خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 02:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-05-2009, 04:25 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !!

    هذا التوثيق كان جزء من خيط تم حذفه من المنبر في خيط للأستاذ د.بكري الصائغ رد الله غربته لهذا الوطن الإفتراضي بعنوان ماذا تعرف عن علي عثمان محمد طه الأمين العام الجديد للحركة الإسلامية آبان أيام الهكر ,هنا نعيد ما كتبناه توثيقاً في هذا الموقع ...


    على عثمان كان هو أحد الخمسة الذين خططوا للإنقلاب ,ويضاف الى ذلك أنه الراس الكبيرة لفكرة وتجهيز وتنفيذ نفس الإنقلاب, أي كان له القدح المعلى في إجهاض الديمقراطية الثالثة , وله اليد الكبيرة لكل ما حدث وسوف يحدث من نظام الإنقاذ في السودان , وكذلك مسئولية كثير من العمليات الخارجية التي إستهدفت مصالح ضد الإسلاميين أو مع الإسلاميين , وكما ترى وشخص بكل تلك العقلية بين أقرانه داخل الحركة الإسلامية كان لابد له من مركز كبير يستحقه , ونفوذ كامل يخضع له. والصراع الداخلي التنظيمي بين الكوادر للوصول الى مراكز متقدمة أفة عرفتها كل التنظيمات السياسية, ولكن ما جعل ذلك شاذاً في الحركة الإسلامية هو أن الوصول للمراكز المتقدمة يمكن أن يكون على رؤوس جثث وأشلاء ودماء, لايعنيهم فيه رتل من الشهداء أو حروب تستنزف الوطن ولا مهددات يمكن أن تعصف بكل شيئ , وكل يوم وأثناء صراعهم مع بعضهم البعض يثبتون أنهم قارئون أذكياء لكتاب الأمير وجوهره (الغاية تبرر الوسيلة) حتى ولو كانت هذه الوسيلة هي الدين نفسه , وبالنسبة لعلي عثمان بدأ مع هذا الإنقلاب هادئاً في تسلسل العمل السياسي مع طاقم العسكر الصوري المنفذ للإنقلاب , فلم يكن يهتم بالمنصب أكثر من إهتمامه وغيره من المتشددين في تثبيت أركان النظام عبر الألة الأمنية والقمع الكبير الذي تمت ممارسته من قِبل النظام ,فقد كان كله تحت تنفيذ على عثمان , وقد يعتقد الكثيرون ببرأة الرجل من كثير من الدماء التي سفكتها الإنقاذ , ولكن كل العمليات الأمنية كانت تخرج من إجتماعات الحركة الإسلامية سواء أن كانت تنوير من القادة الأمنيين أو أوامر من نفس الإجتماعات للمزيد من التنكيل , وكل هذه الإجتماعات لا يمكن لشخص متابع وحصيف أن ينأى بعلي عثمان خارج حسابات هذه الدماء التي مهرت وما زالت إباء هذا الوطن , وكما أن التعبئة لحرب جنوب السودان في بواكير التسعينات كانت تأخذ منه الكثير من الأوقات والتي لاتعطيه الزمن كي يقفز الى قمة الهرم السياسي في السلطة , وكذلك عمليات ترتيب ولوج الإنتهازيين الى السلطة ومحاولات شراء الذمم السياسية كان علي عثمان هو من يتولى الإشراف الشخصي عليها .وقبل أن نغوص أكثر في هذه الشخصية وجب سرد ذلك لمعرفة القدر الكبير الذي لعبته هذه الشخصية لبناء هذا النظام الذي مازال جاثماً على صدر الشعب السوداني .
                  

04-05-2009, 04:51 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    بدأ الصراع الحقيقي بين الإسلاميين حول السلطة وإعتلاء المناصب عندما تحققت بعض الإنتصارات الطفيفة في ميدان العمل العسكري , وكذلك عندما إشتد التمكين الإقتصادي والأمني والإعلامي , وكذلك عندما تسرب الى الهرمية السياسية الكثير من الإنتهازيون , والذين بدأ معهم بعض ظهور للفوضى في كثير من شئون العمل السياسي والإعلامي , ونقطة الصفر لهذا الصراع كانت تململ بعض أعضاء المجلس العسكري للثورة من إنكشاف الوضع على المستوى العالمي في شكل هذه الثورة ومحاولة التدجين الكبيرة التي قام بها الإسلاميون في السودان, ولكن إنطلاقة نقطة الصفر كانت منذ إستيلاء على عثمان على كل مفاتيح الحركة الإسلامية بالداخل وتجديدها بعد حادثة أوتاوا لحسن الترابي, وعندها ظهر الصراع بكل ثقلة بين العليّين ابن الحاج وابن عثمان , فعلى الحاج كان يرى وبحكم غلبة أبناء الغرب داخل الكيان الإسلامي كان لابد له من إعتلاء أعلى مناصب هذه السلطة , وكان على عثمان يرمي بثقل أنه هو المنفذ والراس المدبر ولذلك فإن هذه السلطة هو الأحق بقيادتها ,وهو الصراع الذي إمتد حتى تماثل الترابي للشفاء .وما بين تململ العسكر وصراع العليين تفتقت فكرة الترابي لإنهاء هذه الأزمة , حيث كان الترابي هو المرجع الوحيد عند الشدة في الأزمات , فتم حل المجلس العسكري للثورة وإعلان النظام الجمهوري وفيه تم إعلان عمر البشير رئيساً والزبير نائباً وقد كان هنالك نائب آخر من جنوب السودان , وبالنسبة لصراع المدنيين العليّين فقد حاول الترابي أن يجعل النظام في شكل الجمهوري الفرنسي بأن يكون هنالك مجلس للوزراء وكان من المحتمل أن يكون على عثمان هو رئيس هذا المجلس وعلي الحاج نائباً له وأن يحتل الترابي السلطة التشريعية مع دوره كمرشد عام للدولة , وهنا بدأ أول صراع حقيقي بين الترابي والمرحوم الزبير محمد صالح , فقد رفض كل عسكر الثورة هذا المقترح وخصوصاً غير المحسوبين على تيار الإسلاميين ونصحوا عمر البشير بأن لايقبل هذا المقترح وأعتقد أنهم تعللّوا بالسند العسكري لهذه الثورة , ولو قبلوا هذا المقترح فما كان فائدة أن ينفذوا هذا الإنقلاب , وفعلاً رفض المقترح بشدة , ولكن الدكتور العبقري كان له من الخطط البديلة لتمرير الأزمات , ففد تمت تسمية على عثمان وعلى الحاج كوزراء في الحكومة الجديدة , والى هنا فالإمور قد تكون عادية حيث كان هؤلاء في الأصل وزراء ,ولكن الوزارات الجديدة كانت هي المنفذ لتسكين هذا الصراع بين العلييّن فقد تم دمج ثلاث وزارات في وزارة واحدة لعلي عثمان وكانت مسماه بوزارة الشئون الإجتماعية , والوزارت التي تم دمجها هي الشباب والرياضة ووزارة الضمان الإجتماعي والثقافة, وكان له ثلاثة وزراء دولة وهو ما يعني أن المكانة التي وصل إليها باتت كبيرة. أما الآخر على الحاج لم يسكت ويهدئ من صراعة إلأ عندما كُلف بديوان الحكم الإتحادي وأيضاً كان له ثلاثة وزراء دولة بالإضافة لمنصبة كمستشار للقصر , وهدأ البيت الإسلامي قليلاً من الشهوة المتزايدة حول السلطة وبدأ شكل آخر من الصراعات وكانت كلها صراعات مكتومة ومناوشات تحت الحزام بين عسكر ومدنييّ الإنقاذ , ذلك العسكر الذي تساقط سريعاً في كل الأفخاخ التي نصبها المدنيين من سياسي الإنقاذ , والذين كانوا أكبر الهواجس في ذلك الحين وخصوصاً عاطفة البشير كانت معهم , فقد كانت الخطة التي وضعها الترابي وعلى عثمان هي التخلص من جوقة العسكر الغير محسوب على التيار الإسلامي , والذين كانوا ملتفين حول البشر إلتفاف السوار بالمعصم , وقد كان التخلص من هؤلاء هو المؤشر للتخلص من البشير نفسه وكل العسكر من هرم السلطة , فعمت النكايات بين العسكر حتى تخلص منهم البشير وفقاً للخطة المرسومة واحدة تلو الآخر , ومنهم من إبتعد ونأى بنفسة قبل أن يأكله هؤلاء الجائعون كما أُكل الثور الأبيض , ولكن كان هنالك من إستعصى لخطط هؤلاء , وكان الزبير منهم , وكان أخر الحلقات الداعمة لقوة هذا السوار الملتف , فإن تمت إزاحته يكون الطريق ممهداً لهرم السلطة.
                  

04-05-2009, 05:14 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    قبل المواصلة شيئ هام وجب ذكره وهو العلاقة وتطورها بين أركان الإنقاذ الأربعة البشير والترابي والعلييّن, ابن عثمان وابن الحاج , فمعروف أن العلاقة قبل حل الصراع الآخير بين العلييّن كانت كبيرة بين على عثمان والترابي حتى كان يطلق عليه فتى الترابي المدلل, وكذلك علاقة الترابي بعلي الحاج ولكن مع الآخير لم تكن مثل ما كانت في وطادتها مع علي عثمان , وعندما أصبح على عثمان وزيراً لتلك الوزارة الضخمة أخذته المسئولية الكبيرة عن علاقته بشيخه ويقال أن الشيخ كان عاتباً على قيام على بالكثير من المهام والعمليات دون مشورته وخصوصاً ما نسب في حادثة أديس أبابا , وهو ما يعني عند الشيخ أن علي عثمان بدأ يشق طريقه لإدارة النظام والتنظيم , وخصوصاً أن على عثمان كان غير راضياً من قرار الترابي بحل الحركة الإسلامية, وهو القرار الذي تفتقت فيه عبقرية الترابي لإسترجاع مفاتيحه الضائعة داخل التنظيم أو تعويم الأمر و إفساد عمل المفاتيح التي بيد علي عثمان , وبعد حادثة حسني مبارك بدأ الشك يتسرب الى الدكتور الترابي في محاولات علي عثمان في إحياء الحركة الإسلامية وبعثها من جديد , ومعروف أن من يملك زمام خيوط التنظيم ومفاتيحه يكون قد قطع كل الشوط للسيطرة على كل شيئ, ولذلك بدأ الشيخ الترابي يسرع الخطي حول إحياء وتجميع الخيوط القديمة للحركة الإسلامية التي قام بحلها وهنا كانت هي نقطة الصفر للصراع بين الشيخ وتلميذه علي عثمان , لذلك وبعد حضور علي الحاج من رحلة كان بها في الأردن أعتقد كانت إستشفاءاً طواه الترابي تحت جناحه بسرعة كبيرة , ولم يصدق الآخير في التطور المضطرد لعلاقته مع الشيخ وتفوقها على علاقة الشيخ بابن عثمان , ويبدو أن الشيخ قد فشى سره لعلي الحاج بضرورة كسب السباق في إحياء الحركة الإسلامية من جديد وإستغلالها لطرد البشير وعلي عثمان من هرم السلطة والوصول إليها أي هو وعلي الحاج , والآخير جاءته الأماني زاحفة وبرغبة كبيرهم وما عليه سوى أن ينفذ كل ما يطلب منه , وكانت أول المطلوبات التي يجب عليه أن ينفذها هي السيطرة الكاملة على الولايات ومحاولة تأطير قواعد الحركة الإسلامية بها وتمكينهم بكل مستطاع وأن يباشر علي الحاج بنفسه هذه المسئولية , لذلك قرع الجرس في أحد إجتماعات مجلس الوزراء وأعتقد أنه قد خرج بقرار في ذلك الوقت بأن كل شئون الولايات مع كل الوزارت والمؤسسات القومية يجب أن تمر من طريقه بحكم أنه المسئول من الحكم الإتحادي , وكان الترابي يجهز في قواعدة في نفس تلك الولايات ويعدها لساعة الصفر , ومع ذلك لم تندثر صراعاتهم في الحكومة المركزية , وأصبح هدف على عثمان هو إزاحة الزبير من طريقه , وهدف الترابي وعلى الحاج هو إزاحة الزبير من البشير وعلي عثمان من الحركة الإسلامية , فإتفقوا في الأول وهو إزاحة الزبير و بالرغم من أن كل منهما يعمل في الخفاء لتنفيذ ما هم متفقون عليه دون أن يعلم كل من خيول الصراع , فرحل الزبير , وبكاه البشير وكأنه كان يبكي نفسه , ويبدو أنه قد إجتر كل شريط الأحداث والمناكفات التي كانت بين المرحوم وإخوته في التنظيم , ولذلك لم يستبعد المكيدة في التخلص من الزبير , وظهر هذا الشك وهو يتأخر اليوم وتلوه في إختيار نأئب له , فقد أصبح وحيداً في دائرة من الذئاب التي يمكن أن تدوس على كل الجثث في الوصول للسلطة , وأعتقد أيضاً أن حادثة الزبير كانت هي المؤشر الرئيسي لولوج عمر البشير في بئر الصراعات ومحاولة تثبيت نفسه هو الآخر في هرم السلطة السياسية والتنظيمية , لذلك فإن طلبه من الترابي ليقوم بترشيح من ينوب عنه كان خطة ذكية منه هو الآخر , فهذا الشرف ما كان ليناله الترابي إلأ بعد أن تيقن عمر البشير من دخوله في اللعبة السياسية ومحاولته لمعرفة إتجاهات الصراع , وكذلك معرفة موقف الشيخ من الصراع نفسه , ويبدو أن الوشايات قد عرفت طريقه له , وما كان له أن يصدقها سوى بإخضاعها لمثل هذه الإختبارات , ولم يكن الشيخ يعلم أن عمر البشير له بعض الدهاء والذي تعلمه من السنين القليلة التي مكثها في كرسي الحكم , ولذلك إنتقص الشيخ الوقور من قدره ورشح نفسه لهذا المنصب ضمن ثلاثة إختيارات وضعها بالترتيب , وما فات على الشيخ أن يضع في هذه الإختيارات خصم باطن له الكثير من العداء ولكن كان علي عثمان هو الخيار الآخير مستبعداً الشيخ أن يقوم عمر البشير بإختياره , ولذلك وضع تحت نفسه كخيار ثان خير من ينفذ له كل ما يريد وهو علي الحاج , فوصول أياً منهما الى رأس السلطة كان كفيلاً بإستعدال الكثير من كفوف الصراع التي أصبحت مائلة عندهم ,وهرم السلطة هو الطريق السريع وبأقل مجهود لإعادة خيوط الحركة الإسلامية كتنظيم في يد من يعتلي هذا الهرم , ويقيني أن عمر البشير عرف شكل الصراع وإتجاهاته ولكن لم يكن يعلم ماهية كنه هذا الصراع أي محاولة إعادة وإحياء الحركة الإسلامية كتنظيم , وإختار علي عثمان نائباً له , ويقيني أن إختياره لم يكن إلأ لقرب علي للمؤسسة العسكرية ومعرفة الكثير من قياداتها , ومعرفة ما بداخل المؤسسة من مسانيد يمكن أن تقبله شريكاً مدنياً لقائدها .
                  

04-05-2009, 05:32 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    وهنا يبدو أن الشيخ أخذ ضربة قاضية من أحد كوادره وهو عمر البشير , وعرف الترابي حينها الفرق بينه وكادره الذي يتدثر بالزي العسكري , فقد أسقط الترابي هذه المؤسسة خلال صراعة من حساباته تماماً , وعرف أن أراضيه داخل المؤسسة لا وجود لها , ولذلك سعى بكل قوته لبناء أرضية داخل المؤسسة العسكرية ونجح لحد كبير , وإنتقل الصراع الى شكل أخر ولكن ليس بعيداً عن كنه الصراع الحقيقي , وهو التنظيم الإسلامي , وما يرجح ذلك نشاط الكثير من الإنقلابات داخل صغار الضباط وهو ما يعني أن هنالك تفلت تنظيمي داخل المؤسسة العسكرية بالرغم من أن هذه التفلتات كان كثيرة إلأ أن النظام إستطاع أن يتكتم في أمرها , فخرجت الكثير من قوائم الفصل للصالح العام من منتسبين للمؤسسة داخل عهد الإنقاذ , وعندها عرف علي عثمان أن الصراع قد إتخد شكل لايمكن مجابهته إلأ بتدبيرات أكبر منه , فسعي بكل قوته عبر البشير ببناء أقوي جهاز أمني يعرفه السودان منذ الإستقلال , وندب له الكثير من الكفاءات الأمنية التي تعمل منذ أيام النظام المايوي والتي أخذت الكثير من الدورات الخارجية , وهو الجهاز الذي نشهده اليوم , فقد كان لهذا الجهاز القدح المعلى في تسكين الصراع أكثر من تسلطه على الشعب السوداني , ولنا أن نرى بئس هذا الصراع وبأسه, ونشط الجهاز في تقطيع أوصال الخيوط التي صنعها الترابي داخل المؤسسة العسكرية , وسرعان ما أدرك الشيخ الصباح , ورجع الى ميدانه وهو تنشيطه لأغلال التشريع حتى يقع العلي عثمان في حبائل أخطائه , فشرع يحاول يترصد علي عثمان عبر وزراء ملفه المسئول عنه داخل مؤسسة الرئاسة وهو ملف الإقتصاد , وخصوصاً محاولة علي عثمان لتجفيف موارد التمكين من إعفاءات ضريبية وجمركية والتي كانت تعني نشاط الترابي في إحياء الحركة الإسلامية , وتمكن علي عثمان من مضايقة أتباع الترابي وخصوصاً منظمات العمل الجهادي , وعمل عبر وزير ماليته عبدالوهاب عثمان على مضايقة النمو المضطرد لأبناء الترابي داخل الحركة الإسلامية , والترابي كل يوم يسمح داخل مجلسه الوطني لإستدعاء وزراء وفق الإستجوابات المقدمة من الأعضاء والتي كانت تُرتب قبل الجلسات , وهو ما جعل الكثير من الوزراء يتذمرون لمؤسسة الرئاسة لوضع حد لهذه الإستفزازات التي يقوم بها الشيخ , والشيخ سادر في غيه ولا يتوانى,حتي حبك علي عثمان مع من لايؤيدون سياسة الترابي وكذلك مع من يضمرون العداء له داخل الحركة الإسلامية قبل الإنقاذ , وبعض الذين تنفذوا بعض الشيئ مع مجئ الإنقاذ ولا يريدون أن يغادروا مواقعهم ذات صبح , بما يعرف بمذكرة العشرة والتي كانت في جوهرها تحد من نفوذ الترابي داخل العملية السياسية والتنفيذية , وكان على رأس هؤلاء العشرة الكرام البررة أبراهيم أحمد عمر وغازي صلاح الدين , ونجحت المذكرة بالدهاء الذي فيه من كبح جماح الشيخ فيما هو سادر فيه , ولكن هذا الرجل به عبقرية لو وزعت على كل مجرمي الأرض لوسعتهم , فقد خفض رأسه سريعاً للعاصفة , ويبدو أن جرابه كان ملئ من الخطط البديلة ما يكفي لبلوغ ما يريد . بدأ الشيخ ومعه فتاه الجديد علي الحاج في تجهيز مقبرة الحسم لهذا الصراع , خصوصاً أن الصراع أصبح في بعد جديد وهو كنس كل مؤسسة الرئاسة , علي وعمر , لذلك إبتدأ رحلة أعتبرها أكبر رحلة في التاريخ وهي رحلة تجهيز الولايات عبر المؤتمرات القاعدية وقد إمتدت هذه الرحلة لقرابة العام , وبدأ فيها الترابي المسير من منطقة إلى أخري مكوناً المكاتب ومرشحاُ من يريده للتمثيل في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني , وركن كل من علي وعمر إلى أن الشيخ يبدو عليه قد عاد ألى رشده , ولكن كان علي عثمان يعلم أن الشيخ يضمر الكثير وخصوصاً أن الأنباء الواردة له من هذه المؤتمرات القاعدية ينبئه بخسارة ما يعتبرهم سند كبير له , لذلك سارع بتحشيد الكثير من القوي الفاعلة من داخل المؤسسة العسكرية وجهاز الأمن , مع علمه بعدم خضوع مؤسسة الرئاسة للعملية الإنتخابية داخل المؤتمر العام وأن الولوج الى المكتب القيادي للمؤتمر العام مضمون بالنسبة لهما هو والبشير , ولكن كان خوفه الأكبر على أعوانه , هؤلاء العشرة الكرام البررة , وأعتقد أن علي عثمان إستعان بالمرحوم مجذوب الخليفة حتى يكون سند له خصوصاً أن الآخير تربطه علاقة قوية مع الترابي في تلك الأحآيين , ويقيني أنه قد خرج معه بإتفاق ليرتفع من شأنه إن ساعده على تنفيس مخططات الترابي , لذلك وعندما أتى موعد المؤتمر القاعدي لولاية الخرطوم سقط كل العشرة وبالإنتخاب وتعسروا في الوصول الى المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم وهنا جاء دور مجذوب الخليفة وقد كان له وحسب نصوص اللأئحة الداخلية أن يعين واحداً لهذا المكتب القيادي وأعتقد كان هذا المكتب هو المسئول الثقافي , ولذلك جاء غازي صلاح الدين وولج الى المؤتمر العام عبر مجذوب الخليفة , وكانت طعنة من الخلف وعبر غواصة داخل الصراع لم يفطن لها الترابي , وجاء المؤتمر العام والذي شكل المكتب القيادي وأصبح الترابي أمينه العام وكان به البشير وعلى عثمان أعضاء بهذا المكتب بحكم مناصبهما , ولو كان هنالك ترشيح يجب أن يخضعا له لسقطوا أمام ما حشده الترابي للتنكيل بمن حاول أن يغمضه حقه كما يرى في الحركة الإسلامية . ودانت السيطرة التنظيمية للترابي بعد أن حل هذه الحركة بيده وعرف مقدار التعب الذي كابده , ولذلك لم ينتهي صراعة , وبعدها تربع على المجلس الوطني وجلساته يحاول كل يوم من الإنتقام من مؤسسة الرئاسة ففتح الكثير من الملفات وأصبح وكأنه يقايض بها في أن يسلم الطرف الآخر وأن يرحلوا من دفة الحكم فقد أصبح الحكم في يده وكل التنظيم معه , ولذلك حاول من الإنتقاص من هيبة الحكم وجعله كالصورة فذهب الى تشريع الحكم الفيدرالي في التطبيق , وكان هذا بمساعدة كبيرة من علي الحاج , فعمد الى تشريع إنتخاب الولاة كأولى الخطوات في تمييع الحكومة المركزية وجعل يدها قاصرة في الحكم , ومرت الليالي سريعة والجلسات في وتيرة كبيرة تعلن كل يوم أن موعد إقتراب الساعة قد أزف , حتى قلب البشير وعلي عثمان الطاولة بمساندة الجهاز الأمني والمؤسسة العسكرية , وحدث الإنشقاق الأصيل والذي كان في الأصل موجوداً منذ اليوم الأول للسلطة , فكل إسلامي كان يتمثل الأمير في كتاب ميكافللي.

    نواصل ..
                  

04-05-2009, 05:51 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    نأتي الى علي عثمان في أثناء الصراع الذي أفضى الى الإنشقاق , وإستماتته في محاولة حفظ كيان الدولة التي كانت احد إنجازاته الخالصة , ووصوله الى هرمها السياسي ومحاولة تثبيت أحقيته بذلك داخل تيار الإسلاميين, وعندما كان الصراع في أشده والترابي وكما سبق وذكرنا في محاولته أيضاً للمحافظة على الدولة بغرض الوصول لهرمه السلطوي حدثت الكثير من التجاذبات والصراع الحي والمبطن بين الشيخ وتلميذه , فقد عمد علي عثمان الى تغذية الصراع بمحاولة إغراء كثير من قيادات الصف الثاني بالوقوف معه مقابل كثير من الإمتيازات والمناصب التي سوف يعتلونها , وكانت البداية فعلاً بالمرحوم مجذوب الخليفة والذي كان والياً للخرطوم , وقيادات الصف الثاني ليست معنى أنها لم تكن قيادات ذات وزن ولكن كان الترابي يعمد الى إبعادها , ويقيني أن الترابي كان يحاول إبعادها لكثير من الأسباب وأهمها أراء هذه القيادات التي تغاير أراه ولاتتفق معه في الكثير من الأراء , وكان منهم ابراهيم احمد عمر وغازي والجاز ونافع والبروف عبدالرحيم من الصف الثاني الحقيقي كان احمد هارون و ومندور وقطبي ومهدي وقوش وكرتي وغيرهم , وكلهم ممن تسمع عنهم بإعتلاء الكثير من المناصب بعد الإنشقاق , وإمتاز علي عثمان أثناء الصراع برباطة الجاش والهدوء والعمل الصامت ككل حياته , وبل جعل البشير أن يكون وجهه في الصراع أمام الترابي , وما كان للبشير أن يخوض مثل قوة هذا الصراع تجاه الشيخ الكبير الذي ما كان يحلم بلقائه في غابر الأيام قبل الإنقاذ إلأ بعضد كبير قام بتجهيزه علي عثمان , ويبدو أن علي عثمان كان قارئ جيد لنفسية الكادر داخل الحركة الإسلامية ونشوقها نحو الوصول الى هرم السلطة والتسلط , وهي شكل آخر من نفسه وحبها في السلطة , والذي لايستطيع أن يكون حصيفاً في قرائته سوف يرى في علي عثمان زهداً في السلطة وبعداً عن التسلط , ولكن للأسف هي عقلية التربية التي قام بها وببراعة الدكتور الترابي في تنشئة أعوانه, وحتى الذين وقفوا بعد الإنشقاق موقف المتفرج والراثي لحال الجماعة لم يكن ذلك منطلق من عقيدة يؤمن بها سوى أنه كان خارج صراع الإستقطاب الحاد الذي عمد له كل من الترابي وعلي عثمان . وقبل أن نسترسل وجب ذكر الدهشة التي إعترت الترابي والذي لم يحسب جيداً لمآل الصراع , والترابي كان يعتقد كبير الإعتقاد في خضوع علي والبشير لسلطته , وأن ما كان يريد أن يمرره في الحق الفيدرالي سوف يأتي أكله عندما يتم التصويت له , وبعدها سوف يستطيع أن يزيح كل منهما من هرم السلطة , وما لم يفطن له هو ما داب على فعله وهو التشقيق داخل الكيان الإسلامي وضراوة المعارك التي يخوضها ضد خصومه والمؤامرات التي قام بها بإبعاد كل من لم يروق له ونسي أهم شيئ هو أن ساعده الأيمن هو الذي أصبح ذلك العدو , فعلي عثمان تعلم الكثير من الدهاء من شيخه , وكل ماقام به إصطحب فيه كل تجارب الشيخ في ذلك , حيث كان الدهاء كبيراً من جانب علي عثمان , وأعتقد أيضاً أنه كان يحسب للخسارة وإنخذال البعض الكثير من الحسابات وهو ما جعله لا يتصدر هذا الخلاف فقد جند له مع البشير الكثير من كبار السن داخل الحركة الإسلامية , وهو ما لم يقم به الترابي وخسر معركته في الوصول للسلطة , والترابي كان له الكثير من الحق في تصدر الخلاف فقد كان معه كل جحافل التنظيم الأمني وهو ما جعله معّتد كثيراً بنفسه في الخلاف , وكان يعلم تماماً أن من كان معه قيادات الدبابين فهو الكاسب للمعركة لامحالة , ولذلك عمد في إستفزاز الرئاسة بقدر ما أمكن وكان كل هذا معنون تحت إستعراض العضلات .

    نواصل ..
                  

04-05-2009, 06:06 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    وخيط آخر في الصراع جدير بذكره وهو موقف أبراهيم شمس الدين قبل وأثناء الصراع , وهذا الشخص ايضاً كانت له الكثير من الأشواق بإعتلاء هرم السلطة ,ولكن كان يعلم جيدأ أن الوقت لم يحن له بعد , ولذلك لم يتوقف في تأسيس نفسه داخل المؤسسة العسكرية كل يوم , وفي خضم هذا الصراع وقف متفرجاً ولكن لم يكن نتيجة لعدم الإستقطاب , ويقيني أن الكل سعى له ولكن رأي أن ينأى بنفسه فهذه المعركة سوف تقلل له من شدة التنافس وتتخلص له من أحد المنافسين الأقوياء , ولذلك وقف يتفرج كثيراً حتى وإن إنجلت المعركة كان له أن يقف مع المنتصر والذي سوف يكون حصانه في إعتلاء هرم السلطة . عندما تم الإنشقاق عمد الترابي الى وضعه الأمني من خلال الكثير من المعطيات الدالة على تطور الصراع الى شكل دموي . وأعتقد أن الترابي أطلق يد معاونية في التنظيم السري حتى يقضوا على الفصيل الآخر , ولا أستبعد أن كانت هنالك قوائم للتصفية خرجت من جماعة الترابي تجاه فصيل علي عثمان , فالنشاط الأمني المحموم الذي قامت به الدولة في تلك الأثناء يوحي بأن شكل الصراع قد إتخذ بعداً آخر وأخطر من قبله فتم إعتقال الكثير من ما يعرف بالدبابين والمجاهدين وفي كل المدن , وكذلك تم إعتقال الكثير من الأشخاص والذين إن خالطهم سوف تندهش لإعتقالهم , فقد كان هنالك الكثير من أعضاء التنظيم الإسلاموي لم تنكشف سيرتهم والإنقاذ في الحكم الى ذلك التوقيت , وكان حياتهم تسير أكثر من عادية فتراهم وكأنهم متأثرون من الحياة أسوة بالمواطن المغلوب على أمره ولكن عند الإنشقاق يبدو أن هذه الخلايا النائمة قد جاء وقت تفعيلها , وعندها عرف الناس دهاء هذا التنظيم ومكره ومدى تخطيطه للجريمة بحق الشعب السوداني , وأعتقد أن إنكشاف الوضع وبتلك الصورة كان إشارة لايمكن أن يغفله الحصيف بحقيقة الصراع , وهذا أهم شيئ يجب الوقوف حوله , فالكثير من المتابعين كانوا يرون أن هذا الإنشقاق عبارة عن مسرحية تقوم بها الحركة الإسلامية , وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه , ومحاولة لفك العزلة التي كانت حولها , وتناسوا أن لكل صراع جاد الكثير من الخسائر , وكان أكبر خسائر هذا الصراع هو إنكشاف الكثير من الحقائق حول تخطيط التنظيم , وتطور الصراع ووصوله الى مرحلة الدم , وفات على الحنكة السياسية تغذية الصراع ليفضي الى زوال النظام , وليس الجلوس في مقاعد المتفرجين , فإنتصار أي من المتنافسين يعني مواصلة النظام في الحكم , اي يتواصل نفس القهر . وبلغ الصراع مبلغ أن تمت إغتيالات في وسط الخرطوم ( إغتيال علي البشير) , وهذه الحملة لم يقودها أي شخص سوى علي عثمان فهو الوحيد الذي يعرف أسرار وخبايا التنظيم وليس أحد غيره داخل جهاز الدولة , فكل هذه الخلايا كان هو من أعدها بمشورة الشيخ , ومعرفة تطورها قبل الإنقاذ وبداياتها كان هو الذي يشرف عليه وكل هذا يستطيع أي شخص أن يستنتجه من حكم موقع علي عثمان من الشيخ , ولذلك فقد كانت الضربة كبيرة على الشيخ من تلميذه , فكل أدوات الصراع التي أسُتخدمت كانت من صنيع الإثنين الشيخ وتلميذه , لذلك فقد تفوق التلميذ بمساندة هرم السلطة وعدتها وعتادها , وحتى الطرف الآخر معروف أن له كمية مقدرة من العدة والعتاد وهو ما يجعل النظام وحتى اليوم متخوفاً من الشيخ وأتباعه , كما أن الخبراء الأمنين بهذه العدة ما زالوا بالسجون نتيجة لتلفيق الكثير من الجنايات بحقهم ( هنالك مجموعة من أتباع الترابي ما زالت بسجن كوبر رغم العفو الرئاسي الصادر بحقهم منذ اعوام) .

    نواصل ..
                  

04-05-2009, 06:15 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    وعلي عثمان أجاد خلال صراعه عمل الجريمة المنظمة كتلك التي نعرفها بالمافيا , ولكن كان تسخير عقليته من أجل صموده على كرسي السلطة المغتصب أصلاً من الديمقراطية. إنقسم الفريقان وكلٍ كانت له تحفظات كي يبقى بعيداً عن الآخر بعض الشيئ ولكن ما يجب الإشارة إليه هو معرفة طبيعة هذا التباعد , فقد كان لكل منهما أسبابه لتلك الطبيعة , فالترابي كان بعد حل مجلسه الوطني يعتقد كثيراً في أن الإمور يمكن أن تعود الى نصابها ويمكن أن تخرج تسوية من هذا الصراع , ويبدو أن شرطه الوحيد والذي لم يكن معلناً هو إقصاء علي عثمان من هرم السلطة , ولذلك إستجاب للمبادرات الداخلية والخارجية بغرض الوصول لما يستهويه , ولذلك لم يغزر سكين الصراع الحادة لزيادة هوة الإنشقاق , وكل ما صرح به كان مما يقال عنه فقط حفظ ماء الوجه , وكانت كل تصريحاته عبارة عن تنوير لكثير من قواعد الإسلاميين التي وقفت والإندهاشة تكسوها حتى أخمص قدميها , وما وجب أخذه هو تصريحه الشهير بـ (ذهبت الى السجن حبيساً وذهب البشير الى القصر رئيساً) وهذه العبارة لم تكن في إعتقادي تعني الكثير للشعب السوداني إلأ تأكيدأ لإعتقاد , والذي عرف وبعد مدار ما يقارب العقد إرتباط الجبهة الإسلامية الوثيق بهذا الإنقلاب , والمسرحية التي قام بها الترابي بالذهاب الى كوبر, لذلك فالعبارة يمكن أن تكون تقريرية للشعب أكثر منها بالمعلومة الجديدة لديه , ولكن كانت العبارة باب إستدرار ودغدغة لمشاعر الإسلاميين أكثر منها أن تكون فضحاً لمآل الوضع , وأراد الترابي أن يصف الى تلك القاعدة مجاهداته في هذا الإنقلاب , وأنه هو المدبر الحقيقي لهذه الثورة وليس علي عثمان , لذلك لم تكن المعلومة تعني أن الأحوال من جانب الترابي تأبى الإلتئام من جديد ولكن وكما سبق وقلنا كانت مشروطة , ولذلك لم يستفحل الخلاف في ايامه الأولى كثيراً وكان كل من الجناحين يترقب موقف الآخر وجديته في حلحلة الأوضاع , وعندما نقول الجناحين لم نقصد الرجلين الترابي وعلي عثمان ولكن عموم الإسلاميين , فكل الذي رمى به الترابي هو ترهل السلطة في يد المركز , وكان هذا هو المقصود لعامة الشعب السوداني , وأنه يسعى الى فدرلة السلطة , وفي الجانب الآخر كان البشير مصاب تماماً بالهذيان , فإنشغال علي عثمان بإمور آخري ومهام كبيرة جعلها يهرف بما لايعرف عن كنه الصراع , ولكن كان حاديه هو إستماتة في كرسي الحكم , وكان لابد له من الإنصياع الكامل لكل ما يقوم به علي عثمان , فقد كان وحيداً وعليه البقاء في خضم صراع كبير ليس له من الأدوات الكافية والدهاء . أما علي عثمان كان يطبخ في نار هادئة لكل أهدافه والتي كانت في مجملها هي التخلص النهائي من الترابي , ومحاولة كسب القاعدة الإسلامية بذلك الهدوء ووجه البراءة الذي أصبح يتمثله كالطفل ,ولذلك كان يسعى الى المبادرات دون أن تسعى له , وكان يهتم بالمبادرات الداخلية أكثر من الخارجية , والى هنا سوف يتعجب البعض من قولنا الذي بدر عليه بعض التناقض , فكيف يريد علي عثمان التخلص النهائي من الترابي ويسعى الى مبادرات التوافق بين الجناحين !!

    نواصل ..
                  

04-05-2009, 06:58 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    فكما سبق وقلنا أن الوجه المؤجر للخلاف من قِبل علي عثمان كان هو عمر البشير ,فكل قباحة لوجه الصراع كان علي عثمان بعيداً عنها بعض الشيئ, وكان علي عثمان يعرف نفسية البشير جيداً وحبه الذي طغى في السلطة , وأن أي مبادرة لرأب الصدع سوف تكون خصماً على تلك الطاولة المقلوبة , وأن الترابي ساعي وبشراسة لإعتلاء هرم السلطة , ولن يوقفه شيئ سوى بإبعاده من الصف القائد للنظام , فكانت محاولات علي عثمان تظهير نفسه بأنه لا داع لذلك الخلاف وسعيه بين الإسلاميين لرأب الصدع هو محاولة لكسب كبير من التعاطف بين القيادات الإسلامية , فكان يقوم بتغذية صراع البشير والترابي , وتغذية تعاطف الإسلاميين مع النظام أو جناحه , وعلى هذين الحبلين كان علي عثمان يقفز بمهارة يحسدها عليه اي لاعب أوكروبات , ويقيني أن المجهود الذي قام به علي عثمان فاق مجهود تنفيذ الإنقلاب نفسه , وأخيراً فطن الترابي بنهاية الإسبوع الثاني للخلاف لمآرب علي عثمان , وأعتقد نقطة الصفر لتلك الفطنة كانت بظهور التمايز بين الجناحين من ناحية القيادات التي إنحازت لكل منهما فظهور نافع والجاز في صف علي عثمان كان يعني أن الجهاز الأمني مع البشير , وكذلك كان ظهور أبراهيم شمس الدين هو قاصمة الظهر للترابي بِأن يذهب وأحلامه لرأب الصدع الى أدراج الرياح , وعرف عندها مقدرة تلميذه وتفوقه عليه , ولذلك أعتقد بأنه كبح جماح الكثيرين من مؤيديه والذين كانوا في السلطة بإعلان إنحيازهم له , ويبدو أن الترابي بدأ في الإعداد لمرحلة جديدة ولا يريد أن يخسر كل أوراقه , وأراد أن يوظف ما بقي له من خيوط توظيفاً جيداً , فوجود أعوان له داخل الجناح الآخر يتيح له معرفة الكثير من الخفايا داخل جهاز الدولة , وما فضحه بين الحين والآخر عن بعض ممارسات جهاز الدولة إلأ ثمار لتلك الخطط , وكذلك كان يرمي من ذلك الى محاولة تشويش علاقات الجناح الآخر بقدر ما يمكن ويبدو أنه نجح في ذلك وهو ما سوف نتناوله لاحقاً . وبعد ذلك بدأ الصراع يأخذ منحى التبطين بين الجناحين , والضرب تحت الحزام كان هو المسيطر على هذا الصراع الباطني حيث بدأت حملات الترهيب والترغيب من جناح علي عثمان , وأعتقد أن علي عثمان كان له من الوجوه التي تقوم بذلك , خصوصاً تلك المعروفة بإتجاهها الأمني , ويبدو أن جهاز الأمن وفر كثيراً على علي عثمان في هذه الحملة , فهذا الجهاز في الأصل هو جهاز متابعة للإسلاميين أكثر منه للشعب السوداني , وكان علي عثمان يحاول سياسياً معالجة الرتق الكبير الذي حدث بتمايز الصفوف , وخصوصاً من لم يكن في حسبانه من إنحيازه للطرف الآخر أمثال محمد الأمين خليفة وعبدالله حسن أحمد والسنوسي , وكذلك محاولة تهدئة المتذبذبة أمثال مصطفى عثمان إسماعيل والجميعابي وغيرهم , وكان كبير الجهد هو محاولة كنس أثار هذا الزلزال في هرم السلطة , وكذلك إشرافه المباشر على وفود الدولة الدبلوماسية الرسمية والسرية الى المحيط الإقليمي والدولي بغرض مباركة الأوضاع الجديدة , فمصطفى عثمان إسماعيل كان بعيداً عن الخارجية في تلك الأثناء بحكم الذبذبة التي كان بها , وهو ما يدل على ضعفه داخل الكيان الإسلامي , ولذلك وعند إستقرار الإمور رجع الى عمله دون أن يعرف اي شيئ , وبالرغم من إحتفاظه بالمنصب إلأ أن ماكوكية كرتي وقوش كانت كبيرة على المستوى الخارجي للنظام .

    نواصل ..
                  

04-05-2009, 09:49 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    ولنترك علي عثمان وتنظيمة لجهاز الدولة ونعود الى الشيخ الجريح وما الذي طرأ على إجندته الجديدة ؟ فقد تفتقت ذهنية الترابي الى إستراتيجية جديدة لايمكن أن تصدر إلأ من الترابي ,وتمثلت في إعتلاء العمل المعارض للنظام وكان لهذا خطان ظاهر وباطن , فالظاهر هو إتخاذ المعارضة لعودة الحياة الديمقراطية وهذه المهمة تصدر لها بنفسه ,فارسل الرسل الى القوى السياسية يسبقها إعلانه بالتوبة من هذا النظام والإنقلاب , وباطناً أطلق تنظيمه الأمني حتى يقاوم هذا النظام مهما كلفهم الأمر , وبين الظاهر والباطن تجلت عبقرية الترابي في محاولته للتخلص من وزر الإنقاذ.

    نواصل ..
                  

04-05-2009, 10:00 AM

Nazar Yousif
<aNazar Yousif
تاريخ التسجيل: 05-07-2005
مجموع المشاركات: 12465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    Quote: ولنترك علي عثمان وتنظيمة لجهاز الدولة ونعود الى الشيخ الجريح وما الذي طرأ على إجندته الجديدة ؟ فقد تفتقت ذهنية الترابي الى إستراتيجية جديدة لايمكن أن تصدر إلأ من الترابي ,وتمثلت في إعتلاء العمل المعارض للنظام وكان لهذا خطان ظاهر وباطن , فالظاهر هو إتخاذ المعارضة لعودة الحياة الديمقراطية وهذه المهمة تصدر لها بنفسه ,فارسل الرسل الى القوى السياسية يسبقها إعلانه بالتوبة من هذا النظام والإنقلاب , وباطناً أطلق تنظيمه الأمني حتى يقاوم هذا النظام مهما كلفهم الأمر , وبين الظاهر والباطن تجلت عبقرية الترابي في محاولته للتخلص من وزر الإنقاذ.

    الأخ مجاهدعبدالله
    لقد فعلها الترابى فهو الوحيد
    الذى يجاهر بموقفه من التعاون مع المحكمة
    الجنائية من داخل السودان .
                  

04-05-2009, 10:17 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: Nazar Yousif)

    Quote: لقد فعلها الترابى فهو الوحيد
    الذى يجاهر بموقفه من التعاون مع المحكمة
    الجنائية من داخل السودان .


    سلامات نزار وأحوالك ..

    نعم هو الترابي فمازال هذا الصراع مستعراً وهو ما نحاول أن نواصل فيه هنا ..

    تقديري لمرورك الكريم ...
                  

04-05-2009, 10:01 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    بدأ الشيخ ماهراً في تنصيب خيوطه للمرحلة الجديدة , ولم ينسى أن يحاول بقدر الإمكان أن يحشد القاعدة الإسلامية الى صفه أو تحييدها , ولذلك ظهرت ندواته المثيرة للجدل في إمور الدين والدولة , وحاول وبكل إجتهاد ممكن أن يعزل الدولة عن معينات الدعم المعنوي من القاعدة الإسلامية , وأن يوقف بقدر المستطاع الخدمات المجانية التي كانت تجدها الدولة من المجاهدين في حرب الجنوب أو أي حروب يخوضها النظام مستقبلاً , فأقر ببطلان الشهادة للمقاتل بحرب الجنوب , وأفتى بأن النساء هم حور الجنة العين , وربط ذلك بعملهن الصالح في الدنيا , وهنا تظهر براعة الدكتور الترابي في نصب العزلة الكاملة لهذا النظام , وقرائته السليمة لعقلية كادره , فرايه في حرب الجنوب تغير منذ ظهور هذا الصراع ولم يكن قبل ذلك , ولجئوه للدين لم يكن إلأ لتحييد أو كسب المجاهدين لصفه , وقد نجح الترابي بقدر كبير في هذا المنحى , وإستطاع تخذيل عددية كبيرة من الدفاع لهذا النظام في حروبة , وحتى ما كان يُعرف بالدبابين لجئوا الى مظلة تقيهم حر هذا الصراع , وإنتظموا كمؤسسة جديدة منفصلة عن الجناحين يتدارسون ما هم فاعلون , فقد كانوا بين أن يسمعوا قول كبيرهم الترابي الفصل حول الجهاد أو أن يدعموا علي عثمان في الدولة , وما لبثوا سريعاً وأن تشرذموا نتيجة للبلبلة التي كانوا بها , وكما أن حالات الإستقطاب الحادة كان لها كبير الأثر في هذا التشرذم , وخسر كل من الجناحين قوة هذه المجموعة كفصيل متوحد تعضيداً لجناحه , فلو بقيت هذه المجموعة كعنصر متوحد وإنحازت لأي من الجناحين لخسر الجناح الآخر , ويقيني أن تشرذم هذه المجموعة هو الذي أدى الى إطالة امد هذا الصراع , فالترابي كان يعلم جيداً خطر هذه المجموعة على كفتي الصراع , ولذلك رفع من معدل تغذية الصراع من خلال الدين , وتجد هذه النبرة إرتفعت في كل من ندواته الشهيرة بعد المفاصلة , وقد إستفاد الترابي من فراغ الجناح الآخر من المعرفة بأضابير الدين , ومن الهام ذكره هو شكل الخطاب الذي كان يقدمه الترابي خلال هذه الندوات , والذي يدلل على أشواق الترابي في إلتئام الأوضاع قبل أن تستفحل , فقد كان نقده تجاه البشير لم يكن باللغة الواضحة وإستخدم الكثير من المرموزيات ومن الدين والقرأن على وجه التحديد , ولم يركن الى العداء الظاهر وتأليب نفس القاعدة على المؤسسة العسكرية , وكانت شروطه للعودة هي هاديه في لغة الخطاب المقدم من جانبه , وأعتقد أن الترابي جانبه الخطأ في القراءة السليمة لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال هذا الصراع , وكان سعيه من خلال المكسب الوقتي هو الذي يسيطر على خطابه عكس الجناح الآخر , وعلى عثمان كان أكثر ذكاءاً مما نعتقد ويعتقد الترابي نفسه , ودعونا نتمعن في هذه الشخصية الباهرة في مكرها وتفوقها على فن الممكن.

    نواصل ...

    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 04-05-2009, 11:04 AM)

                  

04-05-2009, 10:50 AM

محمد اشرف
<aمحمد اشرف
تاريخ التسجيل: 06-01-2004
مجموع المشاركات: 1446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    مقال ابداع

    في انتظار البقية اخ مجاهد

    و بفارغ الصبر
                  

04-05-2009, 11:10 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: محمد اشرف)

    تحياتي أستاذ محمد ومرور مقدر ..

    كل الود ..
                  

04-05-2009, 11:15 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    فبينما يعتمد الترابي على الدين في إستراتيجيته , إعتمد علي عثمان على السياسة في مجابهة كل الهجوم الذي رمى به الترابي وعلى كل الجبهات , فظهور الإرتياح الإقليمي والدولى للأوضاع الجديدة كان له كبير الأثر داخل بعض القيادات الإسلامية والتي كانت في حيّرة من أمرها من نتائج هذا الصراع , وأدى الى حسم أمرها الكامل إلى دعم الدولة بدل الإنخذال عنها , وإعتمد علي عثمان في تسخير ألة الإعلام لتظهير مواقف الدولة وهيبتها , كما إستفاد من شماتة القوى السياسية من الترابي في مآل الأوضاع بقدر المستطاع , تلك القوى التي لم تقدر الصراع حق قدره , ولم يتوقف علي عثمان عند ذلك ولكن قاد حملات التنوير الداخلي للقاعدة الإسلامية بغية توقيف النزيف الذي سببه الترابي لجسم السلطة , وكان ساعده في ذلك هو تصيّد الأخطاء التي وقع فيها الترابي خلال حملته ضد الدولة , وأستطاع علي عثمان صد كثير من هجمات الترابي في الداخل التنظيمي , بل ونجح وبكل إقتدار في تمييع مواقف الدبابين , والذين في إعتقادي ما إصطفوا إلأ عبر مكيده دبرها بعض من دبابي الترابي , وإعتقادي أن علي عثمان كان يجتمع معهم سراً بينما الترابي يبلغ أمره جهراً , وتلك هي النقطة التي إستفاد منها علي عثمان في تمييع رأي الدبابين في الوقوق ضد السلطة , وبينما علي عثمان يساجلهم الرأي بالرأي كان أعوانه الأمنيين يقومون بالترغيب والترهيب لمن يجنح مجرد جنوح الى سماع أقوال الترابي , وسياسة الترغيب والترهيب هي التي أدت الى تشرذم هذه القوة الوليدة من هذا الصراع , ولذلك كان علي عثمان واضحاً في أهدافه من تثبيت أركان الدولة وأعتمد على قانون اللعبة وهي السياسة بينما الترابي صار يتخبط بعض الشيئ في أهدافه ونتج ذلك من إستغلاله الظاهر للدين في إدارة الصراع ولم ترتكز بوصلته إلأ بعد أن أحس بإفول نجمه وسط القاعدة الإسلامية , فالترابي وكما العهد به تأتي أفعاله كلها من أجل المكسب الوقتي بينما علي عثمان يحمل الصبر في كل مواعينه , ويتصيد أخطاء الشيخ والتي تحسب في خانة خطأ الزعيم كارثة.

    نواصل ..
                  

04-05-2009, 12:01 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    مرت الأيام وكل يوم كان فيه الترابي خارج السلطة يزداد شراسة في إستراتيجيته , وبالمقابل كان علي عثمان يكسب كل يوم يمر عليه وهو يحافظ على رباطة الجأش التي تحلّى بها وهو ما يعني ثبات الدولة , وكان هم الإتنان مشترك في كسب أراضي جديدة داخل القاعدة الإسلامية , فقد ظهر أن المتفرجين كانوا أكثر من المنحازين , ولكن علي عثمان عمد الى إستخدام تكتيكات متقدمة في تظهير المتفرج على المنحاز , فقام بتجفيف كثير من الدعم الموجه الى كثير من المؤسسات التي تعج بالإسلاميين كالمنظمات الجهادية والمؤسسات الوليدة من قِبل التنظيم , وهنا وجب ذكر سبب جوهر الصراع بين الشيخ وتلميذه , فتنظيم الحركة الإسلامية لم يكن له أن يشق طريقه للسلطة بكل تلك السرعة سوى بالمؤسسات الإقتصادية التي إنشئت منذ ميلاد الحركة(راجع كتاب الأخوان والعسكر لحيدر طه) , وحل التنظيم كان هو إعلان تبعية هذه المؤسسات للدولة , وهو الخطأ الذي وقع فيه الترابي وأعتقد أنه لن يغفر لنفسه ذلك , وبلوغ علي عثمان لهرم السلطة جعله المتحكم في أمر هذه المؤسسات , وصراع الترابي لعودة التنظيم كان السبب الرئيسي هو عزمة لعودة هذه المؤسسات لتكون تحت يده كما كانت من قبل , وهنا نرى أن الصراع حول السلطة كان في الأساس هو صراع حول المال, ولذلك ظلت هذه المؤسسات تحت يد علي عثمان وبها إستطاع حسم معركة ثبات الدولة وتركيع كثير من الإخوان من داخل القاعدة الإسلامية , وتظل الأيام تمر والترابي يستميت في محاولة جذب القاعدة الإسلامية بكل ما يمكن , فأنشئ حزبه الجديد ولم ينسى أن يصطحب إستراتيجيته الجديدة معه, والتي لابد من ذكرها دائماً فما زالت متفاعلة حتى يومنا هذا وهي أجندة الظاهر والباطن, وخرج علي عثمان بإنتصار مقدر على شيخه وأحكم قبضته على مفاصل الدولة , وأصبح حافظاً لعقد الدولة من الزوال , وبعدها شرع علي عثمان وجناحه في تنفيذ الكثير مما وعدوا به القاعدة الإسلامية وكانت الإنتخابات والتي لم تكن تعني للشعب السوداني اي جديد , كما أنها كانت عبارة عن حافز لكثير من قيادات الحركة الإسلامية التي وقفت مع الدولة , وكان لأبد من ترفيعها عبر الإنتخابات حتى تحظى بالمكتسبات الجديدة بعد المفاصلة , ومنها سمعنا بالكثير من الأسماء والتي لم تكن حتى معروفة من قبل , ونذهب الى الشيخ وما هو فاعل في ورطته التي دخلها بيد تلميذه النجيب , ذلك الشيخ الذي يستحق تمثالاً في عبقرية المؤامرة لو كان للمتأمرين تماثيل , فمازال عقله ينبض وتلميذه يحكم قبضته حول السلطة والرجال , وساء الترابي كثيراً موقف القوى السياسية تجاهه, وعرف أن جذور الثقة لايمكن أن تنبت شجرة بين ليلة وضحاها بينه والقوى السياسية المتفاعلة في الداخل , وهو ايضاً لم يكن يعوّل عليها كثيراً , فلدغته في صبيحة الثلاثين من يونيو ما زالت تعتمل قلوب هذه القوى , كما أن القراءة السياسية داخل نفس هذه القوى كانت بطيئة بعض الشيئ , ولذلك إتجه مباشرة إلى إحداث زلزال آخر عله يقلب الطاولة في جولات الصراع ,فالحرب جولات .

    نواصل ..
                  

04-05-2009, 04:51 PM

Elsiddig A. Ahmed
<aElsiddig A. Ahmed
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 309

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    الاخ مجاهد تحية واحترام

    هذا التحليل فيه الكثير من المغالطات لان اصحاب المذكرة لم يكن بينهم على عثمان
    على عثمان من الناس الحاولو ان يخففو من الانشقاق وكان الوحيد الذى كلف نفسه بان يكون همزة الوصلة ما بين البشير والترابي وفى نفس يوم المذكرة تجول ما بين القصر والمنشية ذهابا وايابا لا اكثر من عشرة مرات ناقلا اقتراحات شيخه لرئيسه وكان وراء الرئيس مجموعة 10 وختم الموضوع بدعوة لاجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني وفى الاجتماع كان عثمان عصاية قايمة وعصاية نايمة و راى الاجتماع بان يحسم الموضوع بالتصويت من مع الرئيس ومن مع الشيخ وطلب من على عثمان تحديدا بان يفصح عن موقفه لان الكل يعرف تماما علاقة على والشيخ وحسم الموضوع بخطبة مقتضبة اعلن انحيازه للقصر.
    الجانب الثانى مسئولى الاجهزة الامنية هم اصحاب الفكرة فى ابعاد الترابي خاصة بعد حديثه عن الفساد وشهوة السلطة والمال وتحول العديد من كوادرهم من الدعوة وانشغالهم بجمع المال وفتنة السلطة وكان الترابي يقصد ناس الجاز ونافع ومعروف انو الاثنين من الكوادر الامنية الوقع عليهم مهمة تاسيس الجهاز الامنى وايلولة قيادتها لنافع الذى استطاع ان يحول الجهاز لضيعة من ضيعاتو وما زال هو الى الان الرئيس الحقيقي لجهاز الامن والمخابرات .
    نافع والجاز عرفو نوايا الترابي وهدفه من وراء التصريحات واتجاهه نحو فكفكة سلطة المركز باعطاء الولايات حق انتخاب الولاة ايضا فكرة استحداث منصب رئيس وزراء وكان المعنى برئيس الوزراء الصادق المهدى لان الفكرة وجميع الافكار الخاصة بعملية اتاحة مزيد من الفرص للقوى المعارضة للنظام والانفتاح نحو الاخر جاءت بعد لقاء الترابي والصادق فى جنيف مما جعل الكثيرين من انصار النظام المتشددين يفهموا بان شيخهم فى طريقه لتصفية الانقاذ من خلال اشراك نسيبه فما كان منهم الا ان يبادروا بالمذكرة ويحطاطوا من القادم بتجريد كل العناصر الامنية المشكوك فيهم من مهامهم ومراقبة تحركاتهم وفى اثناء المفاصلة تم جمع كل الاسلحة المخزنة فى المساجد وبعض البيوت المنتشرة فى الاحياء لان هذا التيار قرر ابعاد الترابي نهائيا من السلطة والتنظيم واستعد لمواجهته اذا قرر الترابي استخدام ما اخفي من سلاح لان اثناء جمع السلاح اكتشف بان هناك سلاح اختفى وغير معروف اتجاهه
    الاخطر من كده لم يستفيد الترابي من تجربة الشيوعيين مع مايو ولا تجربةعبد الكريم قاسم مع صدام فى العراق استطاع صدام ان يصل السلطة من خلال جهاز الامن بعد ان اكمل كامل سيطرته عليه وبدا فى نسج خيوط مؤامراته بازاحة كل من كان يعتقد بانه يشكل حاجز بينه وبين وصوله للسلطة فبدا بالحزب والجيش وختمه باجبار عبد الكريم قاسم بالتنحى عن السلطة وتعينه هو بسبب المرض وبعدها وضعه صدام فى الاقامة الجبرية حتى وجدا ميتا مسموما
    اما الشيوعيين فرطوا فى اهم جهاز وهو الامن لو كانو اكملوا سيطرتهم على الجهاز لما احتاجوا ل19 يوليو
    كل الانظمة الشمولية التى استمرت لفترات طويلة تميزت بشدة ولاء رؤساء اجهزتها الامنية للقيادة من خلال علاقات ذوى القربى او المصاهرة او ايلولةهذه الاجهزة لادارة الرئيس مباشرة وتكليف نائب يديره بشكل يومى وحتى النائب يمكث لفترة قصيرة حتى لا يتمكن من الجهاز ويكون اداء لتغير السلطة
    الصراع داخل الحركة الاسلامية صراع قديم منذ الخمسينيات وظهراول مرة على السطح عند انتخاب الترابي زعيما وانشقاقه منهم وتكوين جبهة الميثاق فى 68 استطاع الترابي ان يجمع فى حزبه بعد الانتفاضة ثلاثة مجموعات متنافرة ويخاطبهم بلغة واحدة كل منهم يجد فىةهذا الخطاب ما يشبع غرائزه هذه المجموعات هى فئة مخلصة لاقامة الدين وفئة لاهثه وراء السلطة وفئة همها جمع المال والثروة والمفاصلة ابانت هذه الفئات ناس السلطة والثروة انحازو للقصر وناس الله والدين مشوا المنشية
                  

04-05-2009, 11:09 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: Elsiddig A. Ahmed)

    الاخ مجاهد عبد الله


    السلام عليكم

    تاريخ صراعات الاسلاميين ..

    معطيات معلوناتية ..

    وثائق وشهادات من داخل كيان الاسلاميين ..

    تحليلات ذات ابعاد داخلية ( محلل من داخل الكيان ) ..

    تســـاؤلات :


    هل يؤســـس هذا المقال لحيثيات مــــآلات الصراعات المستقبلية داخل اجنحة الاسلاميين

    فى القصر والمنشيــة ؟


    هل المعطيات الحالية ( الضغط الخارجى ) ســوف تعجـــل ببروز وتجــدد الصراع فى جناح القصر ؟


    ترمـــة :


    مقال جدير بالقراءة الهادئة مع التحليل ...

    تشكر على المقال ..

    سنعود بأكثر من هــدوء ..( نقدا / تصحيحا / تفسيرا /اخرى
                  

04-05-2009, 11:18 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    شكرا مجاهد
    على هذا المجهود المقدر
    ياخ عندى طلب لوسمحت ولو هو فى استطاعتك
    ان تنذل لينا هنا، نص( مذكرة العشرة)

    ولك الشكر مقدما
                  

04-05-2009, 11:35 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: عبدالغفار محمد سعيد)
                  

04-06-2009, 00:49 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: كمال عباس)

    شكري المقدر أخ كمال عل اللكنات ..

    ودي ..
                  

04-06-2009, 00:47 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    Quote: ياخ عندى طلب لوسمحت ولو هو فى استطاعتك
    ان تنذل لينا هنا، نص( مذكرة العشرة)



    سلامات عبدالغفار وأحوالك ..

    ليست عندي ولم أطلع عليها كاملة وكل ما قرأته عنها شمل إختصاراً لما حوته من بنود ..

    ودي وتقديري ..
                  

04-06-2009, 00:23 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    تياتي أخ بدرالدين ..


    Quote: هل يؤســـس هذا المقال لحيثيات مــــآلات الصراعات المستقبلية داخل اجنحة الاسلاميين

    فى القصر والمنشيــة ؟


    هل المعطيات الحالية ( الضغط الخارجى ) ســوف تعجـــل ببروز وتجــدد الصراع فى جناح القصر ؟



    للمقال بقية كبيرة أتمنى أن تجد تساؤلاتك إجابات واضحة ولكن من حيث أن المقال يؤسس لحيثيات جديدة فإن هذا الصراع مازال مستعراً وبل أن الصراع داخل القصر إشتعل منذ زمن بعيد وهو ما سوف تجده فيما قادم من مقال ..

    تقديري وإحترامي ..
                  

04-06-2009, 00:16 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: Elsiddig A. Ahmed)

    الأخ المحترم الصديق سلامات ..

    قلت

    Quote: التحليل فيه الكثير من المغالطات لان اصحاب المذكرة لم يكن بينهم على عثمان


    وأين قلنا بالضبط أن على عثمان هو أحد العشرة ؟ ..
    قلنا بالضبط أن علي عثمان هو الذي حبك هذه المذكرة وقلنا أن العشرة الكرام تصدرهم ابراهيم احمد عمر وغازي صلاح الدين , وحتى راعي الضان المنتمي للحركة الإسلامية في خلائه البعيد يعلم جيداً أن على عثمان هو من كان وراء هذه المذكرة , وحتى لانتهم بمغالطات فكل ما كتبناه من تحليل هو ربط معلوماتي بحت في شكل تحليل من مصادر كثيرة سوف يأتي ذكرها آخراً وأرجو أن تتمعن بتروي ما قلناه عن مذكرة العشرة ..

    Quote: حتي حبك علي عثمان مع من لايؤيدون سياسة الترابي وكذلك مع من يضمرون العداء له داخل الحركة الإسلامية قبل الإنقاذ , وبعض الذين تنفذوا بعض الشيئ مع مجئ الإنقاذ ولا يريدون أن يغادروا مواقعهم ذات صبح , بما يعرف بمذكرة العشرة والتي كانت في جوهرها تحد من نفوذ الترابي داخل العملية السياسية والتنفيذية , وكان على رأس هؤلاء العشرة الكرام البررة أبراهيم أحمد عمر وغازي صلاح الدين ,


    وكل ما حدث بعد هذه المذكرة يفضح شكل وأصل الصراع بين كل من الترابي وعلي بالرغم من المحاولات الفاشلة التي يحاول أن يؤسس لها بعض الإسلاميين من أن الصراع ليس في هذا الإتجاه ..

    وبالنسبة لما ذكرته عن الكوادر الأمنية فإن تجاذباتها لم تتوقف في هذا الصراع فمازال لهذا البحث بقية سوف يأتي ذكرهم ..

    كل التقدير والإحترام ..

    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 04-12-2009, 03:06 AM)

                  

04-06-2009, 01:00 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    عمد الشيخ الترابي إلى الحركة الشعبية وفتح معها طاقة الحوار , والحركة الشعبية كانت مجتباه بقائد فذ في النظرة الفاحصة للأوضاع , وأعتقد أن قائد الحركة حسب جيداً لهذا الحوار , فهو القائد الوحيد الذي ولج لتغذية الصراع من أوسع أبوابه , وكان نفس القائد يحاور الترابي بعين ويحسب المكاسب التي يمكن أن يجنيها من خلال هذه المحاورة بالعين الآخرى , والترابي عمد الى ذلك ليبرر الكثير من الأراء التي أقدم على إعلانها من خلال ندواته الشهيرة عن الجهاد في جنوب السودان , وكذلك ليتسق مع مبادئ حزبه الجديد , وبينما النظام يعكف على تشكيل حكومته الجديدة خرج الترابي عبر كادرة الخارجي النشط بإعلان تفاهم مع الحركة الشعبية , كان هذا الإعلان كفيلاً برج الطاولة التي يجلس عليها التلميذ ويجعله يعيد البصر كرتين في هذا الشيخ العجيب والذي لايريد أن يعلن هزيمته , ولكن علي عثمان فاق سوء الظن العريض في إمتصاص هذه الهزة , ولم يبرح هذا الإعلان يومان حتى تم إعتقال الشيخ وزج به في المعتقل , وهنا فقط أعتقد أن الشيخ حمد ربه كثيراً ! فقد كان إعتقاله من أجل هذا السبب , أي خروج علي عثمان عن أدوات الصراع الممكنة والمعروفة بين الإثنين , وعندما أقول الممكنة فقد تخلى علي عثمان ولأول مرة عن رباطة الجأش التي كان بها منذ إلتحاقه بهذا التنظيم , والمعروفة هو أن الشيخ قد تعسف معه تلاميذه الذين قام بتربيتهم ,وعرف أن مكوث شيخة خارج المعتقل سوف يكون نهاية سريعة له , كما أن الشيخ حمد ربه في نقطة مهمة وهي تعاطف كثير من الذين ما زالوا متفرجين على هذا الصراع من القاعدة الإسلامية , وكذلك فإن إعتقاله سوف يساعد كثيراً في عودة جذور الثقة بينه والقوى السياسية الآخرى , وما لم يحسب له الشيخ جيداً هو قدرة تلميذه في التفوق عليه , فقد رأى علي عثمان أن وجود الترابي بالمعتقل سوف يتيح له قراءة الإمور بصورة سليمة أكثر من وجوده بالخارج والذي هو غير مضمون المفاجأت , وثانياً وهو الأهم فقد قضت مذكرة التفاهم الى لقاء بين الترابي وقرنق كان من المقرر أن تكون بعد ثلاثة أشهر من توقيع المذكرة ,وأراد علي عثمان أن يقطع هذا الإتجاء والذي بالتأكيد سوف يفرز مرحلة جديدة في الصراع ليس له مقدرة عليها , وثالثاً كان إعتقال الشيخ هو نقطة بداية ليتجه علي عثمان بمقدار كبير في إتجاه آخر عن إستراتيجيته لهذا الصراع , فقد كان عامل كسب الوقت هو ميدانه الذي يبرع فيه ولكن الترابي حاول أن يقطع هذا العامل عن علي عثمان , كما أن تقصير المسافات بين الحركة الشعبية والترابي كان يشكل مهدداً كبيراً لإستراتيجة علي عثمان والنظام ككل.

    نواصل ..
                  

04-06-2009, 01:14 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    الإعتقال لم يكن مستبعداً في مخيلة الدكتور الترابي , فقد عرف ذلك منذ أن بدأ علي عثمان من خلال الدولة في حصار القيادات من إنصاره , أو بالأخص ساعد الترابي وتلميذه الحصيف الجديد علي الحاج , والذي داب في كشف الكثير من ملفات الفساد , وزاد في نبرته من الإستهزاء بالدولة , وكان ملف الإنقاذ هو أكبر المهددات التي تحاصر علي الحاج بالرغم من معارضة الرجل للكثير من التهم الملقاة على عاتقه بإعتبار أنه المسئول من الطريق قبل المفاصلة , وقد داب علي الحاج علي رفض هذه التهم مع أنه لم يأت بجديد ليبرئ ساحته منها , وحتى بعد خروجه من السودان ما زال يرفض التهم وبل أصبح يهدد بكشف المستور عنها , ولكنه صار يتعلل بأنه لن يكشف عن أي شيئ إلأ في وجود الحرية أو محكمة نزيهة , وهنا فقط سوف يتضح شكل الصراع بين الجناحين , فعلي الحاج وبالرغم من الحرية التي هو بها إلأ أنه يخاف أن يتحدث عن الطريق والفساد الذي حدث وأضاع أموال مواطني دارفور لإنشاء هذا الطريق , وأصبح الرجل يتكسب في قضية دارفور من خفايا المعلومات التي يوهم الكل بأنه مالكها , ولكن الحقيقة في إعتقادي أن أموال طريق الإنقاذ الغربي كانت مفسدة وتوزعت بين الجناحين , ولذلك علي الحاج صمت عن كشفها وكذلك النظام ,فجزء من هذا النظام أو جناح علي عثمان لم يكن يعرف حقائق الإمور في طريق الإنقاذ الغربي وخصوصاً أبراهيم أحمد عمر وغازي صلاح الدين المتنفذين بعد المفاصلة, وفساد طريق الإنقاذ الغربي لو كان في جناح واحد لسارع الآخر بكشفه حتى يحوز على رصيد معتبر من النزاهة وهو ما يؤهل لكسب المزيد من التعاطف في الداخل التنظيمي والعام من القاعدة الإسلامية , وأهم عبقريات الترابي تجلّت في خروج علي الحاج قبل إعلان مذكرة التفاهم , فقد خرج الرجل قبل ثمانية ايام من إعلان التفاهم , أو قبل إعتقال الترابي , وكان لهذا الخروج الكثير من الدلالات والتي لم تظهر للمتابع سوى بعد الإعتقال , وكانت أيضاً صدمة خفيفة لعلي عثمان , فلو كان علي الحاج موجوداً وتم إعتقاله , لخسر جناح الترابي الكثير من مصادر القوة التي كان بها , وخصوصاً فيما يختص بالتنظيم الجديد , ويبدو أن مشكلة الترابي التي لم يستطع التخلص منها هي وضع كل البيض في سلة واحدة من ناحية العمل التنظيمي , والمشكلة أن الترابي يختص بذلك أقرب المقربين له دوماً , ولم يتعظ من تلميذه السابق الذي عض ساعده عندما إشتد عوده , وكانت مهمة علي الحاج هي إدارة التنظيم من الخارج ومحاولة الترويج له بقدر الإمكان , وكان الترابي يعلم علم اليقين قوة الضربة القادمة وما سوف يحدث له من جراء ذلك .

    نواصل ..
                  

04-06-2009, 01:32 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17133

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)
                  

04-06-2009, 03:23 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: كمال عباس)

    وفي الجانب الآخر كان علي عثمان ساهياً بعض الشيئ عن منافسه القديم في السلطة والتنظيم , وبالرغم من معرفة علي عثمان الكاملة بنفسية علي الحاج إلأ أن الأخير بدأ يتقمص كثيرأ مما تعلمه من شيخه , ومعرفة شكل الصراع بالصورة المطلوبة , والتي في أهمها وجوهره أجندتها هو عودة السلطة لهم , وبالرغم من حدة الصراع والغضب الذي إعتمل كل كادر جناح الترابي من أفعال علي عثمان وإقدامه لإعتقال شيخه إلأ أن علي عثمان ما كان له أن يظهر البتة في تصدر الأمر , وهو دوماً يترك القباحات لمن يستأنس وجهه لها , وترك كل من أبراهيم أحمد عمر وغازي صلاح الدين وكبير المتحالفين من قبيلة الإنتهازيين سبدرات في تصدر تلك المرحلة وكان من شكل الصراع هو ظهور إستراتيجية جديدة من قِبل علي عثمان وعمر البشير في تظهير بعض العمل المؤسسي والقانوني في إدارة الأزمات , وكان مرمى ذلك هو الفصيل الذي ما زال يكبر كل يوم من المتفرجين داخل القاعدة الإسلامية , كما أن علي عثمان لم يصرح تقريباً بأي مسلب مما أقدم عليه الترابي مع الحركة الشعبية , فقد كان قارئاً حصيفاً لمستقبل الأيام , كما أنه عمد على عدم الظهور المباشر في إدارة الصراع حتى لايفقد ذلك الجمهور المحايد من ولوج الكفة الآخرى , وإختار علي عثمان أن يظل الوضع كما هو بأن يبقى الشيخ حبيساً , وأعتقد أنه أراد ذلك لمهام آخرى خصوصاً التنامي الكبير الذي أطل لنفوذ البعض من القيادات داخل جناحه من الحرس القديم والجديد , وعليه أن يرتب الأوضاع قبل أن ينفرط العقد من يده , وكان إعتقال الشيخ بمثابة راحة موقتة من التفكير تجاه الشيخ , وبداية لصراع آخر داخل الجناح بغرض قصقصة بعض الأرياش التي بدأت تنمو وتعبر عن السعي نحو هرم السلطة , وذلك هو ديدن الحركة الإسلامية وكادرها فلا يستطيع العيش دون مؤامرات ودوماً في عجلة لبلوغ المناصب العليا , ومعركة الصراع داخل الجناح نفسه لم تكن أقل من صراع الشيخ وتلميذه ضراوةً, وسوف نترك الشيخ يرى حلاوة السجن الذي طالما أذاقه لمخالفيه في الرأي ونذهب لنرى شراسة الصراع الجديد ومحاولات علي عثمان وعبقريته في صراع الحيران مع كبير الحواريين.

    نواصل ..
                  

04-06-2009, 03:55 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    سلام يا مجاهد
    وتحياتي
    مجهود كبير ومقدر ومتوازن
    من فترة طويلة تركزت لدي قناعة بان علي عثمان
    هو الحاكم الفعلي للسودان ولا زال !
    له جهاز استخبارات وتجسس عالي التدريب
    يعلم كل شاردة وواردة في القصر والمنشية !!
                  

04-06-2009, 04:09 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: خالد العبيد)


    صديقي ود العبيد تحياتي ..

    تقديري لمرورك وأبقى معنا فمازال هنالك الكثير قادم ..

    ودي لك ..
                  

04-06-2009, 03:59 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    ما أن تأكدت المفاصلة بإعلان الشيخ لتنظيمه الجديد وحتى ظهرت بوادر التسرع من الورثة في الدولة لبلوغ هرم السلطة , وبالرغم من غياب الخبرة والحنكة السياسية لكثير من قيادات الحركة الإسلامية في داخل جناح علي عثمان إلأ أن شهوة السلطة كانت أكبر من النظر لمثل ذلك , فالتهافت يجعل من الخبرات تفاهات, والتنافس المحموم للوصول لهرم السلطة كان في إتجاهين متوازيين وهما بين المدنيين والعسكر , وبعد المفاصلة مباشرة حاول مهدي ابراهيم تلميع نفسه من خلال مساندتة الكبيرة للبشير , ويقيني أن القصر أصبح مسكناً له في تلك الأيام , ودافع عن كثير من هيبة وإجراءات الدولة التي أتخذت حيال الجناح الآخر , ولذلك فقد كان طموحه لبلوغ هرم السلطة ظاهراً حتى لغير المتابعين , وتركه علي عثمان يسرح خلف هذه الأماني , والذي كان في شغل شاغل في ترتيب أوضاع الدولة داخل القاعدة الإسلامية , ومحاولة ترجيح كفته على شيخه , كما كان مهموماً كثيراً بالذي يجري من صراع داخل المؤسسة العسكرية بين رجال الحركة الإسلامية من قيادات العسكر , وتركه لمهدي ابراهيم يجول حول البشير كان له كبير السند في إنشغال الرئيس عن هذه الصراعات , فقد كان مهدي ضعيفاً ولايستطيع أن يتقن فن المؤامرة , ولذلك كان من أول الأرياش الي قُصقصت دون أي مجهود كبير يُذكر , وإعتمد علي عثمان على من يفهمون المؤامرة جيداً كالجاز ونافع , والذين كان لهم كبير الأثر في تثبيت أركان الدولة داخل القاعدة الإسلامية , وماقاموا به من مجهودات غير منكورة حتى من قِبل علي عثمان نفسه , وهي نفس المجهودات التي أسسها نافع لما وصل إليه اليوم وهو ما سوف ناتي لتفصيله في حينه , وكان هذا من الناحية الأمنية .

    نواصل ..
                  

04-06-2009, 04:06 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    فأما الناحية السياسية وبعد تهميش مهدي ابراهيم سعي علي عثمان وبكل قوة لإبراز غازي صلاح الدين بأن يكون مقرباً للبشير , وكانت قرأءة أو لنقل مؤامرة ذكية من علي عثمان داخل صراع الحيران , فشخصية غازي تنحو إلى رباطة الجاش , كما أن كل تفكيره نحو السلطة ينصب من خلال نظرته لنفسه كمفكر لاقى الكثير من العداء الظاهر والخفي من شيخه القديم , وهي النقطة التي فطن لها كل من د.حسن مكي والطيب زين العابدين منذ زمن طويل وإختاروا الإبتعاد عن هذا الشيخ الغيور , كما أن غازي ليس ممن يدركون تفاصيل المؤامرة وهو الشيئ الذي كان يحتاجه على عثمان للمزيد من تغييب البشير عن حقيقة الأوضاع , فقد كان علي عثمان يعلم أن البشير سريع الفهم في خيوط المؤامرات , وقد لاحظ ذلك من تغذية البشير في الصراع داخل المؤسسة العسكربة بعد المفاصلة مباشرةً , وقبله طريقة إختياره له كنائب , فقد أراد علي عثمان أن يكون غازي وسبدرات أكثر قرباً من البشير , والثاني وبالرغم من إنتهازيته الواضحة إلأ أن وجوده أعتقد كان لخلق توازن لدي نفسية البشير وإبتعادها عن التفكير في أن علي عثمان يتأمر ضده , كما أن المقصود الأصيل هو إبعاد البشير بقدر الإمكان من أخطر الشخصيات داخل الحركة الإسلامية في المؤسسة العسكرية , ذلك الرجل الذي مازال يتلمظ كالأفعى بالقرب من البشير ,وهو بكري حسن صالح , فقد كان علي عثمان يعلم تماماً نزعة بكري الأصيلة في إحكام العسكر على النظام , ويعمل دوماً في الظلام لذلك , وكان يخاف من إرتداد المؤامرة عليه بإبعاده من القصر عن طريق بكري , وهي الشخصية الوحيدة التي لم يستطع أي من كوادر الحركة المدنيين إبعادها عن البشير , على كل مراحل الصراع , ويبدو أن البشير لن يتخلي عن بكري إلأ بمفارقته السلطة , لم يكن الصراع بين الحيران يسير بوتيرة عالية وهو ما أعطى علي عثمان القدرة على السيطرة عليه سريعاً من الناحية السياسية .

    نواصل ..
                  

04-06-2009, 08:00 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    ولكن غاب عن علي عثمان ما سعى له كل من المعالجين الأمنيين للإمور , وما زرعوه في التأسيس لسطوتهم القادمة, وهي المعالجات التي نشهد بروز سطوتها اليوم بين ارياش جناح علي عثمان , فقد كانت الخيوط المتصارعة داخل جناحة معقدة التشابك , مابين صراع عسكري ومدني وإزداد عليه الصراع الأمني بين الكثير من القيادات , خصوصاً كرتي وقوش ومجهودهم في تركيز وتثبيت أركان الدولة . لذلك فقد كانت عبقرية علي عثمان تتجلى كل يوم وهو يدير المعارك في الداخل التنظيمي وفي ترتيب الخيوط المتصارعة , وإبعاد ما لايروق له من قيادات وتقريب آخرين حتي ولو كان من أجل إستخدامهم مرحلياً , وسار الوضع كما هو عليه , وكل من هؤلاء الحيران أصبحوا في متاهة علي عثمان إلأ من كانوا يعرفون خيوط المؤامرة جيداً , والذين كانوا ينتظرون الفرج في الخروج من هذه المتاهة بأقل الخسائر الممكنة . وبينما هم يصارعون ويتصارعون من أجل البقاء كان هنالك من يحاول أن يحسم وضعيته داخل المؤسسة العسكرية كقائد فعلي لها , فمنذ إنشغال البشير مع علي عثمان في الصراع الكبير مع الشيخ , بدأ إبراهيم شمس الدين يتولى هو قيادة الجيش بديلاً للبشير وسارع كثيراً في تلميع نفسه داخل هذه المؤسسة , ويبدو أنه قد أحكم قبضته التامة على قيادة المؤسسة وبل كانت قيادة الأركان كلها من إختياره , وأعتقد أن القاعدة الإسلامية لاحظت ذلك وخصوصاً من هم في الجناح الآخر , حتى بلغت الإرهاصات مبلغها بخبر إنقلاب يمكن أن يكون بيد ابراهيم شمس الدين , يعيد الإمور الى نصابها , فقد كان كثير الحركة أكثر من المعتاد لمن هو بمنصب وزير دولة بالدفاع , وخصوصاً مع هدوء بعض الأوضاع في جنوب السودان , وكان علي عثمان يترقب أكثر بكل رعب ما يدور بداخل هذه المؤسسة , ولكن كانت المعلومة لديه من الضعف بمكان, ولكن مثل هذا الصراع لم يكن بمعلوماته الغزيرة سوى في يد بكري حسن صالح رجل الإستخبارات القوي الكتوم , وكل مآلاته أعتقد أن بكري كان ضالعاً فيها ,ولا يمكن لمتابع تلازمه حصافته في قراءات الأوضاع أن يستبعد أن التخلص من إبراهيم شمس الدين كان جنداً داخل هذا الصراع , وقبل أن نحقق في ذلك أتي الحدث الجلل الذي أوضح ما أخفته الأيام من خبايا الصراع الحقيقي داخل الجناح , وما ترتب عليه من أوضاع جديدة ألقت بكاهلها على الصراع والسودان ككل , وهي أحداث مركز التجارة العالمي.

    نواصل ..
                  

04-06-2009, 08:46 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    تنامت مركزية القوى الصاعدة داخل جناح علي عثمان بصورة مذهلة , بل يمكن القول أن سرعتها فاقت كل حسابات يمكن أن تُقدر داخل هذا الصراع, ولكن تركزت كلها على رجالات الجبهة الأمنيين , ولم يكن ذلك التلاحم بين هؤلاء وليد الصراع أو اللحظة بعد المفاصلة ولكن نتج هذا التلاحم من إحتكاك كبير بينهم منذ الجامعة , فكل من علي عثمان والجاز ونافع كانوا دفعة واحدة , وتوطد هذا الإحتكاك أكثر بين نافع والجاز في رحلتيهما للدراسات العليا بالولايات المتحدة الأمريكية سوياً , حيث أن للغربة سحر كبير في الإلفة ,ويبدو أن ما بينهما اكثر مما كان يعتقد به علي عثمان , ولذلك كانت إدارة المؤامرة تجد طريقها للتفاهم بسرعة كبيرة , وكذلك كان لخبراتهم التنظيمية كبير الأثر في غربلة الأوضاع اثناء الصراع , فالجاز كان مسئول التخطيط والتنظيم لفترة طويلة قبل الإنقاذ , ونافع كان هو مسئول العمل الأمني للجبهة الإسلامية , وما سيطرته اليوم على النظام إلأ بعضد أعوان مكتبه القديم , الذين شهدوا معه سهر الليالي لحماية النظام, ولذلك كان الهم الكبير لعلي عثمان هو إبعاد هذين الرجلين من مؤسسة الرئاسة بقدر الإمكان ,أو بالأصح إبعادهم عن الرئيس شخصياً , وترك حول الرئيس كل من لايعرف ماهية الصراع , وبالرغم من الخبرة السياسية والأمنية التي يتمتع بها علي عثمان إلأ أنه بدأ متوجساً بعض الشيئ من الظهور المخيف للكثير من الكوادر الأمنية للعلن , ومحاولة جريان هذه الكوادر نحو الواجهة السياسية , وأعتقد أن نافع كان له كبير الأثر في دفع هذه الكوادر نحو هذا الإتجاه , ولكن ما لم يستطع نافع عليه هو كبح جماحها متى ما أراد , عكس علي عثمان والذي ما أن دفع بأحد إلأ وكان له من الكوابح ما يلجم بها حركة الكادر بالكامل , ويبدو أن نافع كان يدفع بذلك حتى يلهي علي عثمان عن مؤسسة الرئاسة وبالتالي يزحف نحوها دون أن يلحظه علي عثمان ويحبط مخططه , والقرب من البشير كان هو الطريق المعبد لإعتلاء هرم السلطة , فالكل يعلم هذا داخل القاعدة الإسلامية , ويقيني أن شخصية البشير هي التي شكلت هذا المعتقد . ولكن لنرى ما الذي حدث بعد أحداث مركز التجارة العالمي ,وبالضبط المسالب الكبيرة لمخططات نافع الرعناء داخل الصراع , فقد أصبح هنالك الكثير من القيادات التي تدور داخل هذا الصراع دون تشذيب , وكانت لها اياد كبيرة في إزدياد تفاعلات الصراع .

    نواصل ..
                  

04-06-2009, 09:48 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    شكرآ يا مجاهد على المجهود المقدر
    طبعت الموضوع وفي إنتظار التكملة
    وسوف اطالع ما كتبت اليوم ونعلق غدآ
    إن شاء الله
                  

04-06-2009, 11:27 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: أبو ساندرا)

    تحياتي أستاذ أبوساندرا وأحوالك ..

    تقديري لمرورك وحتماً هنالك بقية وفي إنتظار العودة ..

    ودي ..
                  

04-06-2009, 12:02 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    وما أن أعلنت الولايات المتحدة حربها على الإرهاب حتى تداعي الكثير من هذه القيادات الى التعاون الكامل مع الولايات المتحدة , وقد تداعوا كما يتداعى سائر الجسد بالسهر والحمى بكل توادد وتراحم مع الأمريكان والذين كانوا قد تجهّزوا لهم حسب شعارات غابر الأيام, وبرغم سرية هذا التعاون والذي ما كان له أن يظهر علانيةً وكثير من العناصر المتشددة بالنظام تجاه الولايات المتحدة , كما أن التعاون الظاهر كان سوف يؤزم من وضع جناح علي عثمان داخل القاعدة الإسلامية والتي مازالت متأرجحة الخيار , وفي إعتقادي أن علي عثمان لم يكن يعلم ببدء هذا التعاون الأمني , ولو كان يعلم به لما ظهرت مراكز قوى كالتي نشهدها اليوم , ولما ترك ثمرات هذا التعاون تذهب لغيره أو جزء اً منها, ويقيني أنه علم بعد أن فاحت رائحة هذا التعاون والذي كان مهندسه هو قطبي المهدي المستشار السياسي للبشير , ذلك الرجل الذي لم يحسب له علي عثمان جيداً داخل الصراع , مع العلم أن علي عثمان هو من كان يقود قطبي منذ الجامعة بالرغم من أن الآخير يسبقه دراسياً , وبعد هذا التعاون إزدادت رقعة الصراع داخل الجناح بزيادة المتصارعين حول هرم السلطة , وبل زاد الصراع شراسةً بعد ظهور قبول أمريكي لقطبي وكرتي وقوش , ويبدو أن قنوات الإتصال في تلك الفترة لم تعرف اي طريق للراحة , وإستطاع قطبي أن ينتزع التقارير الأمريكية المهادنة للسودان , فالولايات المتحدة لاتعرف أكثر من مصالحها , ولاتنظر لأبعد من ذلك مرحلياً , ووجدت ضالتها في نفاج كبير ضل علي عثمان عن سده,وخرجت منه رياح ليس من السهل حساب سرعتها ودخلت عبر نفس النفاج رياح زادت من مراكز القوة , وبينما الصراع يحتدم كل فجر صباح كان البشير يتفرج أكثر في هؤلاء الذئاب الذي يتصارعون على عرشه دون أي إكتراث لمن هو جالس عليه, وهو السبب الذي جعله يطلق أيادي إخوته وأقربائه في جمع المال بأي صورة , فقد عرف أنه إذا تهاون فسوف يلحق رفاق الأمس وذلك الشيخ المُجبر في إقامته. ولم ينضب معين المؤامرة لدى علي عثمان ولكن إختار أكثر الطرق وعورة ً لحسم هذا الصراع ومحاولة إعادة بريقه في القيادة من جديد , وهو الآخر قد تأكد تماماً من أن التهاون في الحسابات سوف يجعله فريسة لهؤلاء الذئاب الذين أطلقهم بنفسه من الأقفاص , ولذلك إتجه الى العمل السياسي بكل قوة في محاولة جادة لتثبيت أرجله وسط هذا الفوران الكبير .

    نواصل ..
                  

04-06-2009, 11:42 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: أبو ساندرا)

    الاخ الكريم مجاهد عبدالله
    السلام عليكم ورحمة الله
    ولكل الاخوة القراء والمتداخلين

    برغم زحمة الله العمل الشديد قرأت جزاءً لا بأس به من ه>ه القراءة لما رطرجه الاخ مجاهد.
    واسمح لي أخي ان اقول لك كما قال احد الاخوة هناك مغالطات كثيرة للغاية في ه>ا المكتوب، وه بلا شك مجهود ممتاز في فتح أبواب النقاش للتوثيق والتصحيح وتباد الآراء حول ه>ا الموضوع الشائك.

    غداً إن شاء الله سأنشر لكم م>كرة العشرة وهي عندي في البيت، والم>كرة تشرح نفسها تماماً وواضحة كل الوضوح في أسباب كتابتها وتقديمها لمن يهمه الأمر.

    من المغالطات الكبيرة أن علي عثمان من ال>ين دبروا او خططوا للانقلاب وهي معلومة خاطئى تماماً وأصغر كادر في الحركة يعرف >لك.
    ويمكمن ان اقطف لكم مما كتبت سابقاً بعنوان (لما>ا فشل المشروع الاسلامي في السودان) موقع التجديد العربي
    http://www.arabrenewal.net/index.php?rd=AI&AI0=2944
    اقطف لكم الآتي:

    Quote: مشروع التمكين... تسلم السلطة

    جاء العام 1989 ودخلت الجبهة الإسلامية مع الأحزاب الطائفية في حكومة سميت حكومة "الوفاق الوطني" ولم تكن على وفاق أبدا، فكان جهازها الأمني مستيقظا يرصد ما يجرى في الساحة من اتصالات سرية خارجية مع جهات حزبية وعسكرية في الداخل: فعقدت الجبهة الإسلامية القومية على مستوى المكتب القيادي ومكتب الشورى القيادي اجتماعا كان الأخطر من نوعه ونوع الأجندة المطروحة ومنها كان واحدا باسم التمكين.

    ومشروع التمكين كان مشروع تسلم السلطة، ولم يكن طرح مشروع تسلم السلطة للمرة الأولى فقد سبق طرحه ونوقش ولم يوافق عليه لأن المستقبل بحسبان قيادة تنظيم الاسلاميين مازال يحتاج الى أن تلعب فيه الحركة الإسلامية سياسيا دورا كبيرا، ولم تكن هناك أية ضغوط على الحركة شديدة وقوية ولم يكن في الساحة من يفكر في انقلاب عسكري والكل مبتهج بالحرية والديمقراطية. ولكن لماذا طرحت الجبهة الإسلامية مشروع تسلم السلطة للمرة الثانية؟وفي ذلك الوقت بالذات؟!
    الجهاز الأمني الخاص بالجبهة وبحسب معلوماتي المتواضعة كان قد رصد حركة اتصالات خارجية واسعة مع عسكريين سودانيين عقائديين في الداخل، علاوة على أن الحكومة المصرية كانت جاهدت لتغيير سياسي في السودان يحافظ على مصالحها فيه، في وقت انتشرت فيه أدبيات الاسلام السياسي على نطاق واسع وصادف ذلك فعلا اكتساح الطلاب السودانيين التابعين للحركة الاسلامية السودانية الانتخابات الطلابية في مصر وكل المقاعد وأصبح البرنامج الاسلامي يتم تداوله داخل المجتمع الطلابي المصري، وفي الحقبة ذاتها التي كانت عناصر الاخوان المسلمين المصرية تفوز فيها بالكثير من الاتحادات النقابية وأصبح "الخط الاسلامي" يحاصر مصر من الداحل ومن السودان.. ولم يكن غريبا أن تظهر في الأجواء محاولات مصرية جادة لدعم أي تفكير في انقلاب عسكري في السودان. وكان الوسط الصحافي يدرك بحاسته الصحافية تلك المحاولات- ليست المصرية فحسب بل العراقية بواسطة حزب البعث العربي الاشتراكي الموالي لبغداد، اضافة الى المراقبين في السودان والمحللين- ويدرك أن اكتظاظ طرقات العاصمة الخرطوم بالأجانب وهم يصولون ويجولون بسياراتهم آنذاك ما هي الا علامة لتغيير مفاجئ سيحدث في السودان خصوصا اذا وضعنا في الحسبان الاختراق الأمني للحدود من الجهات كافة بداية بالحرب الأهلية في غرب السودان مع الحدود التشادية، والجبهة الجنوبية المستعرة باستمرار، اضافة الى الجبهة الشرقية التى كانت بين الفينة والأخرى تشتعل بواسطة العصابات المشهورة التي كانت تحرك بين السودان واثيوبيا ومصر في الشمال وكانت تتناصب النظام السوداني العداء كرد فعل لطرح المشروع الاسلامي.
    الجبهة الاسلامية وضعت كل هذه النقاط في حساباتها وكانت أجهزتها الأمنية تخترق مجموعة من الضباط الذين كانت ستتم عبرهم محاولات انقلابية، بل كانت "ساعة الصفر" تحت يدها- هذا ليس تضخيما لامكانات الحركة الاسلامية ولكنها حقائق مجردة- وعندما انعقد اجتماع مكتب القيادة والشورى كانت كل المعطيات أمام الاجتماع للخروج بنتيجة واضحة بخصوص تسلم السلطة أو عدمه وهذه المرة كانت الموافقة كلية وبنسبة 100 في المئة وحتى الذين كانوا قد رفضوا الفكرة في المرة الأولى كانوا أكثر المتحمسين للمشروع الذي سمي "التمكين"! ولم يناقش ذلك الاجتماع الكيفية أو التفاصيل بل أوكلت دراسة وتنفيذ المشروع برمته للأمين العام حسن الترابي دون أن يحدد التاريخ أو الوسيلة.



    الاخ مجاهد

    أحاول إن شاء الله الاتيان بما كتبته قبل 8 سنوات حول ه>ا الموضوع من أجل تعميم الفائدة والتوثيق بشكل أوسع وأدق ونجعل القارئ بفطنته الوصول إلى الحقائق.

    ولك عاطر تقديري واحترامي
                  

04-06-2009, 12:27 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: khalid abuahmed)

    Quote: من المغالطات الكبيرة أن علي عثمان من ال>ين دبروا او خططوا للانقلاب وهي معلومة خاطئى تماماً وأصغر كادر في الحركة يعرف >ل


    سلامات الأخ المحترم خالد وأحوالك ..

    لا أعتقد أن هذه المعلومة يمكن أن تكون تقريرية , فكل ما كتبناه هو تحليل بحت وقد يقبل الخطأ أو الصواب ولكن إذا كنت تريد أن تحلل مثل وضعية علي عثمان وقربه أو بعده من التخطيط للإنقلاب ولك معلومة مثل زياراته للجنوب وحركته الدائبة وسط الضباط فماذا يمكن أن ترمز بهذه المعلومة ؟ وثم الأن ونحن على بعد عشرون عاماً من هذا الإنقلاب فمن أين جأءت هذه الإستماتة التي كان بها على عثمان إن لم يكن هو من نفذ أو دبر بيد كبيرة لهذا الإنقلاب , أعتقد أن محاولة تبرئة علي عثمان من الإنقلاب لايمكن أن يصدقها أحد وخصوصاً من يلاحظ فقط مجرد الملاحظة لتاريخ الرجل , وأيضاً ما لايعقل أن يقال أن علي عثمان صحي مثلغيره من ابناء الشعب ووجد الجمل بماحمل ليلة الثلاثين من يونيو , عموماً أخي خالد أنا في شوق لما لك من مقال عسى ولعل أن يظفر القارئ بمزيد من النوافذ التي تفتح الأفاق ..

    ارجو أن تتطلع على اللقاء أدناه والذي كان في منتصف عام 1999 بقناة الجزيرة ليعرف القارئ ايضاً عن كاريزمية هذه الشخصية :

    Quote: ماهر عبد الله: اسمح لي بداية أن أبدأ هذا اللقاء بهجوم، بسؤالك عن الوضع المعاشي في السودان، إذ أنه خلال الأيام القليلة التي قضيناها في الخرطوم لاحظنا أزمة غلاء فاحش، هناك فرق كبير بين مستويات الدخول ومستويات الأسعار، أي ثورة تسمت بالإنقاذ أو لم تتسمى، لابد أن يكون هدفها الأول والأساس هو رفاهية الشعب الذي جاءت لتقوده للخروج به من مآزقه، أقلها مآزقه المعيشية والاقتصادية، لو سألتك لماذا أخفقت الإنقاذ في تحقيق الرفاهية، وتحسين مستوى المعيشة للإنسان السوداني، الذي يجب أن يكون هو المقصد الأول لثورة الإنقاذ أو لأي ثورة أخرى، أو لأي نظام سياسي؟

    علي عثمان محمد طه: حقيقة أن موضوع المعاش وكلفته هي جزء من.. المنظومة الكلية، صحيح أن الرفاه الاجتماعي واحداً من الأهداف التي ينشدها أي نظام موضوعي، وفي ذات الوقت فإن هناك أسباباً لهذه الظاهرة الاقتصادية عندنا الآن.

    أولاً: هذه السنوات العشرة كانت هي بمثابة إعداد البنية التي يمكن أن ينهض عليها الاقتصاد السوداني، إذ لا يمكن معالجة أو تحسين أحوال المعاش ورواتب العاملين، والضمانات الاجتماعية إلا إذا توفرت موارد حقيقة للدولة، والموارد الحقيقية تقتضي بنيات أساسية للاقتصاد، ومقومات أساسية لضخ هذه الموارد في جسم الاقتصاد، الإنقاذ ورثت نظاماً مهترئ، ضعيف البنيات تماماً، ومن ثم فكان.. كان التركيز على بناء هذه البنيات وتأسيسها، حتى يمكن من بعد أن.. أن تعطي مردوده الذي ينعكس على حياة الناس، هذه واحدة، ويمكنك الآن أن.. أن ترى جهود الإنقاذ في هذا الشأن، في عديد من البنيات الاقتصادية الحقيقية، في تحسين أوضاع الصادر من حيث بيئة.. زيادة الرقعة المزروعة، إنشاء السدود، إنشاء شبكات الطرق، الاتصال، المطارات الحديثة، وسائل الاتصال التليفوني وغيرها، التي تهيئ للاستثمار وللنشاط الاقتصادي أن.. أن ينشط، و أن يكون له مردود ينعكس على سائر قطاعات المجتمع.

    الأمر الثاني هو: أنه برغم هذه البوائق التي تبدو للمراقب الآن، إلا أنه حينما يبدأ من نقطة البداية في عام 89 عندما جاء الإنقاذ يلحظ تقدماً، وصعوداً في السلم، حتى من حيث وفرة المواد التموينية، وضرورات المعاش، والتي كانت تعطي انطباعاً لدى زائر الخرطوم من حوالي عشر سنوات، أنه حينما يأتي يحتاج إلى أن يحضر معه حتى أبسط اللوازم التي قد لا تتوفر له بسهولة في الخرطوم، هذه الآن توفرت.

    الأمر الثالث: هو أن المنهج في السياسات الاقتصادية وثباته في التعاون مع المؤسسات الدولية في تحرير سعر الصرف، وثباته، محاصرة التضخم واستقرار أسعار التبادل، هذه من شأنها أيضاً أن تعطي الاقتصاد دفعة إيجابية في هذا المقام.

    والنقطة الرابعة: هي أن الأشياء تعرف بمقايساتها، كما تعرف ببعضها، فيلزم أن نعرف نقطة البداية لنعرف هل نتقدم أم نتأخر.

    الأمر الثاني يلزم أن نعرف بعض المقارنات في الحوار الذي نعيش فيه، ومقارنة الأرقام الاقتصادية يشير إلى أنه برغم مظاهر الشدة على المواطن السوداني نظراً لقلة موارده الشخصية، إلا أن الأسعار في السودان كمعوض.. معاوض للسلع، قياساً على دول أخرى السودان ما يزال من أكثر البلاد قلة في.. في الكلفة، ورخصاً في الأسعار.

    ماهر عبد الله: يعني تحدثت خلال إجابتك عن السؤال الأول عن أنه هذه ضرورات اقتضتها سياسات الانفتاح الاقتصادي وقوى السوق، والرأسمالية الحرة، لكن شهدنا أيضاً في الأيام القليلة الماضية ما يمكن أن يعتبر تناقضاً مع.. مع هذا الكلام، هناك مسلك سياسي للحكومة، لو أعطيتك مثال، أول ما يواجه الزائر للخرطوم هو السؤال عن كم تحمل من العملة الصعبة؟ عندما تسأل عن كم تحمل من العملة الصعبة؟ هذا مؤشر على أن اقتصاد البلد غير مستقر تماماً، إضافة إلى أنه يتناقض مع ما تتقدمون به من طروحات حول تحرير السوق، والتي قلتم أن جزء من الضريبة التي تأتي معها هو جزء من.. أو شيء من غلاء المعيشة على المواطن السوداني، فكيف تبررون مثل هذا التناقض؟

    علي عثمان محمد طه: نعم، هناك خطوات واسعة اتخذت في سبيل تحرير المعاملات، وإذا أردت على سبيل الحرية الاقتصادية، لأن نظامنا يقوم على الحرية في جميع الساحات، ولكن بمثل ما نتقدم الآن تدرجاً في الساحة السياسية نحو مثال نهدف إلى بلوغه، كذلك في الساحة الاقتصادية، نحن بدأنا نقطة البداية مرة أخرى كانت اقتصاداً اشتراكياً تحكمياً، السيطرة فيه للقطاع العام، ولنظام الضبط النقدي exchange control بشكل مهيمن جداً، ولكننا بدأنا نتحرر منه تدرجاً، ومما يلزم لإكمال هذا التحرير هو مدى التدفقات، لا وليس افتراض القناعة بالسياسة، فنحن الآن قد أعددنا المناخ الإيجابي من حيث سياسات الاستثمار، من حيث التأكيد على الحرية الاقتصادية، والانفتاح فيها، تشجيع القطاع الخاص ليقوم بدور، نحن الآن نتيح للقطاع الاقتصادي في الأربع سنوات القادمة أن يتولى ما.. ما يزيد عن 30% من.. من جملة الدخل القومي الكلي في بلد ما تزال قدرات الاقتصاد الخاص فيها.. القطاع الأهلي فيها ضعيفاً.

    ما لمستموه في ما.. جانب بعض المسائل الإجرائية المتعلقة بالنقد الأجنبي، فهي نظراً للظروف الصعبة التي نعيشها من خلال الحصار الاقتصادي المضروب على السودان، والذي يجعل انطلاق هذه السياسات لتبلغ مداها الكامل، وتحقق الاجتياح المطلوب شيئاً يحتاج إلى بعض الصبر، ولكنني أؤكد إلى أنها في سبيلها إلى التلاشي.

    ماهر عبد الله: في.. في نفس هذا الإطار رموز المعارضة السودانية إضافة للكثير من المراقبين يتحدثون عن أنه نعم هناك سياسات تحررية اقتصادية، ولكن المستفيد الأكبر منها هم رموز الجبهة القومية الإسلامية، أو ما كان يعرف بالجبهة القومية الإسلامية سابقاً، فهل هم فعلاً الشريحة الوحيدة التي استفادت من سياسات الانفتاح الاقتصادي التي مارستها حكومة الإنقاذ في العشر سنوات الماضية؟

    علي عثمان محمد طه: يا أخي الكريم، هذه.. هذه تدخل في ما يمكن أن نسميه اللي.. تشنيعات المعارضات ومحاولات التشويش، ولكني أؤكد لك أن مدى الصحة فيها بمثل مدى الصحة عن اتهامات الرق مثلاً بالنسبة للسودان، فهناك كثير من المسائل غير المعقولة التي تطلق على السودان بغية إحداث خلخلة فيه، ولكن المؤشر الهام هو مدى اقتناع المواطن عندنا في.. في السودان الآن بالإقبال على الاستفادة والتجاوب مع هذه السياسات، مع هذه الحريات الذين يستفيدون الآن من التيسيرات والتسهيلات التي أفرزتها سياسة الانفتاح والتحرر.. الحرية الاقتصادية، ليس هناك أي عامل سياسي للتمييز بينهم، وليس هناك أي حوافز إضافية تعطي لمؤيدي النظام خاصة على معارضيه، هذه يمكن أن.. أن تثبت في.. في قوائم المتعاملين المستفيدين من التيسيرات المصرفية في.. في قائمة الذين يدفعون ضرائب أرباح الأعمال لدى معتمدية الضرائب، من السهل جداً أن.. أن تراجع هذه المسائل وتقاس على مرجعية موضوعية يجري تصنيفها، وعندئذ يتبين أن هذا الادعاء ليس له ما يثبته.

    حقيقة الإجراءات القمعية والقبضة الأمنية

    ماهر عبد الله: في ضوء الغلاء هذا الفاحش، والذي يقر به الكثير، يعني رموز النظام، وحتى تمنع الإنقاذ أي ثورة مضادة عليها، أو أي انقلاب آخر يطيح بها، حتى يقبل الشعب السوداني بهذا الضيق الذي تقرون به كان لابد من قبضة أمنية، لابد من تشديد القبضة الأمنية على المواطنين لردع كل من تسول له نفسه بالخروج على حكومة الإنقاذ.

    علي عثمان محمد طه: بمعنى.. بمعنى؟

    ماهر عبد الله: يعني نسبة.. يعني من ثلاثة أسابيع سمعنا عن أربعة معتقلين، لأسباب سياسية بحتة.

    علي عثمان محمد طه: نعم.

    ماهر عبد الله: كلهم يعني يزعمون أنه جأروا بالقول صريحاً أن المعيشة لم تعد تطاق لابد من.. من تغيير

    علي عثمان محمد طه: هذا.. السودان عرف بأن شعبه يتميز في هذه المنطقة من العالم بأنه شعب مرهف الإحساس السياسي جداً، وأنه لا تحده القيود والضوابط الأمنية والقمعية، مهما بلغت من.. من.. من البطش والقوة، وإذا كان ما يقال في مثل هذه الادعاءات صحيحاً، فهل يستوي حتى لو افترضنا أن هناك أربع معتقلين سياسيين، أن يكون هناك أربع معتقلين بإزاء ما يمكن أن يوصف بأنه حالة.. اقتصادية ضاربة الخناق؟

    ماهر عبد الله: هذا ما شاهدناه في.. في الأسبوعين أو الثلاثة التي مكثنا فيها فعلاً

    علي عثمان محمد طه: آي نعم، أنت.. أنت لو.. لو.. لو بقيت إلى جانب الأسبوعين شهرين آخرين فلن تكتشف أن هناك معتقلين آخرين، سجوننا الآن خالية من الاعتقالات السياسية، والحريات متاحة.. يمكنك أن تطالع عناوين الصحف والمقالات التي تتناول الوضع الاقتصادي، وآثاره المعيشية بحرية كاملة، و.. و.. بل إنك تجد أن الاعتراف بالمعاناة المعيشية نتيجة لهذه العوامل التي تجد التفهم من المواطن السوداني، ترد حتى في الخطابات الرسمية، لو راجعت خطاب رئيس الجمهورية أمام الدورة الأخيرة للمجلس الوطني تجد الإشارة إلى.. إلى مثل هذه القضايا، والاعتراف بها بشجاعة، مع التركيز على السياسات المطروحة لمعالجتها، وطرح التحدي.. قفاز التحدي أمام الممارسات السياسية والاجتماعية والرأي العام اللي يتعامل معها اللي.. لدفع الأمور باتجاه تجاوزها والخروج منها.

    ماهر عبد الله: لكن إن يعني القبضة الأمنية ليست مقتصرة فقط على ردع أي ثورة مبررها اقتصادي، بعض رموز المعارضة السودانية، وبعضهم ممن لم ينضوي تحت التجمع الوطني الديمقراطي، بعضهم إسلاميون من.. من أصدقاء الجبهة سابقاً، وصفوا هذا النظام -طبعاً إضافة إلى أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي- بأنه النظام الأشد قمعاً في تاريخ السودان، فكيف أجمعوا على مثل هذا الرأي؟

    علي عثمان محمد طه: سيدي، هذا حكم متروك للتاريخ، ومتروك للشعب، ومرة أخرى أقول إن الشعب السوداني لا.. لا تحكمه الإجراءات القمعية مطلقاً، فهو إن.. يعني من الإشهارات التي عرف بها أنه شعب الثورات الشعبية على ما.. ما يراه نظاماً قمعياً أو ما يسمى بالأنظمة العسكرية.

    الأمر الثاني هو: أن هذا الاتهام لا يتفق مع المرجعية التي يستند إليها النظام، فالنظام يستند إلى مرجعية تقوم على الحرية أصلاً، لأنه يتخذ الإسلام شعاراً، والإيمان بالله سبحانه وتعالى، والالتزام بالإسلام هو قناعة، وهو التزام أخلاقي ينبع من.. من.. من الفرد، ولا يُفرض عليه، و.. ولذلك لا يمكن أن تكون.. أن تكون قضية القمع السياسي متسقة أو متفقة مع المنظومة الفكرية، والأطروحة التي يعمل في شأنها النظام.

    أكبر دليل على ضعف هذا الادعاء هو أن هذا النظام يكاد يكون النظام الوحيد في المنطقة العربية والإفريقية الذي سعى إلى ضبط التدريب العسكري لأوسع قدر من قطاعات الشعب السوداني، فكيف يتفق لنظام يخشى من ثورة الجياع أو من ثورة المعارضة، أو من ثورة المتضللين أن يجعل قضية السلاح محررة مثل الاتجاهات التي سعى إليها في الحرية الاقتصادية والحرية السياسية؟ عشرات الآلاف لا تخطئهم كاميرات التلفاز وهم يتدربون عبر العشر سنوات الماضية. صحيح أنها كانت كل هذه الآلاف تستنفر لقضايا تأمين البلد، واستقراره في وجه الحرب التي نعلمها جميعاً، ولكن تبقى الحقيقة وهي أن التدريب على السلاح، والسماح باستعماله لم يكن مسألة مقصورة على فئة نظامية فقط في.. في الجيش،كما هو الشأن في كثير من البلدان الأخرى، ولا لمؤيدي النظام وحدهم، ولو أن مؤيدي النظام هم بعشرات الآلاف كما يراهم الناس في كل اتحاد، فمعنى هذا أن النظام يتمتع بشعبية..

    ماهر عبد الله [مقاطعاً]: لو سمحت لي بمقاطعتك هنا بالقول أن التبرير النظري لموضوعك أن.. لأنك تأتي بنظام.. بقيم خلقية عالية، وبالتالي لا يمكن أن يقبل بالقمع، هذا الكلام وحده لا يكفي لدرء التهمة، لسبب بسيط وهو أن رموز النظام.. رموز الإنقاذ أنفسهم يعترفون أو اعترفوا في أكثر من مناسبة أنهم في السنوات الأولى من عمر الثورة مارسوها شيئاً من القمع، وكثير الحديث عن.. عن بيوت الأشباح، صحيح أنه قدمت بعض التبريرات من نوعية أن الذين مارسوها هم أناس متفلتون أو من.. من صغار الموظفين، لكن المسؤول عن النظام، المسؤول عن حكم البلد في النهاية هو مسؤول عن كل التفصيلات التي تجري في البلد، فإذا جاز لكم أن تمارسوا نوعاً من القمع في بداية الثورة، فليس من المستبعد أن تلجئوا إلى ممارسته في.. في أيام لاحقة أو.. أو سنوات لاحقة.

    علي عثمان محمد طه: نعم، ولكن هذا -أخي الكريم- هذا استثناء، وليس أصلاً في الممارسة، الأمر الثاني هو.. والدليل على هذا هو أن الناظر إلى تطور السياسات والتدابير القانونية والتشريعية التي تقوم بها الدولة، وآليات ضمانة حريات الأفراد وحقوقهم بدءاً من إصدار وثيقة الدستور نفسه، ثم إنشاء الآليات الممثلة في المحكمة الدستورية والمحاكم العليا الحارسة للدستور ولحقوق المواطنين، ثم السماح بالحريات النقابية وبقيام الجمعيات التي تعبر عن الضمير الاجتماعي والضمير المدني، جمعيات حقوق الإنسان، وجمعيات الدفاع عن القطاعات ذات الأهداف المشتركة ثم السماح بحرية التنظيم السياسي والتنافس.

    السودان مجتمع مفتوح وبلد.. كتاب مفتوح للصحافة العالمية وللمراقبين، ما من انتخابات أو حدث كبير في السودان إلا ودُعي له مراقبون ومحللون من شتى أنحاء العالم، فالذي يلجأ ويعتمد نظرية القمع والبطش لا يمكن أن.. أن يعتمد معها في ذات الوقت أسلوب التعامل المفتوح.

    طبيعة الحركة السياسية في ظل الولاءات المتعددة

    ماهر عبد الله: طيب أستاذ علي، لو سمحت بالانتقال من الموضوع الاقتصادي و.. والموضوع الأمني إلى الموضوع السياسي بمعناه الواسع، معروف أن السودان مثل بقية الأقطار العربية والإفريقية تسود فيه الولاءات القبلية، والولاءات الطائفية، والولاءات المذهبية، بل أن أحد مبررات ثورة الإنقاذ كان الخروج من أسر ما تسمونه بالطائفية، في مجتمع قبلي، في مجتمع لم يشهد درجة كبيرة من التعليم والمدنية، يبقى الانتماء الطائفي غلاب، كان هناك في السودان حزبان، حزب الأمة والحزب الاتحادي يتمتعان بدرجة كبيرة من الولاء في أوساط طائفة الأنصار أو أوساط طائفة الخاتميين، كيف تتوقع منا أن نقبل أنه خلال عشر سنوات يمكن لأتباع هاتين الطائفتين أن يتحولا بولائهما من أكبر حزبين في تاريخ السودان إلى الحزب الثالث، أو الذي كان دائماً ما يأتي ثالثاً في الجبهة القومية الإسلامية؟

    علي عثمان محمد طه: التحول في الولاءات الحزبية هو عملية مستمرة منذ.. منذ.. منذ سنين، سبقت حتى قيام الإنقاذ الوطني، فالتآكل في بنية الكتل الحزبية التي كانت تعتمد على الولاء الطائفي التقليدي هذه سجلتها تحليلات الانتخابات والدراسات الاجتماعية باضطراد في خلال السنوات الماضية، بمعنى أن أي من الحزبين اللي أشرت ليهم كان في كل انتخابات.. يعني لو أخذت آخر انتخابات أجريت قبل الإنقاذ في عام 86، وقسها بما سبق من انتخابات تجد أن الخط البياني يسير إلى الأسفل وليس إلى الأعلى، هناك تحول.

    الأمر الثاني: هو أن الإنقاذ لم تعتمد أسلوب.. لأن من الصعب أن.. يعني أن.. أن تحمل الناس على التحول في الولاء عن طريق القمع اللي.. والضبط السياسي، ولكن الإنقاذ أحرزت تقدماً واسعا في هذا المضمار، جعلها على ثقة مما أنجزته بدليل أنها الآن تفتح المنافذ للمنافسة وللاختيار الحر، اعتمدت على سياسات اجتماعية هائلة.. هامة جداً، مثل سياسة نشر التعليم وتعميمه بالتعليم الإلزامي في مرحلة الأساسي، التعليم العالي ونشر مؤسساته، ولعلك تعلم أن السودان الآن به أكثر من 20 جامعة، على حين أن عند قيام الإنقاذ كانت ثلاث جامعات فقط، كان مجموع الطلاب لا يتجاوز العشرة آلاف طالب، الآن أكثر من مائة ألف طالب أو ما.. ما.. ما يزيد عن ذلك كثيراً، فهذا الكم، لهذه الدفعة في التوسع في التعليم، زيادة.. القدرات المعرفية، نشر قنوات البث الفضائي، ومحطات..، ليس فقط جرياً مع التقدم في العالم، وإنما كسياسة معتمدة للدولة، لتمكين المواطن من أن يتعرف على ما يجري حوله في العالم، وأن يصبح قاضياً.. قاضي ذاته فيما يأخذ من خيارات، نشر الطرق، إتاحة الفرص لتداخل المجتمع المدني مع المجتمع الريفي من خلال خلق نقاط التقاء في المنافع والاقتصاد، مثلاً عندنا الآن الصادرات الحيوانية تتقدم باضطراد، هذا معناه غير دلالته الاقتصادية المباشرة أن المواطن الريفي العادي الذي كان في مناطق الرعي البدوية، والذي كان سنداً لهذه الولاءات السياسية التقليدية قد بدأ يدخل في دورة الاقتصاد القومي العام، فهو يحتاج إلى أن يأتي إلى المدينة يتعامل مع من يشتري منه.. المصدرين، ويتعامل مع كذا، فهو يدخل الآن في دائرة معاملات وعلاقات جديدة ويكتشف معاني جديدة وأبعاد جديدة لوضعه الاجتماعي، ولكينونته لم تكن متاحةً له من قبل نحن نقول إن الإنقاذ تراهن على تقدم درجة الوعي، وعلى ازدياد نسبة الحياة المعاصرة بكل أبعادها لصالح برنامجها.

    ماهر عبد الله: طيب أنت ذكرت في.. ما ذكرت في.. في الإجابة على السؤال السابق، قضية الجامعات ربما يعني ازدياد عدد الجامعات يحسب للإنقاذ كإنجاز، لكن إحنا أيضاً شاهدنا في هذين الأسبوعين وجدنا بعض الأطفال في بعض قرى ومدن جنوب كردفان من لم يذهب إلى المدرسة، يعني بتتراوح الرقم من مدينة إلى مدينة، من أسبوعين إلى أربعة شهور، والسبب أن المدرسين يرفضون الدوام، لأن الحكومة لا تدفع لهم مرتبات، فالنهضة العلمية هذه والنهضة التعليمية كيف ستتم في المرحلة الجامعية إذا كان الأطفال يحرمون من.. في سن حياتهم الأولى من التعليم؟

    علي عثمان محمد طه: نعم، لعل المثال الذي سقته أولاً هو من.. من ولاية متأثرة بالحرب، والولايات المتأثرة بالحرب لا تصلح دليلاً للحكم على سائر أحوال هذه السياسات الآن في السودان، نحن لدينا خمسة أو ست ولايات في جنوب السودان متأثرة بالحرب، ولدينا ولايات في شمال السودان وهي منطقة معروفة والتي فيها جبال النوبة، وهي متاخمة للجنوب، هي ولاية جنوب كردفان هذه التي ورد منها المثال، فهذه لا تصلح بشأن..، ولكن لا نقول إن التعليم الإلزامي الآن قد صار متاحاً لكل أطفال السودان، فنحن لا نتحدث عن مجتمع هو مثل السويد أو أميركا أو أوروبا، نحن نتحدث عن تقدم نسبي من نقطة البداية التي كنا فيها قبل عشر أعوام، والحالة التي نحن فيها الآن، معدلات التعليم عندنا في التعليم العام سيتقدم، الآن انتشرت في السودان آلاف المدارس في مرحلة الأساس والتعليم الإلزامي، وانتشر فيها عشرات الآلاف من المعلمين، وهذا.. هذا بعض تفسير لظاهرة عجز الحكومات عن تقديم المرتبات، لأن التعليم قد قفز قفزات هائلة جداً، وانتشر بطموح الناس، فالمواطنين لهم الحق في إنشاء المدارس، هم يبادرون الآن ببناء المدرسة طوعاً، وبتوفير بعض المعينات الأساسية، وبعد ذلك تأتي قضية الانتظام والاستمرار والمتابعة، التي تُلقِي ببعض آثارها، لأن هناك مفارقة بين الطموح وبين القدرة على رفده بما يلزم من أموال وموارد..

    حقيقة التوتر داخل النخبة الحاكمة

    ماهر عبد الله: طيب لو انتقلنا إلى موضوع داخلي، وبالداخلي أقصد داخل النخبة السياسية الحاكمة، داخل حكومة الإنقاذ،او داخل نخبة الانقاذ التي تحكم البلد منذ عشرة سنوات، أنت كسياسي لاشك تعرف أن العلاقات التي تحكم أي نخبة سياسية، وهي في المعارضة غير تلك العلاقات التي تحكمها وهي في السلطة بعد عشر سنوات أنتم هدمتم بنياناً كان قائماً، وتؤسسون لبنيان جديد، لابد من ظهور نوع من الاختلاف في وجهات النظر، لابد من ظهور بعض التوترات المبنية إما على اختلاف وجهات النظر أو حتى بعض الصراعات الشخصية، إذا.. إذا جاز التعبير، لأن السلطة لها تداعياتها ولها شروطها، ولها معطياتها، إلى أي مدى يمكن القول أو الذهاب مع المعارضة في قولها أن هناك مؤشرات كبيرة، ونحن هنا فعلاً لمسنا نوع من التوتر داخل النخبة الحاكمة في السودان اليوم؟

    علي عثمان محمد طه: يمكن القول إن هذه.. ال هي لا أسميها توترات، بمعنى مجابهات، ولكن من الطبيعي كما ذكرت لي نظام يعالج أمر الإصلاح والتقويم بيد ويعالج قضية صد الهجوم ومحاولة التقويض من.. بيدٍ أخرى، في مثل الظروف التي عاشها السودان لابد أن يكون.. ولبلد باتساع السودان مساحة وتنوعاً في أعراقه ومكوناته وقضاياه، لابد أن تكون هناك مساحة واسعة للاجتهاد، ولابد أن تكون هناك مساحة واسعة فيما يتعلق بترتيب الأولويات، حتى فيما هو متفق عليه، ولما كان.. لما كانت التجربة الإسلامية المعاصرة بصورة عامة في عالمنا الآن الإسلامي ليس خلفها كثير تجارب ومرجعيات في إدارة نظم الحكم الحديثة، وفي تقديم الحلول المفصلة، والخيارات العلمية المستمدة من أصول إسلامية، بشكل يناسب التحديات والقضايا التي تعايشها هذه المجتمعات، فمن المؤكد أن تكون التجربة في السودان بهذا الفهم قد أتاحت باباً واسعاً للنظر فيما انتهت إليه من اجتهادات، لكل اجتهاد مناصروه والمدافعون عنه، والذين يرون أنه هو الأسلم والأحوط، ولكن يظل الالتزام بالمرجعية الإسلامية ويظل الوعي بضرورة الحد الأدنى من التضامن الذي يحفظ للتجربة فرص نجاحها وبقاءها متماسكة وصامدة، يصبح خيطاً جامعاً خلف كل ما يبدو في ظاهر الصورة.

    ماهر عبد الله: لكن التبرير النظري فقط لا يكفي لإقناع المراقب، لو كانت المرجعية النظرية الإسلامية وحدها تكفي لرأب أي صدع ولمنع حدوث أي شقاق لكان الأولى للسلف الصالح أن لا يقترعوا على السياسة لقد سبق لمن هو أعتقد لثلة أفضل من الثلة التي تحكم السودان اليوم، أعني بهم الصحابة.. صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن اقترعوا على السلطة، فأنا أعتقد أن التبرير النظري بأن المرجعية الإسلامية واحدة عند.. عند الجميع لا يمكن أن يقوم خلاف، أنا أعتقد أنها غير مقبولة أو لا تبدو منطقية.

    علي عثمان محمد طه: نعم، نحن نعتصم.. أولاً: حتى هذه التجربة التي أشرت إليها مما بدر ووقع بين.. في صدر الإسلام الأول، هو من الدروس التي نضعها نصب أعيننا، ثم إننا نتيح الآن، ونظن أن ما هو متاح لنا الآن في وسائل إدارة الشورى، واستطلاع آراء الناس والوقوف على خياراتهم أفضل مما كان متاحاً لنا بسبب التقدم العلمي، وقيام المجتمع الحضري الكثيف التواصل، ثم إننا بعد نقول إن السودان هو حالة يعني فيها.. فيها تحديات لم.. لا تدع حتى مجالاً لمن يريد أن يفكر بالاستئثار بسلطة أو كذا أن.. أن يجد لها متسعاً، فالأمر الذي يعد موضع.. موضع.. لم..لم تعد ساحة غنائم الآن المعركة ما تزال قائمة ومستمرة، والتحديات والحرب الأهلية الداخلية عندنا ما تزال قائمة، ولذلك الذي نقيس عليها هو.. الآن هو أننا برغم كل هذه التحديات الضاغطة من.. من داخل ومن خارج، فإن.. وعلى الرغم مما تعانيه الكيانات الأخرى حولنا في داخل السودان من.. من تصدعات داخلية، ومن انشقاقات، فإن بناء التيار الإسلامي الوطني في السودان ما يزال هو الأكثر معافاة، حتى الآن ليست هناك.. ليس هناك خروج أو تشققات لتكوين تيارات سياسية مناوئة تتصارع فيما بينها، ودع عنك أن تصل مرحلة أن تحمل السلاح، ونسأل الله العافية.

    أسباب الاحتجاج على أسلوب الترابي

    ماهر عبد الله: طيب الأستاذ علي، واسمح لي هنا أن أكون شخصياً بعض الشيء، وأكثر صراحة بعض الشيء، وأعني بشخصي المقصود به أنت شخصياً، من المعروف أنك كنت الرجل الثاني في الجبهة القومية الإسلامية أو ما كان يعرف بالجبهة القومية الإسلامية، وكنت المرشح الأوفر حظاً في خلافة الدكتور الترابي في زعامة الحركة السياسية الإسلامية في السودان، في الأيام القليلة الماضية كنت أحد الموقعين على وثيقة العشرة أو ما سمى وقتها بوثيقة العشرة، ورغم أنها لم تذكر صراحة الاحتجاج على أسلوب الدكتور الترابي في قيادة الحركة الإسلامية، إلا أن جل المراقبين فهموا أن المقصود كان الاعتراض والاحتجاج على أسلوب الدكتور الترابي في تسيير أمور الحركة الإسلامية في السودان كيف انتقلت من أن تكون الرجل الثاني المرشح لخلافة الترابي إلى التوقيع على عريضة تحتج على أسلوب الدكتور الترابي في تسيير أمور الحركة الإسلامية في السودان، كيف انتقلت من أن تكون الرجل الثاني المرشح لخلافة الترابي إلى التوقيع على عريضة تحتج على أسلوب الدكتور الترابي في تسيير دفة الأمور في الحركة الإسلامية السودانية؟

    علي عثمان محمد طه: أخي الكريم إحنا في السودان موضوع الخلافة وتهيئة الرجل الثاني ليس معروفاً عندنا في أدبيات العمل العام عموماً، فكثيراً ما تكون هذه المسألة تتحكم فيها التطورات والتغييرات، نحن ليس.. لم.. لم نعرف في السودان نظاماً في الحكم أو الإدارة يقوم على ترتيب الأمور، واستمرار على.. على وجه محدد، كما هو الشأن في.. في الكثير من التجارب حولنا، نحن مجتمع فيه ديناميكية شديدة، وفيه حركة متنوعة ومتجددة والشخص الذي يبرز إلى.. إلى الصف الأول أو الموقع الأول ليس بالضرورة أن يكون مجمعاً عليه دائماً، ومنذ فترة طويلة، ولكن الأحداث عندنا تولد القيادات التي تملك القدرة الذاتية بلا شك.

    أولاً مذكرة العشرة التي أشرت إليها أنا لم أوقع عليها، ولم أكن طرفاً فيها، وقد كانت لي وجهة نظري الخاصة فيما يتعلق بمسائل الإصلاح في داخل مؤسستنا السياسية التي ننتمي إليها، ومازلت أرى أن مساحة الحرية والشورى الداخلية في مؤسسة.. المؤسسة الإسلامية في السودان هي أفضل من كثير مما هو معروف في التجربة العالمية الآن، ومن ثَمَّ فإن الإصلاح لا يقتضي بالضرورة أن تكون هناك مؤامرات أو تكتلات، حتى أسلوب تقديم المذكرات هذا عندنا في.. في نظامنا وتجربتنا متاح بنظمنا الإجرائية الداخلية لكل مجموعة من الناس تريد أن.. أن تطرح موضوعاً للتداول يمكن أن تتفق عليه، وليس بالضرورة أن تكون متفقة على كل تفاصيله، وأكبر دليل أنك الآن لو رجعت تحاور من وقع على هذه المذكرة في جملة أفكارهم وآرائهم لوجدت بينهم تبايناً في كثير من المواقف والاتهامات الأخرى، فإذا هناك اتفاق على طرح موضوع بعينه للتداول، وليس بناء لتكتل يتحول إلى.. إلى تحالف سياسي يقدم قيادات ويصارع أخرى، وهكذا، ليس هذا هو في منهجنا، ولا تكاد تجد، رغم أنني لم أكن من الموقعين عليها، ولكنك لا تكاد تجد فيمن وقع عليها من يعمل بهذه الروح أو بهذا الفهم.

    وكنت دائماً أقول للرأي العام إنني صحيح كنت في وقت من الأوقات قبل.. في أيام الجبهة الإسلامية القومية، قبل الإنقاذ، بوضعي السياسي والتنظيمي الرجل الثاني في الجبهة، وهذه اقتضتها محاولة جمع الأجيال ووصلها حتى تتصل التجربة وتمتد وتستمر، ولكنني كنت أقول دائماً إن مسألة الخلافة.. شأن آخر، فكل شخص له قدراته ومؤهلاته التي تجعله.. تجعل له شخصه المتميز، وليس من يخلف الا بمعنى ان يتولى المسؤولية بعده، ولكن بمعنى أن يرث كل ما عند الشخص من قدرات أو من ملكات هنا أو هناك، فا وإحنا.. نحن جربنا في الحركة الإسلامية أن تكون هذه المواقع-كما قلت- ليست بمواصفات الخلافة بالمعنى المتبادر إلى الأذهان، ولكن بمعنى القدرة والكفاءة على تصريف الموقع في الظرف الذي يتم فيه الاختيار، ومن الممكن لذات المجموعة أن تجلس بعد سنتين أو أربع سنوات ودون حرج، ودون انقسامات أو معارف شخصية أن تعهد بهذا التكليف إلى شخص آخر تثبت الأيام أو تشير الدلائل إلى أنه الأكثر قدرة على تصريف الموقع في الظرف الجديد وفي المرحلة القادمة.

    ماهر عبد الله: يعني هل.. هل يمكن أن نقول بناءً على ما ذكرت أن سفينة الإنقاذ لا تزال تسير برأسٍ واحدة، وتقودها ثلة منسجمة مع نفسها، وتعرف تماماً ماذا تريد وإلى أين تتجه؟

    علي عثمان محمد طه: فأقول ذلك بكل الثقة والتأكيد.

    ماهر عبد الله: لو سمحت لي أن أخرج قليلاً من جبهة الإنقاذ وأعود إلى الساحة السودانية، لاشك أنك تتفق معي بأن السيد الصادق المهدي، والسيد محمد عثمان الميرغني هما من رموز السياسية في السودان، وأنا أعتقد أنهما مازالا يتمتعان بشعبية كبيرة، ومازال حزباهما يتمتعان بقدر كبير من الجماهيرية، مجرد وجود مثل هذين الرمزين خارج السودان، بغض النظر عن الخطأ في الصواب في مواقفهما أو مواقف الحكومة، بغض النظر عن أي توجه سياسي لهما يخالف توجهات الحكومة أن يكون رجلان بمثل هذا الحجم في السودان يعيشان خارج البلد، مؤشر على أزمة سياسية حقيقية، ألا تقر معي بوجود أزمة سياسية حقيقية في السودان، خصوصاً وأن مشاكل السودان أكبر من الإنقاذ، بل وربما أكبر من أي من أحزاب السودان السابقة واللاحقة؟

    علي عثمان محمد طه: أظن أن المعادلة المطروحة الآن أو المنهج المطروح الآن القائم على ضغط الحرية، قناعةً وليس مناورة سياسية، والإيمان بحق الآخرين في أن تكون لهم أصواتهم وأن تكون لهم كياناتهم، هذه المرحلة الجديدة التي دخلنا إليها بعد الدستور، ثم مرجعية الرأي العام وإشراكه في حسم الصراعات السياسية، وفي تقديم.. وفي ترجيح الخيارات عبر عملية نحاول أن نجعل لها أصلاً في الشورى الإسلامية وفي.. يربطها بممارسة الديمقراطية الحديثة، هذه.. هذه الاعتبارات قناعتي أنها ستدفع بأطراف في الساحة السياسية السودانية إلى الوصول إلى حل، لأن.. إلا إذا كان هناك طرف لا يؤمن في هذه المعتقدات، لا يؤمن بمرجعية الاحتكام للشعب في.. في ترجيح الخيارات السياسية، لا يؤمن بالحريات والديمقراطية.. والاعتراف بالرأي الآخر، لكن إذا وقع الاتفاق على هذه الفرضيات فإن القضايا الأخرى تصبح قضايا فرعية، وهي تصبح ملك للشعب ليقول كلمته فيها، ومن ثم تتأسس آلية التداول السلمي للسلطة، ولعل هذا هو الذي ستقدمه الإنقاذ في أدبيات السياسة السودانية، السياسة السودانية بعبارة مختصرة عبرتها التاريخية أنها لم تكن قد توفرت فيها آلية راسخة لتحكم وتنظم عملية مسألة التداول السلمي للسلطة عبر الأربعين عاماً الماضية التي سبقت الإنقاذ، سنوات الإنقاذ الآن جوهر البحث السياسي فيها هي أنها تريد أن تنتهي إلى آلية للتداول السلمي للسلطة وفق مرتكزات تمثل عقد سياسي بين أطرافها بالساحة السياسية وتكون مرجعيتها هي لاختيار الشعب، وأنا على يقين أن الاتصالات السياسية التي تجري الآن، والظروف التي تحيط بنا ومن حولنا دي بتدفع الجميع الآن دفعاً موضوعياً للوصول إلى هذه النقطة.

    حكومة الإنقاذ بعد عشر سنوات من الحكم

    ماهر عبد الله: أستاذ علي الآن قد انقضت عشرة سنوات على الإنقاذ، وقد تمرستم فيها للحكم، شهدت الإنقاذ معالم ردود سياسي عند القائمين عليها، لو عاد بك الزمن عشرة سنوات، بعدما رأيت ما رأيت، ما هي الأخطاء التي تعتقد أن الإنقاذ ارتكبتها ولو سمح لكم بأن تعيدوا الكرة من جديد لحاولتم تفاديها؟

    علي عثمان محمد طه: طبعاً هناك.. الأخطاء هي لا يتعمدها الإنسان، هناك اجتهادات تحكمه ظروف، هذا.. هذا يفترض أن تكون ذات الظروف الموضوعية في الداخل والخارج هي ذاتها.. ذاتها، عند.. في ذات التجربة مرة أخرى، وعندئذٍ يمكن القول إن.. إنه في إطار المعالجة السياسية لقضية ال تشكيل الساحة السياسية، من الممكن أن.. أن تتجنب بعض الأخطاء الصغيرة التي حدثت في خلال هذه.. في خلال هذه الفترة، فكثير من.. مما اتخذ من إجراءات وبدا.. بدا للناس أنها موضع نقد أو أنها.. أنه قد وقع عنها تحول حينما انتقلنا إلى الوضع الدستوري والوضع الحالي، فيمكن كان أن.. أن تتوفر فيها آليات أكثر اتساعاً وأكثر رحابة، ليس في هذا الشك.

    الأمر الثاني أنه في شأن العلاقات الخارجية ففي تقديري أن.. أن المساحة التي ينبغي أن.. أن تحظى بالاهتمام وبتقديم التغيير الذي حدث في السودان ليفهم على وجهه الصحيح فأقول كان يمكن أن.. أن يجد دفعاً أكبر، وتركيزاً أكثر، لأننا اعتمدنا على أن.. أن.. أن ما يمكن أن.. أن يجري في السودان يمكن أن يفهم بقليل من الجهد على.. على مقاصده ومراميه، وتبين لنا أن.. أننا كنا نحتاج إلى جهود أكثر وإلى اتصال أعمق لتقديم صورة السودان الصحيحة لتقرأ على وجه الصحيح، يجعل العلاقات أفضل.

    ماهر عبد الله: أستاذ علي عثمان محمد طه (النائب الأول لرئيس جمهورية السودان) شكراً لك على هذا اللقاء.


    ودي وتقديري أخي خالد ..
                  

04-06-2009, 12:55 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    لم يتعب علي عثمان كثيراً في البحث عن اي السلالم التي سوف يختارها لقيادة معركته الجديدة وإتجه مباشرة لخيط شيخه المسجون وهو إنزال السلام لأرض الواقع , وبحث جيداً في كل أدوات الصراع ومدى إمكانية قبول خطوته نحو ذلك السلام الذي كان مزعوم الإتجاه فقط, وهو ما كان ظاهراً من خلال اللت والعجن الذي تقوم به الإنقاذ في كل مفاوضات السلام , ويقيني أن علي عثمان كان يعلم جيداً أن عقبة كبيرة يمكن أن تلاقيه ولاترضى السلام بالصورة التي سوف يأتي بها , وتمثلت هذه العقبة في المؤسسة العسكرية وقائده الفعلي في ذلك الوقت أبراهيم شمس الدين , والذي جاء مقتله قبل شهور قلائل من توقيع ميشاكوس الأصلي , وهنا سؤال مازال يضرب بحيرته كل الأرجاء وهو كيف لقيادة أركان وعمليات كاملة أن تكون في طائرة واحدة والبلد في حالة حرب ؟؟ ولسوف نترك السؤال الذي يمكن أن يُجاب في مقبل الأيام . والذي كان يدور أن علي عثمان كان بعيداً عن حوار السلام الذي كان يقوده غازي صلاح الدين , ذلك الرجل الذي قام بإستغلاله علي عثمان مرات كثيرة من خلال إشباع رغباته بأنه مفكر لهذه الدولة , وهو الشيئ الذي زاد الصراع في حدته داخل الجناح , فما بين فاغرين أفواههم من هذا الإتفاق وآخرين يحاولون عرقلته كان علي عثمان يعيد ترتيب هذا الصراع بأن يجذب البشير الى صفه , وأن يعضد مسعاه الى تكملة هذا الإتفاق الى الآخر , وكان لابد من إجراءات كثيرة تتبع هذا التعاضد وكان في أهمها إبعاد كثيرين من مراكز القرار وتقريب آخرين , وبلغ الدهاء بعلي عثمان مبلغ تمرير هذا الإتفاق على أعوانه المرتكزين في موقف واحد في هذه الحرب , ولم يكن إنزال السلام نقلة نوعية في تفكير علي عثمان بقدر ما كان هو محاولة إلتفاف واسعة في ميدان الصراع المتفاقم داخل جناحة, كما أن أحاديث الشيخ وفتاواه المثيرة للجدل كانت قد جففت جزء من منابع التغذية البشرية للحرب مما شكل أكبر الدوافع للمضي قُدماً نحو وقف الحرب بأي شكل . ولذلك ما زال المشهد السياسي داخل هذا الجناح يعمل بكل همة في إفشال هذه العملية , خصوصاً الجاز ونافع , فقد فطنا بعد ذلك لمؤامرة علي عثمان نحوهما ,وأنهم الوحيدان المقصودان بهذا السلام , وكان علي عثمان بالرغم من التحركات المريبة الخارجية لكادر جناحه الأمني إلأ أنه إستطاع من حشد التأييد الدولي لشخصيته من خلال هذا السلام , وكان جهداً خالصاً لمصطفى عثمان إسماعيل في تنفيذ كل الرسائل وبالوجه المطلوب.

    نواصل ..
                  

04-07-2009, 00:14 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    وجه علي عثمان الصراع الى طريق كان يعلم تماماً وعورته على خصومه داخل الجناح , وبالأخص أصحاب العقلية الأمنية , وكانت غاية علي عثمان هو إرجاع البساط الذي تم سحبه من خلال التهافت الكبير الذي ظهر على أعوانه داخل الجناح في الوصول لهرم السلطة وتنفّذ القوة للبعض , وكعادة الكادر الإسلاموي لم يأبه علي عثمان بأي مبدأ في الوصول لمآربه , وظهرت الحيرة الكبيرة على بقية المتصارعين من إتجاهات علي عثمان والتي ظهرت وكأنها إتجاه لعودة الديمقراطية وتفكيك للإنقاذ , فقد تغير الرجل بمقدار كبير , وصار حتى خطابه السياسي باثاً للحرية في كل الإتجاهات , وعندها عرف هؤلاء المتحيرون خطورة الوضع الذي اصبح ينذر بزوال سطوتهم وقطع الطريق لهم قبل وصولهم لهرم السلطة نفسه , وكان أكبر هذه النذر هي تمسك البشير بكل مقترحات علي عثمان في شأن السلام , وكذلك ظهور كثير من الإرتياح المحلي والإقليمي والدولي لشخصية علي عثمان في الشأن السياسي , ولذلك تجد الجاز عمد إلى إغلاق ملفات البترول الذي لآيعرف حتي اليوم مدخوله الحقيقي على الدولة , ويبدو أن الجاز فطن إلى خطورة الوضع عليه قبل أي من الآخرين , ولكن ليس من المستبعد وجود أي إتفاق بينه وآخرين مثل نافع . نافع هو الآخر سكن بعض الشيئ في حركته ويبدو أنه إختار أن يرى ما سوف يؤول عليه هذا الوضع , وواصل في تقربه من البشير ولكن بكل الهدوء الممكن , ولم يشاقق في الرأي حول السلام , وتابع في تقربه من خلال ضرب مراكز قوى حزب المؤتمر الشعبي حتى أفرغه تماماً من النشاط السياسي أو كاد لفترة من الزمن ليست بالطويلة , أما أكثر الذين حاولوا مجاراة علي عثمان في العمل السياسي كان هو آخر من يخطر على بال المتابعين , فقد ظهر قوش وبكل قوة في محاولة إظهار نفسه كسياسي بالرغم من تبوءه لرئاسة جهاز الأمن , وعمل على ذلك حيناً من الزمن يحاول فرض شخصيته على الشاشة السياسية , وبالرغم من ذلك لم يتخلى داخل سياسة جهازه عن القمع والتنكيل , ولكن كان القمع والتنكيل لكل ما هو ضد سياسة علي عثمان المتجه نحو الإنفتاح , ويقيني كان باب تناقض كبير وقع فيه قوش وأبعد عنه صفة أن يكون سياسي , وبدأت لعبة القط والفأر بين علي عثمان وقوش تأخذ منحى خطير وكفيل في نفس الوقت بتهديد مركز الدولة خصوصاً بعد المجهودات الكبيرة التي سعى نحوها علي عثمان بتحسين سجل حقوق الإنسان في السودان , ولذلك كان لابد لعلي عثمان من وضع قوش تحت الأمر الواقع في فرض الإنفتاح , وكان الهم الأساسي لعلي عثمان هو إبعاد قوش من الشاشة السياسية حتى لاتتأثر شخصيته وحجمه في الداخل والخارج , ويبدو أن قوش ما كان يقدر على تكسير أقوال علي عثمان إلأ من خلال دعم خفي كان يتلقاه من بعض أقطاب الصراع السياسي بتسيير دفة الإمور الى التعقيد .

    نواصل ..
                  

04-07-2009, 06:21 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    سارع علي عثمان وبكل همة وجدية إلى ترتيبات نيفاشا عبر غازي صلاح الدين , وقام بتوقيع إتفاق جدة الإطاري بنفسه مع الميرغني , وكان ظهوراً لعلي عثمان كالذي وضع جدوله كاملاً دون أي تراجع عن أي من بنوده . قبل هذا وجب الإشارة الى تعاظم مشكلة دارفور وظهورها للعلن كماساة يعيشها الإقليم , تلك المشكلة التي أدى نفس الصراع بين جميع الأجنحة الى تفاقهما وإستخدامها كمخلب قط في الصراع نفسه , وهو ديدن الصراع داخل الإنقاذيين, وكاد الإتفاقين الذين كانا مجهودين خالصين لعلي عثمان أن يرفعا من أسهم الرجل في الداخل التنظيمي والخارج الإقليمي والدولي, وكان كل من الإتفاقين كفيل بوقف قوش عن ممارساته في تعقيد الإمور لعلي عثمان , وطمس أحلام البقية الباقية من المتهافتين , ولكن كانت فأئدة الإتفاقيتين الكبيرة تجسدت في ظهور ما كان يحاول أن يخفي نفسه داخل هذا الصراع , ويكون بعيداً عن لسعات علي عثمان , فقد ظهر نافع ووبصورة أكثر دهاءاً لإحجام الكارثة التي بدأت تضيق حوله ومنذرة بإفول نجمه , ورأي نافع أنه لابد له من الدخول في حلبة المصارعة بأي السبل , وأن إيقاف تمدد علي عثمان لابد منه حتى ولو تسلق نفس السلم , كل هذا يجري والبشير يراقب هذا الصراع الشرس , ويبدو أن البشير فهم اللعبة جيداً فحاول أن يمد من أمد الصراع وخصوصاً أن علي عثمان ينطلق بقوة نحو موقعه , ولابد له من كبح جماح هذا الفرس الذي صار كل يوم يعلى شأناً وينقص من مقداره , ولذلك رأينا بقدرة قادر ولوج نافع الى ملفات التفاوض في كل الإتجاهات , وخصوصاً ملف التجمع الوطني , وكان ظهوره بتلك الصورة يعبر تماماً عن أن البشير لن يتخلى عن السلطة أو كرسيه لعلي عثمان سريعاً , وأن إستمراره بالرئاسة أصبح في تغذية هذا الصراع , ويبدو أن الرئيس تعلم الكثير رغم ما يتبادر بصعوبة ذلك في مخيلة الكثيرين.لذلك ظهر شكل جديد داخل الدولة لم يحسب له علي عثمان جيداً. واصل علي عثمان في طريق الحل السياسي على كافة الجبهات , ولم يكن يقلقه شيئ سوى التصاعد الكبير في أزمة دارفور , لذلك شهدنا أول حضور قوي لمجذوب الخليفة في الأزمة الناشبة , وكانت أول زيارة لأحد أعوان علي عثمان المخلصين إلى دارفور لمعرفة ما يجري على الأرض , وجاءت هذه الزيارة بالرغم من وجود الطيب سيخة كمبعوث شخصي للرئيس لحلحلة الأزمة , ولكن يبدو أن طه أصبح فاقد للثقة في كثير من قيادات الدولة , ويظهر أن كل من الرئيس ونائبه الأول كانا مختلفين تماماً في رؤية الأوضاع .

    نواصل ..
                  

04-07-2009, 06:56 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    شهدت الفترة نفسها نشاط الترابي المحموم بعد خروجه من إقامته الجبرية وخصوصاً في الملف الدارفوري والذي تصاعد فيه كميه من الأسماء التي ترتبط بالترابي ,وأخذت مفاوضات الحل السياسي الكثير من علي عثمان والذي جعله بعيداً بعض الشيئ من تداول الشأن اليومي لأحداث الأزمة في تفكيره , فقوة التصاعد داخل أزمة دارفور كانت كبيرة ولايمكن لعلي عثمان أن يتابعها مع القضايا الآخري في توقيت واحد, وهي الفرصة التي وجدها بعض المتصارعين في جناحة لمحاولة السيطرة على مجريات الإمور في الداخل , ولكن علي عثمان لم يبرح بعيداً عن الشأن الدارفوري وسعيه حل هذا الملف باي صورة ولذلك جاء سعيه من خلال مقابلته لدريج بكينيا لرأب صدع القضية قبل أن تأخد منحى آخر في التصعيد, ذلك التصعيد الذي لم يكن على عثمان يعلم مقداره جيداً, وكانت محاولة كبيرة من علي عثمان بتولي الأمر قبل أن يصل الى ما وصل إليه اليوم بفعل الصراع , وللأسف فقد كانت مجرد محاولة . ولم يتخلى طه عن طموحه المتزايد في قيادة الدولة ولذلك لم يترك البشير في ملف التقارب المصري السوداني , وبل راس اللجنة المشتركة لذلك التقارب , وحقيقة كان نشاطاً كبيراً من علي عثمان حاول من خلاله إبراز صفة القائد الفعلي للدولة , وهو النشاط الذي لم يكن مهضوماً بالمرة من قِبل نافع وقوش , فالأول يبدو أنه إتجه بكلياته الى إدخال عناصر جديدة لدفة هذا الصراع , وكان الغرض الأساسي هو محاولة فك الإرتباط الكبير والعضد الذي كان يلاقيه طه من البشير , وأهم هذه العناصر كانت إقحام عبدالرحيم محمد حسين لدفة الصراع , وإعتقادي أنها كانت محاولة عصية لتطويع ما لايمكن تطويعه في العمل السياسي , ويبدو أن نافع إستغل هذا الضعف للوصول لمأربه ولكي يكون سهلاً بعد ذلك التخلص من القفاز دون أي مجهود , وهو القفاز الذي سقط بصمود بيت عبدالرحيم وإنهيار احد مباني جامعة الرباط, وعرف نافع تماماً نقاط الضعف التي يمكن أن تؤزم موقف علي عثمان في الحل السياسي والذي كان كفيلاً بتدرج علي عثمان الى موقع الرئيس , وكان تعقيد ملف دارفور هو الشغل الشاغل لنافع , خصوصاً بعد ظهور الضغط الدولي المتواصل لحل مشكلة الجنوب , كما أن السند الدولي الذي لاقاه علي عثمان أجبر نافع لسلك طريق آخر لتعطيل أماني خصمه في الصراع . وبعد ذلك جاء تكليف عبدالرحيم بملف دارفور , وما مكث شهوراً في هذا الملف حتى جأءت أخبار الإبادة تتوالى في كل المحافل الدولية عن الإقليم المنكوب .

    نواصل ..
                  

04-07-2009, 12:13 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    وهو البعد الذي لازم قضية دارفور والذي كان كفيلاً لنافع أن يزهو بنفسه بعد أن حقق ما أراد من تأزيم للأوضاع التي كانت قد قاربت على الإنفراج, ذلك الإنفراج الذي كان مهره إعتلاء علي عثمان لسدة السلطة , وهي الأزمة الوحيدة التي يمكن أن نقول أن جهات عديدة ساهمت فيها كما يظهر من معيناتها , فجهاز الأمن والذي شهد في تلك الفترة دمج جهاز المخابرات معه لايمكن إستبعاده من التعقيد الكبير الذي صارت فيه القضية الدارفورية , وبدأ ظهور مثلث جديد في الصراع إتحدت أضلاعه بين عبدالرحيم وقوش ونافع , ولابد من ذكر ما قدمه قوش من خدمة كبيرة لنسف الترابي وجناحه بزجهم في السجون وتعليق نشاطات الجناح بالكامل , فقد اصبح الترابي هو البردعة التي يُخطط على ظهرها المؤامرات, ولذلك لن نستبعد جملة الفرايا التي لُصقت به , وكان الصراع الجديد بين الترابي وجناح الدولة الذي إرتكز في شخص نافع أن يرتقي بنافع درجات للتقرب من البشير ومؤسسة الدولة ككل , وظهر قوش وكأنه حمى الدولة من شكل فناء كبير كان قد أعده الشيخ والذي يبدو أنه أصبح كرة في ملعب الصراع الجديد داخل إرياش جناح علي عثمان . وهو الشيئ الذي إستاء منه الترابي كثيراً أن اصبح ككرة يلعب بها هؤلاء الصغار , وعرف علي عثمان مقدرة نافع في إدارة المؤامرة جيداً , وبالرغم من التعنت الكبير الذي كان في المفاوضات مع الحركة الشعبية إلأ أن علي عثمان حسم أمره تماماً بحسم هذا السلام والمُضي بخطى حثيثة فيه والذي صار أمله في عودة بريق السلطة الذي بدأ يتأرجح في لمعانه , ولذلك تساهل في كثير من الشروط التي تعارضت تماماً مع ثوابت الدولة والقاعدة الإسلامية , وهو في خضم هذا التفاوض لم ينسى أن يسدد الضربات القوية لبقية المتصارعين , وما كان تنازله عن الطاقة والمالية إلأ لتجفيف مصادر القوة لهذه الأجنحة التي أصبحت تهدد من مركزه , وحاول بشتى السبل من إستغلال الإتفاقية وزعيم الحركة في الوصول لمآربه ,ولم يأتي حين توقيع الإتفاقية وظهر نافع وجوقته كالمتبرمين من هذا الإتفاق وكاظمين الغيظ الى حين , وهو الحين الذي لم يدرك كنهه على عثمان إلأ بعد أن وقع الإتفاق وفارق قرنق الحياة تاركاً علي عثمان يبكي أحلامه التي كانت يمكن أن تقتصر له الطريق في بلوغ مبتغاه.

    نواصل ..
                  

04-08-2009, 00:49 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    جاءت تباشير السلام بعد أن أحكم طه قبضته في العملية السياسية من خلال هيمنته على كل الملفات والقضايا وبرق نجمه معلناً عن رقم لايمكن تجاوزه داخل السودان في العمل السياسي , ويحمد للصراع أن كلل مسعى السودان بوقف أطول حرب عرفتها القارة الأفريقية , فقد كان السلام هو الحصان الأسود الذي إعتلاه طه لفرز الصراع وإخراس بقية أرياش الجناح, وعاد للخرطوم وكله أمل في بلوغ مآربه, وعندها ظهر نافع بقوة في الشاشة السياسية , وبدأ هادئاً في إدارة معركته مع علي عثمان , فقد كان يعلم تماماً العضد الدولي الذي مع طه , ولكن لم يبرح كثيراً في ذلك الهدوء فظهر إمتعاضه من عملية الحل السياسي التي يسير فيها طه , فبدأ يضع العراقيل لإتفاق القاهرة , ومن ناحية آخري كان أعوانه يغذون الصراع الدارفوري , وتمثل ذلك في عبدالرحيم محمد حسين المبعوث الشخصي للبشير في المنطقة , وإزداد قصف القرى وحرقها ,وكان قوش بمطية إتفاقية السلام نفسها يكنس كل ضباط الأمن المحسوبين على علي عثمان داخل جهازه , ففصل ما يقارب الخمسين من ضباط الجهاز المميزين, وأما المؤسسة العسكرية فقد قام البشير بفصلها تماماً عن الشأن السياسي , ويبدو أن البشير قد عرف أخيراً حمى هذا الصراع وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع , سارت كل هذه المؤامرات على وتيرتها وطه لايأبه بها ,فقد حقق كل النقاط التي تؤهله لهزيمة هؤلاء المنبتين , وكان أكبر زهوه عندما تمت دعوته من قِبل مجلس الأمن لحضور جلسة سلام السودان , وكان واضحاً من المجتمع الدولي عين الرضا الكاملة من طه , وعاد قرنق ومن بشرياته أطلق سراح الترابي , والذي بدأ بخروجه أكثر شراسة في كشف الكثير عن مؤسسات الدولة , وخصوصاً جهاز الأمن وأذرعه , ولكن شراسته لم تمنعه البتة من إعادة تنظيم صفوف جناحه الذي حاول قوش بعثرته بكل ما يمتلك من سلطة ,وظهر عمق الصدمة الكبيرة التي حلت بالترابي من جراء ما قام به جناح علي عثمان معه وخصوصاً إعادة ترتيب البيت الداخلي لحزبه الجديد , ونجد أن السجن كان قد أعاد للترابي قرائته الجيدة لشكل الصراع , وإعادة ترسيم طرق جديدة لإستراتيجيته , ولذلك أول ماقام به محاولة التلميح الكبيرة بمشاركة كل جناح طه في محاولة قتل الرئيس المصري بأديس ابابا, ولم ينسى وهو يطلق تصريحاته أن يدس السم في الدسم بتغذية الصراع نفسه داخل جناح علي عثمان , وبدأ بإطلاق هذه التلميحات لوقف السند المصري الظاهر الذي لاقاه النظام .

    نواصل ..
                  

04-08-2009, 01:07 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

                  

04-08-2009, 05:08 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    ولكن سرعان ما غادر قرنق الحياة , تلك المغادرة التي ألقت بظلال حزنها على كل من تطلع لإستقرار السودان ,وبالرغم من أن إتفاقية نيفاشا كان لها كثير من المسالب حول عموم حل الإشكال السوداني إلأ أن غياب قرنق شكل براح كبير لآل الصراع أن يجهضوا فرحة الشعب السوداني بالإتفاقية . غاب قرنق وغادر طه موقع النجومية التي كان بها , وفقد حصانه الأسود الذي راهن عليه , وظهرت شراسة نافع وأعوانه في الإجهاز على طه , وبدأ نافع في تسويف الإتفاقية بقدر ما يمكن وبكل لئامة إمتثلها , وساعده قوش الذي أصبح ساعد نافع الأيمن في تنفيذ هذه السياسات , واما الجاز فقد جثم بكل قوته على موقعه (وزارة الطاقة), ورفض أن يتزحزح قيد أنمله من ذلك الموقع الذي يجري فيه المال مدراراً , وكذلك رفض نافع إعطاء وزارة المالية للحركة , ويبدو أن الصراع قد إستهوى البشير , وساند نافع وجوقته على تنفيذ كل ما يريدونه , وهو الأمر الذي إستاء منه علي عثمان كثيراً فقد أصبح واقفاً أمام موج عارم لايمكن مقاومته , فقد إستنفذ كل طاقته حول قرنق بغرض الوصول لما يريد , وكان عليه أن يبدأ من الصفر في ترتيب الكثير من أوراقه , وأن يحني رأسه لعاصفة نافع الكبيرة وجوقته , والآخر وما أن صدق ما أتاه بغياب قرنق حتى فرد كل سطوته على الحكم , يسانده الجاز بالمال وقوش بالرجال , ودخل السودان نفق أكثر ظلاماً من الذي كان به نتاج هذا الصراع الشرس , وفقد الشريك القائد الذي يمكن أن يقرأ الأوضاع ويغذي الصراع , وواصل علي عثمان في خفوته حتى خرج غاضباً ذات يوم الى تركيا , معلناً أن ضربات نافع قد أتت أكلها , أو كما حاول أن يصوره إعلامنا الفطير .

    نواصل ..
                  

04-08-2009, 07:27 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    الاخ الاستاذمجاهد
    صباح الخير
    كما وعدتك أول أمس ها أنا ذا أقدم لك مذكرة العشرة النص الكامل، والعشرة ال>ين قاموا بكتابتها.
    مع خالص تقديري

    أخواني الاعزاء في المنبر اليوم فتحت سحارة معلوماتي وأخرجت لكم هذه الوثيقة التأريخية التي لم تنشر إلا في القليل من الصحف وفي بدايات الصراع بين الاسلاميين، وطبعا المذكرة هي التي هيئت الأجواء للمفاصلة بين الطرفين رئاسة الجمهورية (عمر البشير) وقيادة الحركة الاسلامية (د.حسن الترابي).
    والمذكرة مثلت للاسلاميين انقلاباً حقيقياً في دولاب الحركة (الاسلامية) من بعد أكثر من نصف قرن من الزمان لم يهزها خروج جماعة الصادق عبدالله عبدالماجد ود. الحبر يوسف نور الدائم، ولم يهزها الكثير من المواقف، لكن مذكرة العشرة هذه كتبت تاريخاً جديداً ليس للاسلاميين فحسب بل للسودان قاطبة كون (الاسلاميين) على سدة الحكم.

    مذكرة العشرة

    العشرة الذين قاموا بكتابة المذكرة هم :-
    (1) بروفسير إبراهيم احمد عمر.
    (2) دكتور بهاء الدين حنفي.
    (3) دكتور مطرف صديق.
    (4) دكتور نافع علي نافع.
    (5) الأستاذ عثمان خالد مضوي.
    (6) الأستاذ سيد الخطيب.
    (7) الدكتور غازي صلاح الدين.
    (8) الدكتور احمد علي الأمام.
    (9) الأستاذ حامد تورين (وزير سبق للتربية بشمال دارفور).
    (10) العميد : بكري حسن صالح .


    نص المذكرة : -

    ظلت الحركة الإسلامية في السودان خلال الأربعين عاما الماضية تثب من نجاح إلي نجاح بفضل الله القدير، ثم بروحها التي لا ترضى الجمود، بل تقتحم كل عقبة متوكلة على ربها متوجهة إليه، وكانت نقلاتها من طور إلي طور محفوظة موفقة لأنها لم تكن تقيد نفسها بالأحجام رجاء شئ مثالي قد لا يأتي أبداً.
    واليوم تقف الحركة الإسلامية مرة أخرى على مفترق الطريق أمامها القرن الحادي والعشرين بإرهاصاته، تدخله وعلى منكبيها عبئ السلطان والولاية الكبرى، في بلد واعد بالخير والإمكان مستهدف بالشر والعدوان من قوى كثيرة، هذا المفترق هو عشر الامتحانات التي تتعرض لها الحركة الإسلامية، نسأل الله أن يقوينا على الثبات على عاداتنا في الشورى المستقصية لكل رأي حتى يكافئنا باجتياز هذه العقبة.
    ونرى إن تجربة العشر سنوات الماضية قد أبرزت لنا مشكلات مهمة تحتاج منا إلي حلول مناسبة حتى نجني، ويجني وطننا كله وأمتنا، ثمرة الجهد الكبير الذي سهدته سنوات الإنقاذ العشرة، نمضي إلي نجاح إثر نجاح، تأسيساً عليه بلا ارتهان لصيغة أو تعصب لبنية بعينها.

    ونرى تحديداً أن التحديات تتمثل في أربع مسائل .-
    1. الشورى سعة وفاعلية .
    2. فاعلية القيادة العليا .
    3. المؤسسية كأسلوب للعمل .
    4. الوحدة كسياج للحركة .

    (1) فقد كانت الشورى الداخلية في الحركة من مشكلات الإستعلان والاستخفاء من عدم مرونة الشورية لاستيعاب الآراء كلها لأسباب عملية يمكن التغلب عليها حتى يكون = كل أمرنا شورى بيننا فنستاهل المدح الرباني.
    (2) كما قلت فاعلية قياداتنا العليا بسبب ترهل المنابر القيادية وتأسيس منابر قيادية أخرى خارج جسم الحركة لضرورة الحكم، ولضعف الصلة المؤسسية بين المستويات رأسياً وأفقياً، ولغموض العلاقة بين الحركة والدولة، حتى أوشك الأمر أن يكون تنازعاً، وانتزاعاً لا يثمر إلا الفشل وذهاب الريح.
    (3) وفي زمان العولمة هذا لا يغني الحركة أن تعتمد على بنيات غير مؤسسية لان أعدائها يحاربونها بأسلحة العصر، فلا بد أن تحدد مؤسسات الحركة ثم تتكامل و المؤسسية هي أقوى رافد للفاعلية ولنجاح الشورى.
    (4) وكل المشكلات الثلاث السابقة تنتج وضعاً يضعف الوحدة وحدة الحركة مع الشورى هما أمتن ركيزتين بهما نضمن الحد الأدنى من منعة الحركة ومنها تنطلق إلي تحقيق احيذة الإسلام في القرن الحادي والعشرين.
    من واقع ملامسة هذه المشاكل في حركتنا نرى انه لا بد أن يصلح المؤتمر الوطني من شأنه فيما يتعلق بهذه المشاكل معداً نفسه قيادة وقاعدة لمرحلة التنافس مع الآخرين، الصراع مع الآخرين ومغالبتهم يقتضي ألا نصطرع مع أنفسنا (الوحدة)، والمواجهة مع أعداء يخططون سراً وعلانية تقتضي أحياء مؤسساتنا (المؤسسية)، وكبر السهم للمنتصر في سودان وافر الإمكان الاقتصادي، يغري المتكالبين علية، ولا نجاح للمواجهة معهم بتنظيم عالي (الفاعلية).

    وأساس أمرنا - فضلا عن تبشيرنا بالشورى للجميع يقتضي إعلان شأن (الشورى)، ولذلك نقدم هذه الإصلاحات الهيكلية التي تعتبر أساساً لإصلاح جسم الحركة والتنظيم من أعلى رأسها إلي أسفل أقدامها … هذه الإصلاحات تتناول مؤسسة الشورى، والقطاع القيادي بما يحقق الأهداف الأربعة المتمثلة في :-
    • توسيع الشورى وتيسيرها وإكسابها معنى وأثراً.
    • توحيد القيادة العليا وإكسابها فاعلية ومضاء.
    • تكريس العمل المؤسسي في المؤتمر رأساً وجسماً.
    • تحقيق الأساس الصحيح لوحدة داخلية منيعة.
    نسأل الله أن يهبنا بصيرة نافذة إلي حيث ينبغي أن تسير = وأن يوحدنا بالعمل كما وحدنا بالأمل …وأن يلهمنا التوفيق.
    تعديلات مقترحة.-
    المؤتمر الوطني :-
    المهام:
    تلغي المادة (ب)
    (أ ) لانعقاد:
    1/ تنعقد هيئة الشورى القومية لدورة كل ستة أشهر أو بدعوة طارئة من خمس أعضائها أو بقرار من المكتب القيادي .
    2/ يرأس اجتماعات هيئة الشورى رئيس هيئة الشورى المنتخب أو نائبة وتنتخب من بين أعضائها مقرراً ..
    (ب ) المهام :
    1. إجازة الخطة السنوية وتفصيلها وفق الخطة العامة …
    2. انتخاب رئيسها ونائبة ومقرر لأعمالهما …
    3. انتخاب الأمين العام لكل أجل ونائبة …
    4. انتخاب المكتب القيادي لكل أجل …
    5. محاسبة المكتب القيادي و الأمين العام و الأمناء …
    6. مباشرة صلاحيات المؤتمر القومي في أثناء غيابه …
    7. إجازة اللوائح الفرعية المنظمة …
    (ج) لجان الهيئة :
    1. تقسيم هيئة الشورى إلي اللجان الآتية :-
    • الشئون السياسية .
    • الاقتصاد والتنمية .
    • العمل والفئات .
    • الثقافة والفكر والتعليم .
    • الفدرالية والعلاقات الأهلية .
    • المجتمع .
    2. يختار كل عضو الانضمام لجنة من اللجان المذكورة وله حق الحضور مراقباً في أي لجنة أخرى والمشاركة في النقاش .
    3. تنتخب كل لجنة رئيساً عليها من بين أعضائها ومقرراً …
    4. لكل لجنة أن تقترح لجاناً فرعية توافق عليها أمانة الهيئة …
    5. يراعى في نصاب انعقاد اللجان التسير بقدر الإمكان …
    (د ) أمانة الهيئة :
    1. تشكل أمانة لهيئة الشورى من رئيسها ونائبة ومقررها ورؤساء لجان الهيئات .
    2. تتولى الأمانة العامة الوظائف التالية :
    أ . تبليغ الدعوة لأعضاء الهيئة .
    ب . أعداد اجندة للاجتماعات الدورية والطارئة ؟.
    ج . تلقي طلبات واستدعاء الأعضاء …
    د . تلقي تقارير لجان الهيئة … ومتابعة أعمالها …
    و . لها أن تتطلب تقارير وإفادات من المكتب القيادي والأمانة العامة بغرض العرض على الهيئة ولجانها .
    ز. إجراء الانتخابات داخل الهيئة وعد الأصوات وإعلان فوز الاقتراحات .
    ح . اقتراح إجراء الانتخابات التكميلية وضم الأعضاء الجدد وفق اللائحة والنظام وملء مقاعد العضوية التي تخلو لأي سبب وفق اللائحة والنظام ….
    ط. لها أن تقدم للهيئة لوائح تنظيمية وفق النظام الأساسي واللائحة …
    المكتب القيادي:-
    (أ ) التكوين .
    يتكون المكتب القيادي من :-
    1/ رئيس المؤتمر الوطني رئيساً ..
    2/ الأمين العام للمؤتمر أميناً عاماً ..
    3/ ثلاثة وعشرون عضواً ينتخبون انتخاباً حراً من قبل هيئة الشورى القومية …
    4/ بضم المتقدمون إليهم عدداً من الأعضاء لا يتجاوز خمسة وذلك بالانتخابات …
    ب/ الاجتماع :-
    1/ يجتمع المكتب القيادي مرة كل شهر، أو بدعوة طارئة ثلث أعضائه أو من رئيسه أو من الأمين العام.
    2/ يرأس اجتماعات المكتب القيادي الرئيس أو من يكلفه .
    3/ يناقش المكتب في اجتماعاته الدورية جدول الأعمال المقدم إليه من الأمانة العامة أو ما يطرح الأعضاء وما يعرضه عليه الرئيس …
    ج/ المهام :-
    1/ تفصيل خطط المؤتمر ومقرراته إلي برامج عمل عبر الأمانة العامة ودورها أو عبر السلطة التنفيذية وفروعها في حالة تسلم المؤتمر الحكم أو المشاركة فيه .
    2/ تحديد السياسات العليا ومنها الترشيحات والتعينات للمناصب التنفيذية و التشريعية في الدولة والمؤتمر التي يدخلها أعضاء المؤتمر ممثلين له . والمحاسبات العليا في حالة يكون شخص المحاسب فيها ممثلا للمؤتمر أو مندوباً عنه .
    3/ متابعة تنفيذ خطط المؤتمر وسياساته بواسطة الأمانة وبواسطة السلطة التنفيذية في حالة تولي السلطة كلياً أو جزئياً …
    4/ قرارات المكتب القيادي ملزمة لكل عضو بالمؤتمر الوطني في كل جهة دولة ومجتمع …
    5/ له أن يدعو هيئة الشورى أو إحدى لجانها للانعقاد، وله أن يطلب من الأمين العام إشهاد أي من أمناء الدوائر اجتماع المكتب القيادي إذا رأى ذلك ضرورياً أو مفيداً …
    6/ إذا لم يتولى المؤتمر الوطني الحكم يكون المكتب القيادي حكومة ظل وله أن يضيف عندئذٍ من يلزم من عضويته التي تكون في المجلس النيابي الوطني بعد موافقة هيئة الشورى على المضامين .
    7/ يقرر المكتب القيادي في توصيات الدوائر السياسية التحالفات مع القوى السياسية الأخرى . أو فضها (حتى تؤكد ذلك هيئة الشورى القومية) ..
    8/ تأكيد اختيار أمناء الدوائر المرشحين من قبل الأمين العام .
    المجلس القيادي :-
    أ/ الاجتماع :
    (1) يجتمع المجلس القيادي مرة كل ثلاثة أشهر .
    (2) يرأس اجتماعات المجلس القيادي الأمين العام .
    ب/ المهام :
    المجلس القيادي جهاز استشاري تنسيقي يناقش استراتيجيات الحركة العامة، ويسعى لتوحيد الرؤى بين القيادات الحركية والرسمية ويوصي للمكتب القيادي حول الشئون العامة . ويعمل على تثبيت الفدرالية وثراء الفكر السياسي .
    الأمانة العامة :-
    التكوين :-
    1 / أ /ب / أمناء دوائر الأمانة العامة ..
    2/ تقوم في الأمان دوائر يرأسها الأمناء وهي …
    3/ تلقي هذه المادة - ويستعاض عنها بالمادة (6) مهام المكتب القيادي .
    4/ وظائف الأمانة العامة ..
    تلغي هذه المادة ..
    أخيراً:-
    [تحذي لوائح الولايات على نسق النظام القومي ] .


    أخي مجاهد
    أسمح لي أن أنشر المذكرة في بوست خاص حتى تعم فائدة قراءتها الجميع..
    ولكم فائق تقديري..
                  

04-08-2009, 07:36 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    ولكن الحقيقة كانت أن علي عثمان يستفز البشير بالتخلي عنه,حيث أن علي عثمان عرف تماماً أن الخطوة يمكن أن تكون لها تبعات لا تُحمد عقباها على نظام الحكم في الخرطوم, وهو ما أدركه البشير متأخراً , وأدرك معه خطل وقوفه الظاهر مع نافع وجوقته , فالمحافظة على كرسي الحكم تستوجب وجود علي عثمان وديمومة هذا الصراع , وأن أي خلل في موازين القوى داخل الصراع سوف تُعجل بنهايته , وتجعل كرسي الحكم خالياً ليتوسد فيه آخر , خصوصاً وأن قوش رجع الى سابق عهده حبيباً للأمريكان من خلال إعانتة للمخابرات الأمريكية على المجاهدين بالعراق , وأنه جعل من جهازه قدرة كبيرة ليحسب كل أنفاس التأمر والمكائد , ولكن نافع واصل في مركز القوة الجديد غير ابه بعلي عثمان وغضبه وصار هو المفكر والمشرع والمنفذ لسياسة الدولة , وطفحت قضية دارفور ولم يستطع أي منهما وقف نزيفها , إلأ محاولات علي عثمان عندما عُهد إليه من قِبل البشير بهذا الملف , وكانت القضية قد أخذت مساراً آخر أعتقد أن علي عثمان ساهم بشكل كبير في إتجاها لهذا المنحى , وذلك حين تجاهل بما يثير الريبة ملف التحقيق الذي قدمه مولانا دفع الله الحاج يوسف , وتركه ينام نوم الغول في أدراج مكتبه.

    نواصل ..
                  

04-08-2009, 08:20 AM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    شكرا أخ مجاهد
    رغم أن السرد فيه شئ من العاطفية أكثر من الواقعية
    ولكن مجمل المقال أكثر من رائع
    ويفيد كافة الاطراف في قراءة الماضي والحاضر
    بما فيهم الأطراف المتصارعة
    دعنا نكمل متعة القراءة .
                  

04-08-2009, 08:34 AM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: عمر التاج)


    الاخ الكريم مجاهد


    تحياتي

    كنت قد وعدت بإضافة جزء مهم كان قد ورد في مقال لي قبل اربعة سنوات حول انقلاب يونيو 1989م تعقيباً على ما تفضلت به حول مشاركة علي عثمان محمد طه في مجموعة الانقلاب.


    المهم في هذا الصدد أن المخطط الذي أدى إلى الموافقة على تنفيذ الانقلاب الأسود في 30 يونيو 1989م كان من شروطه الأساسية انسحاب المجموعة العسكرية التي قامت بالانقلاب (مجلس قيادة الثورة) من الحكم وتسليم الحُكم للمدنيين بعد ثلاثة سنوات من تاريخ الانقلاب، ويتم بعدها شيئا فشيئا اتساع الحريات وعودة العسكر إلى سكناتهم ومشاركة الأحزاب في السلطة.

    حسب علمي كان هذا هو مُخطط د. الترابي الذي عمل بجهد جهيد في أن يصبح واقعا على الأرض، لكن ذات المجموعة التي تمسك بزمام الحكم في السودان الآن بقيادة علي عثمان كانت قد رفضت هذا المخطط بشكل خبيث، وعملت بقوة لإفشاله وتحشيد الناس ضده، وخاصة أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين وصلتهم معلومة في شكل وشاية "أن الترابي يريد إبعادهم عن سدة الحكم"، فأخذ البعض منهم موقفا معارضا لسياسة الترابي وأصبحوا فيما بعد يؤلبون صدر (الرئيس) عمر البشير ضده، وكان معروفاً لديناً أن هذه المجموعة ضد الحريات السياسية والصحافية، والغريبة أن نفس الجماعة في وقت سابق كانوا مع الذين رفضوا توسيع قاعدة الحركة (الاسلامية) بعد الانتفاضة مباشرة وكانت فكرة الترابي ان تتسع الجبهة الاسلامية القومية اتساعا يوازي حجم السودان بأن يدخل فيها كل مسلم متمسك بدينه وكل مسيحي مقتنع بطرح الجبهة وبالتبادل السلمي للسلطة..إلخ.


    وأتذكر بذهنية متقدة أن حديثا دار في أحد اللقاءات حول الوفاق الوطني و مشاركة الأحزاب في الحكم، وفتح المجالات للحريات السياسية والصحافية، فما كان من المجموعة إلا أن خلقت رأي عام وسط مؤيدي وأعضاء الحركة يرفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً، وكان الهتاف الشهير والذي أتذكره الآن وكأنه يرن في أسماعي في هذه اللحظة بقوة ( بعد لبّنت ما بنديها الطير) والمعنى مفهوم ويمكن للناس أن يرجعوا إلى أرشيف صحيفة (الإنقاذ الوطني)، وبشكل خفي أحدثت المجموعة إياها حملة ذكية رافضة لتوجه فتح الحريات ومشاركة الأحزاب في السلطة وقد طافت مجموعة علي عثمان أرجاء السودان لمقابلة العضوية هناك ووضعها في صورة الأحداث مبينة لها أن هناك محاولة لإرجاع الأمور إلى الوراء بمشاركة الأحزاب السياسية، وبالطبع رفضت القواعد هذا التوجه دون أن تعلم حقيقة المسألة، وهذه القصة كانت ما بين الأعوام ( 1993-1994) إن لم تخونني الذاكرة.

    بل أشاعت المجموعة أن الترابي يريد إدخال (نسيبه) شقيق زوجته (الصادق المهدي) إلى السلطة، وكانوا يخّوفوّن بذلك كبار السن من الشيوخ الذين يخشون مشاركة حزب الأمة، فأصبحت هناك جبهة ضد هذا المشروع الذي لم يكن (آنذاك) إلا في خيال الذين أشاعوه، ولم يكن هذا المشروع واردا إلا في فترة متقدمة وعمل على احتضانها د. عبد الحميد صالح في تكتم شديد بمنزله المقابل لمستشفى الخرطوم وقد أكد لي شخصياً ذلك الاستاذ عبدالحميد صالح عندما التقيته مرة بمنزله المقابل لمستشفى الخرطوم وكشف لي عن محاولته الشخصية للتصالح بين الترابي والمهدي فأطلعني على صور اللقاء الذي تم في بيته وظهر في الصور الترابي وغازي صلاح الدين والصادق المهدي وخالد عبد الحميد صالح وأبنه الصغير فاستحلفني د. عبد الحميد صالح أن لا أبوح لأحد بهذا السر وأن أكتمه في قلبي، وأن لا أكتب عنه مهما كانت المبررات، إلا أن يأذن لي بذلك، ولم أتحدث بالفعل عن هذه المسألة حتى رجع عبد الحميد صالح لمباشرة أعماله في مصر.

    وخلاصة القول أن مجموعة علي عثمان محمد طه تعمل بقوة شديدة على تضييق دائرة الحكم إلا لحالات الضرورة، وموقفهم من الحريات الصحافية يتسق مع كل مواقفهم تجاه الحريات والتحول الديمقراطي، وأمننة كل أركان الدولة بحيث تصير كل المؤسسات الحكومية والخدمية تتبع لجهاز الأمن بشكل مباشر وغير مباشر، لدلك تجد الآن غالبية القائمين على أمر البلد هم من كبار ضباط الأمن المختفين في شخصيات مدنية.
                  

04-08-2009, 09:52 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: khalid abuahmed)

    سلامات أستاذ خالد ..

    كل تقديري وشكري لرفد الخيط بالتوثيق وكذلك تتمة المقال والذي كما قلت من قبل فهو يفتح افاق القراء حول الأزمة التي يعيشها السودان ..

    Quote: وخلاصة القول أن مجموعة علي عثمان محمد طه تعمل بقوة شديدة على تضييق دائرة الحكم إلا لحالات الضرورة، وموقفهم من الحريات الصحافية يتسق مع كل مواقفهم تجاه الحريات والتحول الديمقراطي، وأمننة كل أركان الدولة بحيث تصير كل المؤسسات الحكومية والخدمية تتبع لجهاز الأمن بشكل مباشر وغير مباشر، لدلك تجد الآن غالبية القائمين على أمر البلد هم من كبار ضباط الأمن المختفين في شخصيات مدنية.


    هنا حقيقة أتفق معك فيها وقد يتفق معها الكل فكل جناح على عثمان يتشبث بالسلطة وهو ما يعني أن الشمولية تتلبسهم من قمة رأسهم وحتى أخمص أقدامهم ..

    ودي وتقديري أخ خالد ..
                  

04-08-2009, 09:45 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: عمر التاج)

    تحياتي أخ عمر ..

    تقديري لمرورك وإطرائك على المقال ولكن لا أعتقد أن هنالك تعاطف صدر مع أو ضد أي من الأطراف وكل ما كتبته عبارة عن رؤية تحليلية بها فيض غير قليل من المعلومة ..

    ودي وتقديري ..
                  

04-08-2009, 02:16 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    بالرغم من إستفحال الصراع داخل جناح علي عثمان إلأ أن فوائده كانت كبيرة بالنسبة للترابي , فقد تيقن تماماً من أن السلطة كانت مفسدة كبيرة دخل فيها تنظيم الحركة الإسلامية , وعرف أن كل الذي سكب فيه سنين العمر ضاع من بين يديه , حتى لوح صراحةً بأن السلطة تفسد تسعة من عشرة أشخاص إذا دخلوا فيها . لذلك شرع في ترتيب بنيان حزبه الجديد وتغيرت إستراتيجيته بمقدار كبير , فقد وضع النظام نصب عينيه كزبد محسوب على الحركة الإسلامية ولابد من ذهابه وبأي شكل , علها تكون كفارة لما حاق بالشعب السوداني, وطفق يطلق التصريح تلو الآخر بضرورة ذهاب هذا النظام وكل من فيه , حتى خرج يوماً ينادي بإنتفاضة الشعب عليهم , ومن ناحية آخري عمد إلى بناء جسور الثقة بينه والشعب السوداني من خلال محاولات عديدة تمثلت في تحالف المعارضة بينه وحزب الأمة , واللقاء الشهير الذي تم بمنزل المرحوم فاروق كدودة بينه والصادق ونقد , وكلها محاولات لم ترقى لمستوى الجدية طالما أن الإستحقاقات كثيرة . وعلى صعيد صراع الجناح الآخر لم يغفل الترابي من تغذية الصراع بشتى السبل بين تلك الأرياش , وكانت لكثير من تصريحاته فعل العقارب بينهم .

    نواصل ...

                  

04-09-2009, 03:15 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    كل يوم يمر والجناح الآخر جاثم على كرسي السلطة كان بمثابة العلقم على الترابي وحزبه , وبالرغم من محاولاته الحثيثة على التقدم خطوات نحو الشعب السوداني عبر العديد من الطرق إلأ أن الشعب السوداني كان قارئاً ذكياً كالعادة , حيث ينظر للجناحين من واقع أحمد وحاج أحمد , ولذلك لم تفتر عزيمة الترابي في محاولاته المستميتة للتقرب من الشعب , وزاد عليها رهانه على المجتمع الدولي ومحكمته.
    الجناح الآخر كان يسير في الإتجاه المعاكس لأستراتيجية الترابي مع الشعب , فمراكز القوى الكثيرة التي نبتت بين ليلة وضحاها كان لها القدح المُعلى في تأزيم السلطة على المستويين المحلي والدولي , وخصوصاً القبضة الأمنية التي برزت بكل قوتها على كل الأصعدة , فيما يظهر أنه نكسة كاملة عن كل الوعود بالإنفتاح , وقضية دارفور هي الآخرى لم تترك لهم أي خيار سوى أن ينحو لهذا الإنتكاس , علي عثمان لم ييأس من تتطلعاته ولكن ترك الإمور تذهب بإرادة نافع دون أي إعتراض , ويبدو أنه يراهن على فشل تلك الإرادة , وهو ما يظهر من التصعيد الدولى الماثل إلى يومنا هذا مع قضية دارفور حتى وصلت إرادة نافع بأن يكون راس النظام مطلوباً لدي أحد المحاكم الدولية , وهو الأمر الذي قد يعود بكبير الفائدة على على عثمان لتصفية حساباته مع مراكز قوى جناحه , حيث أن أي تسويات سياسية يمكن أن تحدث من جراء فك هذه المعضلة سوف يكون لعلي عثمان دور هام فيها .
    الصراع لم ينتهي وما زال مستعراً فالكل له فرس رهان ينتظر ظهور المنحنى حتى يكسب رهانه . وإلى هنا كان هذا شكل الصراع بما لدي من معطيات وحتى يظهر جديد يكون خصماً أو إضافة لما كتبناه هنا ..

    إنتهي ..

    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 04-09-2009, 04:28 AM)

                  

04-09-2009, 03:59 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    المصادر :-

    - كتاب الأخوان والعسكر لحيدر طه .
    - حوارت وتصريحات د. حسن الترابي العديدة بالصحف والتلفاز .
    - حوارات وتصريحات الأستاذ علي عثمان العديدة بالصحف والتلفاز .
    - حوارت وتصريحات د.نافع على نافع العديدة بالصحف والتلفاز .
    - حوارت ومقالات لكل من د. حسن مكي و د. الطيب زين العابدين و د .غازي صلاح الدين و د. علي الحاج والأستاذ المحبوب عبدالسلام
    - مقالات لكل من د.عبدالوهاب الأفندي ود.التجاني عبدالقادر والأستاذ ابراهيم السنوسي .
    - أرشيف الأخبار بكل من الشرق الأوسط وسودانيز أونلاين وشبكة محيط وإيلاف وقناة الجزيرة وبعض الصحف السودانية.
    - مصادر آخرى .
                  

04-10-2009, 01:23 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    +
                  

04-10-2009, 05:19 PM

Elsiddig A. Ahmed
<aElsiddig A. Ahmed
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 309

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    الاخ مجاهد تحية وسلام

    عفوا عزيزى ما قصدته بالمغالطات الاعتماد فى عنصر التحليل على معلومات مغلوطة ادت لظهور بعض المغالطات لان المتابع لمسيرةالجبهة الاسلامية القومية متذ اواخر العهد الديمقراطى يكتشف بان علاقة الشيخ وتلاميذه يكتنفها الكثيرمن الغموض ما عدا علاقته بنائبه على عثمان محمد طه قد تكاد تكون اسرية لدرجة انو زواجه تم تحديده من قبل وصال المهدى هم الذين اختاروا له شريكة حياته كما ان على عثمان ليس بالشخص الذى يصارع شيخه من اجل السلطة ويعلم تماما بان وجود الترابي حول السلطة له فوائد كبيرة لاستمرار الانقاذ كمفكر ومفتى وسياسي مراوغ
    النقطة الثانية لم اقل انك ضميت على عثمان لقائمة العشرة كان فقط التذكير بان دوره كان فى تقريب وجهاتااختلاف بين البشير ومجموعة العشرة فى جانب والشيخ فى الجانب الاخر
    النقطة الثالثة على عثمان وجد نفسه فى الصراع بعد المفاصلة وكان لابد من خوضه حتى يحفظ للانقاذ اسلامه لان بعد مفارقة الشيخ لجنانه
    حاول طه بكل الطرق لاختزال الصراع واستخدم كل علاقات الحركة الاسلامية الخارجية لارجاع المياه لمجاريها فاستدعى من عبد المجيد الزندانى والشيخ القرضاوى للتدخل واصلاح ما فسد لكن اصرار الشيخ على مطالبه حالت دون ذلك ولم يكن ضمن مطالبه تنحى او ابعاد طه وحتى يعتقد الكثيرون بان طه له من الود والاحترام بل الولاء لشيخه ومكوثه فى مؤسسة الرئاسة بايحاء من الترابي بل نزع ملف المفاوضات من غازي واحالته لطه يوضح جليا بان طه يمشي فى نفس اتجاه شيخه قبل المفاصلة للتفاوض مع الحركة والوصول لاتفاق سلاميقلل من نفوذ اصحاب المذكرة والاعتماد على قرنق فى حسم الصراعمع صقور المؤتمر الوطنى امثال نافع والجاز
    اثناء المفاوضات اندلعت حرب دارفور ورجع طه قبل التوقيع وطلب اطلاق سراح موسى هلال من سجن بورتسودان والتقى به فى مدنى لان الاخير كان محكوم بالسجن المؤبد مع الفى بتهم الحرابة وعندما سمع بثورة دارفور حاول ارسال مذكرة لثوار دارفور لتايدهم وحث رجال عصابته للانضمام لهم وقعت الرسالة فى ايدى الحكومة ولقا طه كان لمعرفة مدى قوة هلال ومساومته للدخول فى الصراع بالفعل ساهم طه فى استمالة هلال ليقوم بتجنيد الخارجين عن القانون فى دارفور ليكونوا عناصر مليشيات الجنجويد واضافت لهم الحكومةاعداد اخرى من المحكومين و سرحتهم لينضموا للمليشيات وبعدها عاد ليوقع اتفاق نيفاشا وعندما انتصرت الحركة فى بعض معاركها على المليشيات وجيش الحكومة احس شقي الصراع الوطنى والشعبي بخطورة الاوضاع فما كان من الترابي الا ان يرسل خليل لتكوين حركة موازية تقاسم الثوارة الكعكةاذا انتصروا ويكون بذلك ضرب عصفورين بحجر مما يقربه من السلطة بشكل اقوى ومختلف وعندما شعر الطرف الاخر بخطورة الموقف ودخول الترابي للصراع من جديد عبر البوابة الغربية دفعوا بكل ما يحملون من ثقل اتجاه حسم قضية دارفور عبر المزيد من المليشيات واستجلاب المزيد منها من دول الجوار فى هذا الثناء تم سحب كافة الملفات الحساسة والخطيرة من طه لشبه تدور حوله وبدات المماطلةفى تنفيذ بعض بنود نيفاشا وتقية جهاز الامن وتكوين جهاز اخر داخل جهاز الامن وتنصيب صلاح قوش رئيسا لجهاز الامن وايلولة المخابرات للامن ليكون جهاز الامن الوطنى والمخابرات واطلاق يدها وساعدهم موت قرنق المفاجى وعندمافشلت الحركات فى تحقيق اى تقدم عمد الترابي لارسال المزيد من عناصره السرية للانضمام لكل من العدل وحركة تحرير السودان لتغذية الحرب لانه يعلم تماما بان جماعة نافع والجاز سوف يقومون بابشع انواع المجازر من حرق للقرى واباده للابرياء مما يساعده فى ايقاع الحكومة فى براثين منظمات حقوق الانسان والادانات الدولية لتجريم النظام و قائمة 51 الاولى التى استلمتها المحكمة الجنائية من الامم المتحدة احتوى تقريبا معظم الموقعين على المذكرة وجميع قادة الامن والمليشيات مما اثلج وصدر الشيخ
    الان طه بيحاول الولوج مرة اخرى الى صدر الصراع مستغلا مذكرة توقيف البشير
    بحنكة جديدة والخنوع للعاصفة ثم الانقضاض على هذا التيارةالملاحظ منذ بداية المفاصلة حتى الان لم يتجرا طه لسب الترابي او نعته باى منالاوصاف والنعوت بل حفظ لسانه فى كثير من المواقف التى تستدعى اعلان راي فيها كما ان التراب وجماعته لم يتطرقوا له لا سلبا ولا ايجاباوالترابي فىاحدى زياراته للدوحة بهد اطلاق سراحه الاولى ذكر لبعض الحاضرين بانه ما زال لديه بعص الوزراء والكوادر المهمة داخل السلطة
                  

04-11-2009, 08:25 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: Elsiddig A. Ahmed)

    سلامات أخي المحترم الصديق ..

    كل تقديري على مساهمتك الثرة والغنية ..



    Quote: متذ اواخر العهد الديمقراطى يكتشف بان علاقة الشيخ وتلاميذه يكتنفها الكثيرمن الغموض ما عدا علاقته بنائبه على عثمان محمد طه قد تكاد تكون اسرية لدرجة انو زواجه تم تحديده من قبل وصال المهدى هم الذين اختاروا له شريكة حياته كما ان على عثمان ليس بالشخص الذى يصارع شيخه من اجل السلطة ويعلم تماما بان وجود الترابي حول السلطة له فوائد كبيرة لاستمرار الانقاذ كمفكر ومفتى وسياسي مراوغ


    لم أجد أي مغالطة بيني وبينك في المعلومة هنا حيث أكدت من قبل أن العلاقة بين الترابي وعلي عثمان كانت وطيدة في التالي

    Quote: ولكن مع الآخير لم تكن مثل ما كانت في وطادتها مع علي عثمان


    وهنا كان هذا البناء للتحليل حسب الظروف التي كانا بها ولكن منذ مجئ السلطة تغير الحال وقدمنا الكثير من الوقائع التي أسست للصراع في كل بناء التحليل ومنها ما حدث للحركة الإسلامية بعد حادثة أوتاوا وأنقل لك هنا إفادة تعضيداً لذلك كتبها الأخ محمد الأمين بخيط الأستاذ خالد أبو أحمد

    Quote: بعض من حللوا أمر المذكرة يعتقدون أن الإنقلاب الفعلي علي الأمين العام للحركة تم منذ 1997 وخاصة بعد محاولة توريطه بالإنشغال بمشاكل إدارة المجلس الوطني وبالتالي إبعاده عن دوائر القرار المباشرة وبالطبع هذا تبع الإنقلاب الباطني الذي تم في منتصف 1992 والأمين العام في غيبوبته بعد الإعتداء عليه في مطار أتوا... حيث عاد من كندا ليجد حركة غير التي تركها عند سفره حيث قلمت وكفكفت وحلت بصورة فعلية بعض أجهزتها ومكاتبها الرقابية خلال غيابه في الخارج !!


    http://نص مذكرة العشرة التي قادت إلى المفاصلة بين (الاسلاميين)

    وغيرها من الأسباب التي كان عليها كل عماد التحليل .


    Quote: النقطة الثانية لم اقل انك ضميت على عثمان لقائمة العشرة كان فقط التذكير بان دوره كان فى تقريب وجهاتااختلاف بين البشير ومجموعة العشرة فى جانب والشيخ فى الجانب الاخر
    النقطة الثالثة على عثمان وجد نفسه فى الصراع بعد المفاصلة وكان لابد من خوضه حتى يحفظ للانقاذ اسلامه لان بعد مفارقة الشيخ لجنانه
    حاول طه بكل الطرق لاختزال الصراع واستخدم كل علاقات الحركة الاسلامية الخارجية لارجاع المياه لمجاريها فاستدعى من عبد المجيد الزندانى والشيخ القرضاوى للتدخل واصلاح ما فسد لكن اصرار الشيخ على مطالبه حالت دون ذلك ولم يكن ضمن مطالبه تنحى او ابعاد طه وحتى يعتقد الكثيرون بان طه له من الود والاحترام بل الولاء لشيخه ومكوثه فى مؤسسة الرئاسة بايحاء من الترابي بل نزع ملف المفاوضات من غازي واحالته لطه يوضح جليا بان طه يمشي فى نفس اتجاه شيخه قبل المفاصلة للتفاوض مع الحركة والوصول لاتفاق سلاميقلل من نفوذ اصحاب المذكرة والاعتماد على قرنق فى حسم الصراعمع صقور المؤتمر الوطنى امثال نافع والجاز


    لا أعتقد أن علي عثمان سعى بأي شكل كان لعودة المياه لمجاريها بينه والشيخ أو عودة المؤتمر الشعبي للإنقاذ وقدمت الكثير من الشواهد ولكن هنالك شيئ حسم أصل هذا الإتجاه أو المسعى عند علي عثمان وهو تصريحه بعد إنعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية والذي أصبح هو أمينها العام حيث صرح بأن الشعبيين أصبحوا خارج حسابات الحركة الإسلامية , وبالرغم من أن هذا التصريح جاء متأخراً ولكن يكشف الأساس الذي به علي عثمان تجاه الترابي وخصوصاً وأن الإنقاذ أصبحت عبر قضية دارفور في وضع سيئ للغاية , ولايفوتني هنا أن أشير لما ذهبت له أنت في وجود يد للترابي بقضية دارفور , وهو ما كان يجب أن يجعل علي عثمان لاهثاً لتلك الوحدة , فإذا كان علي عثمان يسعى بحق لوحدة الحركة الإسلامية ماكان له أن يصرح بذلك التصريح .
    أن وضع علي عثمان في خانة المثالية تنسفه كل القرائن الموجودة على أرض الواقع , وبالنسبة لموضوع ذهابه للتفاوض مع قرنق كان هو ما أوضحناه , فالتفاوض الذي كان عبر تفاهمات جنيف أو نيفاشا كان جند أساسي في الصراع , فالترابي حقق تفاهمات جنيف كي يحرر الحركة الإسلامية من ثوب الإنقاذ , أما علي عثمان فحقق نيفاشا من أجل صراعه مع كل من الترابي من ناحية وبقية جناحه من الناحية الآخرى..

    شكري المقدر أخي الصديق على فتح أفاق الحوار ولي عودة ..


    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 04-12-2009, 03:04 AM)
    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 04-12-2009, 03:09 AM)

                  

04-12-2009, 03:15 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية المتصارعة في السودان !! (Re: مجاهد عبدالله)

    Quote: اثناء المفاوضات اندلعت حرب دارفور ورجع طه قبل التوقيع وطلب اطلاق سراح موسى هلال من سجن بورتسودان والتقى به فى مدنى لان الاخير كان محكوم بالسجن المؤبد مع الفى بتهم الحرابة وعندما سمع بثورة دارفور حاول ارسال مذكرة لثوار دارفور لتايدهم وحث رجال عصابته للانضمام لهم وقعت الرسالة فى ايدى الحكومة ولقا طه كان لمعرفة مدى قوة هلال ومساومته للدخول فى الصراع بالفعل ساهم طه فى استمالة هلال ليقوم بتجنيد الخارجين عن القانون فى دارفور ليكونوا عناصر مليشيات الجنجويد واضافت لهم الحكومةاعداد اخرى من المحكومين و سرحتهم لينضموا للمليشيات وبعدها عاد ليوقع اتفاق نيفاشا وعندما انتصرت الحركة فى بعض معاركها على المليشيات وجيش الحكومة احس شقي الصراع الوطنى والشعبي بخطورة الاوضاع فما كان من الترابي الا ان يرسل خليل لتكوين حركة موازية تقاسم الثوارة الكعكةاذا انتصروا ويكون بذلك ضرب عصفورين بحجر مما يقربه من السلطة بشكل اقوى ومختلف وعندما شعر الطرف الاخر بخطورة الموقف ودخول الترابي للصراع من جديد عبر البوابة الغربية دفعوا بكل ما يحملون من ثقل اتجاه حسم قضية دارفور عبر المزيد من المليشيات واستجلاب المزيد منها من دول الجوار فى هذا الثناء تم سحب كافة الملفات الحساسة والخطيرة من طه لشبه تدور حوله وبدات المماطلةفى تنفيذ بعض بنود نيفاشا وتقية جهاز الامن وتكوين جهاز اخر داخل جهاز الامن وتنصيب صلاح قوش رئيسا لجهاز الامن وايلولة المخابرات للامن ليكون جهاز الامن الوطنى والمخابرات واطلاق يدها وساعدهم موت قرنق المفاجى وعندمافشلت الحركات فى تحقيق اى تقدم عمد الترابي لارسال المزيد من عناصره السرية للانضمام لكل من العدل وحركة تحرير السودان لتغذية الحرب لانه يعلم تماما بان جماعة نافع والجاز سوف يقومون بابشع انواع المجازر من حرق للقرى واباده للابرياء مما يساعده فى ايقاع الحكومة فى براثين منظمات حقوق الانسان والادانات الدولية لتجريم النظام و قائمة 51 الاولى التى استلمتها المحكمة الجنائية من الامم المتحدة احتوى تقريبا معظم الموقعين على المذكرة وجميع قادة الامن والمليشيات مما اثلج وصدر الشيخ
    الان طه بيحاول الولوج مرة اخرى الى صدر الصراع مستغلا مذكرة توقيف البشير
    بحنكة جديدة والخنوع للعاصفة ثم الانقضاض على هذا التيارةالملاحظ منذ بداية المفاصلة حتى الان لم يتجرا طه لسب الترابي او نعته باى منالاوصاف والنعوت بل حفظ لسانه فى كثير من المواقف التى تستدعى اعلان راي فيها كما ان التراب وجماعته لم يتطرقوا له لا سلبا ولا ايجاباوالترابي فىاحدى زياراته للدوحة بهد اطلاق سراحه الاولى ذكر لبعض الحاضرين بانه ما زال لديه بعص الوزراء والكوادر المهمة داخل السلطة


    تحياتي أخي الصديق ..

    أولاً كل العذر حول الإختلاف البسيط الذي صدر مني حول الاسم ...

    في أعلاه معلومات كبيرة لايسعني إلأ أن اقف أمامها طويلاً وخصوصاً ما جاء بين علي عثمان وهلال ..

    ودي لك ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de