علي فضل... 21 ابريل سيأتي مرة اخرى

Quote: الحضور الكريم في المنزل الواقع بين لجنة الاختيار للخدمة العامة و عمارة سيتي بنك اغتيل غدراً تحت التعذيب شهيدنا العزيز علي فضل فهل نأمل أن يكون ذلك المنزل يوما ما متحفا لمناهضة التعذيب. وقائع الاعتقال و الاغتيال باتت الان معروفة لمعظم الناس. و قد أصدرنا مؤخراً كتاب علي فضل شهيدا- إفادات - حتى نحفظ لعلي فضل فضله في سجل الخالدين. الشكر كله لمن أسهموا معنا من خارج رابطة الاطباء الاشتراكيين في ذلك وهم الأساتذة: المهتدي إبراهيم ، عفاف أبو كشوة ، المرحوم المترجم المغترب معاوية عبد الحفيظ إبراهيم ، عماد الفنجري ، حسن الجزولي ، طلال عفيفي ، والأخ الصديق زميلنا محمد موسى و الرفيق علي الماحي السخي ، والقاضي مولانا بشارة عبد الله ، والشعراء: محجوب شريف و محمد الحسن حميد ، و الدكاترة: الصادق عوض بشير، كامل إبراهيم حسن ، سهى محمد الحسن, و الأصدقاء كتاب :the web link( الذكرى السادسة عشر لاغتيال الشهيد علي فضل) (على موقع: درب الانتفاضة: عادل علي و أصدقاؤه ) و جريدة الميدان الغراء. وفى حديثى اليوم رجوع إلى ماكتبوه فلهم التقدير .. وقد قام الأخ د. عبد القادر الرفاعي برعاية الكتاب منذ أن كان ملفاً صغيراً إلى أن أصبح وثيقة موفورة و نحن نستحثه إن يوثق لرتل الشهداء الذين قتلوا بعد علي دأبه كموثق ومثقف . الحضور الكريم عاش شهيدنا العزيز مشبعاً بحب الناس و حب الوطن لم يعرف الغضب ولا الإسفاف و كانت عيادته في الديم قبلة المحتاجين بأخلاقه و تعامله الراقي مع الناس. عاش شهيدنا أنسانا نزيها كريما ، مناضلاً جسوراً ، طبيباً طيب القلب مع مرضاه ، زميلاً حسن المعشر مع زملائه ، ابنا بارا بوالديه و جيرانه و باراً بالوطن و مدافعاً عن حقوق مواطنيه. الحضور الكريم مثل اغلب السودانيين لم يسع على إلى النجومية و مثل كل المهتمين بالجوهر كان لا يسعى إلى الأضواء و لكن البطولة سعت إليه و ها نحن بعد 18 عاما من اغتياله الغادر نتبتل في مناقبه و ها نحن أكثر إصراراً على هزيمة المشروع الذي نازله ووقف مصادماً له أعزل إلا مما يسنده من قدرات و تاريخ و ما يمثله من أقدار و طموحات. كان الفقيد العزيز يستقبل المرضى في عيادته و يعالجهم بمبلغ زهيد و يذهب للمرضى الذين لا يستطيعون التحرك فى منازلهم و كان يقول نحن لا نبحث عن الثراء. الشهيد العزيز نخاطبك اليوم و نحن نعقد محفلاً علنياً أعلنا عنه في الصحف السيارة نتأمل سيرتك الملهمة. أخي الشهيد العزيز أقول لك و أنت في عليائك لقد تبعك رتل من الشهداء جادوا بأرواحهم. أقول لك طال الحصار و أمتد الزمان لكن الشعلة لم تخبو و النفس القوي الذي أرسلته فيها زادها اشتعالاً. أيها الفقيد الكبير لقد حملت همنا و مهامنا ردحاً طويلاً و ها نحن بعدك ننمو و نصير أكثر نضجاً و وعياً. أن مهام الثورة السودانية تنمو و تكبر و تتعقد و تنمو في أتونها الطاقات البشرية. في غيابك لم نتراجع أو نتخاذل أو نستسلم. و لعل في هذا الهزيمة الكبرى لجلاديك الطلقاء. أن الشعب لا يزال مثخناً بالجراح لكنه لا يزال ممتشقاً سلاحه. أيها الشهيد العزيز أنت الاشتراكي الفذ الذي قدم نفسه دفاعاً عن الديمقراطية, دفاعاً عن القضايا الأساسية للوطن: سيادة القانون الحريات ، المواطنة و لعمري في ذلك كل الاعتبار و في ذلك تلخيصاً لتداخل و تشابك القضيتين في السودان المعاصر. أيها الشهيد العزيز حينما طاف الموت حول الوطن وقف عند بابك لانك ملتحم بالوطن. لقد استهدفوك لأنهم حقدوا على اتساقك الشخصي و على شمائلك العظيمة. الحضور الكريم ل21 يوما قبل اغتياله الغادر في بيت الأشباح ظل شهيدنا العزيز يتلقى تعذيباً متزايداً هدفه أن يتحدث بما وراءه أو يلقى موته. و لما كان علياً لا يغير جلده فهو لم يترجل من فرسه و تألق و استبسل صامداً حتى ذهب عالي القامة طويل الهامة. لعل شعار علي أثناء التعذيب الذي أستهدف قتله (أن الحياة تعطى مرة واحدة و الأجل إلى انتهاء). أيها الشهيد العزيز لقد كنت الدينمو وراء نشاطات راش و كنت سكرتيرها التنظيمي و مسئولها الإداري المنتخب في مؤتمرها عام 1986 و ظللت بهذه الصفة حتى اعتقالك و اغتيالك و كنت منذ انقلاب 30 يونيو 89 تعمل و تنشط بهذه الصفة و لقد نسقت مجهودات الأطباء الاشتراكيين الذين ساهموا مع زملائهم النقابيين في مذكرة النقابات الشرعية فى سبتمبر 1989 ثم نسقت مجهودات زملائك الأطباء الاشتراكيين الذين ساهموا في الإضراب في 26\11\1989 و ظللت ممسكا بخيوط العمل في فترة بالغة الحرج مع قلة قليلة اقتضت الظروف أن يقتصر العمل عليهم. لقد جن جنونهم لهدا انشاط الكثيف لستة أشهر و أصدروا قراراهم بتعقبك و استنطاقك فكان عليك الابتعاد عن الأضواء و الاختفاء. و من قادة النقابة و الإضراب أستطاع د.بابكر يحيى بمساعدة راش و من خلالها الابتعاد عن الأضواء و السفر سرا فيما بعد للخارج. و واجههم د. مأمون محمد حسين و النقابي البارز د. سيد محمد عبد الله في المحكمة و وقف العالم كله معهما غالاً يد الجلاد في تضامن مذهل سريع دشنه الأطباء و المحامون العرب و نحن نحتفظ بكل هذه الوثائق المتضامنة معنا والتى أصدرتها هاتين الجهتين . الحضور الكريم إذا راجعنا السجل العالمي لمناهضة التعذيب تستوقفنا حادثة تشيليه. لقد لقي بعض الجلادين مصيرهم القضائي جراء ما أقترفوا من قتل بعد عشرات السنين. الحادثة جرت في معتقل إستاد سنتياجو عام 1973 حينها قام 4 جلادين بقتل معتقل سياسي و شاهدهم 3 معتقلين. مرت سنوات عديدة و في عام 2006 جاء 2 من الشهود ظلوا على قيد الحياة ليشهدوا ضد واحد فقط من 4 من القتلة ظل حياً. و ثبتت الجريمة و لقي القاتل جزاؤه. و هكذا دارت الأفلاك و الأزمنة لتستقر بوصلة الحق. الحضور الكريم إننا نرى و نقف مع الرؤية القانونية إن كل من هو ضالع في جرائم التعذيب بأي صورة من الصور سواء بإصدار التعليمات أو أعطاء الضوء الأخضر أو التغاضي عنها لا يعفى من المسئولية و ليست هناك حصانة قضائية أو قانونية أو دبلوماسية للمتورطين في هذا النوع من الجرائم كما لا تملك أي جهة إسقاطها أو إصدار العفو عن مقترفيها. أن البلاغ الذي فتحه القاضي المقيم بمحكمة أم درمان جنوب رقم 903\1990 و تحديده لجهاز الأمن كمتهم مباشر بالقتل تحت المادة 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 هو بلاغ شديد الوضوح. فمن أوقف الإجراءات القضائية؟؟ أنهم القتلة أنفسهم. و لكننا مصرين : أن لا تقادم و أن لا حصانة. و في هذا نطلب من القانونيين ضمن هذا الجمع الكريم المساعدة القانونية بل و نضع طلبنا بين أيديهم و نشير إلى أن مجهوداً مثابراً بدأه المحامي الأستاذ عبد الله إمام عام 1990 لكن كثير من العقبات نصبوها أمامه. الشئ الآخر الذي تطرحه راش أمامها هو إنشاء مركز صحي على أسس حديثة يقدم الخدمة الوقائية و العلاجية ليحمل أسم الشهيد العزيز و أن يكون نواة لمؤسسة صحية تجمع كافة القدرات. نرجو أن تتضافر مجهودات الأطباء داخل و خارج السودان لأجل ذلك. الحضور الكريم نحيي في هذا اليوم العم فضل أحمد فضل و الحاجة الفاضلة كلتوم والدة الشهيد و لأخت نعيمة فضل و الأخوين د. محمد فضل و د. مختار فضل و نحيي هذا الصمود العظيم و نخص بالتحية العم فضل و الذي وقف أمامنا منذ أمسية 21 أبريل 1990 معلماً و هادياً للدرب. لقد تصرف العم فضل منذ أن عرف بإرهاصات مقتل الشهيد مثل فارس على صهوة جواده. و وقف أمام الجلادين وقفة شجاعة و رفض كل عروضهم المتهافتة و ازدراها و لا يزال ذلك الفارس . و قد تخرج الشهيد علي بلا جدال من هذه المدرسة النضالية. لا غرو أن كان العم فضل كل ذلك فهو عضو اللجنة المركزية و اللجنة التنفيذية لاتحاد نقابات عمال السودانيين حتى عام 1971 و ضمه المعتقل بعد دلك وما لانت له قناة. كما نحيي أيضاً روح المرحوم التشكيلى والاستاد د.أحمد الطيب زين العابدين أبن خالة الشهيد و الذي كان قريباً من العم فضل ومن الشهيد ، و نرسل تحياتنا أيضاً إلى زميل الشهيد و صديقه د. مجدي محمداني في مهجره و قد تقاطعت دروبهما حتى لحظة الاستشهاد. ونرسل تحياتنا أيضا ألى ز ملائه فى الدراسة بمصر ممن هم الان خارج السودان وقد ظلوا أوفياء لاسم الشهيد ودكراه وسطروا الاحاديث الحية الجميلة . الحضور الكريم أشكركم بالإنابة عن سكرتارية و عضوية راش والى لقاءات أخرى في هذا الطريق: سجل الخالدين. وأفسح المجال للمتحدثين وللبرنامج المعد.