فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 04:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2003, 07:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان

    الصفحة الرئيسية
    Popular Congress






    بسم الله الرحمن الرحيم

    وثيقة (الخداع) الوطني

    بقلم : الأستاذ محمد احمد عثمان

    يقول محمد بن سلام الجمحي في كتابه (طبقات الشعراء) قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في أثر الشعر في النفس وفائدته (إجعلوا الشعر أكبر همكم وأكثر دأبكم فلقد رأيتُني ليلة الهرير بصفين وقد أتيت بفرس أغر مُحَجَّل بعيد البطن من الأرض وأنا أريد الهرب لشدة البلوى فما حملني علي الثبات إلا أبيات عمرو بن الإطنابه (أبت لي هِمَّتي وأبي بلائي / وأخذي الحمد بالثمن الربيحِ) (وَقوْلي كلَّما جشأت وجاشت/ مكانَكِ تُحمدي أو تستريحي). وكان علي وفد النظام الحاكم في تعامله مع الوثيقة التي طرحها الوسطاء بناكورو مؤخراً عندما تداخلت النصوص وادلهمت الخطوب بعد أن ( جشأت) و (جاشت) أن يعودوا إلى موائد الآداب فيقرأوا في تأنٍ وروية وتُؤده لعمرو بن الإطنابه بدلاً من التنكر مما كتبت أيديهم وإثارة الضجيج و (الغبار) في ليلة الهرير بناكورو والهروب علي ظهور الجياد الخاسرة. ولكن دعاة دونية طمس الثقافة والتراث والماضي المتقنعين بالترهات والأفكار الزائفة ونصوص سيروره الاستلاب الحضاري للأمة وشمولية المصادرة و تجريد الوطن وترحيله نحو الهامش لن يقرأوا مرة أخري لأبي تمام حبيب الطائي (ولولا خِلالٌ سنها الشعرُ مادري/ بغاة العلا من أين تؤتي المكارِمُ).
    ولإن أنكر الدكتور غازي صلاح الدين مستشار السلام للنظام الحاكم (الإحساس بالأزمة) كما جاء في الصحف عندما أتهم الأطراف الأخرى (بالافتراض الخاطئ بأن الحكومة تفاوض من موقع الإحساس بالأزمة). ولعل لازمه(الإحساس بالأزمة) في نظر مستشار السلام تكمن في النتائج والمحصلة النهائية لحصاد النظام الحاكم في خاتمة مطاف ( عبقرية الإخفاق) فتنازلات (أعطى ببذخ لتأخذ بإقتار) بالنسبة للنظام الحاكم لا تهم ما دامت هنالك حصيلة متوقعة معتبرة big catch من الفتات الساقط من مائدة ناكورو يسيل لها لعاب أزلام النظام. ولكن مشكلة (عدم الشهية) المفاجئ الذي أصاب النظام تكمن في عدم رغبة الحركة الشعبية في إضفاء مشهيات (appetizers) لدفع إبرام اتفاق شراكة ثنائية مستدامة مع النظام (لسلفقة) أهل السودان والباسهم (قميص عامر) كما يقول المثل الشعبي وتكمن المشكلة وعلي نحوٍ آخر كذلك في (تفكيك النظام) وفي أصداء السقوط الكبير في مستنقع التاريخ ورائحة النتن المتصاعدة من مزابل الظلام. ولهذا أضحت البنود السرية للمحادثات وعندما برزت إلى سطح الأحداث في ( وثيقة ناكورو) في نظر مستشار السلام غير مُشَهِّية وتصيب (بالطُمام) ولهذا أضحت فجأءة (غير متوازنة وغير قابلة للتطبيق وتؤسس للإنفصال).
    وان كان هروب من لا يلوي علي شئ بسبب النكوص من المسئولية التاريخية فطالما تنادت كافة الأحزاب التاريخية الوطنية والفعاليات السياسية حتى بحَّ صوتها بمشاركة الجميع في المحادثات الجارية بدءاً بأبوجا ومروراً بمشاكوس وانتهاءاً بناكورو حتي يتحمل الجميع المسئولية القومية التاريخية الجماعية علي قدم المساواة.ولكن كيف بالصبية (الصِغار) الذين مردوا علي (الصَغَار) من تحمل المسئولية التاريخية بلا وعي وبلا (إحساس بالأزمة) وبلا سند شعبي وتحت معاول ديكتاتورية (العزل) السياسي وتداعيات (العجز) الفقهي و(الحَوَل الفكري) بعد أن ترهلت السلطة بأحزاب اللافتات الكرتونية الهلامية المتقزِّمة والتي لا يمكن رؤيتها تحت المجهر وفي ذلك يقول (أبن قتيبة الدينوري) في كتابه الإمامة والسياسة (عندما مرض الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك في مرضه الذي مات فيه دعا اليه بنين له صغاراً فقلدهم السيوف فوقعوا علي الأرض فقال سليمان: قد أفلح من كان له بنون كبار) وبالفعل كان سينجح النظام في تعامله مع أزمته الكبرى الناتجة عن أمراض الشمولية الفرعونية التي لاتري سوى ما يري إذا أشرك معه الأحزاب التاريخية الكبرى وأرتكز في تعامله مع الأحداث الكبري علي معطيات مجابهة مخاطر تفكيك السودان بدلاً عن جزعه من تفكيكه هو ليتلاشي أو ليصبح جزءا ضئيلاً بدلاً عن كُلٍ جزيلا.
    وفى معية مصاحبة الأحداث وسياقها كشف (ياسر عرمان) الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية وكما جاء بجريدة الأيام الصادرة يوم الثلاثاء 15 يوليو الجاري بان أعضاء وفد النظام الحاكم أبلغوا الحركة الشعبية خارج غرف المفاوضات وفي دهاليز التآمر الظلامية المغلقة بتخوفهم من وثيقة الإيقاد لسببين جوهريين (أولاً لأنها ستفكك النظام وثانياً لأن الحركة الشعبية غير راغبة في إبرام اتفاق شراكة مع النظام ولها شركاء في التجمع وإعلان القاهرة وورقة لندن) ورغم ما يقال عن الشيطان الكامن في التفاصيل يقول عرمان مرة أخري (بأن مشكلة النظام ليست في التفاصيل ولكنه يريد اتفاق السلام من جهة ويريد احتكار السلطة والثروة من الجهة الأخرى) وفي ذات السياق ولأن نفي النفي إثبات قام سيد الخطيب الناطق الرسمي باسم وفد النظام (بنفي رفض الحكومة للوثيقة علي أساس أنها تعمل علي تفكيك النظام) ولإن كانت القضية ومن وحي التناقض الظاهري paradox وعلي حد قول الخطيب (تهم كل شعب السودان) فَلِمَ تم إقصاء جميع الأحزاب والفعاليات السياسية من المشاركة في المفاوضات ولم يتم أخذها في الاعتبار علي قدم المساواة pari passu مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم لسان حال النظام ؟؟!. ولأن تسويفَ الظنون من السُّواف عزا الكاتب والمؤلف والمفكر والمحلل السياسي الدكتور منصور خالد وزير الخارجية الأسبق أسباب فشل جولة ناكورو الي (خشية النظام من مجابهة يوم الحساب) وأفاد بأن (للسلام ثمناً وأن من يريد سلاماً لابد أن يدفع ثمنه) وبالطبع يريد النظام ان يأخذ وعلي الدوام كما هو ديدنه ولكنه لا يريد أن يدفع ثمناً ولأنه يحتكر المال والثروة والسلطة يستطيع وفق ظنونه ورؤاه أن يفتح كل الأبواب المغلقة money talks)) كما أورد (ميلان كوندرا) في كتابه (خيانة الوصايا) قصة الأمريكي الثري النزيل في أحد فنادق موسكو أيام الحرب الباردة وعندما سألوه أن كان قد زار (ضريح لينين) أفادهم قائلاً (بعشرة دولارات أستطيع جلبه إلى الفندق). وبحفنه من دولارات النفط السائب ومئات العربات المظللة و(المكندشة) ظن النظام الحاكم ان بمقدوره اكتساح انتخابات طلاب جامعة الخرطوم وشراء ذمم الخارجين عن قانون دولة النظام الحاكم بإقليم دارفور كما كان يفعل الإقطاعي (بدرو باراما) مع ثوار كولومبيا كما جاء في قصة الكولمبي خوان كارلوس الشهيرة والتي اتخذ منها اسم الإقطاعي (بدرو باراما) عنواناً لها ويعني (ثمن السلام) عند منصور خالد (تخليص) الاوزه التي تبيض ذهباً أسوداً من قبضة النظام الحاكم وتقليص الظل الإداري القابض للنظام من الكل المتحكم والمتنفذ إلى الجزء المتقوقع والمتبعِّض. ويعني ذلك بكلمات أخرى عملية التحول الفعلي من (كل في كل) إلى لا شئ أو إلي (جزءٍ متواضع من كلٍ فسيح).
    وفي بيان الحزب الإتحادي الديمقراطي كما جاء بجريدة الصحافة بتاريخ 15 يوليو الجاري وفي سياق تصريحات ياسر عرمان وفي نسق وأتساق شبه تام مع القوي السياسية والديمقراطية أورد البيان (بأن الدعوة للإنفصال تعد أحد الأهداف الرئيسية التي يسعي المؤتمر الوطني الحاكم إلي تحقيقها بعد فشله في الوصول لإتفاق ثنائي وشراكة مع الحركة الشعبية). وفي مقاله بجريدة أخبار اليوم بتاريخ 14 يوليو الجاري أكد (الطيب مصطفي) المتقمص لشخوص فيلسوف النظام الحاكم هذا الإتهام بعنوان شديد الإثارة والإستفذاذ يقول (أما آن للشمال أن يتحرر من عبء الجنوب). وكما أخرج نظام الإنقاذ بفساده وضلاله أهل السودان من الدين والدنيا (صفر اليدين) إستبدل الطيب مصطفي ودون حياء العنوان بعبارة التناقض الظاهري paradox في المانشيت المثير قائلاً (الجنوب أخرج الشمال من الدنيا صفر اليدين ويريد الآن أن يخرجه من الدين). وفي مقاله المذري تعنى(عودة الوعي) الإنفصال والتجذر والدياسبورا والشتات ويعني أن يحتل (إبن أخته) مكاناً في التاريخ (بتحريره للشمال من الاستعمار الجنوبي الجاثم علي صدره والذي يصر علي إذلاله وتدميره). وفي غضبه مضريه مذعورة يصيح الطيب مصطفي (لقد آن الأوان للرئيس أن يُعْمِل قناعاته القديمة التي صرَّح بها علي رئوس الأشهاد بأن يختار الانفصال علي استمرار الحرب بعد أن تعذر السلام). وهو يقصد دون مواربة بعد أن تعذر الوصول لإتفاق ثنائي وشراكة إستراتيجية مستدامة وزواج كاثوليكيي يُحرِّم الطلاق وتعدد الزوجات لاقتسام السودان مع الحركة الشعبية علي حساب عموم أهل السودان.وفي (إنتفاخة الهر) وفي بلاهة مشوبة بالخبل ينصح الطيب مصطفي وبلا حياء رجل القرن والمرحله الشيخ الدكتور حسن الترابي سجين نظام عائلة الطيب مصطفي وأبن أخته وحفنة الشموليين الأغرار (بألا يسمح لبعض خفيفي التدين وأسري العصبيات الضيقة ممن يمثلون حزبه في الخارج بأن يحرجوه ويشوهوا تاريخه ويسرقوا حزبه ويعبثوا بمرجعيته الإسلامية) في إشاره للمجاهد بالمنفي الدكتور علي الحاج محمد وصحبه الميامين. وصدق رسول الله (ص) عندما قال (إذا لم تستحِ فأصنع ما شئت). وخسأ الطيب مصطفي وجماعة المنافقين باسم الدين والدجالين وكهنة النظام الحاكم وكهنوت (الكيان) الضرار المتاجرين باسم الدين. ولعله من خطل القول أن ينصح الطيب مصطفي المحتاج بالفعل إلي من ينصحه وبهذه الصورة المبتذلة أحد أشهر سجناء الرأي المحبوسين علي مر التاريخ دون جريره وبلا تهمه ليبقي الزعيم الوحيد القابع في سجون النظام اللعين لاكثر من ثلاث سنين. وهو العاطل عن المزايا والمتجرد إلا من (خئولة المصلحة) و( النفوذ) حيث ظل يجاهر تحت حمايتها وبأعلى صوته علناً بالانفصال مما يُدْخِل في طائله (الخيانة العظمي) .ولكنه المتعجرف والمنتفخ الذي لا يماثله في النظام إلا الخليفة والذي هو خاله كما يقول الفرزدق في بيته المستعصي علي الأفهام (وما مِثْلُه في الناسِ إلا مُمَلَّكاً/ أبو أُمِّهِ حتى أبوه يُقارِبُهْ) وفي ذلك يشبه الطيب مصطفي ممثل نظام العائلة بالإضافة الى جلاوزه النظام وأزلا مه وجلاديه غلمان بني أمية في عهد هشام بن عبد الملك عندما وضع شيخ زمانه الإمام يحي بن زيد بن علي بن أبي طالب في غياهب السجون ظلماً ليصيح في غضب الشاعر الفحل عبد الله بن معاوية في وجه بني أمية (كلابٌ عَوَتْ لا قَدَّسَ اللهُ أمرها/ فجاءت بصيدٍ لا يَحِلُ لآكِلِ).
    وحول البروليتاريا القاصرة أو الطبقة العاملة اليتيمة يقول الشيوعي الوصي كارل ماركس (إنهم لا يستطيعون تمثيل أنفسهم. ولهذا يجب تمثيلهم) وهكذا وعندما أقصي النظام الحاكم كافة القوي السياسية بأحزابها التاريخية الكبرى من محادثات السلام بدافع الوصايا (والحق الإلهي) Rights Divine كان يعيد مرة أخري التفسير المادي (لاغنام) البروليتاريا الجدلية في التاريخ الماركسي. (ولأن الرأي العام السوداني والحق السوداني والحكمة السودانية وكلها روافد للعملية التوسطية لا يملكها النظام) كما تقول الأستاذة رباح الصادق المهدي في مقالها الرصين تحت عنوان (أعد كتابة وثيقة الإجماع أيها المؤتمر الوطني) بجريدة الصحافة بتاريخ 26يوليو الجاري أهملت الحكومة تسفيهاً منها الرأي العام وغمطت حقوقه وأضاعت الحق السوداني بالتهور والهرولة وتغييب الحكمة واستخدام وسائل استعارة النص بلا مؤلف وعرض الفلم بلا كومبارس وبلا جمهور. وذلك (لأن الحكومة تريد سلاماً من نوع خاص أشبه ما يكون بالتعديل الوزاري بحيث يُبقي علي مشروعه وهيمنته ومؤسساته المسجلة) كما جاء ببيان الحزب الإتحادي الديمقراطي بجريدة الصحافة في 15 يوليو الجاري. ولأن النظام الحاكم (صار يتصور مستقبل البلاد بعد اتفاقية السلام في شكل تحالف ثنائي بينه وبين الحركة الشعبية في حكم ثنائي للبلاد) اقصاءاً منه للقوي الأخرى الحقيقية والحية واستخفافاً بأهل السودان كما يقول السيد/ الصادق المهدي إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة التاريخي غير المزيف في مقاله (نظام الإنقاذ يتيم تخلي عنه صُنَّاعه) والذي صدر مؤخراً بجريدة (الحياة اللندنية).
    وفي ذات السياق المتمثل (في تغيير التركيبة الحاكمة حالياً واعادة هيكلة وبناء السودان الجديد علي أسس ديمقراطية وحدويه عادله) كما جاء في بيان الحزب الإتحادي الديمقراطي سالف الذكر يقول السيد/ الصادق المهدي رئيس الوزراء المنتخب السابق حول الخيارات المتاحة للنظام في ظل مطالب القوي السياسية السودانية والمجتمع الدولي والإقليمي أن علي النظام الحاكم الخيار بين العودة إلى (سياسات الإقصاء والتعبئة والاستعداد للتبعات) تلك التبعات التي وصفها الدكتور منصور خالد وزير الخارجية الأسبق في سياقٍ آخر (بيوم الحساب) أو (تنحي النظام عن الحكم) كما يقول الصادق المهدي (أسوةً بما حدث في هاييتي عام 1999 وما حدث بليبيريا) إشارةً الي تشارلز تايلور الذي يعد عدته للرحيل الأبدي الي ابوجا بنيجريا. وجعل الصادق المهدي الخيار الثالث وسطاً للنظام الحاكم مثل المنزلة بين المنزلتين عند المعتزلة مطالباً في تفسيره للخيار الثالث الحركة الشعبية (باستثمار أخطاء النظام وأنفعالاته في الطريق إلى حل إقصائي برافع دولي) أو استمرار الحركة في (الاحتكام إلى رأي القوي السياسية السودانية غير المشاركة في التفاوض) في اشاره واضحة للمضي قدماً نحو عزل النظام الحاكم عبر تعزيز أطر تحالفات الحركة مع القوي السياسية الحقيقية في (إعلان القاهرة) و(ورقة لندن) و(إعلان الخرطوم) ومن واقع مأساة النظام الذي (يستنصر نفس القوي التي أستصرخها بالأمس) كما تصفه برصانة الأستاذة رباح الصادق المهدي في مقالها آنف الذكر والذي يرفض عنوانه ميكافيليا (وثيقة الإجماع الوطني) المطروحة من قبل النظام الحاكم والتي أعادت أذهان القوي السياسية الكبرى والتاريخية إلى (سنه أولي سياسة) وإلي المدارس الإبتدائية عندما كنا ننشد في براءة الأطفال (برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا) لترد أول الردود علي وثيقة الإجماع الوطني للنظام الحاكم من الحزب الإتحادي الديمقراطي أعرق الأحزاب التاريخية كما جاء بجريدة الحياة السودانية في 26 يوليو الجاري ليقول لسان حالها (ُمخطئٌ من ظن يوماً/ أن للثعلب ديناً) ولأن الحيلة لا تنطلي علي أحد أُسْقِطَ في أيدي النظام ولأن أول الغيث مطر رفض الحزب الإتحادي الديمقراطي العريق ذي الجذور التاريخية العميقة (وثيقة الخداع الوطني) لأنها (لا تمثل إجماع السودانيين ولا تمثل الطرح الصحيح لتجاوز الأزمة السودانية) ولأن النظام الحاكم لا يتخلي عن عقليته الشمولية التجاوزية الاستئصالية رأي الاتحاديون بأنه وللخروج من الأزمة (لابد من تجاوز التفكير الثنائي لتجاوز المأزق).ورأي حزبي الأمة (الحقيقي) والمؤتمر الشعبي لسان حال الحركة الإسلامية العزوف عن المشاركة الجسدية مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يصول بلا كفٍ ويسعي بلا رجل.
    وتجاوز الشموليون فهم طبيعة الزعيم سيد احمد الحسين القطب الاتحادي ووزير الداخلية الأسبق وتركيبته الوطنية ولخفتهم وهرولتهم حاولوا غزوه في عقر داره ظناً منهم بان الرجل يستميلهم ويغازلهم رغم انه وبتصريحاته النارية ضد مهزلة وثيقة ناكورو كان يمارس هواياته التاريخية في عشقه لوطنه وبنفس الكيفية التي كان يجابه بها علي الطرف الآخر أصنام الفيتوري المتكلِسَّة من جهه(كلما نصَّبوا صنماً / قلت قلبي علي وطني) وأصنام عمر أبو ريشه النجسه من الجهه الأخري (وطني كم صنمٍ مَجَدْتِه/ لم يكن يحملُ طُهرَ الصنمِ) ولهول المصيبة التي حملتها (وثيقة ناكورو) المطروحة للبيع في الساحة الدولية والمعدة سلفاً (لقسمة الوطن) والتي يناسبها وصف الدكتور الطيب زين العابدين بالرأي العام (بالقسمة الضيزي). وبعد أن أصبح شعب السودان (ملطشة) بين (مرزبة) من لا يملك (ومقصلة) من لا يستحق وبعد عَدْو الذئاب المُجَلِّحه عندما اصبح الراعي عدو الغنم تفاعل سيد أحمد الحسين بحسه الوطني مع الأرقام الفلكية التي تضمنتها وثيقة ناكورو وإن غابت عن ناظريه آثار أقدام النظام ولهاثه خلف محتويات (الوثيقة) في سبيل الشراكة المستدامة والحكم الثنائي لمزاولة هواية إستعباد أهل السودان .وعندما أضحت الشراكة المستدامة بين النظام الحاكم والحركة الشعبية مستحيلة (كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً) نكص النظام المتآمر علي عقبيه وقد تمثل بغواية وتخزيل الشيطان(إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئٌ منك إني أخاف الله رب العالمين) خوفاً وهروباً من محاكمة التاريخ في ظل رفض وغياب الضمانات والحماية الدولية للشراكة الشمولية والحكم الثنائي الاستبدادي المطلق والذي أستنكره حتى وزير خارجية النظام الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل وقد شهد شاهد من أهله عندما أعلن إعترافاً منه وعلي رئوس الأشهاد بجريدة الصحافة بتاريخ 28 يوليو الجاري وعلي إستحياء لقد (آن للسودانيين أن يودعوا الشمولية للأبد).
    ولان الحركة الشعبية (لن تسعي إلي شراكة قائمة علي نظام شمولي) كما يقول ياسر عرمان بصحيفة الحياة السودانية بتاريخ 28 يوليو الجاري .ولأن رأي الحركة الشعبية (إستقر علي أن الحل الشامل للمشكل السوداني لا يبدأ باستئصال أي اتجاه سياسي بما في ذلك الاتجاه السياسي الاسلامي) كما يقول العلامة المفكر والسياسي العريق الدكتور منصور خالد وزير الخارجية الأسبق في مقاله بجريدة الأيام بتاريخ 24 يونيو المنصرم تحت عنوان (مشاكوس خارطة الطريق الوحيده لقبول النظام وطنياً وتطهيره دولياً).ولكن نظام الإنقاذ الشمولي الإستئصالي الإنعزالي المتاجر بقضايا الوطن وبعد أن َمثُلث أمامة جدلية التطهير الدولي وجنحت أمام ناظريه (نظرية) الشيطان يكمن في التفاصيل إستقر به المقام بعد أن تقطعت به الأسباب أمام نظرية الشيطان الآخر في التنصل والتولي والهروب (فلما كفر قال إني برئٌ منك إني أخاف الله رب العالمين).عندما أراد أن يتحلل من أسرار (الغموض) التآمري لتمكين الشمولية والقهر والاستمرار في توطين عبودية الشعب السوداني وإذلال القوي الوطنية عبر آلية الشراكة المستدامة والتحالف الثنائي مع الحركة الشعبية ولأن النظام الحاكم يريد أن يظل والي الابد وحده (لا شريك له) منح الحركة الشعبية في الوثيقة وإلي حد الدهشه أكثر مما خطر علي قلب بشر حتى تباشر معه الشمولية وتمضي معه يداً علي يد في طريق الإستبداد والفرعونية والعنترية والقهر. فقسمة صافي عائدات النفط تمنح الجنوب (النصف) بواقع 2% للولايات المنتجة للنفط زائداً 48% لحكومة الجنوب.وتمنح الوثيقة أيضاً حكومة الجنوب نصيباً ضخماً من إيرادات الحكومة الاتحادية لتغطية (إنفاقها العام) خلال سنوات المرحلة الانتقالية الست بأرقام فلكية تبلغ (210 مليار دينار) بالإضافة إلى 345.5 مليار دينار أخري (كنفقات لإعادة البناء والتنمية والإندماج) وتعادل هذه المخصصات (خارج حصة الـ 50% من صافي إيرادات النفط) مبلغ 555.5 مليار دينار تعادل حوالي (2.5 مليار دولار) خلال 6 سنوات هي عمر المرحلة الانتقالية خاضعة للتعديل وفق آلية حركة معدلات التضخم كما تفيد الوثيقة.حتى إذا ما تم حصر (الكتلة النقدية) ومراجعة حجم المطبوع الفلكى من (الأوراق المالية) ربما أدي الأمر إلى انخفاض قيمة الدينار السودانى تجاه الدولار بصورة درامية وتعديل سعر الصرف الى خمسمائة دينار أو ألف دينار مقابل الدولار لتبلغ هذه المخصصات للجنوب 5 مليار إلى 10 مليار دولار بدلاً عن 2.5 مليار دولار. وتتحمل الحكومة الاتحادية بعد كل هذه الأريحية نفقات تمويل قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان خلال المرحلة الانتقالية ولمدة ست سنوات بعد تكريس جيشين وكيانين منفصلين باسم استفزازي جديد وهو (القوات المسلحة لتحرير شعب السودان).
    وبعد كل هذه الأريحية الحاتمية تصبح إيرادات الولايات الجنوبية خالصةً سائغه لحكومة جنوب السودان لا يشاركها فيها أحد. ويجوز لحكومة الجنوب ببنكها المركزي المنفصل والمستقل جلب أموال إضافية أخري عن طريق الاستدانة من الخارج واستخدام تلك الأموال في ولاياتها وليس توالياتها وذلك حتى يقتصر التمويل الأجنبي علي الجنوب وحده أما البنك المركزى باذخ (الأُبُهَّه) والذي بناه صابر محمد الحسن على مشارف ضاحية المقرن والذى يشابه (صرح فرعون) عندما طلب من هامان بناءه فسوف يبقى مثل (جمل الطين) فى بلادٍ هدها الفقر ولا تزال تشد الأحزمة علي البطون .وسوف يكون لحكومة جنوب السودان صندوق يسمي (صندوق إعادة بناء وتنمية جنوب السودان) ويقتصر علي الولايات الجنوبية في البناء والتنمية والتعمير. أما صندوق الحكومة الاتحادية وهو (الصندوق القومي لإعادة البناء والتنمية) فيقوم بواجباته في تنمية بعض الشمال وكل الجنوب. وبالمقابل وعلي الطرف الآخر يمنح مقترح وثيقة ناكورو جنوب النيل الأزرق زائداً جبال النوبة خلال فترة سنوات المرحلة الانتقالية الست 44.6 مليار دينار تعادل حوالي 170 مليون دولار بواقع 28 مليون دولار لكل سنة. ويعد هذا لأهالي النيل الأزرق وجبال النوبة عنصرياً وأنتقائياً وأستلابياً بمثابة (فستق العبيد) peanuts مقابل الصيد الثمين Big catch للسادة الجنوبيين القادمين.
    ويبدو مقترح وثيقة ناكورو والذي تبدو علي بنوده بصمات الأيادي القذرة مثل وثيقة استسلام ألمانيا النازية لقوات الحلفاء عقب نهاية الحرب الكونية الثانية عندما قامت ألمانيا بتسديد مليارات الدولارات المقتطعة من قوت أبنائها ولعدة أجيال في شكل هبات وتعويضات عن جرائم الحرب النازية في أروبا ومعسكرات الاعتقال والهلوكوست Holocaust بهدف تعويق ألمانيا وحصارها من النمو والتحرر الاقتصادي والازدهار الاجتماعي والوئام الوطنى وبالمقابل تهدف وثيقة التآمر الممهوره بناكورو إلي وضع الجزء الشمالي من السودان في عنق الزجاجة bottle neck لتستمر أجياله المتعاقبة وأطفاله الزغب الحواصل في دفع قوتها وشد أحزمتها علي البطون واحتساء الأنيميا والدرن و(توطيد) الجهل و(توطين) الأمراض المستعصية والبقاء إلى الابد تحت خط الفقر poverty line ودفع هذا الثمن الباهظ بالتمويل بالعجز وأقتطاع قوت أجيال المستقبل لتنمية الجنوب وإرضاعه تحتياً واجتماعيا وسياسياً وعسكرياً حتى يشب عن الطوق وينمو(بغلاً) متشحماً ليعلن الإنفصال وليتمكن في زمنٍ لاحق من اجتياح الشمال عندما تمزقه الحفنه الشمولية المتقمصة لشخوص وعقلية (شارلز تايلور) و(صمويل دو).

    28/7/2003م
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك08-13-03, 07:20 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك08-31-03, 07:08 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك08-31-03, 10:14 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-03-03, 10:04 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-06-03, 06:58 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-08-03, 06:08 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-09-03, 11:48 AM
  Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان الكيك09-09-03, 11:50 AM
    Re: فتنة السلطة .....الهمز واللمز بين الاخوان adil amin09-09-03, 12:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de