2009, 06:32 PM
حامد محمد حامد حامد محمد حامد
تاريخ التسجيل: 11-19-2008
مجموع المشاركات: 3085
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Abdul Monim Khaleefa
Ahmed al Qurashi
د.أحمد الحسين
أحمد طراوه
حامد محمد حامد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست