قراءة في ديوان "حديقة الورد الأخيرة" للشاعر الراحل محمد عبد الحي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 01:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2003, 04:10 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في ديوان "حديقة الورد الأخيرة" للشاعر الراحل محمد عبد الحي

    كان المبدع محمد عبدالحي ومضة في سمائنا أو طيف جمال ، لكنه مضى سريعا سريعا مثل كل الومضات والطيوف بعد أن كشف بمفاتحه أسرار اللغة الأنقى وبعد أن ترك لنا حديقته ملأى بثمار الشعر والنثر. مضى حاملا تاجه السمندلي بعد أن غنى لنا بربابة الشيخ اسماعيل بصوت متفرد وبعد أن أقام مملكة شعره ودعانا اليها وسامرنا فيها. مضى سريعا قبل ان يقول كلما اراد ان يقول.
    أول ما قرات له كان معلقة الاشارات وكنت لا أزال ارضع لبانات الصبا ثم كان ذلك الولع ب العودة الى سنار وغيرها من أعماله.
    وكنت لما ازل صبيا حين كتبت هذا المقال ونشر في احدى الصحف العربية ، اهديه للأخت الدكتورة بيان التي نبهت من غفل منا الى ذكراه وهو من لا يجب ان يغيب عنا لحظة واليكم ايضا اهديه ومعذرة ان كانت الهدية ليست في مقام الحدث لكنها محاولة للمشاركة .

    %%%%%%%%%%%%%%%%%%%%






    قراءة في ديوان
    حديقة الورد الأخيرة
    للشاعر الدكتور محمد عبدالحي

    عن دار الثقافة للنشر بالسودان صدر مؤخراً ديوان (حديقة الورد الأخيرة) للشاعر الدكتور محمد عبدالحي . يجيء هذا الديوان بعد المجموعات الشعرية السابقة للشاعر وهي (أجراس العودة 1962)، (وجهان في مفازة الفردوس), (العودة إلى سنار 1976)، (معلقة الإشارات 1977) و(السمندل يغني 1977).. والتي تتصل جميعا بخيط التجربة الشعرية للشاعر.. والتي نجد أساسها – كما يقول الشاعر- في الإيمان العميق بالجوهر "الديني للوجود الإنساني" الذي يبلغ أقصى نقائه وجماله الشكلي في الإسلام.. هذا الإيمان الذي هو إيمان خلق لا تحجر، وعذاب لا رحمة وتفجر للقوى الخيالية والجسدية في الإنسان في مقام الشعر والتاريخ..
    وكما عاد أبويزيد البسطامي إلى بسطام حيث الحق.. والسندباد إلى بغداد، ويوليسيزالي اتيكا، عاد الشاعر إلى سنار حيث اللغة الشاهدة على بدء التكوين واللغة الأنقى الأقدم من مجادلات النصر والهزيمة.. عودة إلى المرفأ وإلى المحيط.. والناس .. يقول في (العودة إلى سنار):

    اليوم يا سنار أقبل فيك أيامي
    بما فيها من العشب الطفيلي
    الذي يهتز تحت غصون أشجار البريق
    اليوم أقبل فيك أيامي
    بما فيها من الرعب المخمر في شراييني
    وما فيها من الفرح العميق


    والشعر عند محمد عبدالحي لابد أن يكون عنيفا على الجسد حتى يعول عليه
    تهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي

    وهو أيضاً تقرب من معرفة..
    الشعر فقر والفقر اشراق
    والاشراق معرفة لا تدرك
    الا بين النطع والسيف



    وإذ يجعل الشعر اللغة ممكنة في مستوى تبليغ العلو.. تضعنا في وجود مدهش بقربه وبعده، وظهوره واحتجابه، شاهدة عليه.. وتكون الأشياء ولغتها شيئا واحدا.. يقول الشاعر:
    اللغة طيور تعرف أسرار الفصول تتفتح أزهارها في ربيع الجسد وتستدير في ثمار غصون صيف الروح.

    والشاعر يلتقط الإشارات التي لا يمكن للجميع التقاطها.. فكل مخلوق في الكون من حيوان ونبات وجماد يتحدث إليه، ويكلمه.. يمنحه روحه.. فتلبس الحقيقة في كليتها شكل اللغة.. لغة لا يفك رموزها وغامضها إلا من ألهم القدرة على ذلك.. يقول محمد عبدالحي:
    صوت تجوهر في حوافي الغيب
    صمت عامر كالشمس
    مصباح
    توهج في دم اللغة القديمة
    مبهما كالحلم..

    الجسد لغة أولى

    كانت ينابيع الهواء في الصمت قبل اللغة الأولى.
    في الصمت بعد اللغة الأخرى
    منشغلات تطلق الطيرا..
    t


    ويمزج محمد عبدالحي بين مظاهر الطبيعة المتباينة كالأطلال الغابرة والأماكن المقفرة بمظاهر الجمال، من يانع الروض، وناعم الحرير والعبق.. يقول في بعض المقاطع:
    لا يمكن أن تفصل عبق العبير عن عفن الوباء.

    في الحلم رأيت (سعدي) و(حافظ) تيناجيان في حديقة الورد الأخيرة
    قرب المسجد المهجور

    حين رأيت وجهه المأهولا
    بالنخل والحجارة الخضراء والأنجم
    المطفأة السكرى.t


    فقلب الشاعر العارف في بعض الأحوال يكون عطلا وقفرا من الحكمة، وما أن يفاض عليه بالمعارف صار بستانا حين يصبح محل تجل ومستودع سر.. فتنطلق روحه :

    مغسولة كل الحواس
    فارحلي مع الطيور
    يا روح حرة
    فإن مطر الصباح أيقظ الجذور
    بين صخور الزمن المهجور


    والأشياء في (حديقة الورد الأخيرة) تتزاوج .. أو تتوحد.. فتنفعل الأرض بماء السماء لتنبت من كل زوج بهيج.. وتتقابل صفات العناصر وتتعدد الصور في المرايا..
    أوحد الطاؤوس والحجر
    والنجم والينبوع والشجر
    والبذرة الأولى ولحم آخر الثمار
    ومطلق الأرض وشكل النار



    وفجأة رأينا الفهد مسترخياً في ظلمة الأوراق
    في الفوضى الجميلة بين الغصون
    النحل يعسل في شقوق الجبل
    والأرنب تستحم على الصخرة في الشمس
    t



    نساء الشجر تعرى نفسها
    والسماء تدق طبلها الأزرق

    والأرض ميثاء وداكنة باللغة الأزلية



    هذا الرحم جدرانه الأمطار والنباتات المتسلقة وثمار الباباي
    وإذا كانت الأرض وطننا كما يقول الشاعر، وكنا وطن البحر، فإن قصائد (حديقة الورد الأخيرة) تصبح قصيدة طويلة في الوطن بأشجاره وأطياره وأرضه وسمائه وانسانه في ماضيه وحاضره ومستقبله.. نجد ذلك مثلا – وليس حصرا – في قصيدة حياة وموت الشيخ اسماعيل.. يقول الشاعر في مقطع (الدروب):-
    أيتها الدروب التي تصل المنفى بالوطن
    الدروب حيث كتبت القوافل تاريخ الحنين على الرمل والريح
    وتهاويل الشمس ترقص على هياكل من عظام الجمل النافقات
    وقد تياسر لحمها النسر والنمل والدود والضبع



    أو قول الشاعر في مقطع "السراب" وهو ما ينطبق على حال ذلك الوطن في سنوات ظلام ماضية يقول محمد عبدالحي:-

    السراب بين القول والفعل
    السراب يستدير في الثمار الوهمية
    ويسكن في الخبز اليابس ويصرخ مع الطفل
    ………………
    …………….
    السراب في الفم المغني
    السراب السراب
    في المقاهي ولحية الشيخ الوقور

    (عدل بواسطة sympatico on 08-21-2003, 04:12 PM)
    (عدل بواسطة sympatico on 08-26-2003, 03:41 PM)

                  

08-21-2003, 11:10 PM

ahmad almalik
<aahmad almalik
تاريخ التسجيل: 04-03-2003
مجموع المشاركات: 752

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في ديوان "حديقة الورد الأخيرة" للشاعر الراحل محمد عبد ا (Re: sympatico)

    المقالة رائعة جدا ايها الصديق سيمبتيكو، ومحمد عبد الحي شاعر عظيم لم يتكرر ، رغم انني اري انه لم يجد ما يستحق من الاهتمام به واضاءة اعماله للاجيال الجديدة
    ابيات الشعر في المقال غير واضحة، ورغم انه معروفة علي كل حال لكن نتمني لو نشرتها بصورة اوضح
    صادق ودنا وشكرنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de