الصديق الصادق المهدى و ترزية السياسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 02:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-24-2003, 09:40 PM

Omar
<aOmar
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصديق الصادق المهدى و ترزية السياسة

    في شأن الوطن (1-2)
    بقلم/ صديق الصادق المهدي
    يروى أن ترزياً "واقعياً" جاءه أحد زبائنه " من غرقى الأحلام والأماني" يوم الوقفة يحمل قماش متر ونص وطلب من الترزي أن يخيط ليه جلابية وقميص بلدي وسروال، ويقطع ليه شال، وقال للترزي برضو عايز ضروري لولده قميص بلدي وسروال يعيد بيهم! والترزي مخلوع بالكلام دة وقبل ما يقول أي حاجة قال ليه إنت طبعاً عارف الكلام ده للعيد يعني عايز أستلمهم بعدين! عندما استنكر الترزي هذا الكلام "القماش والزمن" أقنعه صاحبنا أنه يثق في خبرته وقدرته ولذلك تخطى كل الترزية في البلد وقصده لهذه الثقة، وقال ليه أنا لو مشيت لأي ترزي حيقول لي القماش والزمن و... لكن إنت بخبرتك "وقعدتك قدام المكنة ومسكتك للمقص".. وبي عرفتك لي إنشاء الله الأمور بتتسهل. وكلما حاول الترزي الاعتراض، ألح صاحبنا بالطلب.
    فكر الترزي ملياً وفي الأخير استسلم للأمر وقال لصاحبنا طيب يا زول ما في عوجة وتعال لي بعدين، وإن شاء الله يحصل خير.عندما جاء صاحبنا في الميعاد المضروب للاستلام وجد الترزي جاهز وسلمه كيس به ملابسه.
    عندما فتح صاحبنا الكيس ذهل وانشده ونطط عيونه إذ أنه وجد الحاجات ناقصة ومقاسات صغار تلبس رضيع الشهرين!! جمد صاحبنا برهة وعندما بدأ الدم يسري في عروقه، جاط وانفعل وضج واحتج... ثم صرخ قائلاً يا أخي ما حرام عليك... إنت ما بتخاف الله؟! بالله دي عملية تعملها فيني والعيد بكرة… يعني حاجة أقدر أعلمها ما في!؟ فرد عليه الترزي: يا أخوي انت ما محتاج تعمل أي حاجة… إنت محتاج بس تروق وأنا حأوضح ليك الموضوع. تعرف أنا في البداية لمن حاجاتك دي جهزت.. في الأول اتخلعت زيك كدة لكن لمن فكرت في الموضوع كويس لقيت حقيقة ما في مشكلة أول حاجة اتذكرتها إنه إنت ما زبون عادي زي الناس البيجوني فإنت طبعاً بتختلف عنهم تماماً، والميزة العندك ما عند غيرك والحرفنة العندك ما بتتحير معاها. فكدي قول خير وجرب الحاجات دي وأنا متأكد إنك بعد تستحم "خلّيتك (تركك) شوية صابون في جسمك وشفطة بطنك ولمليم عضامك".. الهدوم دي قطع شك بإذن الله تتلبس ليك! فيا زول قول خير وكل سنة وإنت طيب وما تنسى توصف جنك البتعرفه ده"لود الوز" لمن يجي يلبس هدومه الجديدة!!! هذه الزاوية المدهشة المضحكة تذكرني بقضيتين، كبرى وصغرى "مدهشتين مبكيتين". الكبرى "الأم" وهي قضية السلام بعيون الإنقاذ، والصغرى "بنتها" هي شبكة الإنقاذ مع مجموعة الإصلاح بحزب الأمة "كاملة". وكما سأفصل في القضيتين بصورة أو أخرى، خياطة على حكاية صاحبنا مع أخينا الترزي..
    أولاً:... قضية السلام:
    ثابت الإنقاذ الأوحد "المتفق عليه"، والذي لم تغيره السنون والظروف والإنشقاقات والتداعيات، هوالحفاظ على كرسي السلطة وتكريس الشمولية والتمكين الاقتصادي لجماعتها، ودعوة الآخرين لركوب قطار الإنقاذ أو الوقوف في العراء والتي لم تجلب إليهم سوى المنخنقة والموقوذة من الراكبين على حد تعبير د. الطيب زين العابدين.
    مسيرة أهل السودان مع الوفاق والسلام والحل الشامل طويلة جداً، والدرس المستفاد من كل تفاصيلها أن الإنقاذ برهنت أنها غير جادة في الوصول لحل يرضي شركائها في الوطن، وأنها غير مستعدة لتقديم أية تنازل يقنع أهل السودان الذين قررت لهم الوقوف "إلى الأبد" على الرصيف. طبعاً الإنقاذ لها أجهزة وألسنة كثيرة تحاور وتصرح وتتكلم ولكنها لا تفعل... أدلل على ذلك بعدة أمثلة منها المبادرة التي قامت بها مصر وليبيا، ونداء الوطن مع حزب الأمة ومبادرة التعاهد الوطني وندوة العميد بمبادرة الأمة ومشاركة عدد مقدر من أحزاب السودان ومنظماته وناشطيه.
    اتبعت الإنقاذ خطة الكلام مع وقف التنفيذ مع كل مساعي الحل الشامل المخلصة والجادة التي أتى ذكر بعضها.استمر الحال على هذا المنوال إلى أن قررت أمريكا تغيير سياسة العزلة عن السودان والتدخل الإيجابي في الشأن السوداني لإنهاء حرب العقود التي بددت وحطمت وأضرت وأهلكت الحرث والنسل وذلك على إثر تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية بواشنطن والذي دعى أمريكا للتدخل لتحقيق السلام في السودان وذكر أن عائدات البترول غيرت ميزان القوى لصالح الحكومة. أمريكا لها رؤيتها الخاصة بالسودان "وجيوسياسياً تريده أن يكون تابعاً للقرن الأفريقي وليس للشرق الأوسط". وتسعى لتغيير واقعه الحالي، عبر اتفاق السلام، بما يتفق مع رؤيتها.
    أمريكا لا تريد أن تستمتع الخرطوم و"حكومتها الإسلامية" بعائدات البترول التي غيرت ميزان القوى في حرب الجنوب لصالح حكومة الإنقاذ، هذا بينما تتكلف الدول والمنظمات الإغاثية والمنظمات الكنسية التي تتركز في أمريكا والنرويج وبريطانيا وإيطاليا "دول شركاء الإيقاد والتي أشركها اهتمامها النابع من مصلحتها في تحقيق السلام في السودان إذ أنها تتكلف مبالغ طائلة في الصرف على العمل الغوثي والكنسي".
    أمريكا وشركاء الإيقاد ودول الإيقاد جميعها تتفق في أن الجنوبيين في السودان مظلومون عبر التاريخ من قبل الشمال العربي المسلم وحكوماته وأن هذا الوضع لا بد أن يغير بحيث يحظى الجنوب بأكبر قدر ممكن من الإمكانات والامتيازات...
    صحيح أن الجنوبيين في الماضي في السودان تعرضوا لمظالم مصدرها مفهوم الأحادية الثقافية الذي عطل لقدر من الزمن إقرار واقع التعددية الدينية والثقافية في السودان، هذا بالإضافة لسياسة المناطق المقفولة الاستعمارية، وزعزع الثقة بين أخوة الوطن الواحد في الشمال والجنوب. هذا الوضع أدى لتصرفات من الشماليين وأخرى من الجنوبيين خلقت مرارات استفادت منها الحركة السياسية السودانية "بدرجات متفاوتة" في التوصل لأسس السلام العادل ومتطلبات الوحدة الوطنية. ترجمت هذه...في برامج واتفاقات ومواثيق، يعتبر أهمها مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية.
    يجدر بالذكر أن المفكر الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة أول من طرح الأسس الوطنية من منطلق إسلامي وهذا هام جدا لضمان تأييد قطاعات عريضة من الشعب السوداني لها. أيضاً فقد ذكر السيد الإمام إن علينا التعامل بوضوح وشفافية وفتح صفحة جديدة والاعتراف بمظالم الماضي والاعتذار لإخواننا في الوطن.
    إن طرح التسوية السلمية الذي تدفعه أمريكا وشركاء ودول الإيقاد، إذا لم يراع التوازن ويحظى بالإجماع الوطني السوداني لن يكون مستداماً. أكبر مأخذ على مفاوضات الإيقاد الحالية هو ثنائيتها وهذه أولاً تعيق التفاهم لانعدام الثقة والمعرفة والاعتراف بين الطرفين المتفاوضين (حضور أطراف المعارضة والحركة السياسية الأخرى كان سيسهل مهمة التفاوض والتوصل لحلول) وثانيا غياب الأطراف الأخرى لا يضمن التزامها باتفاق السلام إذا تم التوصل له. وبالرغم من هذه العلات، ربما رأت سلطة الإيقاد أن الشكل الثنائي هو الطريق الأمثل لتحقيق السلام وفق رؤيتها هي.
    فالحركة الشعبية أكبر الفصائل الجنوبية تجييشاً وتسليحاً، والاشرس في مناهضة الحكومة، تتسلم باسم الجنوبيين كل الامتيازات والصلاحيات التي تظفر بها الوساطة الإيقادية.
    والطرف الثاني "حكومة الإنقاذ" فبسجلها العامر بانتهاكات حقوق الإنسان، ودعمها ومساندتها للإرهاب "كما تعرفه أمريكا والأسرة الدولية"، ومواجهتها للجنوب مع سعيها الدءوب لتفكيك وتقسيم الشمال... بهذا الوصف، ومن وجهة نظر الإيقاد، فإن حكومة الإنقاذ هي الأجدر والأمثل لتمثيل الشمال "وحدها" لضمان تسليم أكبر قدر من الامتيازات والصلاحيات للجنوبيين في شخص الحركة الشعبية.
    الحكومة السودانية، بوصفها وخلفيتها، مشكوك في حرصها على تحقيق السلام من واقع حرصها على الانفراد والتسلط... التنازل المطلوب من حكومة الإنقاذ ليقوم عليه السلام، وتنتظره وساطة الإيقاد بقيادة أمريكا عبر الضغط والتحذير وليس عبر الإقناع والاقتناع.
    لهذه الشكوك وإعمالاً للضغوط المطلوبة لتحقيق السلام في السودان، أجاز الكونجرس الأمريكي وبأغلبية كبيرة قانون سلام السودان الذي أقرته الإدارة الأمريكية بتوقيع الرئيس الأمريكي عليه. قانون سلام السودان يفصل عقوبات على الحكومة السودانية "لإجبارها على الالتزام بالسلام". العقوبات تشمل الحظر الجوي والحظر النفطي وحظر الأسلحة. تنفذ العقوبات إذا ثبت "حسب قناعة أمريكا" أن الحكومة السودانية غير جادة في تحقيق السلام. والحركة الشعبية الطرف الآخر في التفاوض، تمنحه أمريكا 300 مليون دولار في فترة ثلاث سنوات. وتجدر الإشارة إلى أنه ليست هناك عقوبة محددة على الحركة الشعبية.
    كان المتوقع أن حكومة الإنقاذ سترى الصورة أمامها كاملة بأبعادها الحقيقية وتدرك خطورة الموقف وتعمل جادة لمقابلة الموقف بتوحيد الجبهة الداخلية حول مبادئ السلام العادل والتحول الديمقراطي فتجتمع كلمة أهل السودان، شماليين وجنوبيين، وتفوت الفرصة على التدخل الأجنبي وأجندته المعلنة والخفية.. ولكنها للغرابة، والغرابة الشديدة، خيبت ظن كل من أحسن الظن بها وتفاؤل... وسعت قبل غيرها وأكثر من غيرها للانفراد بالتفاوض واحتكاره... ويعتذروا "بأنه الموقف ده ما منهم من ناس الإيقاد" ده اسمه العذر الأقبح من الذنب لأنه لو الحكومة لا تستطيع أن تطالب بأن يكون التفاوض جماعي، فلماذا التفاوض أصلاً والتنقل في كينيا من مدينة لمدينة؟؟ وحكومة الإنقاذ سعت قبل غيرها لإقصاء الآخرين عن كل القضايا بما فيها القومية.. والإنقاذ هي التي استغنت عن التعددية الحقيقية بتعددية ديكورية، وهي التي استبدلت التمثيل القومي في الحكم بقائمة المخنقة والموقوذة والمتردية من مقطورة قطار الإنقاذ الخلفية.
    هنا يبرز سؤال هام جداً، وهو لماذا تصرفت الإنقاذ بهذه الطريقة مع أن الموقف واضح والتفاصيل تتناقلها الصحف؟ هل هو طناش المقتولة لصراخ الصائحة؟ للإجابة أقول إن الإنقاذ حسبت أنها قامت بكل المطلوب منها حتى ترضي أمريكا… من تسليم المعلومات "بالملفات" إلى محاربة الإرهاب" حسب الطلب" إلى تنفيذ التعليمات.
    حسبت الإنقاذ أنه بهذه التنازلات ستقبل أمريكا مشروعية حكمها وتحل "لها" مشكلة الحرب بالتأثير والضغط على الحركة الشعبية لتحقيق السلام. وحسبت أن الحل "الأمريكي" سيكون بين الطرفين فيسلم الشمال للإنقاذ والجنوب للحركة الشعبية. هذا التصور "الإنقاذي" يستند على منطق أن أمريكا ليست حريصة على الديمقراطية في السودان بقدر حرصها على مصالحها التي تضمن تحقيقها أكثر مع حكومة شمولية متعاونة. ربما كان هذا "التصور الإنقاذي" ممكنا في ظروف الحرب الباردة والتعددية القطبية حيث يسعى كل قطب لاكتساب مواقع جديدة في العالم فتكون خصماً على القطب الآخر ونصراً لأيدلوجيته، أما في عالم انفراد أمريكا بالقطبية العالمية، وبرطعتها في العالم تفعل فيه ما تريد باسم حماية الأمن القومي الأمريكي ومكافحة الإرهاب، وما غزو أفغانستان والعراق عنا ببعيد، في مثل هذا العالم ليس أمام نظام كتابه مليء بالانتهاكات والإدانات غير الإذعان.. وليس أمامه هامش مناورة وأية مناورة هي عين الانتحار. وطبعاً ده مربط الفرس في الحكاية دي كلها... لأنو التصور ده يماثل قماش صاحبنا المتر ونص ومطلوب يخيطوا ليهم 50 جلابية "أنصارية كمان"! هذا العرض "الإنقاذي" ربما كان سيقبل في ظروف الحرب الباردة والتعددية القطبية، ولكن في ظروف أمريكا الحالية وظروف عالم ما بعد 11 سبتمبر، يصبح متر ونص لخمسين جلابية...
    مدخل أمريكا لإحلال السلام في السودان هو تصفية بؤر الإرهاب الحالية أو التي ربما أصبحت بؤر ترعى وتنشر الإرهاب في المستقبل. عدد من ساسة أمريكا أصبحوا ينتقدون بشدة التجاوز السابق الذي أسموه " الاستثناء من الديمقراطية" الذي قبلوه في عدة مناطق، واعتبروا أن النتائج كانت سيئة وتضرروا منها للغاية. وأصبح كلام ساسة أمريكا مركز جداً وواضح في أهمية المشاركة والتنيمة والشفافية والحكم الصالح و"الديمقراطية".
    وبالرغم من الموقف الواضح المعالم والتفاصيل، اختالت الإنقاذ مزهوة كما الطاؤوس وديك الرومي... تبشر بسلام مبني على "الثوابت"... مضمون مأمون في جيبها المصون!!
    وفي يوم "الوقفة" المضروب، ذهب "صاحبنا" الإنقاذي لاستلام "الكيس" في ناكورو بالشقيقة كينيا.
    ودونما تقديم أو تمهيد، ودونما شعور لأهلنا بوقفة أو عيد... وفي أوج انغماس شعبنا في البؤس والمشقة انهمرت ضجة صمت لها الآذان، كل حنجرة تذم في ناكورو... تتوعد الإيقاد... البنادق مشرعة... تمزق الوثيقة... وصدر الإعلان صرخاته تردد: وثيقة ناكورو ماتت! وثيقة ناكورو أحلناها لملجأ الأيتام!!!... يموصها ويشربوا مويتها!! قانون سلام السودان أفضل من وثيقة ناكورو!!؟ الإيقاد في "60 ستين" داهية!!!؟! وتعليقاً على هذا، طبعاً الموت والحياة بيد الله فلذلك لن نجادل في أمر موت الوثيقة وحياتها. لم أفهم ما المقصود بإحالة الوثيقة لملجأ الأيتام هل عند السيد الرئيس "صاحب المقولة" ملجأ الأيتام مرادف للموت!؟ لأنه قطعاً لا يريد الرعاية والإصلاح للوثيقة "المتوعدة"، فهذا ما ذهب له حزب الأمة في طريقه الثالث الوسط بين تطرف الحكومة وتمسك الحركة بوثيقة ناكورو الطرح الذي رفضه د. أمين حسن عمر أما حكاية يمصوها ويشربوا مويتها فتخص سيمبويا ورفاقه وعليهم واجب الرد على طلب الرئيس لم أفهم أيضاً على أي أسس قارنوا بين الوثيقة وقانون سلام السودان وكيف توصلوا لأن قانون سلام السودان أفضل؟ أما حكاية الستين داهية فالإيقاد تشمل الدول والشركاء، والدول من بينها السودان.. فهل خمونا كلنا مع باقي دول إيقاد في الستين داهية؟ أم أن قادة الإنقاذ عملوا للسودان "استثناء من الخم" غير معلن؟!
    ولكن الأغرب من كل هذا أن السيد رئيس الجمهورية، بعد كل هذا يبشرنا فجأة بأن 80% من القضايا قد تم التوصل لاتفاق حولها وجدد ثقته في الإيقاد ودولها لتحقيق السلام في السودان من ستين داهية الي تجديد الثقة! ما في ولا حتى انتقال عبر ستة دواهي إلى الصفر ومنها لتجديد الثقة؟! رئاسة الجمهورية تصدر أحياناً تصريحات لا نعلم منطلقها ومنتهاها وفائدها.. مثلاً ما ذكره وتناولته الصحف في عناوينها الرئيسية في أن هيكلة الدولة "تطبيقاً لاتفاق السلام" تستثني رئيس الجمهورية ونائبيه!! أهذا هو الرد على طلب الحركة الشعبية بالرئاسة الدورية؟! فالشعب متابع والرأي العام يرصد ولم يعد "التخدير" و"التطمين" مقنع لأحد.
    القضية أعقد من أن يتم التعامل معها بالانفعال والارتجال والتصريحات والتصرفات غير المدروسة. فالحكومة أصلاً تشك في صدق نواياها تجاه السلام جهات "إيدها واصلة" وقد لا يكونوا متابعين القضايا بالتفاصيل.. فما أثر هذه التصريحات المتطرفة على تقييمهم لموقف حكومة الإنقاذ من السلام؟ وما أثر هذه التصريحات على لوبيات الضغط اليمينية والكنسية والصهيونية؟ مثل هذه التصريحات مضرة أيما ضرر إذا كان سامعوها محايدين، فكيف يكون الأمر والمؤثرون على القرار في الشأن السوداني متطرفون جداً ضد الإنقاذ بسبب أفعالها وأقوالها "في مختلف المراحل" وبسبب أجندتهم التي تدفعهم دفعاً ضد التوجهات والبرامج الإنقاذية؟!.
    ذكر السيد الصادق المهدي لقيادات إنقاذية عليا، مراراً وتكراراً، قبل انسلاخ مجموعة الإصلاح من حزب الأمة وبعد الانسلاخ، ذكر أن التحصين الوحيد للوطن ضد التدخل الأجنبي يتم بالاتفاق على الانتقال من مربع الإنقاذ الحالي إلى مربع جديد يقوم على ركيزتي السلام العادل والتحول الديمقراطي الضامن الوحيد لتوحيد الجبهة الداخلية والحامي الوحيد من التدخل الأجنبي. طبعاً نحن لسنا ضد التدخل الأجنبي المصنف "حميد" بل نعتبره ضرورياً لتحقيق السلام في السودان. نحن ضد التدخل الأجنبي "الخبيث"، وضد إبعاد أهل السودان من قضايا وطنهم المصيرية. الدور الأجنبي "الحميد" مطلوب لتدفع الإنقاذ استحقاقات السلام. فإن التزمت بذلك من نفسها، دون الحوجة إلى ضغوط، يتحقق الإجماع الوطني بإرادة سودانية. وإن لم تلتزم بالبرنامج الوطني واستحقاقاته واستمرت في استقطاب المطبلين.. فلن تقبض شبكتها إلا طلاب المناصب المهتمين بحل مشاكلهم لا مشاكل الوطن.
                  

10-11-2003, 01:32 PM

democracy
<ademocracy
تاريخ التسجيل: 06-18-2002
مجموع المشاركات: 1707

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصديق الصادق المهدى و ترزية السياسة (Re: Omar)

    Up
    Up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de