|
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... (Re: ibrahim kojan)
|
تمر حياته كطابور طويل من النمل يتتدفق بهدوء ورتابه أمامه .... يدبُّ في طريق مجهول دونما عجاله... ثم يختفي في أٌفقٍ بعيد لا تلامس فيه الارض حافة السماء. يفتح عينيه في بداية كل يومٍ.. والذي عادةً ماتكون منتصف ذالك اليوم .. والذي لا يعرف له بدايه..ربما تكون بداية اليوم هي .. عندما تلامس أشعة الشمس الحارقه وجهه .. فقد تعود أن ينام في ظل الغرفه التي يسكن داخلها إفتراضاً.. كان يحب النوم منكفئاً علي وجهه ويبدوا كالميت! إذ أنّ روحهه تفارق جسده في بدايات كل ليل وتتجوّل في سماوات وكواكب مجدوله بخطوطٍ وهميه.. تحمل ما تحمل في تجوالها من أحلام وكوابيس وخزعبلات .. غالباً ما تأرّق مضجعه .. ثم تعود إليه في الصباح لتتنزله وتدب الحياه في مفاصله ويبدأ مشواره الرتيب الي مكان عمله... يقوم بنفس الاشياء ذاتها .. يغسل وجهه .. (يسب في صمت) عرقي كلتوم اللعين. يشرب كوبا من القهوه المرهّ. يشعل سيجاره.. سفة تمباك..ثم يوصد الباب خلفه ويكتب عليه بشكل وهمي حرف نون والقلم وما يسطرون زياده في الحمايه (عاده قديمه تعلمها من أبيه). ذلك الباب ... كان لونه أصفراً باهتاً تكسوه خطوط وشقوق تحمل في قيعانها الصدئه ذاكرة مسطّح حديدي ذو ملامح جماليه حتي عهدٍ قريب.. لولا أشعة الشمس الحارقه ... قضي سنين عمره الاخيره يصارع الطبيعه ليسترد اللون الأزرق بين خلايا جسده ليعيد لنفسه نضارة الاخضر.. فيرتد إليه بصره خاسئاً منكسراً .. وهو حزين وأكثر إصفراراً.. كصاحبه . شارلس برونسون(هذا كان لقبه) يسلك نفس الطريق كل يوم إلي الشارع الرئيسي .. يتفادي في مشواره هذا نفس كوم الحجاره.. كلبة الجيران شديده العواء.. والتي تتكاثر مرتين في كل عام.. نفس بركة المياه الراكده والتي يتكاثر علي أطرافها الناموس.. الناموس الذي وجد في دمه مرتعا جميلاً ولذيذاً ... وممتعاً .. إذ أنه ما أن يشرب من دم شارلس حتي يصاب بخدرٍ جميل وسٌكرٍ لا يضاهيه سُكر فلا يقوي علي الطيران ولسع عباد الله من سكان الحي.. هكذا كان شارلس يحمي سكان الحي من الملاريا دونما قصد. ملابسه.. التي لا تحتمل إلا لونين فقط.. شعره الذي ينتشر في كل أرجاء وجهه ذو الملامح الاستوائيه.. تدل علي إنسان مصاب بحمي الابداع الازليه..( و ذاكره عفويه ذات مخزون لغوي وبصري) .. شديدة الخصوبه .. يدلق محتوياتها علي الجريده التي يعمل بها فيصيبها بالجمال والالق فتصبح كعذراء.. تعرفت علي طعم القبله لأول مره .. فتتجول بين صويحباتها من الجرائد الاخري تحكي لهن عن تجربتها البكر تلك في تلذذ واضح وبين طيات إبتسامتها الخجوله رغبه أكيده في تكرار التجربه دونما إستحياء ... هكذا كان شارلس برونسون متدفقاً كالامطار .. التي تعانق أرضاً بورا...
كُنّا نطلق علي صلاح حماده شارلس برونسون للشبه بينه والممثل الامريكي.......شارلس برونسون....
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | ibrahim kojan | 04-01-09, 02:03 PM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | ibrahim kojan | 04-01-09, 02:06 PM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | ibrahim kojan | 04-01-09, 02:09 PM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | ibrahim kojan | 04-01-09, 02:14 PM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | ibrahim kojan | 04-01-09, 02:42 PM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | خدر | 04-02-09, 09:18 PM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | شمس الدين ساتى | 04-03-09, 00:22 AM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | Yassir Tayfour | 04-02-09, 10:18 PM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | سلمى الشيخ سلامة | 04-03-09, 00:01 AM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | خضر حسين خليل | 04-03-09, 02:27 AM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | انعام عبد الحفيظ | 04-03-09, 10:12 AM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | elfadl abdellatif | 04-03-09, 11:21 AM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | elfadl abdellatif | 04-03-09, 11:40 AM |
Re: كتابات من ذاكرة صلاح حماده..إلي عماد عبدالله وسلمي الشيخ واَخرون..... | ibrahim kojan | 04-05-09, 09:39 AM |
|
|
|