جبال النوبة تحت الحماية الدولية: (1-3) عثمان نواى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2003, 09:18 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جبال النوبة تحت الحماية الدولية: (1-3) عثمان نواى


    جبال النوبة تحت الحماية الدولية: (1-3)

    مؤسسات المجتمع المدني بين جوهر
    الفكرة وإعادة الإنتاج

    عثمان نواى (*)

    مقدمة:-

    ما أن بدأت أوضاع جبال النوبة تستقر تحت الحماية الدولية حتى نشطت مؤسسات المجتمع المدني المزعومة في العاصمة الخرطوم، في حركتها تجاه جبال النوبة، محاولة محاصرة ما فات على حكومة الإنقاذ معالجته، طوال سنوات هيمنتها على إقليم جبال النوبة وتقتيلها وتشريدها لمواطني هذا الإقليم الغني .. الأمر الذي أدى إلي نشؤ حركة مماثلة، إذ نهضت العديد من مؤسسات المجتمع المدني، التي كونها أبناء جبال النوبة داخل وخارج السودان. ولكن الملاحظ على كل هذه المؤسسات النشيطة، أنها حملت من نظام التفكير وآليات عمل الثقافة المركزية المهيمنة على كامل السودان ما حملت! .. بحيث يمكن أن نقول أن المؤسسات التي كونها أبناء جبال النوبة، هم إعادة إنتاج المؤسسات القديمة التي تعبر عن روح الثقافة المهيمنة على السودان، وبالتالي هي إمتداد لمؤسسات المجتمع التي ظلت حكومات الخرطوم تباركها لتواطؤها معها بشكل تام، ولكونها تعبير عن جوهر وروح المركز، لكن في مظهر مختلف ؟! على الرغم من اختباءها خلف مسميات وأفكار مفارقة لمسميات وأفكار قوى السودان هو إنعكاس لجوهر ما تنطوي عليه من أفكار .. هذه الأفكار "الإيدولوجيا" وضعت مؤسسات المجتمع في السودان على مر العهود، في مأزق المفارقة بين ما ينبغي أن تكون عليه مؤسسات المجتمع المدني وبين حقيقتها في واقع الأمر في السودان .. ويقود الحديث عن ما ينبغي أن تكون عليه مؤسسات المجتمع المدني ودورها إلي الظروف التي نشأت فيها هذه المؤسسات في الغرب .. كما يطرح سؤالاً مشروعاً هل هناك مجتمع مدني في السودان، وبالتالي هل هناك مجتمع مدني ف جبال النوبة ؟!! .

    الغرب ومؤسسات المجتمع المدني:

    بتفشي العقلانية وروح العلم ووضح العصر الصناعي لركائزه في أوروبا، بدأت الآثار الجانبية لهذا العصر في الظهور الأمر الذي أدى لنشؤ النقابات والاتحادات لحماية العمال (الذين هم وقود هذا العصر) من هذه الآثار الجانبية، وشكلت هذه النقابات والاتحادات قوة ضغط على أصحاب العمل، مما قلل من سلطاتهم .. إذ أصبح للعمال جزء مهم من السلطة، خصيصاً على سلطات أصحاب العمل، بحيث لم يعودوا يستطيعون إتخاذ أي قرار دون وضع رد الفعل المؤسسي للعمال .. وبوصول الغرب إلي المرحلة الصناعية الثالثة، لم يعد العمال فقط هم الذين بحاجة للحماية، بل كل فئات المجتمع وكذلك الجغرافيا والتاريخ والبيئة، ألخ .. من أشياء تؤثر في المجتمع ويؤثر فيها، ومن هنا جاءت أفكار مثل حماية المستهلك وإنقاذ التراث، وحماية الآثار، والمحافظة على البيئة والحياة البرية، ألخ .. ولم تتوقف نزعة الإنسان عند هذه الحدود البرية، ألخ .. ولم تتوقف نزعة الإنسان عند هذه الحدود، إذ رافقتها نزعة إنسانية لرعاية مرضى الأمراض الخاصة كالسكري والضغط والقلب، ألخ ..

    وأختلفت الأهداف، أو تحددت بطبيعة هذه الجمعيات والأدوار الإنسانية التي تلعبها في حياة الإنسان والطبيعة .. ونشأت مؤسسات قوية لتحقيق مختلف هذه الأهداف والأفكار في مجالات اختصاصها كمؤسسات وتحولت بنشاطاتها الفاعلة إلي قوة ضغط واستطاعت إنتزاع 75 % من سلطة الدولة على الأقل، فوجدت الحكومات في الغرب نفسها أن حدود الحركة التي تسمح بها سلطتها لا تتعدى 25% فمؤسسات المجتمع المدني ترتبط بالهموم والمصالح والأشواق المباشرة للشعب كما أنها منظمات غير حكومية، فهي مؤسسات شعبية ترتبط بالجماهير، ومن هنا كان مصدر قوتها، فالشعب هو مصدر السلطات في الدولة الديمقراطية ... ولذلك لا تستطيع الحكومات تجاوزها في إصدار أي قرار قد يؤثر على أهداف وبرامج هذه المؤسسات والتي هي أهداف وبرامج الشعب. وهكذا يظهر بوضوح أن هذه المؤسسات في الغرب هي عبارة عن أجهزة ضغط اجتماعي حيوي مما قلل من قدرة الحكومات على استخدام سلطاتها، لأنها مجابهة بالرأي العام، الذي تستمد منه هذه المؤسسات قوتها وقدراتها .. مما أجبر الحكومات في نهاية المطاف على التنازل عن جزء من هذه السلطة، لصالح هذه المؤسسات وبالتالي المجتمع .. وبالطبع وفر نظام الحكم الديموقراطي والإعلام الشروط الموضوعية لنشأة تبلور وتطور وتكريس هذه المؤسسات بل كانت تلك عوامل أساسية تسهم في قدرة هذه المؤسسات على تأدية دورها، ومن هنا الارتباط بين الديموقراطية وهذه المؤسسات يعتبر ارتباط جدلي، وتفاعلي إذ تؤثر هذه المؤسسات في العملية الديموقراطية وبذات الوقت تتأثر بها ..

    السودان ومؤسسات المجتمع المدني:

    وللإجابة عنها: هل هناك مجتمع مدني في السودان، لا نستطيع الإجابة بصورة جزافية، ولكن يمكننا القول أن العديد من المجتمعات في السودان انتقلت من مرحلة الانتماء الضيق للعشيرة والقبيلة، بما أحدثته الثورة المهدية من حراك اجتماعي كبير من أطراف السودان المختلفة إلي وسط السودان، هذا الحراك إفراز تكويناً اجتماعياً بديلاً للقبيلة هو الطائفة كوعاء أو سَّع يضم مختلف الأعراف، وكان من الممكن أن يتطور ليفرز مجتمعاً مدنياً، إذا أنشئت مؤسسات مدنية أسهمت في بلورته من مجموعات عرقية مختلفة في كيان واحد، يجمعها تحت لواء فكرة دينية، إلي مجموعات مختلفة، تجمعها فكرة الانتماء إلي وطن واحد، يتمتع فيه الجميع بحقوقهم المتساوية، كما يؤدون فيه واجباتهم عن طيب خاطر لشعورهم بالعدالة..

    ولكن لم تتبلور فكرة الطائفة إلي مفهوم أرقى يسهم في قيام مجتمع مدني يحكمه القانون لتعارض فكرة المجتمع المدني مع مصالح قوى السودان القديم والتي لا تتحقق إلا في ظل بقاء وتكريس مفهوم الطائفة وبمجيء الإنقاذ في 1989م، وممارستها للتقليل والأرهاب والنهب باستخدامها للثقافة الإسلامية العربية ضد الثقافات الأخرى، وتكريثها لأسوأ نظام شمولي ديني عرقي عرفه السودان، ارتدت غالب هذه المجتمعات إلي مكوناتها الأساسية والعشيرة والقبيلة لشعورها بالخطر ولتعرضها للأضطهاد والتقليل والتشريد وخوفاً على ضياع الأرض والتاريخ والمعنى الاجتماعي العام للحياة الذي يجمعها بأفراد القبيلة .. وهكذا فعل النظام الإسلاموي العروبوي الفاشي منذ 1982م حتى الأن أسوأ ما يمكن أن يفعله أي نظام في العالم يهدف إلي تفكيك النسيج الاجتماعي وتجزئة الوطن !! ..

    أيضاً يمثل غياب الديموقراطية على مستوى الثقافة الإسلاموعربية ومؤسسات الدولة الحاكمة في السودان عقبة أمام نشوء مؤسسات مجتمع مدني حقيقية، ليست كمؤسسات الأفراد المزعوم عنها أنها مؤسسات مجتمع مدني .. وغياب الديموقراطية على مستوى الثقافة ومؤسسات الحكم كرس لإستبداد الحكومة باتخاذ القرارات الخطيرة التي تؤثر على مسيرة المجتمعات في السودان، ومن هنا يصعب القول أن مؤسسات المجتمع المدني المزعومة في الخرطوم تمثل أجهزة ضغط فعلية كما هو الحال في الدول الديموقراطية الغربية، فوجود هذه المؤسسات هو وجود شكلي لا يؤثر على سلطة الدولة أو ينتقض منها .. كما أن مؤسسات المجتمع المدني المزعومة لا تعبر عن نفسها بفاعلية إلا في ظل نظام ديموقراطي ..

    فالمؤسسات الماثلة في الخرطوم مع مؤسسات خاضعة لسلطة الدولة وتتحرك على هامش فكرتها عن أهدافها وبرامجها ولا تستطيع تمثل هذه الأهداف والبرامج تمثلاً تاماً إلي جانب أنها ظلت تعبر عن المسئول الفرد، الماريزما الأوحد مؤسس هذه المؤسسة .. فغياب الديمقراطية عن ثقافة المجتمع المدني المزعومين في السودان بسلوك هذه الثقافة، فأفتقرت المؤسسات التي ثبتوها للمؤسسة وخضعت لسلطانهم بذات طريقة التفكير الأحادية التي أخضعت بها الحكومة المتعاقبة للسودان.

    (*) كاتب سوداني مقيم بالقاهرة – عضو رابطة جبال النوبة العالمية

                  

08-15-2003, 02:43 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جبال النوبة تحت الحماية الدولية: (1-3) عثمان نواى (Re: Amjad ibrahim)

    continue amjad,

    adil
                  

08-20-2003, 05:18 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جبال النوبة تحت الحماية الدولية: (1-3) عثمان نواى (Re: Amjad ibrahim)


    Last Update 18 August, 2003 09:24:58 AM

    جبال النوبة تحت الحماية الدولية (2-3)

    مؤسسات المجتمع المدني بين جوهرالفكرة وإعادة الإنتاج

    جبال النوبة ومؤسسات المجتمع المدني:

    عثمان نواى (*)

    اتصالاً بما سبق أن ذكرناه، في المقال السابق، نود أن نعطي هنا فكرة عامة عن مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بشأن جبال النوبة. وهي تنقسم إلي نوعين من المؤسسات:

    منظمات تكونت خارج السودان ومجال حركتها أميروكاو أوروبا واستراليا.

    منظمات تكونت أو تحت التكوين داخل السودان ومجال حركتها النطاق الجغرافي لجبال النوبة ..



    ( أ ) منظمات الخارج:

    وهي منظمات كونها أفراد في الغالب الأعم لهم إنتماءاتهم السياسية التي تتحكم في طريقة رؤيتهم لطبيعة لطبيعة النشاط الذي يجب أن تمارسه هذه المنظمات، وتوظيف هذه المنظمات لأغراضهم الحزبية الضيقة، بحيث تتحول المنظمة عن أهدافها الحقيقية لتصبح عبارة عن واجهة حزبية .. والذين ليس لديهم إنتماءات سياسية لهذه المنظمات يحاولون إخضاعها لرؤيتهم الفردية.. لاعتقاد هؤلاء الأفراد غير المنظمين بأن لديهم إمكانيات وقدرات عالية يستطيعون بها إدارة هذه المنظمات وإخضاعها لأهدافهم المحدودة وهو تصور غير موجود سوى في إذهانهم هم فقط، فالشاهد في الأمر عدم بروز أي قدرات جديدة بالملاحظة والاهتمام. من الجانب الأخر طبيعة تكوين هذه المنظمات من مثل هؤلاء المنتميين لقوى سياسية ضيقة الأفق، لا تستطيع الفصل بين أنشطة مؤسسات المجتمع المدني وأنشطتها الحزبية. وغير المنتميين بقدراتهم الضعيفة وتطلعاتهم الكبيرة، بحيث يمكن للمنظمين توظيفهم ضد تطلعاتهم نفسها، هذه المفارقة ترتب عليها صراعات حادة داخل هذه المنظمات أدت إلي الانقسام مثلما في حالة منظمة التضامن إذ انقسمت عنها منظمة أخرى هي "نوب" .. وهي صراعات ذات طابع سياسي أيديولوجي معقدة بما تداخل فيها من رغبات فردية لا علاقة لها بالدور الحقيقي المنوط بالمنظمة..



    (ب) منظمات الداخل:

    وهي منظمات عبارة عن نسخة مكررة من منظمات المجتمع المدني في الخرطوم، إذ تنطوي على الإطماع والأهداف والأجندة غير الموضوعية للمركز المهيمن على السودان، خلال تنفيذها للرؤية الحكومية.

    النخب السياسية والمنظمات الخاملة:

    والمنظمات سواء العاملة خارج السودان أو داخله تشترك كلها في أنها خاملة، ولا يظهر لها أي نشاط ولا يغرف عنها أحد شيئاً إلا في المناسبات، ولا يظهر أسمها إلا في حالة أن تكون هناك اتفاقيات باع متعلقة بجبال النوبة، أو من خلال إصدارها لبيان مفاجئ على طريقة: أنا هنا. أنا موجود.. وأسوأ ما في هذا الأمر أن منظمات الخارج توهم نفسها بأن يوضح المستقر الذي تنعم به جبال النوبة الأن، هي السبب الرئيسي فيه، إذ تعتقد أنها هي التي أوصلت قضية جبال النوبة إلي الدوائر العالمية ووضعتها تحت دائرة الضوء، ألخ .. من إدعاءات جوفاء، فالشاهد في الأمر أن أمريكا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي في مطلع تسعينات القرن الماضي وضعت استراتيجيات جديدة لإدارة العالم، خاصة المناطق البكر التي لم يتم استغلال ثرواتها وليس خافياً على أحد أن السودان هو أحد أهم هذه المناطق، ووضع جبال النوبة تحت دائرة الضوء هو نتائج طبيعية عمل هذه الاستراتيجيات في قارة أفريقيا بصورة عامة خاصة القرن الأفريقي ةعلى وجه الخصوص السودان. ولسنا بحاجة للحديث عن الغرض من ترتيب الغرب لأوضاع السودان، فللعرب تصوراته الخاصة، المرتبطة يتقدمه الصناعي ورفاهية شعوبه.

    ومن الأمور المحزنة أن تجربة أبناء جبال النوبة داخل مؤسسات المجتمع المدني كشفت عن غياب الروح التضامنية الجماعية، إذ كشفت عن فردانية غريبة في أكثر القضايا سياسية .. وهذه الروح الغربية المتحكمة في نخب جبال النوبة أفقدت المنظمات أهدافها الحقيقية وأفرغتها من مضمونها الإنشائي النبيل، كمنظمات إنشائية وخدمية وتنموية غرضها الأساس تنمية إنسان ومنطقه جبال النوبة..

    ومن الملاحظات الغريبة على هذه النخب، انغماسها في التراث القبائلي أو العشائري، أي المحدود على الرغم من إدعاءاتها للحداثة والتنوير والعقلانية والموضوعية والعلمية، وبالطبع هذا ليس موقفاً مضاداً من التراث، ولكن تراث جبال النوبة مثله مثل أي تراث إنساني فيه ما هو سلبي وفيه ما هو إيجابي وواجب هؤلاء المتنوعين العقلانيين الموضوعيين المزعومين مدعويين للوقوف والتساؤلات أمام هذا التراث .. ومن الممكن جداً الانتباه أن النوبة ليسوا ثقافة واحدة أو عرف واحد فهم مجموعات ثقافية وعرفية ولغوية مختلفة يجمع بينهم الأسم الكبير للمجموعة النوبية وهذا التباين يناصف إليه عدم وجود تراكم معنوي ومادي يجمع بين هذه المجموعات المختلفة تحت إدارة واحدة على مر التاريخ .. وبالطبع لا يمكن أن تكون هناك تراكم مادي تاريخي بمعنى الخبرة العلمية في الإدارة منذ وقت طويل، هذا غير أن الإدارة الأهلية في جبال النوبة ضعيفة لغياب هذا التراكم بسبب عدم وجود اللغة والثقافة المشتركة بين بطون النوبة. ويمكن قول ذات الشيء على المستوى الروحي، وقد انتهت الحرية التبشيرية في جبال النوبة لهذا الأمر فعملت على توحيد هذه القبائل بواسطة المسيحية، ونجحت في خلق نوع من الترابط بينها، بحيث أخذوا يشعرون بأنفسهم المسيحيين أكثر من كونهم مجموعات مختلفة .. بينما نجحت المسيحية في ذلك فشل الاسلام , بل عمق في المسلمين من النوبة حالة التفرقة ومن جهة اخري بينما نجحت المسيحية في بناء النوبة روحيا وفقا لتعاليم المسيح فشل الاسلام اذ ان التداخل بين الاسلام والكجور من الوضوح لدرجة اخلت بطريقة تنظيم الاسلام لحياة الشعوب التي دخلت فيه بمعني ان هناك نوع من الازدواجية في نظام القيم في حياة النوبة المسلمين فهم في ذات الوقت كجوريين ؟! عكس النوبة المسلمين , اذ لا تاثير للكجور علي حياتهم ونافلة القول تن المسيحية نجحت في تنظيم حياة النوبة وتوحيدهم وهو ما فشل فيه الاسلام ..

    ومن الامور الخاطئة و الخطيرة جدا والتي ظلت تؤثر سلبيا علي النوبة , وعدم شعورهم بان دارفور ليست مجحرد جغرافيا مجاورة فقط ولكن هي ايضا عمق استراتيجي للنوبة مثلما النوبة عمق استراتيجي الدارفور وان الاوان لادراك ذلك .. ادراك ان النوبة والفور هما الاقرب الي بعضهما البعض في هذا الاقليم الشاسع الممتد من حدود النيل الابيض حتي حدود تشاد وليبيا , فهذه الارض هي الارض وهو الوطن التاريخي للنوبة والفور .. ومن المفارقات انه بينما يشعر النوبة بعلاقاتهم التاريخية بالميدوب القاطنية في اقاصي دارفور, لا يدركون العلاقة الاستراتيجية بينهم وبين الفور انفسهم وهذه الامور علي الرغم من حساسيتها واهميتها لم تهتم بها نخب الفور او النوبة .. فلوكان النوبة علي الوعي والادراك التام بحيوية هذه العلاقة لما تم ضرب توراتهم من الخلف . فالشاهد في الامور ان اجهاض تحركات النوبة كان يتم من دارفور في الغالب الاعم وكذلك ضرب تحركات الفور وكان يتم من عمقهم الاستراتيجي النوبة وهي سياسة الهيمنة التي ظل المركز يتابعها منذ استقلال السودات تجاه الاطراف الهامش اذ تم توظيف دارفور لخدمة اغراضه علي النحو الذي نعلمه جميعا ما ادي في نهاية المطاف الي ان تؤول امور دارفور الي ما الت اليه .. فعجز النخب وممارستها لتاثير سئ علي الجماهير وعدم تقديراتها علي رؤية العميق الواعية واعتقادها ان لديها الحل لمشاكل جبال النوبة تسبب في مشكلات معقدة واذا لم تستطيع هذه النخب النهوض بالادوار التنموية التي ينبغي لها . فهي عكس تصورها لنفسها , عمليا لا تمتلك الرؤية العميقة اة لحل او القدرة عليها .. فقط تجد توقيع الاتفاقيات واصوار الببيانات ..

    صحيح ان جبال النوبة قبل الحماية الدولية كانت في حالة ماساوية يعلمها كل العالم والان بعد ان تحققت الحماية الدولية ومضت عجلة التنمية تحت اشراف هذه الحماية سؤال موضوعي الذي رجاية ابناء النوبة الان : هل الحماية الدولية هي الخاتمة المطاف بالنسبة لهم ؟! .. وكيف يجب ان تستمروا مناخ الحماية لتوحيد الثقافة النوبة ولغتها .. والحماية الدولية ليست نهاية المطاف وعلي شعب جبال النوبة ان ينهض بمسؤوليته كشعب حقيقي فاعل في التاريخ ويسهم في صناعة المعني الاجتماعي العلم للحياة في السودان ..

    ( * ) عثمان نواي : كاتب سوداني مقيم في القاهرة

    عضو رابطة ابناء جبال النوبة العالمية

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de