وفقاً لما قرأت وفهمت جيداً يا خالد فهمي.. أن الشمال الإيدولوجي إنفصاليون بالميلاد ...وعليه يجب أن تقرأ كلامي أعلاه في السياق السياسي الصحيح... فاذا كانت الحكومة والمعارضة المفترضة تجمعهم مصالح تجعل من جلد البشير المنقلب على حكم الصادق المهدي (جلده الذي لا يجره في الشوك)، وتجعل مولانا الميرغني يوقع إتفاقيات والخ...
أذن من هم الجلابة والإنفصاليين؟؟؟
سيلفاكير؟
أرجو أن تعرف وتعترف معي بأن مشاكلنا دائماً وأبداً والى الأبد، منبعها هذا الشمال الإيدلوجي العربي الإسلاموي... وعليه باقي الكلام لا يحتاج الى توضيح...
ثم أنو ما هي دلالات مناداتك أنت شخصياً بالوحدة مثلاً يا خالد فهمي؟؟؟
كلمتين تلاتة كتبتهم هنا في سودانيزأونلاين، بتجعلك وحدوي؟؟؟
لا أعتقد ذلك...!
تحياتي أنور
04-22-2009, 08:59 PM
AnwarKing
AnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481
تعارف الأصلاء بواسطة: admino بتاريخ : الثلاثاء 07-04-2009 11:54 صباحا
تباشير: خالد فضل * مرّ عام، 52 اسبوعاً، أطل خلالها ملف تعارف عبر صفحات جريدتنا هذه مع وجود أيام غياب قسرية، فمشهد بلادنا يسوده القسر مع الأسف، وبسبب من غياب التعارف تسيطر الأوهام والتصورات على مخيلات كثيرة في بلادنا، ولهذا لم يبد غريباً البتة ان ارتد مجتمعنا الى وشائج القبيلة كمعيار للانتماء الانساني، ولاتثريب على انتماء أي شخص لأرومة أسرية أو عشائرية أو قبلية، فهذه مراتب في تكوين المجتمع، أي مجتمع، بيد أن الوعي الانساني يمكنه دوماً التطلع الى أعلى، الى مرتبة القمة في الانتماء التي يمثلها الانتماء للبشرية كمحض خيار وحيد ومعيار أصيل للتعامل مع الآخرين ، فعند تلك المرتبة السامية تتساوى حظوظ الأطفال والنساء والشيوخ والشباب غض النظر عن العرق أو اللون أو النوع أو المعتقد الديني أو الميول السياسية وهذا بالضبط ما يوازي شرعة حقوق الانسان في تأسيسها على الفرد البشري كعنصر هو الأهم من بين الكائنات الموجودة على سطح الارض.
وعلى هدى من ثقافة حقوق الانسان يبدأ التعارف الايجابي بين المكونات الوطنية المختلفة لأن في تلك الثقافة تتساوى نقطة الانطلاق ويحدث التفاوت بعد ذلك على أساس الكسب الشخصي والاستعدادات الفردية والظروف البيئية والمناخ الاجتماعي والنشاط الاقتصادي وغيرها من ضروب النشاط البشري المتعددة والمختلفة. * لقد كان أفق صديقنا د. أبكر آدم اسماعيل رحباً ونظرته عميقة، وهو يبدأ معنا من حيث تكوين الصحيفة (كفكرة) فقدّم خلاصة جهده رؤية شاملة بتفاصيل واضحة لماهية الملف الثقافي في جريدة هي صوت للمهمشين والديمقراطيين والمجتمع المدني، وكانت نقطة الانطلاق هي "التعارف"، فما أكثر المجهول لدينا كمجموعات سودانية عن الآخرين، شركاء ذات الوطن بماضيه وحاضره تطلعاً لمستقبل يظل مشتركاً كذلك بعون الله.
وفي قول حكيم للدكتور فرانسيس دينق، فان المسكوت عنه هو اكثر ما يفرق بيننا كسودانيين, وهو حقيقة، اذ تبدو كثير من ممارسات وأقوال بعض المجموعات السودانية ـ خاصة تلك المهيمنة لظروف تاريخية وليست موضوعية بالضرورة ـ تبدو في ممارساتها وأقوالها ما ينم عن كثير من المسكوت عنه جهراً، فالاستعلاء والهيمنة المركزية القابضة، جعلت من الانتماء للعروبة كعرق والاسلام كمعتقد مثلاً، هما معيار التفاوت بين البشر السودانيين بل حتى مصطلح مثل "ودالبلد" أو "ودالعرب" و "بت العرب" السائد في أواسط البلاد ووادي نيلها، مثل هذه المصطلحات ذات دلالة معروفة لدى سكان تلك المناطق لأنها تحدد معيار الانتماء لهذه المجموعة أو تلك، وتعزل تلقائياً كل آخر لاينتمي بأي من الجهتين لهما، كما أن رابطة العرق المزعوم ـ حقاً أو توهماً. تعد هي الأقوى، فالأبن ذو اللون الداكن مثلاً يُكنى بـ(العبد) بينما (فريخة) أو(خادم) هي نصيب البنت في ذات الاسرة التي تدعى نسباً خالصاً في عروبته، ورغم ما يبدو وكأنه عفوية سطحية في مثل هذه التصنيفات، الا أن الواقع يشير الى أن هذه العفوية تضمر بين ثناياها، ثقافة وممارسة غاية في التخلف، اذ هي ثقافة لاتستند على قيم حقوق الانسان، ولاتقوم على أصل في الدين الاسلامي أو كل الأديان، ان بعض الناس يمارسون "ضد الدين" مع انهم يرفعون شعار "الاسلام" والحكم بما أنزل الله، ولاتبديل لشرع الله.. وهذه احدى سمات النفاق على المستوى الفردي والجماعي، وما أفلح قوم بنوا أمجادهم على الكذب الذي لايصدقه غيرهم, بل لاتصدقه أنفسهم التي بين اجنابهم ان حانت لها ساعة (صفاء)!! * وغياب التعارف، والمعرفة الحقيقية بالآخر تجعل من الفرد او من مجموعته العرقية أو الثقافية التي ينتمي اليها معياراً وحيداً للسمو، وتكبر الأنا وتتضخم حتى تصير (نحن) ونحن هذه لاتستوعب ثقافة الخم, انها تعبر عن "مجموع متحدثين" فمن الأفضل في حالة استخدام مقياس "الأنا" المخاتل أن يكتفي به للتعبير عن موقف أو رأي، بيد أن المخاتلة وغياب الوعي بالآخر تجعل من (أنا) (نحن) باعتبار ان البقية تابعة لـ (أنا)، وهذا مقياس مغلوط، مسكوت عنه دوماً، بل وهنالك أوامر رسمية تأسست على (أنا) التي يعبر عنها بـ (نحن) في الغاء تام لكل آخر، وعمداً يتم هذا الالغاء دون شك، فالحقيقة كما يقولون (مُرة) لايتحمل طعمها الا من أوتى خلقاً يعصمه عن المكابرة، وما أكثر انواع (المكابرة) المستخدمة رسمياً وشعبياً في بلادنا، وهذه كلها مداخل ثقافية، فنظامنا الدراسي ومناهجه، ومناهج الاعلام، وحتى التجمعات الصغيرة في الأندية، والجمعيات وأماكن العمل وحتى عند ركوب المواصلات العامة، أو قيادة السيارة في الطريق العام، ورمي الأوساخ، ونشر الغسيل وغيرها من ممارسات الحياة اليومية، كل هذا ينم عن "ثقافة".. والثقافة تحتاج في جذرها الى معرفة، ومعرفة الآخر تعتبر من ضمن الركائز التي توسع من الأفق وتعمق المعرفة البشرية، فتسمو النفس عن صغائر الأنانية وضيق الذات الى رحاب المجموع.. * وصندوق صغير على آخيرة أجراس الحرية بعنوان أعرف لغاتك مثلاً،
يكشف لنا عن ثراء وتعدد لغوي مجهول لدى واضعي الخطط التربوية والتعليمية ومخططي مناهج الاعلام، أو يكشف لنا عن تعمدهم الغاء الآخر، فتجد مصطلح "رطانة" يعبر عنه كل لسان غير عربي، وقد كتبت ذات مرة ان (رطانة) اذا كانت تستخدم لدى "اللغة العربية" والمتحدثين بها كمصطلح لكل لسان آخر، فان "العربية نفسها" تعتبر رطانة لدى هؤلاء, اذ لا يفرق كثيراً لدى متحدث بلغة (الداجو) أو (الشلك)، مثلاً وهو يتابع تلفزيون نيكاراغوا أو تلفزيون أمدرمان طالما أن الاثنين يتحدثان بلسان غير مبين بالنسبة له، فكلا اللغتين، السودانية الامدرانية العربية أو النيكاراغوية هي في الحقيقة "رطانتان"!!، وهذا مدخل ثقافي في غاية الأهمية، فالتعارف ليس بالضرورة أن يجيد السوداني أكثر من (300) لغة ولهجة محلية، ولكن التعارف هو أن تضع هذه الحقيقة نصب أعينك وأنت تتحدث عن السودان فلا تحصره في ضيق "أنا" تمطها مطاً قسرياً لتصبح (نحن) بقدرة قادر، وتؤسس على هذه الفرضية الخاطئة سياساتك الكلية، وشأنك السياسي والثقافي واللغوي.. * لقد مر عام على اصدار ملف (تعارف) وهذا زمن معقول لعمل جرد حساب، لتجويد النواقص وتعضيد الكمال، فمايزال الدرب طويلاً، والجهل عميماً، ولا تغرنك في بعضهم الألقاب العلمية التي تسبق الأسماء، فالناس في العروض ما تغركم تيبانا، كما في قول الدوباي الهميم.. فمنهم كثيرون زي ابل الرحيل شايلا السقا وعطشانة...!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة