|
طابو البكارة - دعوة للبحث فى مجتمعنا
|
((قل وندر أن نجد خاصية من خصائص الحياة الجنسية للشعوب البدائية أكثر غرابة من طريقتهم في الإعلاء من شأن البكارة، أي كون المرأة محتفظة ببكارتها. إنّ الأهمّية القصوى التي يوليها المقبل على الزّواج للبكارة تبدو لنا أمرا ثابتا وكأنه بديهي إلى حد أنّنا نشعر بالحيرة إذا أردنا أن نبحث في أسس هذا الحكم. عندما نفرض على الفتاة التي تتزوج برجل أن لا تأتي معها بذكريات علاقات جنسية ربما أقامتها مع رجل آخر، فإنّ ما نفعله لا يعدو منطقيا أن يكون توسيعا لحق الملكية الحصرية للمرأة، وهي ملكية تمثّل أساس الزّواج الأحادي، وبسطا لهذا الاحتكار على الماضي)). الفقرة الأولى من مقال فرويد "طابو البكارة"، 1918 ترجمة رجاء بن سلامة فى 11 يونيو 2008 حكمت محكمة (ليل) بفرنسا بطلاق زوجة لانها ليست عذراء, حدث هذا فى فرنسا مهد العلمانية والتى طالما دافعت عنها وروجت لهاواذا كانت هذه فرنسا فما بال البلدان الاخرى التى تشكل الاديان مرجعية تشريعية لدساتيرها وتسمتد منها كل التشريعات خاصة الجنائية ومسائل الاحوال الشخصية, قد يثور السؤال التالى ان الطلاق وموجبات الطلاق واسبابه وجميع احكامه هى من المساءل التى تنظمها قوانين الاحوال الشخصية والتى تشكلها غالبا اديان واعراف ومعتقدات الفئة التى تطبق عليها ؟ وبالتالى ان المحكمة المعنية عندما حكمت بالطلاق لعدم عذرية الزوجة انما طبقت القانون الذى يحكم فئة المسلمين فى ذلك البلد العلمانى لكن يثور السؤال اعلاه الذى اثاره سيغموند فرويد قبل اكثر من مائة عام تقريبا (هل البكارة امر جوهرى فى الزواج ومطلوب تحديدا فى المراة؟ وهل عدم توافر هذا الشرط من شانه ان يهدم الزوجية؟ اذا كان كذلك اليس من العدل اشتراط بكارة الرجل ! لماذا تحرم المراة من الاتيان بذاكرتها الجنسية قبل الزواج كما هو الحال بالنسبة للرجل؟ هى دعوة للبحث والدراسة وتطبيقات الموضوع فى مجتمعنا السودانى الذى تشكل الاديان والاعراف والتقاليد مصادر التشريع الاساسية خاصة فى مسائل الاحوال الشخصية وفى اطار البحث فى المسالة قامت رابطة العقلايين العرب فى نوفمبر من العام الماضى بتتويج دراسة تم اعداها لتصدر فى كتاب عن دار البترا بعنوان (( تابو البكارة)).
|
|
|
|
|
|