يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية -اليوم السابع - الكشـــة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-18-2003, 09:09 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية -اليوم السابع - الكشـــة

    اليوم السابع من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية
    اعتاد الجيران أن يمروا على الحاجة أم سمير من وقت لآخر للاطمئنان عليها وعلى سمير ، وللسؤال عما إذا ظهرت بعض المعلومات عن المسروقات ، وقد كان بعضهم يقدم بعض المقترحات لرفع درجة البحث ، أو يسمي أسماء مشائخ يمكنهم ( تحويط ) ما سرق ومنع الحرامية من التصرف فيه . وكان بعضهم يرى أن الشرطة إذا وجدت من يدفع لها ربما تسعى للقبض على الحرامية ، لكن سمير كان يرفض هذه المقترحات وكان يهدد بأنه سيسترد مسروقاته حتى ولو كلفه ذلك الاتصال بوزير الداخلية ،
    وفي هذا الصباح دخل إلى دار أم سمير الحاج أحمد ، ليسأل إن كان الفكي إبراهيم قد اتصل بهم أم لا ، لكن سمير على غير عادته طلب من الحاج أحمد أن يدخل معه إلى غرفته لأنه كما يبدو لديه ما يقوله له على انفراد . قال سمير :
    انت يا عم أحمد كثر خيرك ما قصرت أبدا ، لكن أنا شايف أنو الحكومة لازم تتدخل في الموضوع .
    والله يا سمير ياولدي أنا شايف غير كده خالص ، لأن الفكي إبراهيم إذا عرف أن هناك أي تدخل من الحكومة ربما يوقف جهوده .
    لكن يا عم أحمد الفكي إبراهيم ده ذاتو حرامي .
    يا ولدي ما في داعي للكلام ده ، لأنو الراجل وعد بالمساعدة ، وإن شاء الله ربنا يوفقه .
    أنا يا عم أحمد لازم أقابل صاحبي ..............وزير ................عشان أشوف رأيه في الموضوع .
    والله يا ولدي بطريقتك ، أنا العندي قلتو ليك ، وأنت مخير ، تسوي الداير تسويه .
    خير يا حاج أحمد ، أنا الليلة لازم أشوف الراجل ده ، واتكلم معاهو وأشوف وجهة نظرو يمكن يلقى لي حل ، أو يوجه الشرطة بتكثيف البحث .
    خرج حاج أحمد عائدا إلى بقالته وترك سمير وهو يبحث بين ملابسه القديمة قبل سفره إلى أمريكا عله يجد بينها ما يتسع لجسده المتزايد دوما من أثر الدسم الذي اعتاد على ابتلاعه في الإستيتس . ولم يجد سمير غير جلابية جناح أم جكو ( وهي جلابية ذات وجهين يسميها البعض جلابية أنصارية ) . فلبسها سمير ، ووجد عمامة وطاقية قديمتين وضعهما على رأسه ، وخرج من البيت بعد أن تزود ببعض المصاريف قدمتها له الحاجة من ما وفرته من قوت أولادها .
    من دفار إلى دفار ، سلك سمير الطريق متجها إلى مكتب صديقه الوزير ، ودخل على السكرتيرة التي عرفته من أول وهلة . جلس سمير في الانتظار ثم أدخلته السكرتيرة إلى مكتب الوزير .
    بادر سمير صديقه الوزير بالسلام ، لكن الوزير بدلا من أن يرد السلام وجه سؤالا لسمير :
    مالك الليلة لابس كده . بقيت أنصاري وللا شنو ؟
    والله سعادتك الجماعة عملوها فينا .
    الجماعة مين ، أوعى يكون جولك حرامية .
    الله أكبر . إنت عارف يعني ؟
    يا ساتر يا رب ، بالله حاجاتك انسرقت ؟
    أيوة والله ، انسرقت كلها ، حتى الجواز .
    الجواز بسيط نطلعلك غيرو .
    بس ده جواز أمريكي .
    يا سلام ، كيف فرطت فيهو يا سمير ؟ تعرف أنا جوازي الأمريكي محتفظ بيهو في خزينة حديدية في الوزارة .
    وأنت سعادتك معاك جواز أمريكي ؟
    طبعا يا سمير ، كثير من أخوانا معاهم جوازات أمريكية ، يا أخي البلد دي فيها حاجة مضمونة لبكرة ؟
    طيب هسة رايك شنو في موضوع السرقة ده .
    أي سرقة ؟
    سرقة حاجاتي طبعا ، هو في سرقة غيرها .
    يا سمير دي كلها ابتلاءات وبعضها ناتج عن عمل المعارضة .
    طيب والحل ؟
    الحل في الصبر .
    بس أنا شايف جماعة من الشرطة اسمهم بسط الأمن الشامل .
    أيوة اسمهم كده ، بس يا أخي ربنا لما يبتليك بحاجة خلاص لابد أن تحتسب .
    طيب والناس البيقولوا إنهم ممكن يرجعوا الحاجات المسروقة عن طريق الجن .
    والله الاستعانة بالجن دي أنا ما بعرف حكمها ، لكن أعتقد أن الابتلاء لا بد أن يقابله الصبر .
    طيب والجواز أسترده كيف .
    والله شوف الجماعة بتاعين الجن ديل يمكن يساعدوك .
    طيب ووزارة الداخلية ؟
    وزارة الداخلية دي للجوازات واستخراج الجنسية ومنح تأشيرات الخروج وحراسة المسئولين والنظام .
    والأفراد طيب ؟
    والله الأفراد ديل ليهم الله وعيشة السوق .
    رن جرس التلفون في مكتب الوزير ووردته إشارة أن وزير الداخلية على الخط . فرفع السماعة ورد عليه طالبا منه الانتظار لحظة واحدة ، قال خلالها لسمير :
    أي خدمة يا سمير ؟
    شكرا سعادتك ، استودعك الله .
    خرج سمير من مكتب صديقه الوزير بين مصدق ومكذب ، لكنه كان يفكر باستمرار بمسألة الإبتلاء ، ويردد لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، لماذا يجب أن نلوم الدولة على مثل هذه الابتلاءات ، الدولة إسلامية ما في ذلك شك ، وهي تحاول تربية الناس على الصبر والاحتساب ، وهما فضيلتان لا بد من توفرهما في المجتمع الإسلامي ، ولا يمكن أن نسأل الحاكم عن بغلة تعثرت في نمولي ونحن نعلم أن المعارضة تفعل كل ما يمكن أن يهدد أطراف النظام . الله أكبر ، الله أكبر ، والله الإنقاذ دي هي الحل ، بس نطول بالنا شوية .
    وفيم سمير يمشي متجها نحو محطة الدفارات ، لاحظ أن هناك جنودا متراصون على طرفي الشارع ، وهناك تجمع بشري كله من الشباب يحيط به عدد من الجنود المسلحين ، وسيارات المجروس العسكرية تقف قريبا من ذلك التجمع .
    ظن سـمير أن هؤلاء بضعة لصوص تم القبض عليهم لممارسـتهم النشـــل في الأسـواق ، أو أنهم من الشـباب المتسـكعين الذين لا عمل لهم . وانطلق يكبر ، ويردد :
    ألم أقل لكم أن الإنقاذ هي الحل ؟ الإنقاذ تجمع العاطلين وتأخذهم لتدربهم ومن ثم تمنحهم الوظائف التي تعينهم على الحياة وتجعل منهم مواطنين منتجين .
    سأل سمير بضعة أشخاص ممن صادفوه في الطريق عن سر وجود الجنود بهذه الكثافة ، وعن ماهية هؤلاء الشباب المحاطين بالجنود ، لكن الناس مشغولون في أمر أنفسهم ولا يجدون سببا للتوقف للرد على تساؤلات سمير .
    قالت بائعة الشاي التي سألها سمير :
    ديل ناس الكشة .
    الكشة دي شنو ؟
    ما بتعرف الكشة ؟
    لا والله .
    انت جاي من وين ؟
    أنا جاي من مكتب الوزير .
    طيب ما انتو ناس الكشة ذاتهم .
    يا ولية كشة شنو ؟
    كدي قرب منهم وحا تعرف كشة شنو .
    قاد سمير فضوله إلى أن يسأل أحد الجنود الواقفين على طرف الشارع :
    في شنو هنا يا أخي ؟
    وين بطاقتك ؟
    بطاقة شنو ؟
    بطاقتك الشخصية .
    يا أخي أنا ما عندي بطاقة ، أنا عندي جواز ، واتسرق .
    طيب تعال معاي .
    ليه ؟ لقيت الجواز وللا شنو ؟
    تعال ... تعال .
    تبع سمير ذلك الجندي حتى أوصله إلى منطقة تجميع الشباب ، وسلمه هناك لجندي يبدو عليه أنه تعدى الستين من العمر ، ذو لحية بيضاء كثة ويربط عصابة حمراء حول رأسه . فسأله الجندي عن بطاقته ، لكن سمير لا يملك ردا أكثر من أنه فقد جواز سفره ، مما جعل ذلك الجندي يدفعه إلى وسط الشباب المجمّعين ، وبدأ سمير يستغرب الأمر ، ويوجه سؤاله لجندي آخر :
    في شنو يا أخينا ؟
    في شنو ! ما عارف ؟ ما سمعت بالخدمة الإلزامية ؟
    بس أنا جوازي ضائع .
    ما نحن بنفتش على اللي زيك عشان نريحو من هم السفر والغربة .
    بس أنا جوازي أمريكي .
    اسمك منو ؟
    اسمي سمير .
    ها ها ها ، أمريكي اسمو سمير يا جماعة ، ولابس جناح أم جكو ؟! الأمريكي اسمو جون ، بوش ، جورج ، بس سمير دي طلعتها لينا هسة دي .
    يا أخي أنا والله جوازي أمريكي .
    أمريكي وللا غيرو خليك معانا هنا .
    حاول سمير ان يفتح حوارا مع جنود آخرين ، إلا أنه لم يجد منهم تجاوبا ، وقد بدا له واضحا أنهم يردعون كل من يحاول أن يناقشهم . وقد لا حظ سمير حوله شبابا تبدو عليهم من محيّاهم أنهم من أهل الريف ، وكلما حاول الاقتراب من أحدهم أحس أنه ينفر منه ، حيث كانوا قد استمعوا إلى المعلومات التي أدلى بها سمير للجندي وتناقلوها همسا بينهم .
    الشباب يتهامسون ، ويلاحظ سمير أنهم مجموعة من الأشقياء والتعساء ، وكأنهم مشردون لا أهل لهم ، ولا دور تضمهم ، لكنه لا حظ أن بينهم أيضا قلة من المنعّمين . وقد تنادى بعض من أقرباء ، وأهل الشباب المجمّعين ليحاولوا التأثير على الجند لإطلاق سراح أقاربهم . لكن مساعي هؤلاء لم تؤدي إلا إلى الإفراج عن قلة قليلة ، وكان كل المفرج عنهم من المجموعة المنعمة التي كان سمير يأمل في تعاونها معه . وقد لاحظ سمير أن الجنود الذين يقومون بإطلاق سراح المفرج عنهم يتناولون أظرفا من أقرباء هؤلاء الشباب ويضعونها في جيوب بزاتهم العسكرية .
    قام الجنود بإركاب سمير ورفاقه في وسط المجروس وأحاطوا بهم من كل جانب ، وبدأ الجمع ينفض ، والموقع يخلو تدريجيا من كل الذين تجمعوا فيه سابقا . وانطلق المجروس متجها إلى منطقة الخرطوم بحري ، عابرا كوبري القوات المسلحة ، وسمير ينظر ويتلفت يسرة ويمنة ولا يجد أحدا يكلمه أو يرد على تساؤلاته ، والمجروس يواصل سيره مخترقا الخرطوم بحري باتجاه الشرق ويصل إلى طريق ريفي يقود إلى أطراف العاصمة . كان الطريق معبدا وقد بدت الشجيرات تتكاثر حول جانبيه وبدا المنظر جميلا في عيني سمير ، فرفع صوته بالتكبير :
    الله أكبر ، الله أكبر ، بالله الإنقاذ دي عملت ده كلو ؟
    لكن الجندي الذي كان يجلس بالقرب من سمير ركل سميرا بمؤخرة بندقيته ، قائلا له :
    لو ما عايز تقفل خشمك ده أنا حا اقفلو ليك .
    صمت سمير ، واستمر يراقب الطريق إلى أن وصل المجروس إلى لافتة مكتوب عليها :
    طريق الزعيم الأممي معمر القذافي ، المرحلة الأولى ، الخرطوم بحري ، العيلفون ، الدبيبة . وجال سمير ببصره بعيدا فلمح قبة بيضاء عالية ، فسأل همسا من كان يجلس إلى جواره من الشباب :
    دي قبة منو ؟
    دي قبة الشيخ إدريس ود الأرباب .
    والبلد دي اسمها شنو ؟
    دي العيلفون ، بس يا أخي اسكت ما تجيب لينا مصيبة .
    وصل المجروس إلى معسكر واسع يحيط به سور من أسلاك شائكة وقليل من الشجيرات ، وقد ثبتت أمام مدخله لوحة خضراء ضخمة ، كتب عليها باللون الأبيض :
    معسكر العيلفون لمتدربي الخدمة الوطنية الإلزامية .
    رفع حاجز البوابة ، ودخل المجروس إلى قلب المعسكر ، وهناك أجبر الشباب على الوقوف صفا لإكمال إجراءات تسجيلهم بالمعسكر ، وتسليمهم عهدتهم ، وتوزيعهم على عنابره .
    لم يتمكن سمير ذلك اليوم من أداء الصلوات ، حيث لم يسمح لهم بذلك ، وقد كان في غاية الإرهاق حين وصل إلى العنبر الذي يعج بالبشر القادمين من كل فج ، فوضع رأسه على البلاط لينام لأول مرة في حياته على الأرض دون أي حائل .
                  

09-19-2003, 07:37 AM

عشة بت فاطنة
<aعشة بت فاطنة
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 4572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية -اليوم السابع - الكشـــة (Re: ودقاسم)

    استمتعت بيوم سمير السابع
    فوق
                  

09-19-2003, 01:33 PM

Alsawi

تاريخ التسجيل: 08-06-2002
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية -اليوم السابع - الكشـــة (Re: ودقاسم)

    يا ساتر استر

    اوعى من الهروب ومن البحر ومن التعلمجي الاسلامي الذي يمنع من الصلاة ويسب ويلعن بفاحش القول
    واوعى من الواسطات
    ومن الخطر الآتي: التدريب ثم مناطق العمليات والحرب التي لا ناقة له فيها ولا جمل
                  

09-19-2003, 02:16 PM

ghurba


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية -اليوم السابع - الكشـــة (Re: Alsawi)

    ود قاسم
    والحال ياهو نفس الحال وفي جواي صدي الذكري... وجرح اطفال العليفون لا طاب لابيدور يبرا...
    الي تفاصيل مابداخل المعسكر ...نحنا في الانتظار
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de