فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2003, 07:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان

    الصفحة الرئيسية
    Popular Congress






    بسم الله الرحمن الرحيم

    وثيقة (الخداع) الوطني

    بقلم : الأستاذ محمد احمد عثمان

    يقول محمد بن سلام الجمحي في كتابه (طبقات الشعراء) قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في أثر الشعر في النفس وفائدته (إجعلوا الشعر أكبر همكم وأكثر دأبكم فلقد رأيتُني ليلة الهرير بصفين وقد أتيت بفرس أغر مُحَجَّل بعيد البطن من الأرض وأنا أريد الهرب لشدة البلوى فما حملني علي الثبات إلا أبيات عمرو بن الإطنابه (أبت لي هِمَّتي وأبي بلائي / وأخذي الحمد بالثمن الربيحِ) (وَقوْلي كلَّما جشأت وجاشت/ مكانَكِ تُحمدي أو تستريحي). وكان علي وفد النظام الحاكم في تعامله مع الوثيقة التي طرحها الوسطاء بناكورو مؤخراً عندما تداخلت النصوص وادلهمت الخطوب بعد أن ( جشأت) و (جاشت) أن يعودوا إلى موائد الآداب فيقرأوا في تأنٍ وروية وتُؤده لعمرو بن الإطنابه بدلاً من التنكر مما كتبت أيديهم وإثارة الضجيج و (الغبار) في ليلة الهرير بناكورو والهروب علي ظهور الجياد الخاسرة. ولكن دعاة دونية طمس الثقافة والتراث والماضي المتقنعين بالترهات والأفكار الزائفة ونصوص سيروره الاستلاب الحضاري للأمة وشمولية المصادرة و تجريد الوطن وترحيله نحو الهامش لن يقرأوا مرة أخري لأبي تمام حبيب الطائي (ولولا خِلالٌ سنها الشعرُ مادري/ بغاة العلا من أين تؤتي المكارِمُ).
    ولإن أنكر الدكتور غازي صلاح الدين مستشار السلام للنظام الحاكم (الإحساس بالأزمة) كما جاء في الصحف عندما أتهم الأطراف الأخرى (بالافتراض الخاطئ بأن الحكومة تفاوض من موقع الإحساس بالأزمة). ولعل لازمه(الإحساس بالأزمة) في نظر مستشار السلام تكمن في النتائج والمحصلة النهائية لحصاد النظام الحاكم في خاتمة مطاف ( عبقرية الإخفاق) فتنازلات (أعطى ببذخ لتأخذ بإقتار) بالنسبة للنظام الحاكم لا تهم ما دامت هنالك حصيلة متوقعة معتبرة big catch من الفتات الساقط من مائدة ناكورو يسيل لها لعاب أزلام النظام. ولكن مشكلة (عدم الشهية) المفاجئ الذي أصاب النظام تكمن في عدم رغبة الحركة الشعبية في إضفاء مشهيات (appetizers) لدفع إبرام اتفاق شراكة ثنائية مستدامة مع النظام (لسلفقة) أهل السودان والباسهم (قميص عامر) كما يقول المثل الشعبي وتكمن المشكلة وعلي نحوٍ آخر كذلك في (تفكيك النظام) وفي أصداء السقوط الكبير في مستنقع التاريخ ورائحة النتن المتصاعدة من مزابل الظلام. ولهذا أضحت البنود السرية للمحادثات وعندما برزت إلى سطح الأحداث في ( وثيقة ناكورو) في نظر مستشار السلام غير مُشَهِّية وتصيب (بالطُمام) ولهذا أضحت فجأءة (غير متوازنة وغير قابلة للتطبيق وتؤسس للإنفصال).
    وان كان هروب من لا يلوي علي شئ بسبب النكوص من المسئولية التاريخية فطالما تنادت كافة الأحزاب التاريخية الوطنية والفعاليات السياسية حتى بحَّ صوتها بمشاركة الجميع في المحادثات الجارية بدءاً بأبوجا ومروراً بمشاكوس وانتهاءاً بناكورو حتي يتحمل الجميع المسئولية القومية التاريخية الجماعية علي قدم المساواة.ولكن كيف بالصبية (الصِغار) الذين مردوا علي (الصَغَار) من تحمل المسئولية التاريخية بلا وعي وبلا (إحساس بالأزمة) وبلا سند شعبي وتحت معاول ديكتاتورية (العزل) السياسي وتداعيات (العجز) الفقهي و(الحَوَل الفكري) بعد أن ترهلت السلطة بأحزاب اللافتات الكرتونية الهلامية المتقزِّمة والتي لا يمكن رؤيتها تحت المجهر وفي ذلك يقول (أبن قتيبة الدينوري) في كتابه الإمامة والسياسة (عندما مرض الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك في مرضه الذي مات فيه دعا اليه بنين له صغاراً فقلدهم السيوف فوقعوا علي الأرض فقال سليمان: قد أفلح من كان له بنون كبار) وبالفعل كان سينجح النظام في تعامله مع أزمته الكبرى الناتجة عن أمراض الشمولية الفرعونية التي لاتري سوى ما يري إذا أشرك معه الأحزاب التاريخية الكبرى وأرتكز في تعامله مع الأحداث الكبري علي معطيات مجابهة مخاطر تفكيك السودان بدلاً عن جزعه من تفكيكه هو ليتلاشي أو ليصبح جزءا ضئيلاً بدلاً عن كُلٍ جزيلا.
    وفى معية مصاحبة الأحداث وسياقها كشف (ياسر عرمان) الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية وكما جاء بجريدة الأيام الصادرة يوم الثلاثاء 15 يوليو الجاري بان أعضاء وفد النظام الحاكم أبلغوا الحركة الشعبية خارج غرف المفاوضات وفي دهاليز التآمر الظلامية المغلقة بتخوفهم من وثيقة الإيقاد لسببين جوهريين (أولاً لأنها ستفكك النظام وثانياً لأن الحركة الشعبية غير راغبة في إبرام اتفاق شراكة مع النظام ولها شركاء في التجمع وإعلان القاهرة وورقة لندن) ورغم ما يقال عن الشيطان الكامن في التفاصيل يقول عرمان مرة أخري (بأن مشكلة النظام ليست في التفاصيل ولكنه يريد اتفاق السلام من جهة ويريد احتكار السلطة والثروة من الجهة الأخرى) وفي ذات السياق ولأن نفي النفي إثبات قام سيد الخطيب الناطق الرسمي باسم وفد النظام (بنفي رفض الحكومة للوثيقة علي أساس أنها تعمل علي تفكيك النظام) ولإن كانت القضية ومن وحي التناقض الظاهري paradox وعلي حد قول الخطيب (تهم كل شعب السودان) فَلِمَ تم إقصاء جميع الأحزاب والفعاليات السياسية من المشاركة في المفاوضات ولم يتم أخذها في الاعتبار علي قدم المساواة pari passu مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم لسان حال النظام ؟؟!. ولأن تسويفَ الظنون من السُّواف عزا الكاتب والمؤلف والمفكر والمحلل السياسي الدكتور منصور خالد وزير الخارجية الأسبق أسباب فشل جولة ناكورو الي (خشية النظام من مجابهة يوم الحساب) وأفاد بأن (للسلام ثمناً وأن من يريد سلاماً لابد أن يدفع ثمنه) وبالطبع يريد النظام ان يأخذ وعلي الدوام كما هو ديدنه ولكنه لا يريد أن يدفع ثمناً ولأنه يحتكر المال والثروة والسلطة يستطيع وفق ظنونه ورؤاه أن يفتح كل الأبواب المغلقة money talks)) كما أورد (ميلان كوندرا) في كتابه (خيانة الوصايا) قصة الأمريكي الثري النزيل في أحد فنادق موسكو أيام الحرب الباردة وعندما سألوه أن كان قد زار (ضريح لينين) أفادهم قائلاً (بعشرة دولارات أستطيع جلبه إلى الفندق). وبحفنه من دولارات النفط السائب ومئات العربات المظللة و(المكندشة) ظن النظام الحاكم ان بمقدوره اكتساح انتخابات طلاب جامعة الخرطوم وشراء ذمم الخارجين عن قانون دولة النظام الحاكم بإقليم دارفور كما كان يفعل الإقطاعي (بدرو باراما) مع ثوار كولومبيا كما جاء في قصة الكولمبي خوان كارلوس الشهيرة والتي اتخذ منها اسم الإقطاعي (بدرو باراما) عنواناً لها ويعني (ثمن السلام) عند منصور خالد (تخليص) الاوزه التي تبيض ذهباً أسوداً من قبضة النظام الحاكم وتقليص الظل الإداري القابض للنظام من الكل المتحكم والمتنفذ إلى الجزء المتقوقع والمتبعِّض. ويعني ذلك بكلمات أخرى عملية التحول الفعلي من (كل في كل) إلى لا شئ أو إلي (جزءٍ متواضع من كلٍ فسيح).
    وفي بيان الحزب الإتحادي الديمقراطي كما جاء بجريدة الصحافة بتاريخ 15 يوليو الجاري وفي سياق تصريحات ياسر عرمان وفي نسق وأتساق شبه تام مع القوي السياسية والديمقراطية أورد البيان (بأن الدعوة للإنفصال تعد أحد الأهداف الرئيسية التي يسعي المؤتمر الوطني الحاكم إلي تحقيقها بعد فشله في الوصول لإتفاق ثنائي وشراكة مع الحركة الشعبية). وفي مقاله بجريدة أخبار اليوم بتاريخ 14 يوليو الجاري أكد (الطيب مصطفي) المتقمص لشخوص فيلسوف النظام الحاكم هذا الإتهام بعنوان شديد الإثارة والإستفذاذ يقول (أما آن للشمال أن يتحرر من عبء الجنوب). وكما أخرج نظام الإنقاذ بفساده وضلاله أهل السودان من الدين والدنيا (صفر اليدين) إستبدل الطيب مصطفي ودون حياء العنوان بعبارة التناقض الظاهري paradox في المانشيت المثير قائلاً (الجنوب أخرج الشمال من الدنيا صفر اليدين ويريد الآن أن يخرجه من الدين). وفي مقاله المذري تعنى(عودة الوعي) الإنفصال والتجذر والدياسبورا والشتات ويعني أن يحتل (إبن أخته) مكاناً في التاريخ (بتحريره للشمال من الاستعمار الجنوبي الجاثم علي صدره والذي يصر علي إذلاله وتدميره). وفي غضبه مضريه مذعورة يصيح الطيب مصطفي (لقد آن الأوان للرئيس أن يُعْمِل قناعاته القديمة التي صرَّح بها علي رئوس الأشهاد بأن يختار الانفصال علي استمرار الحرب بعد أن تعذر السلام). وهو يقصد دون مواربة بعد أن تعذر الوصول لإتفاق ثنائي وشراكة إستراتيجية مستدامة وزواج كاثوليكيي يُحرِّم الطلاق وتعدد الزوجات لاقتسام السودان مع الحركة الشعبية علي حساب عموم أهل السودان.وفي (إنتفاخة الهر) وفي بلاهة مشوبة بالخبل ينصح الطيب مصطفي وبلا حياء رجل القرن والمرحله الشيخ الدكتور حسن الترابي سجين نظام عائلة الطيب مصطفي وأبن أخته وحفنة الشموليين الأغرار (بألا يسمح لبعض خفيفي التدين وأسري العصبيات الضيقة ممن يمثلون حزبه في الخارج بأن يحرجوه ويشوهوا تاريخه ويسرقوا حزبه ويعبثوا بمرجعيته الإسلامية) في إشاره للمجاهد بالمنفي الدكتور علي الحاج محمد وصحبه الميامين. وصدق رسول الله (ص) عندما قال (إذا لم تستحِ فأصنع ما شئت). وخسأ الطيب مصطفي وجماعة المنافقين باسم الدين والدجالين وكهنة النظام الحاكم وكهنوت (الكيان) الضرار المتاجرين باسم الدين. ولعله من خطل القول أن ينصح الطيب مصطفي المحتاج بالفعل إلي من ينصحه وبهذه الصورة المبتذلة أحد أشهر سجناء الرأي المحبوسين علي مر التاريخ دون جريره وبلا تهمه ليبقي الزعيم الوحيد القابع في سجون النظام اللعين لاكثر من ثلاث سنين. وهو العاطل عن المزايا والمتجرد إلا من (خئولة المصلحة) و( النفوذ) حيث ظل يجاهر تحت حمايتها وبأعلى صوته علناً بالانفصال مما يُدْخِل في طائله (الخيانة العظمي) .ولكنه المتعجرف والمنتفخ الذي لا يماثله في النظام إلا الخليفة والذي هو خاله كما يقول الفرزدق في بيته المستعصي علي الأفهام (وما مِثْلُه في الناسِ إلا مُمَلَّكاً/ أبو أُمِّهِ حتى أبوه يُقارِبُهْ) وفي ذلك يشبه الطيب مصطفي ممثل نظام العائلة بالإضافة الى جلاوزه النظام وأزلا مه وجلاديه غلمان بني أمية في عهد هشام بن عبد الملك عندما وضع شيخ زمانه الإمام يحي بن زيد بن علي بن أبي طالب في غياهب السجون ظلماً ليصيح في غضب الشاعر الفحل عبد الله بن معاوية في وجه بني أمية (كلابٌ عَوَتْ لا قَدَّسَ اللهُ أمرها/ فجاءت بصيدٍ لا يَحِلُ لآكِلِ).
    وحول البروليتاريا القاصرة أو الطبقة العاملة اليتيمة يقول الشيوعي الوصي كارل ماركس (إنهم لا يستطيعون تمثيل أنفسهم. ولهذا يجب تمثيلهم) وهكذا وعندما أقصي النظام الحاكم كافة القوي السياسية بأحزابها التاريخية الكبرى من محادثات السلام بدافع الوصايا (والحق الإلهي) Rights Divine كان يعيد مرة أخري التفسير المادي (لاغنام) البروليتاريا الجدلية في التاريخ الماركسي. (ولأن الرأي العام السوداني والحق السوداني والحكمة السودانية وكلها روافد للعملية التوسطية لا يملكها النظام) كما تقول الأستاذة رباح الصادق المهدي في مقالها الرصين تحت عنوان (أعد كتابة وثيقة الإجماع أيها المؤتمر الوطني) بجريدة الصحافة بتاريخ 26يوليو الجاري أهملت الحكومة تسفيهاً منها الرأي العام وغمطت حقوقه وأضاعت الحق السوداني بالتهور والهرولة وتغييب الحكمة واستخدام وسائل استعارة النص بلا مؤلف وعرض الفلم بلا كومبارس وبلا جمهور. وذلك (لأن الحكومة تريد سلاماً من نوع خاص أشبه ما يكون بالتعديل الوزاري بحيث يُبقي علي مشروعه وهيمنته ومؤسساته المسجلة) كما جاء ببيان الحزب الإتحادي الديمقراطي بجريدة الصحافة في 15 يوليو الجاري. ولأن النظام الحاكم (صار يتصور مستقبل البلاد بعد اتفاقية السلام في شكل تحالف ثنائي بينه وبين الحركة الشعبية في حكم ثنائي للبلاد) اقصاءاً منه للقوي الأخرى الحقيقية والحية واستخفافاً بأهل السودان كما يقول السيد/ الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة التاريخي غير المزيف في مقاله (نظام الإنقاذ يتيم تخلي عنه صُنَّاعه) والذي صدر مؤخراً بجريدة (الحياة اللندنية).
    وفي ذات السياق المتمثل (في تغيير التركيبة الحاكمة حالياً واعادة هيكلة وبناء السودان الجديد علي أسس ديمقراطية وحدويه عادله) كما جاء في بيان الحزب الإتحادي الديمقراطي سالف الذكر يقول السيد/ الصادق المهدي رئيس الوزراء المنتخب السابق حول الخيارات المتاحة للنظام في ظل مطالب القوي السياسية السودانية والمجتمع الدولي والإقليمي أن علي النظام الحاكم الخيار بين العودة إلى (سياسات الإقصاء والتعبئة والاستعداد للتبعات) تلك التبعات التي وصفها الدكتور منصور خالد وزير الخارجية الأسبق في سياقٍ آخر (بيوم الحساب) أو (تنحي النظام عن الحكم) كما يقول الصادق المهدي (أسوةً بما حدث في هاييتي عام 1999 وما حدث بليبيريا) إشارةً الي تشارلز تايلور الذي يعد عدته للرحيل الأبدي الي ابوجا بنيجريا. وجعل الصادق المهدي الخيار الثالث وسطاً للنظام الحاكم مثل المنزلة بين المنزلتين عند المعتزلة مطالباً في تفسيره للخيار الثالث الحركة الشعبية (باستثمار أخطاء النظام وأنفعالاته في الطريق إلى حل إقصائي برافع دولي) أو استمرار الحركة في (الاحتكام إلى رأي القوي السياسية السودانية غير المشاركة في التفاوض) في اشاره واضحة للمضي قدماً نحو عزل النظام الحاكم عبر تعزيز أطر تحالفات الحركة مع القوي السياسية الحقيقية في (إعلان القاهرة) و(ورقة لندن) و(إعلان الخرطوم) ومن واقع مأساة النظام الذي (يستنصر نفس القوي التي أستصرخها بالأمس) كما تصفه برصانة الأستاذة رباح الصادق المهدي في مقالها آنف الذكر والذي يرفض عنوانه ميكافيليا (وثيقة الإجماع الوطني) المطروحة من قبل النظام الحاكم والتي أعادت أذهان القوي السياسية الكبرى والتاريخية إلى (سنه أولي سياسة) وإلي المدارس الإبتدائية عندما كنا ننشد في براءة الأطفال (برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا) لترد أول الردود علي وثيقة الإجماع الوطني للنظام الحاكم من الحزب الإتحادي الديمقراطي أعرق الأحزاب التاريخية كما جاء بجريدة الحياة السودانية في 26 يوليو الجاري ليقول لسان حالها (ُمخطئٌ من ظن يوماً/ أن للثعلب ديناً) ولأن الحيلة لا تنطلي علي أحد أُسْقِطَ في أيدي النظام ولأن أول الغيث مطر رفض الحزب الإتحادي الديمقراطي العريق ذي الجذور التاريخية العميقة (وثيقة الخداع الوطني) لأنها (لا تمثل إجماع السودانيين ولا تمثل الطرح الصحيح لتجاوز الأزمة السودانية) ولأن النظام الحاكم لا يتخلي عن عقليته الشمولية التجاوزية الاستئصالية رأي الاتحاديون بأنه وللخروج من الأزمة (لابد من تجاوز التفكير الثنائي لتجاوز المأزق).ورأي حزبي الأمة (الحقيقي) والمؤتمر الشعبي لسان حال الحركة الإسلامية العزوف عن المشاركة الجسدية مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يصول بلا كفٍ ويسعي بلا رجل.
    وتجاوز الشموليون فهم طبيعة الزعيم سيد احمد الحسين القطب الاتحادي ووزير الداخلية الأسبق وتركيبته الوطنية ولخفتهم وهرولتهم حاولوا غزوه في عقر داره ظناً منهم بان الرجل يستميلهم ويغازلهم رغم انه وبتصريحاته النارية ضد مهزلة وثيقة ناكورو كان يمارس هواياته التاريخية في عشقه لوطنه وبنفس الكيفية التي كان يجابه بها علي الطرف الآخر أصنام الفيتوري المتكلِسَّة من جهه(كلما نصَّبوا صنماً / قلت قلبي علي وطني) وأصنام عمر أبو ريشه النجسه من الجهه الأخري (وطني كم صنمٍ مَجَدْتِه/ لم يكن يحملُ طُهرَ الصنمِ) ولهول المصيبة التي حملتها (وثيقة ناكورو) المطروحة للبيع في الساحة الدولية والمعدة سلفاً (لقسمة الوطن) والتي يناسبها وصف الدكتور الطيب زين العابدين بالرأي العام (بالقسمة الضيزي). وبعد أن أصبح شعب السودان (ملطشة) بين (مرزبة) من لا يملك (ومقصلة) من لا يستحق وبعد عَدْو الذئاب المُجَلِّحه عندما اصبح الراعي عدو الغنم تفاعل سيد أحمد الحسين بحسه الوطني مع الأرقام الفلكية التي تضمنتها وثيقة ناكورو وإن غابت عن ناظريه آثار أقدام النظام ولهاثه خلف محتويات (الوثيقة) في سبيل الشراكة المستدامة والحكم الثنائي لمزاولة هواية إستعباد أهل السودان .وعندما أضحت الشراكة المستدامة بين النظام الحاكم والحركة الشعبية مستحيلة (كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً) نكص النظام المتآمر علي عقبيه وقد تمثل بغواية وتخزيل الشيطان(إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئٌ منك إني أخاف الله رب العالمين) خوفاً وهروباً من محاكمة التاريخ في ظل رفض وغياب الضمانات والحماية الدولية للشراكة الشمولية والحكم الثنائي الاستبدادي المطلق والذي أستنكره حتى وزير خارجية النظام الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل وقد شهد شاهد من أهله عندما أعلن إعترافاً منه وعلي رئوس الأشهاد بجريدة الصحافة بتاريخ 28 يوليو الجاري وعلي إستحياء لقد (آن للسودانيين أن يودعوا الشمولية للأبد).
    ولان الحركة الشعبية (لن تسعي إلي شراكة قائمة علي نظام شمولي) كما يقول ياسر عرمان بصحيفة الحياة السودانية بتاريخ 28 يوليو الجاري .ولأن رأي الحركة الشعبية (إستقر علي أن الحل الشامل للمشكل السوداني لا يبدأ باستئصال أي اتجاه سياسي بما في ذلك الاتجاه السياسي الاسلامي) كما يقول العلامة المفكر والسياسي العريق الدكتور منصور خالد وزير الخارجية الأسبق في مقاله بجريدة الأيام بتاريخ 24 يونيو المنصرم تحت عنوان (مشاكوس خارطة الطريق الوحيده لقبول النظام وطنياً وتطهيره دولياً).ولكن نظام الإنقاذ الشمولي الإستئصالي الإنعزالي المتاجر بقضايا الوطن وبعد أن َمثُلث أمامة جدلية التطهير الدولي وجنحت أمام ناظريه (نظرية) الشيطان يكمن في التفاصيل إستقر به المقام بعد أن تقطعت به الأسباب أمام نظرية الشيطان الآخر في التنصل والتولي والهروب (فلما كفر قال إني برئٌ منك إني أخاف الله رب العالمين).عندما أراد أن يتحلل من أسرار (الغموض) التآمري لتمكين الشمولية والقهر والاستمرار في توطين عبودية الشعب السوداني وإذلال القوي الوطنية عبر آلية الشراكة المستدامة والتحالف الثنائي مع الحركة الشعبية ولأن النظام الحاكم يريد أن يظل والي الابد وحده (لا شريك له) منح الحركة الشعبية في الوثيقة وإلي حد الدهشه أكثر مما خطر علي قلب بشر حتى تباشر معه الشمولية وتمضي معه يداً علي يد في طريق الإستبداد والفرعونية والعنترية والقهر. فقسمة صافي عائدات النفط تمنح الجنوب (النصف) بواقع 2% للولايات المنتجة للنفط زائداً 48% لحكومة الجنوب.وتمنح الوثيقة أيضاً حكومة الجنوب نصيباً ضخماً من إيرادات الحكومة الاتحادية لتغطية (إنفاقها العام) خلال سنوات المرحلة الانتقالية الست بأرقام فلكية تبلغ (210 مليار دينار) بالإضافة إلى 345.5 مليار دينار أخري (كنفقات لإعادة البناء والتنمية والإندماج) وتعادل هذه المخصصات (خارج حصة الـ 50% من صافي إيرادات النفط) مبلغ 555.5 مليار دينار تعادل حوالي (2.5 مليار دولار) خلال 6 سنوات هي عمر المرحلة الانتقالية خاضعة للتعديل وفق آلية حركة معدلات التضخم كما تفيد الوثيقة.حتى إذا ما تم حصر (الكتلة النقدية) ومراجعة حجم المطبوع الفلكى من (الأوراق المالية) ربما أدي الأمر إلى انخفاض قيمة الدينار السودانى تجاه الدولار بصورة درامية وتعديل سعر الصرف الى خمسمائة دينار أو ألف دينار مقابل الدولار لتبلغ هذه المخصصات للجنوب 5 مليار إلى 10 مليار دولار بدلاً عن 2.5 مليار دولار. وتتحمل الحكومة الاتحادية بعد كل هذه الأريحية نفقات تمويل قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان خلال المرحلة الانتقالية ولمدة ست سنوات بعد تكريس جيشين وكيانين منفصلين باسم استفزازي جديد وهو (القوات المسلحة لتحرير شعب السودان).
    وبعد كل هذه الأريحية الحاتمية تصبح إيرادات الولايات الجنوبية خالصةً سائغه لحكومة جنوب السودان لا يشاركها فيها أحد. ويجوز لحكومة الجنوب ببنكها المركزي المنفصل والمستقل جلب أموال إضافية أخري عن طريق الاستدانة من الخارج واستخدام تلك الأموال في ولاياتها وليس توالياتها وذلك حتى يقتصر التمويل الأجنبي علي الجنوب وحده أما البنك المركزى باذخ (الأُبُهَّه) والذي بناه صابر محمد الحسن على مشارف ضاحية المقرن والذى يشابه (صرح فرعون) عندما طلب من هامان بناءه فسوف يبقى مثل (جمل الطين) فى بلادٍ هدها الفقر ولا تزال تشد الأحزمة علي البطون .وسوف يكون لحكومة جنوب السودان صندوق يسمي (صندوق إعادة بناء وتنمية جنوب السودان) ويقتصر علي الولايات الجنوبية في البناء والتنمية والتعمير. أما صندوق الحكومة الاتحادية وهو (الصندوق القومي لإعادة البناء والتنمية) فيقوم بواجباته في تنمية بعض الشمال وكل الجنوب. وبالمقابل وعلي الطرف الآخر يمنح مقترح وثيقة ناكورو جنوب النيل الأزرق زائداً جبال النوبة خلال فترة سنوات المرحلة الانتقالية الست 44.6 مليار دينار تعادل حوالي 170 مليون دولار بواقع 28 مليون دولار لكل سنة. ويعد هذا لأهالي النيل الأزرق وجبال النوبة عنصرياً وأنتقائياً وأستلابياً بمثابة (فستق العبيد) peanuts مقابل الصيد الثمين Big catch للسادة الجنوبيين القادمين.
    ويبدو مقترح وثيقة ناكورو والذي تبدو علي بنوده بصمات الأيادي القذرة مثل وثيقة استسلام ألمانيا النازية لقوات الحلفاء عقب نهاية الحرب الكونية الثانية عندما قامت ألمانيا بتسديد مليارات الدولارات المقتطعة من قوت أبنائها ولعدة أجيال في شكل هبات وتعويضات عن جرائم الحرب النازية في أروبا ومعسكرات الاعتقال والهلوكوست Holocaust بهدف تعويق ألمانيا وحصارها من النمو والتحرر الاقتصادي والازدهار الاجتماعي والوئام الوطنى وبالمقابل تهدف وثيقة التآمر الممهوره بناكورو إلي وضع الجزء الشمالي من السودان في عنق الزجاجة bottle neck لتستمر أجياله المتعاقبة وأطفاله الزغب الحواصل في دفع قوتها وشد أحزمتها علي البطون واحتساء الأنيميا والدرن و(توطيد) الجهل و(توطين) الأمراض المستعصية والبقاء إلى الابد تحت خط الفقر poverty line ودفع هذا الثمن الباهظ بالتمويل بالعجز وأقتطاع قوت أجيال المستقبل لتنمية الجنوب وإرضاعه تحتياً واجتماعيا وسياسياً وعسكرياً حتى يشب عن الطوق وينمو(بغلاً) متشحماً ليعلن الإنفصال وليتمكن في زمنٍ لاحق من اجتياح الشمال عندما تمزقه الحفنه الشمولية المتقمصة لشخوص وعقلية (شارلز تايلور) و(صمويل دو).

    28/7/2003م
                  

08-31-2003, 07:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    صلاح كرار يكتب عن الإنقاذ وهي تبلغ سن الحلم



    اليوم تكمل الانقاذ عامها الرابع عشر ، وهي سنوات ليست بالقليلة من عمر الشعب السوداني الذي عرف بالصبر والتفاؤل بغدٍ يحمل معه العيش الهنئ ، الذي لم يتحقق له حتي الان ، وما زال صابرا متفائلا متطلعا ·
    ويحق لنا نحن الذين نتحمل مسؤولية انقلاب 30 يونيو 1989 واسميه باسمه انقلاب وليس بكنيته الانقاذ امعانا في التجرد والوضوح · اقول يحق لنا في هذا اليوم ان نتحدث نحن وحدنا وليوم واحد ونترك للاخرين 364 يوما يقولون فيها ما يشاءون ·· ومن حقنا عليهم ان يقبلوا كل ما نقوله حتي وان كان جارحا وصريحا لان مسؤولية ما حدث في ليلة 30 يونيو 1989م يقع علي عاتق من قاموا بالتغيير العسكري ويتحملون مسؤوليته امام الله والتاريخ والشعب السوداني ، حتي بعد ان اصبحوا خارج السلطة ·
    مما لا شك فيه ان للانقاذ انجازات كبري يعرفها معارضيها قبل مؤيديها وفي ذات الوقت لها كثير من الاخفاقات والمسالب وهو امر طبيعي ، ولكن يحاول الكثيرون عدم الاعتراف به او مجرد قبوله كمبدأ لذا سأقتصر حديثي في هذه الذكري عن بعض اخفاقات الانقاذ ليس حديث الشامت فالانسان لا يشمت من نفسه ، لكنها وقفة للذكري ومراجعة النفس لان الظرف الذي يمر به السودان الآن ، دقيق وحرج للغاية وقد لا يتكرر هذا الاحتفال العام القادم بثورة الانقاذ او قد يحتفل بها المؤتمر الوطني فقط ولوحده ·
    اول اخفاقات الانقاذ انها لم تستطع ان تترجم نظرية الدولة الاسلامية الفاضلة الي واقع يمشي علي الارض فقد اعجب الشعب السوداني بطرح الحركة الاسلامية في فترة الديمقراطية الثالثة ، وما كانت تبشر به من نموذج عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وغيرهم من اصحاب الرسول (ص) ولكنهم احبطوا عندما لم يتنزل ذلك الي واقع بعد قيام دولة المشروع الحضاري بل ما عايشه الناس بعد 1989م كان اقرب الي نموذج الدولة الاموية والدولة العباسية منه الي دولة المدينة الفاضلة ·
    ثاني اخفاقات الانقاذ انها ما زالت تعيش حتي اليوم وكأن زمام الامر بيد غيرها وتتعامل مع الآخرين من هذا المنطلق وتنسي انها اصبحت دولة مسؤولة عن من يؤيدها ومن يعارضها، بل مسؤوليتها عن اعدائها اوجب منها عن اصدقائها فمثلا عمليات الاحالة للصالح العام لم تكن سوي تصفية حسابات قديمة بين كثير من قيادات الحركة الاسلامية الطلابية والنقابية في عهود سابقة وكان الاجدر والاوفق هو تنزيل نموذج فتح مكة ودخول الرسول (ص)اليها مطأطأً رأسه وهو علي ناقته ، بل لم تكتف بذلك فاصبح الولاء مقدما علي الكفاءة بصورة اكثر من المطلوب مما اضعف كثيرا من المرافق وهز هيبة الخدمة العامة وادي بالقلة غير الموالية او الملتزمة التي افلتت من الاحالة الي الصالح العام الي الانزواء وبعضها الي مجاراة وارضاء حتي من هم دونهم في الهيكل الاداري من الملتزمين حفاظا علي مواقعهم وانعدمت بذلك المبادرة والمبادئة ·
    ثالث الاخفاقات انها كغيرها من الانظمة الشمولية وكلمة الشمولية ليست سُبة< التي سبقت في السودان او غيره واعتقدت انها تستطيع ان تتمادي في حكم السودان منفردة ، وتجاهلت الاخر ، وهو امر في غاية الخطورة بعد اربعة عشر عاما لانه يؤدي الي نهايات شهد عليها التاريخ القديم والحديث وكان آخرها نظام صدام حسين في العراق ·
    هذه نماذج للتذكرة والعبرة ويمكن ان نسوق الكثير الذي قد يغضب البعض في هذه المناسبة السعيدة وكما قلت فان ذلك لا يقلل من انجازات الانقاذ ولكن تبقي الانقاذ تقاس بما بشرت به وما عابته علي الاخرين في اول ايامها وما طبقته عليهم من قوانين وقيم اسلامية استمدت شرعيتها منها خلال الاربعة عشر عاما وكان يعبر عن ذلك الشعارات الاسلامية التي كانت تملأ الساحة خاصة في اعوامها الاولي ·
    اختم حديثي هذا الذي اردت ان اساهم به في عيد الانقاذ الرابع عشر بطرفة وتعليق اما الطرفة فيحكي ان اثنين كانا يجريان خلف القطار للحاق به فركب احدهما ولم يستطع الاخر فجلس علي الارض ينظر للقطار وهو يتلاشي في الافق ويضحك بشدة فتعجب الناس من ضحكه وسألوه عن السبب فقال : اضحك لان الذي لحق بالقطار هو مودعي وانا المسافر ·
    واهدي هذه الطرفة للاخ الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير الذي نأمل في عهده ان يعاد لاعضاء مجلس قيادة الثورة اعتبارهم وعلي الاقل ان يوضعوا ضمن القائمة الرسمية للدولة فهل يصدق القارئ الكريم ان اعضاء مجلس قيادة ثورة الانقاذ غير موجودين في القائمة الرسمية للدولة طيلة الاربعة عشر عاما الماضية وهذا هو سر عدم دعوتهم في كثير من احتفالات اعياد ثورتهم واذكر انني في عيد الاضحي الماضي عندما اردت ان ادخل الي القصر الجمهوري للمعايدة علي السيد النائب الاول حيث كان السيد الرئيس يؤدي فريضة الحج لم يتعرف عليّ حرس البوابة الشرقية وسألني في اي فقرة من فقرات المعايدة انت ، فقلت له فقرة رجال الدين الاسلامي والمسيحي فسمح لي بالدخول ·
    ارجو ان يجد طلبي هذا قبولا عند الاخ الدكتور الطيب وإلا اخشي ان يستجيب له آخرون في مرحلة ما بعد السلام · والسلام ختام ·

    عميد ركن بحري
    صلاح الدين كرار
    عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ المحلول
    هل يقبلون عاصمة ديموقراطية
                  

08-31-2003, 10:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    الصفحة الرئيسية
    Popular Congress






    بسم الله الرحمن الرحيم

    الشمولية والتمحور القضيبي نـحو الذات

    بقلم : محمد أحمد عثمان

    اصدر المفكر والشاعر والأديب المكسيكي( أوكتافيو باث) الحائز علي جائزة نوبل للآداب كتابه (القرد النَّحوَي) عقب زيارته لمعبد إحدي القري الهندية العامرة بالقرود. ويعد هذا الكتاب مزيجاً من السرد الروائي والتأمل الفلسفي. وفيه يقول مؤلفه أن أحد أعمق الانطباعات التي بقيت عالقة في ذهنه تلك المسيرة التي جاب بها أنحاء عاصمة الهند (نيودلهي) سيراً علي الأقدام (لقد ظللت أمشي لمسافات طويلة علي أقدامي حتى بلغت مسجداً عتيقاً مهجورا. دخلته وبقيت هناك وحيداً أتأمل لساعات كل منافذ المسجد المفتوحة والسماء الواسعة من حوله .فأدركت آنئذٍ أن الإسلام عَالَم يقوم علي تأمل المطلق وسط بحارٍ من الضوء). ولكن الشمولية القابضة المطلقة في هذا البلد المنكوب لا تملك القدرة علي التأمل الإ وسط لُجِّية الكم الهائل من البحار الظلامية المسكونة التي يغشاها موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه ركام من السحب الكثيفة المرتطمة والظُلمات المكتظَّة. والذي يمر في زماننا هذا بالمساجد الكليمة ذات النظرة المحزونة في زمان القهر الجارف ويدلف إلي ساحاتها ربما تجتاحه مأساة (المنبر) ويغمره ثُكل (المحراب). وربما اقتحمته علي وجهٍ آخر الحالة الماسة لترديد مشاعر وأنفعالات الشاعر الحلبي ( تَنكَّرَ المسجدُ المحزونُ/ واختلفت علي المنابِرِ أحرارٌ وعُبدانُ) (فلا الأذانُ أذانٌ في منارته/ إذا تعالي ولا الآذانُ آذانُ). وهكذا وعند( أوكتافيو باث) يقوم الإسلام (علي تأمل المطلق وسط بحارٍ من الضوء) الساطع. والحرية الحمراء اكثر الأضواء إشعاعاً في وجدان البشر وكما يقول أبو القاسم الشابي (وللحريةِ الحمراءُ بابٌ بكلِ يدٍ مضَّرجةٍ يُدَّقُ). ولهذا (ُتؤخذ) الحرية كاملةً غير منقوصة عنوةً واقتداراً لا مِنَّةً وتكرُما وأبتسارا .ومن هنا بدأ الصراع والسجال بين الشمولية المسيطرة والمنغلقة و(المنتفخة) والقوي الليبرالية الحرة المتفتحة و(المنفتحة) . الأولي تريد المصادرة والاستعباد والأخرى تريد الحرية والإنعتاق. الأخرى تريد التأمل (المطلق) وسط بحارٍ من الضوء الساطع والأولى تريد التأمل (المطبق) وسط رمال ممتدة من الظلامية الدامسة وكما يقول (أوكتافيو باث)من هنا يكمن عقم السجال حول النجاعة الشمولية للإرهاب السياسي المعاصر).
    وفي ذات السجال وكما تمتص البيروقراطية المهنية المُستعبِدة الحياة السياسية والثقافية تحاول الشمولية من جهة مصادرة الحالة السياسية وتدجين الحالة الثقافية للمجتمع وإعادة تشكيل وصياغة المثقفين كما تحاول من الجهة الأخرى تقمُص شخوص السياسيين (الفالصو) والمفكرين (المزيفين) .ولأن مساحة (التنافس العقلي) في ساحات الحرية ضرورة مُلِّحة لتعزيز خطوط الإحاطة والنظر تعمد القوي الشمولية الظلامية الانعزالية إلي خنقها وتجريدها من (قواها العقلية) عبر آلية سياسة (العصا) و(الجزره) وفقه (الترغيب)و(الترهيب) وأساليب القمع (وفن ترقيص القمل) كما يصفها الروائي المكسيكي(أوكتافيو باث). ولا يقع في هذا (الفخ الشمولي) سوي (حثالة المثقفين). وفي هذا المساق نحو الحرية يقول الحق عز وجل لمن (قالوا كنا مستضعفين في الأرض) ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها. ولهذا هاجر (الميرغني) و(الصادق المهدي) و(علي الحاج محمد) وآثر (نقد) البقاء تحت الأرض لأن باطن الأرض خيرٌ من ظاهرها وفي ذات السياق يقول أبن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين للشموليين والطغاة (متي أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتُهم أحراراً ؟!). وفي كتابه ذائع الصيت (خيانة المثقفين) يقول جوليان بندا (علي المثقف برسالته الروحية الخالدة أن يوالي الحقَ والعدلَ والحرية حتى الموت). ورغم أن الغطاء الخارجي للسلطة القمعية الشمولية المطلقة في بلادنا يخفي وراءه التجاوز العنيف والفظ في ممارسة السلطة عندما يضحي الإنسان الآدمي رقماً إحصائياً تمثل وبالمقابل دولة القانون بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والثقافية في العالم الغربي الحديث إحدي أهم مكتسبات الإنسان الغربي في الحرية والأمن القضائي ومجريات العدالة. ولتأكيد النظرة المسئولة للمثقف الغربي تجاه قضايا الحرية كحقوق مكتسبة وقيم ذات محتوي مصيري لا منحة رئاسية وصدقة مقدمة من الفتات الساقط من مائدة الجهالة الشمولية يقول الأديب الأمريكي (بول دي مان) في كتابه (القراءات البلاغية): (لا شئ يقهر مقاومة الحرية ما دامت الحرية نفسها هي المقاومة).ولإن كانت هنالك ظاهرتان أساسيتان في تاريخ النهضة الأوروبية تمثلتا في لحظة (مارتن لوثر) والإصلاح الديني عام 1517م ولحظة التنوير (لجان جاك روسو)و(أمانويل كانط) في الفترة 1760-1781م عندما تحررت اروبا من عقالها وأغلالها وإكليروسها وخرجت بكلياتها من (القصور العقلي) إلي (سن النضج) فهنالك لحظتان أساسيتان في تاريخ النهضة الإسلامية سبقتا النهضة الأوربية بأكثر من سبعة قرون لحظة ( الهجرة) نحو الحرية والخروج لله ورسوله من ربقة القهر والظلم وحب المال والولد وقبلية وجهوية موقف القرية والعشيرة ولحظة (كمال الدين) (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) كمال الدين بكلياته ومقاصده لا بشكلياته و(وبعضياته) وجزئياته ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) ولهذا أضحت قضية الحرية وفق نمطية النسق الإسلامي منذ الهجرة من مكة إلي المدينة ومنذ لحظات (النضوج العقلي) الإسلامي بكمال الدين حالة ذهنية متفتقة لمجابهة إشكالية التمحور القضيبي نحو الذات Phallogocentrism ولمواجهة إشكالية أنظمة الطاغوت الشمولية الحاكمة كحالة إفراط وأختزال.
    ويُعَّرِف المحلل السياسي(داريو روبيو) في كتابه (فوضي اللغة في أمريكا اللاتينية) الأنظمة الشمولية الاستبدادية الطاغية (بالأنظمة الصامتة الباطنية المراوغة التي تحيك في السر ووراء الكواليس المخططات الظلامية الدامسة ) . ولمناقشة تعريف (الظاهرة الشمولية) المتنامية في الأوساط (الباطنية) لنظام الإنقاذ وفي حواره مع جريدة (الأنباء) الحكومية في 31/يوليو المنصرم وصف الدكتور نافع علي نافع نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني ووزير ديوان الحكم الاتحادي(إعلان القاهرة) بأنه (نقض للميثاق مع الله سبحانه وتعالي ورفض لتطبيق الشريعة الإسلامية) وفي تأويله لمفردات (قومية العاصمة) لجأ الدكتور نافع إلي التفسير الباطني والتعقيد المتعمد لقوي الدلالات المتجانسة داخل نصوص إعلان القاهرة. وتعد ظاهرة تفكيك النص وتحويره عن مساره ومقاصده من القومية إلي العلمانية ونقض الميثاق ورفض الشريعة والخروج عن الملة أحد أنماط وأدوات الشمولية (العوراء) ( صاحبة العين الواحدة) والتي تشبه عين المسيح الدجال. كما يقول كوهين في كتابه (بنتهام في فلسفة جون إستيوارت ميل) : (إن أصحاب العين الواحدة لا يقدمون في أفضل الأحوال سوي الكسور العشرية من الحقيقة).
    وفي الوقت الذي تسعي فيه القوي السياسية وبعض العناصر الوطنية الحادبة علي مصالح البلاد والعباد لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء لتحقيق الحد الأدنى من الإجماع والوفاق الوطني بهدف إجراء حوار مفتوح بشفافية لمصالحة الوعي بالواقع السياسي والاجتماعي تعبيراً عن الحالة الماسة للقفز فوق جدار الشمولية بغية إيجاد (هوية نظرية) للإعتراف بالآخر وليس مصادرته. ورغم تحفظاتنا علي البعض ممن تبدوا علي سيماهم شخوص (الخصم والحكم) ولكن هاجس الشمولية القابضة ووسواس معادلة البقاء الصعبة في ظل الظروف الراهنة والتي تشكل أبعادها من جهة السيوف المشرعة لمشروع سلام السودان وسط تهديدات (جون برندر قاست) مستشار مجموعة السلام الدولية (بأنه إذا كانت الحكومة هي السبب في عرقلة السلام فان أمريكا ستحرك الإجراءات المنصوص عليها في قانون سلام السودان) كما جاء بجريدة الصحافة بتاريخ 18 أغسطس الجاري.ولإضفاء المزيد من الضغوط علي الحفنة المتحكمة للنظام الحاكم يقول قاست (سنعمل علي أن تطال العقوبات المسئولين في الحكومة عبر ملاحقة تحركاتهم وفرض حظر علي تنقلاتهم والنظر في الجرائم التي ربما يكونوا قد ارتكبوها خلال السنوات الماضية ومعاقبة مرتكبيها). ويشكل من الجهة الأخرى اتحاد القوي السياسية المعارضة بكافة أشكالها وتوجهاتها لمجابهة النظام مركزية الهاجس الآخر للنظام الحاكم.ودعي هذا الوضع المتفاقم والمحاصِر للوضع القائم والقاتم أمين حسن عمر الشمولي (صاحب العين الواحدة) إلي القول في مقاله المتعالي الصادر بجريدة الصحافة في 11أغسطس الجاري بعنوان (الوفاق الوطني الممكن والمستحيل) والمُوجَّه كخطاب تنويري لمنتسبي المؤتمر الوطني بهدف (سلامة بعض العقول من الغاشيات) بأنه ينبغي( ألا يرتجي الناس الإجماع الوطني فان ذلك بعيد المنال) وذلك لأنه (لا تزال روح المصالحة الوطنية الحقيقية غائبة) ولا يزال المناخ العام والتضاريس السائدة تبرح مكانها (وتسودها البضاعة الرائجة المتمثلة في إعادة إنتاج المواقف القديمة بمفردات جديدة وعناوين جديدة). ولإيجاد المبررات والمُسوِّغات بين فرضيتي (مراد إيقاف الحرب) و(لجم العنف في التعاطي السياسي) علي حد تعبيره يستبيح الدكتور أمين (فكرة الإقصاء السياسي للآخرين) وبالعدم الاكتفاء بنغبة من ماء (الإباحة المشروطة التي تسمح بالتعددية السياسية) ولتأكيد سيرورة المفاصلة بين (الأنا) و(الآخر) لنمطية الشكل الشمولي وهواية المصادرة والإباحة يقول بعنجهية سافرة (وعلي الآخرين أن يرعوا بقيدهم). ولعله وبعد قراءته المتأنية لكتاب (الأمير) لميكافيلي وعبارات التهديد الجزافية المتهورة يعكس الدكتور أمين النبرات المحتدة بالتحرش والإستبداد بجبروت السلطان والسطوة كما فعل من قبل الشاعر الجاهلي أوس بن حَجَر (معِي مارِنٌ يُحَليِ طريقه/ سِنانٌ كنبراسِ النهامي مِنْجَلُ). وتأكيدا لمقولة (ريكان إبراهيم) في كتابه (ظاهرة العدوان البشري): (يري الشموليون في (الأنا) وحدتهم المرعبة ولا صديق لهم سوي بسالتهم).
    وفي اكتوبر من عام 1988كان(ستيفن هيث) يُلقي محاضرته حول (منهاج النظرية الأدبية الحديثة) بكلية اللغات بجامعة كيمبردج والمنشورة بمجلة (Critical Quarterly) المجلد رقم 31 عندما أستهل حديثه بكلمات ت.س. إليوت ((أن تُنَظِّر مسألة تحتاج إلي (عبقرية هائلة) وأن تتجنب التنظير مسالة تحتاج إلي (نزاهة هائلة)). ولأن الدكتور أمين يقف علي طرفي نقيض من (العبقرية الهائلة) و(النزاهة الهائلة) ويتثاءب بين السِنهَ والنوم الثقيل وأحلام اليقظة يقول (علي أهل السياسة أن يدركوا ما كانوا يطلبونه عبر العمل العسكري المضاد لن يتحقق من خلال مائدة التفاوض). ولأن الحرب تجعل من بقاء الذات مُرادفاً لفناء الآخر ولحظة قاسية يندمج فيها الموت مع الحياة يلجأ الفرقاء دائماً للحوار لإيقاف نزيف الدم ولإيقاف اختيار الحصول علي شهادة أحقية البقاء. وفي ذلك يقول الأديب الناقد علي احمد سعيد الشهير (بأدونيس) في كتابه (مقدمة للشعر العربي): (ليس القتال لعباً كيفياً بل هو حاجة يفرضها قدر الحياة للتسلح ضد قدر الموت). ولتأجيج نيران الفتك بمعادلة(إقنومي الكون: (ألحياه والموت) وصب الزيت علي النار يتقمص أمين حسن عمر شخوص تُجَّار الحروب التي تقوم علي الربحية واقتصاديات السوق علي حساب دماء الشعوب. فمعادلة الوفاق في بورصة البيع والشراء بالنسبه له(أن تتوازن الكفتان الحكومة والمعارضة ليربح هذا ويربح هذا) وتعني الديمقراطية الليبرالية القائمة علي أوزان القوي السياسية والتنافس الحر في قاموس موازنة أمين حسن عمر سلعة خاضعة للتبادل والمقايضة Barter exchange وفي ذلك يقول (تعني المباراة الديمقراطية الحرة رفع الأحكام العرفية (الطوارئ) تماماً بالمقايضة مع إعلان المعارضة وضع السلاح تماما بغير عودة) علماً بان الأحزاب التاريخية الكبرى الأمة والاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الشعبي لا تحمل سلاحاً في وجه النظام. والتزمت الحركة الشعبية منذ الاتفاق الاطاري لمشاكوس قبل اكثر من عام بوقف العدائيات ولكنه وكما يقول المتنبئ (إذا خلا الجبانُ بأرضٍ/ طلب الطعنَ وحده والنزالا)
    وفي التناقض الظاهري لمفارقات (فقه الضرورة والموافقات) وأدلجة (دجلية) لا (جدلية) (التوافق علي تنظيم الاختلاف) يرسم أمين حسن عمر الملامح الرئيسية salient features لتشكيل الخارطة السياسية في مملكة حمورابي من التحالفات السياسية الحقيقية مما أسماه ( المسعى الجاد نحو بناء تحالفات سياسية حقيقية) ولعله يريد الخروج من دائرة تحالفات النظام مع أحزاب اللافتات الكرتونية التي لا وزن لها ولا قيمة ولكنه في تناقض ظاهري جريح يصف مسعى الفرقاء للإجماع الوطني (بالتراكمات السياسية التي تمليها الضرورة الآنية) ليسوِّغ عدم حاجة النظام الشمولي الذي يمثله للقوى السياسية الحقيقية والأحزاب التاريخية ذات البعد الجماهيري والتمدد الشعبي لأنها لا تحركها سوى (الضرورة الآنية) ليؤكد من جديد مقولة الشاعر الجاهلي أوس بن حَجَر (وما أنا ممن يستنيحُ بشجوةِ / يمدُ له غرباً جزورٌ وجدولُ). ولأنه وكل إناءٍ بما فيه ينضح فان القوى الشمولية ووفقاً لأسطورة (صندوق باندورا) Pandora’s box الإغريقية وحتى لا تتكشف شرورها وآثامها وفسادها لا تستطيع أن تتخلى عن الاستبداد حتى لو اضطرت كما فعل أمين حسن عمر إلي لَي عنق اللغة والكناية والتعريض ونصب المرفوع وفي ذلك تقول نبوءة الفيلسوف (بريخت) الشهيرة ( يخالون أنهم تخلصوا من الإستبداد وما تخلصوا سوى من النحو) وفي صيحة مرتدة لتبرير الخلاف والتجذر والدياسبورا والشتات يقول أمين حسن عمر للأحزاب السياسية الكبرى والقوى الأخرى الساعية لتفعيل المقولة الخالدة (وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وبلا حياء وبخطل مفضوح (إن الدعوة إلى توحيد الناس بصبهم في قالب واحد دعوة غير واقعية ومخالفة للرؤية الإسلامية الصحيحة). وصدق الأديب الروائي الفذ الطيب صالح أمد الله في عمره عندما قال (من أين أتى هؤلاء الناس؟؟). ولم ينسى أمين حسن عمر في مقالة المتناقض أن يُنحى باللائمة حول أحداث رمضان تعريضاً وتلميحاً وتجريحاً برجل القرن زعيم الحركة الإسلامية الأمين العام للمؤتمر الشعبي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير العدل الأسبق الشيخ الدكتور حسن الترابي سجين الرأي الذي يتحفظ عليه نظام الإنقاذ الغاشم بقوانين شريعة الغاب عندما (يُقِر) وزير عدل النظام ونائبه العام كما جاء بجريدة الصحافة العدد 3680 والصادرة في 19 أغسطس الجاري (بأن الترابي لا يواجه أية اتهامات جنائية ضده ولا هو مطلوب من العدالة). وفي كتابه (المراقبة والعقاب) الصادر عام 1975م يقول الفيلسوف الألماني ( ميشيل فوكو) معلقاً علي إلغاء نظام التعذيب الوحشي بالغرب منذ نهاية القرن الثامن عشر ( لقد تم استبداله بنظام ترويض الأجساد والذي يشكل السجن أحد أدواته لتطويع الأجساد وتطبيع البشر حتى يصبحوا مثل القطيع المبرمج والمدجَّن). ولهذا عمد النظام الخائب للسعي إلي تطويع المناضلين الدكتور الحاج آدم والمهندس آدم الطاهر حمدون وآخرين من فتية الإسلام القابعين خلف سجون النظام لترويضهم وتدجينهم وفي تطور مفاجئ جدد النظام الشمولي الآحادي حبس الدكتور الترابي لمدة ستة اشهر أخرى بدأت منذ الخامس عشر من الشهر الجاري كما جاء بجريدة الحياة السودانية الصادرة في 20أغسطس من الشهر الجاري وكما يقول (آلان بيشوب) في كتابه (السلاح السري للاستعمار الثقافي): (يقول الشموليون وهم يَعُبون أقداح أوهامهم أن الحديث الممجوج عن الحرية قد إنتهى زمنه) يقول وفي نفس الاتجاه الشمولي ابراهيم احمد عمر (الأمين العام للمؤتمر الوطني) حزب النظام الديكتاتوري الآحادي الحاكم لتبرير مصادرة الحريات وأنتهاك حقوق الإنسان باسم الدين والفلسفة وضيق الأفق كما جاء بجريدة الأنباء الحكومية (البرش بي قرش) (إن تجديد حبس الترابي لستة أشهر قصد منه توفير الغطاء القانوني للايام التي سيمكثها الترابي في الحبس بعد 15أغسطس الجاري كثرت أو قلت). وعلي رئيس الجمهورية أن (يموص ويشرب) قراراته التي أصدرها قبل اسبوعين وأذاعها علي الملأ والتي قال فيها (أن الناس أحرار ولن يحدث الاعتقال إلا بسلطة القضاء) و(كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) ولا شك أن إستمرار حبس الترابي سيؤثر سلباً علي الساحة السياسية) كما يقول المحامي علي السيد القيادي البارز بالاتحادي الديمقراطي كما جاء بجريدة الحياة السودانية الصادرة في 21أغسطس الحالي. وكان علي النظام الحاكم ان يقدمه للمحاكمة أو يطلق سراحه كما يقول الصادق المهدي زعيم حزب الأمة غير المزيف وإمام الانصار لصحيفة الأيام الصادرة في 21أغسطس الجاري. ولكن الشمولية الباطشة والتي يقول لسان حالها (لقد بنيت هذه المدينة لنفسي لكي أمارس فيها الديكتاتورية) والتي وضعت القانون والدستور تحت قدميها لن تفعل.وسوف تظل القوي السياسية بكافة أشكالها النضالية الحية جاهدة وبكل قوة كما يقول (هربرت ماركيوز) في كتابه (الرفض المطلق) إلي السعي بأن (تحيا دون قلق وأن تمارس المجابهة ضد القهر وتناضل بأسنانها وأظافرها من أجل الحرية).
    ويصف أمين حسن عمر في جرأة منفلتة الدكتور الترابي زلفى منه وتقرباً من أولياء نعمته أزلام النظام البغيض (بمواقفه المعادية المتطرفة نحو الآخرين). ولعله حتى تلاميذ المدارس ورياض الأطفال يعلمون أن الشمولية بكامل أبعادها تشكل قمة التطرف المعادي للإنسانية. وفي مزايدة مكشوفة يتحدث أمين حسن عمر عن ضغوط الترابي علي (بعض قادة الحزب الحاكم) بهدف (إحراجها أو لدفعها لاتخاذ مواقف استعراضية لا تتناسب مع القراءة الصحيحة للواقع السياسي) والذي يقرأ الواقع السياسي بدقة يعلم من هم الاستعراضيين والذين لا يجيدون سوي فنون (العَرْضه) والاهتزاز الفاضح علي إيقاعات الطبول والذي يقرأ الساحة السياسية لا يصف (مطالب الأحزاب السياسية الكبرى بضمهم لوفد التفاوض الحكومي بالعبث وعدم الجدية والحوار البيزنطي) كما جاء في تصريح مدعي القراءة أمين حسن عمر لجريدة الحياة السودانية في 31 يوليو المنصرم .والذي يقرأ الساحة السياسية جيداً لابد أن ينتبه لحديث الدكتور توني مادوت رئيس (جاد) لجريدة الأيام الصادرة في 12أغسطس الجاري: (إذا كان السلام سيُبقي بالإنقاذ في الحكم فلا نريده والوحدة لا تتم إلا مع التنوع والسلام والديمقراطية). والذي يفقه أبجديات السياسة لابد أن يفوق من سُكرته عندما تتحدث القوي السياسية المعارضة بملتقى السلام السوداني المنعقد في 11أغسطس الجاري بان طرح الحكومة لمبادرة الإجماع الوطني (تكتيك لإيجاد سند في مفاوضات جبل السحره بكينيا) كما جاء في نفس عدد جريدة الأيام أعلاه. وفي ذلك يقول الدكتور فاروق كدودة ممثل الحزب الشيوعي متهماً الحكومة (بأنها تريد أن تستقوي بالأحزاب والتنظيمات المعارضة لدعمها في التفاوض.وتريد تأليب الرأي العام الشمالي علي الرأي العام الجنوبي) وفي وصفه للقاء الرئيس بالأحزاب السياسية يقول (كدودة) مرةً أخري (كنا نتوقع أن ُتترجم الأحاديث والقرارات إلي أفعال بدلاً عن الاستمرار في إلقاء الخطب) وفي ذلك المنحي وفي اتساق تام يصف الدكتور عبد النبي علي أحمد الأمين العام لحزب الأمة مبادرة الحكومة للإجماع الوطني (بأنها مجرد تكتيك). وفي ذات السياق يقول القطب الاتحادي ووزير الداخلية الأسبق سيد أحمد الحسين للصحافة الصادرة في 12أغسطس الجاري (إن الحكومة الحالية وحزبها الحاكم غير مؤهلين لقيادة مسيرة السودانيين في المرحلة المقبلة) وذلك حسب تعبير الحسين (لأن الحكومة الحالية وحزبها الحاكم فشلا في إحداث تغيير إلا نحو الأسوأ وفي كل المجالات الأمر الذي يستدعي عدم منحها أية فرصة في المرحلة المقبلة للحفاظ علي ما تبقي للسودانيين ). أما عبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي وكما جاء في(عدد) جريدة الأيام (سالف) الذكر طالب النظام الحاكم ودون مراوغة (برفع الرقابة عن الصحف وإلغاء القوانين الاستثنائية المقيدة للحريات العامة) وهكذا وعند أمين حسن عمر في مقاله الشمولي فان (الحقائق تموت أيضاً) كما يقول (كارل جاسبيرز) في كتابه (مدخل إلي فلسفة نيتشة). ولعله ومن فرط حب (نيتشة) للحقيقة كاد أن يقضي عليها ومن فرط حب (أمين) للتضليل والخداع ولي عنق الحقيقة كاد بالفعل أن يصيح كالمريب خذوني. ولعل محادثات (جبل السحره) بكينيا ومداولات (حوار الطرشان) سوف تثبت دون جدال مقولة (بطل السحر علي الساحر) لتذهب الإنقاذ علي حد تعبير أمين حسن عمر(حيري ُتطأطئ الرأس في انتظار أن يفسح لها الآخرون في المجلس). وعندما تتسع الهوة ويتعذر التواؤم بين النظرية والتطبيق تصبح (أية هُوَّة فاصلة بين النظرية والتطبيق قابلة للردم بواسطة التفكيك) كما يقول (جيوفري هارتمان) في كتابه ذائع الصيت (النص الآخر). وكما تفكك الاتحاد السوفيتي الشمولي العقيم عندما سقط جدار برلين بسقوط نظرية التفسير المادي للتاريخ فلا بد أن يتفكك نظام الإنقاذ الشمولي السقيم لاتساع الهوة الفاصلة بين نظرية المشروع الحضاري والتطبيق والتي لا يمكن ردمها إلا بواسطة التفكيك.
    والقارئ الحصيف للساحة السياسية لا يستخف بالشعوب لأنه يملك آلية القمع والمصادرة والتأميم وذلك لأن الشعوب مثل الحية الرقطاء ملمسها لين ولكن لسعتها قاتلة. والشمولية مهما تفرعنت وأشرأبت يمكن إستبدالها وتجزأتها ونزعها إن تعذر ذلك. وحتى إذا انتمت الشمولية الطاغوتية إلي مدرسة جاهلية عمرو بن كلثوم (إذا بلغَ الرضيعُ لنا فِطاماً/ تَخِرُ له الجبابر ساجدينا) فان مدرسة الشعوب الساعية نحو التحرر والأنعتاق تنتمي منذ الأذل لمدرسة أوس بن حَجَر(تري الناشئَ المجهول منا كسيدٍ/ تبحبح في أعراضهِ وتأثلا) وان قال أمين في مقاله آنف الذكر الرافض لمبادرة وفاق القوي السياسية الحية والتاريخية في خطلٍ سافر وتهديد أرعن (ولكن علي الآخرين أن يرعوا بقيدهم) فلا نملك إلا أن نجيبه بتهديد الوليد بن يزيد للخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (فان تَكُ قد مللت القرب مني/ فسوف تري ُمجانبتي وُبعدي). ولإن أصابت (الفكي) أمين الدلالات المسكونة بالحزن والأسي والإحباط وإدمان الفشل وتعاطي (عبقرية الإخفاق) حتى أضحي مثل (كُثَّير عزه) في انتظاره للخروج من الأزمة والفرج القادم من كجور (جبل السحره) ومن خلف مقيل (ضل الضحي) (لكالمرتجي ظِلَّ الغمامةِ كلما/ تبَّوأ منها للمقيل إضمحَّلت) ولعله وبدلاً من إدمانه لقراءة كتاب (الأمير) لميكافيلي (وتاجر البندقية) لشكسبير عليه بالتوجه بكلياته نحو كتاب( نقد العقل الخالص) لإيمانويل كانط الصادر عام 1781م والذي يعد قمة الإنتاج الفلسفي للخروج من (القصور العقلي) إستعداداً للدخول في (سن الرشد) وفيه يقول المؤلف (يجب علي الإنسان أن يتسم بالجرأة في الاعتماد علي الذات والتخلص من أسر الخرافة والخنوع للاستبداد).
    وفي الختام ولأنه (ولكُلِ طاغيةٍ أجل) كما يقول الشهيد (سيد قطب) في قصيدته (هُبَلْ) رمز السخافة والبلاهة والدجل يقول (أبن عبد ربه) في (العقد الفريد) كان الطاغية (زياد بن أبيه) قد أهدر دم الشاعر الفحل (الفرزدق) وأعمل مطاردته في الفيافي والفلوات والمفاوز والآكام وأحكم حصاره بكل أدوات القمع المستبدة وعندما (هلك زياد) قبل أن ُيشفِي غليله بالانتقام وبعد أن أستنشق (الفرزدق) عبير الحرية وبزوغ فجرها من ظلامية القهر والاستبداد وبعد خروجه من مخبئه المظلم ألي ضوء الشمس الساطع قال في سخرية لاذعة (أبلغ زياداً إذا لاقيت جِيفَته/ أنَّ الحَماَمة قد طارت من الحَرَمِ).
                  

09-03-2003, 10:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    1424هـ رجب 6 الموافق 2003 م سبتمبر 3 الأربعاء 406 رقم العدد الثانية السنة

    بين يديكم الآن العدد الإسبوعي و يحوي العديد من الموضوعات

    الملياردير الصغير أسامه عبد الله مهندس ما شافش حاجة




    المهندس أسامه عبد الله أحد الذين تسوروا محراب الشيخ الترابي و ركبوا على كتفيه ثم خانوه في أزمة الإنشقاق .
    لم تمكنه ظروفه من مواصلة دراسة الهندسة في جامعة الخرطوم ثم غادرها ليتحصل على شهادة جامعية من جامعة النيلين مشكوك في أمرها .
    أصبح في غمضة عين المسؤول الأول عن اضخم مشروع هندسي في السودان وهو "سد مروي" !
    ثم أوكلت إليه مهمة بناء تنظيم نخبوي من الشباب و الطلاب و المرأة يدعم المؤتمر الوطني الحاكم ، و فتحت له أبواب التمويل و المال من كل فج عميق فأنشأ شبكة مالية وقام بإستئجار عشرات الدور الفخمة والمنازل و السيارات و غيرها حتى أصبح يلقب "بالطفل المعجزة" بسبب قدرته و مهارته في الحصول على المليارات وهو في أعتاب الأربعين .
    و ما لم نقله هو أننا لم نستطع حصر الشركات العالمية في الأردن و ماليزيا وغيرها من دول العالم وكذلك النشاطات الإقتصادية في ألمانيا و الصين و غيرها ... و لله في خلقه شؤون .
    و لكن الغريب هو صمته عن مهاجمة المؤتمر الشعبي و تفضيله للعمل بهدوء وسط إشاعات يطلقها أصدقاؤه أن أسامه عبد الله لم يعد مسؤولاً عن أي شئ سوى منصبه كوزير الدولة بالري و مسئوليته عن سد مروي أو سد الحامداب .
    آدم الفكي محمد قيادي بالمؤتمر الشعبي في طريقه للمؤتمر الوطني

    تؤكد مصادر آخر لحظة أن قيادياً آخراً بالمؤتمر الشعبي سينضم قريباً للمؤتمر الوطني وهو عضو أمانة ولاية شمال كردفان حالياً .
    و يعتبر القيادي آدم الفكي محمد من أبناء تلودي بولاية جنوب كردفان وقد عمل نائباً للقيادي السابق مصطفى كبر إبان فترة تولي مصطفى كبر أمانة العمل الإسلامي بولاية كردفان الكبرى .
    و يأتي إنضمام آدم الفكي المتوقع له أن يكون قريباً ، بعد وعد مصطفى كبر الأجهزة الأمنية أنه بمقدوره إستقطاب "قيادات بارزة" إلى جانبه في المؤتمر الوطني .
    و سبقت التوقعات الراهنة حركة دؤوبة و إتصالات عديدة أجراها آدم الفكي مع قيادات بالمؤتمر الوطني عبر الإتصال المباشر و الإتصالات الهاتفية المتكررة ، حتى توجت مؤخراً بلقاء مدير جهاز الأمن العام صلاح قوش و الذي سمح له بمقابلة صديقه الأستاذ عمر سليمان القيادي بالمؤتمر الشعبي و المعتقل حالياً بسجن كوبر .
    و على الرغم من أن آدم الفكي لم يعلن بعد إنسلاخه رسمياً من المؤتمر الشعبي إلا أن الإتصالات التي أجراها و المقابلات المنتظرة مع النائب الأول و رئيس الجمهورية كلها أدلة على أن إنضمامه للمؤتمر الوطني رسمياً أصبح قاب قوسين أو أدنى في ظل البحث عن صورة إخراجية لعملية الإنضمام .
    نحن في آخر لحظة نتمنى للقيادي آدم الفكي إقامة طيبة في كنف المؤتمر الوطني إلى جانب صديقه مصطفى كبر وفي إنتظار "الدور الهام" جداً الذي وعد به كمكافأة على معلومات قيمة يتوقع أن يبوح بها لجهاز الأمن العام كعربون صداقة و مقدم جدية على تعبير أهل البنوك فى المرابحات ،للإنضمام النهائي ، آخر لحظة تتمنى أن يعجل ثلاثة آخرين بالرحيل من المؤتمر الشعبي قبل فوات الأوان .
                  

09-06-2003, 06:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    ضبط : علي عثمان يستجدي قرنق نائباً له

    الحركة الدؤوبة التي يقوم بها القاضي الجنوبي أبيل ألير لإنجاح اللقاء المزعوم بين زعيم الحركة الشعبية لجنوب السودان الدكتور جون قرنق و بين النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه ، لم تأتي من فراغ . فلقد درجت الصحف الحكومية هذه الأيام للترويج للقاء المتوقع و تؤكد أن عوامل نجاح اللقاء متوفرة .
    و نذكر القارئ الكريم في أنه و قبل عام نشرت الصحف الأمريكية أن أصدقائها في السودان هما " النائب الأول و القاضي أبيل ألير " .
    و مصادر آخر لحظة تؤكد أن القاضي الوسيط أبيل ألير قد حمل موافقة مشروطة من النائب الأول لقرنق مفادها أن النائب الأول ، لا إعتراض لديه لرئاسة قرنق للسودان شريطة أن يبقى هو في مكانه نائباً أولاً لقرنق و للبشير و أنه موافق على أن تكون الدورة الرئاسية الأولى لقرنق و أن يبقى البشير رئيساً منتظراً بعد رئاسة قرنق .
    الأيام حبالى يلدن كل عجيب .
                  

09-08-2003, 06:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    ذرة من الحياء تكفي يا مستشار الرئيس الأَمني !!

    من أجل أَن تحقق الحكومة أي مكسب سياسي فإنه ليس أمامها إِلا أن تطبق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة . و لو كان مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأَمنية و السياسية يمتلك ذرة من حياء فقط لما أغفل أن من بين المعتقلين الذين أطلق سراحهم ، من ليس لهم أدنى صلة بأحداث دارفور شاؤوا أم أبوا ، رضوا بذلك أم لم يرضوا ، فما دخل عباس دليل بأحداث دارفور ؟ و ما دخل عمر سليمان وهو من قادة المسيرية بأحداث دارفور ؟
    ولو كان للدكتور الطيب محمد خير ذرة من حياء لأورد أن الذين تم إعتقالهم و أُطلق سراحهم مؤخراً ليس بسبب إِنتمائهم لقبيلة الزغاوة إِنَّما بسبب إِنتمائهم الفكري و التنظيمي للمؤتمر الشعبي أولاً و آخراً .
    فالكسب السياسي الرخيص الذي سعى إِليه د. الطيب و الخشية حتى من إيراد سبب الإعتقال بل الكذب أنهم معتقلون بسبب أحداث دارفور ليندرج كل ذلك ضمن عدم مصداقية من يلي الأُمور في هذا الزمن العجيب .
    و ما نقوله في آخر لحظة أننا لا نزال نطالب بالقضية الكلية إطلاق الحريات و إِشاعتها قبل فوات الأوان ، و إطلاق سراح الشيخ الترابي و إطلاق سراح المهندس المجاهد يوسف محمد صالح لبس الذي ظل معتقلاً في السجون قبل أَكثر من عامين و قبل أحداث دارفور وهو من ابناء دارفور الخُلّص و من قيادات المؤتمر الشعبي
                  

09-09-2003, 11:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)


    صلاح قوش هل يؤنبه ضميره

    أصبح مألوفاً لصغار ضباط جهاز الأمن أن يروا قائدهم متوتراً يكثر من تدخين السجائر الغير كوبي فسرعان ما تنعدم المقارنة بين عدي صدام حسين و صلاح عبد الله قوش مدير جهاز الأمن العام .
    لقد حاول مدير جهاز الأمن تحسين صورته بشتى الظروف و لكنَّه فشل في ذلك و لعل أَبرز محاولاته عند زيارته الأخيرة لسجن كوبر لمقابلة أعضاء المؤتمر الشعبي حيث واجهه سجناء المؤتمر الشعبي بشجاعة و قوة أذهلته ، إِلى الدرجة التي أعلن فيها أن إعتقال أعضاء المؤتمر الشعبي يتم بناءً على تقديرات و ضرورات أمنية فقط و ليس بالضرورة أن يكون ذلك وفقاً لقانون جهاز الأمن الوطني . و هنا واجهه قادة المؤتمر الشعبي بأنه وحده سيتحمل تبعات الإعتقال المزاجي الغير قانوني ، و توعدوه بأنه سيجني ثمار إعتقاله اللا قانوني يوماً من الأيام .
    حاول صلاح قوش الإعتذار عن قوله متورطاً في موضوع آخر أن إعتقال عدد من قيادات الشعبي بسبب أنهم من أبناء الزغاوة و من لهم صلة بأحداث دارفور !؟ فواجهوه أن من بين المعتقلين من أُعتقل قبل إنفجار الأحداث في دارفور مثل يوسف لبس وهو من أبناء الزغاوة ، من لم يقم بزيارة لدارفور منذ مولده ! ثم سألوه هل يعني هذا أن جهاز الأمن يعتقل المواطنون بسبب إنتمائهم القبلي أم بسبب الجرائم التي أرتكبوها ؟ و لماذا لا تقدم المجرمين منا إلى المحاكمة ؟ .
    و على الرغم من أن صلاح قوش كان يمنع الكتابة و القراءة و مشاهدة التلفزيون و الإطلاع على الصحف إلا أنه سمح بإدخال ثلاثة صحف حكومية إلى المعتقلين و لم يستطع إكمال زيارته عندما إحتد معه المجاهد الناجي عبد الله وهو بين حرسه و سلاحه .
                  

09-09-2003, 11:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)














    الشائعات تملأ الخرطوم في غرائب التنازلات
    أول الشائعات أن قرنق حدد أكثر من خمسة عشر نقطة خلافية وضعها على طاولة المفاوضات أمام نائب الرئيس علي عثمان ، و الجميع كانوا يتوقعون أن يرفضها النائب الأول جملة و يقبل منها خمسة فقط هي ما يريده قرنق ، و كانت المفاجأة هي أن النائب الأول قد وافق على الخمسة عشر بنداً ، إِلى الدرجة التي احتار معها قرنق و معاونوه و حتى سيمبويا و المراقبين .
    و الخرطوم تتحدث أن الرئيس البشير قد ينتهي دوره فعلياً بعد عام من الآن ، أي بعد إنتهاء دورته الرئاسية الحالية ، و يدللون على ذلك بأن الأمريكان قد وافقوا لقرنق بالإجتماع برجل المرحلة النائب الأول و الإتفاق معه على كل شئ .
    و ستصدر فرقعات هوائية من هنا و هناك حول الجيوش بين الحركة و الحكومة و العاصمة القومية و أن يكون هنالك رئيس وزراء ، و لكن الرأي العام في الخرطوم يقول إنها صفقة تؤكد أن علي عثمان هو الرئيس القادم لشمال السودان و أن الرئيس البشير بعد أن أكمل بناء منزله الفخم الجديد في الرياض ربما يتحول دوره إِلى دور شبيه بالذي يقوم به المشير سوار الذهب ، كرئيس لمجلس أمناء لإحدى المنظمات أو الشركات .




                  

09-09-2003, 12:20 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    الاخ الكيك
    تحية طيبة

    تذكرنى بوستاتك بالاخ عادل حمودة فى روز اليوسف والمتخصص فى الاخوان المسلمين المصريين وانت متخصص فى الكيزان وبضاعتهم البائرة والتى يصرون على ترويجها فى زمن العولمة والانترنت،نشكرك على هذا الملف الجميل ووالواعى
    ************
    اريت الذى يكذب بالدين*فذلك الذى يدع اليتيم*ولا يحض على طعام المسكين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de