احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2009, 06:51 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي

    منذ أن عرفت معنى الحب أحببتك سيدي الإمام الصادق (حفظك الله من كل شر) حبا صادقا جرى في العروق وترسب وتغلغل في الدواخل .و منذ عرفتك وعرفت تاريخك سيدي وجدتك تكرس كل جهدك ووقتك وتعمل بجد ومثابرة وصبر و نية خالصة صافية بيضاء وشجاعة وعزم. لا يعرف اليأس سبيلا إلى نفسك فكلك أملا وفالا من اجل السودان والإسلام والإنسانية. لقد كنت ومازلت( سيدي) حاضر البديهة محللا بصيرا ومتنبئا يستشرف المستقبل بفراسة قل أن تخيب وكاتبا بارعا من الطراز الأول. قال الشاعر :

    عليما بإعقاب الأمور برأيه** كان له في اليوم عينا على الغد



    احبك وأنت تجوب الأرض شرقا وغربا لتبشر وتنشر قيم المحبة والسلام والتسامح والخلاص والنجاة للإنسانية بعقل راجح و لسان عربي مبين وبكل اللغات ذرب, فصيح, بليغ , وفكر ناجع ,ناصع وبصيرة نافذة ومتحدثا لبقا عن القضايا الحيوية والحياتية . وفي كل رحلة وكل كلمة كان الوطن حجر الرحى .

    احبك والأيام تزيدك تألقا وتوهجا وتوقدا وتمرسا وتجردا وتفاني ونكران ذات . كيف لا وقد عركتك التجارب وصهرتك المحن وكشفت عن أصالة معدنك الابريزي والفولاذي الأصيل . فأصبحت شمعة تحترق و مشعلا وضاء ينير للناس الطريق .احبك يا من جمعت المحاسن كلها وبهرت الباب الأقارب والأبعاد وجسدت معنى الإنسانية مسلكا وسلوكا بعلمك النافع وأدبك الجم وفكرك الذي أصبح بحرا زاخرا ينهل منه الجميع معاني الوطنية والإنسانية والاعتدال . فانطبق قول القائل :

    دنوت تواضعا وعلوت مجدا** فشأنك انخفاض وارتفاع

    كذا الشمس تبعد أن تسامى** ويدنو الضوء منها والشعاع



    آيا رجلا تعجز الأمهات إن تنجب مثله احبك واردد سرا وجهرا قول الشاعر :

    عقم النساء فلا يلدن نظيره ** فنظيره في العالمين قليل

    هيهات لا يأتي الزمان بمثله ** أن الزمان بمثله لبخيل



    احبك وأنت تحمل راية الصلاح والنجاح والفلاح وتحارب وتتطلع بإلحاح وصبر و قلب صادق نابض بالمحبة من اجل إحقاق هذه المعاني تحمل في جسدك نفسا تعمل بقوة الحديد الذي كلما كثر عليه الضغط تمدد بفعل الحرارة .احبك وأنت بأفكارك تمثل نسيم صبابة على مناخ السياسة السودانية الآسن.احبك وحياتك كلها مليئة بالمسئوليات الجسام .

    احبك وأنت تمثل مدرسة استنارة فكرية متقدة بالبذل والعطاء تستمد وقودها من معين الإسلام الذي لا ينضب ومن إنسانية الإنسان الذي يحترم الآخر ويقبله بعقل راجح وفكر ناضج معتدل .

    احبك وأنت تساهم في جسر الهوة بين أبناء السودان والإسلام و الإنسانية جمعا بنداءات العصر والإيمانيين وتوحيد أهل القبلة .

    احبك وأنت تدعو إلى حقن حمامات الدم أينما كانت .

    احبك وأنت تدعو للتراضي الوطني وإزالة المرارات من النفوس من اجل سودان واعد بالعدل والخير تظلل سمائه الحرية والديمقراطية .

    احبك وأنت صخرة صلدة استعصى صدعها على كل الخصوم والأعداء رغم سنين السجن الطوال والنفي والاستهداف المادي والمعنوي.

    احبك وأنت تلتزم بالبعد الوطني والأخلاقي في كل الأوقات شدة ورخاء لم تمتطي صهوة (الغاية تبرر الوسيلة ) ولم تنتصر لذاتك الفانية . فجسدت تطلعات الأنصار فأحبوك قبولا منهم ورضا .

    احبك وأنت تجعل من كيان الأنصار منارة إشعاع إسلامي إنساني يهب الضياء في عتمة الليل البهيم.وتنشر وتبشر رسالة الإسلام الخالدة المتكاملة التي توائم بين مطالب الأصل والعصر .

    احبك سيدي الإمام الصادق المهدي ...

    قيدت نفسي في ذراك محبة** ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا



    احبك وأنت برغم الجراح تدعو للحوار ورغم شدة الألم من طعن السنان ظللت تقطر وتمطر وتنزف خيرا وفالا وأملا للأمة (كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) ترمى بالحجارة فتوتي أطيب الثمر .

    واحبك ونصال الخصوم من أقصى اليمين واليسار والوسط وحتى أولي القربى تصوب غدرا وظلما وحقدا من اجل إحراجك واغتيالك وإخراجك عن طورك الاعتدالي والوسطي المتسامح .

    احبك وأنت تقود الكيان إلى بر الأمان بقوة الحق والمنطق وسط أمواج متلاطمة وأعاصير عاتية.

    عرف الإمام بالصمود والتصدي والصبر والبذل والعطاء منذ أن ولج ساحات العمل السياسي في ستينيات القرن المنصرم ومنذ ذلك الزمان البعيد ظل شعاع نوره الفكري ووهجه النضالي ساطعا كالشمس يكشف مكامن الخلل والخطل والزلل في الدولة السودانية ويعري ويفضح الأفكار الضارة والاقصائية ويطرح الحلول متجردا ومتفاني بفهم مستنير متجدد لم يعرف الوهن بل ظل دفاقا وفياضا بالخير والعلم و البذل والعطاء باطراد كما النيل الخالد .

    إن إجماع الأمة على ضرورة بقاء الأمام في سدة القيادة جاء نظرا للمنعرج الخطير الذي يمر به السودان والتحديات الجسام التي تتهدد بقائه في ظل التناحر والتحارب بين أبنائه و الذي إذا استمر حتما سيؤدي إلى تفكك الجبهة الداخلية وحينها سيكون شبح الوصاية الأجنبية لذلك لابد من وجود قيادة مخضرمة تستطيع أن تخاطب التحديات الراهنة بواقعية بعيدا عن العنتريات والحماقات والمجازفات التي ستورد البلاد والعباد موارد الهلاك ولاشك أن الإمام يعتبر صاحب الحظ الأوفر والرصيد الكبير لقيادة المسير رغم الواقع العسير وشرره المستطير

    كم كنت اتمنى ان تكون هنالك قيادة جديدة تحمل الراية لتكون خير خلف لخير سلف ولكن ظروف كثيرة وتعقيدات وأزمات على كافة الأصعدة تضافرت كلها لتجعل من بقاء الأمام في سدة القيادة ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى . هكذا كانت نظرة رجال الأمة وكان إجماعهم فلم يكن أمام الإمام الصادق إلا القبول بحمل الأمانة التي ظل يحملها منذ زمان طويل متحملا المشاق والصعاب تشريدا من الوطن واعتقالا ومصادرة واغتيال سياسي ومعنوي لشخصه وأسرته وحزبه من ماكينات الشموليات والدكتاتوريات الإعلامية بمختلف ضروبها وأبوابها فالحرب تجاهه كانت مشرعة الأبواب الغاية فيها تبرر الوسيلة في سبيل تحطيم هذا الرجل الأسطورة الذي وقف كما الجبال الراسيات شموخا وكبرياء في وجه صلف كل الدكتاتوريات والشموليات باعتدال وسماحة إسلامية وإنسانية وسودانية فريدة ومميزة لم تعرف الانتصار للذات الفانية على حساب القيم والمبادئ التي امن بها وحارب من اجلها بكل الأسلحة المشروعة التي تحترم وتقدس الوطن والمواطن .

    كان ومازال سمحا ومهذبا وصادقا لا تبرر الغاية عنده الوسيلة ملتزما بالثوابت في التعاطي مع كل القضايا الوطنية والإسلامية والإنسانية حتى أن أنصار حزبه رأوا أن بعض مواقف قبولا بالدنيئة في حزبهم ولكن الأيام كل يوم تكشف لهم عن صدق وصحة مواقفه وفراسته وبصيرته النافذة ورغم رجاحة عقله وفكره النير وعلمه الزاخر لم يتخذ أي موقف بمفرده بل كان في كل مواقفه وقراراته مشاركا لغيره على مستوى حزبه أو وطنه أو حتى دينه أو إنسانيته يؤمن حتى النخاع بحتمية وضرورة الشورى و تجده ينشد قول الشاعر

    الرأي كالليل مسود جوانبه * والليل لا ينجلي إلا بمصباح

    فاضمم مصابيح أراء الرجال * إلى مصباح رأيك تزدد ضوء مصباح



                  

04-27-2009, 07:02 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    للسيد موعد مع خالقه فهو لم يشرح لنا كيف شعر حين حرق مليشاته الاف من النساء و الاطفال و الشيوخ احياء فى الضعين و الجيلى و بابنوسة. تعرف ماذا كانت جريمة هولاء النازحين? كانوا جنوبين يا اخى.
                  

04-27-2009, 07:09 PM

الصادق ضرار
<aالصادق ضرار
تاريخ التسجيل: 11-05-2007
مجموع المشاركات: 2345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: Zakaria Joseph)

    تعلمت ان احب
    الله
    الرسول
    الوطن
    ابي
    امي
    زوجتي
    ابنائي
    دراهمي


    و كفى
                  

04-27-2009, 07:15 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: الصادق ضرار)

    كتب جوزيف :
    Quote: للسيد موعد مع خالقه فهو لم يشرح لنا كيف شعر حين حرق مليشاته الاف من النساء و الاطفال و الشيوخ احياء فى الضعين و الجيلى و بابنوسة. تعرف ماذا كانت جريمة هولاء النازحين? كانوا جنوبين يا اخى.
                  

04-27-2009, 07:38 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: محمد حسن العمدة)

    ود العمدة,
    كيفك.
    غلطان - انا بقصد الجبلين و اما ان كنت لم تسمع بمجزرة بابنوسة فهذه كارثة. اها و نزيد عليه مذبحة سلاطين بور و مذبحة واو و اغتيال وليام دينق نيال. الله يمهل و لا يهمل.
                  

04-27-2009, 07:19 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: الصادق ضرار)

    Quote: الله
    الرسول
    الوطن
    ابي
    امي
    زوجتي
    ابنائي
    دراهمي


    و كفى


    لاشك بالمقابل تعلمت ان تكره اخوانك واخواتك وجيرانك .......... الخ

    بس ان شاء الله اللي تعلمت منه حتى كلمة كفى هذه ماتكون دفعت ليهو دراهم .

    عالم تقطع نفس خيل الحب بالتضيق عليه .

    اتمنى ان تتعلم من هذا المنتدى واناشد كل مدرس ان يعلمك المزيد فحالتك يرثى لها .

    (عدل بواسطة عمر عبد الله فضل المولى on 04-27-2009, 07:21 PM)

                  

04-27-2009, 07:42 PM

الصادق ضرار
<aالصادق ضرار
تاريخ التسجيل: 11-05-2007
مجموع المشاركات: 2345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الاخ عمر عبد الله فضل المولى
    Quote: لاشك بالمقابل تعلمت ان تكره اخوانك واخواتك وجيرانك .......... الخ

    بس ان شاء الله اللي تعلمت منه حتى كلمة كفى هذه ماتكون دفعت ليهو دراهم .

    عالم تقطع نفس خيل الحب بالتضيق عليه .

    اتمنى ان تتعلم من هذا المنتدى واناشد كل مدرس ان يعلمك المزيد فحالتك يرثى لها .

    يا اخي و الله كتلتني بالضحك
    و اصدقك القول جد حالتي يرثى لها طالما اسمع مثل حبك للادمي الصادق المهدي طال الله
    عمره و متعه بالصحة و العافية .
    وصيتي لك تعلم حب الاوطان و بح بها دون خلق الله .
    و الله اعلم .
    مودتي لك .
                  

04-27-2009, 07:18 PM

عزام حسن فرح
<aعزام حسن فرح
تاريخ التسجيل: 03-19-2008
مجموع المشاركات: 8891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: Zakaria Joseph)

    السيد الإمام الصادق المهدي في عيون الاخرين (له وماعليه)
    ـــــــــــــــــــــــــ
    Quote: رياض معسعس:

    اسمح لي، ولكن كيف تفسر تصريحات الصادق المهدي وهو يقول: بأنه لا يجري أي تحالف مع نظام
    توتاليتاري، ويقصد بذلك طبعاً نظام البشير؟

    عمر حسن البشير:

    نعم، هي تصريحات، لكن نحن بنقول: اللي بيحكم الأمر هو النتائج النهائية للتفاوض الجاري
    الآن، لأنه نحن ابتداءً اتفقنا أنه نحن هنتحاور، والنتائج اللي هنصل لها هي ما بين قوسين
    (يا إما المشاركة أو المعايشة) وما بين المعايشة والمشاركة فيه مساحة يمكن في أي مرحلة
    فيه محطة إن إحنا يحصل الالتقاء فيها.

    المصدر:
    http://www.aljazeera.net/NR/exeres/971105E0-C16E-4C53-8968-24C1AB8E530D.htm

    Quote: واعتبر حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي أن صدور أية لائحة اتهام بحق رئيس الدولة
    سيؤدي إلى انهيار دستوري في السودان. وأكد رفضه تسليم الرئيس البشير أو أي سوداني للمحاكمة
    خارج البلاد، واقترح تشكيل محاكم داخل السودان من قضاة سودانيين وأفارقة وعرب لمحاكمة
    المتهمين في جرائم دارفور كمخرج للأزمة. وطرح المهدي مبادرة للخروج من الأزمة عبر التشاور
    الوطني بين كافة القوى السودانية المعنية.

    المصدر:
    http://www.rnw.nl/hunaamsterdam/internationaljustice/justicesudan/04030901
                  

04-27-2009, 09:16 PM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: عزام حسن فرح)

    Quote: اغتيال وليام دينق نيال


    رحم اللة السياسى الراحل وليم دينق
    فعلا هناك تلميحات بادوار لشحصيات كانت فى الحكم حينها و قوات نظامية باغتيال السيد دينق.
    بيد انه لم تثار اى شبهة حول الامام الصادق فى هذا الامر (الذى ندينه باقوى العبارات)
    فالمهدى وقت الاغتيال (1968) كان فى المعارضة. بل و كان فى تحالف (نعم تحالف) مع السيد دينق (مؤتمر القوى الجديدة).
    الاتهامات طالت حكومة السيد محمد احمد محجوب و كان رئيسا للوزارة ممثلا لجزب الامة جناح الامام الهادى المهدى (بينما كان الامام الصادق يقود جناحا اخرا منفصلا تماما (بل و معاديا) لجناح الهادى
                  

06-04-2009, 07:51 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: عوض محمد احمد)

    Quote: رحم اللة السياسى الراحل وليم دينق
    فعلا هناك تلميحات بادوار لشحصيات كانت فى الحكم حينها و قوات نظامية باغتيال السيد دينق.
    بيد انه لم تثار اى شبهة حول الامام الصادق فى هذا الامر (الذى ندينه باقوى العبارات)
    فالمهدى وقت الاغتيال (1968) كان فى المعارضة. بل و كان فى تحالف (نعم تحالف) مع السيد دينق (مؤتمر القوى الجديدة).
    الاتهامات طالت حكومة السيد محمد احمد محجوب و كان رئيسا للوزارة ممثلا لجزب الامة جناح الامام الهادى المهدى (بينما كان الامام الصادق يقود جناحا اخرا منفصلا تماما (بل و معاديا) لجناح الهادى

    شكرا الاخ عوض محمد احمد

    لهذه المعلومة القيمة والطيبة
                  

06-04-2009, 07:55 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    د. يسين سليمان [email protected]

    *كثُر الهجوم على الإمام الصادق المهدي في الصحف الموالية للحكومة في السودان هذه الأيام فرأيت أن أقدم محاولة لتقييم تجربة الإمام الصادق متحرياً الموضوعية ، بقدر الإمكان ،خصوصاً وأنا لم أتشرف بمقابلة الإمام الصادق بعد وإن كنت قد قرأت معظم مطبوعا ته من كتب وبحوث ومقالات وحوارات ، واستمتعت كثيراً بمشاهدته على القنوات الفضائية العربية وعليه فإنني أدعي معرفة الرجل معرفة تمكنني من تقييمه موضوعياً حسب كتاباته ومقولاته ومواقفه وتاريخه المعروف ،ورحم الله الإمام الشافعي حين قال تكلم لأعرفك، وأقرر بأنني لا أدعي شرف الإنتماء لحزب الأمة أو إلى طائفة الأنصار العريقة مع اعتزازي ومعزتي لتلك الطائفة التي حررت بلادي من نير الإستعمار التركي المصري والتي أقامت أعظم دولة إسلامية في القرن التاسع عشر .

    *ولكيما أكون موضوعياً فقد رأيت تقسيم هذه المحاولة إلى قسمين: الأول يناقش سلبيات الإمام الصادق في نظر خصومه والحلقة الثانية سوف أفردها لإيجابيات الرجل حتى يتمكن القاري ْالكريم من المقارنة الهادئة والموضوعية والمتأنية ويصوت إما للرجل وإما عليه وفقاً للحيثيات الواردة.

    وقبل أن نبدأ بمناقشة السلبيات أود أن أؤكد أن الإمام الصادق إسم على مسمى فهو حقاً وفعلاً وعملاً الصادق الصديق .... صادق مع نفسه ومع شعبه وإذا كان لي الحق في وصف الإمام في كلمات كما يحلو له دوماً تلخيص المواقف في كلمات تسير عليها الركبان .. ففي كلمة واحدة يمكننا أن نطلق على الإمام الصادق صفة الأستاذ وفي كلمتين الأستاذ العاشق وفي ثلاثة كلمات الأستاذ العاشق الإنسان وفي أربعة الأستاذ العاشق الإنسان الرمز ، وفي خمسة الأستاذ العاشق الإنسان الرمز المهذب ، وفي ستة الأستاذ العاشق الإنسان الرمز المهذب والمعذب .

    نعم هو أستاذ بمعرفته الموسوعية المتعمقة والمتنوعة في شتى ضروب العلم والمعرفة والفلسفة والسياسة والإقتصاد والأدب والفن والرياضة والشعر وأدب الفكاهة .

    فهو مفكر شامل بمعنى ما تحوي هذه الكلمة من معاني ومفكر متجدد ومجدد وأصيل يفسر القرآن والسنة المشرفة بروح العصر ومتطلباته دونما تناقض مع الأصل الثابت . ولشموليته وإتساع ماعونه الفكري يستحق كلمة الأستاذ عن جدارة .وقد سمعت من أحد المقربين أن الإمام في أسفاره يحمل خمسين كيلو جراماً ، أكثر ثلاثين منها كتب ومراجع وأقل من عشرين متعلقات شخصية وهو المعروف عنه الأناقة والجمال في الملبس والمظهر . وهذا يبرهن أنه في حالة درس مستمر في حله وترحاله مما يؤكد سعة إطلاعه وتبحره وموسوعيته وأحقيته بلقب الأستاذ.

    ثم هو عاشق ولهان بل هائم بالحب لمحبوبته (السودان) وأهله الشرفاء وهذه خاصية يعترف له بها حتى ألد الأعداء خصومة .

    وهو إنسان بوفائه الأسطوري لأصدقائه وزملاء كفاحه وبتواضعه وأدبه الجم وبساطته المتناهية ووقوفه مع الضعيف ومساندته للمسكين وصفحه عن ، وغفرانه لمن يسيء إليه فهو نخلة سامقة تمطر ثماراً ورطباً على من يرميها بالحجارة . وهو بحر يسيل رقة وعزوبة وحلاوة في إنسانية تحبب إليك بني الإنسان قاطبة .

    وهو رمز مهم وساطع يرمز لكل ما هو جميل في الشخصية السودانية ولكل ما هو أصيل في الوطن . وفي ذات الوقت تجده أسدٌ هصور في مواجهة الطغاة ، فهو رمز للإنسان السوداني المتسامح والمسامح ،المتصالح مع نفسه ومع غيره من البشر والذي يمكن أن يتحول إلى (تسونامي كاسح ) إذا ساورتك نفسك بمس أو خدش كرامته :

    هينٌ تستخفه بسمة الطفل قويٌ يصارع الأجيالا

    وهو مهذب بل التهذيب يمشي على قدمين ، فقد علمه جده الإمام عبد الرحمن المهدي ووالده الإمام الصديق فأحسنا تعليمه وتربيته وهذباه فأحسنا تهذيبه ، لا عجب فهو سليل بيت هو التهذيب ذاته فكيف لا يكون مهذباً بالفطرة .

    وللأسف فقد تعذب الإمام في رحلة حياته أيما تعذيب وإنتاشته سهاماً من أقرب الناس إليه ، هؤلاء الناس رباهم الإمام وأمضى عمره في تعليمهم فنون الرماية .وأمضى سنيناً عدداً رهن سجون الطغاة ومنافيهم .وهو معذب لأن أهله يقاسون لأربعة عقود مرارة الحكم الشمولي الباغي والظالم .ومعذب لأن أهله في دارفور وشرق السودان مشردون مطاردون في خيام اللجوء وهو معذب لأن أهله في عموم السودان يعانون شظف العيش والفقر والمرض .......نعم إنه معذب لعذاب شعبه لأنه منه وإليه وفيه .

    وبعد هذه المقدمة أدلف لتناول المسالب التي اتهموا بها الرجل حتى نقيمه تقييماً موضوعياً بعيداً عن العاطفة وأهوائها . وألخص سلبيات الإمام في أحدى عشر إتهام أحللها واحدة تلو الأخرى وأحاول تفنيدها أو تثبيتها حسب مقتضيات الحال .

    الإتهام الأول : تتهمه الصحف الموالية للحكومة بعدم تأييده لإتفاقية السلام ومناورته لعقد مؤتمر دستوري هدفه الأساسي تقويض الإتفاقية وإعادة توزيع أنصبة السلطة لينال وحزبه قسطاً أكبر من الذي حددته الإتفاقية . هذا هو الإتهام الأول .

    وقد رد الإمام عليه بأنه وحزبه يؤيدون إتفاقية يناير لأنها أوقفت الحرب وهو الهدف الذي تلتقي عليه جميع قوى السودان . ولكنه أبان أن الإتفاقية كأي جهد بشري بها مواطن قصور وبنود ضبابية تقتضي التوضيح والتعديل والتصحيح وتوجب التصديق من جميع فئات الشعب السوداني . ومن النقاط الضبابية حقاً أن الإتفاقية لم تحدد موعداً قاطعاً للإنتخابات العامة خلال الفترة الإنتقالية وقد إقترح الإمام عقد مؤتمر جامع لكافة القوى السياسية والمدنية بإعتباره السبيل الوحيد لتحويل الإتفاقية من ثنائية معيبة إلى قومية ملزمة للجميع وعادلة مما يضمن إستمراريتها .والمؤتمر القومي سوف يعالج مشكلة دارفور وشرق السودان في نفس الوقت وبذلك نضمن سلاماً شاملاً وعادلا ًو قومياً ، وبمشاركة كافة أقاليم السودان والتي إما متضررة من الحرب أو من الفقر وبذلك نضمن إستمرارية إتفاقية السلام ونحقق سوداناً يسع جميع أهله في أمن ورخاء . ولكن للأسف رفضت الحكومة فكرة المؤتمر لأسباب واهية لا تستقيم منطقاً ولا تقف على ساقين،

    الإتهام الثاني يشير إلى تعنت الإمام ورفض حزبه للمشاركة في أعمال مفوضية الدستور الإنتقالي ، مما يحول دون مشاركة حزبه في الإنتخابات القادمة بمنصوص الدستور الإنتقالي ، ويمضي هذا الإتهام إلى آخر الشوط فيتهم الإمام بأنه لا يؤيد إتفاقية السلام والتي سوف يُبنى الدستور الإنتقالي على أساسها . هذا هو ملخص الإتهام وهو إتهام جد خطير .

    وأرُدُ هنا بأن الإمام لم يعلن رفضه لإتفاقية السلام بل أعلن موافقته عليها لكنه ، وهذا هو المهم ، رفض الآلية التي تجعل صياغة وإجازة الدستور الإنتقالي مضمونة بأغلبية ميكانيكية للحكومة والحركة مقدارها ثمانون بالمائة في مفوضية الدستور ، وهي نسبة أكبر من الثلثين ،في حين أن القوى الأخرى شمالية وجنوبية ممثلة بنسبة عشرين بالمائة فقط مما يؤكد أنها سوف تكون مهمشة ولن يكون لرأيها تأثيراً في حالة إعتراضها على أي بند من بنود الدستور . وهذا البند يجعل مشاركة هذه القوى عملاً ديكورياً يسمح للحركة والحكومة بالتمشدق جوراً وبهتاناً ، بأن الدستور قومي الصياغة والإعداد والإجازة ، ولهذا حزر الإمام من أن السودان قد إنزلق إلى الحكم الثنائي وأعاد إلى الأذهان صورة الحكم الثنائي الإنجليزي المصري وقد نبه الإمام لهذا الخطر حتى يتم إحتوائه قبل أن ينحدر السودان من الشمولية الآحادية التي تقودها جماعة الإنقاذ إلى الشمولية الثنائية بقيادة الإنقاذ والحركة الشعبية .

    وإذا كان لي أن أتناول جزور المشكلة وليس أعراضها فيمكنني أن أزعم بأنه إذا وافقت الحكومة على إقتراح الإمام بعقد المؤتمر الجامع لمناقشة إتفاقية السلام ، فإن الإتفاقية سيتم إعتمادها والموافقة والتصديق عليها من قبل جميع القوى السياسية في الشمال و الجنوب وبذلك تصبح الإتفاقية ملزمة للجميع وليست ثنائية ، وطالما أن الدستور الإنتقالي مبني على إتفاقية السلام الموافق عليها بواسطة كل القوى السودانية فإن هذه القوى سوف تشارك في مفوضية الدستور وتوافق تلقائياً وأتوماتيكياً على ما سيتم الإتفاق عليه بخصوص الدستور الإنتقالي القائم على إتفاقية السلام القومية والمجازة بواسطة المؤتمر الدستوري الجامع .

    الإتهام الثالث وهو إتهام الإمام الصادق بالخيانة وإهدار دمه لأنه أيد القرار 1593 والذي رفضته الحكومة لأسباب متعلقة بعدم توازنه ولأنه يمس السيادة الوطنية حسب زعم قادة النظام :

    وقد شرح الإمام الصادق الأسباب التي دعته لتأييد هذا القرار ومنها : أن المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة مستقلة عن الأمم المتحدة وعن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وهي محكمة دائمة وبعيدة عن كل المؤثرات والمصالح السياسية وتتوافر فيها كافة الضمانات لمحاكمات عادلة ولهذه الأسباب لا مجال لإعتبار تقديم أي سوداني لهذه المحكمة تعدياً على السيادة الوطنية ، خصوصاً والنظام قد قبل من قبل قرار الأمم المتحدة رقم 1590 والذي يقيم سلطة إنتداب على السودان وفيه تحديد لدور واسع للأمم المتحدة في السودان بموجب الفصل السابع الإلزامي وفقاً لتصنيف السودان خطراً على الأمن والسلم الدوليين . ثم أن تشريد عدد كبير من قضاة السودان المسئولين وإبدالهم بقضاة من أعلى السلم القضائي إلى أدناه ملتزمين سياسياً للجبهة الإسلامية القومية ( سابقاً ) ، فإن الهيئة القضائية السودانية تكون غير مؤهلة لإقامة مثل هذه المحاكمات لأنها فقدت إستقلاليتها وقوميتها وصارت جهازاً يتبع للسلطة ويأتمر بأمرها ولهذه الأسباب رفضت لجنة تقصي الحقائق في تقريرها لمجلس الأمن محاكمة المتهمين أمام القضاء السوداني ، وقد وضح الإمام الصادق السوابق في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا والنتائج المتوقعة والمترتبة على مناطحة المجتمع الدولي وتحدي الشرعية الدولية ورفض قراراتها ، ومما لا شك فيه أنه لا مفر من الإمتثال للقرار 1593 طال الزمن أو قصر . وخيره عاجله .

    الاتهام الرابع مفاده أن الإمام الصادق عمل بنصائح بعض الصحفيين واستقر خارج السودان خوفا من الاغتيال !!

    وأردُ أنا بدلاً عن الإمام الصادق فأقول أولاً : أن ضمان سلامة الإمام الصادق وسط أسرته و أهله وأنصاره أوفر بكثير من وجوده بالخارج ، لأسباب لا أخالها تخفى على إنسان عاقل فهو بقاهرة المعز وفقاً لما سمعته من بعض معارفه يصلي أوقاته الخمسة في المسجد الذي يمشي إليه راجلاً ويعود منه راجلاً وأحيان كثيرة يستقل عربات (التاكسي) دون حارس . ثم أن الإمام الصادق قد شرح أكثر من مرة أنه بالخارج لظروف متعلقة بمؤتمرات وندوات في باريس وأسبانيا وجنوب إفريقيا وقطر والسعودية ولإكمال كتابه (إتفاقية السلام في الميزان) وأنه يود أن تعمل أجهزة الحزب ومؤسساته بإستقلالية تامة عنه وعن توجيهاته حتى لا يكون الحزب رهناً لإشارة الإمام .

    الإتهام الخامس يعيب على الإمام عدم قيامه بمبادرة جادة لعلاج مسألة دارفور المعقل الرئيسي لأنصار حزبه ،

    وهذه فرية أخرى شرح الإمام أنه ومنذ ظهور بوادر أزمة دارفور أصرت الحكومة على التصدي لها أمنياً وليس سياسياً . ونذكر أنه في يونيو 2002 ومع ظهور بوادر الأزمة دعا الإمام وحزبه كافة أبناء دارفور بإختلاف مشاربهم السياسية والمدنية للتشاور وبلورة رأي قومي لعلاج الأزمة وإستمرت المشاورات حتى صدر بيان في ديسمبر 2003 عن مسألة دارفور وفي فبراير 2004 أوضح الإمام خطته لعلاج الأزمة ولمزيد من المعلومات بعث وفوداً كان آخرها وفداً بقيادته طاف إقليم دارفور ونتيجة لهذا كله أعلن في مؤتمر صحفي بامدرمان في 27 يونيو 2004 عن ضرورة القيام بإجراءات صارمة وحازمة لإحتواء الأزمة وقدم مقترحات محددة صادرة عن حزبه وهو حزب الأغلبية في دارفور ومدعومة برؤية أبناء دارفور في الأحزاب الأخرى والمنظمات المدنية ولكن لم تتجاوب الحكومة كعادتها مع هذه المقترحات بل واصلت إدارتها للأزمة أمنياً وفي إطار سياساتها التي كانت السبب في تفاقم الأزمة . المشكلة إذاً في رفض الحكومة للتعاون مع حزب الأمة والأحزاب الأخرى ومنظمات المجتمع المدني في عقد مؤتمر قومي جامع لحل مشكلة دارفور جزرياً .

    الإتهام السادس : يعيبون على الإمام الصادق تنظيره المستمر بدون فعل ( جعجعة بلا طحين ) والكلام الكثير دون تنفيذ ، حتى أصبح يطلقون عليه ( أبو الكلام .(

    وأعجبُ أشد العجب لمن يستنكر التنظير ، فالتخطيط والذي هو تنظير على الورق يكون سابقاً لأي عمل خلاق ،والذي يبني منزلاً يحتاج في بداية الأمر إلى خارطة ، أي تنظير ، والذي يقود جيش يحتاج إلى خطة محكمة ، أي أنها تنظير على الورق ، وليس هناك عمل إنساني خليق بإسمه منذ بدء الخليقة بدون خطة أو تنظير ، إن الفرعون خوفوا لم يتمكن من بناء إهراماته قبل ستة آلاف سنة بدون تنظير كتب على الحجارة وعلى ورق البردي ، فلماذا إذاً نعيب على الرجل تنظيره المستمر ؟ ثم أن الرجل فضلا عن قراءته الموسوعية وهبه ربه لساناً مبينا ً يشرح به أفكاره حتى تصل إلى شعبه بسهولة ويسر ، ثم أننا هل كنا سنمدحه إذا كان عيياً لا يستطيع التعبير عن نفسه ؟ وأيهما أفضل للشعب السوداني (أبو الكلام) أم السيد (منتشة) أم السيد (علي حسن سلوكة) . ويحق للإمام الصادق أن يفخر بلقب (أبو الكلام) لأن الكلام هو ما يفرق بين الإنسان وسائر مخلوقات الله وهو الذي يسر للإمام الشافعي مد أرجله .

    الإتهام السابع يأخذ على الإمام حبه لنفسه وأنانيته وتكالبه على السلطة والجاه وبقائه في رئاسة حزبه لأربعة عقود من الزمان لم يفكر خلالها في إصلاح وتجديد الحزب بقيادات شابة ودماء حارة جديدة ،

    وأقول بأن الرجل لم يستولى على الحزب من على ظهر دبابة بل جاء عبر إنتخابات حرة وشفافة ونزيهة من قواعد حزبه التي رأت فيه خير قائد لخير أمة وهو ما يزال في أتم صحة يكتب ويحاضر ويحاور ويمارس الرياضة ويجادل في أركان المعمورة الأربعة من جنوب إفريقيا إلى أسبانيا ومن الدوحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو يؤلف أسفاراً سياسية وفكرية ويكتب في الصحف والمجلات العربية بشكل دوري ويتحدث في الفضائيات العربية والعالمية .... يفيض حيوية ويتدفق أفكارا نيرة ويفرخ رؤى و إستراتيجيات . وعلى الصعيد الافقي ليس له مثيل في العالم العربي أو الإفريقي بل على الصعيد العالمي . وعلى الصعيد الرأسي فإنه يتفوق على نفسه بمرور الأيام ولا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالشباب الذين إدعوا زوراً وبهتاناً الإصلاح والتجديد وأغلبهم لم ينل شهادة جامعية دعك عن كونه مفكراً أوكاتباً أو محاضراً في المحافل الدولية ، ثم أن الإمام الصادق لم يسع للسلطة حباً في جاه أومال فقد كان لا يأخذ من الدولة راتباً على أي منصب تولاه طيلة حياته السياسية بل على العكس كان يصرف من حر ماله على الحزب وأصدقاء الكفاح ، وللإمام الصادق الحق في أن يفتخر بنسبه وحسبه (وما أعظمهما) ومن منا لايفتخر بأصله ونسبه ولكن الإمام الصادق لم يعتمد على نسبه قط في بلوغ أهدافه التي وصلها بجهاده المتواصل وكفاحه وعلمه وتأهيله ، فكان الحسب والنسب بالنسبة له قيمة إضافية وليست الأصل في نجاحه وتفوقه ويمكننا مقارنة حسبه ونسبه بالربح مقابل رأس المال الذي هو جهده الشخصي وإسهاماته الفكرية .

    الإتهام الثامن : يعيب على الإمام الصادق تردده في إتخاز القرارات المصيرية ، وجر أرجله وإضاعة الوقت في الكلام (الساكت) بقصد الوصول إلى إجماع ربما لايكون ممكناً حسب المعطيات المتاحة .

    وفي الحقيقة فإن الإمام عودنا على نبذ الديكتاتورية والانفراد بالقرار. وتأييده المستديم للمشورة داخل المؤسسة الحزبية أو الحكومية عندما كان في الحكم ، فهو يؤمن بالمؤسسية وينفر من القرارات الفوقية حتى وإن كان مؤمناً بصحة رأيه وهذا الموقف يعطي إنطباعاً كاذباً بأنه متردد في إتخاذ القرارات المهمة في حين أنه متبع لأمر الحق في القرآن الكريم ( وأمرهم شورى بينهم ) .

    الإتهام التاسع : يعيب على الإمام الصادق محسوبيته الصارخة وأن أبناؤه وبناته قد إستولوا على أجهزة الحزب وكأنها ملك شخصي لوالدهم فقاموا بتقاسمه في حياته ، وأن جيش الأمة كان تحت قيادة إبنه عبد الرحمن وهناك من هو أكفأ منه وأكبر منه سناً وأقدم مرتبة في صفوف القوات المسلحة وأن عملية تهتدون كانت تحت قيادة إبنه عبد الرحمن مع أن هناك من هو أكفأ وأقدر على قيادة المهمة.

    لي أن أذكر أن أبناء وبنات الإمام العاملين والعاملات بأجهزة الحزب قد تم إنتخابهم من خلال مؤتمرات الحزب العلنية والمفتوحة وأن والدهم لم يتدخل في تعين أياً منهم ، ثم أنهم بالإضافة لجهادهم المشهود من خلال كفاح الدكتورة مريم وبسالة بشرى الصادق الذي أصيب في رئته في معسكرات جيش الأمة وتعريض حياتهم لخطر الموت ، بالإضافة لذلك فهم أعضاء في حزب الأمة ولهم من الحقوق وعليهم من الواجبات مثل ما لغيرهم وما على غيرهم من أعضاء حزب الأمة رجالاً ونساء . إن الإمام الصادق في حبه للوطن رضي أن يضحي بفلذات أكباده دون أن يمتن على الناس بكفاحهم ، وهو يثق في مقدرات عبد الرحمن العسكرية والتنظيمية بعقله وليس بعاطفته لذلك يوكل إليه المهمات الصعبة دوماً لذلك قبل بقيادته لعملية تهتدون والتي هي عملية حياة أو موت وعملية تضحية بالدرجة الأولى فهي تتطلب درجة عالية من السرية والثقة ، وقد إطلعت على مقالات وكتاب خطه قلم الأستاذة رباح الصادق وقد حازت كلماتها وعمق تفكيرها وتحليلها الصائب إعجابي وأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك إنها أهل لأي موقع في الوطن ناهيك عن حزب الأمة .

    الإتهام العاشر : يقول بأن الإمام الصادق يتواجد خارج السودان اكثر من تواجده داخله مما يقلل من فاعليته في حل مشاكل السودان خصوصاً وأن دارفور تحترق.

    وأفول أنه وفي عصر العولمة والإنترنت صار العالم عبارة عن قرية صغيرة مما يمكن الامام من الاتصال اليومي بل في كل ساعة بعناصر حزبه داخل السودان من أي مكان يتواجد فيه في العالم وكأنه موجود في أمدرمان . وكذلك كما أسلفنا فهو يريد لأجهزة حزبه أن تعمل في إستقلال عنه .

    الإتهام الحادي عشر : يعيب على الامام تحجر قلبه وعدم التفاته لمعاناة زملائه الذين يحضرون إلى الإجتماعات (كداري ) رغم أنه في سفر دائم مما يبرهن بأنه ميسور الحال .

    وأعجب أي عجب لهذا الاتهام ، فقد أخبرني من أثق في روايته بأن الإمام كثير الإستماع للموسيقى وهو يزاول نشاطه السياسي والفكري في مكتبه وأنه مستمع جيد لأغاني الحقيبة . وأنه يضحك ملء شدقيه للنكتة الجيدة وأنه يطلق النكتة المضحكة والمعبرة ، وقد كتب أخيرا بالشرق الأوسط مقالا عن أدب الفكاهة اجمع غالبية من قرأه على أنه مقالاً متفردا عالج خلاله الامام الصادق أمورا لا تمر بخاطر أي من ساستنا المقطبي الوجوه ، العابسون المتجهمون ، ثم أن دموع الإمام تجري بحرية وبطلاقة لانه انسان نقي السريرة ،وقد أخبرني صديق لي بأنه رآه يبكي بإستمرار في وداع رفيق كفاحه وصديق عمره الدكتور / عمر نور الدائم . ورأى الخاصة دموع الإمام تجري أسفاً على ما كتبه فيه مبارك الفاضل إبان خروجه من حزب الأمة . نعم إن دموع الإمام تجري لأنه إنسان رهيف وهي كدموع العقاد والتي وصفها كاتب سوداني مخضرم بأنها دموع الجبابرة . ثم هل يعلم القاريء أن جميع سفريات الإمام الصادق تكون مدفوعة بواسطة الهيئات الداعية للمؤتمرات التي يحضرها . وأن الامام حالته المادية ليست كما ينبغي بشهادة المقربين له ، وصحيح أن أغلب كوادر حزب الأمة يأتون الى الاجتماعات كداري فهم رجال شرفاء ولا يعيبهم فقرهم وغيرهم يأتي الى إجتماعات حزب الحكومة ممتطياً سيارة فارهة دفع ثمنها من عرق ودماء الشعب السوداني .

    أعلاه أحد عشر إتهام في مواجهة الإمام الصادق المهدي تناولتها سارداً محللا وشارحا أرجو أن أكون قد وفقت في تناول الأمر بالشكل الذي يمكن قاريء العزيز من إصدار الحكم العادل والراجح .

    وفي الحلقة القادمة سوف أتناول إيجابيات الرجل
                  

06-04-2009, 08:12 AM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من بـه صممُ

    أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهـر الخلق جرّاها ويختصمُ

    حقّاً ذاك هو الإمام الذي سيظلّ كبيراً في حلّه وترحاله، ولو كره صاحب حديث المدينة، ومن على شاكلته، وإنّي لأزجي لكما خبراً يسرّك، ويسوؤه، وهو ذاك القبول العظيم الذي لقيه السيد الإمام من الجالية السودانية، في زيارته الأخيرة للملكة العربية السعوديّة، وهي كبرى دول المهجر كما نعلم، فأيّم الله لقد أبكى مقل الشباب والشيوخ عصية الدمع،وهو يحدّثهم عن وطنهم ووضعه الراهن حديثاً مرهفاً،من قلب مفعم بحبّ الوطن وأهله، حبّاً خالصاً، ليس تشوبه مزايدة سياسيّة، ولا مكابرة أهل السياسة اليوم، وهكذا أبوكِ الذي سيخلّده التاريخ حتماً، واحداً من عظماء عصره، وليس ذلك ـ والله شاهد على أمره ـ لأنّه ابن المهديّ، فابناء المهديّ هم كثرٌ، فكم منهم من أخطأ الطريق، ولكنّ:

    نفس عصامٌ سوّدت عصاماً فعلّمته الكرّ والإقداما

    فلذا دعك ـ يا أختاه ـ من حديث قلم جميعنا يعرف ما الذي يدفعه، وما أدراك ما الدفع والتدافع؟ ،((ولا تحسبوه شرّاً لكم، بل هو خير لكم...)):

    وإذا أراد الله نشـر فضيلــةٍ طُويتْ أتاح لها لســانَ حسودِ

    لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ ما كان يُعرفُ طيبُ عرْفِ العُودِ

    وأمّا أهل الإنقاذ الذين تذود عنهم أقلام صاحب حديث المدينة ومن معه، فالتاريخ الذي سيسطّر سيرة أبيك بمدادٍ مادته ماء اللّجين، فإنّه سيكتبهم بدماء أهلنا الأبرياء في دارفور، ويومها سيقول الجنجويد : ((ربّنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ...))، وحقّاً لقد أضلوهم السبيل، وهكذا شأن أهل الإنقاذ الذين ليس لهم من سلاحٍ يشهرونه أمام أعدائهم غير الاختراق، (فرّق تسد)، غير أنّ هذا السلاح، لم يعد يُجدي فتيلاً مع قوى شرّ، سخّرها الله لنصرة عباده الضُّعفاء.

    أيريد صاحب حديث المدينة من الإمام الذي أرجعه إلى السودان نداء ضمير حيّ للوطن، عندما كان أحباب اليوم ثلّة عرمان ـ وما أدراك ما عرمان ـ في أوج أذاهم للوطن، فعاد أبوكِ، يحمل غصن الزيتون، لأهل الإنقاذ الذين لم يجدوا شيئاً يكافئونه به غير الاختراق، الذي لم يزده الله به إلا قوّة ومنعةً، حيث تبيّن له عدوّ في ثياب صديق، وذلك حديث يطول، وليس هذا المقام لذكره...؟! أيريد أهل الإنقاذ ممّن كان ذاك شأنه، أن يبيع ذمّةً ـ الله شرّفه بها حكماً ومعارضة ـ ليلوي عنق الحقيقة في دارفور التي لم تزل تدمي جراحها مقل أهل العروبة والإسلام على حدّ سواءٍ...؟!

    فالحقّ ليس ثمّة فرقٌ ـ قط ـ بين عودة نداء الوطن ومباركة قرار مجلس الأمن ، فذاك نداء الوطن، وهذا نداء الضمير ـ (الأولى ليك والثانية عليك)ـ المنصف للضعفاء الذين دأب الإمام على نصرتهم، والوقوف بجانبهم، ولذلك أحبّوه، وصفّقوا له اليوم وهلّلوا وكبّروا في عاصمة خادم الحرمين الشريفين، وهو لم يرفع لهم عصا،ولم يخدّرهم بإسقاط الضرائب أو تخفيضها ( أحلام ظلّوط )، ولم يكن برفقه مطرب ولا دفوف و لاغناء؛ ليشغلهم به عن حقيقة همومهم، وإنّما أحبّوه لصدق حديثه، ولحمله همومهم، ولأنّه صاحب مبادئ لم تدنّسها محاولات الإنقاذ اليائسة، وهي قد حاولت مراراً سبلاً عديدة لإثنائه عنها، رغبة ورهبةً، ولكنّه ظلّ متأفّفاً متعفّفاً صابراً محتسباً مجاهداً جهاداً مدنيّاً سبق الناس طرّاً إليه، ولم يستجب لقسمة الكعكة، لأنّه يرى أنّ في ذلك عطاء من لا يملك لصاحب الحقّ المغتصب، وهم مافتئوا يخاطبونه بلغة أهل الفنّ : ( بقليبك تقول تعال وتعال، وبعيونك تقول لي ما في مجال ).

    سيظلّ هكذا الإمام كبيراً حيثما حلّ، فهو لم يتنقّل في العواصم ـ أخي صاحب حديث المدينة ـ للرفاهية،أو لجلب أثاث فاخرٍ، يحلّي به قصراً مشيداً في ضاحية من ضواحي الخرطوم الفاخرة التي صارت تفوق باريس آيةً وجمالاً، وأنت أعرف بها مني جيداً في بلاد عزّ فيها الخبز، وأعجزت المرضى قيمة روشتة الدواء، وإنّما يجوب الإمام هاتيك العواصم، ليحقن الدماء التي أريقت، ويحفظ الأعراض التي هتكت، وينقذ الوطن (إنقاذاً حقيقيّاً ) من شرّ قد اقترب، ولقد صدقتِ يا أختاه ـ رباح ـ ليس ما أورده الكاتب من حديث المدينة في شيء، فالمدينة في شغلٍ بسكّرٍ ـ وهو آخر ما بقي من حلاوة في السودان ـ و هي في يأسٍ وهمٍّ يتجدّد كلّ صباحٍ، فهلا نصدق المدينة حديثاً ـ أخي الأستاذ عثمان ميرغني ـ ونشاركها همومها، أو نتركها لتتحّدث عن نفسها .

    لكما التحية وللحديث بقية

    عبدالرحمن إسماعيل

    المحاضر بجامعة الملك سعود

    المملكة العربية السعودية

    الثلاثاء 17/5/2005م
                  

06-04-2009, 08:23 AM

حمزاوي
<aحمزاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 11622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)


    الله اكبر ولله الحمد
    لن نصادق إلا الصادق
    سيدي الامام رعاك الله وانت راعي للديمقراطية
                  

06-09-2009, 10:22 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    Quote: .د. يسين سليمان [email protected]

    *كثُر الهجوم على الإمام الصادق المهدي في الصحف الموالية للحكومة في السودان هذه الأيام فرأيت أن أقدم محاولة لتقييم تجربة الإمام الصادق متحرياً الموضوعية ، بقدر الإمكان ،خصوصاً وأنا لم أتشرف بمقابلة الإمام الصادق بعد وإن كنت قد قرأت معظم مطبوعا ته من كتب وبحوث ومقالات وحوارات ، واستمتعت كثيراً بمشاهدته على القنوات الفضائية العربية وعليه فإنني أدعي معرفة الرجل معرفة تمكنني من تقييمه موضوعياً حسب كتاباته ومقولاته ومواقفه وتاريخه المعروف ،ورحم الله الإمام الشافعي حين قال تكلم لأعرفك، وأقرر بأنني لا أدعي شرف الإنتماء لحزب الأمة أو إلى طائفة الأنصار العريقة مع اعتزازي ومعزتي لتلك الطائفة التي حررت بلادي من نير الإستعمار التركي المصري والتي أقامت أعظم دولة إسلامية في القرن التاسع عشر .

    *ولكيما أكون موضوعياً فقد رأيت تقسيم هذه المحاولة إلى قسمين: الأول يناقش سلبيات الإمام الصادق في نظر خصومه والحلقة الثانية سوف أفردها لإيجابيات الرجل حتى يتمكن القاري ْالكريم من المقارنة الهادئة والموضوعية والمتأنية ويصوت إما للرجل وإما عليه وفقاً للحيثيات الواردة.

    وقبل أن نبدأ بمناقشة السلبيات أود أن أؤكد أن الإمام الصادق إسم على مسمى فهو حقاً وفعلاً وعملاً الصادق الصديق .... صادق مع نفسه ومع شعبه وإذا كان لي الحق في وصف الإمام في كلمات كما يحلو له دوماً تلخيص المواقف في كلمات تسير عليها الركبان .. ففي كلمة واحدة يمكننا أن نطلق على الإمام الصادق صفة الأستاذ وفي كلمتين الأستاذ العاشق وفي ثلاثة كلمات الأستاذ العاشق الإنسان وفي أربعة الأستاذ العاشق الإنسان الرمز ، وفي خمسة الأستاذ العاشق الإنسان الرمز المهذب ، وفي ستة الأستاذ العاشق الإنسان الرمز المهذب والمعذب .

    نعم هو أستاذ بمعرفته الموسوعية المتعمقة والمتنوعة في شتى ضروب العلم والمعرفة والفلسفة والسياسة والإقتصاد والأدب والفن والرياضة والشعر وأدب الفكاهة .

    فهو مفكر شامل بمعنى ما تحوي هذه الكلمة من معاني ومفكر متجدد ومجدد وأصيل يفسر القرآن والسنة المشرفة بروح العصر ومتطلباته دونما تناقض مع الأصل الثابت . ولشموليته وإتساع ماعونه الفكري يستحق كلمة الأستاذ عن جدارة .وقد سمعت من أحد المقربين أن الإمام في أسفاره يحمل خمسين كيلو جراماً ، أكثر ثلاثين منها كتب ومراجع وأقل من عشرين متعلقات شخصية وهو المعروف عنه الأناقة والجمال في الملبس والمظهر . وهذا يبرهن أنه في حالة درس مستمر في حله وترحاله مما يؤكد سعة إطلاعه وتبحره وموسوعيته وأحقيته بلقب الأستاذ.

    ثم هو عاشق ولهان بل هائم بالحب لمحبوبته (السودان) وأهله الشرفاء وهذه خاصية يعترف له بها حتى ألد الأعداء خصومة .

    وهو إنسان بوفائه الأسطوري لأصدقائه وزملاء كفاحه وبتواضعه وأدبه الجم وبساطته المتناهية ووقوفه مع الضعيف ومساندته للمسكين وصفحه عن ، وغفرانه لمن يسيء إليه فهو نخلة سامقة تمطر ثماراً ورطباً على من يرميها بالحجارة . وهو بحر يسيل رقة وعزوبة وحلاوة في إنسانية تحبب إليك بني الإنسان قاطبة .

    وهو رمز مهم وساطع يرمز لكل ما هو جميل في الشخصية السودانية ولكل ما هو أصيل في الوطن . وفي ذات الوقت تجده أسدٌ هصور في مواجهة الطغاة ، فهو رمز للإنسان السوداني المتسامح والمسامح ،المتصالح مع نفسه ومع غيره من البشر والذي يمكن أن يتحول إلى (تسونامي كاسح ) إذا ساورتك نفسك بمس أو خدش كرامته :

    هينٌ تستخفه بسمة الطفل قويٌ يصارع الأجيالا

    وهو مهذب بل التهذيب يمشي على قدمين ، فقد علمه جده الإمام عبد الرحمن المهدي ووالده الإمام الصديق فأحسنا تعليمه وتربيته وهذباه فأحسنا تهذيبه ، لا عجب فهو سليل بيت هو التهذيب ذاته فكيف لا يكون مهذباً بالفطرة .

    وللأسف فقد تعذب الإمام في رحلة حياته أيما تعذيب وإنتاشته سهاماً من أقرب الناس إليه ، هؤلاء الناس رباهم الإمام وأمضى عمره في تعليمهم فنون الرماية .وأمضى سنيناً عدداً رهن سجون الطغاة ومنافيهم .وهو معذب لأن أهله يقاسون لأربعة عقود مرارة الحكم الشمولي الباغي والظالم .ومعذب لأن أهله في دارفور وشرق السودان مشردون مطاردون في خيام اللجوء وهو معذب لأن أهله في عموم السودان يعانون شظف العيش والفقر والمرض .......نعم إنه معذب لعذاب شعبه لأنه منه وإليه وفيه .

    وبعد هذه المقدمة أدلف لتناول المسالب التي اتهموا بها الرجل حتى نقيمه تقييماً موضوعياً بعيداً عن العاطفة وأهوائها . وألخص سلبيات الإمام في أحدى عشر إتهام أحللها واحدة تلو الأخرى وأحاول تفنيدها أو تثبيتها حسب مقتضيات الحال .

    الإتهام الأول : تتهمه الصحف الموالية للحكومة بعدم تأييده لإتفاقية السلام ومناورته لعقد مؤتمر دستوري هدفه الأساسي تقويض الإتفاقية وإعادة توزيع أنصبة السلطة لينال وحزبه قسطاً أكبر من الذي حددته الإتفاقية . هذا هو الإتهام الأول .

    وقد رد الإمام عليه بأنه وحزبه يؤيدون إتفاقية يناير لأنها أوقفت الحرب وهو الهدف الذي تلتقي عليه جميع قوى السودان . ولكنه أبان أن الإتفاقية كأي جهد بشري بها مواطن قصور وبنود ضبابية تقتضي التوضيح والتعديل والتصحيح وتوجب التصديق من جميع فئات الشعب السوداني . ومن النقاط الضبابية حقاً أن الإتفاقية لم تحدد موعداً قاطعاً للإنتخابات العامة خلال الفترة الإنتقالية وقد إقترح الإمام عقد مؤتمر جامع لكافة القوى السياسية والمدنية بإعتباره السبيل الوحيد لتحويل الإتفاقية من ثنائية معيبة إلى قومية ملزمة للجميع وعادلة مما يضمن إستمراريتها .والمؤتمر القومي سوف يعالج مشكلة دارفور وشرق السودان في نفس الوقت وبذلك نضمن سلاماً شاملاً وعادلا ًو قومياً ، وبمشاركة كافة أقاليم السودان والتي إما متضررة من الحرب أو من الفقر وبذلك نضمن إستمرارية إتفاقية السلام ونحقق سوداناً يسع جميع أهله في أمن ورخاء . ولكن للأسف رفضت الحكومة فكرة المؤتمر لأسباب واهية لا تستقيم منطقاً ولا تقف على ساقين،

    الإتهام الثاني يشير إلى تعنت الإمام ورفض حزبه للمشاركة في أعمال مفوضية الدستور الإنتقالي ، مما يحول دون مشاركة حزبه في الإنتخابات القادمة بمنصوص الدستور الإنتقالي ، ويمضي هذا الإتهام إلى آخر الشوط فيتهم الإمام بأنه لا يؤيد إتفاقية السلام والتي سوف يُبنى الدستور الإنتقالي على أساسها . هذا هو ملخص الإتهام وهو إتهام جد خطير .

    وأرُدُ هنا بأن الإمام لم يعلن رفضه لإتفاقية السلام بل أعلن موافقته عليها لكنه ، وهذا هو المهم ، رفض الآلية التي تجعل صياغة وإجازة الدستور الإنتقالي مضمونة بأغلبية ميكانيكية للحكومة والحركة مقدارها ثمانون بالمائة في مفوضية الدستور ، وهي نسبة أكبر من الثلثين ،في حين أن القوى الأخرى شمالية وجنوبية ممثلة بنسبة عشرين بالمائة فقط مما يؤكد أنها سوف تكون مهمشة ولن يكون لرأيها تأثيراً في حالة إعتراضها على أي بند من بنود الدستور . وهذا البند يجعل مشاركة هذه القوى عملاً ديكورياً يسمح للحركة والحكومة بالتمشدق جوراً وبهتاناً ، بأن الدستور قومي الصياغة والإعداد والإجازة ، ولهذا حزر الإمام من أن السودان قد إنزلق إلى الحكم الثنائي وأعاد إلى الأذهان صورة الحكم الثنائي الإنجليزي المصري وقد نبه الإمام لهذا الخطر حتى يتم إحتوائه قبل أن ينحدر السودان من الشمولية الآحادية التي تقودها جماعة الإنقاذ إلى الشمولية الثنائية بقيادة الإنقاذ والحركة الشعبية .

    وإذا كان لي أن أتناول جزور المشكلة وليس أعراضها فيمكنني أن أزعم بأنه إذا وافقت الحكومة على إقتراح الإمام بعقد المؤتمر الجامع لمناقشة إتفاقية السلام ، فإن الإتفاقية سيتم إعتمادها والموافقة والتصديق عليها من قبل جميع القوى السياسية في الشمال و الجنوب وبذلك تصبح الإتفاقية ملزمة للجميع وليست ثنائية ، وطالما أن الدستور الإنتقالي مبني على إتفاقية السلام الموافق عليها بواسطة كل القوى السودانية فإن هذه القوى سوف تشارك في مفوضية الدستور وتوافق تلقائياً وأتوماتيكياً على ما سيتم الإتفاق عليه بخصوص الدستور الإنتقالي القائم على إتفاقية السلام القومية والمجازة بواسطة المؤتمر الدستوري الجامع .

    الإتهام الثالث وهو إتهام الإمام الصادق بالخيانة وإهدار دمه لأنه أيد القرار 1593 والذي رفضته الحكومة لأسباب متعلقة بعدم توازنه ولأنه يمس السيادة الوطنية حسب زعم قادة النظام :

    وقد شرح الإمام الصادق الأسباب التي دعته لتأييد هذا القرار ومنها : أن المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة مستقلة عن الأمم المتحدة وعن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وهي محكمة دائمة وبعيدة عن كل المؤثرات والمصالح السياسية وتتوافر فيها كافة الضمانات لمحاكمات عادلة ولهذه الأسباب لا مجال لإعتبار تقديم أي سوداني لهذه المحكمة تعدياً على السيادة الوطنية ، خصوصاً والنظام قد قبل من قبل قرار الأمم المتحدة رقم 1590 والذي يقيم سلطة إنتداب على السودان وفيه تحديد لدور واسع للأمم المتحدة في السودان بموجب الفصل السابع الإلزامي وفقاً لتصنيف السودان خطراً على الأمن والسلم الدوليين . ثم أن تشريد عدد كبير من قضاة السودان المسئولين وإبدالهم بقضاة من أعلى السلم القضائي إلى أدناه ملتزمين سياسياً للجبهة الإسلامية القومية ( سابقاً ) ، فإن الهيئة القضائية السودانية تكون غير مؤهلة لإقامة مثل هذه المحاكمات لأنها فقدت إستقلاليتها وقوميتها وصارت جهازاً يتبع للسلطة ويأتمر بأمرها ولهذه الأسباب رفضت لجنة تقصي الحقائق في تقريرها لمجلس الأمن محاكمة المتهمين أمام القضاء السوداني ، وقد وضح الإمام الصادق السوابق في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا والنتائج المتوقعة والمترتبة على مناطحة المجتمع الدولي وتحدي الشرعية الدولية ورفض قراراتها ، ومما لا شك فيه أنه لا مفر من الإمتثال للقرار 1593 طال الزمن أو قصر . وخيره عاجله .

    الاتهام الرابع مفاده أن الإمام الصادق عمل بنصائح بعض الصحفيين واستقر خارج السودان خوفا من الاغتيال !!

    وأردُ أنا بدلاً عن الإمام الصادق فأقول أولاً : أن ضمان سلامة الإمام الصادق وسط أسرته و أهله وأنصاره أوفر بكثير من وجوده بالخارج ، لأسباب لا أخالها تخفى على إنسان عاقل فهو بقاهرة المعز وفقاً لما سمعته من بعض معارفه يصلي أوقاته الخمسة في المسجد الذي يمشي إليه راجلاً ويعود منه راجلاً وأحيان كثيرة يستقل عربات (التاكسي) دون حارس . ثم أن الإمام الصادق قد شرح أكثر من مرة أنه بالخارج لظروف متعلقة بمؤتمرات وندوات في باريس وأسبانيا وجنوب إفريقيا وقطر والسعودية ولإكمال كتابه (إتفاقية السلام في الميزان) وأنه يود أن تعمل أجهزة الحزب ومؤسساته بإستقلالية تامة عنه وعن توجيهاته حتى لا يكون الحزب رهناً لإشارة الإمام .

    الإتهام الخامس يعيب على الإمام عدم قيامه بمبادرة جادة لعلاج مسألة دارفور المعقل الرئيسي لأنصار حزبه ،

    وهذه فرية أخرى شرح الإمام أنه ومنذ ظهور بوادر أزمة دارفور أصرت الحكومة على التصدي لها أمنياً وليس سياسياً . ونذكر أنه في يونيو 2002 ومع ظهور بوادر الأزمة دعا الإمام وحزبه كافة أبناء دارفور بإختلاف مشاربهم السياسية والمدنية للتشاور وبلورة رأي قومي لعلاج الأزمة وإستمرت المشاورات حتى صدر بيان في ديسمبر 2003 عن مسألة دارفور وفي فبراير 2004 أوضح الإمام خطته لعلاج الأزمة ولمزيد من المعلومات بعث وفوداً كان آخرها وفداً بقيادته طاف إقليم دارفور ونتيجة لهذا كله أعلن في مؤتمر صحفي بامدرمان في 27 يونيو 2004 عن ضرورة القيام بإجراءات صارمة وحازمة لإحتواء الأزمة وقدم مقترحات محددة صادرة عن حزبه وهو حزب الأغلبية في دارفور ومدعومة برؤية أبناء دارفور في الأحزاب الأخرى والمنظمات المدنية ولكن لم تتجاوب الحكومة كعادتها مع هذه المقترحات بل واصلت إدارتها للأزمة أمنياً وفي إطار سياساتها التي كانت السبب في تفاقم الأزمة . المشكلة إذاً في رفض الحكومة للتعاون مع حزب الأمة والأحزاب الأخرى ومنظمات المجتمع المدني في عقد مؤتمر قومي جامع لحل مشكلة دارفور جزرياً .

    الإتهام السادس : يعيبون على الإمام الصادق تنظيره المستمر بدون فعل ( جعجعة بلا طحين ) والكلام الكثير دون تنفيذ ، حتى أصبح يطلقون عليه ( أبو الكلام .(

    وأعجبُ أشد العجب لمن يستنكر التنظير ، فالتخطيط والذي هو تنظير على الورق يكون سابقاً لأي عمل خلاق ،والذي يبني منزلاً يحتاج في بداية الأمر إلى خارطة ، أي تنظير ، والذي يقود جيش يحتاج إلى خطة محكمة ، أي أنها تنظير على الورق ، وليس هناك عمل إنساني خليق بإسمه منذ بدء الخليقة بدون خطة أو تنظير ، إن الفرعون خوفوا لم يتمكن من بناء إهراماته قبل ستة آلاف سنة بدون تنظير كتب على الحجارة وعلى ورق البردي ، فلماذا إذاً نعيب على الرجل تنظيره المستمر ؟ ثم أن الرجل فضلا عن قراءته الموسوعية وهبه ربه لساناً مبينا ً يشرح به أفكاره حتى تصل إلى شعبه بسهولة ويسر ، ثم أننا هل كنا سنمدحه إذا كان عيياً لا يستطيع التعبير عن نفسه ؟ وأيهما أفضل للشعب السوداني (أبو الكلام) أم السيد (منتشة) أم السيد (علي حسن سلوكة) . ويحق للإمام الصادق أن يفخر بلقب (أبو الكلام) لأن الكلام هو ما يفرق بين الإنسان وسائر مخلوقات الله وهو الذي يسر للإمام الشافعي مد أرجله .

    الإتهام السابع يأخذ على الإمام حبه لنفسه وأنانيته وتكالبه على السلطة والجاه وبقائه في رئاسة حزبه لأربعة عقود من الزمان لم يفكر خلالها في إصلاح وتجديد الحزب بقيادات شابة ودماء حارة جديدة ،

    وأقول بأن الرجل لم يستولى على الحزب من على ظهر دبابة بل جاء عبر إنتخابات حرة وشفافة ونزيهة من قواعد حزبه التي رأت فيه خير قائد لخير أمة وهو ما يزال في أتم صحة يكتب ويحاضر ويحاور ويمارس الرياضة ويجادل في أركان المعمورة الأربعة من جنوب إفريقيا إلى أسبانيا ومن الدوحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو يؤلف أسفاراً سياسية وفكرية ويكتب في الصحف والمجلات العربية بشكل دوري ويتحدث في الفضائيات العربية والعالمية .... يفيض حيوية ويتدفق أفكارا نيرة ويفرخ رؤى و إستراتيجيات . وعلى الصعيد الافقي ليس له مثيل في العالم العربي أو الإفريقي بل على الصعيد العالمي . وعلى الصعيد الرأسي فإنه يتفوق على نفسه بمرور الأيام ولا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالشباب الذين إدعوا زوراً وبهتاناً الإصلاح والتجديد وأغلبهم لم ينل شهادة جامعية دعك عن كونه مفكراً أوكاتباً أو محاضراً في المحافل الدولية ، ثم أن الإمام الصادق لم يسع للسلطة حباً في جاه أومال فقد كان لا يأخذ من الدولة راتباً على أي منصب تولاه طيلة حياته السياسية بل على العكس كان يصرف من حر ماله على الحزب وأصدقاء الكفاح ، وللإمام الصادق الحق في أن يفتخر بنسبه وحسبه (وما أعظمهما) ومن منا لايفتخر بأصله ونسبه ولكن الإمام الصادق لم يعتمد على نسبه قط في بلوغ أهدافه التي وصلها بجهاده المتواصل وكفاحه وعلمه وتأهيله ، فكان الحسب والنسب بالنسبة له قيمة إضافية وليست الأصل في نجاحه وتفوقه ويمكننا مقارنة حسبه ونسبه بالربح مقابل رأس المال الذي هو جهده الشخصي وإسهاماته الفكرية .

    الإتهام الثامن : يعيب على الإمام الصادق تردده في إتخاز القرارات المصيرية ، وجر أرجله وإضاعة الوقت في الكلام (الساكت) بقصد الوصول إلى إجماع ربما لايكون ممكناً حسب المعطيات المتاحة .

    وفي الحقيقة فإن الإمام عودنا على نبذ الديكتاتورية والانفراد بالقرار. وتأييده المستديم للمشورة داخل المؤسسة الحزبية أو الحكومية عندما كان في الحكم ، فهو يؤمن بالمؤسسية وينفر من القرارات الفوقية حتى وإن كان مؤمناً بصحة رأيه وهذا الموقف يعطي إنطباعاً كاذباً بأنه متردد في إتخاذ القرارات المهمة في حين أنه متبع لأمر الحق في القرآن الكريم ( وأمرهم شورى بينهم ) .

    الإتهام التاسع : يعيب على الإمام الصادق محسوبيته الصارخة وأن أبناؤه وبناته قد إستولوا على أجهزة الحزب وكأنها ملك شخصي لوالدهم فقاموا بتقاسمه في حياته ، وأن جيش الأمة كان تحت قيادة إبنه عبد الرحمن وهناك من هو أكفأ منه وأكبر منه سناً وأقدم مرتبة في صفوف القوات المسلحة وأن عملية تهتدون كانت تحت قيادة إبنه عبد الرحمن مع أن هناك من هو أكفأ وأقدر على قيادة المهمة.

    لي أن أذكر أن أبناء وبنات الإمام العاملين والعاملات بأجهزة الحزب قد تم إنتخابهم من خلال مؤتمرات الحزب العلنية والمفتوحة وأن والدهم لم يتدخل في تعين أياً منهم ، ثم أنهم بالإضافة لجهادهم المشهود من خلال كفاح الدكتورة مريم وبسالة بشرى الصادق الذي أصيب في رئته في معسكرات جيش الأمة وتعريض حياتهم لخطر الموت ، بالإضافة لذلك فهم أعضاء في حزب الأمة ولهم من الحقوق وعليهم من الواجبات مثل ما لغيرهم وما على غيرهم من أعضاء حزب الأمة رجالاً ونساء . إن الإمام الصادق في حبه للوطن رضي أن يضحي بفلذات أكباده دون أن يمتن على الناس بكفاحهم ، وهو يثق في مقدرات عبد الرحمن العسكرية والتنظيمية بعقله وليس بعاطفته لذلك يوكل إليه المهمات الصعبة دوماً لذلك قبل بقيادته لعملية تهتدون والتي هي عملية حياة أو موت وعملية تضحية بالدرجة الأولى فهي تتطلب درجة عالية من السرية والثقة ، وقد إطلعت على مقالات وكتاب خطه قلم الأستاذة رباح الصادق وقد حازت كلماتها وعمق تفكيرها وتحليلها الصائب إعجابي وأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك إنها أهل لأي موقع في الوطن ناهيك عن حزب الأمة .

    الإتهام العاشر : يقول بأن الإمام الصادق يتواجد خارج السودان اكثر من تواجده داخله مما يقلل من فاعليته في حل مشاكل السودان خصوصاً وأن دارفور تحترق.

    وأفول أنه وفي عصر العولمة والإنترنت صار العالم عبارة عن قرية صغيرة مما يمكن الامام من الاتصال اليومي بل في كل ساعة بعناصر حزبه داخل السودان من أي مكان يتواجد فيه في العالم وكأنه موجود في أمدرمان . وكذلك كما أسلفنا فهو يريد لأجهزة حزبه أن تعمل في إستقلال عنه .

    الإتهام الحادي عشر : يعيب على الامام تحجر قلبه وعدم التفاته لمعاناة زملائه الذين يحضرون إلى الإجتماعات (كداري ) رغم أنه في سفر دائم مما يبرهن بأنه ميسور الحال .

    وأعجب أي عجب لهذا الاتهام ، فقد أخبرني من أثق في روايته بأن الإمام كثير الإستماع للموسيقى وهو يزاول نشاطه السياسي والفكري في مكتبه وأنه مستمع جيد لأغاني الحقيبة . وأنه يضحك ملء شدقيه للنكتة الجيدة وأنه يطلق النكتة المضحكة والمعبرة ، وقد كتب أخيرا بالشرق الأوسط مقالا عن أدب الفكاهة اجمع غالبية من قرأه على أنه مقالاً متفردا عالج خلاله الامام الصادق أمورا لا تمر بخاطر أي من ساستنا المقطبي الوجوه ، العابسون المتجهمون ، ثم أن دموع الإمام تجري بحرية وبطلاقة لانه انسان نقي السريرة ،وقد أخبرني صديق لي بأنه رآه يبكي بإستمرار في وداع رفيق كفاحه وصديق عمره الدكتور / عمر نور الدائم . ورأى الخاصة دموع الإمام تجري أسفاً على ما كتبه فيه مبارك الفاضل إبان خروجه من حزب الأمة . نعم إن دموع الإمام تجري لأنه إنسان رهيف وهي كدموع العقاد والتي وصفها كاتب سوداني مخضرم بأنها دموع الجبابرة . ثم هل يعلم القاريء أن جميع سفريات الإمام الصادق تكون مدفوعة بواسطة الهيئات الداعية للمؤتمرات التي يحضرها . وأن الامام حالته المادية ليست كما ينبغي بشهادة المقربين له ، وصحيح أن أغلب كوادر حزب الأمة يأتون الى الاجتماعات كداري فهم رجال شرفاء ولا يعيبهم فقرهم وغيرهم يأتي الى إجتماعات حزب الحكومة ممتطياً سيارة فارهة دفع ثمنها من عرق ودماء الشعب السوداني .

    أعلاه أحد عشر إتهام في مواجهة الإمام الصادق المهدي تناولتها سارداً محللا وشارحا أرجو أن أكون قد وفقت في تناول الأمر بالشكل الذي يمكن قاريء العزيز من إصدار الحكم العادل والراجح .

    وفي الحلقة القادمة سوف أتناول إيجابيات الرجل

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de