|
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)
|
بدأ الشيخ ماهراً في تنصيب خيوطه للمرحلة الجديدة , ولم ينسى أن يحاول بقدر الإمكان أن يحشد القاعدة الإسلامية الى صفه أو تحييدها , ولذلك ظهرت ندواته المثيرة للجدل في إمور الدين والدولة , وحاول وبكل إجتهاد ممكن أن يعزل الدولة عن معينات الدعم المعنوي من القاعدة الإسلامية , وأن يوقف بقدر المستطاع الخدمات المجانية التي كانت تجدها الدولة من المجاهدين في حرب الجنوب أو أي حروب يخوضها النظام مستقبلاً , فأقر ببطلان الشهادة للمقاتل بحرب الجنوب , وأفتى بأن النساء هم حور الجنة العين , وربط ذلك بعملهن الصالح في الدنيا , وهنا تظهر براعة الدكتور الترابي في نصب العزلة الكاملة لهذا النظام , وقرائته السليمة لعقلية كادره , فرايه في حرب الجنوب تغير منذ ظهور هذا الصراع ولم يكن قبل ذلك , ولجئوه للدين لم يكن إلأ لتحييد أو كسب المجاهدين لصفه , وقد نجح الترابي بقدر كبير في هذا المنحى , وإستطاع تخذيل عددية كبيرة من الدفاع لهذا النظام في حروبة , وحتى ما كان يُعرف بالدبابين لجئوا الى مظلة تقيهم حر هذا الصراع , وإنتظموا كمؤسسة جديدة منفصلة عن الجناحين يتدارسون ما هم فاعلون , فقد كانوا بين أن يسمعوا قول كبيرهم الترابي الفصل حول الجهاد أو أن يدعموا علي عثمان في الدولة , وما لبثوا سريعاً وأن تشرذموا نتيجة للبلبلة التي كانوا بها , وكما أن حالات الإستقطاب الحادة كان لها كبير الأثر في هذا التشرذم , وخسر كل من الجناحين قوة هذه المجموعة كفصيل متوحد تعضيداً لجناحه , فلو بقيت هذه المجموعة كعنصر متوحد وإنحازت لأي من الجناحين لخسر الجناح الآخر , ويقيني أن تشرذم هذه المجموعة هو الذي أدى الى إطالة امد هذا الصراع , فالترابي كان يعلم جيداً خطر هذه المجموعة على كفتي الصراع , ولذلك رفع من معدل تغذية الصراع من خلال الدين , وتجد هذه النبرة إرتفعت في كل من ندواته الشهيرة بعد المفاصلة , وقد إستفاد الترابي من فراغ الجناح الآخر من المعرفة بأضابير الدين , ومن الهام ذكره هو شكل الخطاب الذي كان يقدمه الترابي خلال هذه الندوات , والذي يدلل على أشواق الترابي في إلتئام الأوضاع قبل أن تستفحل , فقد كان نقده تجاه البشير لم يكن باللغة الواضحة وإستخدم الكثير من المرموزيات ومن الدين والقرأن على وجه التحديد , ولم يركن الى العداء الظاهر وتأليب نفس القاعدة على المؤسسة العسكرية , وكانت شروطه للعودة هي هاديه في لغة الخطاب المقدم من جانبه , وأعتقد أن الترابي جانبه الخطأ في القراءة السليمة لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال هذا الصراع , وكان سعيه من خلال المكسب الوقتي هو الذي يسيطر على خطابه عكس الجناح الآخر , وعلى عثمان كان أكثر ذكاءاً مما نعتقد ويعتقد الترابي نفسه , ودعونا نتمعن في هذه الشخصية الباهرة في مكرها وتفوقها على فن الممكن.
نواصل ...
(عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 04-05-2009, 11:04 AM)
|
|
|
|
|
|